اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

للبحث و النقاش: نظرية التطور واقع ام خرافة؟ علم ام هرطقة؟


شخص

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و جزاكم الله جمبع كل خير.

 

نظرية التطور...

ان أردت احتداث جدل و اثارة التحفظات في العصر الحديث ربما لا يلزمك الا ان تذكر اسم هذه النظرية و ستتحول اي جلسة الى ساحة حرب.

ربما هذا لأن الموقف العام لدى الغالبية المتدينة تجاه هذه النظرية هو الموقف الدفاعي, و ربما هذا لأن هذه النظرية في أعين الكثيرين تمثل بديلا عن "الله" و بالتالي فهي تمثل تهديدا صارخا تجاه عقيدتنا و مبدئنا يجب ازالته باي ثمن.

هذا الموقف الدفاعي هو ما يدفع الكثير منا الى محاولات يائسة لمحاولة صناعة اي مرجعية لحكمه المسبق, و ربما مفاهيم الأعماق عند بعض عوام الناس من أن الغرب هو المتقدم و عقدة النقص تجاه الأجنبي هو ما أدى ببعض أفراد أمتنا الى اتخاذ كلام أي شخص أجنبي مرجعا لحكمه لمجرد كون الاجنبي أجنبيا مما ملأ الانترنت مقالات متناقلة عن "عالم أمريكي يكفر بنظرية التطور" "الاوروبييون انفسهم ينبذون التطور" او من هذا القبيل, بالاضافة الى الكتابات المملوؤة بشتى انواع المغالطات كالتماس للمشاعر و التحريف و النشكك الشخصي و غيرها (مثال على هذا تكرار مقولة ان التطور هو ان الانسان اصله قرد و الحقيقة انه لا احد قال بهذا من دعاة التطور أبدا!!).

و الخطأ في هذا المنهج واضح و المصائب الذي يجره هذا المدخل كثيرة فمن ما جره علينا هذا المنهج هو أنه جعل وجهة نظرنا رهينة آراء غيرنا و تثبت لدينا التواكل على الغرب و التقاعس عن ايجاد قاعدة صلبة متينة لبحثنا.

فالكثير من الغربيين الذين يعادون نظرية التطور هم من المسيحيين الاتجليين المتشددين و معروف لدى الجميع تخبط المسيحيين على مر التاريخ أمام كل نظرية علمية و اكتشاف جديد كيف لا و ان دينهم اعيد تدوينه على اساس فهم رهبانهم في العصور التاريخية حيث لم يعد دينهم الا وليد تحريف مقصود و غير مقصيد مكرر على مر قرون من الزمان, ان هؤلاء يحملون تصورا عن الخالق بأنه اقرب ما يكون الى رجل ملتح عجوز في السماء يلعب بالصلصال و العياذ بالله تعالى الله عما يصفون و هذا بالطبع مناقض لتصورنا الصائب عن الخالق من كونه واجب الوجود و بالمقابل هنالك من الغربيين (و الشرقيين) من نصب عمره لخدمة هذه النظرية لانه يتوهم بها حلا للعقدة الكبرة و بديلا عن "الاله" و نحن بدورنا يجب ان نتحرر من هذين الطرفين فلا نتبع الطرف الاول شبر بشبر لانه يقيدنا بتصوره المناقض لعقيدتنا و لا نتبع الموقف الدفاعي تجاه الطرف الثاني فنضع ديننا في منصة الاتهام (و بالطبع لا نتبع الغربيين الذين يويدون النظرية لمجرد كونهم غربيين كالمضبوعين).

 

ان بحث نظرية التطور قد يسهل لو قسمنا البحث الى قسمين الاول هو بحث نظرية التطور من كونها نظرية و قدرتها على ان تفسر واقعا و هذا بحث علمي اي يتبع طريقة البحث العلمية القائمة على اساس التجربة و المشاهدة و الاخر هو بحث النظرية كحل للعقدة الكبرى و هذا بحث عقلي يتبع طريقة البحث العقلية.

 

حبذا لو اطلعتم على هذه الصورة التي توضح بشكل جميل لطريقة البحث العقلية*:http://postimg.org/image/f93hfu4a3/

 

و لنبدأ بالتعريفات.

التطور...نعني بهذه الكلمة هو أن توزع الجينات يتغير على مدى الزمان مع توالي الأجيال و هذه حقيقة محسوسة (أنت تختلف عن أبيك و أبوك يختلف عن جدك و على مستوى اكبر فان كل جيل جديد يجمل صفات جديدة مختلفة عن سلفه ).

هذا التطور أما نظرية التطور, فهي مجموعة كبيرة من الافكار تفسر مجموعة من المشاهدتات (نظرية بالمصطلح العلمي هي فكرة تفسر أكثر من واقعة او مشاهدة مرة واحدة).

 

و لننظر الى المشاهدات (الوقائع المشاهدة) التي تزعم هذه النظرية تفسيرها (على سبيل المثال لا الحصر) من هذه المشاهدات الأحافير, الاحافير تظهر لنا ان الكائنات الحية في الماضي كانت تختلف عن الكائنات الحية الحالية هذا الامر يبدو بديهيا و لكن قبل 200 سنة كان هذا الامر جنونيا حيث كان التفسير الوحيد لاحافير الديناصورات هو انها عبارة عن مجرد عظاءات عملاقة و ظل هذا حتى تزايد اكتشاف احافير الديناصورات ثنائية السيقان الأمر الذي جعل العلماء يتقبلون فكرة ان الكائنات الحية القديمة متشابهة مع الحالية في بعض النواحي ككون الديناصورات من الزواحف الا انها حيوانات مختلفة اخذ كثير منها منحى في التنوع لا نكاد نتعرف عليه و الامر هو ان تلك الكائنات الحية القديمة كالدينوصورات كلها منقرضة. بالاضافة الى هذا فان الاحافير كمثال دلتنا على ان الحيتانيات في فترة من الزمان كانت تمشي, هذا الفرض كان موجود عند العلماء لان الحيتان عندها ما يمثل عظام حوض و اطراف خلفية الا انه لم يكن الا في الوقت القريب و مع اكتشاف احافير لحيتانيات عندها الاطراف ظاهرة اكثر و اخرى اقدم عندها الحوض اظهر و عندها عظام كاحل كالمميزية لذوات الاظلاف.

ثم هنالك مشاهدة اخرى و هي التنادد و هي ظاهرة تشابه الكائنات الحية ككل بجينات و صفات معينة كمثال الاطراف الامامية, نحن كبشر نتشارك مع القطط كما نتشارك مع الخفافيش و الحيتان باننا جميعا لدينا اطراف أمامية و ان هذه الاطراف كلها متشابهة بالتركيب (عظمة طويلة متصلة بعظمتان انحف متصلتان بعظام الرسغ و من ثم الاصابع) مع ان كل من تلك الكائنات الحية تستخدم هذه الاطراف بشكل مختلف. هذا و ان نظرة الى المخلوقات ترينا انها تتكون من ذرات و جزيئات مثل كل شيئ اخر في هذا الكون. و كما اننا نستدل على الاباء من تشارك جيناتهم مع الابناء فاننا يمكن أن نستدل على ان جنس معين من الحيوانات له علاقة بحنس اخر و انه اقرب اليه من غيره من نسبة الجينات المشتركة.

أمر اخر من المشاهدات هو الجغرافيا الحيوية, الحيوانات المتشابهة عادة ما تتواجد في مناطق قريبة من بعضها و هذا تفسره النظرية بكون التطور الحيوي مدفوع بالتغير الجغرافي فالحيوانات التي تعزل بالتضاريس الحغرافية تاخذ مسارها التطوري الخاص, كمثال الحيوانات الجرابية هذه الحيوانات يمكن ان ننجدها في مناطق مختلفة الا ان توزعها غير متكافئ و المكان الاكثر احتواءا لها هو استراليا حتى لاحافيرها, فلماذا استراليا عندها هذا الكم من الحيوانات الجرابية كالكنغر و الكوالا و الومبت في حين أن مكان كامريكا الشمالية فقط عندها الابوصم؟ الاحافير دلتنا أن احد اسلاف الجرابيات ذهب الى استراليا قبل 30 ملايين سنة قبل انجراف القارات و اهم من هذا انه و بعد انجراف استرالية كجزيرة منفصلة ظهرت الوحشيات الحقيقية على القارات الرئيسية و سرعان ما فاقت الحيوانات الجرابية في حين أن استراليا استمرت بالابتعاد مكونة ملاذا للجرابيات. مثال اخر على الجغرافيا الحيوية هو شرشوريات داروين حيث شاهد داروين فصائل الشروريات المختلفة في جزر غالاعابوس و لاحظ انها لم تكن متشابهة مع بعضها البعض فحسب و انما تتشابه ايضا مع الشروريات في امريكا الجنوبية فوضع فرضية ان الشروريات منحدرة من اصل واحد كان على اليابسة الرئيسية لامريكا الجنوبية ثم بعد انفصال الجزر اخذت تطور بمسار خاص لتكون اكثر تكيفا مع بيئتها, فرضية اكدها الفحص الجيني الحديث.

