اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الأعضاء المتميزين

Popular Content

Showing content with the highest reputation on 18 ينا, 2019 in all areas

  1. هل نستحق نصر الله في هذا الزمان؟ الحقيقة أن هذا سؤال يخوض فيه الناس كثيرا، والبحث السطحي فيه يعطي أجوبة خاطئة، بل يحتاج إلى دراسة معمقة، وأنا هنا سأتكلم باختصار شديد اعتمادا على بعض الموضوعات المكتوبة والواعية في هذا الموضوع، وأسأل الله السداد.والموضوع سيتطرق لعدة أمور:• ما المقصود عند الشخص القائل أن "النصر بعيد"... ما المقصود عنده بالنصر؟• سبب النصر شروطه وموانعه.• ما هي حدود المنطقة أو ما هي الجماعة التي يعمم عليها كلمة تستحق نصر أم لا؟• أثر فهم النصر على عمل الإنسان.=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=أولا النصر له عدة معاني، فقد يكون بمعنى الغلبة والظهور على العدو، وهذا أكثر معنى يتبادر إلى ذهن الشخص عندما تتحدث عن موضوع النصر، وسيكون مدار الموضوع على هذا المعنى، أما المعاني الأخرى للنصر مثل الحماية والدفع ومثل العون على الغير ومثل الانتقام من الظالمين ومثل النجاة يوم القيامة ومثل ظهور الفكرة على الأفكار الأخرى وغيره من المعاني فلن أتطرق لها، بل سيكون الموضوع مركزا على النصر بمعنى الغلبة والظهور على العدو مثل تحرير فلسطين والبلاد المحتلة ومثل القضاء على الحكام الحاليين وإقامة الخلافة وظهور المبدأ الإسلامي على غيره من المبادئ وفتح بلاد الكفر ونشر الإسلام فيها.هذا أكثر ما يتبادر إلى الذهن عندما تتكلم عن النصر، وكثير من المسلمين يرون النصر بهذا المعنى بعيدا جدا، يحتاج أجيالا وأجيالا، لأن الناس في نظرهم هذه الأيام بسبب كثرة المعاصي والآثام لا تستحق النصر.=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= أما سبب النصر فهو سبب واحد وهو أمر الله بالنصر لا غير وهو بيد الله لا غير ينزله متى يشاء، ولا يستطيع البشر التحكم بموعد النصر ولا يمكن معرفة موعد النصر نهائيا، فيكون السبب الوحيد للنصر هو أمر الله بإنزال النصر على عباده المؤمنين، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.وأما شروط النصر:1- الإيمان: قال تعالى: {وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}2- العمل الصالح، قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}3- الإعداد القوي والأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة، قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ}أما موانع النصر فهي: 1- التنازع والفرقة، قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَاٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ}.2- المعاصي وارتكاب المحرمات.3- مخالفة أوامر القيادة في العمل إلا أن تكون حراما؛ كما حصل مع المسلمين في أحد.4- موالاة غير الله، وإتباع سبيل غير سبيله، والركون للظالمين، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ}، وقال: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}ومع ذلك لو تم تحقيق شروط النصر وابتعد عن الموانع من فئة معينة فهذا لا يعني أن النصر سينزل، بل يعني أن تلك الفئة تستحق نصر الله ليس غير، أما موعد النصر كما ذكرت لا يعلم موعده إلا الله تعالى، فسنة الله أن الله لا ينزل نصره إلا بعد الابتلاء لعباده المؤمنين قال تعالى: {أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ}.