اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

يوسف الساريسي

الأعضاء
  • Posts

    251
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    29

سجل تطورات نقاط السمعه

  1. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه أبو مالك في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    لماذا خلقنا الله ؟
     
    قد يجيب البعض بأن الله خلقنا لعبادته ودليل ذلك قوله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدون ) الذاريات/ 56) ولكن هل الآية تدل على هذا الجواب؟ الصحيح أن الآية لا تجيب عن سؤال لماذا خلقنا الله وإنما تشير إلى وظيفة الإنسان في الحياة الدنيا بعد أن خلقه الله و تجيب الآية عن الهدف والغاية من خلقه قبل ان يوجد .
    والذي يسأل هذا السؤال قد يقصد أن يقول أنه عندما كان الكون والإنسان عدما فما هي الحكمة (الغاية) الربانية من خلقه؟ وقد يقصد أن يقول إن الإنسان موجود الآن فلماذا؟ أي أن السائل يسأن عن وظيفة الإنسان بعد أن خلقه الله تعالى، والسؤال بالمعنى الثاني اجابت عنه الآية ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدون ) فهي تحدد وظيفة الإنسان بعد خلقه ولا تتحدث عن الغاية الربانية من خلقه.
     
    ولا يصلح سؤال البعض "وهل يحتاج الله لعبادتنا؟" بل نحن الذين بحاجة إلى عبادته، لأن عبادته –بمعنى الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والحج- تشبع لدينا غريزة التقديس اشباعا صحيحا، فهذه العبادة توجد في النفس الطمأنينة والارتياح لأن عدم اشباع الغريزة يؤدي إلى القلق والاضطراب، وأما العبادة بمعناها الواسع أي بمعنى طاعة أوامر الله واجتناب نواهيه في كل أمور حياتنا فإن الانضباط بالشريعة الربانية تحقق مصالحنا لأن الله اعلم بمن خلق وهو بالضرورة يجب أن يكون النظام الأفضل والأتم والأكمل للإنسان، فالعبادة بهذا المعنى الواسع هي لمصلحتنا فهي تؤدي إلى صلاح الدنيا وتؤدي لصلاح الآخرة
     
    إذن لماذا خلقنا الله؟
     
    مع تحياتي
    يتبع بمشيئة الله
  2. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه أبو مالك في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
     
    بعد حل العقدة الكبرى عند الإنسان بشكلها الصحيح المقنع للعقل والموافق للفطرة من خلال عقيدة الإسلام يمكن الانتقال لحل باقي العقد التي هي أصغر من هذه العقد أو تتفرع عنها.
    فمثلا السؤال عن موضوع عدل الله باعتبار العدل هو صفة من صفات الله متفرع عن الايمان به والايمان بصفاته، فنحن نؤمن بأن الله تعالى يتصف بصفات الكمال والجلال، ولا يوجد فيها صفات نقص أو عجز، لأن صفات النقص تتناقض مع أدلة اثبات وجود ذاته ومع صفاته، والتناقض باطل لا يقبله العقل، فإذا اثبتنا أن الله قادر مستطيع لا يمكن أن نثبت له صفة العجز في نفس الوقت، فإما أن يكون عاجزا وإما أن يكون قادرا ولا يمكن أن تجتمع الصفتان في نفس الذات، ولذلك فالله جل وعلا قادر مستطيع غير عاجز، وهو أيضا له صفات الكمال ولا يجوز في حقه تعالى أية صفة من النقصان.
    وصفة العدل -التي ذكرها السيد بهاء في اسئلته أعلاه- ليست من صفات الله التي يدركها العقل ويبحثها من مثل صفات القدرة والوحدانية والأزلية وعدم الاحتياج ... الخ، لأن صفة العدل هذه ليست صفة تقع تحت الحس وتخضع للتفكير، فصفة العدل مثل صفات السمع والبصر والحياة والرحمة ...الخ لا يجوز اخضاع هذه الصفة (العدل) للبحث والتفكير والقياس العقلي، لأنها وأمثالها صفات توقيفية علينا أن نؤمن بها كما اثبتها الله لنفسه دون محاولات لتكييفها أو تؤيلها أو تحويرها لتوافق هوى الانسان وعقله. ذلك أن عقله محدود وقاصر ولا يستطيع الإحاطة بذات الله وصفاته لأن الله أزلي غير محدود وهو فوق العقل والادراك.
    وبما أن واقع العدل في الأفعال أمر غير محسوس لذك فهو مختلف فيه بين الناس، فما يراه البعض عدلا يراه آخرون ظلما، وما يراه البعض ظلما يراه آخرون عدلا، نظرا لاختلاف نظرتهم لمقياس الأفعال عن كل طرف منهم، فالمسلم يرى أن قطع يد السارق عدلا ويراه آخرون عقوبة شديدة وظالمة وأن الأولى سجنه أو تغريمه، وقد يرى آخرون بأن السارق مجني عليه من المجتمع فهو في نظرهم غير مجرم.
    ولا داعي لأن نذكر هنا قصة اختلاف الفلاسفة في تعريف ومعنى العدل، فافلاطون وارسطو تناقشا ورد كل منهما على الآخر في تعريفه للعدل، وقد ثبت لهما ولغيرهما من الفلاسفة نقصان كل التعاريف!
    وأنت كإنسان تتغير نظرتك للعدل، مع الزمن فما تراه اليوم عدلا قد تتغير نظرتك اليه عند توسع افكارك ومعلوماتك ويصبح ظلما وقد يحصل العكس، فحقيقة العدل المطلق لا يعلمه الا الله، لذلك فمرجعية العدل هي خاصة بالله وحده ولا يعلم حقيقة العدل الا الله, فالعدل عند المسلمين هو ما وافق شريعة الله أي وافق الحكم الشرعي المتعلق بأفعال الانسان، لذلك يجب علينا التسليم بهذا المعنى العدل لأن هذا من مقتضيات كوننا مسلمين، وهو من لوازم معنى الإسلام لأن الإسلام هو الاستسلام والخضوع لله وتسليم امورنا اليه.
    لذلك فقولك
     من ناحية بحث بأن الأمر عدل أو ليس عدلا هو حكم قاصر ولا يصح الحكم على الأمور من مقياس العدل، لأن مقياس العدل الصحيح لدينا هو ما وافق الشرع لا غير، فإن وافق شرع الله فهو عدل وإن خالفه فهو ظلم.
     
