اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

منصف الرياحي

الأعضاء
  • Posts

    30
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    2

سجل تطورات نقاط السمعه

  1. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو أسامة الثويني في أصول تقي الدين النبهاني وحزب التحرير/د.طارق عبد الحليم   
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (1) تقدمة
    تقي الدين النبهاني، رحمه الله، هو واحدٌ من الرجال الذين تركوا بصمة لا يمكن إغفالها على تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة. وُلد وعاش ودرّس وأفتى بفلسطين، حتى عام النكبة، وحصل على العالمية من الأزهر، ثم خَرج للأردن حيث أسس حزب التحرير عام 1953. وله عديدٌ من المؤلفات في نواحٍ مختلفة من العلوم الإسلامية والفكر، اخترنا منها كتابه في أصول الفقه، موضوعاً لهذا المقال، وهو الجزء الثالث من سلسلته "الشخصية الإسلامية"، طَبَعَته دار الأمة اللبنانية، وهى النسخة التي اعتمدنا عليها في مقالنا هذا. وقد عُرف عن الشيخ النبهانيّ الورع والتقوى وطلب العلم، وتُوفي النّبهاني رحمه الله عام 1977.
    والحق، أنّ النبهانيّ من أولئك الرجال الذين لم يحظوا بإهتمام إعلاميّ، ولا انتشارٍ جماهيري واسعٍ، نظراً لطبيعة دعوته التي تركزت على إقامة الخلافة الإسلامية، وهو ما جعله من غير المقربين للإعلام العميل من غير شكّ. وانعكست شعبيته في حجم أتباعه في حزب التحرير، الذي كانت ولا زالت له أرضية في مصر والأردن وسوريا وفلسطين، على اختلافٍ في درجات تلك الشعبية واتساعها ومجالها.
    ومع أنّ النبهاني رجلٌ له قدرٌ في الوسط الحركيّ الإسلاميّ، فإن ذلك لا يعنى أنّ ما قدّم للعالم الإسلاميّ يجب أن يؤخذ بالتسليم والقبول، شأنه في ذلك شأن غيره من العلماء والكتاب. وقد شابت كتاباته الكثير من التجاوزات العلمية، واتسمت الآراء التي تبناها، ومن ثمّ الفتاوى التي صدرت عن حزبه، بالاضطراب والغرابة في عدة مجالاتٍ. ولا نرى ذلك، في رأينا، إلا انعكاساً لما شاب هذه الآراء، خاصة في علم الأصول، من انحراف. إذ إن الانحراف في التوجه الأصوليّ لا ينشأ عنه إلا غرابة في الاجتهادات الفقهية والحركية. ولعل الإمام بن حزم، على جلالة قدره، أحسن مثالٍ لذلك، حين تبنى نفي القياس في الأصول، فسَقط سقطاتٍ شنيعة أخرجته من دائرة الإجماع والاعتداد برأيه عند أهل السنة والجماعة، في مواقف الإختلاف.
    وقد رَصدنا في حديث النبهانيّ في مادة الأصول، تناقضاً واضِحاً، إلى جانب الأخْطاء العَقدية والأصوليّة التي أدت إلى نتائج مُرّة في اتجاه حركته.
    ولا نقصد هنا إلى تتبع كلّ ما جاء في كتاب النبهانيّ، ولعلنا نفعل ذلك يوماً إن شاء الله، لكن سنركّز حديثنا على بعض تلك النقاط التي رأينا أنّ لها أثرا عميقا في الإنحراف بالنتائج التي وصل اليها النبهاني رحمه الله، في الفقه، وما سارت عليه جماعته في حزب التحرير من بعده.
    (2) مسألة التحسين والتقبيح
    في معرض حديث النبهاني عن التحسين والتقبيح، في باب الحاكم، أخذ النبهانيّ بقول المعتزلة في أنّ الحكم بالحُسن والقبح حكم عقليّ بحتٌ لا مدخل للشرع فيه، وإنما يأتي الشرع ليحددّ إمكان الفعل أو الترك، بناءً على الثواب والعقاب، وهو في التقرير الأول على مذهب المعتزلة، وفي هذا التقرير الأخير أقرب إلى الفهم الأشعريّ! يقول النبهاني "فهل الحكم بالحسن والقبح هو للعقل أو للشرع؟ إذ لا ثالث لهما في إصدار الحكم. والجواب على ذلك هو أن الحُكم على الأفعال والأشياء، إما أن يكون من ناحية واقعها ما هو، ومن ناحية ملاءمتها لطبع الإنسان وميوله الفطرية، ومنافرتها لها، وإما من ناحية المدح على فعلها والذم على تركها، أو عدم المح أو عدم الذم، أي من ناحية الثواب والعقاب عليها، أو عدم الثواب وعدم العقاب. فهذه ثلاث جهاتٍ للحكم على الأشياء، أحدها من حيث واقعها ما هو، الثاني من حيث ملاءمتها لطبع الإنسان وميوله الفطرية، ومنافرتها لها، والثالث من حيث الثواب والعقاب أو المدح والذم. فأما الحكم على الأشياء من الجهة الأولى وهي ناحية واقعها، ومن الجهة الثانية وهي ملاءمتها للطبع ومنافرتها له، فلا شك أن ذلك كله إنما هو للإنسان نفسه، أي هو للعقل لا للشرع. فالعقل هو الذي يحكم على الأفعال والأشياء في هاتين الناحيتين، ولا يحكم الشرع في أيّ منهما، إذ لا دخل للشرع فيهما. وذلك نثل العلم حسنٌ والجهل قبيح، فإن واقعهما ظاهر منه الكمال والنقص، وكذلك الغنى حسنٌ والفقر قبيح، وهكذا ...لذلك كان العقل هو الذي يحكم عليه بالحسن والقبح وليس الشرع، إي كان إصدار الحكم على الأفعال والأشياء من هاتين الجهتين هو للإنسان، فالحاكم فيهما هو الإنسان" اهـ ص14 وبعدها.
    ومن هنا يتبين بلا وجه للجدل أن النبهانيّ يُثبت حُسناً وقبحاً في الأشياء ذاتها، وهو ما لا يخالف فيه أهل السنة، إنما يخالف في أن لا مدخل للشرع في تحديد ذلك الأمر على الإطلاق كما صرّح، وهو خطأ فاحشٌ، إذ للشرع مدخلٌ في تحديد الحسن والقبح، لأن الإنسان في كثيرٍ من الأحيان لا يمكنه الإستقلال بذلك على الإطلاق، فالشرع إما مُعَضدٌ لما ثبت من حسن وقبح بالعقل، وإما كاشِف عنهما ابتداءً إن لم يوافق العقل، أو اضطرب العقل فيه، وهو كثير، بل غالب. وما فات النبهانيّ، أن وصف الفعل بالحسن والقبح من جهة الشرع، تكسبه تلك الصفة تلقائياً، ويتكشف أنه حسنٌ أو قبيح بهذا الوصف الشرعيّ كما قال تعالى "وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ"الأعراف 157، فالشرعٌ يُعرّفُ الطيبات والخبائث بتحليلها وتحريمها، ولو تطابق ذلك مع حكم العقل فيها في كلّ مسألة لما كان للشرع مزيّة، ولو اختلفا، وحَكَم الشرع بخلاف ما في الفعل من طبيعة ذاتية، حسنة أو قبيحة، لكان تحكّم من الشارع، حاشاه. يقول بن تيمية "فالحكمة منشؤها من نفس الأمر لا من نفس المأمور به، وهذا النوع والذي قبله لم يفهمه المعتزلة، وزعمت أن الحسن والقبح لا يكون إلا لما هو متصف بذلك، بدون أمر الشارع، والأشعرية ادعوا أن جميع الشريعة من قسم الامتحان، وإن الأفعال ليست لها صفة لا قبل الشرع ولا بالشرع" كتاب القدر ج8 ص428 وبعدها. فالحسن والقبح وإن تبينا للعقل في كثيرٍ من الأحيان، إلا إنهما يخفيان عليه في كثير من الأحيان أيضاً. ومن ثم، فإنّ إطلاق القول بهذا النظر إعتزال أصوليّ لا مراء فيه.
    كما كان خطأ النبهاني هناك أنه فرّق بلا دراية بين الحسن والقبح، وبين المدح والذم، وهى تفرقة لا دليل عليها من شرعٍ أو عقل. فإن ما هو حسنٌ ممدوحٌ شرعاً مثاب عليه، وما هو قبيحٌ مذموم شرعاً معاقب عليه، ولا فرق. كما اضطرب فيما قال بعدها من أن العقل يصدر أحكامه "بالإحساس"، ومن ثم لا يمكنه أن يحكم بالمدح والذم! وصار يخلط في هذه النقطة فلم يبين هل هذا "الإحساس" بمعنى "الحسّ" الفيزيقي" أم "الشعورىّ"؟ ، قال النبهاني "فالإحساس جزء جوهري من مقومات العقل، فإذا لم يحس الإنسان بالشي لم يمكن لعقله أن يصدر حكما عليه. لأن العقل مقيد في حكمه على الأشياء بكونها محسوسة (!) ويستحيل عليه إصدار حكم على غير المحسوسات، وكون الظلم مما يمدح أو يذم ليس مما يحسه الإنسان، لأنه ليس شيئا يُحس (!) - وكأن الحسن والقبح شيئاً يحسّ - .. وإن كان يشعر الإنسان بفطرته بالنفرة منه أو الميل اليه، ولكن الشعور وحده لا ينفع في إصدار العقل حكمه على الشئ، بل لابد من الحسّ (!).." ص16. وواضح شدة الإضطراب والخلط في هذا المعنى، كما يتضح تأثره بأقوال الرازى الفيلسوف في هذا الصدد.
    ثم قرر النبهانيّ بعدها بأنه "لا حكم (على الأشياء) قبل ورود الشرع" ص18، وهذا كذلك خطأ عقديّ إن أُخذ على إطلاقه، فإن الناس كانوا مكلفين بالتوحيد قبل ورود الرسالة المحمدية، وفي زمن الفترات، ولذلك حكم الله عليهم بالكفر ابتداءً إلا من كان من المتحنفين، مثل زيد بن عمرو بن نفيل وغيره. والصحيح أنه لا عذاب قبل ورود الرسالة، والفرق بينهما كبير. ولا ندرى من أين جاء بمقولة أنّ أهل الفترة ناجين، فهي خطأ محض، فالقول في أهل الفترة قولان، إنا أنهم معذبون، وهو الأقوى، وإما أنهم يمتحنون على عرصات القيامة، وهو الأضعف، راجع كتابنا "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد"، ولا ثالث للرأيين!
    (3) مسألة المباح والعفو والمسكوت عنه
    اضطرب النبهانيّ اضطراباً شديداً في هذه المسألة، فذكر تقريرات متناقضة في صفحة واحدة! قال في 45ص ما نصه "وأما ما أخرجه الترمذيّ عن سلمان الفارسيّ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء، فقال >الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو عفو< فإنه لا يدل على أن ما سكت عنه القرآن مباحٌ، فإن هناك أشياء حرمت، وأشياء أحلت في الحديث، وقد صح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال >ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه<، فالمراد ما سكت عنه الوحي". ثم يقول بعدها "وكذلك ليس المراد بما سكت عنه الوحي أنه مباح"!! فيكون ما سكت عنه الوحي (أو القرآن)، لا هو مباح ولا هو غير مباح! وهو يحاول جاهدا أن ينفى درجة العفو التي تحدث عنها الشاطبيّ في كتاب الأحكام ج1 ص161. وذلك بأن يثبت أن الشرع لم يسكت عن شئ، فكل مباح قد ورد فيه نص، وما سكت عنه الشارع فقد سكت عن تحريمه، فهذا يعنى أنه أحله كما صرّح بذلك، واحتج بعموم الآية "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ"، ولا يصح له هذا الاستدلال بهذه العمومية على الإطلاق، بل هي من طرق الزائغين، الاستدلال بالعمومات دون الرجوع إلى المخصصات. وهو بذلك قد تجاوز الحديث عن درجة رفع الحرج، ورفع الجناح والعفو، وكأنها لا توجد في الشريعة.
    كما تجاوز النّبهانيّ عن الحديث عن رتبة المباح بدرجاته سواء بالكلّ (أي على الجماعة) أو بالجزء (أي على الفرد)، إذ هذا مما يغيّر حكم المباح إما للندب أو الإيجاب، أو للكراهة أو التّحريم. وإنما أراد من حديثه في ذلك الباب التأكيد على مفهومٍ معين يثبته في عقل المُطّلع على كتابه، أنّ أي حكم شَرعيّ فلابد له من دليل ثابتٍ خاصٍ، كما سيدعى بعد ذلك في باب الأدلة الشرعية، وهو باطل عار عن الصحة.
    (4) الأدلة الشرعية:
    أخذ النّبهاني بقول الشاطبي في أنّ أصول الفقه قطعية لا ظنية فيها، وهو ما لا بأس به، إذ هو قول من القولين المعتبرين. لكنه تجاوز فلم يُقرّ إلا بأربعة أدلة شرعية اعتبر أنها كلها راجعة إلى نصّ قطعيّ، وهي الكتاب والسنة وإجماع الصحابة (بالذات) والقياس، قال "فإن الدليل الشرعيّ حتى يعتبر حجة، فلابد أن يقوم الدليل القطعيّ على حجيثته، وما لم يقم الدليل الشرعيّ على ذلك لا يعتبر دليلاً شرعياً، والأدلة التي قام الدليل القطعيّ على حجيتها أربعة أدلة ليس غير، الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس". (ص67)، فيما فيه علة منصوصة، ثم ردّ كل سائر الأدلة الشرعية، وهو قول بدعيّ شنيع يدلّ على قصر نظرٍ وتحكم ومغالاة، فإن الشاطبيّ أو غيره من أعمدة الفقهاء والعلماء الأصوليين، لم يردّوا بقية الأدلة الشرعية التي تستنبط من الأدلة الأربعة المذكورة، كالاستصحاب، أو الاستحسان أو المصلحة المرسلة أو سدّ الذريعة، وإن اعترض بعضهم على التسميات، لكن لا مشاحة في التسمية، كمن انكر الاستحسان، ثم جاء به تحت باب القياس الخفيّ.
    (5) حجية أخبار الآحاد:
    وهذا من أشنع ما وقع فيه النبهانيّ من بدع القول، وما ترتب عليه آثار في عقيدته وفتاواه، هو ومن تبعه، من أبناء حزب التحرير. وقد تنبّه النبهانيّ أن إنكار حجية خبر الآحاد مطلقاً ستوقعه في حرج عظيم، بل ستخرجه من دائرة الإسلام كلية، إذ غالب العمليات قد وردت بهذا الطريق، فراح يتخير ما يقبل، ونسب الحديث إلى الظنّ، حتى لو صحّ، ثم وضع شروطاً للقبول رغم ثبوت صحة الحديث، وهى ما سمّاه "الدراية"، وهي احتكامه للعقل ابتداءً لقبول الخبر. وقد انزلق به هذا المأخذ إلى تبنى ما عُرف عن المعتزلة من إنكار مسلّمات عند أهل السنة في العقائد مثل عذاب القبر، والشفاعة والحوض، ورؤية الله سبحانه وغيرها من مسائل العقائد السنية.
    أما عن الفروع، فقد خلّط النبهانيّ في الأحكام، قال "وأما شروط قبول خبر الواحد فهي أن لا يعارض ما هو أقوى منه من ىية أو حديث متواتر أو مشهور، مثل ما روى عن فاطمة بنت قيس أنها قالت "طلقنى زوجى ثلاثاً، فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة"، فهذا الحديث معارض لقوله تعالى "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ" اهـ ص 90.
    وهذا كلام منكرٌ مردود عليه. فالحديث صحيح، على أعلى درجات الصحة، رواه مسلم في صحيحه، كما عضدته رواية أحمد وأبي داود الصحيحة "قال لها: لا نفقة لك إلا أن تكوني حاملاً". ثمّ إنّ هذه الآية لا دليل عليها في هذا المعنى، إذ هي تخصّ المرأة وهي في ذمة زوجها لا بعد أن تُطلق ثلاثاً، لا واحدة رجعية. ولو أنه استشه بقول الله تعالى "لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَـٰحِشَةٍۢ مُّبَيِّنَةٍۢ"الطلاق 1، لكان أقرب له، وإن كانت هذه الآية كذلك تتحدث عن الزوجة في حالة وجودها في ذمة الزوج. وهذا المثال دليل على التحكم المردى فيمن أراد أن يلتزم ما ليس عليه دليل حقيقيّ إلا الهوى والنظر الخاطئ، وإن ادعى غير ذلك.
    (6) خلاصة
    وقد عُرف عن حزب التحرير، تبنّيه فتاوى عجيبة، سواء في الفروع، أو في أصول الدعوة ومنهجها، بُنيت على هذه الأصول المنحرفة التي ليست من مناهج أهل السنة والجماعة في النظر والاستدلال في شئ، مما يأسف له المرء. فمنها ما يتخذونه محوراً لدعوتهم، وهو الخلافة، التي يصورونها ويتعاملون معها على أنها أصلٌ من أصول الدين، كما تتعامل الرافضة مع فكرة الأمام، أو جماعة التبليغ والدعوة مع فكرة الخروج، ومنها ما يرونه في وجوب عرض أنفسهم على الحكام الكفرة في الدول المحكومة بغير الشرع لقبول نصرته! بدعوى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على القبائل، ونسوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على القبائل "لا إله إلا الله" قبل نصرته، وأنّى لبرويز مشرف، أو غيره ممن تقدموا له بهذه الطلبات العجيبة، أن يقبل إقامة الخلافة التي يريدون الوصول لها دون طريقها الشرعي! وهي بدعة يتحول بها فرعٌ من فروع الشريعة، مهما بلغت أهميته، إلى أصلٍ كليّ دون أن يدرك الداعون لذلك أي خلل في بناء الشريعة ارتكبوا، بله استحالة تحقق الهدف وضعاً.
    ثم في الفرعيات، فإن رأيهم في الموسيقى والإختلاط وممارسة العادة السرية، ومصافحة المرأة الأجنبية ومشاهدة الأفلام الإباحية وغيرها، هو من المؤسفات، إذ نرى شباباً مُتديناً محباً للإسلام، قد تلاعبت بدينه أقوال انحرفت ابتداءً، ولم يعتنى أحدٌ، بعدما دَوّن النبهانيّ، أن يراجعها ويصحّحها. وهو دين التقليد، والاتباع، رأيناه في الإخوان بما فعلوه مع تراث حسن البنا، وحزب التحرير بما فعلوه مع تراث تقيّ الدين النبهاني. ولاشك أنك واجد من بين أتباع الحزب من ينكر مثل هذه الأفعال أو الفتاوى، وهذا ما ذكرناه من قبل، من انفصال بين القائد والتابعين في الكثير من الجماعات، على مستوى الأصول ابتداءّ، إذ لا يستطيع الكثير من الأتباع، بل غالبهم، أن يتتبّعوها لفقر في العلم، وانفصالٌ على مستوى الفروع في بعض الأحيان، حين تكون ممجوجة فطرة ومرفوضة طبيعة. لكن هذا لا يغير من أنّ الموقف الرسميّ للحزب هو ما يجب الرجوع اليه عند التعارض، لا إلى آراء بعض التابعين هنا أو هناك.
    وللنبهاني تصورات عن الدين الإسلاميّ عامة، بثّها في كتابه "الشخصية الإسلامية"، بناها على هذه الأصول المعوجّة، فيها أخطاء عديدة في النظر والاستدلال، ومن ثمّ في النتائج، فإن الأصل إن اعوَجّ، خرج الفرع تابعاً له في اعوجاجه ولا محالة. ولعلنا نتناول بقية كتابه هذا بالنظر في مقالٍ قادم إن شاء الله.
    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، فكم من مخلصٍ ضلَّ في هذا المَسعى، فرأى الحق باطلاً والباطل حقاً.
     
    http://www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-52282
     
    موقع الدكتور طارق عبد الحليم من المواقع التي أزورها بين الفينة والأخرى،للوقوف على آخر انتاج الرجل. فأحسبه أنه من رموز العمل السلفي،وله اتجاه أصولي عقائدي صارم، أنتجت آراء قوية تجاه المشهد الاسلامي الذي نشأ في مصر. على أي حال، وعودة إلى المقال أعلاه، فلا مشكلة البتة في نقاش أفكار وأدبيات الشيخ النبهاني وحزب التحرير،لا مشكلة البتة..ولكن المشكلة في منهجية النقد والنقاش!
    بمعنى، إن كان الدكتور أو غيره يريد نقاش الأصول التي ذكرها الدكتور في مقاله (التحسين والتقبيح، الأدلة، حجية خبر الواحد..الخ) فلا بد من عرض الرأي الأصلي وأدلته واستدلالاته، ومن ثم تفنيد الرأي بأدلة معارضة أقوى. هذا ألف باء النقد!
    فعلى سبيل المثال، فكرة التقبيح والتحسين وأن لا حكم للأشياء قبل ورود الشرع أوردها حزب التحرير وناقشها في صفحات وصفحات وجاء بأدلة على رأيه.فهل من الإنصاف القفز على تلك المادة العلمية وسلقها بفقرة مشوهة؟! ومن ثم الرد على هذه الفقرة المشوهة بحكم قاطع؟!
    على أية حال، المقال متاح أعلاه، ولو أراد أحد الأخوة العارفين بالأصول ولغتها سبك مقال وإرساله للدكتور فبها ونعمت، وهو بالمناسبة يحتفي بالردود على مقالاته ويعطيها حقها، كما هو واضح في موقعه.
     
    وملاحظة أخيرة ربما تكون سياسية:
    ربما جاء هذا المقال في هذا التوقيت لظهور اسم ونشاط الحزب مجددا في الساحة المصرية، والله أعلم.
  2. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو صوت الخلافة في مقال: هلا اقتدى ضباط جيوشنا بسيف الله المسلول؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هلا اقتدى ضباط جيوشنا بسيف الله المسلول؟
    https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/79654.html
     
    لم يكن دخول خالد بن الوليد رضي الله عنه في الإسلام وانحيازه للإسلام والمسلمين إلا اختياراً حكيماً من فارس مقدام لم يُهزم في معركة خاضها قط، ولو بقي على شركِه ومات على ما مات عليه أجداده وأقرانه من المشركين من أمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة لكان من الخاسرين في الدنيا والآخرة، لذلك يجب أن تكون قصة إسلام خالد رضي الله عنه عبرة لكل ضابط في جيوش المسلمين، فهم الذين يحمون عروش الظالمين ويمكّنونهم من الحكم بغير ما أنزل الله، فإن هم اقتدوا بسيرة سيدنا خالد كانت عاقبتهم كعاقبته، ويحشرون معه ومع الصحابة الكرام على حوض المصطفى محمد ﷺ بإذن الله، أما إن ظلّوا يحمون الأنظمة العلمانية القائمة في بلادنا، ويدافعون عن حدود الدول الوطنية التي قامت على تقسيمها إلى دويلات هزيلة، ويظلون يحمون عروش الظالمين ويقضون حياتهم العسكرية في خدمة الأنظمة العميلة، وينفذون مشاريع الدول الاستعمارية الكافرة، فإن عاقبتهم ستكون كعاقبة كثير من القادة العسكريين الذين ماتوا وهم يحمون عروش الظالمين، من أمثال ريتشارد ونابليون وهتلر... وغيرهم، خسروا الدنيا والآخرة.
     