أما الحكمة الإلهية من أن النصر قد أبطأ في نظر المؤمنين رغم أن الفئة المؤمنة اجتهدت في تحقيق شروطه والابتعاد عن موانعه، فقد تكون:1- أن الأمة لم تنضج بعد لنيل النصر، فإن نصرت لم تقدر على حماية نصرها.2- أو لم يتبلور في قناعتها أن كل قوى الدنيا مجتمعة لا تكفل لها النصر دون الله تعالى.3- أو أن الأمة لم تتيقن أن صلتها بالله هي الضمانة الوحيدة لاستقامتها بعد تحقق النصر.4- أو حتى ينكشف لنا كل زائف ومخادع، ويتعرى أهل الباطل بكل أشكاله.5- قد يبطئ النصر حتى تبذل الفئة العاملة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً إلا وتبذله رخيصاً في سبيل الله.6- وقد يبطئ لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير والعدل، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضةً من البيئة، لا يستقر معها قرارٌ.7- وقد يبطئ النصر لأن الفئات العاملة لدين الله لم تتجرَّد بعدُ في كفاحها وتضحياتها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققِّه، أو حميَّة لذاتها، أو شجاعة، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله.8- وقد يبطئ لأنَّ في الشرِّ الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرِّد الشرَّ منها.=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=أما ما هو تعريف الفئة المؤمنة التي يجب عليها العمل لتستحق نصر الله تعالى، هل هي كل المسلمين معا يسمون فئة؟، أم نصفهم يسمى فئة؟، أم تقسيماتهم حسب حدود سايكس بيكو يسمون فئة مثل الأردنيين أو الفلسطينيين أو السوريين؟، أم تنطبق على حزب معين أم على عدة أفراد، فأقول وبالله التوفيق.من ينظرون أن تلك الفئة هي كل المسلمين فهؤلاء سيبقون يائسين محبطين لأن المسلمين بشكل عام ما دام نظام الكفر مطبقا عليهم فسيبقى الفساد منتشرا، وهذا يعني أن موانع النصر ستبقى موجودة وهذا يعني أن النصر لن يأتي حسب تصور هؤلاء، والشيء الأكيد أن تصورهم خاطئ لأن الفساد لا يمكن أن يندثر بدون تطبيق الإسلام، وبما أن تطبيق الإسلام لا يكون إلا بدولة إسلامية وإقامة الدولة الإسلامية نصر، فهذا يعني على حسب تصورهم أن النصر لن ينزل، وهذا يدل على خطا نظرتهم بالتأكيد، لان الدولة الإسلامية ستقوم وستبدأ بإزالة الفساد، وهذا يعني أن النصر ينزل على فئة من المؤمنين نصرت الله فنصرها الله وأقامت الدولة الإسلامية وبدأت تلك الدولة بإزالة الفساد المنتشر في العالم، إذن من ينظر أن المسلمين جميعا يجب أن يصلحوا حتى نستحق النصر الله فتصوره خاطئ والله تعالى أعلى وأعلم.أما النظر للمسلمين على حسب تقسيمات سايكس بيكو، فتلك التقسيمات هي تقسيمات استعمارية وينطبق على كل قطر ما قلناه سابقا عن المسلمين بشكل عام، أي أن يتوقع مثلا أن يزول الفساد من مصر مثلا ويصبح الناس كلهم صالحين في ظل تطبيق النظام الرأسمالي العلماني عليهم، فهذا تصور خاطئ، وبناء عليه لا تكون الفئة مقصودا بها التقسيمات الوطنية والله تعالى أعلى وأعلم.