اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

محمد صالح

الأعضاء
  • Posts

    16
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    4

كل منشورات العضو محمد صالح

  1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أجوبة أسئلة عن الاختلاط للعالم الجليل عطاء بن خليل ابو الرشتة حفظه الله : • جواب سؤال في 28/02/2010م جاء فيه: (إن وجود الرجال والنساء في الحياة الإسلامية التي أقرها الرسول ﷺ، والأدلة الشرعية التي تنظم المعاملات الشرعية بين الرجال والنساء... كل ذلك مبيّن بوضوح، وقد صدر أكثر من جواب في هذا الأمر، وكنا نأمل أن لا يكون في الأمر غموض. ومع ذلك فإني، في هذه الرسالة، سأزيد الأمر توضيحا أكثر بإذن الله، آملاً أن ينتفي أي غموض في هذه المسألة: * إن الحياة العامة تعني وجود الرجال والنساء في الأماكن العامة التي لا يحتاج دخولها إلى إذن، وهذه لها أحكام شرعية تنتظم الرجال والنساء خلالها. والحياة الخاصة هي في الأماكن التي يحتاج دخولها إلى إذن كالبيوت وهذه كذلك لها أحكام شرعية تنتظم الرجال والنساء خلالها. * أما الحياة الخاصة “البيوت” فأمرها واضح، ولا يحتاج مزيد إيضاح، فإن عيش النساء فيها يكون مع محارمهن وليس مع الأجانب، إلا إذا ورد نص في حالة معينة كصلة الرحم فيجوز أن يصل القريب قريبته وإن لم تكن محرماً مثل أن يذهب ابن العم فيسلم على ابنة عمه في الأعياد، وبطبيعة الحال دون خلوة، ودون انكشاف عورة كأن يذهب مع والده أو عمه ويصل رحمه حتى وإن كانت من غير المحارم. * وأما الحياة العامة، فإن كان هناك حاجة يقر الشرع اجتماع الرجال والنساء خلالها، فإنه يجوز هذا الاجتماع على وجهه الشرعي، ونقول على وجهه الشرعي لأن هناك أحكاماً شرعية تنتظم هذا الاجتماع على النحو التالي: 1- وجوب فصل صفوف الرجال عن النساء إذا كانت الحاجة التي يقر الشرع وجود الرجال والنساء لأجلها، إذا كانت لغرض واحد للمجتمعين، مثل وجود الرجال والنساء للصلاة، أو لحضور درس علم، أو لمحاضرة في الدعوة، أو لعمل عام من أعمال الدعوة... ففي هذه الحالات يجوز وجود الرجال والنساء مع فصل الصفوف، وهذه تسمى أحياناً حياة عامة بأحكام خاصة، أي أن هناك كيفية مخصوصة لوجود الرجال والنساء. 2- عدم وجوب فصل الصفوف في الحياة العامة إذا كانت الحاجة التي يقر الشرعُ وجودَ الرجال والنساء لأجلها، إذا كانت لأغراض مختلفة للمجتمعين مثل وجود الرجال والنساء في السوق، أو في الشارع، أو في حديقة عامة، أو عند الركوب في الحافلات العامة... وهذه نوعان: أ- لا تؤدَّى الأغراض المختلفة فيه إلا بالاختلاط، أي الخلطة، مجاورةً وحديثاً، مثل البيع والشراء في السوق، وهذا النوع يجوز الاختلاط فيه. ب- تؤدَّى الأغراض المختلفة فيه دون اختلاط، أي دون خِلطة مجاورةً وحديثاً، كركوب الحافلات العامة والحدائق العامة والسير في الشارع... فهذا النوع يجوز وجود الرجال والنساء فيه دون اختلاط، أي دون خلطة، مجاورةً وحديثاً، بل يمكن الوجود مجاورة، كلٌ لغرضه وهدفه، دون الحديث معاً، كالسير في الشارع، والحدائق العامة، وركوب الحافلات العامة... * وكما ترى فإن أحكام وجود الرجال والنساء هي واضحة محددة في الحياة الخاصة والحياة العامة: فالحياة الخاصة “البيت” هي التي يحتاج دخولها إلى إذن، والحياة العامة هي التي لا يحتاج دخولها إلى إذن، ومن هذه الحياة العامة ما يتطلب فصل الصفوف ومنها ما لا يتطلب فصل الصفوف، وكذلك من الحياة العامة ما يجوز فيها الاختلاط أي الخلطة، مجاورةً وحديثاً، ومنها ما لا يجوز فيها الخلطة، بل تجوز فقط المجاورة دون الحديث...) انتهى. وآمل أن يكون في ذلك الكفاية.) انتهى • جواب سؤال في 6/2/2011 جاء فيه: (... ولكن أن تكون في الجيش طواقم نسائية للتمريض لتعالج جرحى الحروب، فهذه ورد فيها أن الرسول ﷺ أجاز للنساء أن تكون في المعركة للتمريض والمعالجة، فيكون الاجتماع في حالة العلاج جائزاً. وهكذا. فقدْ روى البخاريُّ في الأدبِ المفردِ والتاريخِ الصغيرِ بإسنادٍ صَحَّحَهُ الألبانيُّ عنْ محمودِ بنِ لبيدٍ قالَ: «لَمَّا أُصيبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ يَوْمَ الخَنْدَقِ فَثَقُلَ، حَوَّلوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقالُ لَها: رُفَيْدَة، وَكانَتْ تُداوي الجَرْحى، فَكانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذا مَرَّ بِهِ يَقولُ: كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ وَإِذا أَصْبَحَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَيُخْبِرُهُ». ورفيدة هذهِ هيَ امرأةٌ منْ أَسْلَمَ كَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى. - الاختلاط هو كما ذكرتُه آنفاً أي اجتماع الرجال والنساء الأجانب لغير حاجة يقر الشرع الاجتماع لأجلها بحيث لا تُقضى إلا باجتماع، وهو في هذه الحالة، أي لغير حاجة، لا يجوز، أما إذا كان لحاجة يقر الشرع الاجتماع لأجلها بحيث لا تُقضى إلا بالاجتماع، فيجوز. وقد وردت أدلة تقر الاجتماع لحاجات بينها الشرع سواء أكان في الحياة الخاصة أم العامة، فمثلاً في الحياة الخاصة صلة الرحم والطعام، وعيادة المريض... وفي الحياة العامة معالجة الجرحى في الحروب... وغشيان الأسواق، والصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم، والحج... وكل ذلك وفق الأحكام الشرعية من حيث فصل الصفوف كالمساجد والمحاضرات العامة، أو دون فصل كالسوق والحج... وصلة الرحم ليست للأقارب المحارم فقط، بل وللأقارب غير المحارم كابنة العم... “انظر صلة الرحم في الاجتماعي” فهذا جائز للأقارب أن يصلوا بعضهم في الأعياد أو في المناسبات، ويجلسوا معاً، ولكن صلةً للرحم أي الاستفسار عن الصحة والأحوال وعيادة مريضهم، وقضاء الحوائج ونحو ذلك، لكن لا أن يجلسوا معاً “يلعبون الشدة مثلاً” أو أن يخرجوا معاً للنزهة، ويجلسوا معاً في الحديقة يتجاذبون أطراف الحديث... فهذا لا يجوز. وهكذا فإن زيارة الأقارب بعضهم بعضا، وجلوسهم معاً، رجالاً ونساءً، فهو جائز ما دامت صلةً للرحم، أي يكون الجلوس معاً بقدر ما يتعلق بالصلة، فإذا انتقل الجلوس لمجاذبة الحديث في مسائل غير صلة الرحم، فإن النساء تجلس في غرفة والرجال في غرفة... وكذلك يجوز لهم عند الأكل أن يجلسوا معاً، وعندما ينتهي الطعام تجلس النساء في غرفة والرجال في غرفة... ﴿فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيث﴾، فالصلة والطعام وردت أدلة فيها. وبطبيعة الحال