    لم يستغرق انحياز خالد للإسلام والمسلمين طويلا، وقد كانت رسالة من سطرين من رسول الله تركها له أخوه في بيته كافية له ليبيع الدنيا ومتاعها من أجل الآخرة، حيث تعود قصة إسلام خالد بن الوليد إلى ما بعد معاهدة الحديبية، حينما دخل الرسول ﷺ مكة في عمرة القضاء، فسأل الوليدَ عن أخيه خالد، فقال: «أَيْنَ خَالِدٌ؟» فقال الوليد: "يأتي به الله"، فقال النبي ﷺ: «مَا مِثْلُهُ جَهِلَ الْإِسْلَامَ، وَلَوْ كَانَ جَعَلَ نِكَايَتَهُ وَحَدَّهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَقَدَّمْنَاهُ عَلَى غَيْرِهِ»، فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ أَعْجَبَ مِنْ ذَهَابِ رَأْيِكَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَقْلُكَ عَقْلُكَ! وَمِثْلُ الْإِسْلَامِ جَهِلَهُ أَحَدٌ؟! وَقَدْ سَأَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْكَ، وَقَالَ: «أَيْنَ خَالِدٌ؟»... فَاسْتَدْرِكْ يَا أَخِي مَا قَدْ فَاتَكَ، فَقَدْ فَاتَكَ مَوَاطِنُ صَالِحَةٌ"، وقد كان خالد رضي اللـه عنه يفكر في الإسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سرّ بها سرورا كبيرا، وأعجبه قول النبـي ﷺ فيه، فشرح الله صدره وأسلم، وكان قبل ذلك قد رأى رؤيا في منامِهِ، أنَّهُ في مكانٍ ضيقٍ، خرج منهُ لأرضٍ واسعةٍ خضراءَ، ولمّا ذَكَرَ رؤياهُ لأبي بكرٍ الصديق وهو في المدينةِ قال له الثاني: "هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك". هكذا، فقد كانت رسالة من سطرين ورؤيا رآها كافيتين للقائد الحقيقي ليدخل الإسلام وتُقوّم حياته ويقوم بما خلقه الله من أجله؛ عبادة الله سبحانه وتعالى والجهاد في سبيله.
     
    كان خالد بن الوليد قائداً حقيقياً محنّكاً، قاد جيش المشركين في معركة أحد وهزم المسلمين، وكذلك كان قائداً فذّا بعد انحيازه للمسلمين، فكانت أولُ غزوةٍ لَهُ مع المسلمين هي غزوة مؤتة، حملَ فيها رايةَ المُسلمين، وفيها لُّقِبَ بسيفِ الله المسلول، كما شاركَ في حروبِ الردةِ، وقاتلَ مع المُسلمين في أكثر من مائةِ معركةٍ، وقالَ فيهِ رسولُ الله ﷺ: «نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ، خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ»، وشهدَ فتح مكة، وغزوةَ حُنين، وكانَ رسولُ الله قد أعطاه شعراً من رأسِهِ فأبقاهُ خالد في مقدمةِ عمامتِهِ، وكان لا يلتقي بعدوٍ إلا ويهزِمَهُ، وجَعلهُ أبو بكرٍ الصديق أميراً على جميعِ أمراءِ الأجناد، وافتتح دمشقَ هو وأبو عبيدة رضي الله عنهم. كل هذه الانتصارات لفارس حقيقي حفظها له التاريخ وحفظته له خير أمة أُخرجت للناس، وكانت ثقيلة في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون، لا كالضباط الحاليين الذين يخدمون في جيوش المسلمين، يقضون حياتهم بين السعي للحصول على النياشين والرتب دون إنجازات حقيقية تنصر الإسلام والمسلمين، وبين خدمة مصالح الدول الاستعمارية وفي بعثات "السلام" للأمم المتحدة، فشتان بين القائد خالد وبين الضباط الذين يموتون على خلاف ما مات عليه!
     
    إن ضباط المسلمين أُجراء عند الأمة، ومتعاقدون معها على حمايتها وحماية عقيدتها وصون حرماتها، وهم ليسوا أُجراء عند الحكام الظالمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله، فالحكام هم أنفسهم في أنظمتهم الديمقراطية أُجراء عند الناس أيضاً، وقد خان هؤلاء الحكام الأمانة وأكلوا أموال الناس بالباطل، وكذلك الضباط إن لم يقوموا بمقتضى العقد الذي بينهم وبين الناس، يكونوا قد أكلوا السحت وأَكّلوه لأبنائهم، فالمال الحرام ليس الذي يؤخذ سرقة أو خلسة فحسب، بل أيضا مال الأجير الذي لا يقوم بواجبه فيما استؤجر عليه، خصوصا وأن الأمة تقتطع من قوت عيالها لتدفع للجند رواتبهم، لا ليتنعموا بها هم وعيالهم دون مقابل أو لخدمة أعداء الأمة، بل للدفاع عن الأمة وعن دينها ومقدساتها وحرماتها، وإن لم يفعلوا ذلك فقد أكلوا الحرام وأكّلوه عيالَهم، وما غُذّي بالحرام فالنار أولى به، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ» رواه الإمام أحمد في ‏مسنده، وفي رواية أخرى: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بالحرَامِ»، فهل يرضى الضابط المؤمن بالله واليوم الآخر أن يُلقى بأهله في النار لأنه قد أعالهم بمال حرام؟! وهل يرضى الضابط منهم أن يكون أبناؤه الذين يتفاخر بهم أمام الناس بعد أن علمهم وخرجهم من أرقى الجامعات، هل يرضى أن يكونوا حطب جهنم؟! معاذ الله.
     
    لقد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أن حال الأمة البائس لا يغيره إلا نصرة أهل القوة والمنعة، بعد أن غيّر الناس ما بأنفسهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، وقد طالبت الأمة مرارا وتكرارا بتحكيم شرع الله، وخرجت إلى الشوارع بصدور عارية مطالبة بخلع الأنظمة الكافرة وإقامة حكم الإسلام على أنقاضها، لكنّ الوحيدين الذين خذلوا الأمة وهم جزء منها ومن أبنائها، هم ضباط المسلمين وقادة جندهم وقوتهم، على الرغم من أن الأمة قد أنفقت عليهم من قوت عيالها، لذلك يحمل ضباط المسلمين اليوم وزرَ حكام المسلمين الظالمين العملاء، وهم في العذاب سواء، حيث قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ ومعنى خاطئين آثمين، فرأس الكفر فرعون ووزيره هامان آثمان على السواء وكذلك جنودهما. فلا يجوز لأي جندي أو ضابط تبرئة نفسه من ظلم الحاكم وكفره، والادّعاء بأنه ليس مسؤولا عن ظلم الحاكم وحكمه بالكفر وعمالته وفسقه وفجوره، وقد تبرأ الرسول ﷺ من أعوان الظلمة كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وأحمد في المسند عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج إلينا رسول الله ﷺ فقال: «اسْمَعُوا، إنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ...». وقد روي في سجن الإمام ابن حنبل أن جاءه السجان فقال له: "يا إمام! الحديث الذي رُوي في الظلمة وأعوانهم هل هو صحيح؟ قال: نعم، قال السجان: وأنا من أعوان الظلمة؟ قال له ابن حنبل: أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، أما أنت فمن الظَّلَمَة"، وعند الحديث عمّن ظلم الإمامَ أحمد فإننا نتحدث عن المأمون الحاكم المسلم الذي كان يحكم بما أنزل الله ويجاهد في سبيله، ومع ذلك قال فيه الإمام أحمد ما قاله! ولا نتحدث عن حكام المسلمين الحاليين، ممن استباحوا حُرمات المسلمين وعطّلوا الجهاد وأحكام الإسلام جميعها، فهؤلاء مغتصبو سلطة فاسقون وظالمون وأكثرهم من الكافرين، وهم ليسوا كالمأمون بأي شكل من الأشكال، بل هم فراعنة هذا الزمان.
     
    يجب على الضباط العقلاء المؤمنين بالله وباليوم الآخر في جيوش المسلمين أن يتداركوا أمرهم كما تداركه خالد بن الوليد قبل فوات الأوان، فالموت موشكٌ لكل مخلوق، ويوم الحساب آتٍ لا محالة، قال خالد بن الوليد وهو على فراش الموت: "شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في جسمي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذَا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"، وتدارك أمرهم لا يكون إلا بشيء واحد لا بديل عنه، ولا يعوضه صلاة أو صيام أو صدقة أو حج وعمرة، وهو الانحياز إلى المسلمين من خلال نصرة الإسلام ومشروع نهضة المسلمين، بإعادة الإسلام نظامَ حكمٍ في الناس، وذلك بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشّر بإقامتها رسول الله ﷺ، فإن فعلوا فقد فازوا في الدارين كما فاز بهما خالد بن الوليد رضي الله عنه، وإن ركنوا إلى الدنيا فقد خسروا الدار الباقية وذكرتهم الأمة كما تذكر جنود فرعون وهامان، وما خلفوه في الدنيا فهو في النار والعياذ بالله.
     
    ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾
     
     
    كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    بلال المهاجر – ولاية باكستان
  3. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو صوت الخلافة في مقال: هل أنت مستعد لدفن المبدأ الرأسمالي معنا؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل أنت مستعد لدفن المبدأ الرأسمالي معنا؟
    https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/79554.html
     
    في خضّم الحديث عن إرهاصات انهيار الدول في نظامها الاقتصادي، لن أتحدث عن الدول الهامشية والتابعة، وإنما أريد أن أسلط الضوء بداية على الدول المبدئية التي تعمل على نشر مبدئها في العالم مثل أمريكا، التي تتبنى المبدأ الرأسمالي وتعمل على نشره.
     
    وهناك فرق شاسع بين سقوط المبدأ اقتصاديا، وانهيار الحضارة أو الفكرة، التي تبناها هذا الكيان وعمل على نشرها في العالم؛ لأن عوامل سقوط وانهيار أي مبدأ يكون مرتبطاً بعوامل قوة الدولة، وقوة هذه الدولة تكون من قوة وتأثير الفكرة التي تحملها وتنشرها في العالم، فإذا كانت فكرتها فاسدة وتخالف فطرة الإنسان ولا تعالج مشاكله علاجا صحيحا، ولا تؤمن له السعادة والطمأنينة فإن سقوطها حتمي من ذهن حامليها أولا ثم سقوطها من واقعها.
     
    فالمبدأ الرأسمالي الذي تقوده أمريكا اليوم، بات عاجزا وليست لديه القدرة على متابعة سيره، ولا عاد جسمه يحتمل الترقيعات التي دائما ما تكون أشد خطرا وتزيد من سرعة السقوط، فهذه الأزمة التي يمر بها الآن هي آخر حلقة من سلسلة العمليات التي أجراها هذا المبدأ. وسيلقى حتفه سريعا ويعلن وفاته قريبا بإذن الله، مع أول ظهور للمبدأ الصحيح.
     
    فالذي يحمل تفكيرا سطحيا يجد أن النظام الرأسمالي لديه القدرة المستمرة على إيجاد الترقيعات وتطبيقه على أرض الواقع ما يمنعه من السقوط، وأن أمريكا لا تزال القوة الأولى في العالم المتحكمة فيه والقابضة على زمام الأمور، وتفعل ما تشاء وكيفما تشاء دون أن تكترث إلى أي كيان أو دولة لأنها تعتبر العالم كله ملكاً لها، معتمدة في ذلك على غطرستها السياسية وقوتها الاقتصادية والعسكرية، وإن كانت أمريكا الدولة الأولى في العالم، فقد أسأت الفهم أيها المفكر وجانبت الصواب أيها المحلل وتغافلت عن الحقيقة الكبرى أيها الإعلامي، فأقول لك إن عوامل سقوطها، وانهيار كيانها قادم لا محالة وواقع لا خيال.
     
    إذا وضعنا مجهرا لنرى تفاصيل انهيار المبدأ الرأسمالي داخل أمريكا فتكون بداية من الفكرة التي يحملها عند أفرادها قبل أعدائها، يتمثل أمامنا بالتراجع والانحدار المستمر لقيم وأفكار هذا النظام، ونجد التصدعات وآثار الضربات المتتالية وظهور الكراهية وعدم الثقة بقدرتها على ضمان الحياة السعيدة لمعتنقيها.
     
    وبعد أن ركبت أمريكا موجة ما سمي بالربيع العربي نجد كيف انقسم الشارع الأمريكي لحركات تطالب برفع الظلم الرأسمالي عن الناس بعد أن أفرغت أمريكا جل نيرانها على الشارع العربي، مثل حركة "احتلوا وول ستريت" التي ظهرت بشكل واضح، وسرعان ما تحولت هذه الحركة إلى حركة عالمية حيث خرجت المظاهرات في أكثر من 1.500 مدينة حول العالم، مئة منها في الولايات المتحدة وحدها، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات عنيفة في العاصمة الإيطالية روما، إلى قضية جورج فلويد التي أحدثت تداعيات خطيرة جدا وكانت شرارتها من مدينة مينيابوليس عندما تم الاعتداء عليه وهو رجل أمريكي من أصل أفريقي، إلى أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي - أكبر رمز للديمقراطية الأمريكية، ما ساهم في سقوط فكرة الديمقراطية من أساسها في أعين حامليها أولا، وإذا ضغطنا على زر الزووم نرى الكارثة بوضوح والذي هو سبب حالنا اليوم، والذي اتخذته أمريكا نظاما لها بكل ثقة، والذي هو آيل للسقوط في أي لحظة، ألا وهو اقتصادها الذي يمثل رمز قوتها وسيطرتها على العالم، فنرى التصدعات والضربات الموجعة والقاتلة بارتفاع المديونية لديها إلى مستويات خيالية، وخصوصا بعد هجرة الشركات الأمريكية العملاقة إلى خارج البلاد بعد أزمة الرهن العقاري في 2008 وارتفاع تكاليف الإنتاج داخل أمريكا.
     
    وعلى هامش المشهد نرى الإعلانات المستمرة لإفلاس الشركات والبنوك الأمريكية الكبرى مثل بنك ليمان برذرز. ومن ثم أغلقت السلطات الأمريكية ثلاثة بنوك كبرى في نورث كارولينا وكنساس وجورجيا ليرتفع عدد البنوك التي أعلنت إفلاسها في الولايات المتحدة من جراء الأزمة المالية العالمية إلى 40 بنكاً، ومهما حاولت الترقيع في كل ما يحدث من تصدعات فالانهيار قادم لا محالة، لأنها لا تعتمد حلولاً جذرية بل حلولها دائما ترقيعية معتمدة على ما تم بنائه سابقا ليخدم عروش كبار المستفيدين على حساب العالم أجمع.
    وفي صلب الشارع نرى الانهيار الإنساني والأخلاقي كالعنصرية وإباحة زواج المثليين والشواذ، والعنف المفرط، ففي كل 17 دقيقة يُقتل أمريكيٌ بالسلاح، و100 ألف أمريكي يتعرضون للضرب بالرصاص سنويا، و289 شخصا في المعدل يتعرضون لإطلاق النار يومياً، و53 شخصا ينتحرون يوميا.
     
    وهذا طبعا داخل أمريكا، أما إذا وجهنا هذا المجهر إلى العالم فنجد الويلات والكوارث التي صنعتها أمريكا لتحافظ على مبدئها ونظامها؛ من حروب، وأمراض وأوبئة وسيطرة واستعمار لتفرض نظامها بالحديد والنار على شعوب العالم.
     
    هذه هي الدولة التي تدعون أنها القوة التي لا يستطيع أحد الوقوف أمامها، لكن الناظر إلى واقع أمريكا بتفكير مستنير يجد الفرق الكبير بين أمريكا سابقا، وأمريكا اليوم، فكانت بالسابق ترسم الخطط بدقة وتتحرك بتحرك السيد المطاع، أما اليوم أمريكا تدخل بسياسة رد الفعل فلا منهجية لها ولا دراسة، وتتخبط داخليا وخارجيا، وعلى كل الأصعدة.
     
    فطبيعي جدا أن نرى انشغال العالم كله أمام شاشات الخط البياني لانهيار عملتهم، وانهيار دولتهم التي قامت على جذور المصلحة الرأسمالية البحتة، ناهيك عن الدول التابعة فتجد هذا يتكلم عن سوء الاقتصاد والتضخم في نظامه، وذاك يبرر لشعبه سوء المعيشة لأن الديون كثرت عليه، والآخر يطلب من شعبه أن يخرجوا ذهبهم من تحت الوسادة!!
    ثم نعود إلى التلفاز فنسمع الأخبار فلا نجد إلا أرقاماً هائلة تدخل أرصدة بنوك دولهم، وحسابات ومعادلات، وتحالفات، ونداءات إغاثة ليستقر الوضع قليلا بألاعيبهم، وتهدأ المواقع من هذه الضجة الحسابية. ليبقى الناس يحملون آلاتهم الحسابية وذهنهم مشغول في بضاعتهم، وأموالهم، وتجارتهم.
     
    بعد كل هذا ألا يجدر بنا أن نكون جاهزين لنكون نحن من يحفر القبر ويدفن هذا المبدأ الذي أتعبنا؟
     
    أيها المسلمون في كل بقاع الأرض: لا تكونوا مع المسلمين الجهلة الذين يلهثون وراء السراب الخادع للحضارة الغربية، فيُلقوا أنفسهم مخاطرين بحياتهم للوصول إلى جحيم الحياة الغربية والدفاع عنها. بل كونوا مع المسلمين الذين فهموا هذا الدين فهما فكريا واعيا بإخلاص، ليصلوا به إلى سدة الحكم، ولن يقفون عند هذا الحد وإنما سيحملونه رسالة إلى العالم الذي يئن ويجأر إلى الله من الظلم الذي يعيشه من هذا النظام الرأسمالي العفن.
     
    إن صرح الإسلام سيقف لا محالة والعدالة ستنشر قريبا في العالم، والنصر قادم شئتم أم أبيتم. ولكن، هل أنت جاهز لحمل المعول لتحفر معنا ونكون يدا بيد لدفن هذا التاريخ الأسود من حياتنا؟
     
    أسأل الله العظيم أن يستخدمنا ولا يستبدلنا ونكون على قدر هذه المسؤولية برضا وتوفيق منه عز وجل.
     
    كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    دارين الشنطي
  4. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو صوت الخلافة في مقال: هل أنت مصاب بمرض الفتور؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل أنت مصاب بمرض الفتور؟
    https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/79331.html
     
     التقاعس، الإحباط، اليأس، الإهمال، التراخي،...الخ كلها مرادفات لمرض واحد قد يصيب الإنسان في حقل الدعوة إلى الله، ألا وهو الفتور. هذا المرض هو من أخطر الأمراض التي تنهك جسد المؤمن وروحه.
     
    لم يكن من السهل على الغرب هدم الإسلام في نفوس المسلمين ولا حتى هدم مشاعرهم الجياشة للدين العظيم، فهم يحاولون ولا يزالون يحاولون إنزال المسلمين عن المكانة التي يجب أن يكونوا عليها، ولكي ينجح ويبقى مستمراً في سيطرته رسم طريقاً معبّداً للمسلم ليسير عليه وفق ما يراه هو مناسبا، فقام برسم حياة بنظام وأفكار وتربية وإعلام وكل ما يخص المسلم.
     
    أؤكد على كلمة المسلم لأن الهدف هو الإسلام وليس أي شيء آخر. فالغرب الكافر مستعد أن يفني عمره في دمار هذا المسلم، فعمل بجد ودون كلل ولا ملل إلى يومنا هذا، كالمريض بمرض يُشفى منه ولكن أوهمه الطبيب أن هذا مستحيل وأن مصيره الموت ويجب عليه أن يكون في المكان الصحيح الذي يلائم هذا المرض ألا وهي المصحة، فوضعوا كل جهدهم فيها وكل ما يلهي هذا المريض عن هدفه في هذه الحياة، فحياته وطريقة عيشه وطعامه وملبسه ورفاهيته وحتى عائلته تكون أفضل إذا بقي في هذه المصحة حيث يوجد فيها كل ما يلزم، ولكن بقوانين يجب عليك الالتزام بها حتى تبقى عندنا. فمن الطبيعي أن يخضع لكل الأوامر والتعليمات لأن صحته ستتدهور.
     
    نعم وهذا هو حالنا؛ فقد وضعوا لنا قوانين ونظاماً وفرضوا علينا بالحديد والنار طريقة عيش لا تناسبنا كمسلمين؛ دخلوا بيوتنا وهدموا أسرتنا وعرفنا. دمروا أنسجة عقول أطفالنا فلا عدنا نستطيع أن نسيطر عليهم ولا أن نفهمهم أن هذه المصحة عبارة عن مصحة وليست مكاناً للرفاهية.
     
    هل نجحوا؟ نعم. للأسف نجحوا بتفوق. فعندما طبقت الرأسمالية نظامها على الأمة الإسلامية ومزقتها كان موقف هذه الأمة العظيمة التصدي لها وعدم التفاعل معها، لكن السمة البارزة في هذه الأيام والتي جعلتني أكتب مقالتي هذه هي أنني أشم رائحة فتور وكسل في طريق التصدي لهذه الأفكار الخبيثة التي تأكل جسدنا ونحن نوهم أنفسنا أننا بخير.
     
    لا نحن لسنا بخير، ولا أسرنا ولا أهلونا. فوالله لقد تعبنا من هذه الحياة، ومن أنظمتهم ومن القوانين الوضعية التي يحكموننا بها. ولا أدري كيف للمسلم الذي ميزه الله بهذا العقل أن يغفل عن كل ما نراه ونعيشه أمامنا؟ كيف اقتنعت بهذه المعيشة الذليلة؟! كيف رضيت وقبلت مع أنك متعب لم تعد تستطيع أن تسيطر على زمام الأمور في حياتك حتى في أمورك الشخصية؟! كيف تنام هانئ البال مع أنك مديون وفقير ومشرد ومهاجر ولاجئ؟!
     
    كيف قبلت بأن تعيش ضمن هذه القوانين التي لا تناسب مصالحك، فعندما تقرر أن تخطو أي خطوة لأمورك الشخصية تبقى من دائرة لدائرة بذلّ وتذللٍّ، وهذا يريد ختما وذاك يريد مالاً، وفلان يريد رشوة وآخر يريد وقتا. وهلم جرا، فتنتهي ورقتك المطلوبة بعد شهر أو لا تنتهي!
     
    فلا عادت تقوى تلزمنا، ولا قرآنا يحكمنا، ولا عملا يرفع بنا، ولا معيشة تسعدنا!
     
    فإذا وقفت بصفتي حامل دعوة أمام هذه المشاهد أتساءل: كيف للفتور أن يتسلل إلى أنفسنا وكل شيء أمامنا يذكرنا بضنك الحياة؟! كيف لليأس أن يحيطنا ونرى أولادنا أمامنا مدمرين؟! كيف للتراخي أن يلعب بنا وبأسرنا وبيوتنا أوهن من بيت العنكبوت؟! كيف لنا كل هذا الرضا والله يقول لنا: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ أَي خالف أمري وما أنزَلته على رسولي، أَي ضنك في الدنيا، فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره فهو في قلق وحيرة وشك من ضنك المعيشة؟! كيف لك أن تتغافله وتتناساه وأنت تقرأ هذا القرآن العظيم؟! وكيف لك أن تغمرك مشاعر الضعف وأنت قد أخذت مع الله عهدا أن لا تتوانى عن دعوتك مهما قست الدنيا عليك؟!
     
