اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أحمد فؤاد

الأعضاء
  • Posts

    1
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    1

أحمد فؤاد last won the day on April 3 2019

أحمد فؤاد had the most liked content!

أحمد فؤاد's Achievements

  1. السلام عليكم : هذا موضوع للشهرية، أريد منكم كيف ستكون طبيعة الأسئلة وبارك الله فيكم مفهوم التثبت والتبين وأهميته في حمل الدعوة وفي حياة المسلمين إن حامل الدعوة وهو في طريق حمله لدعوته وإفهام الناس فكرته لتصبح فكرتهم هو أحوج ما يكون لإيجاد الثقة بالفكرة وحامليها، لأن الناس لا يحملون فكرة لا يثقون بها ولا بأصحابها فالثقة في الدعوة وحملتها تأتي من أمور منها: صحة الأدلة ودقة الأخبار أي من تكرار التعامل مع الحقائق، ولذلك فإن من كان حريصاً على الحصول على الثقة به وبفكره فإن عليه أن يداوم على تناول الحقائق، وهو ما يمكن أن نعبر عنه بالصدق الذي كان صفة من لوازم صفات الأنبياء والرسل. وحامل الدعوة بالصراع الفكري وبالكفاح السياسي يعتمد على طرح الأمور بأدلتها وشواهدها ولذلك فإنه يعتمد بشكل أساسي على أمرين: أولاً على النصوص الشرعية في طرح فكرته الإسلامية وثانيًا: على الأخبار المختلفة في وصف الواقع لينطلق منها في تحليل الحوادث وبناء المواقف، ولذلك كانت مادته وخبزه اليومي في حمل دعوته هي النصوص والأخبار، وكانت صحة فكرته مرتبطة بصحة النص وسلامة الخبر، ولأن قوة الفكرة إنما هي بقوة شواهدها، فإنه كان من الواجب أن يعتنى أيما عناية بصحة النصوص والأخبار التي نتناولها أخذا واستدلالاً وتحليلاً ونشراً وترويجيا. من هنا تأتي أهمية طرح موضوعنا الذي نحن بصدد الحديث عنه ألا وهو ( مفهوم التثبت والتبين) فالتبين هو: (العلم الحاصل بعد الالتباس والغموض) يقال: تبين في الأمر والرأي: أي تثبت وتأنى فيه، ولم يعجل. والتثبت هو التحري والتأكد من صحة الخبر قبل قبوله أو نشره، ومنه قوله تعالى {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوا } وفي قراءة (فتثبتوا) فالمراد بالتبين والتثبت: التأني والتريث والبحث عن صحة الخبر، وعدم العجلة في نقله أو بناء الحكم عليه قبل تيقن صحته. والتثبت لازم من لوازم حياة المسلمين وهو لازم من لوازم الشرع أيضا، فالقرآن الكريم لم تثبت آياته في القرآن ولم تجمع في صحيفة واحدة إلا بعد التثبت منها، والسنة المطهرة لم يجمعها أصحاب السنن إلى بعد التثبت منها والتأكد من روايتها وفق ضوابط وضعوها لأخذ الحديث على أساسها، ولذلك وجدنا ما يسمى علم الجرح والتعديل وهو من أهم الركائز التي على أساسها تم أخذ الروايات. والذين تهانوا في مسألة التثبت في نقل الرواية نجدهم في قدر رووْا لنا قصصا وأخباراً تشمئز النفوس عند قراءتها خاصة منها ما هو متعلق بالروايات التاريخية التي لم تُنقل لنا على طريقة الرواية المبنية على التثبت والتبين، لذلك نجد التاريخ الإسلامي محشواً بالكثير من الروايات التي تشوه حياة المسلمين ورموزهم المعتبرين. والتثبت لازم من لوازم العلاقة بين المسلمين، فكم من الأخبار تتناقل عبر الشبكة العنكبوتية مما لا أصل له، ولا سند يصححه أو يقويه كالروايات المروية عن رسول الله وهي روايات مكذوبة، أو الصور ومقاطع الفيديو المفبركة والمدبلجة، حيث يقوم البعض بدبلجة صورة أو بنشر مقطع فيديو وإلصاق خبر به مع أنه لا علاقة بين هذا وذاك. والتثبت لازم من لوازم السياسة، سواء أكانت السياسة داخلية التي يمارسها الخليفة في رعايته لشؤون الأمة أم كانت سياسة خارجية متعلقة بالسلم أو بالحرب. ففي السياسة الداخلية لابد أن يتبين الخليفة قبل تطبيق الحدود وإلا فدرؤها بالشبهات أولى. عن أبي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا ، فَذَهَبُوا بِهَا لِيَرْجُمُوهَا ، فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالُوا : زَنَتْ فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا ، فَانْتَزَعَهَا عَلِيٌّ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَرَدَّهُمْ ، فَرَجَعُوا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا رَدَّكُمْ ؟ قَالُوا رَدَّنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا عَلِيٌّ إِلَّا لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَجَاءَ وَهُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ رَدَدْتَ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنَّ هَذِهِ مُبْتَلَاةُ بَنِي فُلَانٍ ، فَلَعَلَّهُ أَتَاهَا وَهُوَ بِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : وَأَنَا لَا أَدْرِي ، فَلَمْ يَرْجُمْهَا. المحدث: أحمد شاكر/ المصدر: مسند أحمد الصفحة 2/335 ولا بد في السياسة الداخلية من التبين قبل الحكم على أي تنظيم داخلي يعمل على هدم الكيان الإسلامي ( الدولة) وتقويضه، حتى لا يُظلم أحداً من غير بينة. والتبين لازم من لوازم السياسة الخارجية حتى يقرر الخليفة حالة السلم وحالة الحرب. قال سبحانه: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَتَبَیَّنُوا۟ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَیۡكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِیرَةࣱۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا} والتثبت لازم أيضا في الحياة الحزبية للكتلة حتى تبقى الكتلة نقية من كل شائبة ومعافاة من كل دخيل، فلا تكتفي الكتلة وأجهزتها الإدارية بورود خبر ما عن أحد أفرادها، بل لابد من التثبت، ولا تكتفي الكتلة بسماع خبر ما لتعلق عليه تعليقاً سياسياً أو لتقرر في شأنه عملا ما قبل أن تتثبت من صحة الخبر وغلبة الظن فيه، كي لا تقع في شَرك ما ربما نصب لها لتقع فيه، ولذلك تميز حزب التحرير بأنه سابق للأحداث وأنه غالبا ما تصيب توقعاته وتتحقق تحليلاته وهذا الأمر من شأنه أن يجعل الأمة تثق به وتنظر إليه أن الرائد الذي لا يكذب أهله. فالتثبت أمر لازم وضروري لحياة المسلمين وهو زيادة على ذلك مطلوب شرعا وقد ورد في شأنه الكثير من النصوص الشرعية. منها قوله تعالى{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ} وقوله تعالى { وَإِذَا جَاۤءَهُمۡ أَمۡرࣱ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُوا۟ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُۥمِنۡهُمۡ} وفي حادثة الإفك قال سبحانه{إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَیۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمࣱ} فالتثبت من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش. فقد ورد أن أبا أيوب الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة، رضي الله عنها؟ قال : نعم، وذلك الكذب، أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منكِ. أخرجه ابن جرير في تفسيره جامع البيان 18/77 وابن كثير كذلك، ولكن سند الرواية في ضعف وأما معناها فله شواهد فعلى هذا يؤخذ بها. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: " التأني من الله، والعجلة من الشيطان" أخرجه البيهقي وحسنه الألباني (التأني من الله) أي التثبت في الأمور مما يحبه الله ويأمر به، لما فيه من وقاية للعبد من الزلل والخطأ. (والعجلة من الشيطان) أي من إغوائه ووساوسه، قال ابن القيم رحمه الله: (إنما كانت العجلة من الشيطان لأنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت). فلابد من التثبت والتبين فيما يروج من أخبار وإشاعات، فالعاقل لا يعتمد على نُقول الناس وأقوالهم، فإن تناقل القول بين الناس ليس دليلاً على صحته.. وحسن الظن بالناس هو الأصل الذي لا ينبغي العدول عنه إلا بمثله من اليقين، أما بمجرد