اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الأعضاء المتميزين

Popular Content

Showing content with the highest reputation on 28 سبت, 2018 in all areas

  1. يقول الله تعالى: )إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(، ويقول: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)، ويقول: )إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(. ونحن نرى أفراداً وجماعات يظهر عليهم الإيمان، ويظهر عليهم أنه يعملون لنصرة دين الله ومع ذلك نرى أنهم غير منتصرين، فكيف نفسر ذلك: هل يمكننا أن نستنتج أنهم غير مؤمنين، أو أنهم غير مخلصين لله في عملهم؟ دعونا ننظر أولاً في سيرة بعض المرسلين وبعض المؤمنين الذين شهد الله لهم بالإيمان والعمل الصالح. نصر الله للمرسلين والمؤمنين هذا سيدنا نوح عليه السلام كان رسولاً من أولي العزم، وقد قال الله تعالى مخبراً عنه: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا(، وكانت النتيجة كما قال تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه إني مغلوب فانتصر) وكان انتصار الله لنوح عليه السلام بإغراق قومه بالطوفان انتقاماً منهم. وما آمن معه إلا قليل. وهذا سيدنا عيسى عليهم السلام كان رسولاً من أولي العزم مثل نوح، ولم يؤمن معه إلا نفر قليل هم الحواريون. وحاول اليهود صلبه فنجاه الله منهم ورفعه إليه. ويقول بعض العلماء بأن انتصار عيسى لم يحصل بعد، وسيكون انتصاره عند نزوله من السماء في آخر الزمان. وهذا أيوب عليه السلام لم يذكر لنا القرآن أنه حقق انتصاراً، بل أصابه المرض ثم شفاه الله من مرضه بعد سنوات عدة. قال تعالى: )وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ @ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ(. ونفهم من الآيات أن كشف الضر عنه وإرجاع أهله إليه ومثلهم معهم هو نصر نصر الله له. وهذه امرأة فرعون التي قال الله عنها: )وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(. امرأة فرعون هذه مؤمنة، فما هو نوع النصر الذي حققه الله لها؟ هذا النصر هو الثواب في الجنة، هو البيت الذي طلبته عند الله في الجنة. ولم يتحقق لها النصر أثناء حياتها لأنها ماتت تحت التعذيب. ولكن الله نصرها في الدنيا بعد مماتها بإهلاكه فرعون وجنوده. ومثلها سمية زوجة ياسر رضي الله عنهم أجمعين. وهؤلاء سحرة فرعون الذين آمنوا مع موسى عليه السلام، والذين قال الله فيهم: )فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى @ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى @ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا @ إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (. وقد نفذ فرعون فيهم وعيده، قال ابن عباس رضي الله عنه: (كانوا أول النهار سحرة وفي آخر النهار شهداء بررة). فما هو نوع النصر الذي حققه الله لهؤلاء المؤمنين؟ إنه الثواب في الجنة، وانتقام الله لهم في الدنيا بإهلاك فرعون وجنوده. معنى نصر الله لنعد الآن إلى قوله تعالى: )إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(. قال ابن كثير في تفسيره: ]قد أورد أبو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: )إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا( سؤالاً فقال قد علم أن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قتله قومه بالكلية كيحيى وزكريا وشعيباً، ومنهم من خرج من بين أظهرهم إما مهاجراً كإبراهيم، وإما إلى السماء كعيسى، فأين النصرة في الدنيا؟ ثم أجاب عن ذلك بجوابين، أحدهما: أن يكون الخبر خرج عاماً والمراد به البعض، قال: وهذا سائغ في اللغة، الثاني: أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن أذاهم، وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم، كما فعل بِقتلَة يحيى وزكريا وشعيباً سلط عليهم من أعدائهم من أهانهم وسفك دماهم. وقد ذكر أن النمرود أخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر] 1.هـ وقال القرطبي في تفسيره: )إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا( المراد موسى عليه السلام، )وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا( المراد المؤمن (مؤمن آل فرعون). وقيل هو عام في الرسل والمؤمنين، ونصرهم بإعلاء الحجج وإفلاحها، في قول أبي العالية، وقيل الانتقام من أعدائهم… فصاروا منصورين في الحياة الدنيا وإن قتلوا] 1.هـ وقال الطبرسي في تفسيره: [)إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا( أي ننصر بوجوده النصر، فإن النصر قد يكون بالحجة، ويكون أيضاً بالغلبة في المحاربة، وذلك بحسب ما تقتضيه الحكمة ويعلمه سبحانه من المصلحة، ويكون أيضاً بالألطاف والتأييد وتقوية القلب، ويكون بإهلاك العدو] 1.