    دعنا أخي حامل الدعوة من التبريرات التي لا تغني ولا تسمن من جوع! دعنا من الظروف التي لن تنتهي! بل بالعكس نحن هنا من أجل هذه الظروف التي فرضها الغرب علينا. سواء أكانت ضيقاً في المعيشة، أم حروباً، أم عدم استقرار. فهذا رزق من الله أن هدى فكرك إلى ما يحبه ويرضاه ليعلو صوتك أمام هؤلاء الطغاة الذين يضيقون على هذه الأمة، لا أن نقبل ونتعايش مع قوانينهم ونبرر تقاعسنا! فأنت ارتضيت لنفسك أن تكون قدوة يحتذى بها بالعمل لله.
     
    نعم يمكن للإنسان أن يبعد قليلا وتجره مشاكل الحياة وأن يلتهي بهذه الدنيا الفانية لكن ساعة بساعة كما قال رسولنا الكريم عندما أتاه حنظلة الأسيدي كما ورد في الحديث الشريف: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا تَقُولُ؟! قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيراً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَمَا ذَاكَ؟!» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ؛ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ فنَسِينَا كَثِيراً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ؛ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» ثَلاثَ مَرَّاتٍ. (رواه مسلم).
     
    عد أدراجك أيها المسلم واستقم وكن صادقا في عملك ودعوتك لتحسن معيشتك ومعيشة غيرك. فتراخيك في حمل الدعوة قد يؤدي إلى أن يفوتك الركب وتشعر بالوهن أكثر فأكثر، فيحملك ذلك على ترك حمل الدعوة وهذا والله لطامة كبرى، أن تعلم الحق ولا تعمل به!
     
    جدد النية وقل ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾، فأنت بحاجة كبيرة لانشراح الصدر، فهذه شيم الدعاة الصالحين لأنك وأنت على الطريق قد تصاب بحالات حزن شديد خصوصاً عندما ترى أقرب الناس إليك في ضلال وهم لا يستجيبون لنصحك وتوجيهك فتصيبك حسرة شديدة بسبب الخوف عليهم. فلا تتأثر بهم وكن أنت المؤثر فيهم، كن أنت مصدر الطاقة لهم.
     
    فلا تخذل الله عندما وثق بك في أن استخدمك لهذه الدعوة ووضعك في هذه المكانة العظيمة في العمل! إذ الله تعالى يقول في كتابه العظيم: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً﴾، فهذا الحزن الشديد قد يسبب لك حالة إحباط تؤدي إلى عدم رغبتك في عمل أي شيء ما يفوّت مصالح عظيمة، قد يترتب عليها فيما بعد هداية من تحبهم.
     
    انهض وتابع نصرة الله وتأييد دعوته وأنت تضع نصب عينيك حديث رسولنا الكريم ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه مسلم).
     
     فكم أخ أمامك يريد يدك؟ وكم أخ لك يريد صوتك؟ وكم أخ لك يريد نصحك؟ فأنت مأمور أن تنصر أخاك، وأنت أحق الناس بالنصرة والتأييد.
     
    ويأسك هذا إن كان من الناس أو من النصر فهو واحد لا فرق بينهما، لأن فقدان الثقة بالأمة وبقدرتها على التغيير هو ذاته فقدان الأمل بتحقيق النصر على الأعداء، وهذا لا يكون إلا إذا أضعنا طريقنا والهدف الذي نرنو إليه.
     
    ولا أقول إنه لا أمل في هذا الجيل وأن الناس في هذا الوقت لا أمل فيهم ولا خير فيهم، فقد نهانا رسولنا الكريم عن هذا عندما قال ﷺ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ»، ولكن أقول علينا أيها العاملون أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وأن نجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا لنتابع عملنا الذي هو من أعظم وأرقى الأعمال التي فرضها الله علينا، فهل يتساوى هذا العمل بأي عمل دنيوي يشغلك عنه؟! هل هناك أرقى من إعلاء كلمة الله والدعوة لاقتلاع الطغاة، والسير في طريق عزة الأمة والهدى بنهج رسولنا الكريم وأنت على ثقة تامة بأن الله عز وجل يترصد هؤلاء الحكام الطغاة وأنه منجز وعده وربما تكون أنت مصعب بن عمير ويجري الفتح على يديك؟
     
    فحذار من الوقوع في مستنقع الفتور واليأس الذي يسهل الطريق لأعدائنا ويمهد لهم الطريق للسير قدما لإنهاء الإسلام وتثبيت أنظمة الكفر.
     
    إن الشفاء من هذا المرض هو بالتقرب إلى الله بالنوافل فإن صحابة رسول الله كان زادهم صلاة الفجر وقيام الليل.
     
    أوصي نفسي وإياكم أن نحاول الالتزام بأخذ العلاج والتحلي بالهمة والنشاط ليلا ونهارا حتى نبقى شوكة في حلق أعدائنا وحتى نخلص الأمة من ضنك الحياة وحتى نصل إلى ما كنا قد هدفنا إليه، استمر ولا تقف فالحمد لله أصبح الآن للإسلام رأي عام، فنسأل الله أن يشد أزرنا ويسدد خطانا ويثبتنا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وأن يمكننا بخليفة نبايعه على السمع والطاعة على أن يحكمنا بما أنزل الله ويقلب الطاولة على أنظمة الكفر ويوحد كلمة المسلمين.
     
    كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    دارين الشنطي
  5. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو صوت الخلافة في مقال: في اليمن كرة القدم تحت قناع الوطنية توحدهم وعمالة السياسيين تفرقهم!!   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    في اليمن كرة القدم تحت قناع الوطنية توحدهم وعمالة السياسيين تفرقهم!!
    https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/79449.html
     
    بعد فوز منتخب اليمن للناشئين بكأس غرب آسيا لكرة القدم تعالت الأصوات أن الكرة وحدت اليمن في الشمال والجنوب وأن هذا أكبر نجاح. وأطلقت الألعاب النارية والرصاص الحي فور إعلان فوز منتخب اليمن للناشئين على نظيره السعودي، وقد وقع العديد من الضحايا جراء الرصاص الراجع الذي أطلق بكثافة، فظهرت الرابطة الوطنية بقوة بين أهل اليمن ورفعت الأعلام وأصبحت حالات وسائل التواصل الإلكتروني تعبر عن فرحة الفوز، وتسابق السياسيون وأهل المال بالتهنئات والتبرع لهم بالمال حتى السفير البريطاني في الحجاز كرم المنتخب، فلماذا هنا توحدت مشاعر الناس في لعبة كرة القدم فالكل يشجع ولم تظهر هذه المشاعر حين القتال في الجبهات فكل يقتل الآخر؟! إن هناك معضلة كبيرة يجب أن يعيها المسلمون وهي أن الرابطة الوطنية لا تظهر إلا في وقت معين وتختفي في أوقات كثيرة فقد ظهرت في كرة القدم واختفت في جبهات القتال وهذا كفيل بانحطاطها.
     
    فكيف تنشأ الروابط والعلاقات بين الناس: تنشأ العلاقات بين الناس بحكم حاجاتهم المشتركة والبحث عن تحقيقها فتنشأ الروابط المشتركة بينهم من المصلحة إلى البقعة الجغرافية إلى العرق أو القومية، وهذه طبيعة بشرية في سبيل البحث عن إشباع الإنسان لحاجاته وبحكم غريزة النوع التي من مظاهرها الشعور بالانتماء والحب لمسقط الرأس والشعور بالانتماء للسلالة، إلا أن هذه الروابط ضيقة في إطارها ومظهرها المحدود ولذلك لا تصلح لربط الإنسان في سبيل النهوض فلا بد من الرابطة المبدئية التي هي رابطة العقيدة.
     
    تتبعثر الوطنية في سياج وحظائر سايكس بيكو، وتذوب القومية في سلالة الماء المهين، فيصبح اليمني لا يكترث بما يحصل لأخيه المسلم في مصر أو السودان، والسعودي لا شأن له بما يحدث للمسلم في الهند والشيشان، يصبح التركي ندا للعربي والكردي ندا للأمازيغي وتشتعل الحروب على الحدود الوطنية وتتلظى نزعة القومية وتهب الريح من النافخ الغربي لتثور تلك النيران لتحرق المسلمين، وكل ذلك حدث ويحدث في بلاد المسلمين منذ غياب سلطانهم.
     
    إنه ومنذ بزوغ فجر الإسلام وأفول ليل الجاهلية الأولى بأفكارها ومعتقداتها وجحيمها الذي خيم على الناس آنذاك من الاعتزاز بالنسل والقبيلة وما خلف من كوارث اقتصادية وبشرية القوي يأكل الضعيف والغني يبطش بالفقير والرقيق يباعون في سوق النخاسة.
     
    أشرقت شمس الرسالة الإلهية بمبعث الحبيب محمد ﷺ لينقذ البشرية من ظلام الجاهلية فأنشأ دولة الإسلام وسار من بعده الصحابة والتابعون والأخيار فتحقق العدل وذابت كل روابط الجاهلية فلا اعتبار لجغرافيا أو لون أو عرق فالمسلمون أمة واحدة تتكافأ دماؤهم.
     
    وحين هدمت دولة الخلافة وغاب سلطان المسلمين ومزق الكفار جسد الأمة الواحد إلى أجزاء متناثرة أسماها أوطاناً ووضع القوانين الوطنية وحقوق السيادة الوطنية فأصبح المسلم في اليمن لا شأن له بالمسلم في الشام والمسلم في الهند لا حق له أو عليه عند المسلم في أفريقيا! وإنه وإن كانت مشاعر المسلمين ترفض ذلك إلا أن الكفار قد وضعوا الحدود وكرسوها بقوانين ينفذها أذنابهم فأصبح جسد الأمة كالأعضاء المشلولة تنهشها النار لكن دون ألم!
     
    وكرس الأعداء تلك الروابط الدنيئة فكريا عبر حربه الإعلامية الشاملة وأشغل المسلمين عن قضايا أمتهم المصيرية بالحروب العسكرية والاقتصادية فساءت المعيشة حتى أصبح الناس يبحثون عما يشبعون به بطونهم وفروجهم فقط إما لصعوبة الحال أو للأفكار المادية التغريبية التي غرست في عقولهم، ولم يكتف بذلك بل حاول نشر التفاهة بين المسلمين وتصديرها عالميا وأوهم الكثيرين بأعمال تحقق النصر الموهوم وتشجع على المنافسة أسموها المسابقات الرياضية فتجد المئات يصفقون ويصرخون لكرة تتقاذفها الأقدام أو يصفقون لشخصين يضربان بعضهما بعضا!!
     
    وفوق تلك التفاهة، أصبحت تلك المنتديات مصدرا لإدرار الأموال لخزائن الحكام وحيتان المال وأداة من أدوات إلهاء الشعوب وتسخيرها لتحقيق المصالح السياسية للحكام العملاء ومليارات الدولارات تنفق في تلك المنتديات الرياضية وأبناء الأمة تحت خط الفقر مشردون تحت الصقيع يلتحفون الخيام أو غارقون في البحار هربا من الحرب.
     
    أيتها الأمة الكريمة، أيها المسلمون في اليمن:
     
    أقطعة أرض رسمها لنا الغرب الكافر توحدنا؟ أكرة القدم أخرجها وألهانا بها الحكام توحدنا؟! وفي المقابل في الجبهات كل شخص يصوب سلاحه تجاه أخيه وإسلامنا يحرم هذا، فلماذا ينفصل الفكر عن الشعور؟!
     
    وا عجباه وكأنّنا في عصر الجاهلية الأولى!!
     
    يا قوم ألم يأت الإسلام ليوحدنا في ظله؟ قال تعالى: ﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾، وقال ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً».
     
    أعلم أن هذه الأصوات تصدر من أفئدة أحرقتها نار الفرقة والخلاف ولكن الاستنجاد بالوطنية أو القومية هي والله أسُ الداء والإسلام هو الدواء، فلا تكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار!
     
    إن الإسلام حبل الله المتين من تمسك به نجى، هو الدين القويم لا فرق فيه بين أسود ولا أبيض ولا عربي أو أعجمي، الناس فيه سواسية، فالمسلمون أمام شرائعه سواء من الفرد إلى الخليفة، وأصحاب الملل الأخرى لهم حق التابعية في الإسلام لهم وعليهم ما يتضمنه الإسلام.
     
    إن هذا الدين لا يوجد كاملا في المجتمع إلا بوجود سلطان له في الأرض تحت رأي خليفة واحد وتحت راية العقاب في ظل الخلافة الراشدة، وإننا في حزب التحرير قد عقدنا اللواء في ذلك الطريق، فانبذوا كل دعاوى الجاهلية واكسروا سياج حظائركم واخلعوا حكامكم وانصروا الصادقين من أبنائكم العاملين لهذه الدعوة، فكونوا لهم العون والمدد لتقيموا دولة الخلافة تفلحوا. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.
     
    كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    أسيد سلامة – ولاية اليمن
  6. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو نور الخلافة في طريقة التفكير في التغيير بين الإسلام والغرب   
    طريقة التفكير في التغيير بين الإسلام والغرب
    رولا إبراهيم – بلاد الشام
    ----------------------------------
    إنّ التفكير بالتغيير هو من ضرورات الحياة حتى يتقدم الإنسان في تصريف شؤونه، وإن عُدم التفكير بالتغيير فإن الحياة تجمد على حال لا يحصل منها إنتاج ولا نماء، وتبقى بدائية دون أي إبداع أو تقدم. والتفكير بالتغيير يلزمه أساس يقوم عليه، فإذا كان الأساس صحيحًا كان التغيير صحيحًا، وإن كان الأساس خطأ كان التغيير خطأ. والتفكير بالتغيير لا يقوم به الأشخاص العاديون، وإنما يحتاج إلى نوعيات من الناس مخصوصة، وعادة ما تمثل النخبة فيهم أو الروّاد، لما لعملهم الحساس هذا من انعكاسات على جميع نواحي الحياة.
    يقول الشيخ العلامة تقي الدين النبهاني رحمة الله في كتابه “التفكير”: ” والتفكير بالتغيير ضروري للحياة؛ لأن ركود الحياة والاستسلام للأقدار هو من أخطر الآفات التي تجعل الشعوب والأمم تنقرض وتندثر مع الأحداث والأيام؛ ولذلك كان التفكير بالتغيير من أهم أنواع التفكير. والتفكير بالتغيير لا يستسيغه الخاملون ولا يقبله الكسالى؛ لأن التغيير ثمنه باهظ، ولأن من تتحكم فيهم العادات يرَون في التفكير بالتغيير ضررًا عليهم ونقلًا لهم من حال إلى حال؛ ولذلك يحاربه المنحطون والكسالى، ويقف في وجهه من يسمَّون بالمحافظين، ومن يتحكَّمون في رقاب العباد وأرزاقهم؛ لذلك كان التفكير بالتغيير خطرًا على صاحبه، وكان من أشد ما يحارَب عليه حربًا لا هوادة فيها بين جميع أنواع التفكير.
    والتفكير بالتغيير، سواء أكان تغييرًا لنفوس الأفراد أو حالهم، أم تغييرًا للمجتمعات، أم تغييرًا لأوضاع الشعوب والأمم، أم غير ذلك مما يحتاج إلى تغيير، يجب أن يبدأ بالأساس الذي يعيش عليه الإنسان، وبالمجتمعات التي لا أساس لها أو تقوم على أساس خاطئ، أو الأوضاع التي تسير على طريق غير مستقيم. هذا الأساس الذي تقوم عليه الحياة هو الذي يرفع الحياة أو يخفضها، وهو الذي يسعد الإنسان أو يشقيه، وهو الذي يوجد وجهة النظر في الحياة وبحسب وجهة النظر هذه يخوض الإنسان معترك الحياة.
    فأولًا ينظر إلى هذا الأساس، فإن كان عقيدة عقلية تتجاوب مع فطرة الإنسان فإنه حينئذ لا يحتاج إلى تغيير، ولا يطرأ على قلب أي بشر ولا في ذهن أي إنسان فكرة التغيير في هذا الأساس؛ لأنه هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الحياة؛ لأن التغيير إنما يوجد حيث لا تكون الأشياء صحيحة، وحيث لا تكون الأمور مستقيمة، وحيث يكون الخطأ ماثلًا للعقل، أو بارزًا لمشاعر طاقة الإنسان الحيوية. فإذا ما كان العقل موقنًا بشكل جازم بصحة الشيء واستقامة الأمر، وكانت مشاعر الطاقة الحيوية مشبعة ومرتاحة، فإن فكرة التغيير تنعدم كليًا؛ ولذلك فإنه لا يتأتى التفكير بالتغيير، إذا كان أساس الحياة عقيدة عقلية تتجاوب مع فطرة الإنسان. أما إذا كان الأساس الذي يعيش عليه الإنسان، ويقوم عليه المجتمع وتسير بحسبه الأوضاع، غير موجود أصلًا أو موجودًا بشكل خاطئ، فإنه من العبث أن يجري التفكير بالتغيير لأي شيء قبل التغيير في الأساس، أي قبل التغيير في العقيدة التي يعتقدها الناس؛ ولذلك فإن المسلمين وقد نعموا بالعقيدة العقلية التي تتجاوب مع فطرة الإنسان، كان واجبًا عليهم أن يحدثوا التغيير في الناس الذين لا عقائد لهم، أو لهم عقائد فاسدة يمجُّها العقل ولا تتجاوب مع فطرة الإنسان؛ ومن هنا كان فرضًا عليهم أن يحملوا الدعوة الإسلامية إلى جميع الناس غير المسلمين، ولو أدى ذلك إلى القتال وإلى خوض المعارك مع الكفار، أي مع الذين لا توجد لديهم العقيدة العقلية المتجاوبة مع فطرة الإنسان.
    فالتغيير يجب أن يبدأ بالأساس. فإذا غُيِّر هذا الأساس وحلَّ محلَّه الأساس المقطوع بصحته وصدقه؛ فحينئذ يفكر بالتغيير بالمجتمعات والأوضاع. وتغيير المجتمعات والأوضاع إنما يكون بتغيير المقاييس والمفاهيم والقناعات؛ ذلك أنه إذا وجد الأساس الصحيح الصادق، فإنه يكون المقياس الأساسي لجميع المقاييس، والمفهوم الأساسي لجميع المفاهيم، والقناعة الأساسية لجميع القناعات. فمتى وجد هذا الأساس أمكن حينئذ تغيير المقاييس والمفاهيم والقناعات، وبالتالي أمكن التغيير بالمجتمعات والأوضاع؛ لأنه تتغير به القيم كلها: قيم الأشياء، وقيم الأفكار، وبالتالي تتغير مقومات الحياة. فالتفكير بالتغيير لا بد أن يكون عند الإنسان، أو لا بد أن يوجد عند الإنسان. وكل من يملك عقيدة عقلية متجاوبة مع فطرة الإنسان يوجد لديه التفكير بالتغيير، إما بالقوة بأن يكون كامنًا فيه، وإما بالتغيير كأن يباشر التفكير بالتغيير فعلًا أثناء خوضه معترك الحياة.
    والتفكير بالتغيير لا يعني أنه موجود عند الذين يشعرون بضرورة تغيير أحوالهم أو أفكارهم، بل هو موجود ما دام في الكون حالة تقتضي التغيير؛ ولذلك فإن التفكير بالتغيير لا يقتصر على تغيير المرء لحاله ولا تغييره لمجتمعه ولا تغييره لشعبه وأمته، بل هو موجود لتغيير الغير، لتغيير الناس الآخرين والمجتمعات الأخرى والأوضاع الأجنبية. فإن الإنسان فيه خاصية الإنسانية، وهي تقضي بالنظر للإنسان أينما كان، سواء أكان في بلده أم في غير بلده، وسواء أكان في دولته أم في غير دولته، وسواء أكان في أمته أم في غير أمته. فالتغيير يحاول الإنسان إحداثه في كل مكان يحتاج إلى التغيير.
    والتفكير بالتغيير ينبع من قرارة النفس وتدفع إليه وقائع الحياة، بل يوجده مجرد الشعور بالحياة، وهو وإن كانت تقاومه القوى التي تشعر أن التغيير خطر عليها، فإنه موجود حتى لدى هذه القوى. فوجوده في الإنسان أمر حتمي؛ إلا أنَّ جعلَ الناس يفكرون بالتغيير، إما أن يأتي بالإقناع وإما أن يأتي بالقوة القاهرة. ومتى حصل التغيير بالفعل أو إدراك قيمة التغيير، فإنه يصبح التفكير بالتغيير سهلًا ميسورًا؛ لأنه يُعيد إلى الناس شعورهم بضرورة التغيير، وبالتالي يوجد لديهم التفكير بالتغيير؛ ولذلك كان لزامًا على كل مسلم أن يكون لديه التفكير بالتغيير”. (انتهى)
    وبانتهاء الاقتباس من كتاب التفكير، فإن الباب يفتح على مصراعيه للتفكير في تغيير أوضاع المسلمين اليوم التي لا تسرُّ صديقًا ولا تُغيظ عدوًّا، بل إن العدو هو الذي أوجدها من خلال طريقته في التغيير القائمة على فصل الدين عن الحياة أولًا، ثم على تجسيد النظرة الفردية ثانيًا، ثم النظر إلى الأمور من زاوية المصلحة والنفعية المحضة دون جعل أي اعتبار لقيمة غير القيمة المادية، مستبعدًا القيم الأخرى: الإنسانية أو الخلقية أو الروحية، وهذه هي الحضارة الرأسمالية التي تبناها الغرب بعد فصل الدين عن الحياة إبان ما عرف بالثورة الصناعية قبل قرون عدة في أوروبا، ثم تبعتها أمريكا، ثم تبنَّتها روسيا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية الممثلة فيما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي، ثم دخلت في دائرتها الصين بشكل شبه كامل وإن بدأت بدخولها على شيء من الاستحياء.
    فنحن اليوم، ومنذ أكثر من قرن من الزمان، نسير طوعًا أو كرهًا مع تيار التغيير الذي أنتجته طريقة التفكير الغربية في التغيير، وما كان هذا ليكون لولا انهيار دولة الخلافة العثمانية التي كانت تشكل الدرع الواقي من فيروسات التفكير الغربي المتحلِّل من القيم جميعًا ما عدا القيمة المادية. وهذا السير الطوعي أو الكرهي في ركاب الغرب قد أضرَّ كثيرًا بطريقة التفكير الإسلامية التي تقوم على إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وربط الحياة الدنيا بالآخرة، والارتفاع بالمجتمع إلى أعلى مستويات الإنجازات المادية والروحية والإنسانية والخُلقية جنبًا إلى جنب وبشكل متصاعد ومتزامن. فانهارت منظومة القيم الإسلامية وتفتَّتت، وتشوَّهت النظرة إلى الحياة عند المسلمين، ودفنوا رؤوسهم في الرمال تغافلًا عن قضاياهم المصيرية والمركزية، وبقيت عوراتهم مكشوفة دون أي غطاء بسبب غياب الإمام الجُنَّة الذي يقاتَل من ورائه ويُتَّقى به.
    وأكثر فئة تعرضت لهذا الفيروس القاتل في طريقة التفكير هي فئة الشباب، وهي الفئة المعوَّل عليها في مشاريع التغيير والنهضة؛ نظرًا للتغير الهائل الذي حصل في طريقة تفكير الشباب المسلم منذ سيطرة الغرب على بلاد المسلمين. وإذا أجرينا دراسة مقارنة بين عيِّنة من شريحة الشباب في بلاد المسلمين اليوم مع عيِّنة من شريحة مماثلة من الشباب في عصر مضى من عصور المسلمين لوجدنا البون شاسعًا بين طريقة تفكير العيِّنتين، والاختلاف جوهريٌّ في أهداف وتطلعات العيِّنتين، ولصُدمنا من الفارق العظيم في حجم الإنجازات بين العيِّنتين في جميع المجالات. فمن العجيب أن يتناقص عدد العلماء الربانيين في قرننا قياسًا بقرون مضت، ومن المؤسف أن يقلّ أو ينعدم عدد القادة العسكريين الذين يقودون الأمة نحو الانتصارات في زماننا مقارنة مع أعداد القادة العسكريين المجاهدين الفاتحين في القرون الماضية ضمن الجيوش والكتائب والسرايا، ولأصابتنا الدهشة من قلّة بل ندرة الاختراعات العلمية التي تقود الأمة إلى التقدم العلمي وتطوير الأسلحة والأمصال والأدوية والأثاث وغير ذلك من مستلزمات الحياة مما وضعت له الأجيال السابقة الأسس العلمية وبلغت فيه الذروة والشأو البعيد، بل إن تلكم الأسس هي التي بنى الغرب نهضته العلمية عليها. ومن البلاء أن نتمتع بأعلى نسبة من فئة الشباب العمرية بين الأمم، ونكون في ذيلها غثاءً كغثاء السيل، وأعظم منه أن نملك أكبر ثروات الأرض الباطنية، ثم نعيش أقصى حالات الفقر المدقع! والأعظم من كل ذلك انشغال معظم شباب اليوم بسفاسف الأمور والبعد عن معاليها، فنجدهم يزدحمون في صالات الرياضة وملاعبها، وأماكن اللهو ومخترعاتها، هذا إذا نجوا من البطالة الحقيقية والمقنَّعة، علاوة على تقزيم طموحاتهم وافتقادهم للغايات السامية.
    ولو أردنا أن نسترسل في عقد المقارنات، ما وسعنا مقام كهذا، ولكن لا بد لنا من العودة إلى طريقة التفكير وأثرها في الحال البائس الذي وصلنا إليه. ولعلنا نضع الإصبع على سبب مهم من أسباب استمرار وضع الأمة الإسلامية المتخلِّف عن ركب الأمم، وهو التهافت الكبير من شباب المسلمين على تبني طريقة التفكير الغربية في التغيير – من حيث يدرون أو لا يدرون – وعزوفهم عن طريقة التفكير الإسلامية في التغيير؛ ذلك بأنهم رضوا بالواقع الفاسد وتأقلموا معه، واتخذوه مصدرًا لتفكيرهم لا موضعًا له، فغابت عنهم جرَّاء ذلك طريقة التفكير الإسلامية التي تقوم على اتخاذ الواقع موضعًا للتفكير لا مصدرًا له. ولمزيد من التوضيح لهذه النقطة، نلقي نظرة على أهم محطات التغيير التي حصلت في تاريخ البشرية لنثبت هذه الحقيقة التغييرية الراسخة:
    1-أعمال التغيير التي قام بها الأنبياء عليهم السلام في أقوامهم.
    2-عمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة وما حولها لتغيير أحوالهم ونشوء المبدأ الإسلامي.
    3-الثورة البلشفية ونشوء المبدأ الاشتراكي ومنه الشيوعي.
    4-الثورة الصناعية الأوروبية ونشوء المبدأ الرأسمالي.
    وليس المقام مقام الشرح التفصيلي لكل من النقاط الأربع سالفة الذكر، ولكن الفكرة تكمن في توضيح حالة التغيير بأنها ليست إصلاحية ترقيعية، بل انقلابية شاملة، وذلك بإلغاء السائد القديم من الأفكار والمشاعر والأنظمة التي تضبط العلاقات بين الناس، وتسيير المجتمع بأفكار جديدة ومشاعر جديدة وأنظمة جديدة. وهذا النوع من التغيير هو الذي أحدثه النبي، وأصبح هو طريقة التغيير الشرعية الوحيدة، عملًا بقول الله سبحانه وتعالى:(إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١). وهذا التغيير جماعي، وليس كما يتوهم الكثير بأنه فردي، ذلك بأن الآية كلها قد جاءت بصيغة الجمع، (قوم، يغيروا، بأنفسهم) وهو عين ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ غير ما بنفسه وما بأنفس أصحابه وكوّن بهم كتلة في المجتمع المكي، ثم بدأت هذه الكتلة تتعرض لأنظمة المجتمع وتعيب الآلهة وتسفِّه الأحلام وتنتقد الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وتربط ذلك كله بالآخرة، مع تقديم البديل العقائدي والتشريعي، وربط ذلك كله بالتغيير السياسي ونظام الحكم. وإذا تأملنا مجموع الآيات الآتية، ونظرنا إليها نظرة الساعي إلى التغيير، فإننا نلحظ ذلك الأمر واضحًا جليًا.
    (إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ٩٨).
    (وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ ٨ بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ٩).
    وكذلك إذا تأملنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبات عدة لها صلة بعملية التغيير، فإننا نجد الإصرار على إظهار عملية التغيير بأنها جماعية، وأن تطلعات التغيير تقع في نطاق الجماعة وليس الفرد.
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ خَرَجَ – وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ – إِلَى مِنًى حَتَّى دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْعَرَبِ… وجاء في نهاية الحديث أنه حين عرض نفسه على بني شيبان قال له المثنى بن حارث: إن هذا الأمر الذي تدعو إليه مما تكرهه الملوك، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، ألا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدثًا، فإن أحببت أن نمنعك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسَأْتُمْ بِالرَّدِّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ، إِنَّ دِينَ اللهِ لَا يَنْصُرُهُ إِلَّا مَنْ أَحَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوانِبِهِ». رواه البيهقي في الدلائل، وحسَّنه الحافظ ابن حجر.
    حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس عن خباب بن الأرت، قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ. وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». رواه البخاري.
    قال ابن إسحاق: لما اجتمعوا (أي: الأنصار) للبيعة (بيعة العقبة الثانية) قال العباس بن عبادة بن نضلة: هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترَون أنكم إذا نُهكت أموالُكم مصيبة، وأشرافكم قتلًا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفَّينا بذلك؟ قال: «الْجَنَّةُ»، قالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه. لم يَعِدِ النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بشيء من الدنيا، ولا لفت انتباههم إليها، رغم علمه صلى الله عليه وسلم بنصره وما يفتح الله على أمته، لم يوجه انتباههم إلَّا إلى الآخرة، فلمّا قالوا: فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال: «الْجَنَّةُ»، فلم يَعِدْ بغيرها ولم يذكر غيرها.
    هذه النصوص وغيرها كثير تفيد أمورًا ثلاثة:
    إن طريقة التفكير شرعية وليست عقلية أو واقعية أو علمية أو غير ذلك من طرائق التفكير.
    إن منهجية التفكير جماعية وليست فردية.
    إن أعمال التغيير منهجية متكاملة ومراحل مترابطة آخذ بعضها برقاب بعض، وليست عفوية ارتجالية.
    ومن هنا فإن المسلمين جميعًا مطالبون بالانخراط في عملية التغيير وفق الشروط الشرعية، أي وفق طريقة التغيير الإيجابي الأول التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، ليحدثوا التغيير الإيجابي الثاني المفضي إلى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وكذلك فإنهم مطالبون بالتخلي عن الأفكار الغربية التي استحوذت عليهم، وصرفتهم عن طريقة التغيير الشرعية، بل وأقعدت الكثير منهم عن مجرد التفكير بالتغيير، بعد أن قام خونة العرب والعجم بعملية التغيير السلبي الأول بانقلابهم على الدولة الإسلامية العثمانية.
    وعلى الشباب أن يدركوا الحقائق الآتية وهم يسيرون في طريق التغيير الإيجابي الثاني:
    إن الحضارة الرأسمالية آيلة للانهيار، وإن ما يعرف بالليبرالية قد أصبحت سُبَّة في وجه البشرية لما جلبته عليهم من ويلات وكوارث.
    إن ساسة الغرب يعيشون هاجسين: هاجس سقوط مبدئهم، وهاجس عودة الإسلام لقيادة البشرية، وإن المرحلة الراهنة هي مرحلة سقوط حضارة الغرب وارتقاء حضارة الإسلام بإذن الله.
    إن التغيير الذي ننشده تغيير كوني وليس مجرد تغيير أنظمة، فليس غريبًا أن يلاقي هذه الشدة ويطول عليه العهد. وهو يتطلب الانعتاق من طريقة التفكير الغربية والاقتصار على طريقة التغيير الإسلامية، وهذا لا يقدر عليه إلا حزب مبدئي بنى تفكيره وشبابه عليها، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تكوينهم باعتبارهم حملة دعوة ورجال دولة، استنساخًا لحزب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.
    إن التغيير الذي ننشده بوصفنا أمة إسلامية يكمن في الإصرار على إقامة الدولة الإسلامية من جديد، خلافة راشدة على منهاج النبوة، تتبنى الإسلام أساسًا لعقيدتها وكيانها وأجهزتها ومحاسبتها وكل شيء فيها، وتحمل الإسلام إلى العالم أجمع رسالة هدى ونور عن طريق الجهاد في سبيل الله بمراحله الثلاث.
    إن النصر بيد الله وحده، ينزله على من يشاء من عباده، وقتما يشاء، وحيثما يشاء، (وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ١٠).وختامًا، فإننا نهيب بشباب المسلمين أن يعقدوا العزم على السير في طريقة التفكير بالتغيير، وأن يشمِّروا عن ساعد الجدّ للعمل مع العاملين الجادين المخلصين والهادفين لإقامة دولة خلافة المسلمين، فهي الكفيلة بإحداث النقلة التغييرية المطلوبة في أحوال المسلمين اليوم من البؤس والشقاء إلى الخير والطمأنينة، ثم لتنتقل إلى إخراج الناس جميعًا من الظلمات إلى النور. وليعلموا أن عملهم هذا إن كان مطابقًا لعمل الصحابة الأوَّلين، فإن لهم خمسين ضعفًا مثل أجرهم. عن عتبة بن غزوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ»، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ». أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة وقال: حديث صحيح.
    (وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ٢١) (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا٥١).
    #مجلة_الوعي
    #التفكير
    #الإسلام
    http://www.al-waie.org/wp-content/uploads/2020/06/Waie_406.pdf
  7. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في تحرير العالم من الأوربيين   
    *تحرير العالم من الأوربيين*
    عن الكاتب
    عبد العليم شداد
    *-الأوربيون شعب يتكون من عدد من الإثنيات العرقية المختلفة، ووفقا لدراسة ألمانية نشرت في العام 2002 يبلغ مجموع هذه الإثنيات نحو 87 إثنية أو شعب, منها عدد 33 هي إثنيات كبيرة وتشكل الغالبية في بلدانها ومن أهمها: (الروس, الألمان, الفرنسيين, الإنجليز, الإيطاليين, الأوكرانيين, الأسبان والبرتغال).*
    -وجميعهم تجمعهم ثقافة واحدة تقوم على (التراث المسيحي اليهودي).
    -وهذا المصطلح شائع جدا حاليا في العالم الغربي وهو يشير الى الرابطة المشتركة بين اليهود والمسيحيين، وأنهما يكوِّنان شيئا واحداً.
    *-فالتراث اليهودي المسيحي من المكونات الرئيسية للحضارة الغربية، فالمسيحيون يقدسون التوراة، والتي يطلقون عليها اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه, وفيما مضى اتسمت العلاقة بين اليهود والمسيحيين بالتقلب، ولكنها في القرون الاخيرة تحولت للتحالف بعد نشوء الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم قيام إسرائيل لأسباب دينية، حيث تأثرت البروتستانتية باليهودية كثيرا.*

    -وعموما فان ثقافة الأوربيين تقوم على (الديانة المسيحية) والحضارة ( الرومانية – اليونانية).
    -للأوربيين صفة مميزة اتصفوا بها منذ قديم الزمان وتميزوا بها عن بقية شعوب العالم وهي:
    *(القسوة الشديدة) لدرجة جعلت التعذيب والقتل عندهم نوعا من التسلية:*
    ١-فحلبة الموت الرومانية (الكولسيوم) في وسط روما كانت هي مصدر التسلية والترفيه لكل المجتمع رجالا ونساء وأطفالا، فالأسرة بكاملها كانت تحضر إليها لمشاهدة الأسود المفترسة التي يتم تجويعها ثم إطلاقها على الأسرى الذين يتم إدخالهم إلى الحلبة مع زوجاتهم وأطفالهم فتلتهمهم الأسود الجائعة وتقطعهم إربا وسط ضحكات واستمتاع الحضور.
    ٢-كما كانوا يجبرون أسراهم على أن يتقاتلوا فيما بينهم فيجبر الصديق على قتل صديقه.
    ٣-وكانت مسابقات المبارزة التي تنتهي بالموت هي اللعبة الأكثر شعبية لدى الجماهير الأوروبية الرومانية القديمة.
    *٤-ولهذا نجد أن الحروب التي يقتل فيها الملايين كانت أمرا متكرر الحدوث بينهم.*
    ٥-مثال تلك الحروب الأوربية حرب الثلاثين عاما التي قتل فيها ما يزيد عن الأحد عشر مليون شخص ونقص فيها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليون، ونتج عن ذلك نقص كبير في عدد الرجال فجعلوا تعدد الزوجات إجباريا.
    ٦-وفي حروب نابليون قتل أكثر من ستة ملايين إنسان.
    ٧-وفي حرب السنوات السبع بين بريطانيا وفرنسا قتل ما يزيد عن الأربعة عشر مليون إنسان.
    ٨-وفي الحرب الأهلية الروسية قتل ما يزيد عن التسعة ملايين.
    ٩-وفي حروب فرنسا الدينية قتل نحو أربعة ملايين.
    ١٠-وفي الحرب العالمية الأولى التي بدأت بين النمسا وصربيا قتل ما يزيد عن العشرين مليون إنسان.
    ١١-وفي الحرب العالمية الثانية التي بدأت باجتياح ألمانيا لبولندا قتل نحو خمسة وثمانين مليون إنسان.
    *-والحروب والمجازر الأوربية أكبر من أن تحصى في هذه المقالة، وكلها حروب ومجازر دموية مروعة يتم القتل والتعذيب فيها بوسائل رهيبة لا تخطر على بال، مثال ذلك:*
    - التمشيط بأمشاط الحديد, واستخدام النشر بالمنشار, وسحق العظام بآلات ضاغطة، واستخدام الأسياخ المحمية على النار، وتمزيق الأرجل، وفسخ الفك، كما استخدموا مقلاع الثدي لخلع أثداء النساء من جذورها، والتابوت الحديدي، وكرسي محاكم التفتيش الذي يحتوي على مسامير في كل نقطة منه.
    *-وعندما خرج الأوربيون بقسوتهم هذه إلى العالم أحدثوا دمارا وخرابا هائلا للبشرية.*
    ١-فعندما اتجهوا غربا إلى أمريكا مسحوا سكانها من على وجه الأرض مستخدمين أبشع الوسائل التي لا تخطر على عقل بشر.
    -ومن ذلك أنهم كانوا يقدمون مئات البطاطين الملوثة بجراثيم الجدري والسل والكوليرا كهدايا للسكان الأصليين لتحصدهم دون أدني جهد وقد قتلوا بذلك الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة.
    -كما عملوا جوائز مالية لمن يأتي برأس أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال مما جعل الصيادين ينتشرون في أرجاء القارة الأمريكية يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة، ثم اقتصر الأمر على فروة الرأس ليسهل عليهم الحمل.
    *- وقد اصبح الكثير من الصيادين يفتخرون بأن أحذيتهم مصنوعة من جلود البشر.*
    - وقد تطور الأمر وأصبحت هناك حفلات للسلخ والتمثيل يحضرها كبار المسؤولين الأوربيين.
    *- فأبادوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين في أمريكا, والنتيجة تغيير كامل لسكان أمريكا ليحل محلهم الأوربيون.*
    *- فكل دول أمريكا الشمالية والجنوبية اليوم يملكها الأوربيون بإثنياتهم المختلفة:*
    -فالبرازيليون هم برتغال وأسبان.
    -والأرجنتينيون هم أسبان وإيطاليون.
    - ونجد أن معظم سكان أمريكا الجنوبية هم أسبان إضافة للإثنيات الأوربية الأخرى خاصة في تشيلي, الأورغواي, كولومبيا, فنزويلا، وغيرها.
    *٢-وعندما اتجه الأوربيون نحو أفريقيا حولوا (الرق) إلى تجارة مثل (تجارة الماشية)، فقد كانت الحكومات الأوروبية هي التي تحتكر تجارته، وتضع القواعد المنظمة لهذه التجارة، وكانت أسهم شركات تجارة العبيد هي الأعلى ربحا, وبعد تحرير تلك التجارة والسماح للشركات الخاصة بالعمل في هذا المجال أصبحت تلك الشركات تصدر كميات مهولة من الأفارقة إلى الدول الأوربية ومستعمراتها في كل أنحاء العالم.*
    -فالشركات الفرنسية لوحدها كانت ترسل ما لا يقل عن المئة ألف أفريقي سنويا إلى المناطق التابعة لفرنسا في أمريكا.
    - أضف إلى ذلك الشركات الأسبانية والإنجليزية والتجار الإيطاليين والألمان والبرتغال وغيرهم, ويقدر عدد الأفارقة الذين تم إرسالهم إلى الأمريكيتين بالملايين, وكل ذلك كان عملا مقبولا تصدر له الحكومات الأوربية التصاريح اللازمة ويستثمر فيه الشعب أمواله من خلال شرائه لأسهم هذه الشركات.
    *ما سبق هو ما فعله الأوربيون في أمريكا وأفريقيا.*
    *٣-أما في آسيا فقد فعلوا شيئا عجيبا فقد كانت الحكومات الأوربية تتاجر في المخدرات !!* فقد صدرت بريطانيا أول شحنة من المخدرات إلى الصين في العام 1781 وبعد أن بدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني أصدر إمبراطور الصين أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات فأرسلت بريطانيا وفرنسا سفنهما وجنودهما إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها لتجارة المخدرات بالقوة,
    و استطاعوا أن يهزموا الصين ودخلوا بكين ومن ثم أجبروها على توقيع اتفاقية (تيان جين) في عام‏1858‏ بين الصين والأوربيين ممثلين في كل من (بريطانيا وفرنسا‏ والولايات المتحدة وروسيا) وفي هذه الاتفاقية تم تحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها, كما تم إلزامها في هذه الاتفاقية بالسماح بنشر المسيحية في الصين, وكان من ثمار هذه الاتفاقية أن ارتفع عدد المدمنين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليوناً سنة 1878م, واستمر العمل بهذه الاتفاقية حتى العام 1911.
    *-إن ما سبق ذكره يمثل عرضا موجزا لطبيعة بشرية تأصلت فيها القسوة بأبشع صورها لم تنجح في تغييرها المدنية والتحضر، فالذي يعف أن يفعله الإنسان الجاهل المتخلف يفعله الأوربي المتحضر,*
    ٤-ففي التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة التي قتل فيها نحو 300 ألف مسلم واغتصبت فيها نحو 60 ألف امرأة وطفلة مسلمة، وهجّر نحو مليون ونصف مسلم, و استمرت المجازر لنحو 4 سنوات هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية, و وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية,
    *ولعل أبشع ما حدث كان هو مجزرة (سربرنتيشا) الشهيرة التي حاصرها الصرب لمدة سنتين ولما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان، وبعد أن سلموا أسلحتهم انقضوا عليهم وعزلوا الذكور عن الإناث، وجمعوا 12,000 من الذكور( صبياناً ورجالاً) فذبحوهم جميعاً طعنا بالسكاكين، ومثلوا بهم أبشع تمثيل، وذلك في مرأى من القوات الهولندية المسؤولة من حماية المدينة.*
    *٥-ومن أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية* (80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز وإيرلنديين وألمان) فقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 فقد قاموا بعمليات قتل واغتصاب وانتهاكات رهيبة في سجن أبوغريب، حيث تمت عمليات اغتصاب منظمة للنساء، وهتك لأعراض الرجال، إضافة إلى استخدام الكهرباء والكلاب وكافة وسائل التعذيب، فقد مارس الجنود الأميركيون 13 طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب، وتنتهي بالاعتداء الجنسي، واللواط، وترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام، وإجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو، كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم البعض.
    *-لقد كانت ثمرة الحروب الأوربية خارج أوروبا أن أصبحوا (هم العالم), وذلك بامتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم, فهم اليوم يملكون أمريكا الشمالية والجنوبية بعدما أبادوا سكانها الأصليين, ويملكون أستراليا بعد إبادة سكانها كذلك, ويملكون شمال قارة آسيا بكامله، حيث تمتد روسيا من شرق أوروبا لتلتقي مع أمريكا (ما لا يعرفه الناس أن المسافة بين أمريكا وروسيا أقل من أربع كيلومترات),*
    -فالإنجليز الذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى، بالرغم من أنها مسجلة كدول ذات سيادة، ولكنها مع ذلك تقع تحت سيادة التاج البريطاني، وتسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أشهرها كندا وأستراليا وجامايكا.
    -كما أن للفرنسيين أراضي شاسعة حول العالم تشكل ١٣ اقليما موزعة في قارات العالم المختلفة، وتسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.
    -ولك أن تعلم أن دولة صغيرة، وشعب صغير مثل الدنمارك أصبح يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات، مثل غرينلاند، وجزر الفاو.
    *-وبذلك أصبح الأوربيون يملكون مساحات هائلة تفوق حاجتهم بأضعاف كثيرة, معظمها من أغنى المناطق في العالم، وبذلك فهم يمتلكون كميات مهولة من الثروات التي لا تنضب, وحققوا مقدارا من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ؛ بسيطرتهم على العالم.*
    *-وما زالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم، من خلال إنشائهم لأكبر حزب سياسي لا ديني في العالم:* (منظمة البناؤون الأحرار) التي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم، وكبار رجال المال والأعمال، والإعلام فيه، ومنهم كثيرون في السودان مندسون في مؤسسات الدولة.
    -كل هذا الانتشار الرهيب نتج عنه استلاب كامل لعقولنا, فعندما ينظر أحدنا للناس في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو أستراليا، ويجدهم يلبسون نفس اللبس، ويأكلون نفس الأكل، ويلعبون نفس اللعبة: يظن أن عليه أن يفعل مثلهم؛ باعتبار أن هذا ما يفعله كل العالم، ولا يعلم أنهم (نفس الناس) الذين يحملون نفس الثقافة في كل هذه القارات.
    *-فأصبحت عقولنا أسيرة لهم, نجري خلفهم، ونحتمي بهم من بعضهم, هم يستغلوننا عندما يتنافسون فيما بينهم، أو تختلف وجهات نظرهم في قضايا تخصهم، فيضغطون على بعضهم بدعم هذا أو ذاك.*
    -فنحن في أمس الحاجة لأن نحرر عقولنا التي أصبحت لا تسمع ولا تبصر إلا ما يرونه, وهذا هو التحرير الذي نعنيه في هذه المقالة, تحريرا لا يشبه تحريرهم الذي يقوم على الإبادة الجماعية، وسحق الآخر واستئصاله، فنحن نتبع لدين كرم الإنسان ورفع من قدره, دين جعل تحرير العبيد عبادة, وفي الحرب منع قتل النساء والأطفال, وأوجب حسن معاملة الأسير: *(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا),* دين كان رسوله يقول لأصحابه في الحرب: *( انطلقوا باسم الله, لا تقتلوا شيخا فانيا, ولا طفلا صغيرا, ولا امرأة ....),* ويقول: *(استوصوا بالأسارى خيرا) ,*
    *-فهلا حررنا عقولنا وأفكارنا من سيطرة الأوربيين؛ لننشر رسالتنا: رسالة الخير والسلام
    **********************
    هذا المقال شاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك..
    منقول
    #الحقيقة
  8. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في ما بعد كورونا ...   
    ما بعد كورونا ...
    (كل شيء سيتغير... فقط انتظروا!) -

