اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

يوسف الساريسي

الأعضاء
  • Posts

    251
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    29

كل منشورات العضو يوسف الساريسي

  1. السلام عليكم ورحمة الله قبل الولوج للاجابة على سؤال العضو بهاء بالتفصيل، أود أن اقول بأن هناك اشكالية في هذا السؤال، فهو سؤال مفخخ يراد منه ايقاع المجيب في تناقضات تؤدي إلى وجود تشكيك في العقيدة. فالسؤال فيه مغالطة فإذا قلنا بأن الله محتاج لعبادتنا فهذا يؤدي إلى اثبات النقص في صفات الله، لأن الحاجة والاحتياج يعتبر نقصا، وإذا اجبنا بأن الله ليس في حاجة لعبادتنا، فهذا يعني اثبات أن خلق الله للإنسان وأمره بعبادته ليس له غاية حقيقية وهذا يقتضي العبثية في أفعال الله، وهذا مراد الملاحدة واللأدريين. إذن فكلا الجوابين للسؤال يؤدي بنا إلى الوقوع في الغلط!! ومكمن الغلط آتٍ من محاولة الربط بين الغاية والإرادة مع الحاجة لرب العالمين ومحاولة لقياس الخالق على الإنسان، حيث أن من مستلزمات المخلوقات بطبيعتها أن الغايات تربط دائما بالحاجات، فإذا انتفت الحاجة عند المخلوق انتفت الغاية واصبح الفعل عبثيا، والسؤال الذي يوجه لهم هل يصح ربط إرادة الله بحاجة لديه؟ ونحن نجيبهم بأن ارادة الله ليست متعلقة بحاجته إلى ذلك الأمر كما يحصل عند الإنسان، بل إن ارادة الله ومشيئته تدل على الغاية وتنفي العبثية، دون لزوم أن يكون هناك ربط حتمي بين الارادة ودافعها بأنها الحاجة عند الرب سبحانه وتعالى عما يقولون، لذلك فارادة الله لها غاية وليس وراءها دافع الحاجة. يقول الله تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)) المؤمنون وهذه سقطة وغلطة اردنا تفنيدها رفعا لمحاولة البعض لاثبات التناقض في الإسلام، وقمنا من خلالها بتوضيح المنطق الغلط الذي يقيس افعال الله على افعال الإنسان، فالبحث في صفات الله وأفعاله بحاجة إلى انتباه لئلا نقع في الغلط من حيث لا ندري باستخدام المنطق الإنساني المتعلق بأفعاله ثم نقيس افعال الله سبحانه عليها ، فكان لا بد من الانتباه للفخ والمغالطة. مع تحياتي يتبع بمشيئة الله
  2. لماذا خلقنا الله ؟ قد يجيب البعض بأن الله خلقنا لعبادته ودليل ذلك قوله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدون ) الذاريات/ 56) ولكن هل الآية تدل على هذا الجواب؟ الصحيح أن الآية لا تجيب عن سؤال لماذا خلقنا الله وإنما تشير إلى وظيفة الإنسان في الحياة الدنيا بعد أن خلقه الله و تجيب الآية عن الهدف والغاية من خلقه قبل ان يوجد . والذي يسأل هذا السؤال قد يقصد أن يقول أنه عندما كان الكون والإنسان عدما فما هي الحكمة (الغاية) الربانية من خلقه؟ وقد يقصد أن يقول إن الإنسان موجود الآن فلماذا؟ أي أن السائل يسأن عن وظيفة الإنسان بعد أن خلقه الله تعالى، والسؤال بالمعنى الثاني اجابت عنه الآية ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدون ) فهي تحدد وظيفة الإنسان بعد خلقه ولا تتحدث عن الغاية الربانية من خلقه. ولا يصلح سؤال البعض "وهل يحتاج الله لعبادتنا؟" بل نحن الذين بحاجة إلى عبادته، لأن عبادته –بمعنى الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والحج- تشبع لدينا غريزة التقديس اشباعا صحيحا، فهذه العبادة توجد في النفس الطمأنينة والارتياح لأن عدم اشباع الغريزة يؤدي إلى القلق والاضطراب، وأما العبادة بمعناها الواسع أي بمعنى طاعة أوامر الله واجتناب نواهيه في كل أمور حياتنا فإن الانضباط بالشريعة الربانية تحقق مصالحنا لأن الله اعلم بمن خلق وهو بالضرورة يجب أن يكون النظام الأفضل والأتم والأكمل للإنسان، فالعبادة بهذا المعنى الواسع هي لمصلحتنا فهي تؤدي إلى صلاح الدنيا وتؤدي لصلاح الآخرة إذن لماذا خلقنا الله؟ مع تحياتي يتبع بمشيئة الله
  3. السلام عليكم بعد حل العقدة الكبرى عند الإنسان بشكلها الصحيح المقنع للعقل والموافق للفطرة من خلال عقيدة الإسلام يمكن الانتقال لحل باقي العقد التي هي أصغر من هذه العقد أو تتفرع عنها. فمثلا السؤال عن موضوع عدل الله باعتبار العدل هو صفة من صفات الله متفرع عن الايمان به والايمان بصفاته، فنحن نؤمن بأن الله تعالى يتصف بصفات الكمال والجلال، ولا يوجد فيها صفات نقص أو عجز، لأن صفات النقص تتناقض مع أدلة اثبات وجود ذاته ومع صفاته، والتناقض باطل لا يقبله العقل، فإذا اثبتنا أن الله قادر مستطيع لا يمكن أن نثبت له صفة العجز في نفس الوقت، فإما أن يكون عاجزا وإما أن يكون قادرا ولا يمكن أن تجتمع الصفتان في نفس الذات، ولذلك فالله جل وعلا قادر مستطيع غير عاجز، وهو أيضا له صفات الكمال ولا يجوز في حقه تعالى أية صفة من النقصان. وصفة العدل -التي ذكرها السيد بهاء في اسئلته أعلاه- ليست من صفات الله التي يدركها العقل ويبحثها من مثل صفات القدرة والوحدانية والأزلية وعدم الاحتياج ... الخ، لأن صفة العدل هذه ليست صفة تقع تحت الحس وتخضع للتفكير، فصفة العدل مثل صفات السمع والبصر والحياة والرحمة ...الخ لا يجوز اخضاع هذه الصفة (العدل) للبحث والتفكير والقياس العقلي، لأنها وأمثالها صفات توقيفية علينا أن نؤمن بها كما اثبتها الله لنفسه دون محاولات لتكييفها أو تؤيلها أو تحويرها لتوافق هوى الانسان وعقله. ذلك أن عقله محدود وقاصر ولا يستطيع الإحاطة بذات الله وصفاته لأن الله أزلي غير محدود وهو فوق العقل والادراك. وبما أن واقع العدل في الأفعال أمر غير محسوس لذك فهو مختلف فيه بين الناس، فما يراه البعض عدلا يراه آخرون ظلما، وما يراه البعض ظلما يراه آخرون عدلا، نظرا لاختلاف نظرتهم لمقياس الأفعال عن كل طرف منهم، فالمسلم يرى أن قطع يد السارق عدلا ويراه آخرون عقوبة شديدة وظالمة وأن الأولى سجنه أو تغريمه، وقد يرى آخرون بأن السارق مجني عليه من المجتمع فهو في نظرهم غير مجرم. ولا داعي لأن نذكر هنا قصة اختلاف الفلاسفة في تعريف ومعنى العدل، فافلاطون وارسطو تناقشا ورد كل منهما على الآخر في تعريفه للعدل، وقد ثبت لهما ولغيرهما