تكون النساء ساترات للعورة، ومحرمها أو زوجها موجوداً، كما في النظام الاجتماعي.) انتهى • جواب سؤال في 06/06/2016م وجاء فيه: (أ- الاختلاط أي اجتماع الرجال والنساء الأجانب حرام إذا كان لغير حاجة يقر الشرع الاجتماع لأجلها... أما إذا كان لحاجة يقر الشرع الاجتماع لأجلها بحيث لا تُقضى إلا بالاجتماع، فيجوز. ب- لقد وردت أدلة تقر الاجتماع لحاجات بينها الشرع سواء أكان في الحياة الخاصة أم العامة، فمثلاً في الحياة الخاصة مع الأقارب فقد وردت أدلة شرعية تجيز صلة الرحم والطعام، وعيادة المريض... وفي الحياة العامة معالجة الجرحى في الحروب... وغشيان الأسواق، والصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم، والحج... وكل ذلك وفق الأحكام الشرعية من حيث فصل الصفوف كالمساجد والمحاضرات العامة، أو دون فصل كالسوق والحج... ج- وصلة الرحم ليست للأقارب المحارم فقط، بل وللأقارب غير المحارم كابنة العم... “انظر صلة الرحم في الاجتماعي” فهذا جائز للأقارب أن يصلوا بعضهم في الأعياد أو في المناسبات، ويجلسوا معاً، ولكن صلةً للرحم، أي الاستفسار عن الصحة والأحوال وعيادة مريضهم، وقضاء الحوائج ونحو ذلك، لكن لا أن يجلسوا معاً “يلعبون الشدة مثلاً” أو أن يخرجوا معاً للنزهة، ويجلسوا معاً في الحديقة يتجاذبون أطراف الحديث... فهذا لا يجوز...) انتهى http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/tshow/3901
  2. أهمية المَلَكَة الفقهية لدى المجتهد الحكم الشرعي؛ خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد، بالاقتضاء (طلب الفعل أو تركه، ويشمل الأحكام الأربعة؛ الفرض، والمندوب، والمحرم، والمكروه)، أو التخيير (المباح)، أو الوضع (السبب - الشرط - المانع - الصحة والفساد والبطلان - العزيمة والرخصة)، فيثبت الحكم الشرعي بثبوت الخطاب، ويتبين ما هو بمعرفة معنى هذا الخطاب .. ومن الخطأ والإثم والجرأة على دين الله، أن يسارع الشخص بالتصريح بأن هذا فرض؛ لأنه قرأ آية أو حديثا دلَّ على طلب القيام به، أو يسارع بالقول أن هذا حرام؛ لأنه قرأ آية أو حديثا دلَّ على طلب تركه، ومن الإثم اعتبار أن الحكم الشرعي هو نص القرآن أو الحديث، يُفهم منهما بمجرد القراءة؛ لأن هناك معنى للنص في منطوقه أو مفهومه، ولألفاظ النصوص معان لغوية، ولها معان شرعية، وهناك نصوص تخصصها في حالة العموم، وتقيدها في حالة الإطلاق، وتبينها في حالة الإجمال، وهناك نصوص متعارضة في ظاهرها؛ فكان لا بد من أن تفهم النصوص فهما تشريعيا، لا فهما ظاهريا، ولا فهما منطقيا .. ومن هنا تبرز أهمية الملكة الفقهية لدى المجتهد، في القدرة على فهم النصوص، والموازنة بين الأدلة، والجمع بينها، وترجيح أقواها على ما هو دونه عند تعارضها؛ فالأدلة قد تتزاحم في نظره، ويراها واردة على قضية واحدة، وكل منها يقتضي من الحكم غير ما يقتضيه الآخر، لذا يحتاج إلى أن يبحث عن الوجوه التي يُرجّح بها جانب أحد الأدلة، ليعتمد عليه في تقرير الحكم الراجح لديه، عن معاوية ابن أبي سفيان قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» أخرجه الشيخان في صحيحيهما. محمد صالح أبو أسامة
  3. في مثل هذا اليوم، ذكرى وفاة الخليفة عبد اليد الثاني رحمه الله (حصن الإسلام الأخير). في يوم الأحد ١٠/ ٢/ ١٩١٨م، توفي الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله ، في منفاه في قصر بيليربي، في مدينة اسطنبول، عن ستة وسبعين عاما، قضاها رافعا علم الخلافة، مدافعا عن الإسلام والمسلمين، وكانت آخر كلمة قالها قبل أن يُسْلِم روحه لبارئها "الله" .. قال عنه الأستاذ الجامعي والكاتب سعيد الأفغاني : (يرحم الله عبد الحميد، لم يكن في مستواه وزراء ولا أعوان ولا شعب، لقد سبق زمانه، وكان في كفايته ودرايته وسياسته وبعد نظره، بحيث استطاع وحده بدهائه وتصرفه مع الدول تأجيل انقراض الدولة ثلث قرن من الزمن، ولو وجد الأعوان الأكفياء والأمة التي تفهم عنه لترك للدولة بناءاً من الطراز الأول)، وقالت الكاتبة الأمريكية إليزابيث ورملي ليتمر : (إن عبد الحميد مُجد غاية الجِد، إذ يعمل بحيوية وطاقة، تفوق جميع من يعمل معه من الوزراء، وهو سياسي من الدرجة الممتازة، فقد أدار البلاد العثمانية المترامية الأطراف، وكانت مشرفة على الزوال إدارة ممتازة، وأخذ بإصلاحها وترقيتها)، وقال السياسي الألماني بسمارك : (لقد وزع الدهاء والذكاء في العالم؛ ٩٥٪ للسلطان عبد الحميد، و ٤٪ لي، و ١٪ لباقي رجال السياسة) .. وكانت سياسته على مدى ثلاث وثلاثين عاما؛ ضرب الدول بعضها ببعض، باستخدام أطماع الدول المعادية (روسيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا)، للإيقاع ودب الخلاف بينهم، والعمل على بناء الدولة العثمانية، الأمر الذي أظهر مدى دهائه وعبقريته، قال رحمه الله في مذكراته: ( منذ أربعين عامًا وأنا أنتظر أن تشتبك الدول الكبرى مع بعضها البعض ـ روسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ـ كان هذا كل أملي؛ كنت أرى أنّ سعادة الدولة العثمانية مرتبطة بهذا وجاء ذلك اليوم الذي كنت أنتظره، ولكن هيهات فقد أبعدوني عن العرش، وابتعد الذين حكموا البلاد بعدي عن العقل والتبصر، والفرصة العظيمة التي ظللت أربعين عامًا في انتظارها ولّت وأفلتت من يد الدولة العثمانية إلى الأبد. جاهدت لكي لا يعزلوني عن العرش طوال ثلاثين عامًا، وجهادي هذا كان من أجل هذه الفرصة. حبست الأسطول في الخليج ولم أخرجه ولو للتدريب، وحبسي له كان من أجل هذه الفرصة. تجاهلت الحرب اليونانية لكي لا أدع للإنجليز منفذا للاستيلاء على كريت، وتجاهلي هذا كان من أجل هذه الفرصة، بمعنى آخر: إنّ كل مجهودي قرابة ثلاثين عامًا، بصوابه وبخطئه، إنّما كان من أجل هذه الفرصة، وحفظت هذا السر في نفسي أربعين عامًا، وسأوضحه لأحفادي لكي يعرفوا أنّي لم أفاتح فيه أحدًا، حتى مع أكثر صدوري العظام ثقة، لأنّي تعلمت بالتجارب أنّ شيئًا يعرفه اثنان يخرج عن كونه سرًا، ولذلك كان من ألزم الأمور ألاّ يعرف مقصدي هذا أحد، وألاّ تحس به الدول الأجنبية. كان تقديري أنّ استخدام العثمانيين لفرصة كهذه في وقتها، وبتبصر كفيل بأن ينقذهم، فيعيدون لدولتهم مكانتها في مصاف الدول العظمى. كان الواضح أنّ التنافس بين الدول الكبرى سيجرها أخيرا إلى التصارع والتصادم فيما بينها، وعلى هذا فإنّ الدولة العثمانية أمام تصارع وتصادم كهذا تصبح بعيدة عن أخطار التمزق والتقسيم، ويوم التصادم سيوضح قيمتها بين الدول. هذا هو سر سياستي التي استمرت ٣٣ عامًا). أبو أسامة محمد صالح
