افضل وأحسن
هذا احسن من غيره نسمعها كثيرا من الناس، فإذا تغير رئيس وجاء اخر وقلت عنه سيء، يُرد عليك: هذا الرئيس احسن من غيره، وإذا شارك بعضهم بانتخابات يقال لك: المشاركة خير من الجلوس وترك الساحة للعلمانيين، والرئيس الامريكي الحالي افضل من سابقه، وتغيير الرئيس مع بقاء النظام والدستور السابق خير من عدم التغيير وهكذا من الاستعمالات.في الحقيقة ان اسم التفضيل أحسن و أفضل لا يصلح للاستخدام بشكل عام دون ضوابط، فهناك امور لا يجوز فيها إلا الصواب، ولا يقبل الخطأ فيها، ولا تقبل الا بنسبة 100%، وهناك امور يقبل التفضيل فيها.فمثلا في الامور العقائدية والشرعية والالتزام بها لا يقبل إلا الالتزام الكامل بالشرع والايمان الكامل بالعقيدة الاسلامية، فمثلا لا نقبل صلاة رجل للظهر ثلاث ركعات والقول: ان ثلاث ركعات خير من عدم الصلاة، ولا يقبل صوم انسان الى العصر والقول صومه هذا خير من عدم الصيام، ولا يقبل في موضوع العقيدة ان يؤمن انسان بكل الاسلام ما عدا سورة الاخلاص، فهذه لا يؤمن بها.. والا اعتبر كافرا لان منكر الاية من القران ومنكر الاسلام كله كافر عى السواء.وأيضا في أمور التطبيق للإسلام وإيجاده في الحياة، لا يصح للحاكم ان يطبق 90% من الاسلام ويترك 10% من الاسلام للتطبيق فيما بعد، فالرسول صلى الله عليه وسلم امر بقتال الحاكم اذا ترك حكما واحدا من الاسلام لا خلاف فيه، كأن يترك تاركي الصلاة دون عقوبة، فهذه وحدها توجب قتال الحاكم حتى يعود، ونسبتها من الاحكام الشرعية صفر تقريبا، ولكن لأنه لا خلاف في فرضية الصلاة وإيجادها بين المسلمين، وقس على ذلك لو لم يقطع يد السارق او يترك النساء تلبس ما تشاء وغيره مما لا خلاف فيه انه من الاسلام.فمثلا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رفض ترك صنم ثقيف ولو ساعة واحدة مع انهم حديثي عهد بالإسلام، ورغم الحاحهم عليه إلا انه اصر على هدمه، ولم يقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان اسلام القوم وترك صنمهم خير من الاصرار على هذا الشرط فيرفضوا الاسلام ويصروا على كفرهم، ولم يقبل الرسول جميع الوساطات في عدم قطع يد المرأة المخزومية التي سرقت بل اصر على اقامة الحد، ولم يقل ان ترك قطع يدها افضل من قطع يدها وإثارة القوم والناس على الرسول وغيره من التبريرات.وكذلك اثناء ايجاد الاسلام في واقع الحياة كما فعل رسولنا الكريم، لم يقبل إلا التطبيق الكامل والكامل فقط للإسلام دون ترك أي امر ولو دق هذا الامر.فقد رفض عرض سادة قريش للحكم مقابل ان لا يهاجم اصنامهم ورفض شرط قبيلة عامر بن ابي صعصعة عندما عرضوا عليه ان يكون لهم الحكم من بعده، ""ولم يقل الرسول ان عرض قبيلة عامر بن ابي صعصة بإقامة الاسلام والجهاد ونشره افضل من عرض قريش الذين اشترطوا شروط مخالفة للعقيدة الاسلامية، اما قبيلة عامر بن ابي صعصة فقبلوا الاسلام مع شرط اعطائهم فقط الحكم بعده، فقبول شرطهم افضل من رفضه""، نعم لم يقل الرسول ذلك بل اصر على تطبيق كامل للإسلام رغم الحاجة الشديدة لذلك وما يعانيه هو وأصحابه من مشقة وعذاب.نعم ان كلمة افضل في الامور الشرعية وتطبيق الاحكام الشرعية ليس لها وجود، فحاكم لا يسرق وحاكم يسرق وكلاهما لا يطبقان الشرع كلاهما يجب إزالتهما ورئيس لا يرتشي ولا يسرق ويعطي الناس حقوقهم حسب الديمقراطية ليس افضل ممن يسرق ويرتشي ويظلم الناس حسب النظام الديمقراطي فكلاهما مجرمين لعدم تطبيق الشرع، والتصويت على دستور مخالف للإسلام حتى لا يسيطر المجرمون على السلطة ليس افضل من ترك العلمانيين يسيطرون على السلطة، فسن القوانين والتصويت عليها حرام، وحاكم امريكي لا يعلن الحرب على المسلمين ليس افضل من حاكم يعلن الحرب على المسلمين جهارا نهارا.اما ان كانت الامور مما يجوز فيه المفاضلة مثل الاشياء وترتيبها وتصنيعها فهذه لا مانع من المفاضلة فيها، فانا احب الشاي اكثر من القهوة، والبيت على الجبل افضل من البيت في الوادي، وأحب قليل الملح من الطعام على المالح، وهذا الرجل اطول من هذا وهذه المرأة اجمل من هذه وهذه الصناعة من هذا البلد افضل الصناعات، وترتيب البيت هكذا خير من ترتيبك وهكذا، فهنا لا مانع من المفاضلة بين الاشياء.والخلاصة ان كلمة افضل وأحسن لا تجوز في الامور الشرعية بل يجب عرض الامور الشرعية على القران والسنة لمعرفة الحكم الشرعي والالتزام بها ولا مجال هنا للعقل ليقول "افضل وأحسن" بحجة الظروف والاحوال والمجتمع الدولي ورضا الناس وغضبهم، فهذه كلها ليست حججا لترك شرع الله والحيد عنه والقول "افضل واحسن".
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4377&st=0&gopid=16060&#entry16060