و اخيرا من الوقائع التي تفسرها النظرية هي المشاهدات المباشرة, نعم اننا شهدنا التطور يحدث امام اعينا, احد اوضح و اسرع التغيرات التي يمكن مشاهدتها هي مقاومة الادوية و الكيماويات احد اشهر الامثلة هو ما حدث عند استعمال مبيد الدي تي تي في قرية في الهند حيث لوحظ ان المبيد قضى على 95% من الباعوض و لكن ال5% المتبقية تكاثرت و حين استعمال المبيد مرة اخرى لوحظ انه قضى على 48% فقط و هكذا صارت النسبة تقل و تقل مع كل استخدام اي ان الاجيال اللاحقةتطورت اي انه اصبح عندها عندها صفة مقاومة المبيد و بموجب الانتخاب المفروض عليها اصبحت هذه الصفة هي الاكثر انتشارا بعض ان لم تكن الا نسبة قليلا, و هنالك امثلة اخرى اكثر جلاءا على صفات اكبر و على حيوانات اكبر كمثال في عام 1971 قام العلماء بنقل مجموعة من سحالي الحائط الايطالية الى سواحل جزر في كرواتيا و لوحظ ان الاجيال اللاحقة من هذه السحالي اظهرت تغيرات هائلة فمثلا السحالي الاصلية كانت تتغذى على الحشرات و لكن الاجيال اللاحقة اصبحت تتغذى على المصدر الغذائي الاكثر توافرا في هذه الجزر الا و هو النباتات و تغيرت اجسادها للتكيف مع هذه الحمية الجديدة فلوخظ انها طورت عضلات بين امعائها الدقيقة و الغليظة مكونة حجرات تخمير لهضم النباتات بالاضافة الى ان رؤوسها اصبحت اعرض و اطول.

 

كل هذا امثلة على مشاهدات و وقائع, و نظرية التطور تنجح نجاحا كبيرا في تفسيرها فالنظرية تنجح بشكل منقطع النظير في تفسير تنوع الكائنات الحية و الى حد ما في تفسير ظهور الحياة, بالطبع هذا قد يكفي العلماء الغربيين لتفسير هذه الظواهر لانهم يحملون مفهوم العلمانية بالعلم و لكننا نحن المسلمين يجب ان لا ننسى اننا نومن بوجود خالق و عادة اول امر يتبادر على ذهن المسلم حين بنظرر لتلك المشاهدات هي انها من تقدير الخالق و ان الله خلق كل كائن على حدى و قدر ان تكون متشابهة و متشاركة بالجينات و ربما هذا ما يجعل الكثير يتحفظ حين ذكر النظرية. و لكن في الحقيقة ان فرض أن الله خلق كل مخلوق على حدى او كيفية الخلق بحث في ما لا يدركه العقل و لذا فان العلم فيه لا يكون الا بالوحي اي القران و السنة و هي مسألة بالاعتقاد فتأخذ من الادلة القطعية و لو نظرنا الى القران و السنة فبحسب اطلاعي فالله سبحانه و تعالى لم يفصل لنا كيفية الخلق الا في حالة الانسان فالايات وردت في خلق سيدنا ادم اول البشر حيث بينت بوضوح انه لم يكن نسلا من مخلوق اخر و انما شكله الله من طين فهذا ما يجعلنا نستثني الانسان من نظرية التطور بشكل خاص حتى لو كان يتشارك ب90% من جيناته مع القرد و 50% منها مع ذبابة الفاكهة فانه ليس من نسل مشترك معهما لان الله اخبرنا كذلك, و لكن بالرجوع الى الايات فان خلق ادم كان فيه تكريم اليه اقصد انه خلقه الله بيده من طين فهذا يرشدنا الى ان الكائنات الحية (الارضية) لم تخلق كخلق ادم و بالتالي فلا تعارض بين نظرية التطور و ان الكائنات الحية الاخرى تناسلت من اصل واحد و لا حتى ظهور الحياة من الارض نفسها بل و ربما تكون الايات مرشدة لها و الله اعلم.

و النظرية لو درسناها في ظل ايماننا بالله و انه خالق فاننا لن نرى تعارض بينها و بين نسبة الخلق لله كما لا نرى تعارضا من ان كل البشر اليوم هم خلق الله مع انهم وجدوا بالتناسل وفق سنة الله اي لم يخلق كل واحد على حدى كخلق ادم فالله سبحانه و تعالى و هو من وضع هذه السنن و القوانين لضمان سير الكون سيرا دقيقا كاملا و هذا من ادلة عظمة الله لا العكس فنحن لو نظرنا الى ما يصنعه الانسان من اجهزة و برامج كلها تحتاج متابعة و صيانة و تطوير دائم في حين ان خلق الله كامل يحمل مقومات الاستمرار و التطور بذاته نظاما كاملا بديعا و هذا من عظمته سبحانه و تعالى لا العكس.

 

و هنا ننتقل الى القسم الثاني من البحث و هو نظرية التطور كحل للعقدة الكبرى, لقد حاول فلاسفة الشيوعة اتخاذ التطور المادي تفسيرا للعقدة الكبرى الا ان فشلهم انهم افترضوا ازلية المادة و اتخذوها مسلمة بنوا عليها بحثهم و هنا الخطأ فنظرية التطور لا تفسر وجود شيئ من العدم و لكن تفسر تطور او تغير شيئ على مدى الازمان و هنا ايضا يخطئ بعض ادعياء العلم من الغربيين و نشهد تخبطهم في ان التطور هو من سنن هذا الكون اي هو جزء من الكون الانسان و الحياة و هي محدودة و تطلب ان توجد من قبل واجب الوجود و نرى تخبطهم اكثر حين يريدون ان يفسروا وجود الكون "بالعلم" و هنا يقصدون انهم يريدون يفسروا وجود الكون دون ان يقولوا خلقه الله (فهذا غير علمي!) و لكنهم يخرجون عن طريقة البحث العلمي فيخرجون لك بفرضيات كفرضيات النموذج الدوري او الاكوان المتعددة و التي هي اقرب الى الفلسفة منها الى العلم و كلها لا تخرج عن صندوق "الكون و الانسان و الحياة" المدركة بمحدوديتها اي انها تطلب موجد خارجا عن هذا الصندوق واجبا للوجود يوجدها و هذا على كل غير نظرية التطور.

 

هدانا الله الى الصواب.

--

*هذه الصورة ترجمتي تجدون الصورة الأصلية هنا https://commons.wiki..._and_Theory.svg

رابط هذا التعليق
شارك

أؤيد أكثر الأفكار الواردة مع لفت النظر أن نظرية التطور تبقى نظرية لها ما لها و عليها ما عليها، بمعنى أن هنالك أدلة تؤيدها و أدلة أيضا كثير ضدها، إلى أن تبرز نظريات أخرى تفسر هذه الأدلة، مع العلم أن هنالك مثلا نظرية التطور الذكي أو التصميم الذكي -إن لم تخني ذاكرتي- و التي تقول أن هذا التطور يحتاج توجيها ذكيا و لذلك قال بعضهم أنه "تطوير" و ليس "تطور".

 

و الأهم من ذلك و أؤكد على نقطة قد ذكرت في المقال، هذه النظرية لا تنفي و لا تثبت و ليس لها علاقة بإثبات أو نفي وجود خالق بل بالعكس قد تكون دليل على توجيه مبدع لعملية التطور في حال وجود هذا التطور.