هـ وقد جاءت كلمة )نَصْرُ( في القرآن بمعانٍ كثيرة: فجاءت بمعنى ساعد، كما في قوله تعالى: )وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ(. وجاءت بمعنى ساعد وحقق الغلبة، كما في قوله تعالى: )وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ (. وجاءت بمعنى وقف مع، كما في قوله تعالى: )إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ (. وجاءت بمعنى حفظ، كما في قوله تعالى: )فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ( وقوله: )وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا(. وجاءت بمعنى أباح الثأر، كما في قوله تعالى: )ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ(. وجاءت بمعنى أنقذ، كما في قوله تعالى: )وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(. وجاءت بمعنى سيطرة المبدأ، كما في قوله تعالى: )إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (. وجاءت بمعنى الانتقام، كما في قوله تعالى: )فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(. وجاءت بمعنى أثاب، كما في سياق قوله تعالى: )وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(. من هذا نفهم بوضوح أن نصر الله قد يتأخر كثيراً كما حصل لسيدنا نوح عليه السلام. وقد يأتي بعد موت من ينصره الله كما حصل لزكريا ويحيى عليهما السلام، وكما حصل لامرأة فرعون وآل ياسر وسحرة فرعون رضي الله عنهم. وقد يكون نصر الله بالنجاة من الظالمين كما أنجى الله سيدنا عيسى برفعه إليه. وقد يكون بالعون على الصبر والمعافاة من الضر كما حصل لسيدنا أيوب عليه السلام. وقد يكون بظهور الحجة على الخصم دون حصول الغلبة عليه بالقهر كما حصل بين النمرود وسيدنا إبراهيم عليه السلام )فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ( وليس النصر محصوراً بحصول الغلبة والقهر فوق الخصم، كما يتوقع بعض الناس. هذه بعض من معاني كلمة «النصر»، ولكن وردت في سورة النور آية كريمة عبرت عن معنى محدد من معاني النصر، قال تعالى: )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا(، هذا النوع الموصوف والمحدد من النصر، وإن لم تستعمل فيه لفظة النصر، هو وعد من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو موصوف ومحدد بأنه استخلاف في الأرض، وبأنه تمكين لدين الإسلام، وبأنه سيحل عليهم الأمن بدل الخوف. فهل هذا محقق الآن؟ وإذا لم يكن كذلك، فهل يمكننا أن نستنتج أن الأمة الإسلامية لا يوجد فيها الآن، ومن زمن طويل، فئة مؤمنة تعمل الصالحات، تستأهل أن ينجز الله لها وعده بالاستخلاف والتمكين والأمن؟ لِنرَ كيف فهم علماء المسلمين هذه المسألة: القرطبي في تفسيره لم يرَ أن الآية تفيد العموم وإن جاءت بلفظ العموم، فهي من العام الذي يراد به الخاص. فعبارة )الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ( المقصود بها أبو بكر وعمر، كما نقله عن مالك، ثم أضاف: (قال بعضهم: تشمل خلافة الخلفاء الأربعة من قوله عليه السلام: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً عضوضاً»). وحسبوا خلافة أبي بكر سنتين وخلافة عمر عشر سنوات وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي ست سنوات، رضي الله عنهم جميعاً، فكانت ثلاثين سنة. ابن كثير في تفسيره: (هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد. وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم. وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنّة). ثم أضاف: (فالصحابة رضي الله عنهم لما كانوا أقوم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأوامر الله عز وجل وأطوعهم لله، كان نصرهم بحسبهم: أظهروا كلمة الله في المشارق والمغارب، وأيدهم تأييداً عظيماً، وحكموا في سائر العباد والبلاد، ولما قصَّر الناس بعدهم في بعض الأوامر نقص ظهورهم بحسبهم). أي أن ابن كثير لم يجعلها خاصة بالخلفاء الأربعة أو بخليفتين بل جعلها عامة في الأمة. ونفهم من عبارته الثانية أنه يعتبر حرف الجر «من» للبيان وليس لتبعيض. أي لا يحقق الله هذا الوعد لمجرّد قيام طائفة قليلة بالإيمان والعمل الصالح بل لا بد أن تكون غالبية الأمة كذلك. النسفي في تفسيره أورد الرأيين، قال: (الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولمن معه. «ومنكم» للبيان. وقيل المراد به المهاجرون «ومن» للتبعيض). الشوكاني في تفسيره قال: (يعمّ جميع الأمة وليس فقط الخلفاء الأربعة أو المهاجرين). وأضاف في شرحه لمعنى )الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ(: كل من استخلفه الله في أرضه فلا يخص بني اسرائيل ولا أمة من الأمم دون غيرها). مع أن غالبية المفسرين خصوها ببني إسرائيل، أي: يستخلف الصالحين من هذه الأمة كما استخلف بني إسرائيل بعد إهلاك فرعون. الرأي الأقوى بعد هذا العرض السريع لآراء بعض العلماء نستطيع أن نرجّح الرأي