من الفلاسفة نقصان كل التعاريف! وأنت كإنسان تتغير نظرتك للعدل، مع الزمن فما تراه اليوم عدلا قد تتغير نظرتك اليه عند توسع افكارك ومعلوماتك ويصبح ظلما وقد يحصل العكس، فحقيقة العدل المطلق لا يعلمه الا الله، لذلك فمرجعية العدل هي خاصة بالله وحده ولا يعلم حقيقة العدل الا الله, فالعدل عند المسلمين هو ما وافق شريعة الله أي وافق الحكم الشرعي المتعلق بأفعال الانسان، لذلك يجب علينا التسليم بهذا المعنى العدل لأن هذا من مقتضيات كوننا مسلمين، وهو من لوازم معنى الإسلام لأن الإسلام هو الاستسلام والخضوع لله وتسليم امورنا اليه. لذلك فقولك من ناحية بحث بأن الأمر عدل أو ليس عدلا هو حكم قاصر ولا يصح الحكم على الأمور من مقياس العدل، لأن مقياس العدل الصحيح لدينا هو ما وافق الشرع لا غير، فإن وافق شرع الله فهو عدل وإن خالفه فهو ظلم. مع تحياتي يتبع بمشيئة الله
  4. السلام عليكم لنعد الآن لطبيعة الأسئلة التي طرحت من قبل السيد بهاء، هل هي فعلا أسئلة فطرية طبيعية يسألها كل إنسان؟ أم أن هنالك أسئلة أولى منها وأهم منها، يجب أن تسأل ومن الطبيعي والفطري والضروري أن يطرحها كل عاقل ومفكر؟ فهل سؤال "لماذا خلق الله الإنسان"؟ هو بداية ما يجب أن يسأل! وهل السؤال عن عدل الله حين خلق هو فعلا السؤال الطبيعي؟ وهل السؤال عن حاجة الله إلى الخلق؟ هو سؤال فطري. ولا بد من تلقي اجابات لهذه الأسئلة أولاً؟؟؟ أرى أن هذه الأسئلة هي أسئلة مفتعلة وهي ليست طبيعية ولا فطرية، وليست هي الأسئلة الصحيحة التي يجب أن تسأل ويبدأ بها!! لماذا هي ليست بالأسئلة الصحيحة والطبيعية؟ لأن الأسئلة التي يسألها البشر في العادة هي أسئلة أهم وأولى من هذه الأسئلة، وهي تلك الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى عند الإنسان وبحاجة إلى اجابات عنها، واجاباتها تحدد توجه الإنسان الفكري وتحدد مصيره وغاياته واولوياته وتحدد اعتقاداته، وينبني عليه سلوكه ونظام حياته وتصرفاته. فما هي الأسئلة الطبيعية والضرورية التي يسألها عقل الإنسان؟ والتي لا بد منها ولا بد من اجابات عليها وهي التي تشكل العقدة الكبرى لديه؟ كل عقل وفكر سوي لا بد أن يسأل الآسئلة الكبرى التالية وهي: · من أين أتى؟ أي من هو أصل الإنسان؟ · إلى أين سيذهب؟ أي ما هو مصير الإنسان بعد الموت · ولماذا؟ أي ما هي الغاية من وجوده في الحياة الدنيا؟ وهناك أسئلة تتعلق بهذه الأسئلة ولكنها تشكل عقدا صغرى، تحل تلقائيا مع وجود اجابات صحيحة عن هذه الأسئلة الكبرى. وفي الحقيقة كل الأديان العقائد والمبادئ تعطي اجابات محددة لهذه الأسئلة، واختلاف الاجابات عن هذه الأسئلة هي التي تجعل الاجابات والأفكار التي احتوتها عقيدة مختلفة عن باقي العقائد. فكل دين وكل عقيدة وكل مبدأ له فلسفة معينة في اجابات هذه الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى للإنسان. لذلك عليك أولاً الإجابة عن هذه الأسئلة الكبرى التي تشكل عقدة اساسية لا بد من حلها، وحلها يكون باعطاء اجابات صحيحة مقنعة للعقل وموافقة للفطرة تؤدي إلى الطمأنينة الدائمة أي السعادة عند الانسان وهذا هو معنى قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" لأن اجابات الإسلام عن العقدة الكبرى هي اجابات صحيحة تشفي ما في الصدر والقلب من شك وريبة وانزعاج وتوصل إلى الطمأنينة والسكينة. وقد اجاب الإسلام عن هذه الأسئلة بأن قال بأن جواب السؤال الأول هو أن أصل الانسان انه مخلوق لله خالقه وربه، فالله خلق الكون والحياة والإنسان فتكون العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة الخلق والربوبية وأن هل الله هو مسبب جميع الأسباب. أما السؤال الثاني فقد اجابه الإسلام بأن قرر أن الموت ليس نهاية الانسان بل هناك حياة أخرى بعد الموت، وأن فيها محاسبة على أعمال الإنسان في الحياة، فإما أن يدخل الجنة وإما أن يكون مصيره النار والسؤال الثالث اجابه الإسلام وقرر بأن الغاية من خلق الإنسان هي اعمار الأرض بأن يكون خليفة فيها يطبق شريعة الله وأن يكون عبدا لله أي طائعا له في كل شؤون حياته، وقد قرر الإسلام بأن الله سخر له ما في السموات والأرض واعطاه حرية الارادة والاختيار ليقوم بهذه المهات، وأنه إذا نجح في هذا الامتحان فسيكون مصيره الجنة، وأنه إذا فشل وكفر فسيكون مصيره النار والعياذ بالله. هذه الاجابات هي باختصار تشكل عقيدة الإسلام وفكرته الكلية عن الكون والانسان والحياة، والتي بدون الايمان العقلي بها لا يدخل الانسان الاسلام ولا يكون مؤمنا، وهي معنى الشهادتين "اشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله" والشهادة تقتضي وجود الدليل والشاهد على الموضوع، ولذلك لا يقبل ايمان المؤمن الا بالشهادة بأن الله حق وأن الرسول حق وأن القرآن كتاب الله حق وأن الآخرة حق وأن الجنة والنار حق وأن الانسان مستخلف في هذه الأرض لعمارتها وعبادة الله فيها. ولذلك لا يصير المؤمن مؤمنا الا بوجود الدليل العقلي لديه عن هذه الأمور والأفكار حتى تصلح شهادته وتكون شهادة حق. يتبع بمشيئة الله
  5. حضرة السيد بهاء الاسئلة التي طرحتها من قبيل: هل هذا السؤال أو الأسئلة تقع في عالم الشهادة، أم هي أسئلة عن عالم الغيب؟ انظر إلى صيغة السؤال لماذا يخلق الله الإنسان؟ لماذا يخلق الله أرضا و و ؟؟ إذا سؤالك هو ليس موجها للمخلوقات بل هو موجه للخالق، أي إلى الله جل وعلا، ولأجل الحصول على إجابة عليك أن تتواصل مع الخالق لتحصل على إجابة منه! ولكن هل يمكنك أن تتواصل مع الله وهو غيب؟ بمعنى أن ذاته وصفاته لا تقع تحت الحس، وبذلك نعود إلى ضوابط التفكير التي هي شروط لصحته وهي أن ما لا يقع عليه الحس لا يمكن التفكير فيه، وبالتالي لا يمكن الحكم على ذات الله وصفاته، فتكون الاسئلة التي سألتها معلقة ولا اجابات عليها، إلا إذا تلقيت اجاباتها من الله، فحينئذ يمكنك التفكير بها عقلا والرضى بها أو السخط منها بمعنى أن تؤمن أو تكفر بها! وما دمت سميت نفسك بأنك ملتزم جديد بمعنى أنك مسلم مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه القرآن الكريم، فيجب عليك تلقي ما جاء في القرآن الكريم الذي هو كلام الله ورسالته للبشر، وكذلك تلقي ما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالرضى والقبول، والا خرجت من الإسلام. والقرآن وحديث الرسول عليه السلام فيه شفاء لما في الصدور والقلوب، أي فيهما الاجابات عن كل الاشكاليات والاسئلة التي يحتاج الإنسان للاجابة عليها ليطمئن قلبه ويسعد في دار الدنيا والآخرة. وعليه يجب عليك كمؤمن دراسة القرآن والحديث للبحث عن اجابات عن جميع الأسئلة التي هي من جنس المغيبات التي لا يقع الحس عليها، وما وجدت فيهما من اجابات يجب أن يطمئن اليها قبلك ويشفى ما في صدرك من ضيق وحرج بسبب ضغط الأسئلة التي تشكل لديك عقدة وعقد بحاجة إلى حلول. يتبع بمشيئة الله
