اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

فارس الكلمة

الأعضاء
  • Posts

    56
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    2

فارس الكلمة last won the day on December 14 2013

فارس الكلمة had the most liked content!

Profile Information

  • Gender
    Male

اخر الزوار

735 زياره للملف الشخصي

فارس الكلمة's Achievements

  1. الشكر لله أولاً ثم لكم أخانا الكريم . أحببت أن ابدأ بنقل المواضيع في مدونتكم الكريمة لما فيها من خير عظيم نفع الله بك وجعل ذلك في ميزان حسناتك وحسنات أهل بيتك ووالديك
  2. بســــــم الله الرحـــــمــــــن الرحـــــيـــــــم الحراك الثوري والصراع الحضاري إن محاولة فهم ما يجري في المنطقة من هبات شعبية أدت إلى الإطاحة ببعض الحكام أوجدت تساؤلات كبيرة: لماذا لم يتوقع أحد حدوث ذلك؟ وكيف انطلقت الثورة على الحكام فجأة رغم القمع والبطش؟ وهل هناك أبعاد ومضامين كامنة وراء هذا الحراك الثوري كالصراع الحضاري؟ هذا ما نحاول استشرافه في هذه المقالة. بداية لا بد لنا من التنويه إلى أن أي صراع يتخذ اشكالا مختلفة منها العسكري والسياسي والفكري والاقتصادي والحضاري، ونريد هنا إلقاء الضوء على بُعد يُغفِله الكثيرون ألا وهو البعد الحضاري. الذي هو الصراع الأساسي الذي تعتمد عليه جميع انواع الصراعات الأخرى. فنقول بانه إذا قسنا الأمور من زاوية الصراع الحضاري نجد أن وجود "اسرائيل" مآله الفشل والزوال تماما كما أصبح وجود الصليبيين في الشام تاريخا، وكذلك فإن هزيمة المغول حضاريا لم تقل روعة عن هزيمتهم عسكريا، وهكذا. فعندما تبحث الأمور من هذه الزاوية تبدو الأمور أكثر حتمية وأكثر وضوحا ويتضح أن لما يجري آفاق بعيدة المدى. اختلاف الحضارات: إن الناظر في حضارة شعوب المنطقة الإسلامية يجد أنها واحدة مشتركة وهي تتحرك معا في حراك حضاري اختزنته في فؤادها الجماعي عبر تاريخها الطويل. والحضارة غير الدولة فالحضارة عابرة لحدود الدول ولا تستطيع الحدود والحواجز ايقاف تأثيرها وحركتها، وتشكل الحضارة من جهة أخرى القوة الناعمة للدولة المبدئية. ولا وجود لما يسمى بحضارة إنسانية حيث أن الحضارة تختلف باختلاف الأمم وطرائقها في العيش، فالحضارة الشيوعية هي غير الحضارة الغربية، والحضارة الإسلامية غير الحضارة الغربية، وغير الحضارة الشيوعية ، لأن مجموعة مفاهيم الأمم والشعوب عن الحياة مختلفة ومتباينة. ولكن عند النظر إلى الإنتاج الإنساني عموما، لا بد لنا التفريق بين ما ينتجه العقل مما يتعلق بوجهة النظر في الحياة، وبين ما ينتجه من الأشكال المادية المحسوسة كالصناعات والاختراعات، فالإنتاج الأول المتصل بالمفاهيم هو خاص بمجتمع معين، أما الإنتاج الثاني فهو عالمي. ولأجل ذلك كان الإنتاج الأول أي مجموعة المفاهيم عن الحياة هو الحضارة، وكان الإنتاج الآخر هو المدنية، ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقال. أنواع الحضارات: ليس بالضرورة لأن يرتكز مجموع المفاهيم عن الحياة التي تشكل حضارة مجتمع ما على قاعدة فكرية مبدئية، فقد تكون الحضارة مرتكزة على فكرة أو أفكار جزئية، فالحضارة الفرعونية والحضارة الفارسية والحضارة اليونانية وكذا باقي الحضارات البائدة كانت ترتكز على أفكار جزئية عن الحياة، أما الحضارة الرأسمالية والشيوعية والحضارة الإسلامية فكل منها يرتكز على فكرة كلية انبثق عنها نظامها أي على مبدأ. وإذا تفاعلت حضارة المبدأ بشكل صحيح في الشعب والأمة فإنها تصبح حضارة راسخة يصعب محوها أو استئصالها. فالحضارة الشيوعية مثلا انكمشت ثم زالت بسهولة لأن الذي حملها لم يكن شعبا أو أمة بل أفراد وجماعات في روسيا وأوروبا الشرقية وطبقت بالحديد والنار. أما حضارة الإسلام فقد بقيت راسخة في نفوس المسلمين بالرغم من زوال دولتهم، لأن المجتمع الذي حملها ونهض على أساسها لم يتخل عن العقيدة الإسلامية، وبقيت الشعوب الإسلامية تعيش في بعض جوانبها وفق مفاهيم الإسلام عن الحياة. حتمية صراع الحضارات: إن الناظر والمتأمل في الكون والإنسان والحياة يجد أن الله تعالى قد أقام هذا الكون على مبدأ السببية وجعل له سننا لا تتغير ولا تتبدل. وما يجري في حياة البشر فإنه يجري وفق سنن جعلها الله تعالى تنظم حياة البشر، ولولاها لاختل نظام الإنسانية ولفسدت الحياة ولما صلحت الأرض ليستخلف الإنسان فيها. ومن تدبر آيات الله في الكتاب المسطور والكتاب المنظور نجد عدة سنن تتعلق بحضارات البشر ومعيشتهم ومنها أن الله قد جعل التعدد والاختلاف بين الناس سنة مجتمعية لعمران الأرض. ومن السنن أن الله جعل لكل أمة أجل ولها أعمار كالأفراد فتموت الأمم -وحتى لغاتها- ليس بموت أفرادها ولكن بتخلي تلك الأمة عن حضارتها السالفة. ومن السنن الربانية سرعة عقوبة الظالم في الدنيا وما يترتب على الظلم من نتائج اجتماعية وبيلة تنتهي إلى خراب العمران. ومن السنن سنة التدافع لمنع الإفساد في الأرض وإعادة التوازن إلى الحياة. إن صراع المصالح بين الدول والشعوب هو في أصله اختلاف فكري يتبعه صراع فكري ثم صراع على المصالح ويصل أحيانا إلى صراع عسكري، وهذا الصراع على المصالح يمكن أن يكون بين حضارتين مختلفتين، كما يمكن أن يكون بين دولتين أو شعبين من حضارة واحدة. فالصراع الفكري هو أساس كل صراع على وجه الأرض منذ اختلاف ابني آدم عليه السلام إلى يومنا هذا وسيستمر إلى ما شاء الله. إذن فصراع الحضارات أمر حتمي أي سنة. لقد ظل الصراع بين الإسلام وحضارته وبين الحضارات الأخرى صراعا فكريا وعسكريا حتى عمَّ الإسلام أرجاء العالم القديم ودخل الناس في الإسلام وانسلخوا من دياناتهم وحضاراتهم السابقة وصاروا أمة واحدة، لكن المسلمين تعرضوا لعوامل داخلية وأخرى خارجية، أدت إلى انكماش حضارتهم وكادت أن تزول ولكنها لم تمت، وأزيلت دولة الإسلام التي طبقت هذه الحضارة، فيماارتفعت في المقابل حضارة الغرب الرأسمالية. فحضارة الغرب الرأسمالية قد صرعت المسلمين عسكريا وسياسيا واقتصاديا ولكنها لم تصرعهم فكريا، ولكن تأبى سنن الله إلا أن تكون الغلبة والنصر في نهاية المطاف للإسلام والمسلمين إن شاء الله. الحراك الثوري: من تدبر سنن الله في التغيير نجد أن كل الثورات وحركات التغيير التي عرفها الإنسان عبر