من واقع النظر لقصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم يتبين أن الفئة من المسلمين تكون مجموعة من الناس عملت لنصرة دين الله واجتهدت في ذلك، اجتهدت في تحقيق شروط النصر والبعد عن موانعه فنصرها الله تعالى رغم أن الوسط المحيط بها قد يكون فيه فساد وبعد عن دين الله، لكن الله ينصر تلك الفئة لأنها نصرت الله فنصرها الله.أما عددها من كثرة أو قلة وهل شرط أن تكون حزبا معينا فهذا لم يرد عليه شيء حسبما أعلم، فالفئة التي تستحق نصر الله هي مجموعة من المؤمنين نصرت الله فنصرها الله وليست هي بلدا معينا بكامل من فيه أو هي المسلمين جميعا.انظر لقصص الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام جميعا، كيف نصرهم الله تعالى ونصر المؤمنين الذين التحقوا بهم بغض النظر عن عددهم، ولكن هؤلاء تحقق فيهم أنهم نصروا الله فنصرهم الله تعالى.قصة طالوت عليه السلام وخروجه لملاقاة جالوت، فقد خرج في جيش لملاقاة جالوت، ولكن قسم من أتباعه عصاه فشرب من النهر، فأبعدهم عن الجيش وبقيت فئة قليلة ثابتة مع سيدنا طالوت، فقاتلوا جالوت وانتصروا عليه، وهنا عدد من انتصر هو فئة قليلة من القوم تابعت الملك طالوت على الحق ولم تعصه فاستحقت نصر الله وهي فئة قليلة كما ورد في القران الكريم، قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)} ولفظ الأمة في القرآن ورد بمعنى الجماعة التي تقوم بعمل معين، ففي قصة أصحاب السبت كان الآمرون بالمعروف أمة والعصاة أمة أو قوما آخرين، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} فعاقب الله جزءا ونصر جزءا آخر من نفس المنطقة.والخلاصة أن الفئة التي وعدها الله بالنصر هي مجموعة من المسلمين قد تكون حزبا أو مجموعة أحزاب أو حزب وقيادة جيش أو حزب ومجموعة من المؤيدين لذلك الحزب أو مجموعة فرق عسكرية أو حاكم مسلم، المهم هي فئة من الناس قلت أو كثرت لها قيادة تقوم بعمل معين لنصرة دين الله تعالى، وقلت لها قيادة لأنه لا يتخيل وجود جماعة تعمل لدين الله وتكون مبعثرة بلا قيادة.=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=وبعد هذا فان مفهوم النصر بالشكل الصحيح يؤثر على عمل الأفراد والجماعات:• فمن يرى المسلمين مجموعة واحدة تعدادها ما يقارب 2 مليار شخص وينظر إلى الفساد بينهم والى سوء أخلاق الكثيرين فانه في هذه الحالة يرى أن النصر بعيد لأنه يرى موبقات أكثر من أن تحصى، وهذا دائما يسب المسلمين ويسب المعاصي فيهم ويسب الجهل فيهم، ويردد عبارات فيها يأس مثل: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"، وهذا الشخص ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله: ((إذا قال الرَّجلُ: هلك النَّاسُ، فهو أهلكهم))، وقد وردت كلمة (أهلكهم) بلفظين الأول: (أهلكَهم) أي هو سبب في هلاك الناس بيأسه وإحباطه وعدم توجيه الناس للخير، واللفظ الثاني (أهلكُهم) أي هو أكثر الناس هلاكا، وهذا الشخص يُحبط فيقعد عن العمل والدعوة، ويكون حجر عثرة أمام العاملين للتغيير.• الذي ينظر للمسلمين حسب تقسيمات سايكس بيكو، مثل من يعيش في الأردن وينظر لأهل الأردن ومثل من يعيش في مصر وينظر لأهل مصر، فهذا يشبه الحالة الأولى تماما، ولذلك فنظرته هو الآخر خاطئة وسيصيبه مثلما أصاب الشخص في الحالة الأولى.