  6. السلام عليكم حضرة السيد بهاء ايها الملتزم الجديد كما وصفت نفسك ارجو منك التفاعل مع الاجابات والمداخلات في هذا المنتدى، خصوصا وأنك صاحب السؤال! بداية كل سؤال يطرحه العقل مشروع ولا اعتراض على الأسئلة المنطقية وبالتالي دائما هناك اجابات عن كل الاسئلة ولكن!! ولكن هل يمكن أن يتلقى العقل الاجابة عن كل سؤال مهما كان؟! من الواضح للعقلاء بأن هناك عالمان عالم الشهادة وعالم الغيب، ومحاولة معرفة عالم الغيب يصطدم بجدار الحس لأنه مغيب عن الأحاسيس التي هي مناقذ الدماغ للحصول على المعلومات ونقل الواقع إلى الدماغ. أي نحن هنا بحاجة إلى معرفة معنى التفكير والحكم العقلي وشروط التفكير، وإذا ادركنا ذلك عرفنا حدود التفكير العقلي والادراك الفكري، وبذلك نلتزم بحدود التفكير الصحيح المنتج ونبتعد عن التفكير الخيالي البعيد عن الواقع والسباحة في عالم اللامحسوس أي عالم التخريفات وشروط التفكير أربعة وهي: وجود الواقع المحسوس، والحواس السليمة، والدماغ الذكي الصالح للربط، والمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع وأي خلل في أي شرط لا يستطيع العقل الحكم السليم على الواقع، فإذا انعدمت الحواس فلا مجال لنقل صورة الواقع إلى الدماغ وإذا انعدم الواقع فلا تنفع الحواس لأنها لا ترى ولا تحس شيئا، وإذا كان الدماغ غير صالح للتفكير والربط الذكي فلا حكم للعقل، وإذا لم توجد المعلومات السابقة فلا يستطيع العقل فهم معنى الواقع وبالتالي لا يستطيع الحكم عليه، هذه المقدمة ضرورية للموضوع حتى نستطيع بعد ذلك الانتقال للإجابة عن اسئلتك ولكم تحياتي
  7. السلام عليكم بارك الله فيك أخي أبا مالك على هذا الموضوع ولا شك بوجود الصراع الحضاري والثقافي بين الأمم والصحاب المبادئ
  8. السلام عليكم انا مستغرب ومبسوط أن يكون هذا الكلام قد صدر من شخص كصفوت الزيات فهو من ذات معين الفكر المستنير الذي ندعو اليه ندعو الله أن يزيد الواعين في أمة المسلمين، وأن يكون لهم قيادة الفكر عند الناس
  9. السلام عليكم نبارك للجميع عودة منتدانا منتدى العقاب للعمل من جديد وادعو الله أن بنفع به المسلمين مشكور أخي فارس الكلمة على نقل هذا الموضوع المنشور سابقا في مجلة الوعي وارجو ان ينتفع به المسلمون في تغيير احوالهم إلى ما يرضي الله ورسوله
  10. السلام عليكم الأخوة الكرام أظن أن الكتاب أخذ جهدا عظيما من أخينا أبي مالك لإنجازه فالشكر والحمد أولا وأخيرا لله ثم الشكر لمن سطرت يداه هذا الكتاب القيم وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسنات أخينا ابي مالك أتى الكتاب بفكرة قيمة في كيفية التعامل من النصوص الشرعية المتعلقة بآيات الصفات وكيف تعامل معها العلماء والفرق المختلفة وبين أوجه الخلط والخطأ في التعامل وكذلك المنزلقات التي انزلق فيها البعض وبين الطريقة الصحيحة في تناول وتفسير آيات صفات الله تعالى من خلال الفهم الصحيح المبني على اللغة العربية. ولدي فكرة أطرحها لأخي أبي مالك بعرض الكتاب على بعض المعنيين بالموضوع لأبداء الملاحظات على محتوى الكتاب ونقده إن أمكن، حتى يتم تحسينه وتجويده في الطبعة القادمة إن شاء الله ويفضل أن يعرض الكتاب على الجهات ذات العلاقة بالكتاب، مثل سلفيي الحنابلة والمتكلمين ممن يشهد لهم بالنزاهة والعلم والتقوى، لإبداء ملاحظات جدية عليه ونقاشهم فيها وسيكون في ذلك فائدة عظيمة إن شاء الله، فأرجو -وبعد إذن أخي أبي مالك- بأن يقوم بعض الشباب من المنتدى ممن لديه علاقات أو أصدقاء ممن ذكرنا أن يعرضه عليهم لنرى رأيهم ورد فعلهم وأظن بأن الكتاب يستأهل ذلك لما فيه من جهد عظيم وجزاكم الله خيرا
  11. فتيات يهوديات يعتنقن الاسلام داخل الخط الاخضر نشر الثلاثـاء 07/01/2014 (آخر تحديث) 08/01/2014 الساعة 08:23 القدس- معا - تحوّلت الفتاة الاسرائيلية "اليهودية" في مطلع العشرينيات من العمر الى نجمة تسابقت على اقتباس اقوالها وكالات الانباء المختلفة ويحضر للاستماع اليها كبار الشخصيات الاعتبارية، ليس لانها فازت ببرنامج من برامج تلفزيون الواقع بل لانها فتاة اعتنقت الاسلام الذي تعرفت عليه في مركز "دار السلام" بقرية كفر قرع داخل الخط الاخضر الذي يهتم بتعريف غير المسلمين بقوانين وقيم الاسلام الحنيف، لكنه وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية يركز نشاطه على استقطاب الفتيات اليهوديات وجذبهن نحو الاسلام، علما بان المركز لا يمتلك اي موقع إلكتروني ولا يقوم بنشاطات اعلامية من اي نوع مركزا جهوده على غير اليهود للاسلام حسب الصحيفة العبرية. وتفيد التقارير وفقا لصحيفة معاريف بان المركز يعمل على طريقة "صديق ياتي باخر" بمعنى أن كل شاب أو فتاة اعتنق الاسلام سيأتي بشاب أو فتاة اخرين للمركز الذي يقدم مواد ودورس في الدين الاسلامي باللغة العبرية، اضافة لبرنامج الكراسة "الطريق الى السعادة" التي تعرض السعادة الكامنة في قلب الاسلام للقارئ اليهودي. وكانت البداية عام 2008 حسب رواية "عايشة" من خلال فيلم قصير عن مؤتمر عقد داخل المركز "عانيت من اوجاع شديد في البطن فأرسلت احدى صديقات المهتمات بالاسلام لي فيلم فيديو يحتوي قراءة لاحدى سور القرأن وحين سمعتها بدات الاوجاع بالتلاشي