الأقوى، وهو أن هذه الآية عامّة تشمل الأمة الإسلامية إلى قيام الساعة، وقد اتفق العلماء على معنى الاستخلاف والتمكين والأمن. واختلفوا في معنى)الأرض(: هل هي أرض مكة أو جزيرة العرب أو العالم بأسره. والمعنى الأرجح هو أنها العالم كله لقوله صلى الله عليه وسلم: »إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها». و )منكم( هي للبيان وليست للتبعيض. وشرح ابن كثير رحمه الله دقيق جداً. أي أنه لا يكفي وجود فئة مؤمنة تعمل الصالحات وتخلص عبادتها لله من أجل أن ينجز الله هذا الوعد، بدليل أن مثل هذه الفئة موجودة الآن وكانت موجودة من قبل وستبقى موجودة إلى قيام الساعة. فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من وجوه كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة». وفي رواية: «حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»، وفي رواية: «حتى يقاتلوا الدجال» وفي رواية: «حتى ينزل عيسى بن مريم وهم ظاهرون». وكل هذه الروايات صحيحة ولا تعارض بينها. أمة مؤمنة مخلصة وإذا أردنا أن ينجز الله لنا هذا الوعد، علينا أن نجعل الأمة الإسلامية بغالبيتها، إن لم يكن بأجمعها، أمة مؤمنة مخلصة لله تعمل الصالحات وتنتهي عن المحرمات. عند ذلك تصبح الأمة أملاً لإنجاز وعد الله، الأمر ليس فيه مغيبات، بل هو ربط للأسباب بالمسببات، وهذه هي سنة الله في التغيير. الأمر ليس سهلاً بل يحتاج إلى مجهود عظيم، وتضحيات جليلة، وصبر جميل، وتوفيق الله خير حليف. ولا ينبغي للمؤمن أن يجزع ويفقد صبره إذا اقتضت حكمة الله أن يتأخر النصر. وتأخر النصر ليس دليلاً على أن المرء ليس مؤمناً أو ليس مخلصاً في طاعته لله، فهذا هو نوح عليه السلام. ووقوع المصائب والإبتلاء ليس دليلاً على غضب الله، فهذا هو أيوب عليه السلام. والرسول عليه السلام يقول: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثال». وإحراز النصر بالغلبة والقهر والملك ليس دليلاً على محبة الله، فهذا النمرود ملك رقعة واسعة من العالم زمناً طويلاً، وهذا فرعون ملك مصر زمناً طويلاً، وهذه الدول العظمى هذه الأيام تتحكم بالعالم من زمن طويل، قال تعالى: )وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(. فمن أراد أن يختبر صدق إيمانه أو إيمان غيره فإنه لا ينظر إلى فقره أو غناه، ولا ينظر إلى قوته أو ضعفه، ولا إلى كونه معافى من المصائب أو مرمياً بها، ولا إلى مدى شوكته أو فقدانه الشوكة والسلطان. وإنما ينظر إلى ما وقر في صدره من عقيدة، وما حمل في رأسه من أفكار. هل هي مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله، وهل هي خالصة من كل شائبة غريبة، وهل هي راسخة لا تتزعزع، وشامخة بحيث تعلو ولا يعلى عليها، وهل تؤتي ثمارها من آداء الطاعات لله، والبعد عن محارمه؟ فمن وجد هذا فليحمد الله، فإنه علامة الإيمان، ومن وجد غير ذلك، فليسأل الله العافية، وليسارع بنفسه إلى النجاة فإنه خطر. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والإيمان الصادق والعمل الخالص لوجهك الكريم، ونسألك نصرك العزيز والأمن والتمكين وحسن الختام.□
    1 point
  2. أنشودة لا تتدخل أردوغان والتي قام اليوتيوب بحذفها إلقاء أسدالدين أبوالحسن
    1 point
  3. لماذا يجب إزالة حكام اليوم؟؟إن حكام هذا الزمان مجرمون يجب إزالتهم دون استثناء وذلك لسببين رئيسيين هما: 1- عدم الحكم بالإسلام 2- العمالة للغرب الكافروالعمالة للغرب الكافر هي موجود في هؤلاء الحكام فلا يملكون أمرهم، وتكفي هذه من جريمة لإزالتهم والتخلص منهم، فهم إما تابعون لأمريكا رأس الكفر أو لأوروبا وعلى رأسها بريطانيا ومن ورائها فرنسا.والعميل ينفذ سياسة أسياده الغربيين، في الاقتصاد والحكم وسرقة ثروات البلاد وتغلل النفوذ الغربي في البلد، ولا يرجى منه الخير لأنه عبد ينفذ أوامر السادة.أما إن كان الحاكم غير عميل فيمكن التفاهم معه لأنه يملك أمره ويمكن أن تتخاطب معه، فجميع المجرمين السابقين كفرعون وأبو جهل والنمرود كانوا يملكون أمرهم، أما حكام هذا اليوم فلا يملكون أمرهم.وجميع من هم موجودون الآن عملاء للكفار، وان تستر بعضهم بعداء أسياده كما يفعل حكام إيران وسوريا، والبعض يظهر أن له قرار كحكام الخليج، ولكنهم في النهاية عملاء، ويحاول الأسياد المحافظة عليهم، لكن إن احترقت ورقتهم تم رميهم كالكلاب كم حصل مع بن علي ومبارك، ليدرك بقية العملاء القيمة التي لهم عند أسيادهم، وهي المزبلة إن لم يحققوا مصالح الغرب في بلادنا.فحكامنا أدوات للغرب الكافر في بلاد الإسلام، فنحن لا نواجه قوما يملكون أمرهم، بل نواجه جنود أمريكا وأوروبا والكفر في بلاد الإسلام، ولو كانوا يملكون أمرهم ربما لناقشناهم في نظام الحكم الصحيح، ولكن أنى لهم وهم عبيد للغرب الكافر. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=3841&st=0&gopid=16024&#entry16024