    د. فيصل القاسم
    الجمعة، ١٧ أبريل / نيسان ٢٠٢٠

    كثيرون حتى الآن على الصعيدين الرسمي والشعبي لم يستوعبوا بعد هذا الزلزال الذي ضرب العالم أجمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وللأسف فإن البعض يعتقد أن الجائحة التي أصابت العالم مجرد عاصفة عابرة وأن الحياة ستعود إلى طبيعتها خلال أسابيع وبالأكثر خلال أشهر وكأن شيئاً لم يحدث. وغالباً ما يقارن كثيرون بين ما يحدث الآن وما حدث خلال عام 2008 عندما تعرض الاقتصاد الأمريكي ومن بعده العالمي إلى هزة كبرى مرت دون أن ينتبه إليها العالم بشكل واضح. لكن شتان بين كارثة 2008 وكارثة كورونا الحالية. في ذلك الوقت لم يشعر الناس بآثار الأزمة إلا ربما على الصعيد العقاري وخاصة في أمريكا. أما الغالبية العظمى من الناس العاديين في العالم لم تكترث للأزمة لأنها لم تمسها مباشرة، فلم تغلق الحدود، ولم تتوقف حركة الملاحة الجوية العالمية، ولا المدارس والجامعات ولا الحياة التجارية والاقتصادية والاجتماعية كما هو حادث اليوم في أعقاب جائحة كورونا

    اليوم نحن أمام واقع لم يشهد له العالم مثيلاً منذ مائة عام تقريباً، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن العالم نفسه قد تغير، فلم يكن في الماضي عالم الانترنت ولا هذا التقدم التكنولوجي والاقتصادي الرهيب غير المسبوق في التاريخ. نحن اليوم في عالم لا يمكن حتى مقارنته بأي فترة تاريخية سابقة على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والمالية والتكنولوجية. لهذا فإن التأثيرات التي تركتها وستتركها جائحة كورونا لا يمكن مقارنتها مثلاً بالطاعون الذي ضرب أوروبا في القرن الرابع عشر ولا بالإنفلونزا الإسبانية التي ضربت العالم عام 1918. لقد تغيرت الظروف والمعطيات وطبيعة البشر وحركة المجتمعات والشعوب والحكومات

    لم يخطئ بعض المفكرين الاقتصاديين والسياسيين عندما يقارنون الوضع الحالي الكارثي وخاصة على الصعيد الاقتصادي بالكساد الكبير الذي ضرب العالم عام 1928 وأصبح نقطة تحول كبرى في التاريخ البشري. نحن الآن في مرحلة ما قبل الانهيار. وحتى ولو لم يحدث الانهيار الشامل، فإن انهياراً من نوع ما سيسجله التاريخ على كل الأصعدة وخاصة على الصعيد الاقتصادي، وهو ما يمكن أن نسميه بالبناء التحتي للنظام العالمي بمجمله. وعندما يتغير أو يهتز الاقتصاد فلا بد أن يهتز معه ما يسميه كارل ماركس بالبناء الفوقي. الاهتزاز بدأ وسيزداد قوة في الأسابيع والأشهر المقبلة. والجرح الكوروني الآن مازال ساخناً، لهذا لا يشعر الكثيرون بألمه كثيراً، لأن الجرح لا يؤلم صاحبه كثيراً وهو ساخن، لكنه يصبح مؤلماً جداً بعد أن يبرد

    المشهد العالمي ما زال ضبابياً جداً، لكن على ما يبدو لن يبقى شيء على حاله كما كان قبل كورونا كل شيء سيتغير، فاستعدوا لربط الأحزمة من كافة الأنواع والمقاسات

    قريباً سيذوب الثلج ويظهر المرج، وستبدأ الدول بتقدير خسائرها الرهيبة. قريباً سنرى ملايين البشر بلا عمل، وستصل نسبة البطالة إلى درجة غير مسبوقة في التاريخ. ماذا تفعل الدول بهذه الأعداد الرهيبة من البشر الذين لا يجدون ما يسد رمقهم، ليس لديهم مال ليسددوا أقساط قروضهم للبنوك، فتصبح البيوت التي يعيشون فيها في خطر لأنهم اشتروها بقروض من البنوك. حتى هذه اللحظة فقد أكثر من خمسة وعشرين مليون شخص وظائفهم وهي نسبة مرعبة بكل المقاييس. والحبل على الجرار. هل ستعود البنوك في الغرب والشرق إلى سابق عهدها أم إنها ستسن قوانين وأحكاماً جديدة تماماً تناسب العصر ما بعد الكوروني؟

    لقد طبعت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى التريليونات من العملات لسد العجز. هذا أمر يمكن أن تتحمله القوى الكبرى إلى حين، فالاقتصاد الأمريكي مثلاً الذي يمكنه أن يطبع تريليونات الدولارات دون رصيد على اعتبار أن أمريكا صاحبة العملة التي تحكم العالم. كما تستطيع دول أوروبية وغير أوروبية كبرى أن تطبع عملات لسد الخلل الذي خلفه الإغلاق الكامل، لكن إلى حين وسيبدأ الوجع الكبير، مما يحتم على الدول الغربية أن تعيد هيكلة اقتصادياتها ومشاريعها وأنظمتها المالية والاقتصادية، ثم ماذا عن الدول الضعيفة والفقيرة؟ من أين لها أن تطبع العملة. لقد شاهدنا ما حدث لليرة السورية عندما بدأ النظام يضخ مليارات الدولارات المطبوعة في روسيا في السوق دون أن يكون لها أي رصيد بالعملات الصعبة أو الذهب. هذه محاولة انتحار واضحة بالنسبة للبلدان الضعيفة، فهي تعاني من التضخم المرعب أصلاً، وقد أصبحت الأسعار جهنم حمراء بالنسبة لشعوبها قبل كارثة كورونا، فكيف سيكون الوضع بعد الكارثة؟ ماذا بإمكان هذه الدول أن تفعل في وقت لم تعد حتى الدول الغنية قادرة على سد حاجياتها المالية والاقتصادية، فما بالك أن تساعد الآخرين كما كان الوضع في الماضي؟

    لا شك أننا سنرى انهيارات كبرى على صعيد الأنظمة والحكومات، وربما نشهد ثورات جديدة تبدو معها ما يسمى بثورات الربيع العربي مجرد لعب عيال؟ انظروا وضع لبنان على سبيل المثال قبل كورونا؟ فكيف سيكون بعد الوباء؟ لا شك أن لبنان مقبل على أزمة كارثية تبدو كارثة فنزويلا بالمقارنة معها عادية جداً. لقد بدأت المنظمات الاقتصادية الكبرى التي تحكم العالم تحذر من زلازل اقتصادية واجتماعية وخاصة في سوريا والعراق والأردن وقطاع غزة. وحتى دول المغرب العربي ليست ببعيدة عن الهزات الزلزالية الاقتصادية المخيفة. صحيح أن دول الخليج تستطيع أن تتأقلم مع الظروف الاقتصادية الموجعة جداً إلى حين، لكن إذا انهارت أسعار النفط أكثر، فحتى الدول المنتجة للنفط ستواجه كوارث من نوع ما وستستنزف مدخراتها

    المشهد العالمي ما زال ضبابياً جداً، لكن على ما يبدو لن يبقى شيء على حاله كما كان قبل كورونا كل شيء سيتغير، فاستعدوا لربط الأحزمة من كافة الأنواع والمقاسات!

    كاتب واعلامي سوري
    منقول
    #الحقيقة
    #كورونا
  9. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر   
    عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    1) إثم عظيم يلحق تارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    2) عدم استجابة الدعاء.
    3) استحقاق اللعن والطرد من رحمة الله.
    4) شيوع المنكر وظهوره.
    5) طمس المعروف وملاحقة أهله.
    6) استحقاق نزول العذاب على المسلمين.
    7) تسلط المجرمين والكفار على المسلمين.
    8) سيطرة الفساق والفجار على مقاليد الأمور.
    9) ازدياد أعداد الفساق وقلة أعداد الصالحين.
    10) الاختلاف والتناحر وانتشار الفرقة والنزاع.
    11) انتشار الظلم وغياب العدل.
    12) ظهور الآمرين بالمنكر والناهين عن المعروف.
    13) انتشار الأمراض والأوبئة والزلازل والخسف والمسخ.
    14) سورة العصر اعتبرت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي الدعوة للحق والصبر على ذلك نصف ما هو مطلوب من المسلم كي ينجو ولا يخسر {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
    15) ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني انتهاء الدين لا قدر الله، وهو السبب الذي استحقت به الأمة الإسلامية الخيرية على جميع الأمم.
    حسن عطية
    #الحقيقة
  10. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو جابر عثرات الكرام في العمل من أجل: الكسب لجسم الحزب والكسب لفكرة الحزب   
    السلام عليكم
    هذا موضوع أود أن أطرحه وأرجوا من كل من لديه فكرة يمكنه بها أن يغني الموضوع فليضعها هنا مشكوراً.
    ---------------------------------
     
    هناك فرق بين الأعمال التي يـُقصَد منها كسب الأمة إلى جسم الحزب، وبين الأعمال التي يـُقصَد منها كسب الأمة إلى فكرة الحزب.
     
    مثال:
    إذا اتصلت بشخص وقلت له: إن الله فرض عليك العمل مع تكتل من أجل إقامة الخلافة، فهذا عمل لكسب الشخص إلى جسم تكتل ما.
    وإذا اتصلت بنفس الشخص وقلت له: إن مشكلة الأمة اليوم هي عدم وجود دولة ترعى شؤونها، وأن شكل الدولة في الإسلام هو الخلافة، وأن جميع أشكال الأنظمة الحالية من ديمقراطية وجمهورية وغيرها هي ليست إسلامية، هو عمل من أجل كسب هذا الشخص لفكرة الخلافة.
    فهذين عملين مختلفين في المقصد والغاية.
    وكذلك،
    إذا نشرت مقالة توضح فيها حرمة الذهاب إلى جنيف2 وخطورتها ونبهت الناس إلى ضرورة العمل على منع الإئتلاف من الذهاب إليها، فإن هذا يكون عملاً من أجل كسب الناس إلى فكرة الحزب، لا إلى جسم الحزب.
    أما إذا نشرت مقالة توضح فيها ضرورة أن يعطي الناس نصرتهم للحزب الذي يدعو لإقامة الخلافة فإن هذا عمل لكسب الأمة إلى نصرة الحزب.
    وإذا نشرت مقالة توضح فيها ضرورة أن يقيم الناس الخلافة ويبايعوا خليفة لهم فإن هذا عمل لكسب الناس إلى نصرة فكرة الخلافة.
     
    أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت.
    -------------------------------------------------------------------------------
    الآن، أرجو من الأخوة الكرام (كل حسب قدرته) أن يطرحوا ما عندهم من أساليب عملية لأجل كسب الشارع إلى فكرة الحزب (لا إلى جسم الحزب) تصلح للعمل بها في سوريا ومصر والعراق وليبيا واليمن.
  11. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في تحجر بعض العقول   
    تحجر بعض العقول

    أحيانا يتعجب الإنسان ممن يناقشهم أن عقولهم متحجرة لا يريدون أن يفهموا، فيقول لك ناقشته ساعات طوال ولكن دون فائدة، مع أني لم أره صاحب مصلحة ولا منفعة ولم أره جبانا أو خائفا وأراه يبحث عن الحقيقة، ولكني وجدت عقله صعبا جدا.

    هذا الكلام صحيح، فالمنفعة والمصلحة والجبن والخوف تمنع من الوصول للحقيقة، ولكن هناك أمر خفي لا ينتبه له البعض وهو الآراء السابقة عن الشيء، فان الإنسان الذي يعتبر آراءه مسلمات عقلية لا نقاش فيها لا يمكن أن تصل معه للحقيقة، حتى لو كان الشخص الذي أمامك مخلصا ويريد الوصول للحقيقة، فان تجمده على آرائه السابقة يمنعه من الوصول للحقيقة.

    اذكر أني ناقشت نصرانيا في عقيدته، وقد اتفقت معه على الرجوع للمسلمات العقلية وهي الأحكام التي يجمع عليها العقل السليم في كل مكان وزمان، مثل أن لكل فعل فاعل وان فاقد الشيء لا يعطيه، وان وجود التنظيم لا بد له من منظم، وهكذا، ولكني وجدت هذا النصراني لا يستطيع التخلي عن آرائه السابقة في الإنجيل المحرف أنه كتاب مقدس وان ما فيه مقدس ومسلم به ولا يمكنه النقاش في خطئه، فوصلت معه لطريق مسدود، مع أني طرحت عليه آرائي السابقة في الإسلام والقران للنقاش فيها وإثباتها من نقطة الصفر ولكنه لم يستوعب ما أقول لأنه متجمد على أن كتابه المقدس مسلم به ولا نقاش فيه، ولذلك تحجر عقله.

    وهذا الأمر أيضا ينطبق على كثير من أبناء المسلمين، فتراه متحجر على آراء سابقة وينطلق من النقاش أنها صواب ولا يقبل النقاش فيها، مثل أن الشيخ الفلاني عالم وينطلق من هذا المنطلق ولا يقبل النقاش أن هذا الشخص قد يكون جاهلا أو عميلا، وأيضا انطلاقه من الرأي القائل أن أردوغان يريد خيرا للإسلام وانه يفعل ما بوسعه، ولذلك لا يمكنه تخيل أي فعل من أردوغان إلا خدمة للإسلام وأهله، ولا يقبل النقاش من نقطة الصفر، ومثل ذلك النصراني الذي ناقشته ويحمل رأيا أن كتابه المقدس صحيح ولا غبار عليه ثم بدأ النقاش.

    تحجر العقول أحيانا يأتي من أن الشخص المقابل لا يقبل النزول للنقاش من نقطة الصفر بل يضع أمورا وآراء ويعتقد صحتها وينطلق من النقاش على أساس أنها صحيحة وأنها أم الأدلة، عندها ولأنه لا يريد التخلص منها فستجد صعوبة في إقناعه، فكيف ستقنع شخصا أن شيخه جاهل عميل بينما هو مثبت في عقله أن هذا علامة وانه يفهم أكثر مني ومنك، وكيف ستقنع إنسانا بخيانة حاكم وهو شبه معتقد أن الحاكم ذكي يجير كل الأمور لصالح الإسلام، وكيف ستقنع كافرا يرى دينه أساسا مسلما به لا نقاش فيه.

    وإذا رافق الآراء السابقة الخاطئة المصلحة والمنفعة والخوف والجبن، ستخرج بنوعيات غريبة لا يمكن نقاشها أو الحديث معها، وأحيانا يظن الشخص انه على صواب في النقاش مع انه يحمل آراء سابقة خاطئة ينطلق منها.

    والطريق لنقاش هؤلاء هو ضرب آرائهم السابقة ونسفها حتى لو عاند الطرف المقابل، وفي نفس الوقت رسم الخط المستقيم أمام الخطوط العوجاء عند الطرف المقابل، فإنه إن فكر قليلا يتم هدم تلك الآراء الخاطئة في عقله إن كان مخلصا باحثا عن الحقيقة.
     
     
     
  12. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في الحرب على الإسلام بين عوام الناس والحركات الإسلامية   
    الذي يظن أن الحرب على الإسلام من قبل الكفار تشمل السياسيين الإسلاميين فقط أو الحركات الإسلامية فقط فهو واهم، فهناك هجوم على النقاب واللباس الشرعي وعلى الدعوة السلمية للإسلام مثلما يهاجم ذاكر نايك وهناك الهجوم على الأضاحي وغيره، فلا يكاد يسلم مسلم من الهجوم على الإسلام.
    ولكن المهم هنا أن عوام الناس لا يستطيعون التصدي للكفار والمجرمين أبدا، والوحيد الذي يتصدى لهم هو العاملون للإسلام في الحركات الإسلامية المخلصة الواعية.
    ولذلك بدل النفور ممن يعملون للإسلام يجب دعم كل مخلص واع يعمل للإسلام لأن عن طريقه فقط بمعونة الله سيحصل التغيير.
  13. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في مختارات   
    المسلمون ملوا من الشعارات التي تناصر فلسطين وتعادي يهود من كل حاكم جديد.
    المسلمون اليوم يريدون حاكما يسير جيوشا تقتلع كيان يهود.
    #الحقيقة
  14. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في مختارات   
    عش ما تشاء بذلةٍ ....في ظل حكامٍ لئام
    واقعد عن التغيير خوفاً.... إخفِ رأسك كالنعام
    وارضخ لغير الشرع حكماً .....لن ترى عيش الكرام
    بل سوف تحيا في جحيمٍ .....لا ترى غير الحرام
    في ظل شرع الكفر تحيا .....تتقي شر النظام
    ولسوف تلقى الله حتماً...... يومها ماذا الكلام؟!
    هيا فدون العز جدٌ ..... أيها البطلُ الهمام
    ما قيمةٌ للعيش دهراً .....دون شرعٍ واعتصام
    قسما بمن فلق النوى...... وهو الذي يشفي السقام
    لو أنني أحيا بعزٍ ......يا أخي حتى لِعام
    في ظل حكم الشرع حقاً ......في حمى راعٍ إمام
    خيرٌ لنفسي من دهورٍ....... في حِمى حكمِ الظلام

    عبد المؤمن الزيلعي
    #الحقيقة
  15. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو محمد صالح في كتاب قيم لأستاذنا أبي مالك: ضوابط التعامل مع مسائل صفات الله   
    https://archive.org/details/tasalameh_gmail_201811
  16. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في الرياء والنفاق وجهة نظر   
    الرياء والنفاق وجهة نظر
    هذه الأيام التي نعيشها في ظل غياب الخلافة، وفي ظلال الغمام الأسود للرأسمالية ومبادئها كالمصلحة والمنفعة أصبح النفاق والرياء وجهة نظر ومبدأ يسير عليه البعض، ومن وقواعد هذا المبدأ الجديد:
    ·      اللهم نفسي وليهلك الجميع.
    ·      الزعيم الذي يحكمني أصفق له.
    ·      أينما يوجد مورد للمال فهذا مذهبي.
    ·      غير كلامك حسب رضا السلطان، واتبع الكلمة الكلمة ليرضى عنك السلطان.
    ·      الدين يمكن تغييره حسب رضا السلطان، فرضا السلطان غاية لا تترك.
    ·      الشجاعة تهور والجبن حكمة، والحق مهلكة والنفاق حياة.
    وغيره من القواعد.
     
    ولذلك أصبحنا نرى هذه الأيام نفاقا علنيا للحكام ودفاعا مستميتا عنهم، وبالذات من مشايخ السوء أصحاب اللحى والشهادات والوشوم على الجباه، أصبحت ترى انسياقا من كثير من العوام خلف السلطان يرددون ما يقول ولو باع مكة والمسجد النبوي، ولو باع الأقصى وفلسطين، ولو قتل الآلاف من المسلمين، ولو صالح الأعداء وقاتل أهل الحق، فترى نفاقا ورياء وتلونا، المهم أن يعيش صاحب هذه الشخصية محققا مصلحته الدنيوية.
    هؤلاء الأشخاص أصبح المجتمع الفاسد يتزلف لهم ويطلب مصالحه منهم، ويصفهم بالسيد والزعيم والشيخ والمسؤول، وأصبح لهم مواقع إعلامية يبثون فيها نفاقهم وتلونهم، وأصبح الإعلام يستضيفهم ليسمع أخر تسحيجاتهم وآراءهم التي لا يصدقها عاقل.
    وفي المقابل أصبح أهل الحق حالمون واهمون متخلفون إرهابيون لا يفقهون ما يريدون، وأصبح هؤلاء المنافقون واقعيون عقلانيون يقدمون مصلحة البلاد  على مصالح الحالمين ممن يحلمون بالعز والتمكين.
    ولذلك أصبح نفاقهم وتلونهم وجهة نظر، وقد قرأت حديثا لرسول الله يبين هذه الحالة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك ذلك الزمان فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومنهم، وهم الأنتنون، ثم يظهر قلانس البرود فلا يستحيا يومئذ من الرياء، والمتمسك يومئذ بدينه كالقابض على جمرة، والمتمسك بدينه أجره كأجر خمسين، قالوا: أمنا أو منهم؟ قال بل منكم))
    قلانس البرود: المنافقون أصحاب الجبب والعمم واللحى.
    لا يستحيا يومئذ من الرياء: أي ما تحدثت عنه في المقال.
    المقاومون لهم: أجرهم عظيم عند الله بأجر خمسين من الصحابة وهم قابضين على الجمر، إن ثبتوا على ما ثبت عليه الصحابة والصالحون.
     
    إن البيئة الحالية البيئة الرأسمالية ومبادئها المصلحية والمنفعية قد فرخت هؤلاء وجعلتهم قادة المجتمع وزعماءه، والتخلص منهم لا يكون إلا بتغيير تلك البيئة وإقامة الخلافة ونشر الأفكار والمفاهيم الإسلامية، لتكون سجية عند كل سياسي، عندها فقط سيختفي هؤلاء. هذا وان التصدي لهم عمل شاق ومن ثبت في طريق الحق والتغيير فأجره عظيم عند الله تعالى.
     
     
  17. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو واعي واعي في #البلاء الذي لا يحتمل   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    #البلاء الذي لا يحتمل
    ============
    البلاء الذي لا يحتمل هو عدم تطبيق #الشريعة الإسلامية لأن ذلك يمنع المسلمين من مباشرة حياتهم الطبيعية التي يجب أن تكون حسب عقيدتهم وما يرون أنه هو الحق الواجب اتباعه، لأن ذلك ما أمر الله به وما يرضيه، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً * وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾ [الفرقان: 30-31].
     
    يقول الله تبارك وتعالى مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم قوله: إن قومه قد هجروا القرآن الكريم، وهجرانه يظهر اليوم في عدم تطبيقه، ومن هجرانه ترك العمل به وترك الإيمان به وعدم تصديقه، وترك تدبره وتفهمه، وكذلك ترك الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، بمعنى أنهم أعرضوا عنه وتركوه، مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه وتطبيق شرعه.
     
    وقوله تبارك وتعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ﴾، إن هؤلاء الذين يعارضون تطبيق#الإسلام وتحكيمه بين الناس، ليحقق العدل والإنصاف وطاعة الله، هم مجرمون ضالون مضلون، والله تبارك وتعالى ناصركم عليهم ما دمتم عاملين بطاعته وتنفيذ أمره ونهيه وتمكين دينه وتطبيق شرعه ﴿وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾.
     