والانحسار لتعود الي من جديد فور انتهاء تلاوة السورة حينها فقط فهمت القوة الكامنة في الاسلام" قالت عايشة. وأضافت "مع مرور السنين قرأت قصصا في مواقع الكترونية حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام واخذت رغبتي باعتناق الاسلام بالارتفاع والتطور لكن لم يكن لدي التأيد والدعم والوسائل لانني لم ارغب بالاسلام دون ان اتصرف وفقا لتعليماته، وقبل عامين كنت انا وصديقتي في منزل صديقها في وادي عارة ومر قربنا احد الشيوخ من مجموعة "دار السلام" واعطاني كتابا يدعى "الطريق الى السعادة" وهو كتاب يتحدث عن الاسلام كما يشير اسمه ولكنني ركزت على الفيلم والقيت بالكتاب جانيا وبعد سبعة اشهر واثناء ترتيبي لبعض الكتب في غرفتي وجدت الكتاب وقرأته حتى النهاية كان في نهايته عبارة لمزيد من التفاصيل والاستيضاح يرحى الاتصال على هاتف رقم ..... وفعلا اخذت الرقم وبكل بساطة اجريت الاتصال الاول ليرد علي احد الشيوخ فقلت له ما انوي القيام به وهنا شرح لي الشيخ كل شيء وحددنا موعد سفرنا الى المسجد الاقصى لاعلان اسلامي". وقالت عايشة "لا اعرف اذا كان بامكان ان اصف بالكلمات المشاعر التي انتابتني حين وقفت وشهدت "اشهد ان لا اله الا الله" بوهنا توقفت "عايشة" عن قص روايتها وجسدها يرتعد وانفجرت ببكاء شديد خارج عن سيطرتها قبل ان تتماسك وتكمل "وان محمد رسول الله" وهنا استفاق الجمهور وصاح بصوت واحد "الله اكبر ولله الحمد" وفي هذه اللحظات انفجرت بالبكاء الطاهر النقي كأن احد فتح صنبور مياه وانسالت منه قطرات المياه النقية والطاهرة". وقالت عايشة مخاطبة جمهور المستمعين داخل المركز "بكل تأكيد انتم تجلسون هنا وتتساؤلون هل عائلتي تعلم بذلك اقول لكم "لا" انهم لا يعرفون شيئا ما عدا ابي وابنة شقيقتي يعلمان باسلامي ويدعمونني لان الامر الجيد بالنسبة لي هو بكل تاكيد امرا جيدا لهم، لكن اذا عرفت امي وشقيقاتي بالامر فان القصة ستأخذ مسارا اخر لكن غالبية اصدقائي يعرفون بأمر اسلامي ويدعمونني لكن بعضهم لا يفهمون ويوجهون لي الاسئلة وانا اوضح واشرح لهم بانه لا يوجد ما هو سيء بان تكون يهوديا لكنني اعتقد بان الاسلام هو الطريق الى السعادة والى النور بعيدا عن الجهل والظلام الدامس الذي كنت اعيش فيه". "اكثر ما يحزنني هو عدم قدرتي على ارتداء المنديل طيلة الوقت لانني اعيش في محيط يهودي وحين اخرج من المنزل اضع المنديل على رأسي داخل الحافلة او القطار ورغم كل الصعاب والعقبات التي تواجهني لا استسلم ابدا لذلك انتظر خروج الجميع من المنزل لاداء صلاتي وفي الفجر استيقظ بهدوء حتى لا تستفيق والدتي واصلي، وان امي سيدة قاسية جدا فهي من بيت يهودي وجدها كان حاجام معروف في منطقة القوقاز" قالت عايشة. وتصف "عايشة" كيف تتوجه لها العديد من صديقاتها لتعلمهن الصلاة وكيف اقدمت عدد من صديقاتها على اعتناق الاسلام مؤكد بانهن لا زلن في بداية الطريق ومع الزمن سيتعلمن الكثير عن الاسلام. واختتمت عايشة حديثها بالقول" اريد ان اقول شيئا للمسلمين الذين لا يستثمرون وقتهم في الاسلام ولا يعملون على نشره كل مسلم ولد على هذا الدين يجب عليه ان يحمد الله يوميا وانا شخصيا اشعر بالاسف لانني لم اولد مسلمة وبددت الكثير من الوقت في الظلام خسارة ان المسلمين لا يعملون على نشر الاسلام يوجد لدينا دين طاهر وحقيقي بهذه الدرجة يدخله اشخاص من كل العالم لكن هؤلاء الذين ولدوا مسلمين لا يوظفون وقتهم في خدمة الدين ". http://www.maannews.....aspx?ID=663213
  12. السلام عليكم الأخ جاسر يقول الحزب بأن اللغة هي وعاء الفكر، فهي الأداة التي نعبر بها عن ما في الأذهان من معاني، وكلما كانت هذه الأداة قوية ودقيقة كان نقل المعاني الذهنية إلى الآخرين أدق وأصح، والعكس بالعكس. أما النظرية التي تسأل عنها أي نظرية سايبر فأنا شخصيا لم أطلع عليها ولكن احكم فقط من خلال الموضوع الذي نقلته لنا من كتابة د. سالم موسى، ولذلك فقد يكون الحكم قاصرا! أما قول سايبر بأن " اللغة بما تحتوي من مفردات ومن نماذج ورموز ليس فقط تسهل عملية توجيه التفكير بل وتتحكم في طريقة التفكير " ففيها جزء من الصحة من حيث أن الطفل الذي يتعلم اللغة لا يكون لديه معلومات سابقة، بل يحصل على المعلومات السابقة لاحقا ممن حوله من خلال المدلولات اللغوية للأفكار، فإذا كانت اللغة قوية ومعبرة بالتفصيل عن الأفكار والمعاني الواقعية كانت المعلومات التي يتلقاها ذهن الطفل دقيقة ومفصلة وواضحة وإذا كانت اللغة ركيكة وتعبر بمعاني عامة غير مفصلة فإنها تسبب الغموض والتشويش عدم الوضوح في المعاني الذهنية، وبالتالي فإن المعلومات السابقة المختزنة تكون معلومات مبهمة غير واضحة وكما تعلم فإن طريقة التفكير هي عملية ربط بين الواقع المحسوس والمعلومات السابقة بقصد الحكم على الواقع بواسطة فهمه وتفسيره، وبما أن عملية الربط الذكي في الدماغ تستند إلى المعلومات السابقة التي اخذت بواسطة وعاء اللغة وخزنت لاحقا في الذاكرة، وتم استرجاعها عند العملية الإدراكية لربطها بالواقع، فإنها ترتبط به بشكل غامض ومشوش وبالتالي فإن الحكم على الواقع يعبر عنه بلغة غامضة مبهمة كما يرتبط السبب بالمسبب (النتيجة). لذلك كلما كان الشخص متمكنا من اللغة فصيح اللسان يكون ابلغ في الاقناع والتأثير من غيره، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحيدث الشريف الذي رواه مسلم (إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم) ومعنى ألحن أي أفصح وأقنع وأبلغ في الكلام ، مع أن صاحب الفصاحة واللحن قد يكون غير صاحب حق وقد يكون الحق مع من هو أقل اقناعا ذلك أنه لا يستطيع أن يعبر عن الواقع الذي شاهده بكلام صحيح فصيح. وبالنسبة لسؤالك حول إنكار نظرية سايبر للمعلومات السابقة وأن المعرفة أتت بعد الواقع، فهذا لم يرد في الموضوع، وفي العادة فإن مثل هذه النظريات لا تناقش تعريف التفكير ولزوم المعلومات السابقة من عدم لزومها، وإنما تندرج تحت علوم اللسانيات وعلاقة اللغة بالفكر، وتحاول تفسير التأثير المتبادل بين اللغة