تاريخه الطويل جاءت بداياتها أول مرّة في النفوس، نفوس تتغير وتتحول من الداخل كليا أو جزئيا لرفض الواقع والتمرد عليه، وتتشكل فيها الأفكار الجديدة والمشاعر المغايرة والمضادة لما هو قائم في اتجاه تحقيق التطلعات والآمال، وهذه سنة ربانية قال تعالى في الرعد: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ(11). ولكن حين لا يحدث التغيير طبيعيا في ظل معيقات كشدة الظلم والتجبر، تبلغ الأمور حد التأزم عند طغيان الفساد، ويبلغ الاختلال في موازين الحياة مبلغا لا يحتمل، وتبلغ الثورة في النفوس النضج، تتحرك حينها سنة ربانية هي سنة الصراع التدافعي بين الأمة وحكامها لإزالة الظلم والظالم، قال تعالى في سورة البقرة: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ (251). عند ذلك تتحرك الثورة الشعبية التي تعبر عن صراع بين إرادتين متعارضتين في المبدأ والمنهج والغاية، فالثورة حراك طبيعي إنساني تاريخي ينطلق متى توفرت شروطه ولوازمه ساعيا إلى إحداث بناء جديد بعد تحطيم البناء القديم. ولأن الفكر الذي فرضه الاستعمار على الأمة ومن بعده ورثته من الحكام هو فكر رأسمالي مستورد وحضارة فرضت زورا على واقع حضاري مخالف، بالقوة القاهرة والاستبداد والقمع والجبروت، وقد آن زواله مهما امتلك من قوة قامت بتصفيح هذه الأنظمة لضمان عدم الانقلاب عليها وإزالتها. كان لا بد أن يحدث الصراع التدافعي ليزيل ظلمهم وتجبرهم، وكان لا بد من تحرك شعوب الأمة في صراعها لبقايا حضارة استنفدت أغراضها في بلادنا لتحل محلها حضارة عميقة الجذور في وجدان هذه الأمة، لذلك كان لا بد من حراك ثوري في بلدان العرب. ضعف الحضارة انكماشها: إن الحضارات المبدئية لا تموت في العادة، فإذا تبنتها شعوب وأمم وآمنت بفكرتها الأساسية وبقيت سائرة في الحياة وفق مفاهيم هذه الحضارة حتى لو تعرضت لعوامل خارجية كالغزو وذهاب دولتها فإن الحضارة تضعف وتنكمش ولكنها لا تزول. إن الحضارة تدخل طور الانكماش في العادة عندما لا تستطيع إيجاد حلول لمشاكلها الداخلية والخارجية بالاعتماد على قاعدتها الفكرية وتأخذ بالضعف عندما يضعف أثرها في نفوس أهلها ونفوس من تحمل المبدأ لهم وتنشره بينهم، وقد تفقد شرعيتها ويظهر نفاقها إذا اتبعت معايير مزدوجة في التطبيق. عندما تدخل الحضارة طور الانكماش ، يقل الإبداع الفكري في المجتمع وتصبح الأجواء غير ملائمة للمفاهيم النهضوية ويصبح الإنتاج الفكري إما قليلا أو عقيما وتجمد قرائح الناس وتتعقد المشكلات ولا تجد لها حلا، ويتبع هذا الانحدار الحضاري ضعف في الانتاج المدني لزوما. انكماش الحضارة الإسلامية ثم صعودها: إن لنا لما حصل في تاريخ المسلمين لعبرة أي عبرة! ويعلمنا من سنن الله ما ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا، فكان لا بد لنا من دراسة تاريخ هذه الأمة بعمق واكتشاف أسباب ضعفها ثم التعرف على ما يعالج هذا الضعف من أسباب ومن ثم الأخذ بها للنهوض. لقد كان إهمال شأن اللغة العربية في أوائل القرن السابع الهجري، ثم إغلاق باب الاجتهاد، ودخول بعض أفكار الحضارات القديمة من الفلسفة الهندية وأفكار الفلسفة اليونانية قد أدى إلى اضطراب فهم الأحكام الشرعية، وعندها بدأت الحضارة الإسلامية تنكمش فعليا، ثم أخذت طور الاضمحلال والانحدار عند الغزو الثقافي والغزو التبشيري، ثم شارفت على الانهيار في بداية القرن العشرين حين تم للحضارة الغربية هدم دولة الخلافة العثمانية. لكن حضارة الإسلام لم تمت وإن ضعفت، وما زالت شعوب المسلمين تمارس مفاهيم حضارة الإسلام بالرغم من هدم دولتها. لقد بدأت الحيوية تدب في الأمة الإسلامية إثر الهزات العنيفة التي مرت بها الأمة حيث أدت هذه الهزات إلى جعل الأمة الإسلامية تتقدم نحو النهضة على شكل تحركات جماعية، وعودة الثقة للمسلمين بحضارة الإسلام وأنه يشكل البديل الحضاري الأمثل لهم، وبدأت مؤشرات ذلك تظهر بوضوح. ثم تلا ذلك حدث زلزل أركان المنطقة بفعل الحراك الثوري في بلاد المسلمين ابتدأت شرارته بدفع ذاتي خالص في تونس ثم انتقل هذا الحراك إلى مصر فتبعتها اليمن وليبيا والأردن والبحرين والمغرب والجزائر ثم وصلت الأمور إلى واسطة العقد في بلاد الشام، وكان من الأسباب المباشرة لهذا الحراك هو وصول الظلم والتجبر الذي مارسه الحكام إلى حد الأزمة المحرك للثورة. إن الحراك الثوري يعبر بشكل جلي عن انحسار حضارة الغرب في نفوس المسلمين وسعي الأمة لاستعادة مجد حضاري ضائع ضيعه حكامهم وزعاماتهم ولإزالة الظلم، ثم السعي للبحث عن البديل الحضاري الأمثل. صعود الحضارة الرأسمالية ثم انكماشها: قد يبدو للبعض أن الحضارة الرأسمالية ما زالت قوية وناهضة ولكن المدقق يعرف أنها دخلت طور الانكماش والضعف، فقد نشأت هذه الحضارة في أوروبا وظهرت بقوة، ثم دخلت طور العالمية بعد الحرب العالمية الأولى، لكن الرأسمالية سرعان ما انكمشت وضعفت مع انتشار الحضارة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية جراء تعرضها لضربات فكرية وسياسية عنيفة، ثم عادت فصعدت بعد انهيار الحضارة الشيوعية سنة 1990 حيث بشرت امريكا بمشروع العولمة الرأسمالية. وأخذت نزعة العنجهية والتكبر على العالم تزداد في أمريكا. هذه النزعة العنجهية والتكبر طمستا على عيون أمريكا وجعلها تستهين وتستخف بكل ما سواها من أمم دول وحضارات، ورأت أن مشروع القرن الأمريكي الجديد لن يكتمل إلا بصرع الحضارة التي ما زالت مستعصية عليها ألا وهي حضارة الإسلام، فأشعلت الحرب على ما يسمى بالإرهاب وأججت الصراع الحضاري بين الرأسمالية والإسلام مما أدى إلى تسريع عملية التغيير الحضاري على مستوى الشعوب الإسلامية، فأجبرهم الغرب على العودة سريعا إلى هويتهم الحضارية ليشعروا بانتمائهم إليها ويحتضنوها. لكن الحضارة الرأسمالية وعلى رأسها أمريكا، قد دخلت فعلا طور الانكماش والضعف من جديد، وذلك بعد غزو العراق، حيث زلزلت المقاومة العراقية مشروع المحافظين الجدد، ثم تلا ذلك ضربة في الصميم بعد الأزمة المالية للنظام الرأسمالي سنة 2008 وظهرت مؤشرات متعددة على التصدع الحضاري لأمريكا. قد يجادل البعض بأن مؤشرات انكماش الحضارة الغربية ليست بقوية، لكن ما يهمنا في هذا المجال هو حقيقة انكماشها بل تراجعها الكبير في العالم الإسلامي، فالصراع الفكري بين الحضارة الرأسمالية والحضارة الإسلامية قد ازداد في بلاد المسلمين منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي ثم ظهر للعيان بعد هزيمة 1967 اندحار المشروع القومي العربي وبدأ يخلي مكانه للمشروع الحضاري الإسلامي. فحضارة الغرب قد انكفأت فعليا في بلاد المسلمين وأخلت مكانها للحضارة الأصيلة التي تقدمت بخطوات سريعة. الحراك الثوري هو نتيجة الصراع الحضاري: أن الأمة قد قررت قرارها بضرورة العودة إلى حضارتها ومبدئها. أما الحكومات العميلة فكانت ما تزال تفكر بأن قوتها العسكرية وأمنها ومخابراتها كافية لحماية عروشها المتصدعة.