 

كما أؤكد أن الإنسان معزول عن هذه النظرية كليا.

 

و شخصيا أقول ملخص ما وصلت له من بحثي، لا يوجد الأن نظرية تفسر وجود تنوع الكائنات و تشابهها بين بعضها البعض، و نظرية التطور لدي فيها كلام طويل في أمور لا تستطيع تفسيرها هذه النظرية، و التطوير -التصميم الذكي- أفضل منها و إن كنت أرى نظرية التصميم الذكي مزيج من القول بالخلق المباشر و التطور معا. و عودا على التطور فهي عندي عاجزة علميا و عقليا بكثير من النواحي (إلى الأن) كتفسير فطرة الكائنات أي البعد المعرفي لدى الكائنات و تفسير تناظر الشكل الخارجي للكائنات و عدم تناظرها داخليا، و من الناحية الشرعية لا يوجد أيضا أدلة شرعية على الخلق المباشر إلا للإنسان و ممكن بعض الأنعام، طبعا مع التسليم بأن كل هذا الكون و أنظمته بما يحويه مخلوق لله عز و جل.

 

و بظني أن المجال مفتوح لتفكر الإنسان ليرى عظمة الله في خلق هذا الكون و هذه الحياة، قال تعالى: ( أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير ( 19 ) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ( 20 ) سور العنكبوت

 

كما أود أن أعلق على نقطة عجز المادة التي ذكرت من قبل الإخوة فيما سبق، هذه النقطة حقيقة ليس لها مكان في هذا البحث، فالبحث ليس أن المادة و نظامها مخلوقين فهذا لا خلاف فيه، إنما البحث هل نظام الكون المخلوق يسمح و قابل لتحويل الكائنات من شكل إلى أخر أكثر رقيا؟ فنظرية التطور تقول نعم نظام الكون يسمح بذلك و تأتي بشواهد معينة و تخفق في أخرى، فهي مجرد نظرية لبحث نظام الكون لا أكثر. و لا يضيرني هنا سوء الأخذ بها من قبل الملحدين و العلمانيين و سوء إستدلالهم بها لتؤيد مذاهبهم العقدية، فهي معزولة عن هذا كله!

 

و أنهي بقول الله تعالى: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ( 51 ) صدق الله العظيم، و هنالك أوجه لتفسير هذه الأية و لكن ما أستشفه منها الخلق المباشر تم للسموات و الأرض من ناحية و الإنسان و الجن من ناحية أخرى و لا أفتي، هذا و الله أعلم.

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزي البراء و ألب أرسلان:

الوقوف موقف الدفاع عن معتقد ما يعني أن هذا المعتقد غير مقنع و بالتالي لا يصح أن يكون معتقدا. على كل ربما يقف العوام موقف المدافع عن الخلق أو عن أي شيئ من أحكام الإسلام أمام الحضارة الغربية لجهلهم و نحن هنا لسنا بهذا الصدد.

إن الحديث عن التطور و الخلق حديث ذو شجون فأنا سأتحدث هنا كوني مختص في مجال مقارانات المادة الوراثية (DNA) بين الكائنات الحية المختلفة و بين الأفراد المختلفين لنفس النوع.

 

لا يخفى على أحد أن نسب التشابه في المادة الوراثية بين الكائنات الحية المختلفة هي عالية تفوق 90% و 99% بين بعض الأنواع و نحن نعرف أن المادة الوراثية هي الأساس في تحديد صفات الكائن الحي إضافة إلى العوامل البيئية الأخرى التي تتدخل لتحديد بعض الصفات للكائن الحي. في الماضي حيث أن المادة الوراثية لم تكن مكتشفة كانت المقارانات بين الكائنات الحية أو بين الأفراد المختلفة للكائن الحي الواحد تتم بمقارنة الصفات الشكلية الخارجية، أما الآن و حيث أن المؤدي لتلك الصفات الخارجية هو رموز موجودة في المادة الوراثية (DNA) فأصبح إستخدامها كبديل عن الصفات الخارجية للمقارنة هو الأدق. أي أن المبدأ لم يتغير (أقصد هنا مبدأ مقارنة الكائنات الحية) و المتغير هو نوعية المعلومات المستخدمة للمقارنة.

لا بد من بيان نقاط أساسية في البحث:

 

1) المسألة هي بحث شيئ حدث في الماضي خلقا كان أم تطورا و هذا أمر غير محسوس بل إن المحسوس هو الحاضر .فالمحسوس هو وجود أنواع كثيرة من الكائنات الحية (Biodiversity) إضافة إلى تنوع في مجتمعات (و هنا لا أعني التعريف الإصطلاحي للمجتمع كما يتبناه حزب التحرير في أدبياته) مختلفة لكل نوع من أنواع الكائنات الحية. والمسألة هي كيف وجد هذا التنوع؟ خلقا أم تطورا؟<p>

<span style="font-size:18px;">2) لم تُبحث المسألة المذكورة في النقطة السابقة قبل حركات النهضة الأوروبية و لا في أي عصر بل إن المسيطر على عقول البشر كما يرد في كتب التاريخ المختلفة هو حتمية وجود خالق و كان الإختلاف في كيفية و ماهية الوصول إلى هذا الخالق. مما يجعلنا نربط بين: (1) فكرة رفض الدين المتحكم بالدولة (فصل الدين عن الدولة) أي فصل تحكم الخالق برعاية شؤون العامة التي نادى بها مفكرو عصر النهضة للتخلص من الحكم الديني و التي إمتدت بين القرن الرابع عشر ميلادي إلى القرن السابع عشر ميلادي، و (2) فكرة التطور التي أول من قال بها لامارك (قبل تشارلز دارون) في آخر القرن الثامن عشر و بداية اللقرن التاسع عشر.

3) القول بفكرة التطور هو نتاج غير طبيعي لفصل الدين عن الدولة لأن التطور هو نتاج طبيعي لفكرة b

تم تعديل بواسطه توفيق
رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الب أرسلان انت تؤكد أن الإنسان معزول عن نظرية التطور كليا ، أما غيره فليس عندك تأكيد

 

طيب .... يقول الله تعالى :

 

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) سورة البقرة

 

وحسب أمهات كتب التفسير فإن الله علّم آدم أسماء كلّ الأشياء ومن ضمنها أسماء الحيوانات

 

أليس هذا تأكيد على عدم وجود التطور ؟! أرجو أن تجيبني ولا تترك تعليقي يتيما كما تركته في موضوع (سُؤال يُطرح على الملحدين ولا يستطيعُون الاجابة عليه)

 

وبارك الله فيكم جميعا

رابط هذا التعليق
شارك

هذا إستكمال لما كتبته في المشاركة السابقة..................

 

لا بد من بيان نقاط أساسية في البحث:

1) المسألة هي بحث شيئ حدث في الماضي خلقا كان أم تطورا و هذا أمر غير محسوس بل إن المحسوس هو الحاضر .فالمحسوس هو وجود أنواع كثيرة من الكائنات الحية (Biodiversity) إضافة إلى تنوع في مجتمعات (و هنا لا أعني التعريف الإصطلاحي للمجتمع كما يتبناه حزب التحرير في أدبياته) مختلفة لكل نوع من أنواع الكائنات الحية. والمسألة هي كيف وجد هذا التنوع؟ خلقا أم تطورا؟

2) لم تُبحث المسألة المذكورة في النقطة السابقة قبل حركات النهضة الأوروبية و لا في أي عصر بل إن المسيطر على عقول البشر كما يرد في كتب التاريخ المختلفة هو حتمية وجود خالق و كان الإختلاف في كيفية و ماهية الوصول إلى هذا الخالق. مما يجعلنا نربط بين: (1) فكرة رفض الدين المتحكم بالدولة (فصل الدين عن الدولة) أي فصل تحكم الخالق برعاية شؤون العامة التي نادى بها مفكرو عصر النهضة للتخلص من الحكم الديني و التي إمتدت بين القرن الرابع عشر ميلادي إلى القرن السابع عشر ميلادي، و (2) فكرة التطور التي أول من قال بها لامارك (قبل تشارلز دارون) في آخر القرن الثامن عشر و بداية اللقرن التاسع عشر.