والفكر، فتشومسكي استاذ اللسانيات ومدرسته واتباعه يرون أن هناك قوانين عالمية تتحكم في اللغة ويقللون من أهمية الاختلافات البشرية، وهذا خلاف ما تطرحه نظرية سايبر والخلاصة أن اللغة ليست جزءا من المعلومات السابقة بل هي الوعاء والأداة التي تنتقل فيها المعلومات بين الناس ومن جيل إلى جيل وكلما كانت اللغة مفصلة ومعبرة بدقة عن المعاني الذهنية كانت أقرب إلى الواقع من اللغة الغامضة المبهمة فقيرة المفردات التي تعبر عن المعاني بشكل مشوش وغامض. ولأن الأفكار هي نتيجة عملية التفكير من خلال ربط الواقع المحسوس بالمعلومات السابقة وأداة التصور الذهني المعبر عن المعلومات السابقة هي اللغة فيكون هناك تأثير متبادل بين التفكير واللغة والتعبير عما في الذهن من معاني بشكل فصيح ودقيق أو بشكل غامض ومبهم. وأود طرح مسألة هامة تتعلق بلغتنا العربية وتراثنا، من حيث التسليم بأن اللغات البشرية تتغير وتتطور، فلا بد لمن يعنيه أمر الأمة ونهضتها ورفعتها، من ملاحظة أهمية استخدام اسلوب لغوي معاصر يعبر عن المعاني الذهنية لأبناء الجيل الحاضر، ذلك أن قراءة الأجيال الحاضرة للتراث قد تكون مشوشة وغامضة ونلاحظ أن الكثير منهم ينفرون من قراءة الكتب التراثية الصفراء لصعوبة فهمها وهضمها، فكان لا بد من وجود طابع لغوي جديد للتعبير عن المعاني الفكرية التراثية لتسهيل فهمها وتوضيحها للأجيال الجديدة. وذلك باستخدام لغة خطابية واضحة معبرة عن المعاني الشرعية التي تفهم بها النصوص القديمة. وهذا بالضبط ما قام به الشيخ تقي الدين رحمه الله في كتبه التي ألفها، ابتداء من نظام الإسلام إلى كتاب النظام الاقتصادي إلى أصول الفقه (الشخصية ج3 ) وغيرها، باستخدام اسلوب ذي طابع فكري معبر عن المعاني من خلال خطاب لغوي معاصر يفهمه المثقفون والمفكرون وقريب من عامة الناس. وذلك بغرض أن يكون حزب التحرير كما ورد في كتاب التكتل فصيح التعبير واضح اللغة صادق اللهجة لتتفاعل الأمة مع الحزب وتحتضنه ليكون قائدا لها. والسلام عليكم ورحمة الله
  13. السلام عليكم بارك الله في أخينا أحمد الخطواني نعم نعم لقد سقط مشروع الشيخ يوسف القرضاوي وطارق السويدان وباقي جماعات الإخوان المسلمين ألا وهو مشروع الحرية قبل الشريعة فمنذ اواسط التسعينات تم تبني هذا المشروع مقابل التخلي عن مشروع " الإسلام هو الحل" ولذلك تم صرف النظر عن المناداة بتطبيق الشريعة ومعنى مشروع الحرية قبل الشريعة هو اعتبار الحرية شرط لتطبيق الشريعة بمعنى أن يتم أولا إعطاء الشعوب الحرية في اختيار الحاكم وانتخاب المجالس التشريعية البرلمانية ، ويتوقع أصحاب هذا المشروع وبما أن الناس مسلمين فلن ينتخبوا إلا الإسلام وأصحاب المشروع الإسلامي وبالتالي وبعد النجاح سيبدأ وبالتدريج والتدرج تطبيق الشريعة على الناس وبعد نجاح هذه الفكرة في عدة بلدان سيتم التعاون بينها لتكوين رابطة اسلامية يمكن أن نسميها خلافة على غرار الفاتيكان هذا هو المشروع الذي كان يدور في رؤوس القادة من هؤلاء وبسقوط هذا المشروع الذي بدأه الغنوشي في تونس ومرسي في مصر على يد العسكر المصري، سيستيقظ أصحاب هذا المشروع على حقائق الواقع وسنن الله في المجتمعات إن هم أخلصوا النية وساروا على الطريق الصحيح وسيكتشفوا بأن الأمور التي تخيلوها في اذهانهم محض أفكار نظرية بعيدة عن شرع الله وعن الواقع وسنن الله، وكان عليهم أن يعيدوا النظر في أفكارهم وطريقتهم المعوجة في فهم الأمور فلا الحرية قبل الشريعة ولا هي شرط قبلها، بل العكس هو الصحيح فالشريعة هي التي تأتي بالحقوق والعدل للناس ولا تتحقق قبل الشريعة لأن الشريعة رحمة للعالمين عند تطبيقها ولا تتحقق الرحمة قبل الشريعة ندعو الله أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يعلمنا سننه التي تسير الكون وسنة رسوله التي على هداها تتحقق الرحمة للعالمين
  14. السلام عليكم أخي مقاتل والإخوة جميعا أرجو أن لا تتعجلوا الرؤية الشرعية يعلنها قاض شرعي وليس مرصدا حتى ولا الشخص الذي راى الهلال بأم عينه النقطة الهامة في الموضوع أن الرؤية الشرعية تكون بعد غروب الشمس ولا اعتبار شرعا لمن رأى الهلال قبل الغروب ومدينة عمان وحتى اللحظة وقتها وقت نهار ولم تغب الشمس عنها بعد ولذلك لا اعتبار شرعا لهذه الرؤية إلا إذا تحققت بعد غروب الشمس وأقرها قاض شرعي في مجلس قضاء أرجو الانتياه يرحمكم الله ولا تتعجلوا بطلب الإفطار. ولكم تحياتي
  15. السلام عليكم بارك الله في أخينا أبي مالك على حسن الإجابة عن سؤال الأخ صقر قريش وسأحمل سؤاله على حسن الظن ولي حول ذلك التعقيب التالي: يجب أن نلاحظ أن عندنا منهجية واضحة يجب اتباعها في مثل هذه الأبحاث وهي منهجية التفكير المنتجة التي تبحث الأمور على صعيدها الصحيح حسب كونها مسألة محسوسة تبحث بالعقل أو كونها من المغيبات تبحث من خلال النصوص الشرعية. إن غالب الإشكالات التي تحصل في مثل هذه المواضيع هو بسبب خلط المعاني الفكرية الواقعية مع المعاني اللغوية والشرعية. وهذا الخلط يوجد إشكالات كثيرة كما حصل في العصور الإسلامية الأولى بعد دخول الفلسفة اليونانية وتأثر المسلمين بعلم المنطق ونشوء علم الكلام، وبسبب الخلط بين علم المنطق والأدلة النقلية نشأت إشكاليات كبيرة في الفكر الإسلامي ما زلنا نعاني منها حتى يومنا هذا ومنها مسألة خلق القرآن والقضاء والقدر وصفات الله وغير ذلك. حيث تم تفسير النصوص بناء على علم المنطق بدل اللغة وهنا بدأت الغشاوات على الفهم الصحيح للإسلام تظهر لدى المسلمين. فالمخرج هو الفصل بين الأمور وتحريرها من كل ما قد يعلق بها، فإذا كان واقع البحث هو أمور محسوسة بحثت الأمور من زاوية الواقع المحسوس، وإذا تم الانتقال لبحث الأمور من زاوية شرعية تبحث الأدلة النقلية لواقع الأمور (كالملائكة والشياطين) وإذا بحثت من ناحية الدلالات اللغوية تبحثها كما وردت في معانيها اللغوية دون خلط الأمور ببعضها. والعرب عندما استخدموا لفظة ايمان فقد قصدوا بها التصديق، فالمصدق مؤمن والمؤمن مصدق، ولكن النصوص الشرعية جاءت بشروط لهذا المعنى