• الجماعات التي يكون عملها إصلاح الأفراد بشكل عام ليصلح المجتمع بعدها مثل الدعوات الخُلقية أو الدعوات لأداء العبادات أو الدعوات المفتوحة فان مصير تلك الأعمال وتلك الفئات الفشل، لأنه لا يتوقع صلاح للمسلمين بشكل عام إلا بعد إقامة الخلافة، وسيصيبهم مع الوقت الإحباط والفتور.• الجماعات التي تركن للظالمين أي تركن لحكام المسلمين وتأوي إليهم، أو الجماعات التي تأخذ دعما من الظالمين فإنه لا يتوقع أن ينصرها الله تعالى، لأنها تعصي الله تعالى بركونها للظالمين وبموالاتها لهم، ولو أبيدت عن بكرة أبيها، لأن الله لا ينصر إلا من ينصره، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.• الجماعات التي تكون غايتها مبهمة أو غير واضحة أو تكون غايتها أمرا محرما مثل دولة مدنية ديمقراطية لا يتوقع أن ينصرها الله تعالى، لأن من كان هدفه مبهما فهو سائر على غير هدى ولا يعرف ما يريد ويمكن أن يضلل بسهولة إلا أن يضع له غاية شرعية، وأما من يكون هدفهم غير شرعي مثل دولة مدنية ديمقراطية فان هدفه محرم والله لا ينصر من تكون غايته معصية الله تعالى، ولذلك يجب أن تكون غاية أي جماعة إسلامية هي إعادة الحكم الإسلامي إلى الوجود بإقامة الخلافة، وغير هذا الهدف لحركة إسلامية فهو هدف غير إسلامي، واقصد بالنصر هنا الظهور على الأعداء وقهرهم ودحرهم وتمكين شرع الله، وهذا لا يكون في وقتنا الحالي إلا بإقامة حكم الله، ولا اقصد هنا النصر الجزئي بهزيمة الكفار في معركة معينة، فهذه قد تتحقق ولكن ليس عنها أتكلم.• انتشار المعاصي في جماعة معينة لا يعني ذلك أنها تستحق العقاب الإلهي في الدنيا بشكل حتمي، فقد ينصر الله فئة من المؤمنين وتقيم حكم الله وتحكم تلك الفئات العاصية بالإسلام ويصلح أمرها، وهذا ما كان يحدث بالفتوح الإسلامية، وأيضا قوم سيدنا يونس عليه السلام عصوا الله وتركهم سيدنا يونس ومع ذلك امنوا بعد حين، وهذا يرشدنا أن المطلوب من الفئة العاملة العمل وعدم النظر لمعاصي الناس كمانع لها هي من النصر، فما على الفئة المؤمنة إلا العمل وفق شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطلب من الله أن ينصرها، أما العصاة من غير تلك الفئة فأمرهم إلى الله تعالى، فإما أن يعذبهم وإما أن يتوبوا وإما عند نصر الفئة المؤمنة أن يتبعوها ويتركوا معاصيهم، فيجب عدم النظر لمعاصي الناس كمانع أكيد للنصر للفئات العاملة، فالأصل أن تنظر الفئة المؤمنة العاملة في أمور أفرادها بشكل جيد ودقيق ثم تعمل وتتوكل على الله وتتضرع إليه أن ينصرها.• الجماعة أو الحزب أو فرقة الجيش أو أي فئة مؤمنة عاملة لدين الله يجب عليها النظر في أمور أفرادها، فقد يتخلف عنهم النصر لمعصية بعض الأفراد فيها، كما حصل مع المسلمين في غزوة أحد، هزم المسلمين لمخالفة فئة من المقاتلين أمر القيادة، وقد لا ينصر الله حزبا أو جماعة لأن في صفوفها عصاة لله والجماعة تسكت عنهم ولا تحاسبهم، فهنا قد لا تنصر تلك الفئة المؤمنة العاملة لدين الله، ولو عدنا لقصة سيدنا طالوت لرأينا كيف انه عندما خرج العصاة ممن غرفوا كثيرا من النهر عندما خرجوا من الجيش نصر الله الفئة الباقية على جالوت.