3) القول بفكرة التطور هو نتاج غير طبيعي لفصل الدين عن الدولة لأن التطور هو نتاج طبيعي لفكرة الإلحاد. و حيث أن فكرة فصل الدين عن الدولة فكرة مناقضة لنفسها فهي تحمل في طيَاتها فكرة عجز الخالق عن تدبير شؤون الناس و بنفس الوقت لا تنكر وجوده و بالتالي الأجدر بالنسبة لهم هو فكرة عبادة وهمية لرب وجوده وهمي (أي لا يترتب على وجوده أي إعتبار في الحياة) وبالتالي لا بد من تفسير شؤون الحياة من منطلقات أخرى تستبعد الرب.

4) الفكرة الوحيدة المناقضة للخلق هي فكرة التطور و هي بإختصار: أن أصل الكائنات الحية واحد تماما كما أن أصل المجتمعات المختلفة لنوع معين من الكائنات الحية واحد فإن جميع أصول المجتمعات التابعة للأنواع المختلفة تتبع أصل واحد و هو أصل الأنواع المختلفة. فمثلا الإنسان و الشمبانزي هما الأقرب لبعض من أي نوعين مختلفين و بالتالي حسب تاريخهما التطوري فإن لهما جد مشترك ليس بالإنسان و لا بالشمبانزي بل هو الجد الذي إنبثق عنه على إمتداد الزمن فرعين تخصص كل منهما بصفات تميزه عن الآخر حتى أصبحا نوعين مختلفين و بالتالي هكذا على مر الزمن سيأتي يوم تتميز فيه المجتمعات البشرية الحالية لتصبح نوعين أو أكثر يكون جدهم هو الإنسان.

5) الفكرة الواردة في 4 لا يجوز أن تلتقي مع فكرة الخلق بل هي المناقضة لها لأن الخلق يقتضي وجود خالق و مخلوق و هذا يقتضي أن الخالق هو القادر و المخلوق هو العاجز و هنا لا يستقيم أن نقول أن المخلوق يصبح قادرا بمشيئة الخالق في وقت ما ثم يصبح عاجزا في وقت آخر إضافة إلى أن المشاهد الحالي و المحسوس في الكائنات الحية أو حتى في أبسط مكوناتها كسلوك الماء أو حتى سلوك مكونات الذرة من إليكترونات و أنوية هو العجز و ليس المقدرة. فكل تفاصيل الحياة الحالية عاجزة و من أوجه العجز إنضباضها في نظام ما لا تقدر على الإنفلات منه أبدا و الأمثلة على ذلك كثيرة.

6) نقطة أخرى مهمة في البحث و هي التفريق ما بين التكيف (adaptation) و التطور. فالقول أن عدد معين من البكتيريا قاوم مضاد حيوي أدى إلى وجود نسل جديد من هذه البكتيريا مختلفة عن غيرها من البكتيريا و أن هذه أولى مراحل التطور لهو قول فيه مغالطة. لأن هذه العملية التي تحدث مع البكتيريا و غيرها من الكائنات الحية هي أمر محسوس و مشاهد و لكن هناك تحيز بتفسير المشاهدة بناء على التطور. فالتطور بالنسبة لهم حقيقة لا نقاش فيها و بالتالي فإن أي مشاهدة محسوسة يعمدوا على تفسيرها على أساس التطور و هنا يكمن التدليس بجعل التطور حقيقة يتم تفسير أي مشاهدة بحسبها و ليس العكس و ذلك لأن العكس لا يؤدي حتما لإثبات التطور بل يضع التطور واحد من السيناريوهات الممكنة لتفسير هذه المشاهدة.

كذلك الحال بالنسبة لأي مشاهدة أخرى سواء من الأحافير أو من تشابه عالي في ال (DNA) بين الإنسان و الشمبانزي و غيرها.

7) نقطة إضافية: لا يمكن عزل الإنسان عن بقية الكائنات الحية أي لا يستقيم الأمر بالقول أن الإنسان مخلوق بأدلة قطعية من القرآن و بالتالي يمكن للتطور أن يكون لكن لغير الإنسان لأن الفكرة وجود كائنات حية متنوعة و كثيرة و الإنسان إحداها و لا يستقيم الأمر بعزله.

 

هذا ما يرد في خاطري الآن....و الله المستعان

رابط هذا التعليق
شارك

أعلق على الأخ عبدالله بارك الله فيه، تعليم الأسماء لسيدنا أدم عليه السلام هو عملية منفصلة عن إيجاد الكائنات صاحبة تلك الأسماء، فمثلا -و لله المثل الأعلى- عندما يكون عندك طفل رضيع و يبدأ يكبر و تريد أن تعلمه أسماء الأشياء في المنزل فتقول له هذا مصباح و هذا تلفاز و هذا بابا و هذه ماما و هذه طاولة، هذه العملية التعليمية و التلقينية منفكة عن قضية من أين و كيف أتت هذه الأشياء كلها، فبعضها أتى بالتناسل كالأب و الأم و بعضها اتى قبل بعض و ليس بوقت واحد، أرجو أن يكون مثالي واضحا.

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا لهذا التصحيح أخ براء لأنني إستشكلته حقيقة

و بالنسبة للأخ توفيق فأقول أن برأيي أن ما تفضلت به صحيح و أحب أن أعلق على النقطة الخامسة و التي برأيي هي رد على التصميم الذكي الذي يأخذ به بعض المسلمين و يفرض بذلك أن الله عز و جل جعل لللمادة الوراثية قدرة على التحسن و الرقي و التطور في فترة أو لحظة لتعطي كائن أرقى، و لكنه في الوقت نفسه ليس ردا على التطور -برأيي- فالقول بالتطور يفرض أن للمادة الحية القدرة على التطور بظروف معينة و أن هذه القدرة ما زالت إلى الأن موجودة في هذه المادة و بالتالي علينا إيجاد هذه الظروف، بمعنى أن من نظامها المجبولة عليه التطور.

 

و أوافق الرأي بالنقطة السابعة، فحقيقة القول بعزل الإنسان ليس بذاك القوة و ليس قولا موفقا لمن يريد أن يتبنى نظرية مثل نظرية التطور.

رابط هذا التعليق
شارك

أعلق على الأخ عبدالله بارك الله فيه، تعليم الأسماء لسيدنا أدم عليه السلام هو عملية منفصلة عن إيجاد الكائنات صاحبة تلك الأسماء، فمثلا -و لله المثل الأعلى- عندما يكون عندك طفل رضيع و يبدأ يكبر و تريد أن تعلمه أسماء الأشياء في المنزل فتقول له هذا مصباح و هذا تلفاز و هذا بابا و هذه ماما و هذه طاولة، هذه العملية التعليمية و التلقينية منفكة عن قضية من أين و كيف أتت هذه الأشياء كلها، فبعضها أتى بالتناسل كالأب و الأم و بعضها اتى قبل بعض و ليس بوقت واحد، أرجو أن يكون مثالي واضحا.

 

أخي ألب أرسلان بارك الله فيك

 

أظنني فهمتُ مقصدك لكن ربما لم أوضح لك ما أردته من إسراد الآيات من سورة البقرة

 

حين أقرأ هذه الآيات فالذي أفهمه أنّ الله عرض تلك الأشياء والمخلوقات ومنها الحيوانات ، بغض النظر عن ماده الخلق وتوقيته ، فحين يقول سبحانه للملائكة أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء فإنه قبل ذلك عرضها على الملائكة ، وهذا يعني أنها كانت مخلوقة وموجودة ، فكيف يستقيم بعد ذلك أن نقول بالتطور؟

 

الآية تقول أن الله علّم آدم أسماء تلك المخلوقات التي لم تكن الملائكة تعلم بها ، وهذا برأيي قول فصل ينفي التطور ليس فقط على الإنسان ، بل على كل المخلوقات التي يشاهدها الإنسان.