اللغوي ترفعه من مجرد التصديق إلى التصديق اليقيني الجازم المبني على العلم ونعى القرآن على من يبني ايمانه واعتقاده على الظن، قال تعالى:‏{‏‏‏مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ‏‏‏} [‏النساء‏:‏157‏] وقد فرض الإسلام على من يريد الدخول فيه الشهادة بلا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله والشهادة لا تكون إلا بناء على الاقرار الواضح كرؤية الشمس، وهذا يدل على ضرورة وجود الدليل القاطع عند الشاهد. ومن هنا تم استنباط معنى وتعريف الاعتقاد والايمان بأنه التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل. أما تطبيق هذا المعنى على ابليس والشياطين والجن والملائكة فهذا غير مطلوب ومنهجية غير صحيحة في البحث، حيث إن واقع هذه المخلوقات غير مدرك ولا محسوس بالنسبة لنا حتى نطبق واقع الايمان عليهم فواقع الايمان -أي تعريفه- بني على معنى الايمان بالنسبة لبني آدم وليس لغيره، ولذلك فالمنهجية الصحيحة هي البحث في الأدلة الشرعية للإجابة على كون ابليس مؤمن أو كافر، وهذه تقتضي النظر في الأدلة الشرعية المتعلقة بذلك، وليس تطبيق واقع الايمان والاعتقاد على شيء غير محسوس وهو ايمان الشيطان وابليس والجن. والأدلة الشرعية تدل بما لا يدع مجالا للشك بكفر ابليس والشياطين (ولكن الشياطين كفروا) (فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) وغير ذلك من الأدلة على كفر ابليس. أما سؤال انطباق معنى الايمان على اعتقاد ابليس فهذا سؤال في غير محله ومنهجية غير صحيحة حيث أم معنى الايمان جاء من لغة العرب التي هي لغة بشرية ولم تأت لتكون لغة للجن والشياطين ، فأي شخص من البشر يصدق بما جاء به محمد تصديقا مبني على الشهادة فهو مؤمن ( وأن يكون عن رضى وتسليم كما ذكر أبو مالك )، أما من رفض أو شك في ما جاء به محمد أو بعضا منه مما ثبت بدليل قطعي فهو كافر والله تعالى أعلم
  16. وعليكم السلام أخي عماد كلامك صحيح فيما يتعلق بالظن وغلبة الظن، فلا فرق بينهما من ناحية الجزم واليقين، ولكن التفريق يأتي في جانب الاجتهاد الفقي الذي لا يكفي فيه الظن بل لا بد من بذل الوسع للوصول إلى غلبة الظن، فغلبة الظن أعلى مرتبة من الظن من ناحية الثبوت والتصديق. والله تعالى أعلم
  17. السلام عليكم بالنسبة للفرق بين التصديق والايمان في اللغة العربية هناك الخبر والإنشاء والخبر ما يستحق التصديق والتكذيب، اما الإنشاء فهو مثل السؤال والتعجب وغيرها والخبر الذي التصديق والتكذيب هو ما يهمنا هنا. والخبر يكون صادقا إذا طابق الواقع بمعنى أن الدليل على صدق الخبر مطابقته للواقع ويكون الخبر كاذبا إذا خالف الواقع، قال تعالى في سورة يوسف: (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين). والتصديق للخبر يكون درجات أعلاها الجزم وأدنى منها غلبة الظن ثم الظن ثم الشك ثم الاحتمال وبعدها الكذب والايمان هو التصديق الجازم لأنه يجب أن يفيد العلم، ولأن العلم هو تصديق جازم مطابق للواقع، كان لا بد من أن يكون الايمان تصديق جازما مطابقا للواقع، وقد أضاف الشيخ تقي الدين رحمه الله إلى التعريف "عن دليل" وذلك احتراز عن أن يكون الذي قام بالتصديق غير المؤمن كمن يقلد عالما آمن بأمر ما ، ولذلك كان لا بد من وجود الدليل لدى كل شخص مؤمن حتى يكون ايمانه جازما ومبرئا للذمة. وعليه فالايمان نوع من أنواع التصديق ولكنه تصديق جازم لأن يجب في الايمان العلم ولا يكفي فيه الظن أو غلبة الظن أو الشك قال تعالى (‏{‏‏ ‏مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ‏ ‏‏‏‏} [‏النساء‏:‏157‏]) وبذلك نستطيع القول بأن كل ايمان هو تصديق وليس كل تصديق هو ايمان. والله الموفق وعليه التكلان مع تحياتي
  18. السلام عليكم يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في كتاب نقض الاشتراكية الماركسية في مبحث الأدلة على وجود الخالق (المحدودية) ما يلي: "وأيضاً فإن الأشياء التي يدركها العقل هي الإنسان والحياة والكون، وهذه الأشياء محدودة، فهي مخلوقة. فالإنسان محدود، لأنه ينمو في كل شيء إلى حد ما لا يتجاوزه فهو محدود، ولأن الإنسان جنس متمثل في كل فرد من أفراده. فكل فرد إنسان، ولا يوجد أي فرق بين فرد وفرد في الخواص الإنسانية، فما يصدق على فرد من الإنسان يصدق على الآخر، كأي جنس من الأجناس كالذهب في قطعه الصافية، وكالأسد في الحيوان، وكحبة التفاح في جنسها من الفواكه.. وهكذا. فالجنس أي جنس ينطبق عليه كله ما ينطبق على كل فرد من أفراده، وأبسط ما يشاهد أن الفرد يموت، وأن الإنسان يموت، فجنس الإنسان قطعاً يموت. وهذا يعني أن هذا الجنس محدود قطعاً. ومجرد التسليم بأن الإنسان يموت معناه التسليم بأن الإنسان محدود. ولا يقال إن الإنسان الفرد هو الذي يموت ولكن جنس الإنسان لا يموت بدليل أنه في كل عصر يموت الملايين ومع ذلك فإن في العصر الذي بعده بدل أن يفنى الإنسان مع الزمن نراه بالمشاهدة يكثر، فهو إذن لا يموت كجنس بل يموت كفرد. لا يقال ذلك لأن جنس الإنسان ليس مركباً من مجموع أفراد حتى يقال أن الفرد يموت والمجموع لا يموت، فيوصل من ذلك إلى أن الجنس لا يموت. بل الإنسان هو ماهية معينة تتمثل في أفراد تمثلاً كلياً دون فرق بين فرد وفرد، وذلك كالماء وكالبترول وكالقمح وككل جنس. ولذلك فإن الحكم عليه لا يجوز أن ينصب على مجموعة، لأن جنسه ليس مركباً من مجموعة، وإنما الحكم عليه ينصب على ماهيته، أي على جنسه، فما يصدق على الماهية في فرد يصدق على الجنس كله مهما تعددت أفراده. وبما أن الماهية متحققة كلها في الفرد الواحد وفي كل فرد، والفرد الواحد يموت، معناه جنس الإنسان يموت. أما المشاهدة فإنه لا يجوز أن تحكم لأنها مشاهدة لغير المطلوب البرهان عليه، فهي مشاهدة للمجموع وهو غير الجنس، فهي فوق كونها مشاهدة ناقصة لا تحكم لأنها ليست الجنس. ألا ترى أن المياه في البحار لا تنفذ مهما أخذت منها، وهذا يعني أنها ليست محدودة، وأن البترول لا ينفذ مهما أخذت منه، وهذا يعني أنه ليس محدوداً وألا ترى أن القمح يتزايد