• استعجال النصر لا شيء فيه، فالإنسان بطبعه عجول، قال تعالى: {وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا}، وحديث خباب بن الأرت رضي الله عنه يبين أن الصحابة استعجلوا النصر ولم ينههم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقد ورد على لسان خباب بن الأرت رضي الله عنه: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّدٌ بُردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟، قال صلى الله عليه وسلم: ((كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ))• يجب التفريق بين نصر الله وبين تمكن المجرمين من السلطة، فقد يتمكن المجرمون من هزيمة المؤمنين والوصول للحكم والحكم بغير ما أنز ل الله كما هو حالنا اليوم، فهنا لا يقال أن الله نصر المجرمين، ولكن بسبب أن الفئات المؤمنة لم تعمل لدين بالشكل الصحيح تمكن منهم المجرمون بسبب قوتهم ودهائهم وحجب الله النصر عن المؤمنين.=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= والخلاصة أيها الإخوة الكرام يتبين أن المسلم مطلوب منه أن يعمل لدين الله ويجتهد في ذلك، ومطلوب منه السير على شرع الله وأن يحقق شروط النصر وان يبتعد عن موانعه، عندها فهذه الفئة العاملة تستحق نصر الله تعالى، وهذا أمر ميسور لمن أراد، ولكن مع التأكيد أن تحقيق شروط النصر لا يعني أن النصر سينزل حتما قريبا، فالله يبتلي عباده المؤمنين ويؤخر نزول النصر لحكمة لا يعلمها إلا الله، ولكن المهم هنا أن كثرة المعاصي والموبقات بين المسلمين لن تحجب نصر الله عن الفئات العاملة إن اجتهدت وعملت لنصرة دين الله، لان المعاصي الهائلة التي نراها لن تزول إلا بإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله.
    1 point
  2. من هم أهل الحل والعقد في المجتمعات اليوم؟ والذين منهم تطلب النصرة؟ باستعراض الأدلة التي وردت في طلب النصرة نجد أن في حادثة طلب النصرة من بني شيبان مثلا، تجلت فئات من أهل الحل والعقد في مجتمعهم إذ ذاك، وهم: "غُرَرٌ فِي قَوْمِهِمْ وَفِيهِمْ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو وَهَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ، وَمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ وَالنّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ" " فَقَالَ مفروق وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا، وَصَاحِبُ دِينِنَا،" " فَقَالَ هانئ وَهَذَا الْمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ حَرْبِنَا" وهكذا نجد أن شوكتهم في قبيلتهم تعود لأنهم شيوخ القبيلة، وأصحاب رأي وقوامة على الدين في قومهم، أو أنهم أصحاب قوة وحرب!. لذلك لما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه حين دخل الإسلام وذهب إلى قومه وكان سيدًا عليهم قال لهم: إن كلام رجالكم ونسائكم وأطفالكم عليّ حرام، حتى تشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أسلم قومه واتبعوه! لذلك رأيناه ﷺ يحرص على البقاء وسطهم (أي أهل الحل والعقد)، حيث إنه بعد الفتح، لم يذهب إلى مكة، رغم أن العرب تنقاد قلبياً لقريش، بل رأيناه ﷺ يقول للأنصار: «ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله» رواه مسلم، وطبيعي أن أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار يحيون في المدينة، أي إنه ﷺ بوصفه نبياً أولاً، وقائداً سياسياً ثانياً، آثر البقاء في وسط أهل الحل والعقد، والذين يشكلون معظم الوسط السياسي أيضا (مع اختلاف طبيعة