في وجه غضب شعوبها التي شعرت بالظلم وبجبروت الحكام وتخاذلهم أمام الدول الرأسمالية الظالمة وخذلان أهل فلسطين وغيرها من الأسباب، فأتاهم الطوفان من حيث لم يحتسبوا. ومن فهم سنن الله تعالى نجد أن إرادة الله اقتضت أن يحدث التغيير والتدافع بين الشعوب وحكامها، فتكسر الشعوب حاجز الخوف فتحدث الثورة. وهكذا كان فعلا، وحدث الحراك الجماعي العفوي من قبل الأمة الذي أطاح بعرش دولة بلغ فيها الصراع الحضاري أوجه بحربه الشديدة على الإسلام حتى وصل الأمر إلى إغلاق المساجد والتضييق على مصليها ومحاربة الحجاب. قال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) (الحج:41). لذلك كانت تونس وكان لا بد أن تكون تونس لأن جرعة الصراع الحضاري بالإضافة إلى كافة أشكال الظلم فيها قد بلغ مبلغه وخصوصا مساجد الله. أما باقي المناطق التي كان فيها الصراع الحضاري والظلم شديدا كسوريا ومصر والمغرب والجزائر والأردن فقد كانت نارا من تحت رماد. وكانت شرارة البداية ثورة تونس ورؤية الناس للنموذج التونسي والانهيار المدوي لحكم ابن علي قد أعطى دفعة قوية للنفوس حتى أوصل الصراع إلى النقطة الحرجة لحدوث الثورة والتغيير الحضاري، وإعادة سلطان الأمة المغصوب، فكانت مصر تاليا لنضوج الظروف فيها أكثر من غيرها، ثم وصل الحراك الثوري إلى القلب حيث الشام، وهنا أدرك الغرب أن مشروعه الحضاري وصل نقطة الأزمة الحقيقية فأجمع على الوقوف في وجه الشام لايقاف المد الحضاري للإسلام. المشروع الحضاري البديل: إن الحراك الثوري الذي دب في الأمة عابرا حدود دول سايكس بيكو، هو عملية انتقال سريع نحو الدرب الموصل إلى إحلال الحضارة الإسلامية إحلالا كليا محل حضارة الغرب، ولكن هذا الحراك يحتاج لمرحلة انتقالية حضاريا وهي مرحلة نسميهاتصفية الحكم الجبري الظالم، وتكون الأمور في هذه المرحلة غير واضحة المعالم فيتصدى لها أصحاب الفكر الوسطي الذين يحاولون التوفيق بين الحضارتين الإسلامية والرأسمالية، وفي خلالها تنتعش فرص هذه المدرسة التوفيقية، ولكنها بلا شك ستكون فترة مؤقتة ما دام الصراع الحضاري مشتعلا. إن التحول الحضاري والحراك الثوري سيصل إلى نتائج أبعد مما يتصور هؤلاء الوسطيون التلفيقيون وسيتجاوزهم الزمن سريعا، ولن يكون مشروعهم الوسطي مناسبا للمرحلة القادمة وسيبوء بالفشل بإذن الله، ذلك لأنه فكر مزور، والأمة في المرحلة المقبلة ستحتاج إلى فكر حقيقي نابع من صميم مبدئها، فكر يكون هو البديل الحضاري الحقيقي لإعادة انهاض الأمة وبناء حضارتها على أساس متين وسليم، وسيأتي طور جديد لحضارة المسلمين يحقق فيه هذا الفكر المبدئي مشروعه ودولته والذي سيحرر الأمة فعليا وتجتمع كلمتها وتتوحد. المشروع الحضاري ودولة الخلافة: إن الحضارة التي تهدم نفسها ودولتها بيد ابنائها غير الحضارة التي تُهدم دولتها بيد أعدائها، وبالرغم من أن الكفار قد هدموا دولة المسلمين فلا زال الكثير من مفاهيم حضارتهم تحيا بين أظهرهم، لذلك كانت عودة دولة الإسلام أقرب لأن أثر الثقافة والحضارة الغربية المضللة قد محي أو كاد. ولا بد للأمم والشعوب في صراعها الحضاري من استخدام أدوات معينة لإدارة هذا الصراع، فالمجتمع الذي يسيِّر حياته ومعيشته وفق مفاهيم حضارته يستخدم أهم أداة في هذا الصراع ألا وهي الدولة. لكن استلام الحكم وإقامة الدولة لها سنن أخرى زائدة على سنن الصراع الحضاري، لأن إقامة الدولة لها عوامل أخرى لازمة، فإلى جانب الرأي العام المطلوب للحضارة الإسلامية، هناك السلطان والقوة ومن يمتلكهما. لذلك تقتضي سنن الله وأحكام الإسلام أن يكون أهل القوة والسلطان إلى جانب الفكرة الحضارية ليتم هدم أنظمة الكفر وإقامة الخلافة الإسلامية التي تحمل حضارته رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع، وما ذلك على الله بعزيز. أ. يوسف الساريسي
  3. http://www.alnoor.se/article.asp?id=177719#sthash.5NFQV1Z7.dpbs غفر الله له ورحمه وأجزل له الأجر والمثوبة وعوّضنا خيرا منه
  4. حديث الأيام مع قصي حسين آل فرج مقالة :المهندس عبد الرزاق الحمداني :: في احد أيام عام (1972) م وكنت حينها في حديث عن الخط العربي مع أخي وصديقي الخطاط الأستاذ الدكتور عبد الوهاب الحمداني, اخبرني بأنه التقى اليوم في المدرسة (إعدادية المستقبل) خطاط مقتدر, وقد اشارعلى ماكتبه بقلم الرصاص مصححا لكلمة كتبها, هذا التصحيح كان ينم عن قدرات خطية عالية,واخبرني بان الأستاذ قصي حسين هو هذا الخطاط المتمكن, وبحكم تواجدنا في المدرسة,فقد تم التعارف بيننا,وتبين لي انه يعرفني, ومنذ الوهلة الأولى كان زميلا حميما,وحفزني على مواصلة المشوار في درب الخط العربي , وذكرني باني من بيت علم ودين وتاريخ وعلي أن أضيف إلى اشراقاته, وكان حديثه مشجعا كثيرا , ودافعا لي للأمام في تجربتي ورحلتي الطويلة هذه مع الحرف العربي والخط وفنونه وتجلياته وإبداعاته, إذا سنتحدث اليوم عبر هذه الأحرف و الكلمات والمفردات و الأسطر عن الخطاط...المؤرخ...الكاتب...الأديب...المكتبي.. الفنان..