    1 point
  4. بسم الله الرحمن الرحيم " تركيا والدور المضلل " لقد بات الغرب يدرك أكثر من غيره، أن المرحلة المقبلة هي مرحلة اختيار الشعوب لنظامها ودستورها، وهو يدرك أيضاً بشكل قاطع أن الشعوب في العالم الإسلامي ستختار الإسلام كأساس لحياتها ونظامها ودستورها، وذلك لأن الشعوب هي في أصلها شعوب مسلمة؛ عقيدتها إسلامية وتحب دينها، ولأن النظم الغربية التي كانت مطبقة في البلاد العربية وغير العربية قد ثبت فشلها وسقمها، وجلبت الظلم والقهر والشرور على الشعوب، وثبت فشلها أيضاً في عقر دارها؛ في أوروبا وأمريكا حيث جلبت الأزمات المتعددة؛ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها ... إن عدة تصريحات على ألسنة الغرب قد صدرت تحذّر من هذا الأمر، ووجوب العمل لتفاديه، والحيلولة دون حصوله، لأن حصوله سيكون بمثابة الضربة القاضية لكل سياسات الغرب في بلاد المسلمين، وسيكون أيضاً ضربة للفكر الرأسمالي الغربي، وسيضع الغرب كله في مواجهة حضارة أفل نجمها عن الساحة الدولية منذ أكثر من مئة عام مضت ... وهذا ما ظهر على أكثر من زعيم غربي ؛منهم مهندس السياسة الأمريكية لسنوات طويلة ( وزير الخارجية الأسبق كيسنجر) حيث قال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مؤتمر غرف التجارة الدولية سنة 1991 ، إن الجبهة الجديدة التي على الغرب مواجهتها هي العالم العربي والإسلامي ، باعتبار هذا العالم هو العدو الجديد للغرب...) والحقيقة أن الغرب قد اتخذ خطوات بالفعل منذ سنوات لعرقلة هذه المرحلة الخطرة، أو الالتفاف عليها، وتوجيهها وجهة مضللة أخرى، وذلك بعد أن شاهد الرأي العام الكاسح للإسلام في بداية الثمانينات فصاعداً، ورأى سخط الشعوب على الشعارات والأفكار الأخرى؛ من قومية ووطنية وغيرها، وسخْط الشعوب على الحكام القهريّين المتسلّطين على رقاب الناس، وزاد من هذه الحركة ضد الإسلام ما جرى مع النظام الاشتراكي وتهاويه في بداية التسعينيات من القرن الماضي؛ حيث انهارت أفكارها وسقطت بلا رجعة ... ومن هذه الخطوات على سبيل المثال : - 1-افتعال الأزمات السياسية والعسكرية المضللة وإلصاقها بالإسلام، ثم اتهام الإسلام والجماعات الإسلامية بعد ذلك بالإرهاب واللاسامية وغير ذلك من أكاذيب، ثم إعلان حروب عالمية ضد الإسلام السياسي أو الإسلام الجهادي، وكذلك إعلان الحرب على بعض الشعارات الإسلامية في بلاد الغرب مثل النقاب أو الحجاب أو المآذن أو الجماعات الإسلامية السياسية .. وغير ذلك . 2-وضع الغرب خطط سياسية لنماذج من التجمعات السياسية، تربط عدة دول من دول المنطقة مثل الشرق الأوسط الكبير لتكون ( دولة يهود ) جزءً منها، وقد قامت أمريكا بخطوات عملية لذلك؛ منها ترتيبات الاعتراف بكيان اليهود من قبل الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وإنهاء الصراع العربي اليهودي عن طريق إيجاد اتفاقية سلام دائمة وإنهاء قضية فلسطين!! .. ومن هذه المنظومات أيضاً مجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي، والاتحاد الإفريقي.. وغيرها من تجمعات سياسية .. 3-محاولة الالتفاف على الإسلام من خلال تطبيق نماذج جديدة مضللة مثل النموذج الإيراني والنموذج التركي . لقد سار الغرب في هذه الأساليب الماكرة الخبيثة لتفادي حصول الكارثة -حسب زعمه- ولاستباق الحدث الكبير بسيطرة القوى الإسلامية على مراكز الحكم في ظل تأييد شعبي كاسح لا يمكن الالتفاف عليه أو كسره، لكن الغرب تفاجأ بهذه الثورات تخرّب عليه كل خططه السياسية تجاه العالم الإسلامي... فهذه الثورات في هذه المرحلة المتقدمة لم تكن في الحسبان، حيث سبقت مخططاته وأساليبه الماكرة، يقول الكاتب البريطاني والمؤرخ والمحلل السياسي (جون برادلي): (توقعت حدوث هذه الثورة في مصر بعد الانتخابات المصرية في أكتوبر، ولم أكن أتصور حدوثها قبل ذلك..)، وذكر رئيس الاستخبارات الفدرالية الألمانية في مقابلة مع موقع فلت أنلاين) كنا دائما نبلغ عن توترات في المنطقة العربية بسبب الوضع الديمغرافي والاجتماعي الاقتصادي تكوّن موجات الاحتجاج فيما بعد يرتبط بعوامل عدة، وقد كانت ثورة تونس من حيث توالي الأحداث مفاجئة)... قال تعالى:{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}الأنفال/30 فوقف الغرب أمام هذا الحدث مندهشاً ومتحيراً ماذا يفعل ؟! وبعد وقوفٍ طويل وتأمل، واجتماعات متواصلة، ومؤتمرات هنا وهناك في بلاد الغرب، خلص إلى أمور طارئة لا بد من تنفيذها لتفادي الكارثة التي سبقت كل توقعاته، ولعدم قطف الثمرة من قبل جماعاتٍ إسلامية، نتيجة تردّي الموقف، ووجود فراغات سياسية في المنطقة نتيجة انهيار الأنظمة المتصاعد، وبسبب تصاعد حركة الشعوب في البلاد العربية وانتقالها ربما في المستقبل القريب إلى البلاد غير العربية، ومن هذه الخطوات السريعة :- 1-التظاهر بموقف الداعم للثورات، وذلك عن طريق إصدار قرارات