 

ما رأيك ورأي الإخوة المشاركين؟

رابط هذا التعليق
شارك

تأملوا هذه الآيات

قول الله تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ

أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ

مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}

 

وقال تعالى (

مَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ *

إِنّي وَجَدتّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ

وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشّمْسِ مِن دُونِ اللّهِ)

 

قال تعالى (

(

فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا

يَبْحَثُ فِي

الْأَرْضِ

لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ))

 

قال تعالى (

حتى إذا أتوا على وادي النمل

قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم

لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )

 

تأملوا سلوك هذه الدواب والله أعلم أن الله خلقها وخلق سلوكها أيضا, لو تطورت من بعضها البعض لكانت متشابهة السلوك ولكانت قادرة على أن تغير سلوكها. وكل يوم يظهر لنا العلم الحديث مدى غرابة سلوك هذه الكائنات, لا تنظروا إلى شكلها ولكن إلى تفاعلها مع بعضها البعض. هناك فلم وثائقي رائع جدا عن النمل يبين مدى قدرة الله عزوجل في هذه الدواب. فهي تزرع وتربي الأجنة وتغزو وتأسر وتعد الجيوش وتقاتل وتحسب الوقت وغير ذلك. ودلافين البحر أيضا, والصقور في السماء. على ما يبدو والله أعلى وأعلم أن الله عزوجل خلقها وخلق سلوكها أيضا معها. ويقول العلماء لو انقرض نوع واحد من الكائنات في تربة الأرض لهلكت الأرض وأيضا لو لم ينقرض بل لو تغير سلوكه وبقي هذا الكائن لهلكت الأرض والله أعلم وهذه الآية توضح الكثير

(قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)

تم تعديل بواسطه جاسر
رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرجمن الرجيم

السلام عليكم و جزاكم الله جميعا خير الجزاء على حسن النقاش.

 

أولا احب توضيح أن هدف الموضوع بالدرجة الاولى ليس تنظيرا لنظرية التطور و لا دفاعا عنها وانما هو دعوة للبحث و النقاش لايجاد قاعدة صلبة منطلقة من وجهة نظرنا و مفاهيمنا المتميزة ننطلق منه في بحث مثل هذه النظرية و غيرها (و هذا الأمر يحتاج الى عقول مستنيرة مثلكم ان شاء الله).

 

 

وهذا برأيي قول فصل ينفي التطور ليس فقط على الإنسان ، بل على كل المخلوقات التي يشاهدها الإنسان.

 

بفهمي ان الاية دلت على أن الله سبحانه و تعالى عرض مخلوقات على الملائكة, ربما هذه المخلوقات من التي كانت موجودة و لا يتعارض أن تكون حتى من التي ستوجد فيما بعد (و ليست هذه مشكلة على كل حال), على كل فان نظرية التطور حسب الفكرة التي طرحتها لا تعارض مع كون كل شيئ مخلوق لله, فهذه المخلوقات التي عرضها الله مخلوقة و لكن كيف خلقت؟ فقط اذا دلتنا الايات ان كل شيئ من المخلوقات الارضية خلقت على حدى (اي بينت لنا كيفية خلفها) فلا تناقض.

مثل اننا نقول أن الله خلق السماوات و الارض و لكننا نؤمن ان خلقها لم يكن مرة واحدة من العدم لورود الايات على انه كان على ست ايام غير ايامنا, و نعلم ان تشكل الكون و المجرات و الارض كان وفق مراحل وفق قوانين و نظريات معروفة و كل هذا لا يتعارض مع نسبة خلقها لله. فالله هو الذي أوجد المادة الاولى من العدم و التي انفجرت و توسعت مكونة الكون و الكواكب و الله من جعل في هذا القوانين و السنن و قدر فيه أن يصل الى المرحلة التي هو عليه الان فلا تعارض.

 

و جزاك الله كل خير

 

أؤيد أكثر الأفكار الواردة مع لفت النظر ...

 

جزاك الله كل خير.

 

أحب لفت النظر الى بعض الامور المهمة.

اولا ان البحث العلمي كما هو موضح لا يصلح لاعطاء نتائج قطعية فلا يصلح أن تتخذ نتائجه عقيدة و لا ان توضع في مواجهة عقيدة.

ثانيا اننا لا نحتاج الى مشاهدة عمل النظرية باعيننا على كل مجالها لكي نحكم على صحتها (و احب ان اذكر هنا مثالا ذهنيا على الهامش: فلنفترض ان لدينا سلم فيه عدد لا يحصى من الدرجات و اهملنا ان صعود كل درجة يتطلب جهد ثم أتى شخص و سألك هل يمكنك ان تصل الى الدرجة المليون فانك لا تحتاج الى ان تصعد الى تلك الدرجة امام عينه و يكفيك ان تثبت انك تستطيع الوصل الى اي درجة في هذا السلم و هذا بان تثبت انك تسطيع ان تصعد الدرجة الاولى ثم ان تصعد منها الى التي تليها و هكذا تثبت انك تستطيع ان تصعد الى اي درجة في السلم دون ان تصعد اليها فعلا) و هكذا فان نظرية التطور تستند على اساس أن هنالك أمر موجود أصلا كقاعدة للنظرية (و هنا مقتل الملحدين) ثم حقيقة ان هذه الموجودات عندها القدرة على التغير مع الزمن.

ثالثا ان نظرية التطور لا تقول بالعشوائية فالعملية مستندة الى قوانين و سنن و لا تحدث بشكل عشوائي اي ان هنالك سبب لهذا التطور و هنالك صفة القدرة على التطور موجودة و هنا لفتة الانتباه هو ان هذه القوانين و هذه المسببات و هذه القدرة تحتاج الى موجد و مقدر فهي و ان كانت تستطيع ان تغير من صفات كائن حي و ان توجد صنفا جديدا من اخر (بحسب زعمهم على الاقل) فان وجودها محدود و لا تستطيع ان توجد نفسها و لا ان توجد ما يستند وجودها عليه أقصد ان هذه السنن و القوانين التي هي مكونات النظرية لا تخرج عن اطار و الكون و الانسان و الحياة و هي ترتكز على واجب الوجود. فالاستدلال على الخالق لا يكون حصرا بالنظر في الاشكال الحية و الاشكال المادية للكون و الانسان و الحياة بل التفكير المستنير يشمل البحث في القوانين و السنن التي تسير هذا الكون.

و كذلك احب ان الفت النظر ان الخلق في تصورنا كمسلمين لا يعني ان الله يشكل المخلوق و يهندسه كما نصنع نحن البشر فالخلق امر لا يدركه العقل (و هنا لفتة نظر على الهامش ان العدم ايضا امر لا يدركه العقل فعقلنا محدود بتصور الأشياء محدودة بالمكان و الزمان حتى الفراغ الذي هو عبارة عن حيز لا يملأه شيئ من المادة يبقى محدودا بالمكان) و الايات الواردة مثلا في تشكيل سيدنا ادم من طين بيديه و الايجاد من العدم بكلمة كن, كلها في ما وراء العقل فلا يمكننا ان نتخيلها بتصور معين. و انني اوكد انه لا تعارض بين التطور و الخلق كما لا تعارض بين التناسل و الخلق.

 

والان خين ننظر الى نظرية التطور فانه حتى الان لم يرد هنالك دليل ينقضها و ان عجزها عن تفسير بعض الامور تفسيرا كاملا لا يعني خطأها بالضرورة و انما ذلك نتيجة طبيعتها من كونها نظرية علمية و ككل النظريات العلمية هنالك دائما مجال للتحسين و الاضافة مع اكتشاف وقائع و ادلة جديدة. أما نظرية التصميم الذكي intelligent design فهي ليست نظرية علمية لتفسير الوقائع و انما هي محاولة اعادة صياغة لكلام بعض المفكرين المسيحيين باستخدام كلمات "كبيرة و علمية" لاعطائها طابعا علميا و دندنها هو أن هذه الكائنات بتعقيدها و دقتها لا يمكن ان تحصل دون تدخل أمر خارق خارجي (اله او مخلوق فضائي او غيره).