مع الاستهلاك الكثير منه. فإذا نظرنا إلى مجموعه معناه لا ينفذ، مع أن الواقع أن جنسه ينفذ، ومعناه أنه ينفذ. وجنس الإنسان المتمثل في الفرد الواحد يموت، معناه أن جنس الإنسان من حيث هو يموت، وعليه فإن الإنسان محدود. والحياة محدودة لأن مظهرها فردي فقط، والمشاهد بالحس أنها تنتهي في الفرد فهي محدودة. إذ الحياة في الإنسان هي عين الحياة في الحيوان، وهي ليست خارج هذا الفرد بل فيه، وهي شيء يحس وإن كان لا يلمس، ويفرق بالحس بين الحي والميت. فهذا الشيء المحسوس، والذي هو موجود في الكائن الحي، والذي من مظاهره النمو والحركة، هو ممثل كلياً وجزئياً في الفرد الواحد لا يرتبط بأي شيء غيره مطلقاً. وهو في كل فرد من أفراد الأحياء كالفرد الآخر سواء بسواء. فهو جنس متمثل بأفراد كالإنسان، وما دامت تنتهي هذه الحياة في الفرد الواحد فمعناه أن جنس الحياة ينتهي، فهي محدودة." انتهى ربما هذا الأمر يجيب على سؤال الأخ ابي عمر بطريقة أخرى والله المرفق وعليه التكلان
  19. االسلام عليكم الأخ ابا عمر لم نسمع منك ردا!! ولكن النتيجة واضحة والإجابة كاشفة، وهي تبين زيف الإلحاد وكيفية التشكيك في الايمان بالله وأول طريق الكفر هو الشك، إن الملحد يقع في تناقض مع نفسه ومع ما يعتقد وهو لا يستطيع الخروج من هذا التناقض، فهل رأيت كيف يؤمن هذا الملحد بأن الكون محدود مما يعني أن هذا الكون عاجز ومحتاج أي أنه مخلوق؟ وفي نفس الوقت يؤمن بأن الكون أزلي وأنه ليس بمخلوق!!!!!!! فأي تناقض هذا!!!! إن الكفر والشرك والإلحاد غير معقول ولا مقبول!! ولا ترتاح له النفس ولا تطمئن له الفطرة فالحمد لله رب العالمين الذي ملأ قلوبنا بالنور والبصيرة والسكينة ولك تحياتي
  20. السلام عليكم اخي أبا عمر نصار لقد رأيت سؤالك منذ أيام وتوقعت أن يجيبك بعض الإخوة ولكن لم يفعل أحد، وعليك أن تعذرهم وتعذرني لأسباب مختلفة ولكن ذلك بالتأكيد ليس عجزا عن الإجابة. بالنسبة لأسئلة الملحدين كمثل ما ذكرت، فهي عموما أسئلة تشكيكية تنطعية ليس لها قرار، وهي ليست اسئلة فكرية عميقة بحاجة إلى بحث ونظر ثم الإجابة عنها، لذلك فلا أرى أن تشغل نفسك وتشغل أعضاء المنتدى في الرد على امور تشكيكية تافهة لا ترقى لدرجة النظر ثم الرد. ولذلك فنحن نرى أن لا نحرك فكرا راكدا ساكنا ملحدا لا تستمع إليه الأمة ولا تحترمه ولا تهتم به وتترفع عن الاستماع إليه ولذلك وجب نبذه نبذ النواة. ولكن وبما أن السؤال قد طرح في المنتدى وأنك أحببت الحصول على إجابة، فأقول لك وبالله التوفيق ما يلي: إن استدلالنا بأن الكون محدود من ناحية المكان والزمان يثبت بأن هذا الكون غير ازلي قطعا، إذ الأزلي لا حدود له زمانا ولا مكانا ولا حدود لقدرته ولا يمكن أن يخضع لقوانين تتحكم في تصرفاته وتجعل منه عاجزا!!! وبما أن الكون محدود فهناك من وضع له هذه الحدود، وهو بالتالي عاجز عن تخطي هذه الحدود التي وجد فيها، وهو من زاوية ثانية خاضع لقوانين وأنظمة ونسب محددة تتحكم فيه وفي حركته ولا يتحكم هذا الكون فيها، وبالتالي فهذا يثبت أن هذا الكون المحدود عاجز أي له صفة العجز. وبما أن الكون المحدود عاجز عن الخروج عن الحدود التي وجد فيها فهو ليس بأزلي، أي أنه وجد في زمن معين وبحدود معينة من قبل غيره. أي أن محدودية الكون تعني أنه لم يكن موجودا في لحظة معينة ثم وجد، وهو الآن موجود وهذا يعني بالضبط أنه مخلوق، فالمخلوق هو الشيء الذي وجد في لحظة معينة بعد أن كان غير موجود. وبالتالي هذا يثبت قطعا أن الأشياء الموجودة التي نحس بها هي مخلوقة لأنها محدودة وعاجزة عن الخروج عن حدودها وبالتالي هي أعجز عن أن توجد نفسها بنفسها قبل وجودها. والسؤال هو من أوجدها؟ وقبل ان نقفز إلى الإجابة التي يرفضها الملحدون وهي أن نجيبهم بالقول بأن الذي خلقها هو الله، فإن الاستنتاج العقلي يتدرج في الإجابة كي لا يقفز أحد جاهل مثل من تنقل عنه ويتقول ما يتقول دون فهم ولا وعي. ان السؤال حول من أوجد الشياء طبيعي في الفكر الإنساني لأن كل البشر يشعرون بمحدودية وعجز واحتياج الأشياء وبالتالي هناك إقرار بأنها وجدت بعد أن لم تكن موجودة، وحتى أقوى نظريات العلوم الفلكية الحديثة تقول بنشوء الكون بعد الانفجار العظيم (Big Bang) قبل 13.8 مليار سنة ولكن لا يقوم استدلالنا هنا على هذه القضايا على النظريات العلمية بل على يقوم على إدراك الواقع وعلى مقتضيات العقل وقوانين التفكير. ولذلك فعندنا يقين بأن الكون محدود وأنه وجد بعد أن لم يكن موجودا وأنه عاجز عن ايجاد نفسه بنفسه وقطعا هناك قوة ما أوجدته طبقا لمبدأ السببية (سبب يولد نتيجة) التي تقر بها جميع عقول البشر وتقوم عليها جميع التغيرات في الكون فلا تغير بدون سبب مغير (بكسر الياء المشددة). والبحث الآن يسلط على القوة القادرة التي تستطيع ايجاد هذا الكون بعد أن لم يكن. وهذا البحث يستلزم عقلا أن تكون هذه القوة قادرة على ايجاد الاشياء من لا شيء يعني القدرة على الخلق، أي أن هذه القوة هي قوة قادرة على الخلق. وبالتالي فهذه القوة هي الخالق الذي خلق الكون من لا شيء -اي من العدم- وأنها أوجدته بعد أن لم يكن موجودا وجعلته محدودا في الزمان والمكان وخلقت فيه الخاصيات والصفات وخلقت القوانين والأنظمة التي تتحكم في تغيره وانتقاله من حال إلى حال، أي أنها خلقت الأسباب المغيرة أيضا أي خلقت الطاقة السببية التي تلزم للتغيير. الآن هذا الملحد يفترض بأنه لا يمكن أن يأتي شيء من لا شيء، وهذا صحيح وفق مبدأ السببية ولكن الإجابة هي أنه لم يقل أحد العقلاء بأن الكون لم يصدر بدون سبب بل الصحيح أنه صدر من الخالق، أي أن الكون أتى من قوة تستطيع ايجاد الأشياء بذاتها وإلا كان مستحيلا أن يوجد ما نراه حولنا من الكون والأشياء، ولكن وبما أن الأشياء موجودة قطعا ونحن نحس بوجودها في الواقع فبالتالي يكون وجود خالق خلقها أي أمر قطعي ايضا بنفس القوة من التصديق والايمان. أما كون أن الله خلق الكون من ذاته بمعنى أن المخلوقات جزء من الخالق -كما يدعي هذا الملحد - ويستنتج بأنه لا يمكن أن يكون صمدا (بمعنى أنه غير محتاج وغير محدود وأزلي) فهذا صحيح إذا استطاع أن يثبت لنا أن الكون والمخلوقات جزء من الخالق وأن ماهية الخالق هي مادة مثل المخلوقات. وطبعا فهذه الإجابة غير صحيحة ولا يمكنه إثباتها أو نفيها ولكنه أراد بذلك التلبيس على الدليل والتشكيك فيه -كعادة الملحدين- وليس الوصول إلى نتائج عقلية صادقة حقيقية. أما الجواب على هذا السؤال فهو بكل بساطة تكون أننا لا نبحث في ذات الخالق الأزلي الصمد غير المحدود وغير المحتاج لأننا لا يمكننا الإحاطة به ولا يقع حسنا على ذاته، بل فقط نستطيع إثبات وجوده كخالق ونستطيع إثبات بعض صفاته من أنه غير محدود وغير عاجز وغير ناقص وغير محتاج وأنه أزلي صمد ليس له أول ولا آخر وأنه الذي خلق الوجود فهو سبب الوجود والكون والأشياء ولولا وجوده لاستحال وجود الأشياء. وبالتالي فالبحث في ذات الله مستحيل وغير ممكن لأن ذاته غير محدودة وهي فوق طاقة العقل البشري المحدود فلا يستطيع العقل البشري إلا إدراك الأشياء المادية المحسوسة وذات الله ليست كذلك فلا يستطيع العقل البشري ولا حواسه إدراك ذات الله. ولكن العقل البشري يدرك قطعا أن هذه القوة هي سبب وجود الكون وهي التي خلقته من عدم، ويدرك العقل بعض صفاتها ولكن كيفية خلق الكون وماهية الخالق وماهية الخلق فلا تقع تحت الحس، وبالتالي فلا يمكن البحث فيها ولا البناء عليها باستنتاجات منطقية، لأن اساس التفكير هو البحث في المحسوسات وليس البحث في المغيبات فلا ليس بمحسوس لا يمكن الحكم على ذاته وعلى ماهيته. ولكن يمكن الحكم على وجود الأشياء اليت لا نحس بها من الآثار الدالة على وجودها طبقا لمبدأ السببية. ولكننا من إدراكنا بأن من صفات هذه القوة أنها يجب أن تكون قادرة على الخلق لأنها الذات الخالقة للكون، فلا يعنيني بشكل كبير كيف خلقت الأشياء وغيرها من الأسئلة، بل الذي يعنيني في هذه اللحظة شيئان: أولا: وجود قوة خالقة قادرة مستطيعة على ايجاد الأشياء من عدم وثانيا: وجود مخلوقات وأشياء صدرت بإرادة هذه القوة أما الشكل والكيفية والماهية للخالق فهذا غير مطلوب للايمان، بل المطلوب هو إثبات الوجود وبعض الصفات اللازمة للخالق أما غير ذلك فلا يلزم للاستدلال، وأما كيفية خلق الأشياء والكون فإن هذه الكيفية لم يقع حسنا عليها وقت خلقها وهي من المغيبات، وهذا ما لا نعرف كنهه ولا ماهيته بحواسنا وعقولنا، ولكننا ندرك أن الأشياء موجودة قطعا لأننا جزء منها ونحس بها. قال الله تعالى: (ما اشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) وعليه فإن وجود المخلوقات من الكون والإنسان وباقي الأشياء أمر قطعي وكون هذه الأشياء محدودة ومحتاجة وعاجزة وناقصة أمر قطعي أيضا بشهادة الحس والعقل، وكون لها خالق هو السبب في وجودها أمر قطعي ايضا وكون هذا الخالق من صفاته أنه يجب أن يكون غير محدود ولا عاجز ولا محتاج (صمد) وأنه أزلي واجب الوجود أمر قطعي أيضا. أما كيف خلق ومتى خلق ولماذا فهذه أمور لا يدركها العقل إلا إذا أخبرنا عنها خالقها لأنها مغيبات بالنسبة لنا، والمغيبات نوؤمن بها إذا أخبرنا الله عنها بطريق الرسل وعن طريق الكتب المنزلة على الأنبياء، وهذه الأخبار الغبيبية تعطي بعض الإجابات عن هذه الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى عند الإنسان (من أين وإلى أين؟ ولماذا؟ أو الأصل والمصير والهدف) نصدق بها لايماننا بصدق المخبر عنها وهو -ربنا- قد أخبرنا وأعطانا الإجابات عن خلقنا وعن وظيفتنا في هذه الحياة وعن وجود فناء للكون ووجود حياة أخرى يوم القيامة ومحاسبة الناس على أعمالهم وعن وجود الجنة والنار وغيرها. أخي ابا عمر إذن النتيجة واضحة والإجابة كاشفة، وهي تبين زيف الإلحاد وكيفية التشكيك في الايمان بالله وأول طريق الكفر هو الشك، ثم يأتي الإلحاد كايمان مضاد للايمان بالله حيث يؤمن الملحد بأن صفات الله تتجسد في المادة وبالتالي فالملحد يقع في تناقض مع نفسه وما يعتقد وهو لا يستطيع الخروج من هذا التناقض، فكيف يؤمن بأن الكون أزلي وأنه ليس بمخلوق وفي نفس الوقت يثبت له عقله بأن الكون محدود وعاجز ومحتاج وهو مخلوق؟ فاي تناقض هذا!!!! حقا إن الكفر والشرك والإلحاد غير معقول!! والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات والذي هداها للتفكر لمعرفته وعبادته والاستعانة به. ولك تحياتي
  21. ملاحظة سريعة: للكون الذي نراه نواميس وقوانين وسنن أوجدها الله وجعلها تتحكم في الأشياء، وجعل في هذه الأشياء صفات وخاصيات مختلفة وليس واجبا أن تكون هذه القوانين ضرورية ملازمة لوجود الأشياء في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه وتعالى يبدل الأشياء ويبدل القوانين والخاصيات كما يشاء، ولذلك اعتبرنا القيامة واليوم الآخر من المغيبات. فالله سلب خاصية النار لكي لا تحرق سيدنا ابراهيم عليه السلام: (قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم). هذه التفاسير العلمية تريد أن تجعل من المغيبات تخضع للقوانين العلمية كما يراها البشر الآن، أي يريدون أن يجعلوا العلم حكما على عالم الغيب والشهادة. ونحن نقول لهم أن هذه القوانين هي من الممكنات وليست ضرورية حتمية لا تتبدل، ويمكن أن يغيرها الله سبحانه ويبدلها بقوانين غيرها لا يعرفها الإنسان. ولذلك فتفسير المغيبات حسب قوانين الدنيا ينطلق من فرضية خاطئة بخضوع عالم الغيب والشهادة لقوانين العلم الدنيوية، وربما يقع الإنسان في إشكالات كبيرة نتيجة لذلك، فالأولى أن لا تفسر المعجزات ولا المغيبات ولا الجنة والنار حسب قوانين الدنيا. انظر قوله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات) وقوله تعالى: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) وقوله أيضا : (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) وقوله : (خالدين فيها أبدا) فلا موت بعكس الدنيا وغيرها من الأدلة على أن الآخرة وظروفها وأسبابها وقوانينها هي مغايرة للحياة الدنيا والحمد لله رب العالمين المتصرف في كونه ومخلوقاته كيفما يشاء
×
×
  • اضف...