  4. ينعقد البيع بثمن آجل أي بالتقسيط، كما ينعقد بثمن عاجل أي نقدا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ‏( إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ ) رواه أحمد وابن ماجة، وإذا انعقد البيع بالتقسيط، وتملَّك المشتري السلعة، جاز له بيعها بثمن أقل، إلا لمن اشتراها منه، لما رواه أبو داوود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) صححه الطبري في مسند ابن عمر ؛ وبيع الْعِينَة هو : أن يبيع السلعة بثمن مُؤجَّل ، ثم يشتريها مرة أخرى نقدا بثمن أقل؛ وهو من البيوع المُحرَّمة. أخرج عبد الرزاق في المصنف : «عن أبي إسحاق عن امرأته : أنها دخلت على عائشة في نسوة ، فسألتها امرأة فقالت : يا أم المؤمنين ! كانت لي جارية ، فبعتها من زيد بن أرقم بثمانمائة إلى أجل ، ثم اشتريتها منه بستمائة ، فنقدته الستمائة ، وكتبت عليه ثمانمائة ، فقالت عائشة : بئس والله ما اشتريت ! وبئس والله ما اشترى ! أخبري زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب ، فقالت المرأة لعائشة : أرأيت إن أخذت رأس مالي ورددت عليه الفضل ، قالت : ( من جاءه موعظة من ربه فانتهى ) الآية ، أو قالت : ( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) الآية»، قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التعليق" : إسناد جيد . وصححه الزيلعي في "نصب الراية". وعليه فإنَّه يجوز للمشتري سلعة بالتقسيط، أن يبيعها بثمن أقل لغير من اشتراها منه، أما بيعها لمن اشتراها منه بثمن أقل بيع محرم؛ وهو بيع العينة الذي ورد النص بالنهي عنه نهيا جازما. محمد صالح (أبو أسامة)
  5. بسم الله الرحمن الرحيم حكم ابتداء غير المسلمين بالسلام وردِّه إن الأصل في علاقة المسلم مع غير المسلم المحارب, أن تنبني على تَحَيُّنِ المسلم للفرص السانحة لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وأنه يجوز إلقاء السلام عليهم, حيث أن النهي عن ذلك كان مرتبطا بظرف خاص, وهو حالة الحرب ليس غير, قال سبحانه : (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة 8), وقال الله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الزخرف 89), ولحديث البراء بن عازب رضي الله عنه, قال : (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى ﷺ بِسَبْعٍ ... وَإِفْشَاءِ السَّلاَم) (متفق عليه), وحديث عبد الله بن سلام, وكان أول شيء قاله النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم دخل فيه المدينة : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (رواه الترمذي , وقال :حديث صحيح، وابن ماجه واللفظ له، وصححه الحاكم), وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ : أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه) ... وهذا ما بينه النبي ﷺ بفعله, عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي حَارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى مَرَّا بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِي المُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ المَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا المَرْءُ، لاَ أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلاَ تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ (البخاري ومسلم). وأما في حال الحرب فلا يجوز ابتداء غير المسلمين بالسلام؛ حتى لا يكون أمانا لهم، تترتب عليه أحكام الأمان, فالنبي ﷺ كان يقول إني راحل لليهود غداً، وذلك في ظل توتر في العلاقات وتهيؤ لقتال اليهود بعدما خانوا، فكان عدم إلقاء السلام عليهم, مما يتطلب وضوحاً في المعاملة, عندما حضر لحربهم بعد نقضهم العهد والميثاق, وفي ذلك وردت ثلاث روايات, لثلاث من الصحابة رضي الله عنهم : ١- عن ابي عبد الرحمن الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه, قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : (إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى الْيَهُودِ فَلَا تبدؤوهم بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ) (ابن ماجة , وصححه شعيب الأرناؤوط). ٢- عن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه, عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ فَلَا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم) (البخاري في الأدب المفرد, وصححه الألباني). ٣- عن ابن عمر رضي الله عنهما, قَال : قَال رَسُولُ اللهِ ﷺ : (إِنَّكُمْ لَاقُونَ الْيَهُودَ غَدًا , فَلَا تبدؤوهم بِالسَّلَامِ , فَإِنْ سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ) (البيهقي في السنن الكبرى, وأصله في الصحيحين). ولا يقال ان في (صحيح مسلم) رواية, تنهى عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام من دون حرب : (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : «لَا تَبْدَؤوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ», وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ، عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ، إِذَا لَقِيتُمُ الْيَهُودَ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: فِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ), لأن هذا الاختلاف والاضطراب في اللفظ (اليهود - أهل الكتاب – المشركين), تفرد به الرواة, عن سهيل ابن أبي صالح؛ وهذا الاختلاف في لفظ الحديث من سهيل نفسه, فقد كان فيه بعض الضعف في حفظه, وهو مع عدالته وصدقه قد تكلموا في ضبطه, وتجنبه البخاري ولم يحتج به أصلا، ولم يخرج له شيئا سوى ثلاثة أحاديث أحدهما مقرونا بغيره، وآخرين في المتابعات، قال الحافظ ابن حجر : (سهيل بن أبي صالح السمان أحد الأئمة المشهورين المكثرين، وثقه النسائي والدارقطني وغيرهما، وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن معين صويلح، وقال البخاري كان له أخ فمات فوجد عليه فساء حفظه، قلت له في البخاري حديث واحد في الجهاد مقرون بيحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد وذكر له حديثين آخرين متابعة في الدعوات, واحتج به الباقون) (مقدمة فتح الباري ص 408) .. وكذلك الإمام مسلم في صحيحه, نَبَّه على اختلاف روايات حديث سهيل, فإذا أصحابه الحفاظ الأثبات يختلفون عليه في لفظه تارة يقول (اليهود), وتارة يقول (أهل الكتاب), وتارة يقول (المشركين), وهذا الخلاف من سهيل نفسه لا من أصحابه : (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ، عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ، إِذَا لَقِيتُمُ الْيَهُودَ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: فِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (صحيح مسلم 5\533). لذا تُحْمَل روايات سهيل ابن أبي صالح كلها, على حديث (أبي بصرة الغفاري) رضي الله عنه, الذي رواه البخاري في الأدب المفرد, وعلى حديث (ابْنِ عُمَرَ) رضي الله عنهما, الذي رواه البيهقي في السنن الكبرى, وعلى حديث (أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ) رضي الله عنه, الذي رواه ابن ماجة , وصححه شعيب الأرناؤوط .. وكما أشار الامام الحافظ ابن عبد البر إلى أن رواية سهيل بمعنى حديث الجهني سواء, فقال : ( ... عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ, وَرَوَى جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ سَوَاءً, وَعَلَى ذَلِكَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ .) (الاستذكار ج27\ ص141)؛ (فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ), يُرَادُ بهم اليهود - الذين نقضوا العهد والميثاق, فأصبحوا بنقضهم محاربين - حتى لا يكون بدؤهم بالسلام أمانا لهم, وهو معهم في حالة حرب. وكذلك يجب الرد على من سلّم من غير المسلمين غير المحاربين على القول الراجح, بمثلها أو أحسن منها, لقوله تعالى : (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (النساء 86)، قال القرطبي : (واختلف في رد السلام على أهل الذمة, هل هو واجب كالرد على المسلمين وإليه ذهب ابن عباس والشعبي وقتادة تمسكا بعموم الآية, وبالأمر بالرد عليهم في صحيح السنة).( الجامع لأحكام القرآن 5/283). كما لا يقتصر في الردِّ عليهم بـ (وعليكم) إلا في حالتين فقط : ١- في حالة الحرب، فلا يجابون بقول (وعليكم السلام)، لأنه أمان يترتب عليه ما يترتب على الأمان من أحكام، وهو ينافي حال الحرب معهم، ولهذا قال رسول الله ﷺ يوم غزوة بني قريظة : (إني راكب إلى يهود فمن انطلق معي منكم فلا تبدؤوهم بالسلام, فإن سلموا عليكم فقولوا : وعليكم, فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا : وعليكم), وهذا ما دل عليه حديث أبي بصرة, وأبي عبد الرحمن الجهني, وحديث الثوري عن ابن دينار عن ابن عمر عند البيهقي مطولا مفصلا فلا يبدؤون بالسلام, ولا يُردُّ عليهم بالسلام, لكونه أمانا ينافي حال الحرب. ٢- إذا سلَّموا بصيغة الدعاء بالشر, كقولهم (السام عليكم)، فيُردُّ عليهم بلفظ (وعليكم)، على سبيل المجازاة بلا فحش ـ كما قال ﷺ ـ في رواية سفيان بن عيينة عن ابن دينار ـ : (إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليك! فقل وعليك! وقال مرة ـ أي سفيان أو شيخه ـ : (إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم، فإنهم يقولون السام عليكم), وأصرح منها رواية سفيان الثوري ـ عند ابن أبي شيبة ـ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ : (إن اليهود إذا لقوكم وقالوا السام عليكم فقولوا لهم وعليكم), وهذا ما دل عليه حديث عائشة وجابر وأنس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم. أما ماعدا ذلك، فإذا حيَّوا بتحية طيبة، فالمأمور به بنص الكتاب الرد بالأحسن, كما يفيده منطوق الآية؛ بردهم بأحسن منها, أو كما هي، وعدم الاقتصار على ما هو دونها, لقوله تعالى : (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (النساء 86). محمد صالح (أبو أسامة) --------------------------- المراجع : - الاستذكار للحافظ ابن عبد البر, الطبعة الأولى (1414 هـ 1993م), دار قتيبة للطباعة والنشر (دمشق - بيروت), ودار الوعي (حلب - القاهرة) . - فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محب الدين الخطيب، طبعة أولى, سنة 1410هـ, نشر دار الكتب العلمية، بيروت . - صحيح مسلم, للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, الناشر وتحقيق ودراسة : دار التأصيل, مركز البحوث وتقنية المعلومات. - تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن), محمد بن أحمد بن فرح القرطبي، طبعة سنة 1405هـ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت. - الأدب المفرد, للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة سنة 1409هـ، البشائر، بيروت. - الجامع : الترمذي، تحقيق أحمد شاكر ، وكمال الحوت ، دار الكتب العلمية، بيروت. - السنن : محمد بن يزيد بن ماجه، تحقيق فؤاد عبد الباقي ، الطبعة الأولى، المكتبة الإسلامية اسطنبول. - المستدرك على الصحيحين: محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري, الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 دار الكتب العلمية، بيروت. - السنن الكبرى: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الطبعة الأولى، دائرة المعارف العثمانية، تصوير دار المعرفة، بيروت.
  6. الاحتفال مع الكفار بأعيادهم، والاحتفالات الخاصة شرع الله سبحانه، للمسلمين عيدين اثنين لا ثالث لهما؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: «ما هذانِ اليومانِ؟»، قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «قد أبدلَكُمُ اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الأضحَى ويومَ الفِطرِ»، رواه أبو داود والنسائي وأحمد (حديث صحيح). والاحتفال مع النصارى بأعيادهم في رأس السنة، أو في غيرها؛ يعني أن يلتحق المسلم بالنصارى في شعائرهم، وهو عمل مذموم ومحرم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ» قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، قَالَ : «فَمَنْ» رواه البخاري في صحيحه. أما احتفال الشخص بعيد مولده، أو يوم زواجه، لا شيء فيه، إن كان الأمر ليس له علاقة بأمر ديني، لما رواه أبو داود بإسناد صحيح عن ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ»، ولا يقال إن احتفال الشخص بيوم مولده محرم، لما رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّه قال: (قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: قد أبدلَكُمُ اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الأضحَى ويومَ الفِطرِ) .. لا يقال ذلك لأن هذا الحديث مناطه الأعياد العامة،أو الأعياد المرتبطة بالعقائد والأديان، وليس الاحتفال بمناسبة خاصة للشخص، مثل يوم مولده، أو يوم زواجه .. وكذلك لا يقال أن هذا الاحتفال تشبُّه بالكفَّار، لما رواه أبو داوود والطبراني والبزار أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»؛ لأن التشبه المحرم هو بأمر يتعلق بالعقيدة والدين . محمد صالح