والمناضل الذي كانت له قصة وقضية سياسية . ولد مترجمنا في مدينة الموصل في محلة باب الطوب(حوبة البكارة) في(26/4/1946) وكباقي اقرأنه في المحلة داوم على حضور حلقات الملا في الصيف, وعندما انتسب إلى المدرسة المنصورية الابتدائية للبنين سنة(1953)م كانت بداياته مع مسك القلم, عندما انتقل إلى الصف الثاني الابتدائي سنة(1954) م انتبه معلم الصف حينها الاستاذ عبدالاحد أفندي إلى كتاباته,وفي الثالث الابتدائي سنة(1955) م كان المعلم يوصي التلاميذ في الصف بتقليد كتاباته, وفي الرابع الابتدائي سنة(1956) م لقبه بالمعلم الصغير لقدراته وإمكانياته قياسا بأقرانه في الصف,عندما كان في الصف السادس الابتدائي,طلب منه كتابة لافتة كان مضمونها عن ثورة تموز(1958) م ولبدائيته مع الخط والأصباغ حينها,فقد كتبها بالدهان,وهنا تكمن المأساة في هذا الخيار فقد لاقى الأمرين وعانى من صعوبة بالغة لانجازها. في المتوسطة المركزية بين الأعوام(1959-1962) م وفي الإعدادية الشرقية/الفرع العلمي بين سنة(1964-1965) م تميزت الكتابة والخط عنده باستخدام القلمين و القصبة وبجسامات مختلفة, مزج بين حروف الرقعة والتعليق والديواني والنسخ وهي مسألة تطور وحالة تحدث عادة مع بدايات كل خطاط, ليتم له بعدها التعرف على حروف الأنواع المختلفة من الخط العربي والتمييز بينها ثم كتابتها وإجادتها, ويستذكر مترجمنا/آن أول نص خطي كتبه كان اسم المدرس(محمد بدر الغرباوي) وكان قد كتبه حينها بخط من موزائيك حروف أنواع عديدة,كما يذكر أن أول كليشة كتاب خطها كانت(أغاريد وعودة ووحدة) سنة(1965-1966) عنوان ديوان للشاعر حسن بشير القطان.عندما التحق بمعهد المعلمين سنة(1965-1966) م بدأت الدراسة المنهجية لأصول الخط العربي لدرس غير منهجي مع مادة التربية الفنية وكان المعلم الخطاط الأستاذ يوسف ذنون وكانت دروس خط الرقعة أولا وأخيرا,ويستذكر انه كلفه حينها سنة(1965) م بكتابة كلمة الدلالة(التربية) بجانب أرقام السيارات العائدة لها,وهكذا بدأت مرحلة جديدة هي مرحلة اكتساب المهارة في الخط,وكانت جهود فردية بحتة في التعلم ومحاكاة خطوط الخطاطين القدامى, والاستفادة من نماذجهم المنشورة ولوحاتهم وامشقهم وكراريسهم, وكانت كراسة المرحوم الاستاذ هاشم البغدادي هي الأساس في التعلم والمحاكاة والتقليد, وهكذا يكون مترجمنا واحدا من أولئك الذين تعلموا الخط العربي بجهود فردية خالصة ودون معلم يأخذ بيده في هذه اللجة العاتية, ولا غرابة في ذلك, فقد سبقه أليها اسطيني الحرف و الخط العربي حامد الآمدي وعباس البغدادي.... ومن ابرز النشاطات اللاصفية خلال سني الدراسة, هوايته لرياضة فردية هي ممارسة رياضة بناء الأجسام, وذلك للحصول على جسم قوي متناسق ومتناسب,و في نفس الوقت,أهلته هذه الرياضة ليشارك خلال الدراسة المتوسطة في سباقات الساحة والميدان في لعبة رمي الرمح, وليحصل على المركز الثالث للمدارس الثانوية فيها, بعدها تحول مترجمنا إلى رياضة تختلف من حيث ألا داء والتمرين والوزن والتحمل, وهي رياضة الجمناستيك وليحصل على بطولة العراق للمدارس الثانوية لسنتين متتاليتين(1965 و1966) ومن أهم متابعاته واهتماماته دراساته على الشيوخ, وكانت في العطلة المدرسية لصيف عام (1967و1968) م , وبحكم السكن في محلة باب الطوب قرب جامع الخضر(الجامع ألمجاهدي) ,فقد درس على الشيخ على الشمالي(رحمه الله) في جامع الخضر , مادتي العربية (شرح ابن عقيل) والفقه (بداية المجتهد لابن رشد) ولم يكمل الفرائض كونه , التحق للدراسة عند الشيخ بعد مضي ستة أو سبعة دروس في المادة , أما القراء آت فكان للأستاذ الشاعر حسين الفخري (رحمه الله) بمعهد المعلمين, الدور الأهم في إتقانه القراءة برواية حفص . بعد إكمال الدراسة في معهد المعلمين في الموصل, كان التعيين فيسلك التعليم بتأريخ(20/1/1968) م في مدرسة قرية إمام غربي, العائدة لقضاء القيارة(40)كم جنوبي مدينة الموصل, ولمدة سنة دراسية واحدة,السنة الدراسية التالية(1968-1969) تم تنسيب مترجمنا إلى إعدادية المستقبل بالموصل,للعمل كمساعد مختبر فيها, ونتيجة لتوفر المناخ المناسب والقدرة والرغبة والموهبة والوقت وهي أهم أسباب الإبداع ,فقد بدأ مترجمنا,المشاركة في الدورات وإقامة المعارض والمشاركة فيها, بل والدراسة الجدية للخط العربي, ونراه يشارك في دورة خط الرقعة التي أقامها النشاط المدرسي(بالرغم من انه متقدم في أنواع الخط العربي) ,ولكن التدرج الوظيفي كان يحتم عليه الاشتراك فيها, ولو بشكل رمزي وحصوله على درجة الامتياز فيها, بالرغم من انه كتب في ورقة الامتحان النقطة والألف فقط,كما اخبرني بذلك فيما بعد الخطاط محمد نجيب جميل المدرس في تلك الدورة حينها( حيث اعتبرت دورات الخط العربي التي يقيمها النشاط المدرسي في مديرية تربية محافظة نينوى وقتها, دورات حتميةللترفيع والترقية ,وهذا في رأينا احد أسباب الإقبال الكبير على هذه الدورات من قبل المعلمين والمدرسين!!! حينها) ,كما شارك في عدد من المعارض,كان آخرها معرض الخط العربي الأول بمناسبة الذكرى الالفيةلميلاد شاعر الموصل والعرب الكبير أبي تمام الطائي وذلك للفترة من(11-17/12/1971 ) م بلوحتين(83-84) وهكذا تمر الأيام مسرعة مع مترجمنا.... وظيفيا العام (1979) تم تنسيبه خارج سلك التعليم, المكتبة العامة في برطله (من نواحي الموصل).....وبقي يعمل فيها لمدة عشر سنوات,لينسب بعدها للمكتبة العامة المركزية في الموصل,ليعمل بمهام معاون لإدارة المكتبة, ومسؤول قسم النوادر والمخطوطات والانترنيت فيها وهو الآن مدير المكتبة المركزية في الموصل ومنذ العام 2009 م, ولفترة طويلة بقي بعيدا عن النشاطات الخطية العامة,إلا أن من هام بالحرف العربي عشقا لايمكنه مفارقته,فالعاشق مغرم حتى العظم بالمعشوق, وكانت أول عودته للمشاركة سنة(1994) م وذلك في معرض لجمعية الخطاطين في الموصل, أقيم على قاعة المتحف الحضاري ,بلوحتين أعيدت إليه إحداها والثانية يبدو أن هناك من استولى عليها وصادرها بدعوى تشابه الأسماء وهي حالة نادرا ماتحدث وقد حدثت مع مترجمنا .المراجعة الذاتية واعادةالبناء الداخلي وترتيب الأوضاع , استغرقت من مترجمنا فترة ليست بالقصيرة,خاصة مع نفس وثابة وروح مبدعة فهي بحركاتها ونشاطاتها المدروسة والمؤثرة والفاعلة والمنتجة والمبدعة,فكانت اتجاهات إبداعية عديدة,وكان الانتماء والمشاركة الفعالة في نشاطات نذكر منها: عضو لجنة أصدقاء جامعة الموصل, عضو فخري في جمعية المؤرخين/فرع الموصل ,عضو شرف في جمعية الخطاطين العراقيين/المركز العام, رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لجمعية الخطاطين العراقيين/فرع نينوى,عضو اتحاد المؤرخين العرب/المركز العام(هيئة الأنساب العربية,عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين/فرع نينوى , وفي مجال الثقافة والتأليف والنشر كانت له الإسهامات التالية في رفد المسيرة الثقافية والأدبية والتاريخية في مدينة الموصل :1. القضاء والقدر,جذورا لفكرة و اشكاليتها والحل الإسلامي لها/ 1994م 2.