    إن الإيمان ليس كلمة تقال باللسان، إنما هو حقيقة توقر في القلب ويصدقها العمل، تكاليف تؤدى على أكمل وجه ممكن، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء: 65]، وقوله ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ يقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون حياته، فينظمها حسب أحكام الشريعة، ويحرص ويعمل لإقامة #الدولة الإسلامية التي تحكم الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما حكم به الشرع فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا، بمعنى أنهم لا يجدون في أنفسهم حرجا، مما قضى الرسول ويسلموا تسليما، يطيعونه في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكم به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا، من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ». وقال الله تبارك وتعالى في سورة المائدة: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. ينكر الله تبارك وتعالى على من يخرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، إلى ما سواه من الآراء والأهواء، التي وضعها الناس بلا مستند من شريعة الله. ومن أعدل من الله في حكمه للناس كافة المؤمن منهم والكافر؟ وكيف لمن آمن به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين، أن يتخذ حكما غير حكمه، ويعلم أيضا أن الله تبارك وتعالى أرحم بخلقه من الوالدة بولدها، وأنه تعالى هو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء، ويتخذ حكما غير حكمه؟!
     
    قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 1-3].
     
    يقول سيد قطب رحمه الله في مقدمة تفسير سورة المائدة أن " #الحكم بما أنزل الله هو "الإسلام"، وأن ما شرعه الله للناس من حلال أو حرام هو "الدين"، إلى أن الله هو "الإله الواحد" لا شريك له في ألوهيته، وإلى أن الله هو الخالق الواحد لا شريك له في خلقه. وإلى أن الله هو المالك الواحد لا شريك له في ملكه. ومن ثم يبدو حتميا ومنطقيا ألا يقضى شيء إلا بشرعه وإذنه. فالخالق لكل شيء، المالك لكل شيء، هو صاحب الحق، وصاحب #السلطان في تقرير المنهج الذي يرتضيه لملكه ولخلقه. هو الذي يشرع فيما يملك؛ وهو الذي يطاع شرعه وينفذ حكمه؛ وإلا فهو الخروج والمعصية والكفر. إنه هو الذي يقرر الاعتقاد الصحيح للقلب؛ كما يقرر #النظام الصحيح للحياة سواء بسواء. والمؤمنون به هم الذين يؤمنون بالعقيدة التي يقررها؛ ويتبعون النظام الذي يرتضيه. هذه كتلك سواء بسواء. وهم يعبدونه بإقامة الشعائر، ويعبدونه باتباع الشرائع، بلا تفرقة بين الشعيرة والشريعة؛ فكلتاهما من عند الله، الذي لا سلطان لأحد في ملكه وعباده معه. بما أنه هو الإله الواحد. المالك الواحد. العليم بما في السماوات والأرض جميعا. ومن ثم فإن الحكم بشريعة الله هو دين كل نبي، لأنه هو دين الله، ولا دين سواه". انتهى
     
    هذا هو البلاء العظيم أس كل بلاء، الذي يرزح تحته #المسلمون وبلادهم؛ تعطيل حكم الله، واستبدال توهمات لبشر بعيدين كل البعد عن طاعة الله والإيمان به، بشرع الله، لدرجة العدواة والبغضاء لله ولعباده الصالحين، فما يحمل المسلمين على متابعتهم والانضواء تحت أعطافهم، بل تحت أقدامهم؟! فمن كان يرجو البراءة لذمته ولدينه أمام الله تبارك وتعالى، عليه العمل قدر استطاعته لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة على منهاج النبوة التي تحكم بشرع الله تبارك وتعالى، كما بلغنا رسول صلى الله عليه وسلم وكما أنشأ الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وانطلقت #الدعوة منها إلى أرجاء المعمورة. فكان المسلمون رمزا للعزة والهداية والرحمة ونصرة المظلوم، وجندا للحق أينما حلوا وأينما ارتحلوا على طول ثلاثة عشر قرنا من الزمان.
     
    ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وارحمنا وارحم والدينا وارحم المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
     
     
    كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    إبراهيم سلامة
    ===================
           
  18. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في هل نستحق نصر الله في هذا الزمان؟   
    هل نستحق نصر الله في هذا الزمان؟

    الحقيقة أن هذا سؤال يخوض فيه الناس كثيرا، والبحث السطحي فيه يعطي أجوبة خاطئة، بل يحتاج إلى دراسة معمقة، وأنا هنا سأتكلم باختصار شديد اعتمادا على بعض الموضوعات المكتوبة والواعية في هذا الموضوع، وأسأل الله السداد.
    والموضوع سيتطرق لعدة أمور:
    • ما المقصود عند الشخص القائل أن "النصر بعيد"... ما المقصود عنده بالنصر؟
    • سبب النصر شروطه وموانعه.
    • ما هي حدود المنطقة أو ما هي الجماعة التي يعمم عليها كلمة تستحق نصر أم لا؟
    • أثر فهم النصر على عمل الإنسان.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    أولا النصر له عدة معاني، فقد يكون بمعنى الغلبة والظهور على العدو، وهذا أكثر معنى يتبادر إلى ذهن الشخص عندما تتحدث عن موضوع النصر، وسيكون مدار الموضوع على هذا المعنى، أما المعاني الأخرى للنصر مثل الحماية والدفع ومثل العون على الغير ومثل الانتقام من الظالمين ومثل النجاة يوم القيامة ومثل ظهور الفكرة على الأفكار الأخرى وغيره من المعاني فلن أتطرق لها، بل سيكون الموضوع مركزا على النصر بمعنى الغلبة والظهور على العدو مثل تحرير فلسطين والبلاد المحتلة ومثل القضاء على الحكام الحاليين وإقامة الخلافة وظهور المبدأ الإسلامي على غيره من المبادئ وفتح بلاد الكفر ونشر الإسلام فيها.

    هذا أكثر ما يتبادر إلى الذهن عندما تتكلم عن النصر، وكثير من المسلمين يرون النصر بهذا المعنى بعيدا جدا، يحتاج أجيالا وأجيالا، لأن الناس في نظرهم هذه الأيام بسبب كثرة المعاصي والآثام لا تستحق النصر.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= 

    أما سبب النصر فهو سبب واحد وهو أمر الله بالنصر لا غير وهو بيد الله لا غير ينزله متى يشاء، ولا يستطيع البشر التحكم بموعد النصر ولا يمكن معرفة موعد النصر نهائيا، فيكون السبب الوحيد للنصر هو أمر الله بإنزال النصر على عباده المؤمنين، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
    وأما شروط النصر:
    1- الإيمان: قال تعالى: {وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}
    2- العمل الصالح، قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
    3- الإعداد القوي والأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة، قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ}

    أما موانع النصر فهي: 
    1- التنازع والفرقة، قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَاٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ}.
    2- المعاصي وارتكاب المحرمات.
    3- مخالفة أوامر القيادة في العمل إلا أن تكون حراما؛ كما حصل مع المسلمين في أحد.
    4- موالاة غير الله، وإتباع سبيل غير سبيله، والركون للظالمين، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ}، وقال: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}

    ومع ذلك لو تم تحقيق شروط النصر وابتعد عن الموانع من فئة معينة فهذا لا يعني أن النصر سينزل، بل يعني أن تلك الفئة تستحق نصر الله ليس غير، أما موعد النصر كما ذكرت لا يعلم موعده إلا الله تعالى، فسنة الله أن الله لا ينزل نصره إلا بعد الابتلاء لعباده المؤمنين قال تعالى: {أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ}.

    أما الحكمة الإلهية من أن النصر قد أبطأ في نظر المؤمنين رغم أن الفئة المؤمنة اجتهدت في تحقيق شروطه والابتعاد عن موانعه، فقد تكون:
    1- أن الأمة لم تنضج بعد لنيل النصر، فإن نصرت لم تقدر على حماية نصرها.
    2- أو لم يتبلور في قناعتها أن كل قوى الدنيا مجتمعة لا تكفل لها النصر دون الله تعالى.
    3- أو أن الأمة لم تتيقن أن صلتها بالله هي الضمانة الوحيدة لاستقامتها بعد تحقق النصر.
    4- أو حتى ينكشف لنا كل زائف ومخادع، ويتعرى أهل الباطل بكل أشكاله.
    5- قد يبطئ النصر حتى تبذل الفئة العاملة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً إلا وتبذله رخيصاً في سبيل الله.
    6- وقد يبطئ لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير والعدل، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضةً من البيئة، لا يستقر معها قرارٌ.
    7- وقد يبطئ النصر لأن الفئات العاملة لدين الله لم تتجرَّد بعدُ في كفاحها وتضحياتها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققِّه، أو حميَّة لذاتها، أو شجاعة، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله.
    8- وقد يبطئ لأنَّ في الشرِّ الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرِّد الشرَّ منها.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    أما ما هو تعريف الفئة المؤمنة التي يجب عليها العمل لتستحق نصر الله تعالى، هل هي كل المسلمين معا يسمون فئة؟، أم نصفهم يسمى فئة؟، أم تقسيماتهم حسب حدود سايكس بيكو يسمون فئة مثل الأردنيين أو الفلسطينيين أو السوريين؟، أم تنطبق على حزب معين أم على عدة أفراد، فأقول وبالله التوفيق.


    من ينظرون أن تلك الفئة هي كل المسلمين فهؤلاء سيبقون يائسين محبطين لأن المسلمين بشكل عام ما دام نظام الكفر مطبقا عليهم فسيبقى الفساد منتشرا، وهذا يعني أن موانع النصر ستبقى موجودة وهذا يعني أن النصر لن يأتي حسب تصور هؤلاء، والشيء الأكيد أن تصورهم خاطئ لأن الفساد لا يمكن أن يندثر بدون تطبيق الإسلام، وبما أن تطبيق الإسلام لا يكون إلا بدولة إسلامية وإقامة الدولة الإسلامية نصر، فهذا يعني على حسب تصورهم أن النصر لن ينزل، وهذا يدل على خطا نظرتهم بالتأكيد، لان الدولة الإسلامية ستقوم وستبدأ بإزالة الفساد، وهذا يعني أن النصر ينزل على فئة من المؤمنين نصرت الله فنصرها الله وأقامت الدولة الإسلامية وبدأت تلك الدولة بإزالة الفساد المنتشر في العالم، إذن من ينظر أن المسلمين جميعا يجب أن يصلحوا حتى نستحق النصر الله فتصوره خاطئ والله تعالى أعلى وأعلم.

    أما النظر للمسلمين على حسب تقسيمات سايكس بيكو، فتلك التقسيمات هي تقسيمات استعمارية وينطبق على كل قطر ما قلناه سابقا عن المسلمين بشكل عام، أي أن يتوقع مثلا أن يزول الفساد من مصر مثلا ويصبح الناس كلهم صالحين في ظل تطبيق النظام الرأسمالي العلماني عليهم، فهذا تصور خاطئ، وبناء عليه لا تكون الفئة مقصودا بها التقسيمات الوطنية والله تعالى أعلى وأعلم.

    من واقع النظر لقصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم يتبين أن الفئة من المسلمين تكون مجموعة من الناس عملت لنصرة دين الله واجتهدت في ذلك، اجتهدت في تحقيق شروط النصر والبعد عن موانعه فنصرها الله تعالى رغم أن الوسط المحيط بها قد يكون فيه فساد وبعد عن دين الله، لكن الله ينصر تلك الفئة لأنها نصرت الله فنصرها الله.

    أما عددها من كثرة أو قلة وهل شرط أن تكون حزبا معينا فهذا لم يرد عليه شيء حسبما أعلم، فالفئة التي تستحق نصر الله هي مجموعة من المؤمنين نصرت الله فنصرها الله وليست هي بلدا معينا بكامل من فيه أو هي المسلمين جميعا.

    انظر لقصص الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام جميعا، كيف نصرهم الله تعالى ونصر المؤمنين الذين التحقوا بهم بغض النظر عن عددهم، ولكن هؤلاء تحقق فيهم أنهم نصروا الله فنصرهم الله تعالى.

    قصة طالوت عليه السلام وخروجه لملاقاة جالوت، فقد خرج في جيش لملاقاة جالوت، ولكن قسم من أتباعه عصاه فشرب من النهر، فأبعدهم عن الجيش وبقيت فئة قليلة ثابتة مع سيدنا طالوت، فقاتلوا جالوت وانتصروا عليه، وهنا عدد من انتصر هو فئة قليلة من القوم تابعت الملك طالوت على الحق ولم تعصه فاستحقت نصر الله وهي فئة قليلة كما ورد في القران الكريم، قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)} 

    ولفظ الأمة في القرآن ورد بمعنى الجماعة التي تقوم بعمل معين، ففي قصة أصحاب السبت كان الآمرون بالمعروف أمة والعصاة أمة أو قوما آخرين، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} فعاقب الله جزءا ونصر جزءا آخر من نفس المنطقة.

    والخلاصة أن الفئة التي وعدها الله بالنصر هي مجموعة من المسلمين قد تكون حزبا أو مجموعة أحزاب أو حزب وقيادة جيش أو حزب ومجموعة من المؤيدين لذلك الحزب أو مجموعة فرق عسكرية أو حاكم مسلم، المهم هي فئة من الناس قلت أو كثرت لها قيادة تقوم بعمل معين لنصرة دين الله تعالى، وقلت لها قيادة لأنه لا يتخيل وجود جماعة تعمل لدين الله وتكون مبعثرة بلا قيادة.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    وبعد هذا فان مفهوم النصر بالشكل الصحيح يؤثر على عمل الأفراد والجماعات:

    • فمن يرى المسلمين مجموعة واحدة تعدادها ما يقارب 2 مليار شخص وينظر إلى الفساد بينهم والى سوء أخلاق الكثيرين فانه في هذه الحالة يرى أن النصر بعيد لأنه يرى موبقات أكثر من أن تحصى، وهذا دائما يسب المسلمين ويسب المعاصي فيهم ويسب الجهل فيهم، ويردد عبارات فيها يأس مثل: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"، وهذا الشخص ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله: ((إذا قال الرَّجلُ: هلك النَّاسُ، فهو أهلكهم))، وقد وردت كلمة (أهلكهم) بلفظين الأول: (أهلكَهم) أي هو سبب في هلاك الناس بيأسه وإحباطه وعدم توجيه الناس للخير، واللفظ الثاني (أهلكُهم) أي هو أكثر الناس هلاكا، وهذا الشخص يُحبط فيقعد عن العمل والدعوة، ويكون حجر عثرة أمام العاملين للتغيير.
    • الذي ينظر للمسلمين حسب تقسيمات سايكس بيكو، مثل من يعيش في الأردن وينظر لأهل الأردن ومثل من يعيش في مصر وينظر لأهل مصر، فهذا يشبه الحالة الأولى تماما، ولذلك فنظرته هو الآخر خاطئة وسيصيبه مثلما أصاب الشخص في الحالة الأولى.
    • الجماعات التي يكون عملها إصلاح الأفراد بشكل عام ليصلح المجتمع بعدها مثل الدعوات الخُلقية أو الدعوات لأداء العبادات أو الدعوات المفتوحة فان مصير تلك الأعمال وتلك الفئات الفشل، لأنه لا يتوقع صلاح للمسلمين بشكل عام إلا بعد إقامة الخلافة، وسيصيبهم مع الوقت الإحباط والفتور.
    • الجماعات التي تركن للظالمين أي تركن لحكام المسلمين وتأوي إليهم، أو الجماعات التي تأخذ دعما من الظالمين فإنه لا يتوقع أن ينصرها الله تعالى، لأنها تعصي الله تعالى بركونها للظالمين وبموالاتها لهم، ولو أبيدت عن بكرة أبيها، لأن الله لا ينصر إلا من ينصره، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
    • الجماعات التي تكون غايتها مبهمة أو غير واضحة أو تكون غايتها أمرا محرما مثل دولة مدنية ديمقراطية لا يتوقع أن ينصرها الله تعالى، لأن من كان هدفه مبهما فهو سائر على غير هدى ولا يعرف ما يريد ويمكن أن يضلل بسهولة إلا أن يضع له غاية شرعية، وأما من يكون هدفهم غير شرعي مثل دولة مدنية ديمقراطية فان هدفه محرم والله لا ينصر من تكون غايته معصية الله تعالى، ولذلك يجب أن تكون غاية أي جماعة إسلامية هي إعادة الحكم الإسلامي إلى الوجود بإقامة الخلافة، وغير هذا الهدف لحركة إسلامية فهو هدف غير إسلامي، واقصد بالنصر هنا الظهور على الأعداء وقهرهم ودحرهم وتمكين شرع الله، وهذا لا يكون في وقتنا الحالي إلا بإقامة حكم الله، ولا اقصد هنا النصر الجزئي بهزيمة الكفار في معركة معينة، فهذه قد تتحقق ولكن ليس عنها أتكلم.
    • انتشار المعاصي في جماعة معينة لا يعني ذلك أنها تستحق العقاب الإلهي في الدنيا بشكل حتمي، فقد ينصر الله فئة من المؤمنين وتقيم حكم الله وتحكم تلك الفئات العاصية بالإسلام ويصلح أمرها، وهذا ما كان يحدث بالفتوح الإسلامية، وأيضا قوم سيدنا يونس عليه السلام عصوا الله وتركهم سيدنا يونس ومع ذلك امنوا بعد حين، وهذا يرشدنا أن المطلوب من الفئة العاملة العمل وعدم النظر لمعاصي الناس كمانع لها هي من النصر، فما على الفئة المؤمنة إلا العمل وفق شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطلب من الله أن ينصرها، أما العصاة من غير تلك الفئة فأمرهم إلى الله تعالى، فإما أن يعذبهم وإما أن يتوبوا وإما عند نصر الفئة المؤمنة أن يتبعوها ويتركوا معاصيهم، فيجب عدم النظر لمعاصي الناس كمانع أكيد للنصر للفئات العاملة، فالأصل أن تنظر الفئة المؤمنة العاملة في أمور أفرادها بشكل جيد ودقيق ثم تعمل وتتوكل على الله وتتضرع إليه أن ينصرها.
    • الجماعة أو الحزب أو فرقة الجيش أو أي فئة مؤمنة عاملة لدين الله يجب عليها النظر في أمور أفرادها، فقد يتخلف عنهم النصر لمعصية بعض الأفراد فيها، كما حصل مع المسلمين في غزوة أحد، هزم المسلمين لمخالفة فئة من المقاتلين أمر القيادة، وقد لا ينصر الله حزبا أو جماعة لأن في صفوفها عصاة لله والجماعة تسكت عنهم ولا تحاسبهم، فهنا قد لا تنصر تلك الفئة المؤمنة العاملة لدين الله، ولو عدنا لقصة سيدنا طالوت لرأينا كيف انه عندما خرج العصاة ممن غرفوا كثيرا من النهر عندما خرجوا من الجيش نصر الله الفئة الباقية على جالوت.
    • استعجال النصر لا شيء فيه، فالإنسان بطبعه عجول، قال تعالى: {وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا}، وحديث خباب بن الأرت رضي الله عنه يبين أن الصحابة استعجلوا النصر ولم ينههم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقد ورد على لسان خباب بن الأرت رضي الله عنه: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّدٌ بُردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟، قال صلى الله عليه وسلم: ((كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ))
    • يجب التفريق بين نصر الله وبين تمكن المجرمين من السلطة، فقد يتمكن المجرمون من هزيمة المؤمنين والوصول للحكم والحكم بغير ما أنز ل الله كما هو حالنا اليوم، فهنا لا يقال أن الله نصر المجرمين، ولكن بسبب أن الفئات المؤمنة لم تعمل لدين بالشكل الصحيح تمكن منهم المجرمون بسبب قوتهم ودهائهم وحجب الله النصر عن المؤمنين.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


    والخلاصة أيها الإخوة الكرام يتبين أن المسلم مطلوب منه أن يعمل لدين الله ويجتهد في ذلك، ومطلوب منه السير على شرع الله وأن يحقق شروط النصر وان يبتعد عن موانعه، عندها فهذه الفئة العاملة تستحق نصر الله تعالى، وهذا أمر ميسور لمن أراد، ولكن مع التأكيد أن تحقيق شروط النصر لا يعني أن النصر سينزل حتما قريبا، فالله يبتلي عباده المؤمنين ويؤخر نزول النصر لحكمة لا يعلمها إلا الله، ولكن المهم هنا أن كثرة المعاصي والموبقات بين المسلمين لن تحجب نصر الله عن الفئات العاملة إن اجتهدت وعملت لنصرة دين الله، لان المعاصي الهائلة التي نراها لن تزول إلا بإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله.
     