  7. إلى الأستاذ قاسم قصير"الوعي السياسي بدهية من البدهيات لدى حزب التحرير" ----------------------------- الذي يخوض غمار التحليل السياسي، وجب عليه الإطلاع على هيكل العلاقات القائمة بين الدول الفاعلة في المسرح الدولي، فأمريكا(حاليا) هي الدولة الفاعلة، مع وجود دول كبرى تعمل في المسرح الدولي، مثل بريطانيا التي تسير مع أمريكا في العلن وتعمل ضدها في الخفاء، وهناك دول أخرى في المسرح الدولي كفرنسا التي تعمل أمريكا على كسب ودها لتشبع غرورها، وروسيا التي تقوم بالعمل الموازي لسياسة أمريكا حتى تعطف عليها بالمال، أو ببيع السلاح وغيره لبعض الدول التابعة، والصين التي تعتبر دولة كبرى إقليميا لا دوليا.. وعلى هذا الأساس يقوم التحليل السياسي (حاليا) من قبل حزب التحرير ... وأما قولك (ويبدو أن المنهج السياسي والتحليل السياسي لدى حزب التحرير لا يزال متوقفا عند سبعينات القرن الماضي)، فقد جانب الصواب؛ فالتحليل السياسي في السبعينات أو في القرن الماضي كان قائما على أساس الدول الفاعلة في المسرح الدولي آنذاك؛ الاتحاد السوفياتي مع ملاحظة التغيرات التي طرأت عليه، وبريطانيا التي كانت تصارع أمريكا في العلن لا في الخفاء وغير ذلك مما لا يتسع المقام للتوسع فيه ... فحزب التحرير (حاليا)، لم يقل عن روسيا أنها تصارع أمريكا في سوريا، بل قال أنها وكيلة أمريكا في الملف السوري، وكذلك لم يقل أن هناك صراعا "أمريكيا بريطانيا" في سوريا، وإنما بيّن أنه لا يعدو كونه تشويشا من بريطانيا ليس غير، (اما في الستينات فقد كان صراعا حقيقيا بين أمريكا وبريطانيا على سوريا، وظهر ذلك جليا في الانقلابات العسكرية حينها) ... فالذي تسميه جمودا، هو وعي سياسي على واقع المسرح الدولي، الذي جعل قوة التحليل السياسي ، بدهية من البدهيات لدى حزب التحرير. محمد صالح ........ مقالة قاسم قصير على موقع عربي ٢١ حوارصريح مع حزب التحرير: عن الدور البريطاني بتركيا وماليزيا وجمود الوعي السياسي https://m.arabi21.com/Story/1099625
  8. بسم الله الرَّحمن الرَّحيم العَاْمُ للخيْرٍ والسَّنَةُ للشِّدَّةِ السَّنَة في المعجم (سَنَوَ) وهو الجذر الثلاثي لكلمة سَنَة, والمضارع (يَسْنُو)؛ أي دارَ حولَ البِئْر, والسَّنَة دورة من دورات الشَّمس, وهي أيضا الطَّعام والشَّراب, وأَسْنَتَ القوم؛ أي جاعوا وأقحطوا, وتُجمَع على سنين وسنوات ... والسَّنَة في اللُّغة جمعٌ لعدة شهور, والسَّنَة تُطْلَق على الجَدْب والشَّرِّ, فالعرب تقول أصابتنا سَنَة, والسَّنَة من أوَّل يوم عدَدْته إلى مثله ,فقول الله سبحانه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ ..) العنكبوت (14)؛ هي سنين معاناة واستهزاءٍ وعذاب . والعام في المعجم (عَوَمَ) وهو الجذر الثلاثي لكلمة عام, ويُستعمَل بحسب السِّيَاق الذي ذُكر فيه, وجمعه أعوام, وعَاْمَ يَعُوْمُ؛ أي سبح في الماء, ومنه عَاْمَ الرَّجل أي اشتهى اللَّبَنَ, وعامت النُّجوم أي سارت ... والعام في اللغة أقلُّ أيَّاماً من السَّنَة, وتُستعمَل الكلمة لتدلَّ على الخير والعطاء والنَّماء, فقول الله سبحانه : (.. فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) العنكبوت (14)؛ فبعد أن لبث في قومه سنينَ معاناةٍ وتعذيب جاء بعدها بقوله : (إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)؛ أي أنه كان عام خير وسعادة وفرح لنبي الله نوح عليه السلام من بعد معاناة شديدة . وبما أنَّ لغة القرآن هي اللُّغة العربيَّة؛ بل القرآن هو أحد أدلَّة اللُّغة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف (2), سأوضِّحُ الفرق ما بين العام والسَّنَة من خلال آيات القرآن الكريم, استُخْدِمت كلمة سَنَة في القرآن تسع عشرة مرَّة؛ حيث وردت مفردة في سبع آيات, ووردت اثنتا عشرة مرة في صيغة الجمع, وأمَّا كلمة عام استُخْدِمت مفردة في سبع آيات ولم تذكر في صيغة الجمع في القرآن الكريم؛ فأعوام السرور ليست كثيرة على الإنسان, ففسي العام والسنين حكمة في حثِّ الإنسان على الصبر على المعاناة, وطعم الرَّاحة يأتي بعد التَّعب والمعاناة ... فكلمة سنة تُسْتَخدم في الأيام التي فيها شرٌّ وجهد وحُزْن, وأما كلمة عام فتطلق على الأيام التي فيها خير وسَعَة؛ فالعام يحمل الخير السرور, ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا..) يوسف (47)؛ فالزرع يحتاج إلى جهد وتعب ومعاناة, وقوله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) يوسف (49)؛ فالعام فيه فَرَج وإغاثة من المعاناة التي مرَّ في سبع سنين صعبة وشديدة, وكذلك استُخْدِمت كلمة عام مع فعل الرضاعة في قوله سبحانه : (..وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) لقمان (14)؛ حيث تشعر الأمُّ بسعادة وسرور عند إرضاع وليدها, وكذلك يرضع الطِّفل في عامين حتَّى يستفيد من حليب أمِّه, و استُخْدِمت كلمة سَنَة في قوله سبحانه : (..حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً..) الأحقاف (15), فذكر كلمة سَنَة دون عام وفي هذا دليل على أنَّ السَّنَة يتعلَّم فيها الإنسان ويعاني, وأمَّا في قوله تعالى : (..فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ..) البقرة (259), جاءت كلمة عام مع الموت, ولم تُذْكَر كلمة سَنَة لأنَّ الموت - في حالة الرجل الذي أماته الله في موضوع الآية - فيه راحة ورخاء وليست فيه معاناة . وسُمِّيَ عام الفيل بالعام وليس بسَنَة الفيل؛ لأنه في الجاهلية كان نصرا مؤزَّرا من الله على أبرهة الأشرم وجيشه الذي أراد للكعبة الهدم والزوال, قال الله سبحانه : [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)] سورة الفيل, وزِيْدَ على ذلك عند المسلمين أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وُلِدَ في هذا العام . مـحـمـد صـالـح أبو أسامة 1 محرم 1440 هـ 11 / 9 / 2018 م
  9. في وقت نشر مقالة "امرأة عظيمة وراء رجل عظيم" بقلم المهندس هشام البابا، كان آنذاك رئيسا للمكتب الإعلامي ولاية سوريا .. أما الآن رئيس المكتب الإعلامي ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب .
  10. بسم الله الرحمن الرحيم امرأة عظيمة وراء رجل عظيم المهندس هشــــام الــبــابــا رئـــيــــس المكـــتب الإعــــــلامـــي لحزب التحرير – ولاية سوريا امرأة فذَّة لا أكاد أصدق أن توجد نساء بمثل هذه الصفات في تلك الأوقات المظلمة من تاريخ المسلمين. فمع أن الله أكرمها أن وُلدت في ظل دولة الخلافة العثمانية، إلا أنها لم تبصرها، ذلك أن الإسلام مُزقت دولته وعمرها يكاد يكون ست سنوات فقط. ومع ذلك فإنها كانت تتصرف وكأنها وريثة ذاك الإرث العظيم من عزة الإسلام وعزيمة المسلمات. وإنك إن سمعت سيرة حياتها لاتخالها إلا من عصر التابعين أو تابعي التابعين، فقد أدركت مهمة المسلم في الحياة بينما غيرها في جيلها يغطُّ في سبات عميق. عندما زرت بيتها ولقيت أحد أبنائها، واستمعت لكثير من حكاياتها منه ومن أحفادها، قلت في نفسي أن لابد أن يشاركني كل مسلم بسماع سيرة هذه المرأة الصالحة بإذن الله، علَّنا نعتبر من قصص كلها تضحيات تعيش بيننا ونحن لانعلم بها. إنها الحاجة نزهة بكور، مواليد 1914م- 2000م في عين النخيل، منبج – ريف حلب. (منبج بلد الشعراء والعلماء، كأبي تمام والبحتري وغيرهم). حدثني حفيدها الأخ ضياء عبيد، أبو يوسف، (حفظه الله) طويلاً عنها وعن «منتجها» الفريد، ابنها الأديب والشاعر والوجيه يوسف عبيد، أبو ضياء، رحمه ورحمها الله تعالى. قال فيما قاله، إنها نشأت في عائلة تحب العلم فتأثرت من سماع حوارات جلسات أعمامها في فترات صباها، فأحبَّت العلم والثقافة، وأجلَّت العلماء والمثقفين، وظهر ذلك جلياً في تربية أولادها. ابنها «يوسف عبيد» ولد عام 1931م وكان أكبر أولادها، أرادت له مستقبلاً لايختلف عن أولئك الذين قرأت وسمعت عنهم من تاريخ المسلمين، أي إنها أرادته أن لايكون رتيباً عادياً، بل مميزاً. ولأنها أرادته مميزاً في الآخرة قبل الدنيا صمَّمت على تعليمه القرآن الكريم عند مشايخ البلدة، رغم صعوبة الأوضاع المعيشية والمواصلات آنذاك، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن الثامنة من عمره. وشاء الله تعالى أن يمتحن هذه المرأة العملاقة أكثر وأكثر، فأصيب يوسف في ذلك العمر بمرض الجدري ففقد بصره على أثر ذلك، فلم يثنِه هذا عن إعادة حفظ القرآن مرة ثانية وهو ضرير، وأصرَّت والدته على أخذه إلى مدينة منبج لتحصيل العلم، ومنبج هي المدينة العظيمة آنذاك بالنسبة لقرى منبج، ولكنها أخذته دون تأخير إلى هناك. ولما لم تُشفِ غليلَها المحبَّ للعلم ولتعليم ابنها دروسُ منبج، وهي المدينة الصغيرة التابعة لمدينة أعظم هي حلب، فإنها حملته وسافرت به إلى حلب وهو في الثالثة عشرة، فدرس العلوم الشرعية في مدرسة الشعبانية، وكانت الحاجة أم يوسف تعمل في الأرض بكل نشاط وهمة لتوفِّر نفقات دراسة ابنها الذي لم يخيب أمل والدته به، فأنهى دراسته فيها. ولما رأت فيه بوادر النبوغ أصرَّت على ذهابه إلى الحجاز لإتمام الدراسة حيث انتسب لجامعة محمد بن سعود في الرياض، ثم تخرج سنة 1963م، وعاد بعد ذلك إلى بلدته وتزوج بناء على رغبة أمه عام 1965. في عام 1966م رزق بمولود سمَّاه ضياء، ولم تكمل فرحته وفرحة أمه بحفيدها فاعتقل يوسف في نهاية 1966م بسبب انضمامه لحزب التحرير. انضمامه لحزب التحرير: يقول أبو ضياء: «انضم والدي (رحمه الله) والحاج مصطفى بكري (حفظه الله وأطال في عمره)، من بلدة كفرة-إعزاز-ريف حلب، أوائل الستينات لحزب التحرير حيث كانا أول من حمل الدعوة بفكر حزب التحرير في منطقة حلب». وأذكر هنا أن الحاج مصطفى بكري، أبو علي، كنا قد التقينا به وأجرينا معه مقابلة وأذعناها في مواقعنا. نشط أبو ضياء في الدعوة وذاع صيته لأن الفكر الذي اقتنع به أبى أن يبقى حبيساً في صدره، فكان شعلة بين أقرانه، وأصبح يُشار إليه بالبنان. وتابع انطلاقته في الدعوة حتى اعتقاله كما ذكرنا رغم كونه ضريراً عام 1966م، وأودع سجن الحسكة لمدة عامين. موهبته الشعرية: برز الحاج أبو ضياء في المجتمع المحيط به من خلال ماحباه الله من موهبة شعرية فذة أذهلت كل جلسائه، فحصل على شهرة في منطقته وصار شوكة في عيون النظام ذلك لأن كل أشعاره كانت سياسية فكرية لاذعة. ورغم سجنه القاسي وضنكه لبعده عن بيته وعائلته إلا أن والدته عانت ما عانته من هذا الأمر، فكانت تذهب من مدينتها إلى الحسكة رغم مشقة الطريق وصعوبة المواصلات لرؤية ابنها السجين، وكانت تحمل له نشرات حزب التحرير كي لا ينقطع عما يصدره الحزب، وكانت تُبدع في تهريب النشرات وكتب حزب التحرير تحت ثيابها تارة وبين أغراضها تارة أخرى، وكل همها أن تدخلها إليه في السجن كي يتابع الإصدارات. كان (رحمه الله) يكتب في سجنه القصائد المتتابعة والتي كانت طويلة بشكل لافت، فمثلاً قصيدته «قبس من حراء» كانت تعد 360 بيتاً نذكر منها: قبس من حراء أيُّ فجرٍ لاحَ في الأفقِ سَنِيّاً مشرقَ الطلعة بسّامَ المُحَيَّامزَّقتْ أنوارُه سحبَ الدُّجى وسَرَى في الكونِ هَدْياً أحمديَّاولد المختارُ يا أرضُ ارقُصي طرباً واستقبِلي الدَّهرَ فتيَّاإنه النورُ الذي أخرجَ منه رحمُ الظلماءِ إشراقاً بهيَّافاخمُدي يا نارُ لن تَلْقَيْ على عرشِك المعبودِ ربّاً كِسرويَّاشاهَ وجهُ الشرك ِلم يبقَ له موكبٌ يختالُ في الأرضِ عِتِيَّاوهوتْ تلك التماثيلُ التي شادَها الباغون تضليلاً وغيَّا كان ينظم القصيدة كاملة في ذهنه، وعندما تكتمل القصيدة يدونها على الأوراق في أسلوب قل نظيره بين الشعراء. يقول ابنه ضياء «لما خرج والدي من السجن… كان ينظم الشعر في البيت ثم يناديني قائلاً: أحضر الورق والقلم واسمع واكتب»، كنت أجلس ويملي علي القصيدة كاملة في نسق واحد وتسلسل عذب شيِّق وكأنه يقرأ من كتاب. استمر (رحمه الله) في نشاطه الحزبي والدعوي بعد خروجه من السجن بهمة وإصرار أقوى مما سبق، وكان بيته كأنه مركز للعلم والنقاش وحمل الدعوة الذي عُرف فيه في المنطقة كلها. وفي عام 1973 نظم