محلة باب الطوب,دراسة تاريخية ميدانية/1998 م .3. إسماعيل الكبير/الأديب والمؤرخ سنة/2002 م 4.علي الشمالي / الاستاذ البصير سنة / 2002 م , 5.المكتبات الموصلية العامة/نشر مركز دراسات الموصل/2004 م... 6.تراجم أعلام قراء القرآءآت القرآنية في الموصل سنة (2005 ) م.وهناك مسودات لأعمال تنشر قريبا إن شاء الله وخاصة في مجال التحقيق( وكان آخرها تحقيقه لكتاب : وكف الغمامة لمحو ماكتب على الرخامة "لاسماعيل حقي فرج" دار بن الاثير 2009 ) م ,وفي موضوعنا وهو الخط العربي فقد كانت مساهمات عديد ة و كبيرة ومهمة لمترجمنا في كتابة جزء من خطوط مسجد العبادلة في منطقة الموصل الجديدة سنة( 1995 ) م, وكتابة وخط خطوط جامع الشهداء في سره رش في أربيل بخط الجلي ثلث وبطول(81)م وذلك سنة(1997)م وخط وحفر جزء من خطوط وكتابات جامع القاسم في حي الوحدة في الموصل سنة (1997) م,وكتابة جامع الرقيب في حي الوحدة بالموصل (2004) م ,وكتابة في مسجد محمد بن احمد الطحان بمحلة الشيخ محمد بالموصل سنة(2004) م,وخط كتابات جامع سيد المرسلين في الموصل , ويختتمها ببانوراما المعرفة المكتبية وطلب العلم في جداريتي مدخل المكتبة العامة بالموصل سنة (2005) م مع دلالة المكتبة وفي مدخلها بخط الجلي ثلث وبجسامة قلم( 5 ) سم,وجداريه مرمرية للآية الكريمة (اقرأ باسم ربك) بالثلث والنسخ في الإدارة, وعند الحديث المفصل لمعرفة أهم المنابع الثقافية التي أثرت في أصوله الثقافية, يقول مترجمنا تأثر أولا) بالشيخ حسين الحبيطي مطلع سنة(1964) م الذي قرأ عليه جزأ من علم التفسير(المأخوذ من تفسير شيخه عبدا لهادي الباقي الدمشقي) وكان حلقة الوصل بينهما, ولم يكمله معه لوفاته(رحمه الله) وكذلك لتعيينه خارج المدينة, كما تأثر (ثانيا) بأفكار الفرق والأحزاب الإسلامية الحركية العاملة على الساحة العربية والعراقية .كما تأثر(ثالثا) بنشاطه الوظيفي اليومي من خلال عمله الدؤوب في مؤسسة ثقافية تتوفر فيها مصادر المعلومات والوثائق والمخطوطات ويسهل فيها الولوج إلى أبواب المعرفة والثقافة , والمشاركة الفاعلة بنشا طاتها وتوجهاتها .ولكي نتعرف على الحالة الاجتماعية لمترجمنا , هو متزوج منذ العام(1970) م وقد أعقب (5) من الأولاد و(4)من البنات . ---------------------------------------------------------- [1] )ينظر ملتقى ابناء الموصل ؛ المقالة منشورة على صفحات (مجلة موصليات الدورية) التي يصدرها مركز دراسات الموصل / جامعة الموصل بعددها (27) الصادرفي ( شهر آب 2009 م ) ***************************************************** http://rakan2.booomwork.com/t520-topic
  5. هجرة سيد البشر للاستاذ تقي الدين النبهاني عام 1934 ريدة الجامعة الإسلامية، العدد 515 في 1 محرم 1353هـ الموافق 15نيسان 1934 نقلها الباحث قصي حسين آل فرج http://www.alokab.co...showtopic=11039
  6. نهج نهج البردة -------------- د. محمد الملكاوي ( أبو طلحة ) -------------- مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف - أهدي قصيدتي هذه للأمة التي آمنت برسالة سيدنا محمد و أخذت على نفسها عهدا أن تظهر دينه كما أمر الله عز و جل و بشر "هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله" مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم قال البوصيري رحمه الله في قضيدة البردة: أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم وقال شوقي في نهج البردة: ريم على القاع بين البان و العلم أحل سفك دمي في الاشهر الحرم و هذه قصيدتي نهج النهج – أقدمها بمناسبة المولد النبوي الشريف. نـورٌ مـن الله أم آيٌ مـن الـقدم... أبْـليتَ نـفسي وأبـلى الـوجدُ فـي ألـمي لـمّـا أتـيـتَ وثــوبُ الـكون مـكتحِلٌ ...بـيّضتَ مـا اسـودّ مـن ثـوب ومـن أدمِ أبْـقـيتَ كــل نـجـومِ الـلـيل سـاهـرةً ...والـبدرُ مـن شـوقهِ لـم يـغفُ أو يـنمِ هــل أدركَ الـكونُ أنّ الله مُـنْقذُهُ ...مـن بـرْثنِ الـكُفرِ والـشيطان ذي الـرُجُمِ أم أدرك الــغــار إذ جـبـريـلُ يُــقـرِؤهُ ...إقـــرأ فــأنْـذِرْ بـــآي الــنُـونِ والـقـلـمِ دُثِّـــرْتَ مـــن فَـــزَعٍ جـبـريـلُ صـاحـبـهُ ...لــولا ثـبـاتُكَ لــم تُـنـذِرْ ولــم تـقـمِ قــد قُـمـتَ صـدعـاً بـأمْـرِالله داعـيـةً ...حـتـى أبَـنْـتَ مـعـاني الـحِلِّ والـحُرُمِ قـوّمْتَ مـا اعـوَجّ مـن خُـلُقٍ ومـن عَـمَلٍ ...كـلا بغَيْرِكِ حُسنُ الخُلْقِ لم يَقُمِ أيْـقَـظْتَ قـومـاً نِـيـاماً مــن سُـبـاتِهِمُ ...حـتى قـلى الـنوم أجـفاناً فـلم تـنمِ جـاهدتَ حـتى تـركتَ الـشركَ مُـنْدَثِراً ...لـم تُـبْق نِـدّاً لـربِّ الناسِ من صنمِ صَـلحَتْ بـك الـبيدُ والـبطحاءُ والـمُدُنُ ...والـجن والإنـس من عربٍ ومن عَجَمِ مــاذا أقــولُ رســولَ الله مــن شِـعْـر ...والله أوحـى إلـيكَ الـنورَ فـي الـقِدَمِ مــاذا أقــولُ وقـلـبي فـيكَ مُـشْتغلٌ ...والـوجْدُ ذاقـتْ لـظاهُ مُـقلتي ودَمـي هــل غــادرَ الـنـاس مــن قـولٍ لـمُمْتدِحٍ ...واسـألْ بـها أحْـمَداً صَـوْناً لِـمُتهمِ أمْ هـل جَـرَتْ بـدموعِ الـوَجْدِ طـارِفةٌ ...مُـذْ لـوَّعَتْ حَـسناً جـيرانُ ذي سَـلمِ عَـفْواً رسـولَ الـهُدَى لا الدَمْعُ يُسْعِفُني ...قلبي جريحٌ ونفْسي فِتنةُ اللّمَمِ قـد أمـعنَ الـذَنْبُ سَـعْياً فـي مُـكابَدَتي ...ويْـحي أتـبْلي عَـتيداً جَـرّةُ الـقلمِ أنــتَ الـنبيُ شَـفيعُ الـناسِ كـلهمُ ...إلا شَـفَعْتَ سُـقيتُ الـعُمْرَ مـن حُـمَمِ أنــتَ الــدواءُ لــداءٍ صــارَ مُـعْـضِلةً ...أنــتَ الـشِّفاءُ وفـيكَ الـبُرْءُ مـن سَـقمِ يـــا سـاكِـنـاً بـجـنـانِ الـخُـلْـدِ مُـكْـتحلاً ...نــورَ الإلــهِ وجِـبْـريلٌ مــن الـخَـدَمِ إنـي قَـصَدْتكَ غَـضَّ الـطرفِ مُـخْتفِراً ...أشـكو إلـيك هُـمومَ الـقدسِ والحَرَمِ لــمَّـا جَـــرَتْ أمَّـتـي غَـرْبـاً تـقـدِّسهُ ...عــادتْ مُـحَـطمَةً مَـقـطوعةَ الـذّمـمِ قــد بـدَّلـتْ بـكـتاب الله فـلْـسَفةً ...تـبْـقى الـفَـطينَ قـسِـيَّ الـلبِ والـفهمِ لا الـحـقُّ يـبْـدو جَـلِـياً فـي مَـعالِمهِ ...