الوسط السياسي قليلا عن طبيعة أهل الحل والعقد)، الذي أنشأه بنفسه، ورعاه وربّاه بيديه، وسهر على صفائه ونقائه، ولم يتخذ وسطاً سياسياً جديداً، ولم يدخل قادة قبائل جديدة في أهل الحل والعقد، بل إنه بقوله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح» حمى هذا الوسط السياسي من كل دخيل،"[1] وحافظ على نقاء أهل الحل والعقد ممن فهم الإسلام ونصره، ولهم الكلمة في مركز الحل والعقد في العاصمة، ورأينا كيف أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه جعل بعض أهل الكوفة التي انتقل إليها أيضا من أهل الحل والعقد والوسط السياسي وأهل الشورى حيث الحل والعقد، وصناعة القرارات. ولا شك أن كل مجتمع يحوي أمثال هؤلاء، وقد تختلف تركيبة بعض المجتمعات عن بعضها: فبعضها ما زالت فيه شوكة للقبائل وفيها شيوخها والمثقفون والمفكرون والعلماء من أبنائها، ولا يعنينا في العملية التغييرية إحياء القبلية، وإنما أن تنقاد تلك الجموع الضخمة من المجتمعات للفكرة الإسلامية بانقياد أصحاب الحل والعقد والرأي فيها لها، فينقادون بانقيادها، وأن نستغل ثقل تلك الكتل المجتمعية في الدولة وقدرتها على أن تحول مكمن السلطة إليها ومن ثم إلى الدولة التي تبايعها. فجل المجتمعات في الخليج العربي، والعراق وأجزاء من الأردن وسوريا ومصر وباكستان وغيرها ما زالت قبلية- عشائرية، تشكل القبيلة- العشيرة التنظيم الأكبر اجتماعيا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التواجد الكبير لثقافة القبيلة في المجتمعات الخليجية، وهناك الكثير من القرى والمدن الصغيرة التي يسكنها أفراد من قبيلة واحدة، ويظل الكثير من أفراد المجتمع حريصين على إثبات انتمائهم القبلي من خلال الأسماء أو البحث عن روابط عرقية تؤكد انتماءهم إلى قبائلهم. ودرجة الانتماء القبلي متفاوتة بينهم من حيث عمق المفهوم القبلي والحاجة إليه اجتماعيا[2]. لذلك لما لم تستطع أميريكا قولا ولا فعلا نتيجة المقاومة العراقية المزلزلة لها بعد غزوها للعراق 2003، قامت باختراق بعض القبائل وأنشأت نظام الصحوات، فأبطلت المقاومة وجنبت نفسها جحيما كانت قد اصطلت بناره! فبعض المجتمعات ما زالت تُقدر مكانة شيوخ القبائل وتجلهم، وتنقاد لهم فئات كثيرة من المجتمع، وتحاول بعض الأنظمة استمالتهم دائما، مثل الأردن والسعودية مثلا، وهؤلاء قد يشكلون أحيانا مكمنا للسلطة، ومنبعا للقوة المجتمعية قابلا للتفجير، وقادرا على قلب الأنظمة وتغيير الأوضاع، بانقيادهم للفكرة لا "بقبليتهم" وبعض الفئات من المجتمع تنقاد للعلماء أو للوجهاء الذين يبنون علاقة انقيادية لهم ولآرائهم، فتخافهم الملوك، مثلما خاف المأمون بن هارون الرشيد العالمَ الجليلَ يزيد بن هارون[3]، وما مثال عز الدين بن عبد السلام رحمه الله وقيادته لحزب غير مسمى قوامه طلابه ومريدوه من غالبية الرعية في مصر، فما أن خرج محتجا على الحاكم حتى خرجت الجموع وراءه مما اضطر الحاكم للنزول عند حكمه ورأيه خشية من الرأي العام، وما مثال يزيد بن هارون ووقوفه بحزم أخاف المأمون من إظهار القول بخلق القرآن حتى مات يزيد رحمه الله تعالى، فالعالم والمفكر قد يكونان قائدين لحزب سياسي ليس له اسم، ولكن له وجود وثقل وحركة في المجتمع، بخلاف العالم والمفكر الذي يودع أفكاره بطون الكتب