و هنا اذكر ان التطور ليس عشوائيا بل هنالك عوامل و اسباب, قوانين و مسيرات فالامر حتى في نظرية التطور كما هي يمكن اعتباره "تطوير" فهو ليس تطور عشوائيا, و لنرجع للتصميم الذكي, المشاهد ان نظرية التطور هي حاليا النظرية الامثل في تفسير المشاهدات و هي تفسر التعقيدات المذهلة في الكائنات الحية و الخروج عن التفسير الظاهر الى افتراض اخر لا يكون الا بدليل, و نحن ليس لدينا دليل ان قوى خارقة لها تأثير في المسألة (و في حالتنا كمسلمين فان معرفة مثل هذه الامور لا يكون الا بالنص لانها غيبيات) لذلك لا نخرج من النظرية الى الفرضية حتى يكون هنالك دليل مؤيد للفرضية و هذا غير متوفر, و هنا الفت النظر انه لو سرنا بغير هذا المنهج لاصبح هنالك فرض وارد لتفسير كل حادثة و ظاهرة بتدخل قوة فرضية بالموضوع فدوران الارض سيدخل في تفسيره فرض وجود كائنات فضائية مختفية تدورها كمثال و لكن هذا لا نفترضه لانه لا يوجد اي دليل عليه و بالمقابل نظرية الجاذبية هي الاظهر في تفسير الظاهرة و عليها الدليل فلا نخرج منها الى تلك الفرضية. (و لفتة نظر اخرى على الهامش, اننا حين نثبت نبوة سيدنا محمد باعجاز القران يجب ان نثبت وجود الخالق اولا فلو لم نثبت وجوده و اثبتنا اعجاز القران و انه ليس من محمد و لا العرب و العجم لتوقفنا و بقينا متحيرين من جاء بالقران؟ و هنا تاتي فرضيات لا حصر لها مثل انه من كائنات فضائية او جن او غيلان او تنانين متكلمة او غيرها من الافتراضات و لكن كوننا اثبتنا وجود الخالق و لم نثبت وجود تلك الكائنات المفترضة و لا قدرتها على الاتيان بكلام عربي فلا نعدل عن أن هذا القران من الخالق الى اي من تلك الفرضيات).

 

و هنا ساعرج على كون الانسان معزول نهائيا, في الحقيقة ان عزلنا ليس عزلا نهائيا و انما هو فقط في وجود الانسان اقصد انه لم يوجد بالتطور من نسل كائن اخر و هذا لورود الايات فيه فقط و هذا لا ينقض النظرية لانه فقط استثنا الانسان من مجال النظرية و لكي نقول ان امرا ينقض النظرية يجب ان يكون في مجالها و حين تطبيق النظرية عليه اعطى نتائج غير التي ترشدنا الها النظرية. و من ناحية نظرية فان الانسان تجوز عليه نظرية التطور و لكن فقط لان عندنا أدلة ارشدتنا الى انه لم تكن هي سبب وجوده استثنياه. و المشاهد أن الانسان بعد هبوطه الى الارض قد "تطور" ( و ان لم يخرج جنسا جدبدا) فالنظرية ما زلت تعمل عليه فلو نظرنا هنالك أمثلة على تطور الانسان كظهور العيون الزرق و هذه طفرة لم تحدث الا حديثا (نسبيا) يقدر قبل 10 الاف سنة و و بالانتقاء تم المحافظة على هذه الصفة و صار عندنا أجيال من الاقوام تسودها العيون الزرق بشكل رئيسي و هذا تطور و كذلك قدرتنا على شرب الحليب حيث ان الجين المسؤول عن هضم اللاكتوز تاريخيا لدى البشر كان ينتهي مفعوله مع فطم الوليد و لكن اليوم 95% من الناس عندهم القدرة على هضم اللاكتوز حتى بعد الفطم, و كذلك أننا صرنا نفقد طواحين العقل حتى ان ثلث البشر لا يخرج عندهم طواحين عقل من الاساس, و كذلك مقامومتنا للامراض, و أيضا حقيقة ان معدل حجم ادمغتنا قل على مدى ال30 الف سنة الماضية من 150 سم مربع الى 135 سم مربع. فالانسان يجوز عليه التطور و هو يخضع له و لكن دون أن يكون وجد وفقه لورود الادلة في ذلك.

رابط هذا التعليق
شارك

تأملوا سلوك هذه الدواب والله أعلم أن الله خلقها وخلق سلوكها أيضا...

جزاك الله خيرا.

 

ان المشاهد أن السلوكات تتغير بتغير المحيطات و كثير منها مكتسبة من عوامل مختلفة فلو نظرنا مثلا الى الحمام في المدينة و مكة نرى ان سلوكه مختلف عن تلك في البقاع الاخرى لانه في تلك المناطق لا يؤذى فلا يخاف البشر و لو نظرنا الى القطط لوجدنا اختلافا في سلوك القطط البرية التي تعتمد على الصيد في طعامها و تلك التي تعيش في المدن التي تعتمد على المخلفات و تلك التي تعيش في البيوت التي تنتتظر أن نطعمها نحن. و قد شوهد كيف ان عزل بعض الحيوانات على مدا اجيال يودي الى تغير في سلوكها و عاداتها حتى في الغذاء و عادات التزاوج الى حد انها اذا رجعت الى مكانها الاصلي تنبذ من حيوانات الفصيل الاصلي.

رابط هذا التعليق
شارك

وعليكم السلام أخي البراء ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا وبارك فيك

 

أريد أن افهم الموضوع أكثر فأرجو أن يتسع صدرك

 

ثالثا ان نظرية التطور لا تقول بالعشوائية فالعملية مستندة الى قوانين و سنن و لا تحدث بشكل عشوائي اي ان هنالك سبب لهذا التطور و هنالك صفة القدرة على التطور موجودة

 

إذا كان التطور ليس عشوائيا ، لكنه حين توفر أسبابه يُكسب المخلوق القدرة على التطور ، فلديّ بعض الأسئلة:

 

ما هي بالضبط هذه الأسباب والظروف ؟ وأظن أنّ النظرية تقول بالتأقلم لإستمرار الحياة وعدم الإنقراض ، فأين ذهب التطور عن الديناصورات التي انقرضت؟

 

والحيوانات الكثيرة التي انقرضت ، وأخرى في طريقها للإنقراض؟ حتى الأسود في خطر الإنقراض ، فأين صفة التطور فيها ؟

 

ومن ناحية علمية بحتة أظن انّ الأمثلة على التطور فيها ما فيها من تفسيرات قد لا يكون التطور

 

فأنت ذكرتَ مثال طواحين العقل ، لكن ما الذي يضمن مثلا أنّ العلم سيكتشف في المستقبل أنّ مادة ما او طعام ما،

 

يؤدي لعدم ظهور هذه الطواحين وأنّ عودة ظهورها في الإنسان ممكن ؟!

 

وبارك الله فيك

تم تعديل بواسطه عبد الله العقابي
رابط هذا التعليق
شارك

و أنا أيضا أضع هذا التسائل مع أخي عبد الله، و هو الرجاء توضيح نقطة عدم عشوائية عملية التطور؟ فالمعروف أنها قائمة على طفرات عشوائية و أن الإنتخاب الطبيعي يزيل الغير قادر على الحياة منها. فالعشوائية أساس التطور و الإنتخاب ينقي النتائج و لكنه لا يجعل العملية منظمة، أليس كذلك؟

رابط هذا التعليق
شارك

كما أود أن أزيد نقطة، أحب مناقشتها إن تفضل الإخوة و أثرونا بأفكارهم، أن نظرية التطور تفسر التطور في الهيكل للكائن الحي لكن دون أن تعطي أي تفسير عن البعد المعرفي لإستعماله أو البعد الغريزي و الفطري

قال تعالى: هو الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى

و قال تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)"""" سورة النحل الأيتان 68-69.

رابط هذا التعليق
شارك

http://ar.harunyahya.com/list/type/1/name/%D9%83%D8%AA%D8%A8/

 

هناك الكثير من الكتب التي تنسف نظرية التطور من أساسها وهي نظرية لا تصمد أمام العلم ولا العقل مقدار ثانية

رابط هذا التعليق
شارك

http://ar.harunyahya...ype/1/name/كتب/

 

هناك الكثير من الكتب التي تنسف نظرية التطور من أساسها وهي نظرية لا تصمد أمام العلم ولا العقل مقدار ثانية

 

جزاك الله خيرا على اطلالك أبا مالك.