دولية، وقرارات عن طريق الدول الصناعية الثماني الكبرى، كما جرى في قرار مجلس الأمن الدولي في 18-3-2011 حيث يقضي بفرض حظر جوي فوق ليبيا. وتمت الموافقة على القرار الذي تقدمت به كل من فرنسا وبريطانيا والمجموعة العربية، بأغلبية عشرة أصوات مقابل امتناع خمسة أعضاء عن التصويت منها روسيا والصين وألمانيا، ويسمح القرار بتنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا لمنع ألقذافي من استخدام الطيران ضد المدنيين. وكما جرى أيضاً في قرار الدول الصناعية الكبرى في باريس في 26/5/2011 تحت شعار "قمة الربيع " والذي طالب المشاركون فيه بوقف فوري للعنف الذي يتعرض له الشعب الليبي علي أيدي قوات زعيمه العقيد معمر القذافي، وطالبوا سوريا أيضا بوقف استخدام القوة ضد أفراد شعبها علي الفور، وفتح الباب لحوار بناء والشروع في تنفيذ الإصلاحات الأساسية، مؤكدين أن السلام والديمقراطية هما الطريق الأمثل لرخاء الشعوب وتقدمها . والحقيقة أن مثل هذه المواقف الجديدة، لمثل هذه الدول الداعمة للحكام وسياساتهم في المنطقة، إنما تنم عن سياسات ومواقف جديدة تجاه الحكام، وتجاه الثورات ضدّهم، وهذه المواقف هي (مواقف ركوب الموجة والسير مع التيار)، لأن التيار قويٌ جارف، ولا يمكن الوقوف في وجهه، وأية دولة تقف في وجهه ستكون خاسرة لمناطق نفوذها وسياساتها في البلاد العربية، وأمر آخر دعا هذه الدول للوقوف في وجه الحكام لصالح الثورات هو؛ أن هؤلاء الحكام قد أصبحوا عبئاً على سياسات الغرب وعلى الاستقرار السياسي في المنطقة العربية، بسبب الظلم الذي تجاوز كل الحدود على أيديهم، وبسبب الفقر والقمع، وسرقة أموال الشعوب، وبمعنى آخر لقد تسبب هؤلاء الحكام بهذه الكارثة الكبرى ضد سياسات الغرب ومشاريعهم السياسية، فأصبح من الضروري التخلص منهم، وأصبح من الضروري الوقوف مع تيار الشعوب حتى لا تحلّ الكارثة الكبرى وتنفلت الأمور كليةً من أيدي الغرب بلا رجعة!! 2-العمل على إبراز قيادات عميلة جديدة تتصدر قيادة الشعوب، لأن الدول الأوروبية نظرت في حركة الشعوب فرأت أنها غير منظمة في أكثرها، وتميل إلى التفاف الناس على فكرة واحدة هي رفض الظلم، والتطلّع للانعتاق ونيل الحرية من القيد، ورفع مستوى الشعوب الاقتصادي ورأت كذلك أنها عفوية لم يكن لها تخطيط مسبق، لذلك رأت الدول الغربية أنه يجب الإسراع في إبراز قيادات تتظاهر بالتأييد للشعوب لم تتلوث من قبل على أيدي النظم السابقة، وقد سخّرت من أجل هذه الغاية الماكرة وسائل الإعلام بكل طاقاتها ليلاً ونهاراً، مثل قناة الجزيرة الفضائية بفروعها الثلاثة، وقناةBBC ، والعربية، وفرانس 24 وغيرها من قنوات فاعلة .. وعملت في نفس الوقت على عمل ورشات سياسية وفكرية في كافة البلاد الثائرة، وورشات ومؤتمرات في بلاد الغرب؛ (مثل مؤتمر الائتلاف الوطني الذي عقد في (بروكسل) في بلجيكا بتاريخ 5/6/2011)، وفي بعض البلاد في العالم الإسلامي كتركيا (كمؤتمر أنطاكيا الذي عقد بتاريخ 2/5/2011 للمعارضة السورية ، ومؤتمر العلماء لدعم الثورة السورية الذي عقد في إسطنبول مؤتمر لنصرة الشعب السوري في 13/7/2011 لاستقطاب المعارضة بكافة أطيافها السياسية)!!.. 3- عملت الدول الغربية على إبراز بعض الأفكار لقيادة الثورات تحت مظلتها مثل فكرة الديمقراطية وفكرة الحريات، وفكرة المجتمع المدني، وفي نفس الوقت عملت بطريقة خبيثة من خلال وسائل الإعلام، وورشات العمل السياسي المنظمة على محاربة فكرة سيادة الأفكار الإسلامية في المجتمع، بحجّة أن هناك طوائف دينية، وأن هناك كذلك من لا يريد قبول الحكم الإسلامي في المجتمع من منطلق عدم إجبار الغير على قبول فكر لا يرضاه ولا يريده، وقد قامت وسائل الإعلام بشكل مقصود بتركيز الضوء على بعض الشخصيّات وخاصّة من النساء المتحرّرات من كل القيود الدينية، في تونس ومصر، وقامت أيضاً بإبراز بعض الأعمال المقصودة في محاربة أماكن الدعارة كما جرى في تونس، وبعض الأعمال الطائفية كما جرى بين المسلمين والأقباط في أحداث مصطنعة ومقصودة، وعملت أيضاً هذه الدول بشكل خبيث على أخذ رأي بعض القادة في جماعات إسلامية؛ مثل حزب النهضة في تونس أو بعض قيادات الإخوان المسلمين في مصر،حيث عملت على أخذ رأيهم بفكرة الحرية والدولة المدنية ودستور مبني على أساس ذلك عبر وسائل الإعلام، ثم عملت على نشر هذه الأفكار بشكل متكرر عبر وسائل الإعلام المتعددة، لإبراز أن الثورات تطالب بهذه الأفكار وتريد بناء الدولة الجديدة على أساسها !! .. 4-إشهار موضوع النموذج التركي المسمّى كذباً وزوراً إسلامياً، وإبراز القادة السياسيين الأتراك على أنهم يريدون مساعدة الشعوب على الخلاص من حكامهم .. وقبل أن نتحدث بشكل من التفصيل عن النموذج التركي المضلل، نريد أولاً أن نقف على حقيقة تركيا التي ينخدع بها كثير من أبناء المسلمين عن حسن نية من حيث الزوايا التالية:_ 1-هل تطبق تركيا الإسلام . 