بـل لا تَـبُونُ مـعاني الـسّلم والـسَّلمِ والـكـفرُ أمْـسى بـواحاً لـيسَ يَـقصُمُهُ ...إبـنُ الـيَمانِ وأضْـحى سـيدَ الـقِيمِ قــد جــرَّحَ الـكـفرُ أكْـبـاداً وأفـئـدةً ...حـتـى جَــرَتْ راكِــداتُ الـسيْلِ والـعَرِمِ حـتـى غَــدا الـشرقُ بـخْساً فـي مُـقايَضَةٍ ...مـا بـينَ شـارٍ يُـدَللهُ ومُـسْتلِمِ قـرْنـاً يـبـيتُ عـلـى الأكْـفـاءِ مُـنـقلِباً ...سَـهلَ الـمنالِ لِـمَنْ يـبْغي ويـسْتهمِ مـا أشْـرَقتْ فـي سـماءِ الـشرقِ طـارِقةٌ ...كـلا ولا نَـوَّرَتْ فـي أوْسطِ الأُمَمِ بـل رَفْـرَفتْ خـافِقاتٌ لـستَ تَـعْرِفها ...مُـذ ْ أخْـفقتْ زَمَـناً عـنْ رَفـرَفٍ عَلمي فــضَّ الـيهودُ سِـفاحاً بـكْرَ أمَّـتِنا ...لـم تـصرخِ الـبكْرُ إذ ْ شَـبَّتْ عـلى الـبَكمِ مــا أفـظـعَ الـغـصْبَ فـي قـومٍ تـعلِلهُ ...روحُ الإبـاءِ وحُـسْنُ الـخُلقِ والـشِّيمِ مَـسْـراكَ عـفـواً نـبـيّي بـيـعَ مـنـبرُهُ ...بَـيْـعاً يـهـونُ إزاهُ الـبغيُ فـي الـظلمِ إنـــي رأيـــتُ قـبَـيْلَ الـصـبحِ سـاحـتهُ ...مــا بـيـنَ بــاغ ٍ يـدَنـسُها ومُـنـتقِمِ قـد ألـحَقوها فـلسطيناً بـأندلسٍ ...وَيْـحي عـليها قـضتْ فـي غَـيْهَبِ القِممِ فـشـجَتْ بُـكـاءاً نُـجـومُ الـلـيلِ تـنـدُبُنا ...إذ ْ غَـيبَ الـدهرُ أهـلَ الـعِزِّ والـكرَمِ مَــنْ يـسـمَعِ الـغـوْثَ مـلـهوفٌ مَـنـادِيهُ ...شـعبٌ أذلُّ أم الـرُّقادُ فـي الـحُلمِ أمْ يـرفـعِ الـظلمَ طـاغوتٌ ويُـسعدُهُ ...مـوتُ الـقضاءِ وصَـلبُ الـحُكم والـحَكمِ والـناس حَـيْرى سـكارى قـضَّ مضْجَعُهُمْ ...ندبٌ ودمعٌ جرى في هَيئةِ الأُممِ إنْ يُذ ْبَحِ الشَعْبُ لا تحْفلْ به أمَمٌ ...بلْ تصْعقِ الدنيا لذبحِ الشاةِ في الأجمِ عَــفـواً نـبـيّـي أرِقـــتَ لـــرُزءِ أمـتِـنا ...وبـكـى مـقـامُكَ بـيـن الـبـانِ والـعَـلمِ حـتـى انـبَـرى لـدُمـوعِ الـحُزْنِ يـمْسحها ...كـفٌّ رقـيقٌ نـديُّ الـلبِ والـوَشِمِ يـا صـاحِبايَ سَـرَتْ فـي الأ ُفـقِ مـاطِرَةٌ ...مُـزْنٌ عِشارٌ شِفاءَ الجَدْبِ والعُقمِ شــيـخٌ جـلـيلٌ تـقـي الـديـنِ عـاضِـدُهُ ...نــورُ الألــهِ وِعــاءُ الـعِـلْمِ والـحِـكمِ مُـذ ْ فـجرَتْ فـي رُبـوعِ الـقدسِ ثـورَتهُ ...صاخَ الزمانُ و صَحَّ الكونُ من صمَمِ ظـلـت بـدعـوَتِكَ الـعَـصْماءِ أمـتُـنا ...سـيـفاً عـلـى الـظلمِ لـم يَـنْبُ أو يُـصَمِ الله أكــبـرُ مــنـكَ الــشـرقُ مُـرْتـجـفٌ ...والـغـربُ مُـنـدَثرٌ فــي طـيّـةِ الـعَـدَمِ والـلـيلُ مُـرْتـحِلٌ و الـفـجرُ مُـنـتشرٌ ...مُــذ حَــزَّ فـكـرُكَ رأسَ الـجاهلِ الـعَتمِ غَـيَّـبْتَ كــل شُـمـوسِ الـكفرِ قـاطِبةً ...بـاللاءِ عَـزْماً و شـدْتَ الـحقَ بـالنعَمِ رَفْـرَفْـتَ فــي سـاحـةِ الـتـحريرِ رايـتها ...سـوداءَ تـرْهِبُ قـلبَ الـحاقدِ الأثـمِ فـي سـاحةِ الـحقِ لـيْثاً جـئتَ تـرفعها ...إذ ْغـابَتِ الأ ُسْدُ لا في غابةِ البُهُمِ والـنـاس مــا بـيـنَ مـزْهُـوٍّ بـصَـوْلتها ...مُـسْـتمْسِكٍ بـسياجِ الـحقِ مُـعْتصِمِ أو قـابـع ٍبـقـبورِ الــذلِ مُـرْتـجفٍ ...خـوفـاً مــن الـعَـدْلِ يَـبـري إصْـبـعَ الـنـدَمِ يــا رايــة َالـحقِ قـد عـزَّتْ بـها أمَـمٌ ...روحُ الـشهيدِ و نَـفسُ الـبائِسِ الـحَرِمِ عَـرِّجْ عـلى الـنَجْمِ وارْحـلْ ذاكَ مَـسْكنهُ ...دونَ الـسماءِ وبَـيْتكَ جَـنة ُ النِعَمِ أجْــرى عَـلـيْكَ إلــهُ الـكـوْنِ كـوْثـرهُ ...يـا ربِ و ارحـمْ تـقيَ الـدينِ ذا الـهمَمِ
  7. حزب التحرير في ليبيا.. د. فتحي الفاضلي كان حزب التحرير الاسلامي فى ليبيا، من الاحزاب التى لاقت صنوفاً من الاضطهاد، يصعب وصفها، فقد سعى النظام ومنذ 1973م تقريبا، الى اجتثاث جذور الحزب وتصفية مؤسسيه وقياداته وقواعده. فالقى النظام القبض على اول مجموعة من قيادات وقواعد الحزب، اثناء الحملة الشهيرة، التي قادها ضد الادباء والكتاب والشعراء واصحاب الاتجاهات السياسية، المتحزب منهم وغير المتحزب، وذلك عقب خطاب زوارة الشهير في ابريل 1973م، فقد اعتقل النظام عقب ذلك الخطاب، اكثر من اربعين عضواً، من اعضاء الحزب، اعدم بعضهم، وحكم بالسجن لفترات مختلفة على بعضهم الاخر، بينما اطلق سراح آخرين، ثم تكررت الحملة ضد الحزب عام1981م، حيث اعتقل اكثر من خمسة وثلاثين عضوا، من اعضاء الحزب10. وكان النظام يعرض، بصورة دورية، على اعضاء الحزب، اطلاق سراحهم مقابل تخليهم عن الحزب ومبادىء الحزب. لكن اعضاء الحزب تمسكوا بمبادئهم وبمواقفهم الرافضة، حتى بعد ان هُددوا بالاعدام، وصمدوا امام اغراءات النظام ومساواماته، بل رفضوا حتى مجرد الانسحاب من الحزب، مع السماح لهم بالاحتفاظ بافكارهم ومبادئهم مقابل حريتهم، ودفع بعض قيادات واعضاء الحزب حياتهم ثمناً لمواقفهم، كما توفي العديد منهم في المعتقلات واعدم غيرهم علناً. وهكذا نال اغلبهم الشهادة، وهم يقاومون الظلم الذى وقع عليهم وعلى الشعب الليبي، وضرب شباب حزب التحرير في ليبيا، بذلك امثلة معاصرة رائعة على الثبات والصمود. ولم تبدأ معاناة الحزب، ولم تنته، مع ايداع قياداته واعضائه السجون والمعتقلات، بل صاحب ذلك، ممارسات بشعة من التعذيب الجسدي والنفسي، انتهى اغلبها بموت الضحايا تحت التعذيب. ليس ذلك فحسب، بل كلما اصدرت المحاكم احكاماً بالسجن، اصدر النظام امراً بتغييرها، اما الى المؤبد واما الى الاعدام، وبالفعل اُعدم بعضهم سراً داخل السجون، واعدم غيرهم علناً في ميادين وساحات مدن وقرى ليبيا واريافها وجامعاتها، بدون ذنب، الا انهم قالوا: ان ربنا الله. خطاب الحزب.. وهكذا فقد دارخطاب الحزب حول الجانب السياسي من الاسلام، وحول اعادة الخلافة الاسلامية بالذات، لان الحزب يرى ان في اعادتها حلاً لجميع قضايا الامة الاسلامية. اصداراته.. اصدر حزب التحرير عدة نشرات، منها نشرة "التحرير"، التي تعتني باخبار ومسيرة الحزب في ليبيا، كما نشر الحزب بيانات ومنشورات عديدة، تناولت احداثاً ووقائع مختلفة، وعندما التقى وفد من الحزب عام1978م، بـ"معمر" بطرابلس، تحدث اعضاء الوفد في كل ما يتعلق بالسنة النبوية الشريفة، ومكانتها في التشريع الاسلامي، ولم يكن اعضاء الوفد من الليبيين، مما سهل ترتيب اللقاء، واصدر الحزب، اثر ذلك اللقاء، مذكرة تضمنت