بعد ثلاثة أعوام من إعلان الجبير وزير خارجية السعودية من واشنطن الحرب على الحوثيين و الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح , بات الوقت ملائما وفقا للمعطيات الأخيرة لوقف إطلاق النار بعد دعوة لوزير الخارجية الأمريكية لعقد مباحثات سلام بين الحوثيين و أنصار التحالف السعودي خاصة في ظل الترويج الجديد لفظائع الأزمة الإنسانية في اليمن ووجوب إنهاء الحرب لاسيما ما جاء على لسان ترامب : بأن الشعب الأمريكي أصبح مدركا لسوء الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء الحرب التي تقوده السعودية
و الجدير بالذكر أن اختيار واشنطن لتكون مكان إعلان حرب السعودية أنذاك كان يعني بأنه جاء بدعم أمريكي و السؤال يطرح هنا ما الذي يجعل أمريكا توافق على حرب ضد جماعة إيران عميلة أمريكا . و الجواب على ذلك أن أمريكا أرادت إبراز الحوثيين كطرف رئيسي مقابل كل اليمن من خلال إطالة أمد الحرب من دون أي حسم ليبدو الأمر و كأن لا مفر إلا من خلال مفاوضات بين الطرفين ينتهي بمشاركة الحوثين في حكم اليمن. علما أنهم لا يشكلون سوى 4% من سكان اليمن و السعودية لم تسمح باحتلال صنعاء و المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في أكثر من مناسبة . بل ووصل الأمر إلى قصف السعودية لقوات هادي في منطقة نهم التي تبعد عن صنعاءنحو 30 كيلو متر و قتل قائدها العسكري الذي بدا أنه تمرد على أوامر التوقف عن الهجوم .
و طوال الحرب كان طيران التحالف يستهدف قوات علي عبدالله صالح الذي أفسح المجال للقوات الإماراتية لاحتلال عدن بأسهل الأسباب.
و تماطل الجلفاء في احتلال الحديدة ما هو إلا نتيجة الضغط الأمريكي لتبقى الحديدة الرئة الأخيرة التي يتنفس منها الحوثيون .
وقف إطلاق النار المنتظر يعني مشاركة جماعة إيران لجماعة هادي المحسوب على بريطانيا في حكم اليمن و بذلك مد النفوذ الأمريكي لليمن و مشاركتهم لبريطانيا فيه. و نستطيع القول أن مع تطبيق وقف اطلاق النار ستكون أمريكا قد نجحت في خطتها بأن تكون شريكة بريطانيا في حكم اليمن
.