2-علاقة تركيا بالغرب . 3-علاقة تركيا بكيان يهود . 4-معاداة تركيا للحركات المخلصة . 5- مساعدة تركيا لأمريكا كجسر لعبور المشاريع الأمريكية . 6-استخدام النموذج التركي في الثورات الجديدة عن طريق القادة والأفكار . 1-أما الزاوية الأولى : وهي هل تطبق تركيا الإسلام كما يفهم عوام الناس من المسلمين؟! فإن الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال النظر في نظام الحكم والنظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسة الداخلية والخارجية، وهذه النظم الأربعة كلها نظم غربية في تركيا، وليس لها أي علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، فنظام الحكم هو نظام غربي يقوم على اختيار الرئيس حسب دستور تركيا العلماني بالانتخاب لمدة معينة، ويشترط على أي حزب يتقدم للانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أن يوافق على النظام العلماني بفصل الدين عن الدولة ( الحياة )، أما الدستور المطبق في شؤون الحياة؛ في العلاقات والمعاملات وغيرها فإنه كله دستور علماني لا يستند إلا إلى النزر اليسير من الأحكام الشرعية المبتورة كما هو الحال في باقي الأنظمة في العالم الإسلامي، وهذا ما سنبينه في النظام الاجتماعي والاقتصادي ... أما النظام الاجتماعي في تركيا فهو قائم على فكرة الحريات الغربية المنبثقة من فكرة فصل الدين عن الحياة، فيجوز للمرأة أن تفعل ما تشاء من العلاقات الشخصية دون أية محاسبة من القانون، ويجوز لها أن تمارس البغاء بشكل علني، وهناك دور للبغاء مرخصة بشكل رسمي من قبل الدولة ولا يجوز لأي فرد أن يتعرض لها، وإذا تعرض لها ولو بالكلمة حاسبه القانون التركي، أما بالنسبة للمؤسسات الرسمية ومظهر الحياة العامة فإنه على النمط الأوروبي، ولا يستثنى منه إلا ما يفعله الأفراد بشكل فردي من مظاهر شرعية، فالجامعات قائمة على الاختلاط وتدرس النظم والمناهج الغربية دون أي تحفظ، والسفور في المؤسسات والحياة العامة مظهر حضاري وحرية شخصية لا يجوز ولا بأي حال الاعتداء عليها أو معارضتها حسب القانون التركي، ومن يفعل ذلك يعاقب حسب القانون .. وأما النظام الاقتصادي فكله نظام ربوي قائم على مؤسسات الربا التركية والغربية دون أي تحفّظ، والشركات فيه شركات رأسمالية ربوية حسب قوانين الغرب ولا يوجد فيها شركات إسلامية حسب قوانين الشريعة، والأموال العامة في تركيا ملك للدولة تتصرف فيها حسب سياسة القوانين الغربية، وليس حسب أحكام الشريعة، أما السياسة الاقتصادية العامة فإنها قائمة على أساس تكثير المال وليس على أساس توزيعه بالعدل حسب أحكام الشريعة، لأن نظرتهم للمشكلة الاقتصادية هي نظرة إلى تكثير المال، أي نظرة إلى قلة الموارد مقارنة مع الحاجات المتجددة والمتعدد، وهناك في تركيا من لا يجد قواماً من عيش، ويعيش عيشاً بدائياً في القرى التركية النائية، وأناس آخرون يعيشون في أعالي السحاب من أصحاب الشركات العملاقة، ولا تعمل الحكومة على رفع مستواهم الاقتصادي وفق (سياسة توازن اقتصادي) حسب أحكام الشريعة، ويمكن القول ببساطة : أن النظام الاقتصادي في تركيا لا يختلف عنه في أي بلد من بلاد العالم الإسلامي باستثناء بعض الانتعاش الذي حصل في بعض المستويات وليس على مستوى جميع الأفراد، أي مستوى الشركات الرأسمالية، وبعض شرائح المجتمع، وهذا لا يقاس عليه في موضوع الرفاه والانتعاش .. وبالنسبة للسياسة الداخلية والخارجية، فإن السياسة الداخلية في تركيا ليست مبنية على الإسلام كما ذكرنا لا في علاقة الحاكم بالمحكوم ( نظام الحكم ) ولا في النظام الاجتماعي ولا في النظام الاقتصادي ولا في أي أمر من شؤون رعاية شؤون المجتمع الداخلية، ومن يذهب إلى تركيا وخاصّة إلى المدن الكبرى يظن نفسه أنه في دولة أوروبية، وليس في دولة وريثة لأكبر حضارة إسلامية عبر التاريخ الإسلامي، وبالنسبة للسياسة الخارجية فلا يخفى ما تقوم به تركيا من تنازلات ذليلة لدول أوروبا من أجل دخول الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك كله رفضها الاتحاد الأوروبي ولم يقبلها، ولا يخفى كذلك ما تقوم به تركيا من إقامة علاقات الودّ والوئام مع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، ومعاهدات التبادل الأمني والعسكري، وتبادل السفارات والمعاهدات التجارية ومنها بيع وشراء السلاح، أما علاقتها مع الغرب بشكل عام فتركيا عضو في حلف الأطلسي وتقوم بما يقوم به هذا الحلف من حرب على المسلمين في باكستان وأفغانستان والعراق وغيرها، وقد كان لتركيا دور بارز في قيادة قوات حلف الناتو في أفغانستان ضد المجاهدين الأفغان عندما تسلمت قيادة تلك القوات من فرنسا سنة 2009 . وبالنسبة لعلاقة تركيا بأمريكا بشكل خاص فقد ظهرت من خلال تصريحات القادة الأتراك في الحكومة التركية، ومن خلال ما تقوم به هذه الحكومة من أعمال صريحة، فقد ظهر من تصريحات (أردغان) ما