 

انني لم أطلع على كتب هارون يحيى كلها و لكنني اطلعت سريعا على كتاب أطلس الخلق و لم أجد فيه حجة دامغة ضد التطور و قد وجدت الكتب يتبع نمط وضع صورة لاحفورة و اخرى للحيوان (و في بعض الاحيان يخطئ في وصف الحيوان و تحديد نوعه و هنالك من الصور ما ليس لحيوانات حقيقية اصلا كصورة طعم صيد وصفها انها نوع من الحشرات) ثم يقول ان الحيوان لم يتغير عن الاحفورة و لذلك فالتطور لم يحدث اذا فالله هو من خلقها كا عى حدى -بشكل مباشر-, و هذا استدلال خاطئ (حتى مع غض النظر عن صحة الزعم) فكون مجموعة من الحيوانات لم تطور فهذا لا ينقض النظرية و استنتاج أن الله اذا هو من خلقها عن طريق تشكيلها كخلق ادم هو فرض في ما لا يدركه الحس لانه بحث في كيفية و الخلق و لم يورد دليل على هذا.

و يبدو ان هارون يحيى متأثر كثيرا بنظريات المؤامؤة و بافكار الخلق الخاصة عند الانجيلين و عنده افكار غريبة حول المهدي...على كل ليس موضوعنا.

 

حبذا لو تفضلت أخانا الفاضل بطرح وجهة نظرك الخاصة بالموضوع لتثرينا بالبحث.

رابط هذا التعليق
شارك

يعني كان بالامكان تناول هذه المسالة بالنظر والدراسة ووضعها تحت المجهر العقلي والشرعي لو انها قامت على الاقرار بالخلق من عدم ابتداء او بمعنى اخر لو انها قامت على الاعتراف بوجود خالق للاشياء والكائنات خلقها من عدم,,لو ان هذه الحقيقة القطعية عقلا كانت مبنى هذه النظرية لربما نظرنا وبحثنا في اصل تلك المخلوقات ان كانت انواعا محددة ثم تفرع عنها انواع اخرى مختلفة

 

اما وان تلك النظرية قامت في اصلها على عدم الاعتراف بخلقها من خالق خلقها من عدم فانها نظرية باطلة الاساس والمبنى وكل ما بني على باطل فهو باطل قطعا وهي اي تلك النظرية مع هذا المبنى لا يليق بها الا وصفها بانها هرطقة ووساوس شياطين وخزعبلات مخبولين والحاد ملحدين

رابط هذا التعليق
شارك

و يبدو ان هارون يحيى متأثر كثيرا بنظريات المؤامؤة و بافكار الخلق الخاصة عند الانجيلين و عنده افكار غريبة حول المهدي...على كل ليس موضوعنا.

 

يا سبحان الله

 

هارون يحي مسلم لكنك لا تراه أهلا لنقاش النظرية لأنه متأثر بنظريات المؤامرة و .....

 

طيب يا رجل طبّق نفس الموقف على أصحاب النظرية وستقف بعيدا عنها بعد المشرق عن المغرب!

رابط هذا التعليق
شارك

أخي مقاتل، حقيقة النظرية لم تتناول و لم تعطي رأيا بأصل الحياة، بل موضوعها و تفسيراتها هي متعلفة فقط بالخلية الحية الأولى التي وجدت على الأأرض و كيفية تطورها و تنوعها لأنواع عديدة أرقى، فالنظرية لم تتكلم عن نشأة هذه الخلية الأولى و لم تنفي أو تثبت وجود خالق فموضوعها أمر أخر، و إن كان بعض الملاحدة يأخذون بها لضرب الأفكار التي جاءت من الأديان كخلق الإنسان المباشر و بذلك يعتبرونه ضربا لمصداقية الأديان!.

و هنالك نظريات أخرى تتكلم عن نشوء الخلية الحية الأولى على الأرض من مواد غير حية و هذه لها بحثها المستقل، أما نظرية التطور فتتكلم عن إرتقاء الكائنات الحية من كائنات حية أخرى، عن طريق الطرفات العشوائية متبوعة بالإنتخاب الطبيعي، و هنا هو موضوع نقاشنا هنا!

رابط هذا التعليق
شارك

يعني كان بالامكان تناول هذه المسالة بالنظر والدراسة...

جزاك الله خيرا أخي

احب ان اعقب على كلامك بان النظرية حين وضعت لم توضع على أساس فكري او عقدي و انما وضعت كنظرية علمية بحتة, و صحيح أن بعض الافراد اخوذها مدخلا لحل العقدة الكبرى و قد أخذ المبدأ الاشتراكي بتصوره عن التطور المادي الا ان هؤلاء استخدامهم للنظرية هو الخاطئ و استخدامهم ليس جزء من النظرية, فالنظرية لا تقول أنه ليس هنلك خالق و لا تبني نفسها على وجوده او عدمه و هي تبعد نفسها كل البعد عن مناقشة هذا الموضوع (لان هذا البحث اقصد وجود الخالق من عدمه بحث غير علمي اي لا تاخذ ادلته بالمختبر و لذلك لا يتدخل بها العلماء من الاساس) فهي نظرية حين تطرح تطرح كنظرية علمية بحتة بحثت بالبحث العلمي المجرد لتفسير المشاهدات, و لكننا كمسلمين لا نفصل الدين عن أي شيئ فتصورنا عن الدين بانه مبدأ و أنه كله مبني على العقل يوجب علينا أن نعتبر فاعدتنا الفكرية في كل شيئ (على عكس باقي الاديان غير المبنية على العقل و التي وضعت لاشباع غريزة التدين و ايجاد حس من الانتماء و الهدف لدى صاحبها و لو بالوهم دون ان تبنى على العقل). و لذلك حين نبحث المسألة نأخذ بعين الاعتبار الأدلة النقلية اذا وردت بالموضوع و ان اخذنا بالنظرية ناخذها وفق فهمنا الاسلامي ان الله هو من اوجد هذه القدرة على التطور و التطوير

 

يا سبحان الله

 

هارون يحي مسلم لكنك لا تراه أهلا لنقاش النظرية لأنه متأثر بنظريات المؤامرة و .....

 

طيب يا رجل طبّق نفس الموقف على أصحاب النظرية وستقف بعيدا عنها بعد المشرق عن المغرب!

جزاك الله خيرا اخي الكريم

الشخصنة لا تقدم و لا تؤخر و أستغفر الله ان صدر عني ما يفهم منه تقليل شأن مسلم و رفع شأن كافر, فانا اعطيت رايي ببعض كتابات الاخ هارون يحيى ووضعت رايي السريع من كتابه أتلص الحياة فانا ناقشت بعض ما اطلعت عليه من طرحه ثم ذكرت بعد ذلك انه كذا و كذا انه "على كل ليس موضوعنا." فاراء هارون يحيى في غير مجال بحثنا لا تهمنا و لا شخصه يهمنا فنحن لسنا في صدد جرح و تعديل و لكننا في صدد مناقشة فكرة و هي نظرية التطور.

و بحسب وحهة نظري انها تحتاج ان تبحث كبحث مستقل على اساس قاعدتنا الفكرية و ان نفصل بين النواحي العلمية فيها (و التي هي من المدنية العامة) و بين ما تقحم به في حل العقدة الكبرى (و التي هي من الحضارة) (و هذا الاقحام ليس من ذات النظرية و لكن يقحمها بعض الافراد الملحدين الجهلة) و لذلك لا بأس أن ناخذ بابحاث غيرنا من الذين يبحثون النظرية كبحث علمي مجرد و يبحثوا ادلتها سواء بالنقد او التاييد دون ان ناخذ بمن يقحم النظرية في غير مجالها كنفي وجود الخالق و دون ان نتبع ابحاث الانجيليين الذي ينبثق بحثهم على اساس تصورهم المحرف للخلق.

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة لعشوائية التطور...

التطور كتطور عملية غير عشوائية و ان كان هنالك نوع من العشوائية في حدوث الطفرات فان عملية الانتقاء غير عشوائية نهائيا بل هي انتقاء! (و ربما نشبه الامر بنظام مبرمج على ايصال مكوناته الى حالة معينة فيعمل على ادخال مكونات ثم احداث تغيرات عشوائية عليها حتى تصل الى النتيجة المطلوبة بحيث) فالنظام ككل ليس عشوائيا فهنالك عملية انتقاء بالاضافة الى نوع من البرمجة.

و من وجهة نظر اسلامية فوجود هذا النظام ككل و برمجته كجزء سواء التغيير العشوائي او الانتقاء و قدرة النظام على التاثير و قدرة المدخلات فيه على التأثر كله من سنن الله في الكون و هنا تتجلى عظمة الله سبحانه و تعالى بانه وضع نظاما في الكون قادرا على تطوير مكوناته موصلا اياها الى الحالة الامثل لبقاء استمراريته دون متابعة و صيانة دائمة على عكس البرامج البشرية.