     
     
  19. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو أبو موسى في أصول الفقه الميسرة للشيخ سعيد رضوان ( ابو عماد) موضع متجدد   
    أهمية دراسة علم أصول الفقه
    وَهُنَا يَبرُزُ سُؤَالٌ هُوَ: لِمَاذَا نَدرُسُ عِلْمَ أُصُولِ الفِقْهِ؟ أو مَا أهمِيَّةُ دِرَاسَةِ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ؟ للإِجَابَةِ نَقُولُ: إِنَّ أهمِيَّةَ هَذَا العِلْمِ تَكمُنُ فِي الأُمُورِ الآتِيَةِ:
    أولاً: عَلَى صَعِيدِ الاجتِهَادِ وَالفِقْهِ, فَلا يَكُونُ الفَقِيهُ فَقِيهًا, وَلَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ استِنبَاطِ حُكْمٍ شَرعِيٍّ بِغَيرِ الوَعيِ التَّامِّ عَلَى هَذَا العِلْمِ الجَلِيلِ, فَبِهِ تُفهَمُ النُّصُوصُ, وَيُضبَطُ الاجتِهَادُ.
    ثانيًا: عَلَى صَعِيدِ الحَركَاتِ الإِسلامِيَّةِ العَامِلَةِ لإِنهَاضِ الأُمَّةِ بِالإِسلامِ وَالذِي يَفرِضُ عَلَيهَا أَنْ تُحَدِّدَ أُصُولَ الفِقهِ المُعتَمَدَةِ فِي فَهمِهَا لِلنُّصُوصِ وَاستِنبَاطِهَا لِلأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ المُتَبنَّاةِ لَدَيهَا, وَالتِي تُحَدِّدُ لَهَا الهَدَفَ تَحدِيدًا دَقِيقًا وَالمُتَمَثِّلَ فِي استِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلامِيَّةِ بِإِقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ, وَتُحَدِّدُ لَهَا أَيضًا جَمِيعَ السِّيَاسَاتِ التِي سَتُطَّبقُ فِيهَا دَاخِليًا وَفِي العَلاقَاتِ الخَارِجِيَّةِ, وَتُحَدِّدُ طَرِيقَ السَّيرِ المُوصِلَةَ لِهَذَا الهَدَفِ العَظِيمِ. 
    كُلُّ ذَلِكَ بِاجتِهَادٍ صَحِيحٍ مِنَ الشَّرعِ, بِحَيثُ لا تَخرُجُ أيَّةُ جُزئِيَّةٍ, وَلا أَيُّ عَمَلٍ عَنِ الإِسلامِ. هَذَا وَإِنَّ أَيَّ حِزبٍ أو جَمَاعَةٍ لا أُصُولَ عِندَهَا تُحَدِّدُ لَهَا مَعَالِمَ الطَّرِيقِ, وَمَشرُوعَهَا النَّهضَوِيَّ لَهِيَ ضَائِعَةٌ تَسِيرُ عَلَى غَيرِ هُدىً, وَدُونَ ضَوَابِطَ شَرعِيَّة.         
    ثالثًا: عَلَى صَعِيدِ حَاجَةِ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى أُمُورٍ أَربَعَةٍ لازِمَةٍ لَهُ لُزُومَ الرُّوحِ لِلحَيَاِة مِنهَا:
    اللوازم الأربعة لحامل الدعوة
    الأول: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى بِنَاءِ العَقلِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ القَادِرَةِ عَلَى مُحَاكَمَةِ الأَفكَارِ وَالأَعمَالِ, وَكُلِّ مَا يَعتَرِضُهُ أثنَاءَ سَيرِهِ فِي حَيَاتِهِ الخَاصَّةِ وَالدَّعَوِيَّةِ.  
    الثاني: حَاجَتُهُ إِلَى الرَّدِّ عَلَى الدَّعْوَاتِ الفَاسِدَةِ وَتَفنِيدِها, وَبَيَانِ بُطلانِهَا, وَآثارِهَا السَّيئَةِ عَلَى مُجتَمَعِهِ. 
    الثالث: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى أَنْ يُحَصِّنَ نَفسَهُ مِنَ الزَّلَلِ وَالانحِرَافِ, وَأَنْ لا يَقَعَ فِي فَخِّ التَّضلِيلِ, فَقَوَاعِدُهُ تُمَكِّنُهُ مِنْ مَعرِفَةِ الغَثِّ مِنَ السَّمِينِ, وَالحَقِّ مِنَ البَاطِلِ فِي مُجتَمَعٍ مَلِيءٍ بِالأفكَارِ الفَاسِدَةِ الآتِيَةِ عَنْ طَرِيقِ الغَزْوِ الفِكرِيِّ.     
    الرابع: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ لِلوُقُوفِ عَلَى أحكَامِ المُستَجِدَّاتِ بِعَرضِهَا عَلَى الشَّرعِ, وَعَرضِ أَعمَالِ الحُكَّامِ وَالسَّاسَةِ عَلَى قَوَاعِدَ وَمَقَايِيسَ شَرعِيَّةٍ حَتَّى يَتأَتى لَهُ خَوضُ الصِّرَاعِ الفِكْرِيِّ وَالكِفَاحِ السِّيَاسِيِّ عَلَى بَصِيرَةٍ, امتِثَالاً لِقَولِهِ تَعَالَى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).  
    رابعًا: عَلَى صَعِيدِ الدَّولَةِ التِي يُرَادُ إِقَامَتُهَا, وَالتِي أَنَاطَ الشَّرعُ بِهَا تَطبِيقَ الإِسلامِ فِي الدَّاخِلِ, وَحَمْلَ رِسَالَتِهِ إِلَى العَالَمِ فِي الخَارِجِ عَنْ طَرِيقِ الدَّعوَةِ وَالجِهَادِ, حَيثُ لا يَتَسَنَّى لَهَا ذَلِكَ إِلاَّ بِاجتِهَادٍ صَحِيحٍ وَفْقَ أُصُولٍ قَطْعِيَّةٍ يَجْرِي استِنبَاطُ الأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ عَلَى أَسَاسِهَا, لِكُلِّ أعمَالِهَا, وَمَا يَستَجِدُّ أثنَاءَ التَّطبِيقِ, حَيثُ لا يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَأخُذَ مِنْ غَيرِ الإِسلامِ.     
    خامسًا: عَلَى صَعِيدِ القِيَادَةِ فِي الأُمَّةِ التِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قِيَادَةً فِكرِيَّةً مَبدَئِيَّةً, فَلا يَجُوزُ أنْ تَبقَى القِيَادَةُ فِي الأُمَّةِ قِيَادَةً شَخصِيَّةً, وَلا مَرجِعِيَّاتٍ, وَلا مَشَايِخَ وَمُرِيدِينَ. فَهَذَا أبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ فِي أَوَّلِ خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ تَوَلِّيهِ الخِلافَةَ: "أمَّا بَعدُ، أَيُّها النَّاسُ فَإِني قَد وُلِّيتُ عَلَيكُمْ وَلَسْتُ بِخَيرِكُمْ فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي, وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلا طَاعةَ لِي عَلَيكُمْ". وَدَولَةُ الإِسلامِ دَولَةُ مَبدَأ, وَرِجَالُهَا مِنَ البَشَرِ, وَالانقِيَادُ فِيهَا للهِ وَحْدَهُ.
    وَلَمَّا كَانَ الفِقْهُ هُوَ العِلْمُ بِالأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ العَمَلِيَّةَ المُستَنبَطَةَ مِنْ أَدِلَّتِهَا التَّفصِيلِيَّةِ عَزَمْتُ عَلَى أَنْ أكتُبَ فِي عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ, فَكَتَبْتُ كِتَابِي هَذَا الذِي سَمَّيتُهُ: "أصُولُ الفِقْهِ المُيَسَّرَةُ" وَأرَدْتُ أَنْ أَجعَلَهُ مَبَاحِثَ صَغِيرَةً مُتَعَلِّقَةً بِالنَّوَاحِي العَمَلِيَّةِ التِي تَلزَمُ حَامِلَ الدَّعوَةِ, وَأَنْ أكتُبَهُ بِلُغَةٍ عَصرِيَّةٍ سَهْلَةٍ مُيَسَّرَةٍ, وَبَعِيدَةٍ كُلَّ البُعدِ عَنْ أُسلُوبِ الأَكَادِيمِيِّينَ الذِي يُعنَى وَيَهتَمُّ بِالنَّاحِيَةِ التَّنظِيرِيَّةِ, وَيَنأى عَنِ النَّاحِيَةِ العَمَلِيَّةِ, مَعَ عِلْمِي بِأَنَّنِي لَنْ آتِيَ بِشَيءٍ جَدِيدٍ فِي مَضمُونِ أُصُولِ الفِقْهِ, وَكَمَا ذَكَرْتُ سَتَكُونُ كِتَابَتِي سِلْسِلَةً مِنَ البُحُوثِ المُختَصَرَةِ فِي مَوَاضِيعَ مُخْتَارَةٍ مِنْ أُصُولِ الفِقهِ, حَيثُ أقُومُ بِعَرْضِ كُلِّ بَحْثٍ, وَكُلِّ مَوضُوعٍ بِشَكلٍ مُيَسَّرٍ فِي صِيَاغَتِهِ, وَلَهُ مَسَاسٌ بِالدَّعْوَةِ, وَالقَضَايَا المُعَاصِرَةِ المُثَارَةِ فِي السَّاحَةِ الإِسلامِيَّةِ؛ كَي يَتَشَجَّعَ حَمَلَةُ الدَّعوَةِ عَلَى دِرَاسَتِهَا, وَيَتَسَنَّى لِلرَّاغِبِينَ فِي الاطِّلاعِ عَلَى أُصُولِ الفِقْهِ مِنْ قِرَاءَتِهَا وَاستِيعَابِ مُصطَلَحَاتِهَا بِيُسْرٍ وَسُهُولَةٍ.
    وَأَسأَلُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أَنْ يَجعَلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ, وَأَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنَّا, وَأنْ يَنفَعَ حَمَلَةَ الدَّعوَةِ بِمَا فِيهِ, وَأنْ يُوَفِّقَنَا بِأَنْ نَجمَعَ فِيهِ جَمِيعَ المَسَائِلِ ذَاتِ الصِّلَةِ بِالمَوضُوعِ, إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ, وَمَا تَوفِيقِي وَثِقَتِي واعتِصَامِي واعتِزَازِي إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ, عَلَيهِ تَوَكَّلتُ, وَإِلَيهِ أنِيبُ.
    سعيد رضوان أبو عواد 
                                                     23/11/2013م    
     
  20. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تعريف الايمان   
    السلام عليكم
    عرف بعض العلماء العلم بأنه : ( التصديق الجازم المطابق للواقع )
    وهذا التعريف للعلم هو تعريف لواقع العلم وليس تعريفا شرعيا أخذ من الأدلة الشرعية
    وبما أن الايمان هو علم وهو شهادة، فكان لا بد للشاهد من دليل على صدق ما يقوله لذلك احتاج الايمان إلى علم الشهادة مع دليل الشاهد
    ولذلك اصبح تعريف الايمان هو: ( التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل ) 
    ولكم تحياتي
  21. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو محمد صالح في سؤال   
    ينعقد البيع بثمن آجل أي بالتقسيط، كما ينعقد بثمن عاجل أي نقدا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ‏( إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ ) رواه أحمد وابن ماجة، وإذا انعقد البيع بالتقسيط، وتملَّك المشتري السلعة، جاز له بيعها بثمن أقل، إلا لمن اشتراها منه، لما رواه أبو داوود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) صححه الطبري في مسند ابن عمر ؛ وبيع الْعِينَة هو : أن يبيع السلعة بثمن مُؤجَّل ، ثم يشتريها مرة أخرى نقدا بثمن أقل؛ وهو من البيوع المُحرَّمة.
    أخرج عبد الرزاق في المصنف : «عن أبي إسحاق عن امرأته : أنها دخلت على عائشة في نسوة ، فسألتها امرأة فقالت : يا أم المؤمنين ! كانت لي جارية ، فبعتها من زيد بن أرقم بثمانمائة إلى أجل ، ثم اشتريتها منه بستمائة ، فنقدته الستمائة ، وكتبت عليه ثمانمائة ، فقالت عائشة : بئس والله ما اشتريت ! وبئس والله ما اشترى ! أخبري زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب ، فقالت المرأة لعائشة : أرأيت إن أخذت رأس مالي ورددت عليه الفضل ، قالت : ( من جاءه موعظة من ربه فانتهى ) الآية ، أو قالت : ( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) الآية»، قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التعليق" : إسناد جيد . وصححه الزيلعي في "نصب الراية".
    وعليه فإنَّه يجوز للمشتري سلعة بالتقسيط، أن يبيعها بثمن أقل لغير من اشتراها منه، أما بيعها لمن اشتراها منه بثمن أقل بيع محرم؛ وهو بيع العينة الذي ورد النص بالنهي عنه نهيا جازما.
    محمد صالح (أبو أسامة)
  22. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو الخلافة خلاصنا في الشرح السياسي للنص الشرعي   
    الشرح السياسي للنص الشرعي


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس ألا ‏ ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم...)) عند قراءتنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند السؤال عن شرح الحديث، فإنك بالأعم الأغلب ستأخذ المعنى العام للحديث وهو أن الإسلام لا يميز بين الناس، فالمسلم العربي وغير العربي والمسلم الأسود والأبيض لا فرق بينهم عند الله تعالى إلا بمقدار ما يتفاضلون به من التقوى.

    وهذا المعنى واضح من نص الحديث، ولكن الشرح السياسي للحديث وهو الشرح الذي يبين الواجب علينا كمسلمين هذه الأيام لتطبيق هذا الحديث على أرض الواقع، فإنك لا تجد هذا الشرح، وإن وجدته وجدته خاصا بمعنى الحديث ولا يتطرق إلى الساسة والى طبقة الحكام في البلد نهائيا وهم المسؤولون عن رعاية أهل البلد، ولا أظن أن العلماء يجهلون ذلك الأمر ولكنه الخوف والنفاق للحكام، وهذا الذي يركز عليه الإعلام، أما الأمور السياسية الشرعية فالإعلام يعتم عليها ولا يذكرها ولا يذكر أصحابها.

    إن شرح الحديث هذا فقط شرحا سياسيا يبين أن:
    • التفاضل لن يزول ما دام لنا عدة دول كل دولة لها حدود ولها راية مختلفة عن غيرها، إذ أن هذه الحدود المختومة بهذه الراية العمية (العلم الوطني) تعني أن أهل ذلك البلد خير من جيرانهم في البلد المجاور، وأن لهم من الحقوق والواجبات ما ليس لجيرانهم في البلد المجاور، وهذا يعني تمييز المسلمين بعضهم عن بعض.
    • إذا فرضنا أن احد البلدين وفير بالثروات الطبيعية فان هذا سيعني أن سكان هذا البلد أغنياء وجيرانهم فقراء وهنا حصل التفاضل.
    • إذا اعتدي على بلد من قبل عدو خارجي والحال كما نراه اليوم فإن سكان البلدان المجاورة لا شأن لهم ما دام العدو لم يقترب منهم وهذا يعني استفراد العدو بكل بلد على حدة، وهذا يعني تفاضل بالحماية والأمن.
    • هذا الحديث تكلم عن جميع الأصناف التي يمكن للبشر أن يتخيلوها، وهذا يعني أن التفاضل بينهم لا يمكن أن يقضى عليه إلا بأن تكون لهم دولة واحدة وحاكم واحد ولا يكون هناك تمييز بين البشر فيها من حيث اللون أو العرق أو حتى الدين ولا يكون هناك تمييز بين ولاياتها من حيث المالية والاهتمام بها والعناية بها، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل دولة الخلافة.

    ومثال على الفهم السياسي للنص الشرعي شرح الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ﴾
    معنى النص أن ضلال البعض لا يضر الإنسان إذا اهتدى وسار على الطريق القويم، ولا يفهم من النص غير هذا المعنى، ولكن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه دل الصحابة على المعنى السياسي لهذه الآية أي المطلوب من المسلمين اتجاه هذا النص، فعن قيس ابن أبي حازم رحمه الله قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: " يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم}، وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)) ".

    فإن هذا المعنى الذي ذكره أبو بكر الصديق غير وارد في الآية ولكنه نبه المسلمين أن ضلال البعض يوجب على المسلمين أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والأخذ على يد الظالمين الذين ينشرون الضلال والفساد.

    هذه المقولة قالها أبو بكر الصديق يوم كان خليفة للمسلمين يوم كان للمسلمين دولة يوم كان المسلمون في أفضل أحوالهم، أما لو قدر لأبي بكر الصديق أن يعود ويدلي برأيه في هذه الآية هذه الأيام لقال إن الحكام الحاليين هم سبب الفساد وسبب ضلال الناس وإن الواجب على الناس هو العمل بأقصى طاقة للتخلص منهم وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم والتي بإقامتها سوف يتوقف إضلال الناس وإفسادهم.

    وإذا عدنا إلى حديثنا السابق فمن هذا الحديث فقط نفهم المعنى الذي ذكرناه في الأعلى، وإذا نظرنا إلى جميع الأدلة الشرعية التفصيلية في هذا الباب من القرآن والسنة لما وجدنا تعارضا بينها أبدا، ولوجدناها جميعا (تطلب من المسلمين في هذه المسألة بالذات) تطلب من المسلمين أن يقيموا دولة واحدة يحكمها حاكم واحد وهذه الدولة لا تميز بين الرعية أبدا وستعمل على القضاء على أي أمر يوجد التمييز بين أفراد الرعية، وسيكون للحاكم ولسياسته الدور الرئيس في هذا الأمر. 
     
    http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4736&fbclid=IwAR29067FcAdWbNZDK8tlNn4_ZfBCkuywaHmyfWE9XS3425jMGAEbpNOCB20
  23. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو طالب عوض الله في الخطر الطبقي   
    في التكتل وخطر الطبيقية


     
    قال تعالى من سورة عبس:
     
    ( عَبَسَ وَتَوَلى. أن جاءَهُ الأعمى. وَما يُدْريكَ لَعَلَّهُ يَزّكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. فأنت لهُ تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأمّا من جاءك يسعى. وَهُوَ يخشى. فأنت عنه تلهى. )
     
    إنَّ القاعدة الأساسية في عمل التكتلات السياسية المستهدفة تغيير المجتمعات الحرص الشديد من قبل قادة وزعماء كافة التكتلات على التركيز على كسب أصحاب النفوذ ومشاهير القوم وأصحاب التأثير في مجتمعاتهم لجسم تكتلاتهم، أو لكسب تأييدهم ونصرتهم لتكتلاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم. تلك هي القاعدة في كل التكتلات الذي ظهرت في الحقب التاريخية المتعاقبة على مر الأيام، لم يشذ عن ذلك إلا بعض التكتلات الباطنية التي قامت لأهداف آنية بعيدة عن غايات إحداث التأثير لانقلاب جذري في المجتمع. وسيبقى ذلك طريقاً وسبيلاً لكل تكتلات مستقبلية. وينبه هنا إلى أن ذلك ليس من لوازم طريقة التغيير الحصرية، بل هي رغبات مفضلة لدى أصحاب التكتلات للإسراع في بلوغ الغايات عن طريق أصحاب النفوذ والنصرة، حيث نصرتهم هي أقرب الطرق لذلك، فعن طريقهم في الأعم الأغلب تحدث النصرة، وبدونهم يكون العمل شاقــاً مُضنياً متعثر الخطى، غير مأمون الوصول بالسرعة المتوخاة.
     
    لقد ركّز الرسول صلى الله عليه وسلم على كسب سادة القوم في مكة لتأييد دعوته ولحمل مبدأه ونصرة دعوته، فركز على الوليد بن ألمغيره وأمية بن خلف وأبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان وغيرهم من سادة القوم. وبعدها ركز على طلب النصرة والمنعة له ولدعوته من رؤساء القبائل من العرب من غير قريش كغطفان وثقيف وبني كندة وسليم وأخيراً يثرب. إلا أنه لم يحصر تركيزه عليهم فقط بل قد دعا عامة الناس من كل طبقات المجتمع وفي كل المواقع لاعتناق الفكر وحمل الدعوة. ومع أنه قد أفلح في اكتساب قلة من سادة المجتمع كعمر وأبي بكر وعثمان ومصعب، إلا أنّ الغالبية ممن أسلم في العهد المكي كان من المستضعفين بما في ذلك العبيد المسترقين. وذلك أمرٌ طبيعي وبديهي، فالحاجة للتغيير تقوى لدى المحرومين المستضعفين والمظلومين المضطهدين، وتقل وتضعف لدى السادة المترفين.
     
    وتبين لنا سورة ( عبس ) كم كان تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم ولهفته على كسب سادة القوم وأصحاب الفعاليات والنصرة شديداً. لذا جاء لفت النظر والتوجيه من الله تعالى في تلك السورة للتشديد على حتمية عمومية الدعوة والطلب إلى العمل لكسب جميع الناس لجسم الدعوة بغض النظر عن المواقع، وعدم حصر الجهد لكسب طبقة أصحاب الشهرة والنفوذ على حساب إهمال أمر العامة من الناس، فإيجاد القاعدة الشعبية الصالحة للتغيير يكون عن طريق إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام لدى أفراد المجتمع عامة: سادتهم وعامتهم، مترفوهم ومستضعفوهم.
     
    ومع أنه مع أن البديهي أن أصحاب النفوذ في المجتمع وسادته وكبراءه هم أسهل وأنجح في العمل لإحداث التغيير لأنَّ فيهم تكون النصرة ولأنهم هُم أهل المنعة والنصرة الحقيقية المانعة والفاعلة، إلا أن استعراض تاريخ حركات التغيير في العالم ترينا أن الثورات وحركات التغيير قد قادها وتزعمها أو في حالات أخرى كان وقودها وعناصر نجاحها ممن عانى من الحرمان والضياع والظلم والاضطهاد من الأمة وعامة الناس. ففي الثورة البلشفية عام 1918 كانت مراهنات البلاشفة على العمال والطبقات الكادحة، حيث استغلوا جوعهم وحرمانهم لتأجيج نار ثورتهم، فأججوا بهم وبأجسادهم نار الاضطرابات وباستغلال دمائهم واضراباتهم أقاموا دولتهم ودكوا حصون وقصور الإمبراطورية الروسية البائدة. وقبلها الثورة الفرنسية كانت قد استغلت جوع الجياع وحرمان المحرومين لتأجيج نار الثورة وبالتالي إحداث التغيير. كما أنَّ كلُّ ثورات التغيير أو التحرر الأفريقية في القرن العشرين التي قامت في الكنغو والنيجر ونيجيريا وروديسيا وزنجبار وجنوبي أفريقيا كان وقودها المأجج أوار نارها عامة الشعب البسطاء. وفي القديم الغابر لم يتمكن " بروتس " من إحداث ثورته وانقلابه على " يوليوس قيصر " وقتله إلا بالاستعانة بعامة الشعب وبسطائه، وهم نفس الفئة الذين استغلهم خصوم بروتس السياسيين في الثورة المضادة التي قادوها ضده وبهم تمكنوا من بروتس وحركته.
     
    كما أنّ بعض العملاء المستوزرون من صنائع الكافر المستعمر في العالم الإسلامي قد عمدوا لاستغلال القاعدة الشعبية باستمالة عامة الناس وضمهم في صفوف أحزابهم من أجل الضغط بواسطتهم لتحقيق مكاسب آنية لهم. كما حدث في مصر في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي (القرن العشرين )، حيث قام الباشاوات الإقطاعيون أصحاب الطرابيش الحمراء بضم عامة الناس لحزب النحّاس وفؤاد سراج الدين ( حزب الوفد ) مستغلين إياهم كورقة ضغط فاعلة عند الملك والإنجليز لتحقيق مكاسبهم الشخصية عن طريق تحريك الشارع المصري بالمظاهرات وغيرها، في حين قامت زوجاتهم من خلال الهالة من الإعجاب والتأييد التي أحدثها ضم عامة طبقات الشعب لحزب أزواجهنَّ من استغلال ذلك لتمرير لمؤامرة " حركة تحرير المرأة " ولمســاندة دعوات الناعق " قاسم أمين " والقيام بتحدي مشاعر المسلمين ودينهم بقيامهم بتمزيق الحجاب علناً في حشد شعبي آثم في ميدان الأزبكية بالقاهرة الذي استبدل باسم " ميدان التحرير " تخليداً لهذه المناسبة المجرمة من يومها وليومنا هذا ..... كما أن عملاء الإنجليز في الأردن سليمان باشا النابلسي وعبد الحليم النمر قد لجئا في مرحلة معينة في أوائل الســتينات بتوجيه من المخبرات الإنجليزية لتأسيس " الحزب الوطني الدستوري" ذلك الحزب الذي أداره وأدار جريدتيه ( الميثاق والصريح ) من خلف ستار سكرتيرة الباشا اليهودية الإسرائيلية ( سارة عمرام ). وكان من المقاصد الخفية وراء تشكيل هذا الحزب تمكين وزارة الباشا من استغلال الشارع لتمرير مخططات رهيبة لصالح النظام الحاكم ولأسيادهم الكفار المستعرين بعد هالة من الشعبية الزائفة التي أحاطوها بذلك الزعيم المستوزر والتي منحته 59 صوتاً من مجموع أصوات نواب المجلس البالغة ستون صوتاً. وقد كشف نائب حزب التحرير في مجلس النواب الأردني عن منطقة طولكرم سماحة الشيخ أحمد الداعور ذلك المخطط الإجرامي الرهيب في جلسة الثقة لحكومة الباشا العميل حيث جاء في مقدمة كلمته: ( أتقدم إليكم ببياني هذا لأكشف البرقع الشفاف الذي يخفي سحنة الاستعمار في هذه الحكومة...) انتهى
     
    ودعوة الإسلام في مكة رفضها وقاومها وحال دون اعتناقها سادة القوم من زعماء وقادة عشائر ومفكرين وأدباء وشعراء وحكماء وتجار وأصحاب النفوذ والتأثير وأصحاب رؤوس الأموال. واعتنقها وقاوم من أجلها وبذل الغالي والرخيص من أجلها أفراد من عامة الناس من المحرومين والمغمورين، ومع أنه كان من مشاهير المسلمين في الدعوة في العهد المكي تجار وقادة وزعماء وأدباء وأصحاب نفوذ وتأثير وأصحاب رؤوس أموال، إلا أن الغالبية العظمى من المسلمين كانت من عامة الناس البُسَطاء ومن المحرومين والعبيد، وبهؤلاء المضطهدين الحفاة العراة الجياع انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم ينشر دعوته ويقيم دولته في المدينة المنورة، لينطلق منها بهم لنشر الدعوة بالجهاد داكا الحصون والقلاع وفاتحاً الأمصار والبلاد فتحول العبيد والمحرومين إلى قادة وأسياد وأمراء.
     