يظهر الدور التركي السيئ الذي قامت به بمساعدة أمريكا في حربها على أفغانستان ومن تلك التصريحات :- ما قاله اردغان (.. أن تركيا تشارك بـ 1755 عنصرًا في الحلف على أفغانستان، حيث يعملون ضمن قوات حلف شمال الأطلسي الناتو) وهو ما أكده قائد الأركان التركي.. أما الدور السياسي التركي في المنطقة فلا يخفى ما تقوم به تركيا من دور (السمسار) السياسي الأمريكي بدل دور العرّاب المصري في تطويع الآراء وتقريبها من أجل إقامة معاهدة سلام مع كيان يهود، ولا يخفى كذلك ما تقوم به تركيا من دور كبير في مسألة الثورات العربية وتدخّلات تخدم السياسات الغربية من أجل السيطرة على حركة هذه الثورات وعدم خروجها عن يد الغرب وخاصّة أمريكا، وظهرت هذه التدخلات بشكل واضح جلي في الثورة السورية والثورة الليبية، وقد ظهرت معاداة من قبل الشعوب الثائرة للدور التركي واتهمته بالريبة والشك وذلك في مظاهرات ضد تركيا في حماة ودمشق !! أما الزاوية الرابعة هي معاداة تركيا للحركات المخلصة؛ فقد أظهرت تركيا قدراً كبيراً في تصريحاتها وأعمالها ضد الإرهاب وجعلت من ذلك علاقة مصداقية وحسن ولاء للغرب وهذا ظهر (في زيارة رئيس جهاز المخابرات الأمريكية الجديد (ديفيد بتروس) 20/7/2011 -حسب ما ذكرته جريدة الرياض في عددها في 20/7/2011- حيث أجرى مباحثات مطولة مع المسئولين بالجيش والحكومة التركية، تناولت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ، حيث أكمل حلقة زيارته التي بدأت بتفقد القوات الأمريكية في أفغانستان). وقد أظهرت تركيا المعاداة الصريحة لكل من يدعو إلى إعادة مجد (الخلافة الإسلامية) من حركات إسلامية لدرجة أنهم اتهموا (حزب التحرير الإسلامي) والذي يعمل لإعادة الخلافة منذ أكثر من خمسين عاما في تركيا، وله آلاف من الأنصار داخل تركيا .. اتهموه بنفس التهم التي يتهمه بها الغرب؛ من الإرهاب ومعاداة العلمانية واللاسامية، وبنفس التهم أيضاً التي كانت تتهمه بها الحكومات العلمانية العسكرية السابقة في تركيا، بل إن حكومة أردوغان التي تدعي أنها تريد الإسلام زادت في اتهام هذا الحزب على تهم الغرب والعلمانيين السابقين بأن قالت: بأن هذا الحزب يرتبط بالموساد الصهيوني، كما جرى في العام الماضي اثر اعتقالات طالت العديد من أعضاء الحزب بسبب صدعهم بكلمة الحق!!.. ويريد بذلك أردوغان قلب المجنّ في أفعاله ودعمه للامبريالية وللدولة الصهيونية بشكل صريح لا يقبل التأويل، ويلصق هذه التهمة لمن يعادي الغرب ( حزب التحرير) ويسعى لقلع كيان يهود من جذوره .. بقيت الزاوية الأخيرة وهي استخدام الغرب للنموذج التركي في خديعة المسلمين وخاصّة الثورات القائمة في بلاد المسلمين والتي تطالب بالعدل والانعتاق من ربقة الاستعمار .. ونريد أن نقف قليلاً عند هذه المسألة الخطيرة فنقول :- إن فشل الاستعمار وظهور وجهه القبيح، وظهور عملائه السياسيين من الحكام وحاشيتهم بأقبح صورة لدى الشعوب في العالم الإسلامي، وفشل الأفكار الكاذبة المخادعة التي استخدمها عملاء الاستعمار للتغطية على عوراتهم وعمالاتهم؛ مثل فكرة (القومية العربية والاشتراكية، والوطنية..) وغير ذلك من أفكار تغنّى بها الحكام سنوات طويلة كذباً وزوراً .. بعد فشل كل هذه الشعارات الكاذبة، وفشل من وراءها من قادةٍ سياسيين، وفي ظلّ تنامي الفكر الإسلامي في المجتمعات الإسلامية، وتنامي التأييد للجماعات الإسلامية التي يسميها الغرب (الأصولية الإسلامية )؛ في ظل هذه المستجدات صار الغرب يفكر بجدية متناهية لاستخدام الورقة الإسلامية من أجل خدمة مصالحه السياسية في بلاد المسلمين، وفعلاً قد بدأت الدول الاستعمارية بإيران في نهايات القرن الماضي ونجحت أمريكا نجاحاً منقطع النظير في استخدام هذه الورقة الجديدة، حيث عملت على خلع النفوذ الأوروبي من جذوره في إيران(شاه إيران)، وعملت في نفس الوقت على تقويض النظام العراقي، وما زالت تستخدم هذه الورقة في تثبيت نفوذها العسكري في منطقة الخليج، وفي حرب الإسلام في أفغانستان والعراق ... ثم استخدمت أمريكا هذه الورقة في السودان عن طريق البشير، وعملت عن طريق الشعارات الإسلامية الكاذبة التي أطلقها هذا (الدجال الأشر) في بداية حكمه على تهيئة الأجواء من أجل تقسيم السودان، وعملت أيضاً على تثبيت نفوذها ضد الخصوم الأوروبيين العريقين داخل السودان، ثم استخدمت هذه الورقة في تركيا لإنهاء نفوذ العسكر القوي الضارب بجذوره في أعماق تركيا، وما كانت أمريكا لتنجح هذا النجاح الكبير لولا استخدام ورقة الإسلام التي تدغدغ مشاعر الشعب التركي العريق في حبه للدين ... والحقيقة أن هذه التجارب الناجحة في استخدام ورقة الإسلام المضلل في أكثر من دولة دعا المفكرين والساسة، وصناع القرار داخل تركيا إلى تطوير هذه الوجهة الجديدة في رسم سياسات جديدة لدول المنطقة لاستخدام النموذج التركي عن طريق الساسة الأتراك، فأخذت أمريكا ترسل يد الساسة