محتوى الحوار. ويرى الحزب ان ذلك الحوار، يعتبر مثال عملي، على ممارسة الحزب لمبدأ الصراع الفكري والثقافي، الذي يقوده الحزب، ويتبناه كوسيلة من وسائل عمله، وقد اوردت بعض محتوى المذكرة في الفصل الثالث من هذا الكتاب، وذلك حتى ندرك طبيعة الحرب، ضد السنة النبوية الشريفة في ليبيا، وكذلك لاشارك القاريء الكريم بما جاء في تلك المذكرة الشهيرة. عوائقه.. خلق مبدأ "طلب النصرة من الانظمة"، نوعاً من الجدل ما زال حياً حتى يومنا هذا. وربما يحتاج الحزب، الى توضيحات مفصلة، في هذا الصدد، كما ان اعتماد الحزب على الجماهير في المرحلة الثانية، من مراحل تغيير الامة، يعتبر خطأً استراتيجياً، وقعت فيه الكثير من التنظيمات السياسية المعاصرة. كما يأتي ضرب الحزب مبكراً، من قبل النظام، واعدام العديد من قياداته، ومؤسسيه، ضربة اخرى سببت العديد من الازمات للحزب. عطاؤه.. ضرب منتسبو حزب التحرير الليبي، امثلة رائعة على الثبات على المباديء، فاصبحوا رمزاً، ومدرسة للصمود في هذا العصر، الذي قلت فيه مثل هذه المواقف. فاحيوا بذلك فضيلة رائعة، كنا نقرأ عنها في بطون الكتب، فحولها شباب التحرير الى واقع ملموس معاصر. نماذج من رجال وشهداء الحزب.. الشهيد محمد امهذب احفاف.. ولد الشهيد محمد امهذب احفاف، في قرية القواسم بغريان، وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في قرية القواسم. تحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة غريان الثانوية عام1968م. التحق بعدها بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة طرابلس، وشارك في النشاطات الثقافية المختلفة في الجامعة، ونظم العديد من الحلقات الدراسية. صدع بما يخالف رأي الثورة اثناء ندوة الفكر الثوري، فاعتقل في ابريل 1973م، اي عقب "الثورة الثقافية" مباشرة، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشرة عاماً، استبدلت بالمؤبد مرة،ثم بالاعدام مرة اخرى. ولم تثن السجون والامها من عزم الشهيد، ولم تحيده عن مبادئه. فنفذ فيه النظام حكم الاعدام في ابريل 1983م، اي بعد عشر سنوات، من اعتقاله، وعشر سنوات من التفاوض معه، من اجل ان يتخلى عن الحزب ومبادىء الحزب. وقد اُعدم الشهيد شنقاً، في ساحة كلية الهندسة، بطرابلس، بحضور طلاب وطالبات الجامعة والمدارس واعضاء هيئة التدريس واعضاء الادارة في الجامعة، بعد ان ارغم الجميع على حضور حفلة اعدام شاب مسلم، امن بمبادىء، تختلف عن مبادىء الثورة، التي جاءت لتحرر الانسان الليبي من العبودية، فنجحت، بدلاً من ذلك، في تحريره من حياته، لكن، دون ان تنجح في سلخه عن مبادئه. وضرب الشهيد بذلك مثلاً رائعاً، على الثبات على القيم والمبادىء، التي امن بها، وعاش من اجلها، ودفع حياته ثمناً لها.11 ولنا، قريبا، باذن الله، عودة مع الشهيد. احمد حسن الكردي.. ينتسب الشهيد احمد حسن الكردي، الى حزب التحرير الاسلامي، وقد اعتقل في 1973م، وقدم للمحاكمة في فبراير 1977م، وحكم عليه بخمسة عشر عاماً، اُستبدلت بالمؤبد، ثم استبدلت، دون محاكمة، بالاعدام، واعدم داخل السجن المركزي بطرابلس في ابريل 1984م.12 عبد الله ابو القاسم المسلاتي.. مسؤول الحزب في ليبيا، وهو طالب، اُعتقل في ابريل1973م، واعيدت محاكمته عدة مرات، ثم صدر في 1983م، حكم باعدامه، نفذ في ابريل1984م، داخل السجن المركزي بطرابلس.13 عبد الله احمودة.. رجل اعمال من سكان مدينة بنغازي، اُعتقل في ابريل1984م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي، استشهد تحت التعذيب في 29 نوفمبر1984م.14 عبد القادر محمد اليعقوبي.. اعتقل في ابريل 1973م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير، حكم عليه بالاعدام في ابريل1981م، اى بعد تسع سنوات من اعتقاله. تم مات تحت التعذيب (او اعدم)، داخل السجن في اواخر يونية 1988م.15 خليفة ميلاد الكميش.. ولد الشهيد خليفة ميلاد الكميش في قرية الكميشات عام1953م. تخرج من كلية التربية بطرابلس، قسم اللغة الفرنسية سنة 1977م، قام بتدريس اللغة الفرنسية بثانوية غريان. وتوفي والده منذ كان الشهيد صغيراً، فربته امه واحسنت تربيته. وكان، رحمه الله، الابن الوحيد لامه. ُعتقل من بيت عائلته في مدينة غريان، لمدة اسبوعين، واعدم في اغسطس1981م. ثم اعيد الى امه جثة هامدة، في صندوق، بعد ان اشاعوا، أنه مات منتحراً، ورددت والدته قولها: رحمه الله لقد مات شهيداً.16 عبد الرحمن بيوض.. من مواليد طرابلس عام 1955م. اُعتقل عقب خطاب زوارة سنة 1973م، وسجن قرابة عام ونصف، ثم اُطلق سراحه. انهى الشهيد دراسته بكلية الحقوق ببنغازي. القي القبض عليه مرة اخرى، مع مجموعة من شباب التحرير. اطلق الرصاص على راسه، والقي بجثته في الشارع، وقيد الحادث، في سجل الشرطة الجنائية، ضد مجهول. وربما لم تسلم جثته لاهله.17 صالح علي الزروق النوال.. اعتقل بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي. حكم عليه بالسجن ثم بالاعدام. واعدم في اكتوبر 1983م. 18 كما اعدم في السابع من ابريل من عام 1983م، في مدينة اجدابيا، اربعة مدرسين فلسطينيين ينتمون هم ايضا الى حزب التحرير الاسلامي. والى اللقاء.. مع الحلقة العاشرة.. باذن الله.. مع مسيرة التأسيس وتنظيمات الثمانينيات، والحديث عن "حركة الكفاح الوطني الليبي"، و"منظمة البركان الليبي"، و"منظمة السابع من ابريل"، و"حركة النضال الشعبي الليبي"، و"الهيئة الليبية للخلاص الوطني". والله ولي التوفيق. من موقع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا
  8. هل يجوز زيارة فلسطين بتأشيرة اسرائيلية?? إذا كان هناك جواب أرجو أن يكون بالدليل
  9. الأخوة الكرام قد يلاحظ الكثير أن زخم المنتدى ليس بقوة المنتديين السابقين وهذا ليس لضعف في المشرفين أو تغير المشاركين لكن ظهور الفيسبوك خصوصا حوّل كثيرا من الاهتمام والمشاركة والتفاعل إلى صفحات الفيسبوك. ومن خبرتي البسيطة والمتواضعة وجدت أن معظم التفاعل تحول إلى الفيسبوك فأحببت أن اشارككم باقتراح ينشط المنتدى ولا يمنع نشاطنا في الفيسبوك بنفس الوقت الاقتراح هو أن ينقل كل أخ من الأخوة ما يحصل من نقاش بينه وبين الآخرين في الفيسبوك إلى هنا فيستعين بقدرات الشباب المختلفة على الرد ويتبلور النقاش والموضوع بشرط أن يكون النقاش مثمرا وهادفا ثم ينقل ما يراه مناسبا من ردود بين هنا والفيسبوك وبين الفيسبوك وهنا فيثري النقاش في المكانين ولعل من الأخوة من يكون لديه افكارا أخرى غفر الله لي ولكم