قصيدة بعنوان «شهر العسل» يصف بها مهزلة حرب تشرين وزيارة وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر وعروسه نانسي التي تزوجها من جديد، ومما نظمه: شرِبَ المُدامةَ وانثنى نشوانَ مغرورَ الأماني واختال فوق الرِّيح في سباقة كالبرقِ جامحةِ العَنانِ وعروسُه الحسناءُ باسمةٌ تتيهُ بعنفوانِ والخصرُ ذو هيفٍ هلوكِ الذلِّ من يمناه داني والخنجرُ المسمومُ في يده كتابُ الأُفْعُوانِ لعبتْ به الصهباءُ عابثةً تعربدُ في الفؤادِ وفي الجَنانِ وتوقَّدَ الغليونُ في شفتيهِ ينفثُ باللهيبِ وبالدخانِ وحقائبُ الدولارِ مثقلةٌ فصاح النطقُ ساحرة البيانِ فجاء إليه أحد المعلمين بثياب صديق فكتب القصيدة وذهب بها إلى المخابرات يطلعهم عليها، فاعتقل على أثر ذلك في سجن الحلبوني بدمشق. ذهبت والدته الحاجة نزهة إلى دمشق وجلست أمام فرع المخابرات لرؤية ابنها فطُردت وضُربت وأُهينت ولكنها أصرت أن لاتغادر المكان حتى ترى ابنها، وتحملت مشقة السفر من منبج إلى دمشق كل 15 يوم لرؤية ابنها لمدة لاتتعدى نصف الساعة. وبعد سنة وثمانية أشهر أطلق سراحه فعاد إلى مزاولة حمل الدعوة ولم يثنه السجن عنها بل زاده إصراراً، وكذلك تابع نظم قصائده بنفس الوتيرة وربما أكثر شدة وقوة من أجل فضح طاغية سوريا. كان (رحمه الله) لاتقتصر قصائده على معاناة أهل الشام فقط، بل كان سباقاً لتناول كل قضايا الأمة الإسلامية في كل مكان، من الجزائر إلى تونس إلى مصر إلى اليمن إلى السعودية وحتى الشيشان والبوسنة والهرسك، ثم إلى محجبات فرنسا وكل قضايا المسلمين، نظمها قصائد بليغة في شعر عذب قل مثيله. وفي كل قصيدة من قصائده كان يحث الأمة على النهوض للتغيير وللعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، فكان هذا بارزاً في شعره رغم عدم وعي المجتمعات آنذاك على هذه الفكرة. فعانى ماعاناه في الثمانينات من ملاحقات واستجوابات الفروع الأمنية في تلك الحقبة، فكتب عن مجزرة حماة قصيدة بعنوان «حماة المجد». ومن أواخر قصائده العصماء قصيدة «أيها الشعب» يقول في مطلعها: أيُّها الشعبُ الذي نام على مرقَدِ الذلِّ ولم يعصِفْ بقيدِ كـيـفَ أصبحتَ مَقُوداً صاغــــِــراً تـخـفـِضُ الـرأسَ لـسـيـفِ الـمستبدِّ ورضـيـتَ الـعـيشَ هونــــــاً بعدما كـنـتَ تـحـيـا نـاعـمــاً مـنـه بـرغدِ أيُّ خـطـبٍ حلَّ حتــــــى أصبحتْ أمّـتـي فـي قـبـضـةِ الـخـصـمِ الألـَدِّ وسـرتَ خـلـفَ ســــــرابٍ زائـفٍ لا تـرى غـيـر سراب لـيس يجـدي تـقــــطّـع الـدرب بـــعـزمٍ واهـــنٍ فـي صحارى موحشات القـفر جرد كان رحمه الله شاعر حزب التحرير فلم يكن يقبل بينشر قصائده إلا في مجلة الوعي حصرياً متخفياً باسم «يوسف ابراهيم» لأسباب أمنية. وفي عام 2000م اعتقل لدى المخابرات الجوية في دمشق لمدة عشرين يوماً مع أخيه وابنه ضياء، ثم أطلق سراحه لوحده، وبعد خمسة أيام توفيت والدته الحاجة نزهة عن عمر يناهز ستة وثمانين عاماً، ومنع من الخطابة في مسجد البلدة؛ فكان عام حزن له ذلك أنه اجتمع له فقدُ أقرب الناس له، وبقاءُ ابنه وأخيه بعيداً عنه في السجن، ومنعُه من التواصل مع الأمة عبر الخطابة، وفرضُ الإقامة الجبرية عليه. توفي عام 2006م بعد أن ترك ثروة شعرية قلَّ مثيلُها وتعتبر بحق تأريخ سياسي لفترة مظلمة من حكم البعث وآل وحش. نُشر له ديوانان هما: الفجر الجديد، وقبس من حراء، تم نشرهما في بيروت من قبل حزب التحرير. وهناك دواوين مازالت في أشرطة الكاسيت وهي شهر العسل وهو ديوان كامل يتألف من 12 قصيدة كلها تحكي ظلم طاغية الشام وأبيه وعائلته، وقد تم إهداؤها إلى المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا، والذي سينشرها تباعاً إن شاء الله تعالى. وهناك أيضاً ديوان «تحت راية الخلافة»، وديوان «أصداء من نشيد الفاتحين»، وديوان «أصنام تحت فأس إبراهيم»، وهناك قصائد كثيرة مازالت في الأشرطة والأوراق تنتظر خروجها إلى النور. وكتب أبياتاً أوصى أن تكتب على شاهد قبره (رحمه الله)، يقول فيها: أنا لم أكنْ وحدي على درب الحياة ولن أسيرَ بلا مَتاعْ زادي ضياءُ الفجر يرشدُني السبيلَ فلا عِثارَ ولا ضَياعْ فإذا طغى موجُ العُبابِ مزمجِراً فعقيدتي أقوى شِراعْ فلأمَّتي خفقُ الضلوعِ وماتغنَّى الشعرُ أو خطَّ اليراعْ. رحم الله الحاجة نزهة التي سلكت بالمرحوم بإذن الله الشاعر يوسف طريق النور فكان شعلة سبق زمانه، وأورث حملة الدعوة مجموعة نادرة من القصائد السياسية هي خير شاهد على الصراع الفكري والكفاح السياسي ومقارعة الحكام التي قام ومازال يقوم بها حزب التحرير. وجزى الله عنا عائلة الشاعر التي استضافتنا وأكرمتنا في بيته، شقيقه وأولاده أحفاد الحاجة نزهة (رحمها الله) وخاصة محدثنا وجامع أشعار وتاريخ أبيه (رحمه الله)، الأخ الفاضل ضياء عبيد، أبو يوسف، جزاهم عنا خير جزاء. مجلة الوعيالعدد 318 - 319 - 320 - السنة الثامنة والعشرون رجب – شعبان – رمضان 1343هـ / أيار – حزيران – تموز 2013م
  11. يجوز للرجل أن يختلي بأخته من الرضاعة، كأخته من النسب، لقول الله في المحرمات: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ" [(23) سورة النساء]. ولقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب) رواه الترمذي وقال عنه صحيح، ولما ورد في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة أنها قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَقُلْتُ لَا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْذَنِي عَمُّكِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ فَقَالَ ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ، قَالَ عُرْوَةُ : فَلِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : "حَرِّمُوا مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا تُحَرِّمُونَ مِنْ النَّسَب" .