الأتراك في مؤازرة الشعوب والثورات داخل الدول المشتعلة؛ كسوريا واليمن وليبيا على سبيل المثال، فأخذت تركيا بالتظاهر بتأييدها للثورات وأنها تدعم الحريات وإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، وكل ذلك إنما هو مقدمة لأحد أمرين أو للأمرين معاً بترتيب الأول قبل الثاني، والأمران هما أولاً : جعل تركيا في مقدمة التغييرات التي تحصل في هذه البلدان عن طريق تدخلاتها المباشرة في داخل الدول، وعن طريق المؤتمرات السياسية وترتيب الأمور داخل تركيا نفسها مثل مؤتمر أنطاكيا، ومثل قيام تركيا بترتيبات معينة داخل المخيم المقام داخل أراضي تركيا .. والثاني : عرض النموذج التركي المطبق داخل تركيا ليكون بديلاً لهذه الأنظمة الدكتاتورية، وذلك بإظهار شخصيات إسلامية معينة -كما جرى في مؤتمر أنطاكيا-، وقطع الخط على الأحزاب المخلصة الساعية لتلبية مشاعر الجماهير الغاضبة المنادية بالشعارات الإسلامية.. وهناك محاولات جادة بالفعل لترتيبات تقوم بها تركيا من أجل عرض نقل النموذج التركي إلى دول أخرى داخل الدول العربية ثم في العالم الإسلامي مستقبلاً !! والسؤال الذي يرد إلى الذهن في هذا المقام هو : هل ستنجح أمريكا في هذه السياسة الخبيثة لجني ثمرة الدماء والجراحات الثمينة في هذه الثورات العظيمة ؟! والحقيقة أن هذا الأمر يتوقف على درجة الوعي عند الشعوب المسلمة على الإسلام الصحيح كيف يكون، وكيف يطبق؟!، ويتوقف كذلك على درجة الوعي عند الشعوب المسلمة لدور تركيا الإقليمي وخاصة في مسألة خدمة الكيان اليهودي وتثبيت جذوره في المنطقة، وخدمة النواحي العسكرية لحلف الأطلسي وأمريكا على وجه الخصوص في أفغانستان، أيضاً في إدراك الشعوب للحرب التي يقود دفتها حزب الرفاه على المخلصين من حملة الإسلام الداعين لإعادة الخلافة !! .. وإن مثل هذا الأمر ليحتاج إلى جهود كبيرة وحملة واسعة في أوساط السياسيين والعسكريين والمفكرين والجماعات الإسلامية داخل البلاد العربية وخارجها، ويمكن القول: أن الشعوب في العالم الإسلامي قد بدأت تعي شيئاً فشيئاً الدور التركي في خدمة أمريكا وكيان اليهود، لكن هذا الوعي لم يكتمل بعد، وخاصّة أن هناك تضليلات من قبل بعض الجماعات الإسلامية التي تخدم سياسة أمريكا بشكل خاص والغرب بشكل عام وتنادي بتطبيق النموذج التركي في العالم الإسلامي كمصر وسوريا.. إلا أن الشعوب لا تنطلي عليها مثل هذه الأكاذيب أبد الدهر، وخاصة أن الشعوب تراقب وتسمع وتفكر وتحلّل ما يجري حولها، وأيضاً فإن (في الأمة مخلصون) يكشفون الحقائق السياسية والفكرية باستمرار ويوجهون أبناء الأمة الوجهة الصحيحة!!.. فحتى لو انخدعت الشعوب وقتاً معيناً فإنها سرعان ما تعي واقعها؛ تماماً كما انخدعت بالقومية والوطنية والحكام المنادين بهذه الشعارات مثل عبد النصر وغيره ثم عادت فعرفت ووعت كل هذه الأكاذيب .. إن السؤال الكبير الذي يدور في خلد الأمة هذه الأيام هو: ما هو المخلص الحقيقي الذي يرفع عنها شرور الحكام، وشرور الدول الاستعمارية، ويحقق العدالة والاستقامة في بلادها ؟؟ والجواب سيكون في المستقبل القريب القريب- باذنه تعالى- هو: (المنهج الذي حقق لها العدالة والاستقامة سنوات طويلة قبل هذه المرحلة الشريرة في عهد الاستعمار وورثة الاستعمار من حكام وأفكار غربية عن الأمة ودينها) ... ستدرك الأمة يقيناً وبشكل عام أن كل ما يرتبط بالاستعمار الأمريكي والأوروبي من حكام وأفكار ومناورات وأكاذيب سياسية هو الموت الزؤام، وأن ما حاربه الاستعمار من أحزاب وأفكار إسلامية مخلصة، عن طريقه مباشرة، وعن طريق الحكام هو فقط طريق النجاة لهذه الأمة الكريمة .. نعم ... إن الأمة ستدرك يقيناً أن الحرية والديمقراطية المزيفة وحقوق الإنسان إنما هي شعارات كاذبة، وأضاليل تستخدمها أمريكا ودول أوروبا جسوراً للعبور إلى بلادها، وستدرك يقيناً أن من يرفع شعار الإسلام ويرتبط بالمشاريع والخدمات الأمريكية والصهيونية هو كاذب مخادع كذلك، وستدرك يقيناً أن الإسلام الصافي النقي المخلص هو وحده الذي يستطيع إنقاذها من هذا الدمار والخراب والهلاك والفواجع التي لا توصف، وان من يحمل هذا الإخلاص في الأمة هو من يبتعد عن دوائر الاستعمار وعملائه من الحكام، ويحمل الإسلام النقي الصافي كحزب التحرير الإسلامي .. ولا نخال اليوم الذي ترفع فيه الأمة المخلصين من أبنائها على رؤوسها بعيداً ... وصدق الحق القائل : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا $ وَنَرَاهُ قَرِيبًا } ( المعارج 6- 7 ) وقال : { وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا } ( الإسراء / 51 ) ويقول : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ... } ( الرعد /17 ) . نسأله تعالى أن يحق الحق بكلماته عما قريب، ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .. آمين يا رب العالمين
    1 point
×
×
  • اضف...