    وفي تكتل حزب التحرير العامل لاستئناف الحياة الإسلامية والذي قام في أوائل الخمسينيات من القرن المنصرم ركز قائد التكتل وخليتها الأولى على كسب أصحاب الفعاليات والتأثير من أدباء وعلماء وفقهاء ومفكرين وحملة شهادات جامعية وقادة مجتمع، وكسب العديد منهم، بل قد كانت الحلقة الأولى التي حملت الدعوة منهم، ومن تلك الحلقة الأولى انبثقت القيادة الأولى، إلا أنه نسأل الله له الرحمة لم ينس الركيزة الثابتة من غيرهم، فكان من مشاهير حملة الدعوة الأوائل تجار وعمال وصناع وأجراء، وكان منهم الجزار والبقال والفكهاني والاسكافي والفران والترزي والمزارع والطالب. فاختلط الجامعي الأزهري والمهندس والأمي الذي يمهر الوثائق ببصمة إبهامه في تكتل فريد لم يشهد التاريخ له مثيلا يعملون سويةً ويداً بِيَـدٍ لمحاولة تغيير الأوضاع بمحاولة دخول المجتمع وإحداث القاعدة الشعبية والرأي العام المنتج للتغيير بالفكر الذي حملوه وتنبنوه، الفكر الذي جمع وساوى بين حامل الشهادة الجامعية والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وبين العالِـمُ والتاجر، وبين المهندس والعامل، وبين الأديب والطالب. لم يُفاضل بينهم لطبقاتهم المتغايرة، بل كانت المفاضلة بينهم على ضوء المتفاعل مع الدعوة أكثر كائناً من كانت طبقته، فتقدَّمَ أحياناً الطالب على الأديب، وتقدم في حالات أخرى الفران الأمي على العالِم......
     
    حتى الحلقة الأولى التي نشرت الدعوة والتي ضمت جمعاً خيّراً من أفاضل العلماء والمثقفين وحملة الشهادات الجامعية، ناء كاهل بعضهم وفترت همته ونكل عن مواصلة الطريق فتخلف وترك المسيرة، في حين استمر غيرهم في العمل بهمة ونشاط، منهم العمال والأميين والتجار والصُّناع استمروا في العمل سوياً مع إخوان لهم من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والمهندسين والوجهاء ورؤساء العائلات ومدراء الشركات والمؤسسات وأصحاب المصانع وضباط الجيش. والرابط الوحيد بينهم وهم يشكلون جميع ألوان طيف هذا المجتمع أنهم حملة دعوة وأنهم جميعاً وبلا استثناء مفكرون وسياسيون وأنهم النخبة الصالحة من الأمة لأنهم حملوا أرقى فكر منبثق عن المبدأ الوحيد الصالح للتغيير، وبهذا الفكر وبه وحده يعملون للتغيير وسيصلون للغاية إن شاء الله قريباً ويومئذ سيفرح المؤمنون.
     
    أما حركة النكث التي استهدفت الحزب ووجوده وعملت جاهدة بتحريك خفي لهدمه وإلحاقه بالماضي، وكانت من أخطر المراحل في تاريخه، فقد قادها وأشعل أوار فتنها نفر من حملة الشهادات الجامعية والألقاب البراقة، جمح بهم الغرور حين ظنوا في أنفسهم القادة والسادة والطبقة التي يجب أن تقود وتأمر فتطاع، فانبرى لهم المخلصون من أفراد التكتل من كل الطبقات المشخصون بقوة فكرهم وسلامة عقيدتهم وتقواهم فوأدوا الفتنة في مهدها: فتنة أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، ليثبتوا أنّ الفكر هو الرابط الذي لا تنقصم عراه في التكتل مقروناً بالتقوى وإخلاص النية لله تعالى.
     
    وفي الندوات والنقاشات ودروس المساجد والمحاضرات رأينا الغلبة والفوز للأمي السياسي حامل الفكر المستنير على العالِم حامل أرقى الشهادات الجامعية. فقد كان حملنا للدعوة ودخولنا للمجتمع بفكرنا الذي حملناه، كائناً من كان حامله، وربما كان حملة الدعوة من بٌسَطاء الناس أنشط وأقوى أثراً وتأثيراً في ذلك من المثقفين حملة الشهادات الجامعية، سواء منها الأكاديمية أو الشرعية أو الأدبية. فلم نحمل الدعوة أبداً ولم نصل لإحداث العملية الصهرية بالمثقفين أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، لا بل قد حملنا الدعوة بهم وبإخوانهم ممن يمهرون الوثائق ببصمة إبهامهم الأيسر من العمال والصناع من بُسَطاء الناس وعامتهم.
     
    ويجب التنبيه هنا أننا لم ولن ننشر الدعوة بين الناس ونكسبهم لها بطبقة أصحاب ربطات العنق حملـة الألقاب والشهادات الجامعية، وإن كان من الطبيعي والبديهي والضروري أن يكون في صفوفنا الكم الهائل من هؤلاء الناس بصفتهم من شرائح المجتمع، ولأنهم من أصحاب التأثير في أوساطهم وفي غير أوساطهم إن أحسنوا حمل الفكر وتفاعلوا معه وأخلصوا النية لله تعالى... كما أن التركيز عليهم دون غيرهم من طبقات المجتمع يفرغ العمل من محتواه ويغير مسار العمل حيث يركز على الطبقيــة الجوفـــاء والشعور بالرقي المظهري، وهذا الشعور هو - إن حصل لا سمح الله - أول طريق انهيار التكتل، لأنه يضعف حرص التكتل على كسب ثقة البسطاء من الأمة، ومتى تحول التكتل إلى تكتل عنوانـه وواجهته أصحاب الياقات المنشاة وربطات العنق متجاهلاً الذخيرة الهامة وهي بسطاء الناس المأهلون للتفاعل مع الفكر ونشر المبدأ فقد عمل على صرف الأمة عنه مما يُنتج انهياره، وبعدها يحتاج إلى جهود مضنية لمعاودة كسب ثقة الأمة وإقناعها للعمل معه.
     
    وذلك بالتأكيد هو من مقاصد التحذير الوارد في كتاب التكتل الحزبي حيث يقول: (وأمّا الخطر الطبقي فإنّه يتسرب إلى رجال الحزب، لا إلى الأمة. وذلك أنه حين يكون الحزب يمثل الأمة أو أكثريتها، تكون له مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس. وهذه قد تبعث في النفس غروراً، فيرى رجال الحزب أنهم أعلى من الأمة، وأن مهمتهم القيادة، ومهمة الأمة أن تكون مقودة. وحينئذ يترفعون على أفراد الأمة، أو على بعضهم، دون أن يحسبوا لذلك حساباً. وإذا تكرر ذلك صارت الأمة تشعر بأن الحزب طبقة أخرى غيرها، وصار الحزب كذلك يشعر بالطبقية. وهذا الشعور هو أول طريق انهيار الحزب، لأنه يضعف حرص الحزب على ثقة البسطاء من الجمهور، ويضعف ثقة الجمهور بالحزب، وحينئذ تبدأ الأمة تنصرف عن الحزب......) [1] انتهى
     

     
    وأضيف على ما تقدم أن أخطر من ذلك هو أن يفقد الحزب ثقـة أفراده العاديين حين يرون أن حزبهم قد تحوَّل عنهم من حزب قوامه وذخيرته الفكر وحملتة إلى حزب الأطباء والمهندسين أصحاب ربطات العنق بدل أن يكون حزب الفكر ومن حمله كائناً من كان.
     
    أننا في هذه المرحلة بالذات وقد تمكن التكتل من كسب مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس، حيث يتوافد الناس على حضور مؤتمراتنا ومحاضراتنا بالآلاف المؤلفة، ويتلهفون على سماع آرائنا السياسية فيما يستجد من أحداث تهمهم، وينظر الناس بإعجاب شديد لحسن ترتيبنا وأدائنا في ذلك، وينظر الناس إلى تحركنا المنظم في المناسبات العامة وبأعداد هائلة نسبياً من شبابنا أكثر مما ظنوا، وحين يرى الناس أننا لسنا شرذمة صغيرة لا وَزنَ لها ولا يُحسب لها حساب كما يروج الخصوم ووسائل إعلامهم. في هذه المرحلة بالذات نحن أحوج للتواضع وعدم الغرور. فمهما كثر عددنا ومهما وصل ثقلنا في المجتمع، فإن هذا الصرح الشامخ ممكن أن ينهار إذا وصل إلى صفوفنا فيروس الغرور ومرض الطبقيـــة، والشعور بأننا حزب أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق حملة الألقاب البراقة والشهادات الجامعية. لا بل نحن حملة الإسلام فكرة وطريقة، نحرص أن يكون فينا العالِم والفقيه والمجتهد والمهندس ورجل الأعمال والأديب والحكيم والشاعر والمعلم والطبيب، ونحرص بنفس القدر على أن يكون فينا أيضاً وقبل ذلك القصاب والترزي والمزارع والفران والاسكافي والفكهاني والبقال وسائق الجرار وطالب العلم والتاجر وكل طبقات المجتمع، وبهم جميعاً في تكتل عنان فريد سنقيم دولة الخلافة الراشدة التي ستدك حصون الظالمين وتفتح البلاد أمام الدعوة إن شاء الله.
     
    وبناء عليه فلا ضير أبداً أن يصل إلى المراكز القيادية والإدارية أقوى الأفراد لتحمل ذلك باعتبار التمكن الفكري والإداري فقط بغض النظر عن طبقاتهم، وأن يصل إليها أقوام من بُسطاء الناس وعامتهم، وأن تكون الأولوية في توكيل المهمات والأعمال الحزبية لجميع الأفراد من كل الطبقات من هذا المنطلق، فيفاضل في انتقاء الأفراد لهذه الأعمال بالصلاحية الفكرية والإدارية ليس إلا، وتعتبر عملية انتقاء الأفراد لتلك الأعمال والمهمات على أساس طبقـي كنوع من الغــرور القاتل والانتحار الموصل للطبقية الجوفاء الموصلة بالتأكيد للتصدع وبالتالي للانهيار والفشل.
     
    وحتى نكون على بينة من الأمر وعواقبه المحتملة فإن من الخطورة المستقبلية للنظرة الطبقية تلك أنه إن وصل التكتل لقيادة الأمة برغم ما تقدم وبذلك الشعور من الطبقية الجوفاء في قياداته فسيكون وبالاً على الأمة التي سيقودها، إذ سيبرز الظلم وتتحول الدولة إلى دولة طبقات ومحاسيب وأتباع، مما يظهر الفساد بانعدام المساواة والعدل، ويتسبب ذلك ببروز الهوة السحيقة بين الحاكم والمحكوم، ويشعر الناس أن حكامهم ليسوا منهم مما يُضعف القاعدة الشعبية لهؤلاء الحكام عند الأمة، وهذا يعني الانحراف عن المبدأ والتخلي عن الفكر والمتبنيات، والتحول إلى المُلك العضوض.
     
    على أن ذلك لا يعني أن يُهمل التركيز على حملة الشهادات والألقاب وعليَّـة القوم وأصحاب النفوذ والتأثير، والعكس هو الصحيح فكما ورد في بداية البحث يجب التركيز عليهم بصفتهم أفراد يعيشون في هذا المجتمع، كغيرهم من بقية طبقات الناس وبنفس القدر، ومحاولة كسبهم ما استطعنا لذلك سبيلنا استئناساً بهدي المصطفى S وتقيداً بطريقته وخط سيره، كما أنَّ بهـم ومعهم إن صلحوا وتفاعلوا مع الدعوة وأفكارها نختصر الطريق ونصل للغايات بأقصر الطرق وأسلمها إن شاء الله.
     
     
     
     
    [1] - التكتل الحزبي . صفحة 53.
  24. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو واعي واعي في هل نشأت #الخلية الحية تلقائيا؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل نشأت #الخلية الحية تلقائيا؟
    ==================
    حين تصعد #الجبل الشاهق، وتجد على الذروة مجموعة من الحجارة مصفوفة فوق بعض بطريقة هندسية، فلا شك أنك ستقطع أن أحدا ذكيا كان قبلك هنا، فالأنظمة المعقدة لا تنتج صدفة، ولو قلنا إن صندوقا يحوي مجموعة حروف هجائية وأرقاما وعلامات ترقيم تم هزّه بعنف جراء هزة أرضية، فانتثرت مكوناته على الطاولة مكونة الترتيب التالي: (اخاصيهرانؤل،حهز@:غ)، فإن أحدا لن يعير هذه الحروف انتباها، ولن يحفل بها، بينما لو نظرت إلى طاولة فوجدت الحروف عليها منتظمة لتشكل جملة مفيدة، مثلا: (الإنسان كائن ذكي يعيش على الأرض)، فإن أحدا لن يفكر للحظة أن هذه الجملة نتجت عشوائيا عن هزة أرضية نثرت الحروف على الطاولة، وذلك لأن الجملة عبرت عن فكرة ذكية في الذهن ترجمت عبر صف الحروف والكلمات إلى جانب بعض بشكل يؤدي ذلك المعنى، ذلك هو التصميم الذكي، حسنا، فماذا عن مصيدة الفئران، في أبسط تصميم لها تتألف من قضيب تثبيت، ومطرقة تضرب الفأر حين اصطياده، وقطعة جبن فخا للفأر، ونابض (زمبرك)، ومنصة خشبية، ومثبتات تثبت كل هذه الأجزاء بعضها مع بعض.
    هل لو أزيلت منها أي قطعة تنفع في صيد الفئران؟ هل من الممكن أن تكون نشأت #صدفة؟ لا يمكن أن تلقي قنبلة على مجموعة أخشاب فتنتج لك مصيدة للفئران متكاملة الأركان! لا شك أن مثل هذا يمثل نظاما مبنيا من مجموعة من الأركان أو العناصر، كل واحد منها يؤدي غرضا يؤازر وظيفةَ ركنٍ آخرَ يؤدي غرضاً آخرَ، وفي المجموع كل عناصر هذا #النظام تؤدي غرضا معينا دقيقا، بحيث لو أزلت أي ركن منها أو أي عضو، لفسد النظام العام، ولم تؤد الغرض الذي لأجله وضعت! وكل ركن أو عضو منها إذا وجد لوحده لم يؤد الغرض أو الغاية أو الهدف، لا بد أن تجتمع كل العناصر معا في الوقت نفسه وفي تصميم ذكي يضع وظيفةً وارتباطاً لكل واحد منها مع الآخر بشكل منظم دقيق، هذا هو التصميم الذكي.
     
    هل يمكن أن ينشأ هذا التصميم الذكي المعقد من مادة صماء بكماء عمياء لا عقل لها ولا وعي ولا ذكاء ولا تخطيط، بمحض الصدفة؟ أو جراء تطور زمني، لم يصاحبه أي نوع من معرفة الغاية الذي يجعل أركان هذا النظام تتآلف معا لتؤدي تلك الغاية، وتتوزع الأدوار بدقة وتكامل لتصب في تحقيقها؟!
    لا يمكن أن تفكر الأعضاء الصماء غير الذكية في النظام الذي يجمعها لتأدية غاية، لا يمكن أن يقرر الزنبرك أنه بحاجة لخشبة ومسمار يثبته كي يصلح لصيد الفئران! في الطبيعة ملايين الأنظمة الدقيقة التي تعمل على هذه الشاكلة نفسها، ولا يمكن أن تكون نتاج تصميم أعمى غير عاقل!
    السمع مثلا:
    تصل الأمواج الصوتية إلى الأذن الخارجية، وتتجمع في الصيوان، وتسير عن طريق القناة السمعية إلى الطبلة، ووظيفة هذه الأجزاء هي التقاط الذبذات الصوتية وتوجيهها نحو الأذن الوسطى والداخلية، كما أنها توفر الحماية للأجزاء الحساسة من #النظام السمعي. يتميز غشاء الطبلة بأنه دقيق مرن يقفل القناة السمعية، ويوجد في نهايتها، والطبلة محمية من الجفاف بواسطة تزييت مستمر بمساعدة غدتين شمعيتين تفرزان الشمع وهو مادة دهنية. وعندما تدق أمواج الصوت على الطبلة تتذبذب الطبلة ذبذبات تناسب الموجات الصوتية تماما.
     
    خلف الطبلة توجد الأذن الوسطى، وهي تشبه حجرة صغيرة بحجم حبة الفاصوليا. في هذه الحجرة توجد ثلاث عظمات صغيرة وهي العظمات السمعية، وبسبب أشكالها تدعى العظمات بالمطرقة والسندان والركاب (الكعبرة). وتتصل المطرقة بالطبلة، يليها السندان، فالركاب، والركاب يتصل بالأذن الداخلية في نافذة بيضاوية في كبسولة عظمية للأذن الداخلية، عظام السمع تُكَبِّر الذبذبات وتحولها من الطبلة إلى الأذن الداخلية. ومن الضروري أن تعمل هذه العظام كسلسلة من الأذرع الناقلة للاهتزازات (الذبذبات) التي جاءت من الطبلة، تعمل هذه الاهتزازات على تحريك السائل القاسي في الأذن الداخلية فينقلُ هذا السائلُ في الأذن الداخلية تلك الذبذبات.
     
    إن أنبوب استاكيوس هو جزء من #الأذن الوسطى وله وظائف غاية في الخطورة إذ يتصل بالحلق للسماح للصرف وتبادل الهواء! وهذا يحافظ على ضغط الأذن الوسطى مساوياً لضغط الهواء الخارجي، فيتزن الجسم!
     
    تتكون الأذن الداخلية من جزأين متصلين، ثلاث حلقات تسمى القنوات نصف الهلالية، وهي تساعدنا في الحفاظ على توازننا (وهذا هو النظام الدهليزي)، كذلك توجد القوقعة وهي تشبه بيت الحلزونة، وهو العضو الحسي في نظام السمع؛ في القوقعة المملوءة بذلك السائل الذي سبق ذكره والذي يتحرك عن طريق اهتزاز النافذة البيضاوية، وفيه توجد شعيرات السمع (خلايا الشعر) وهي شعيرات صغيرة مشدودة كالأوتار. في أعماق الأذن، توجد خلايا متخصصة تسمى "خلايا الشعر" تستشعر الاهتزازات التي في الهواء، وبسبب الذبذبات التي تحرك السائل المهتز تنشط خلايا الشعر الصغيرة داخل القوقعة، أي أن ذبذبات السائل أطلقت ذبذباتٍ بشعيرات السمع، متناسبة مع تلك الذبذبات.
     
    تحتوي خلايا الشعر هذه على كتل صغيرة من النتوءات الشبيهة بالشعيرات tiny clumps of hairlike projections التي تسمى، ستيريوسيليا stereocilia، والتي يتم ترتيبها في صفوف بناء على الارتفاع، كل مجموعة بحسب ارتفاعها، ثم التي تلي وهكذا، تتسبب الاهتزازات الصوتية في انحراف الاستريوسيليا قليلاً، ويعتقد العلماء أن #الحركة تفتح مسامات صغيرة تسمى قنوات أيون، مع اندفاع الأيونات الموجبة الشحنة في خلية الشعر، وحيث إن شعيرات السمع متصلة بأطراف الأعصاب، هذه الذبذات أو الأيونات المشحونة تنقل الإحساس السمعي على صورة إشارات يتم تحويل الاهتزازات الميكانيكية فيها إلى إشارة كهروكيميائية عبر العصب السمعي إلى مراكز #السمع في الدماغ ومن هنا ينقل الإحساس السمعي، ويترجم مركز السمع #الذبذبات التي التقطتها الآذان إلى أصوات مفهومة، يتم تحليلها وتفسيرها في الدماغ! وإضافة إلى ذلك فإن الشعيرات السمعية هذه تحمي الأذن من الأصوات ذات الذبذبات المرتفعة جدا، من خلال عملية تسمى "التكيف"، adaptation، تقوم الأذن بتعديل حساسية قنوات الأيون الخاصة بها لتتناسب مع مستوى#الضوضاء في البيئة المحيطة، فعندما تغط في نوم عميق مثلا تتحول الأذن إلى مضخم الصوت لسماع الأصوات الأكثر نعومة، بينما في الصباح حين تبدأ الضوضاء تجد الأذن على العكس تماما، تعيد ضبط مستوى حساسيتها حتى تتكيف مع مستويات الضجيج دون أن تؤذي الأذن![1]
     
    وكما تعلم، فإن هذا يمثل التصميم المعقد لنظام متكامل بالغ الدقة المتناسبة مع طبيعة الموجات الصوتية كي تنقل تلك الموجات بشكل يحافظ على ذبذباتها، واهتزازاتها، وأطوالها الموجية، فينقلها كما هي، ليصلح تفسيرها في #الدماغ، فيؤدي النظام ككل وظيفة بالغة التعقيد والدقة، وكل جزء فيه يؤدي وظيفة محددة تخدم#الوظيفة الكلية للجهاز، وتنسجم مع الغاية من نقل الذبذبات بدقة بالغة، بل ويتعدى ذلك إلى الحفاظ على توازن جسم الكائن الحي ككل، وتتكامل مع الأعضاء الأخرى وتخدم بعضها بعضا لأداء وظيفة الجهاز السمعي، وهكذا.
     
    فهل يا ترى، قامت الحياة صدفة أو بشكل تلقائي؟
    للإجابة وللإطلاع على بقية المقال، اضغط هنا:
    http://www.hizb-ut-tahrir.info/…/sp…/articles/cultural/56911
  25. Like
    منصف الرياحي اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في هل نشأت #الخلية الحية تلقائيا؟   
    أخي أبا مالك
    قبل الدخول في التفاصيل أحب أن اعقب على الموضوع بشكل عام، فهو ابداع لأبعد الحدود مشابه لموضوعك السابق "هل نشأ الكون صدفة؟" فبارك الله في جهودك وزاد الله علما وحكمة. وأود أن أقول بأنني عندما قرأت الموضوع لأول مرة انفعلت جدا معه، وكنت كلما قرأت جزءا مما تكتب وما خطت يداك، كنت أرى مبدأ السببية ماثلا أمامي مشخصا واضحا يطابق الواقع ويفضح الملحدين والكافرين، وادركت أن هدى الله هو الهدى فالحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الإسلام ونعمة الفهم الصحيح والفكر المستنير (واتقوا الله ويعلمكم الله)
    أنت فعلا حطمت هذا الملحد الروسي غاليموف باستخدام أفكار واصول مبدأ السببية فكانت امثلتك موفقة وردودك رائعة بحمد الله
    ولك تحياتي
×
×
  • اضف...