  10. http://abnabalqa.com/index.php?option=com_content&view=category&layout=blog&id=41&Itemid=53&limitstart=15
  11. رجل دفع ثمن كلمته بقلم: المهندس هشام خريسات في مثل هذا اليوم الثالث عشر من شهر أيار قبل تسعة وعشرين عاما غادر الدنيا عبد الفتاح مفضي الفلاح الخريسات عن عمر لم يناهز تسعة وأربعين عاما، غادرها وهو يقول: إن مت ولم أكمل تعليمي الجامعي فسأموت وفي قلبي حسرة، والحسرة الحقيقية هي في قلوبنا نحن إلى اليوم، لأننا فقدنا رجلا شهد له كل من عرفه بأنه رجل دفع ثمن كلمته ومبادئه. عدما أراد عبد الفتاح أن يقدم امتحان المترك في أوائل الخمسينات استثنى بعض المواد لعدم قدرته على دفع رسومها، وباعت 'حمدة' والدته (لجن) الغسيل كي تكمل له رسوم باقي المواد ولكن ثمنه لم يكف، فتبرع جاره الشهم الكريم من 'آل قموه' بما تبقى من ثمن الرسوم. وعلى الرغم من ظروفه القاسية تمكن عبد الفتاح من تحقيق مركز متقدم في ترتيب الأوائل على محافظة البلقاء والأردن كله، وسلبت منه البعثة الأولى لأبناء الذوات الأقل منه معدلا والذين كانوا يتلقون منه دروسا خصوصية لشدة ذكائه، وكذلك البعثة الثانية على نفس المنوال، وذهب المرضعات بأبناء الأغنياء ولم يبق للفقراء سوى الفتات. واجتمع ذوو القربى للبحث في أمر هذا اليتيم الفقير الذكي المجتهد ليعلموه، فتبرع أحدهم بنصف دينار شهريا، وآخر بدينار، وثالث بكذا، ونظروا إلى أشدهم قربا منه فقال قولته التي لم ينسها عبد الفتاح طيلة حياته: والله لو أراد هذا الولد ثمن عقلة يشنق بها نفسه ما أعطيته إياه! فانصرف القوم غير راشدين. ولم ييأس عبد الفتاح رغم ظلم ذوي القربى الأشد مضاضة، ورغم الظلم الطبقي والفساد الحكومي في توزيع البعثات، واغتنم فرصة سانحة للدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث التقى هناك بطارق حنا عزيز – رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي الأسبق المحكوم حاليا بالإعدام- واستطاع عبد الفتاح التأثير عليه وتنظيمه في حزب البعث، حيث كان عبد الفتاح من أبرز البعثيين وأذكاهم وأقواهم شخصية وتأثيرا. ولم يطل المقام بعبد الفتاح كثيرا في بيروت، فقد لعبت السياسة في سوريا وتقلباتها وانقلاباتها دورا في حرمانه من إكمال دراسته الجامعية، وعاد إلى مدرسة السلط الثانوية مدرسا للرياضيات لصفوف التوجيهي وهو أقل منهم درجة دراسية (المترك)، ولكنه لشدة ذكائه كان يفوق أقرانه وأساتذته ومن هم أعلى منه درجة علمية أو درجات. وهنا حدث تحول عميق في فكر عبد الفتاح خريسات، حيث اقتنع بالفكرة الإسلامية والتزم بحزب التحرير الإسلامي وتدرج إلى أن بات من قياداته الفكرية المخلصة والمتفانية، وشهد له السيد عدنان أبو عودة في حديث له قبل أيام في صحيفة الرأي أنه كان مسؤولا حزبيا عنه في السلط، قبل أن يتحول الأخير إلى الشيوعية ثم إلى جهاز المخابرات ثم ليغدو رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للإعلام، كما وصحب في تلك الفترة السيد مروان القاسم الذي أصبح فيما بعد أيضا رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للخارجية. وحدثني المهندس عبد الله حداد أنه قدم مع أصدقائه قي حافلة من حوارة في إربد إلى السلط في تلك الفترة من أواسط الخمسينات ليشاهدوا ذلك الشاب الأعجوبة الذي تحول من البعثية إلى التحريرية، الأمر الذي كان يعد حينها من المستحيلات في زمن المد القومي والناصري. ولم تنته محاولات عبد الفتاح لإكمال دراسته الجامعية، فخرج يوما إلى يوغوسلافيا تاركا زوجته وابنه الرضيع البكر دون علمهما ولا علم أحد، ولم تمكنه ظروفه المادية من استئناف حلمه العلمي هناك فعاد مجبرا. وانتقل عبد الفتاح إلى عمّان ليدرس في الكلية العلمية الإسلامية، ولم يحتمل يوما 'دلع' أحد الطلاب من أبناء الذوات والمناصب العليا، فوبخه قائلا: اذهب و'تدلع' عند أبيك هناك! لتكون هذه الكلمة سببا في هجرته بدينه ومبادئه وكرامته وشموخه إلى بلاد الاغتراب. حتى في بلاد الاغتراب لم ينس حلمه وهدفه، فتقدم لامتحان الثانوية العامة ليكون بالطبع من الأوائل، وحاول الدراسة بالانتساب إلى جامعة بيروت العربية في الإسكندرية، وقطع أشواطا قطعها بعد ذلك استغراقه في العمل بوظيفتين حتى ساعة متأخرة من الليل، ليطعم أفواها ويعيل عيالا ويقيت أسرة. وهناك ظل عبد الفتاح قابضا على الجمر، يحن إلى يوم تشرق فيه شمس الخلافة الإسلامية على العالم، فيتمكن من العودة إلى الأردن التي أحبها حد الموت، وإلى السلط التي عشقها حد الجنون، كان يحب السلط وذكرياتها وأهلها وترابها وماءها وكرومها وتينها، كان وفيا لها بشكل لم أعهده في إنسان قط، حتى إنه كان يشتم رائحة أي أردني أو سلطي يسمع عنه ولو على بعد مئات الكيلومترات، فيسافر إليه ويصله ويدعوه ويولم له ويزوره ويداوم على زيارته، واستمر غيابه عن السلط والأردن في إحدى الفترات السياسية القاسية ما يزيد عن عشر سنوات متتاليات، ولا تسل عن يوم اللقاء بعدها! في زيارته تلك، صلى الجمعة في مسجد السلط الكبير، وعاد إلى بيت أهله في واد الأكراد، ونظر في وجوه العشرات من الناس، يقول لي: عرفتهم جميعا، ولكن لم يعرفني منهم أحد، ولم يقل لي أحد كلمة: مرحبا! بعد وفاته بسنوات، أفشى لي السر أحد أقرب الناس إليه، أنه كان حولهم في بلاد الغربة مئات الشباب، وكلفوا ذات يوم بمهمة خطيرة نتيجتها إن فشلت الإعدام لا غير، وقد أخبروا جميعا بالأمر وخيّروا، يقول: فانصرف المئات عنا جميعا، ولم يبق سواي وسوى عبد الفتاح. رغم أن الكثير من أصحاب عبد الفتاح في الأردن والعراق تنسموا أرفع المناصب والدرجات ونالوا أعلى الشهادات وعاشوا في ظلال القصور، إلا أن عبد الفتاح عاش غريبا، ومات غريبا، عاش فقيرا، ومات فقيرا، مات وفي قلبه حسرة، لكنه (رجل دفع ثمن كلمته). المهندس هشام عبد الفتاح الخريسات hishamkhraisat@gmail.com ******************************************************** http://jordanzad.com/index.php?page=article&id=43435 رحمة الله عليه وغفر له وأجزل له الأجز والمثوبة
×
×
  • اضف...