  12. بسم الله الرحمن الرحيم جوابا على سؤال هل يصح لزوج الابنة ان يرى من حماته ما يراه من امه حتى وان كانت تصغره سنا؟ الجواب : قال الله سبحانه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)، في هذه الآية من سورة النور، بيان للمحرمات حرمة مؤبدة (المحرمات بالنسب - المحرمات بالرضاعة - المحرمات بالمصاهرة) . والرجل يجوز له أن ينظر من محارمه الشعر، والرقبة، ومكان الخلخال، ومكان الدُمْلُج (سوار عريض يحيط بالعضد)، وغير ذلك من الأعضاء التي يصدق عليها أنها محل زينة، لقول الله سبحانه : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)، جاء الاقتصار في هذه الآية على بعض المحارم الذين تكثر مزاولتهم بيت المرأة، فالتعداد جرى على الغالب، وذكر الله لبعض المحارم للتنبيه على الباقي، من باب ذكر البعض للتنبيه على الجملة، وإلى هذا الجمع بين الآيتين، أشار الفخر الرازي في كتابه التفسير الكبير؛ فالآية الثانية سكتت عن العم والخال، وعن أم الزوجة، وعن المحرمات من الرضاع، ليس لمخالفة حكمهن حكم بقية المحارم، ولكنه اقتصار على الذين تكثر مزاولتهم بيت المرأة، فالتعداد جرى مجرى الغالب، وكذلك الآية ليس فيها مفهوم مخالفة معمول به، أي لا يستدل بها على أن الذي لم يذكر من المحرمات في الآية، يحرم النظر إلى مكان الزينة منهن، ومع أن العم من الرضاعة لم يذكر في الآية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن له في الدخول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ففي الصحيحين أنها قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَقُلْتُ لَا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْذَنِي عَمُّكِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ فَقَالَ ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ، قَالَ عُرْوَةُ : فَلِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : "حَرِّمُوا مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا تُحَرِّمُونَ مِنْ النَّسَب" . وعليه يجوز النظر إلى مكان الزينة من المحرمات حرمة مؤبدة بالنسب والرضاعة والمصاهرة (أم الزوجة وإن علت، وبنت الزوجة وإن سفلت)؛ الشعر مكان التاج، والرقبة مكان العقد، والساق مكان الخلخال، والعضد مكان الدُمْلُج، وغير ذلك من الأعضاء التي يصدق عليها أنها محل زينة . محمد صالح (أبو أسامة)
  13. قال الله سبحانه : (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) البقرة 9 ، فرض الله على الأمة الوعي السياسي على الأحداث التي تعصف بها ؛ أفرادا وجماعات وحكام ، فالواجب على المسلم أن ينظر إلى مايجري ، نظرة تسبر كل ما يحدث حوله وما يتعلق به من زاوية خاصة حتى لا يخدع . فقوله تعالى : (وما يخدعون إلا أنفسهم) ، جاء تعقيبا على مخادعة المنافقين للمؤمنين، ، في منطوقه خبرا ، أنه يستحيل أن يخدع المسلمون من خادع يخدعهم ، ولدلالة الاقتضاء في اللغة العربية ، يفهم الخبر الوارد في منطوق الكلام ، في صيغة الطلب إذا اقتضى ضرورة صدق المتكلم ، وهي هنا كذلك ، فإن الخبر الوارد في قوله تعالى : (وما يخدعون إلا أنفسهم) جاء تعقيبا على مخادعة المنافقين للمؤمنين وهو في معنى الطلب ، أي ﻻ تمكنوا المنافقين من أن يخدعوكم أيها المؤمنون ، بل كونوا على درجة من الوعي والفطنة والحنكة ، بحيث ترتد مخادعتهم على أنفسهم .. ودﻻلة الاقتضاء لضرورة صدق المتكلم ، معروفة مشهورة في مباحث علم الأصول ، كقوله تعالى : (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) النساء 141 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة " رواه البخاري في صحيحه عن أبي بكرة .
  14. عاشق الشمس يوسف عبيد (إبراهيم) تقول الأسطورة اليونانية: إن الخلد عشق الشمس وطلب وصالها ، فقالت: إنها أضاعت عقدها في تراب الأرض ، فإذا وجده فهي له ، ومن حينها والخلد يحفر الأنفاق في الأرض ، باحثاً عن العقد ، وقد فقد بصره ، وهو ينظر إلى حبيبته ، موعداً إياها بإيجاد العقد ، ليحظى بوصالها . عـشـق الـشمس ضحىً لما رآها تـهـتـدي الـدنـيا وتحيا بضياها شـفـه الـوجـد وأضـناه الهوى وسـبـاه الـحـسن من نور سناها طـلـعـة تـاهت على الكون بما أنـعـم الله عـلـيـهـا وحـباها نـهـضـت مـن نـومها ناعسة غـضـة الألـحـاظ كالورد رداها والـجـبـيـن الـسـمح قد زينه مـن لـجين النور تاج في ضحاها فهي (بلقيس) على العرش استوت وقـديـمـاً ظـنـهـا الـناس إلها والـحـبـيب الوامق الصب على أرضـه يـرنـو إلى عرش علاها ود أن يـرق إلـيـهـا لـو غـدا ذرة تـصـهـر فـي حـر لظاها يـرجـع الـطـرف حسيراً كلما رجـع الـطـرف إلـيها في سماها كـم تـغـنـى بـهـواهـا والهاً وشـكـا مـا كـان يلقى من هواها فـإذا مـا غـاب عـن نـاظـره ضـوء عـيـنـيها وأغفت مقلتاها يـسـهـر الـليل إلى الفجر عسى يـشـرق النور وتصحو من كراها قـال يـومـاً يا ملاك الحسن هل لـفـتـة تـوقظ في النفس مناها ؟ أنـا مـن ردد ألـحـان الـهوى بـالـتـي لا يـسـعد القلب سواها عـشـت في الأرض وأبناء الثرى لـخـسـيس الحب يحنون الجباها أمـقـت الـحـب تراباً ليس في جـسـمـه روح مـن الله بـراها مـسـرح الـشوق ومجلى ناظري فـي سـمـاء أعـجز الظن مداها أعـشـق الـنـور وفـي آفـاقها نـبـعـه مـذ خـالق الكون بناها يـا ذكـاء الـفـلـك الأعلى ومن لـجـمـيع الخلق قد فاض عطاها إنـنـي أشـقـى ومـن ذات البها بـسـمـة تـمحو عن النفس شقاها قـالـت الـحـسـنـاء قولاً ظنه هـمـس وحـي أرسـلـته شفتاها ضـاع عـقدي فهوى في أرضكم وهـوى الـقـلـب مع العقد وتاها رد لـي عـقـدي وقـلـبي تلقني خـيـر مـن مدت إلى الحب يداها فـمـضـى الـخـلـد وفي خافقه أمـل يـشـحـذ في النفس مضاها يـحـفـر الأرض كـسـهـم نافذ فـي حـنـاياها ويمضي في حشاها غـاص فـي الـتـرب فما روعه ظـلـمـة يـذهـب بـاللب دجاها وسـعـى فـوق ثـراهـا ضارباً مـسـتـهـامـاً باحثاً تحت ثراها نــفـق مـن نـفـق يـبـدؤه مـبـتـدي غـايـتـه من منتهاها ربـة الـحـسـن عـزيز مهرها يـرخـص العمر على درب خطاها يـفـتـديـهـا بـصـفـا أيامه ويـود الـدهـر لـو ظـل فـداها ويـمـنـي الـنـفس بالحلم الذي يـدفـع الـنـفس إلى مهوى رداها وصـدى هـمـسـتـهـا في أذنه فـهـو لا يهوى سوى هم صداها فـعـشـت عيناه من طول السرى فـي الـسراديب فأضحى لا يراها وهـو مـاض مـخـلص في حبه عـلـه يـهـدي لـها أغلى حلاها ويـرد الـعـقـد لـلـصدر الذي لا يـدانـى فـي سـمو أو يُضاها ويـرى الـنـور فـيـهفو صاعداً نـحـو ذات الـحـسن شوقاً للقاها
×
×
  • اضف...