أو خطب الجمعة التي تعتمد العاطفة دون بناء فكري رعوي سياسي، ولا يطرح فيها آلية إيجادها في الواقع فلا يكون لها من أثر في الواقع ولا في الأمة! فأمثال هؤلاء أهل حل وعقد وشوكة في المجتمع لما لهم من تأثير فيه! وبعض الدول تكمن السلطة فيها في الجيش، فتؤخذ النصرة من المخلصين من الضباط فيه وفق عملية بالغة التعقيد ليس هنا مجال نقاشها، وهؤلاء الفئة يشكلون: أهل القوة والمنعة، إلا أنهم لا يكونون هم فقط أهل القوة والمنعة، إذ أن العملية التغييرية تتطلب صناعة الرأي العام في المجتمع، وانقياد المجتمع أيضا للحزب، وهذا يتم عبر أهل القوة والمنعة والنصرة، أي أهل الحل والعقد في المجتمع أيضا، فيتشكل من مجموع الفريقين: أهل النصرة أي أهل القوة والمنعة الذين ينصرون الدعوة من الجيش، وأهل الحل والعقد من المجتمع. أو قد تكمن السلطة في المجتمع والدولة في العائلة الحاكمة مثلا كما في السعودية، إلا أنها والحال كذلك إلا أن هذه السلطة التي تكمن في جهة من الجهات تكون مستندة في سلطانها وبقائها إلى قوة حقيقية بحيث إذا زالت هذه القوة انهارت السلطة من الجهة التي تكمن فيها، والأصل في كل شعب أن تكون القوة التي تسند السلطة هي قوة الشعب أو قوة أقوى فئة في الشعب. ولذلك كان طريق أخذ السلطة طبيعياً هي أخذ الشعب، أو أخذ أقوى فئة في الشعب (وقادة تلك الفئة الأقوى من الشعب هم أهل الحل والعقد أو أهل القوة والمنعة)، فيكون حينئذ أخذ السلطة طبيعياً. إلا أنه توجد بلدان تستند السلطة فيها إلى غير قوة الشعب، أي إلى قوة خارجة عن الشعب كالبلاد الخاضعة لنفوذ أجنبي، أو التي تستند في وجودها لنفوذ أجنبي. فإن السلطة فيها وإن كانت على الشعب ولكنها غير مستندة إليه. وفي هذه الحال يمكن أن تؤخذ السلطة فيها بأخذ الشعب أو أقوى فئة فيه، وبتدمير صلات القوة بين الدولة صاحبة النفوذ فيه وبين النظام فيه، فيصبح الصراع بين الشعب وبين السلطة وبين الشعب وبين القوة التي تسند السلطة. وإذا تتالى هذا الصراع فإن الشعب أو الفئة الأقوى فيه سينتزع السلطة من السلطة التي يصارعها مهما كانت القوة التي تسندها وسيعطيها لمن يعتقد فيه في ذلك الوقت أنه محل أمل وموضع ثقة[4]. وقد يكون أهل الحل والعقد والقوة والمنعة موجودون فعلا في المجتمع، ولكن السلطة فيه تشغلهم عن قيادة المجتمع بما تخشاه السلطة منهم، بشراء بعضهم، أو بإشغالهم بقضايا جانبية تبعدهم عن لب الصراع معها، فإذا ما تقصدهم الحزب في العملية التغييرية وأثار فيهم مكامن قوتهم، أحيا وجودهم، وانبعث من ورائهم خلق كثير ينصرون الدعوة. ومما هو جدير بالذكر، أن صفة أهل الحل والعقد تؤخذ من كونهم يمثلون الأمة، أو الفئة فيها القادرة على التغيير في المجتمع، ومن الجدير بالذكر أيضا أن الغاية من التركيز عليهم هي أن عملية التغيير من ناحية عملية ينبغي أن تتم من خلال تغيير الفئات الأقوى في المجتمع القادرة على إحداث التغيير فيه، وإلا فإن تغيير كافة أبناء المجتمع عملية بالغة التعقيد والصعوبة. [1] المحافظة على نقاء الوسط السياسي، أبو عبيدة، العدد 205، الوعي نيسان 2004. [2] أنظر: المجتمع والقبيلة في الخليج، د. علي الخشيبان. [3] [4] بتصرف عن جواب سؤال بعنوان: أين تكمن السلطة؟ لتقي الدين النبهاني في العام 1970.
    1 point
×
×
  • اضف...