 

و على الهامش: حول أن الله وكل ملك الموت بالموت. مع أن الموت هو من الامور التي تعتبر معجزة و الى حد ما خارج عن الطبيعة فان الله سبحانه و تعالى اخبرنا انه لا يقوم بالاماتة بشكل مباشرة و انما وكل ملك الموت بهذا العمل (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) و مع ذلك نسب الاماتة في ايات اخرى له (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) و لا تعارض فالله هو من خلق ملك الموت و قدره على قبض الروح و جعل نظام "الاماتة" حيث هنالك اجلا لكل بشر وكل ملك الموت بقبض الروح فيه, و كذلك نظام التطور و الله اعلم.

رابط هذا التعليق
شارك

(و هذا الاقحام ليس من ذات النظرية و لكن يقحمها بعض الافراد الملحدين الجهلة)

 

لا أتفق معك ، فطبيعة النظرية ، اي ما تتناوله يقحمها في "حل العقدة الكبرى" وكذا الأمر لأي نظرية تتناول أي جزء من أي زاوية نظر للنشأة او الإنسان أو الحياة أو الكون .

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة لعشوائية التطور...

التطور كتطور عملية غير عشوائية و ان كان هنالك نوع من العشوائية في حدوث الطفرات فان عملية الانتقاء غير عشوائية نهائيا بل هي انتقاء! (و ربما نشبه الامر بنظام مبرمج على ايصال مكوناته الى حالة معينة فيعمل على ادخال مكونات ثم احداث تغيرات عشوائية عليها حتى تصل الى النتيجة المطلوبة بحيث) فالنظام ككل ليس عشوائيا فهنالك عملية انتقاء بالاضافة الى نوع من البرمجة.

و من وجهة نظر اسلامية فوجود هذا النظام ككل و برمجته كجزء سواء التغيير العشوائي او الانتقاء و قدرة النظام على التاثير و قدرة المدخلات فيه على التأثر كله من سنن الله في الكون و هنا تتجلى عظمة الله سبحانه و تعالى بانه وضع نظاما في الكون قادرا على تطوير مكوناته موصلا اياها الى الحالة الامثل لبقاء استمراريته دون متابعة و صيانة دائمة على عكس البرامج البشرية.

 

 

أخي الكريم سبق وان وجهت إليك بعض الأسئلة ، لكنك لم تجبني ، سأختصرها:

 

أعطني دليلا على التطور الإنتقائي بحيث يكون هذه الصفة المكتسبة في الأحياء وهي التطور تظهر جليا

 

أين تضعون التطور هذا في انقراض الكثير من الحيوانات ، وأخرى في طريقها للإنقراض؟!

رابط هذا التعليق
شارك

لا أتفق معك ، فطبيعة النظرية ، اي ما تتناوله يقحمها في "حل العقدة الكبرى" وكذا الأمر لأي نظرية تتناول أي جزء من أي زاوية نظر للنشأة او الإنسان أو الحياة أو الكون .

جزاك الله اخي هيرا على المتابعة و البحث.

 

ان النظرية موضعها ليس تفسير النشأة من ناحية و الوجود و انما تفسير أصل الكائنات الحية و تنوعها و ظهور صفات جديدة في الاجيال الجديدة و ما ذكرته من مشاهدات اخرى في مقالي و تفسيرها لا يتدخل بالنشأة و لا يتعدى اطار الكون و الانسان و الحياة, فهي اقرب ما يكون لقولنا ان اصل البشر واحد مشترك و هذا امر متفقين عليه و لا نرى به تدخل في حل العقدة الكبرى فهو يبحث "أصل" دون ان يبحث "الوجود".

و طبيعتها انها نظرية علمية و هكذا يطرحها أصحابها نظرية علمية لا غير فحين أصل لها دارويين لم يكن تأصيله مثل تأصيل ماركس للشيوعية, هو لم يطرح عقيدة و لا نظام و لا مبدأ و لكن طرح نظرية علمية تفسر مشاهدات, و النظرية لا تتدخل باثبات او نفي وجود الخالق و هذا من طبيعة كونها علمية و العلم لا يبحث في ما وراء الحس و الطبيعة و اقحامها في الامور الاعتقادية لا يجوز لان البحث العلمي لا يصلح لحل العقدة الكبرى و بالنسبة للعلماء فان اقحامها مناف للمنهج العلمي.

أخي الكريم سبق وان وجهت إليك بعض الأسئلة ، لكنك لم تجبني ، سأختصرها:

 

أعطني دليلا على التطور الإنتقائي بحيث يكون هذه الصفة المكتسبة في الأحياء وهي التطور تظهر جليا

 

أين تضعون التطور هذا في انقراض الكثير من الحيوانات ، وأخرى في طريقها للإنقراض؟!

من الامثلة ما ذكرته عن تطور السحالي في التجربة المذكورة في المقال, مثال اخر مشهور هو الفراش المرقط حيث كانت الغالبية من هذا النوع من الفراش فاتح اللون و و كانت الغامقة لا تتجاوز ال 2% و كان لونها يساعدها في الاندماج على الشجر فاتح اللون و تجنب تعرضها للاكل و لكن بعد الثورة الصناعية و مع كثرة المصانع العاملة بالفحم و تغير لون الاشجار الخارجة لغامق اصبحت الظروف غير مناسبة للفاتحة في حينها انها اصبحت اكثر ملاءمة للغامقة التي صارت تتجنب أن توكل بفضل لونها و بالتالي ازدياد فرص تزاوجها و بالتالي ازداد نسبتها الى 59% و هكذا شاهدنا كيف ان ظروف معينة قد تودي في تفضيل و انتقاء طفرة على اخرى و هذا باختصار هو مثال على الانتقاء الطبيعي محرك اساسي لنظرية التطور, و تطور شروريات دارووين حيث فضلت طبيعة كل جزيرة من جزر الغالاغابوس حيث ان كل نوع منها يملك منقارا مختلفا عن الاخر يتناسب مع طبيعة الغذاء المتوفر في الجزيرة فذوي المناقير الغليظة كانت تتواجد في الجزيرة التي تتوافر بها البذور و وي المناقير الرفيعة مع تلك التي تتوافر فيها الاحشرات و ذزي المناقر المدببة في الجزييرة التي تتوافر بها ثمار الصبار يمكن اعتباره مثالا اخر على عملية الانتقاء الطبيعي. و كذلك ذيل الطاووس حيث انه كل ما زاد ابهاره زادت فرصة على التزاوج مما فضل صفة الذيل المبهر لديه مع انه لا يفيده في التكيف و اجتناب الصيد و لكنه يفيده في جذب الاناث. و كذلك تدخل الانسان في تربية الكلاب و الخيول و القطط و المواشي عموما و قد شاهدنا كيف ان الانسان هنا يفضل طفرة فيعمل على تكثيرها مما أدى الى كثرة أنواع الكلاب مختلفة الاشكال و الاحجام فمنها ما هو قوي للحراسة و منها ما هو سريع للسباقات و منها ما هو مبهر للزينة و كذلك مثلا في القطط محافظة الانسان على صفة الاذن المطعوجة لبعد القطط و محافظته عليها...الخ كل هذا امثلة على الانتقاء بتدخل الانسان. و بهذا نشاهد الانتقاء و دوره بالمخافظة على طفرات و استقصاء اخرى بشكل غير عشوائي و بالتالي نرى كيف ان التطور ليست عملية عشوائية لان التطور عملية مدفوعة بالانتقاء (و الانتقاء ليس عشوئيا بل هو انتقاء!).

و هذه النظرية تفسر انقراض الكائنات الحية بان الظروف لا تصب في مصلحتها و لا صفاتها (عدى عن الظروف الطارئة التي قد تحدث و تقدي على جنس كامل من الحياة مرة واخدة) فمثلا انياب الفيلة و التي هي صفة تساعد الفيلة على البقاء و لها استخدامات عديدة جديدا ايضا جذبت الانسان و الذي قرر ان العاج مادة ثمينة فصار يصيد الفيلة لانيابها.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...