أقوالٍ تُقال وتذاع لا يُدرى من أي رأس خرجت، ولا على أي أرض درجت، فجريمة يُسأل صاحبها عنها، مفضية إلى الندامة في الدنيا قبل الآخرة. فكم من أسر تشتت شملها بسبب وشايات وشائعات وأكاذيب، فرقت بين المرء وزوجه، فانهدم بنيان الأسرة ووقع الطلاق، ووقع الهجر والقطيعة بين الأقارب بسبب وشايات وأباطيل تنقل بين الأقارب والأحباب، ولا علاج لمثل هذه الأزمات إلا بالتبين والتثبت والإعراض عن النمامين والكذابين، لذلك أمر الإسلام بحفظ اللسان، وحرم القذف والإفك، وتوعد محبي رواج الشائعات بالعذاب الأليم: فقال سبحانه{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} من هنا يجب أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم، وأن يطلب الدليل قبل تصديق التهم والإشاعات، وأن لا يحدث بكل ما سمع، وأن يرد الأمر إلى أولي الأمر والعلم، وإلا فالعاقبة يوم القيامة وخيمة. {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} فاللبيب لا يتكلم إلا بعد التثبت والتبين، ومن حدّث بكل ما سمع فقد أزرى رأيه، وأفسد صدقه، قال قتادة بن دهامة رحمه الله: "قد رأينا والله أقواماً يُسرعون إلى الفتن، وينزعون فيها، وأمسك أقوام عما ذلك هيبة لله، ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها، وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وايم الله! لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت، لعقل فيها جيل من الناس كثير". إن من أخطر ما يمكن أن يقع فيه المسلمون وحملة الدعوة منهم وهو فخاخ الأخبار الكاذبة التي ينصبها لهم إعلام الأنظمة من خلال نشرهم أخباراً تشد الأنظار وتدفع الناس لترويجها قبل التثبت منها، والهدف منها هو أولاً الطعن فيما نُشر الخبر حوله، ثم وبعد تبين كذب الخبر، الطعنُ فيمن نقله - خاصة- إن كان الناقل دون التثبت والتبين هم حملة الدعوة، وقد حصل هذا كثيراً في أخبار الثورة السورية وأخبار المسلمين في بورما، وكم عانينا نحن من مثل هذه الأخبار والتي أراد من خلالها الطعن في حزب التحرير. إننا نقول هذا الكلام عن موضوع (التبين والتثبت) وقد صار فضاء الأنترنت وما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي يحتل مكاناً مميزاً في الإعلام والنشر والتواصل والتفاعل، حتى صار إعلاماً بديلاً عن الإعلام الأصلي والرسمي والتقليدي، وإنه وإن حقق هذا الإعلام الجديد تجاوزاً لقيود الإعلام التقليدي المُضَلل والمُسَيطر عليه من قبل الأنظمة، فإنه كذلك بالمقابل بات هو نفسه ساحة واسعة من التضليل والتدليس والكذب، وقد كثر في هذه الوسائل الكذب والحشو كما كثر فيها الصدق والنفع. ومن هنا كان لابد لحملة الدعوة خلال تناول وتداول وترويج الأفكار والأحداث والأخبار والنصوص بل وحتى الصور والمقاطع، أن يأخذوا دوما في اعتباراتهم خطوطاً عريضة نجملها فيما يلي: 1. إننا كحملة دعوة كما أننا نعبد الله بحملنا للدعوة، كذلك يجب أن ندرك أننا نعبده في صدقنا وتثبتنا حين ننقل الأخبار. 2. يجب أن نحرص دائماً على توثيق الأخبار سواء عند نشرها أو عند تلقيها فلا نسلم بأي خبر حتى نرده إلى مراجعه، ولا نسلم بأي حديث أو أثر أو قصة إلا بعد التدقيق والتمحيص. 3. يجب الحذر من التدليس المقصود وخاصة ما يتعلق بالفخاخ السياسية التي يرسمها أعداؤنا لنا، فلنحمصها جيدا. 4. وأخيرا يجب أن ندرك أنه ليس كل أمر وكل خبر يحسن أن يبادر فيه بسرعة إلى النشر والنقد والتحليل بل قد تكون الحكمة في التريث في نشره، وكذلك يجب أن نكون قوامين لله شهداء بالقسط فلا يدفعنا كرهنا لفلان أو علان أن نكذب الخبر لأنه يصب مصلحته، بل يجب أن نكون صادقين دائما في شهادتنا وهذا يحتاج منا إلى التثبت والتوثيق دائما. نسأل الله أن يعيننا على أمرنا كله وأن يرزقنا السداد والرشاد إنه سميع كريم والحمد لله رب العالمين.
×
×
  • اضف...