    مع تحياتي
     
    يتبع بمشيئة الله
  3. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو أبو مالك في الفتح الإسلامي يذهل المستشرقين   
    http://www.al-waie.org/archives/article/2966
    الفتح الإسلامي يذهل المستشرقين
    من الأسئلة التي حيرت المستشرقين والمؤرخين الغربيين سؤال مفاده: كيف استطاع المسلمون تأسيس دولة شملت ثلاثة أرباع العالم آنذاك في فترة زمنية لا تتجاوز القرن الواحد؟
    والذي يزيد في تعقيد الأمور عندهم، أن الإجابة التي توارثوها وتدارسوها تتناقض مع الواقع وطبيعة الأمور. فهو يقولون أن الإسلام أجبر الناس على الدخول فيه بقوة السيف. الأمر الذي يرفضه الإسلام نفسه، وأحداث التاريخ، وحقائق الحياة.
    وفي هذا الإطار يطرح الجادون منهم، وقليل ما هم، ملاحظاتٍ عديدة؛ منها:
    1- الحصان يحتاج يومياً لأربعين ليتراً من الماء. فكيف يستطيع من يسكن الصحراء القاحلة تأمين هذا المقدار يومياً؟ وإذا فرضنا جيشاً يضم ألف فارس فقد، فإنه سيحتاج إلى أربعين ألف ليتر ماء يومياً؛ فإذا أراد هذا الجيش السير من المدينة المنورة إلى الإسكندرية، مثلاً، فسيحتاج إلى آبار ماء متنقلة وإلى زاد كبير، فإذا أمن هذا الجيش كل ذلك، فلا بد أن يصل إلى الإسكندرية منهك القوى، محطم العزيمة، وبإمكان قلاع الإسكندرية الصمود أمام جيش على ذلك الشكل، بل بإمكان آلاف الأقباط الموجودين في الإسكندرية سحق هذا الجيش بسهولة، فلماذا لم يحدث أي شيء من تلك الأمور؟
    2- كيف استطاعت مكة والمدينة توفير الدعم الكافي خلال أيام الفتوحات مع أن إمكانيتهما تكاد لا تعتبر ذات قيمة بالمقارنة مع مدن الإمبراطورية الرومانية والفارسية آنذاك؟.
    3- كيف استطاع المسلمون عبور البحر إلى أسبانيا، وبأية أعداد، وبأية أدوات حربية، مع العلم أن الفرس لا يتحمل دوران البحر؟ ولو فرضنا أن الجيش استطاع عبور البحر؛ فيكف تمكن من الصمود والانتصار والتوغل في مجاهل تلك البلاد البعيدة والغريبة؟
    يقول المؤرخ الأسباني (اغناسيو اولا غي) في كتابه: «الثورة الإسلامية في الغرب». الصادر في برشلونه سنة 1974 ما نصه: (للوصول إلى ايبيريا كان على العرب أن يجتازوا المضيق البحري الذي يفصل أفريقيا عن أوروبا؛ الجمل «سفينة الصحراء» الذي يسبب «دوار البحر» لمن يمتطيه دون خبرة، هو سفينة صحرواية وليست بحرية. كذلك البربر لم يكن لديهم سفن حربية. وحتى لو تزود الغرب الزوارق، فقد كان عليهم أن يجدوا الربابنة المهرة. خصوصاً أن مضيق جبل طارق الذي يصل بين المتوسط الخالي من المد والجزر وبين الأطلنطي، يشكل ممراً لتيارات قوية تسير بالاتجاهين، وتخضه بصورة دائمة رياح عنيفة. إنه ممر خطر للغاية، ويعرف عنه أنه مقبرة البواخر).
    (حسب رواية «أخبار مجموعة» اعار المدعو أولبان العرب أربعة زوارق، لا يزيد الحد الأقصى لحمولة الزورق الواحد عن خمسين رجلاً إضافة إلى البحارة. يحتاج طارق، في هذه الحالة، لنقل جيشه إلى خمس وثلاثين رحلة. أي حوالي سبعين يوماً. لأن هذا النوع من الزوارق يحتاج، على الأقل، إلى يوم واحد ليقطع المسافة. وإذا حسبنا الأسابيع ذات الطقس السيئ والتي تتوقف فيها الرحلات، تصل هذه المدة إلى ثلاثة اشهر؛ لا يمكن أن يتم إبحاره كهذا إلا إذا تمكن النازلون على شواطئ أسبانيا من النجاة من مجزرة. ذلك حتى يتمكنوا من استقبال من سيلحق بهم).
    ويتابع الكاتب الأسباني الجاد فيقول: ( يقول كتاب «أخبار مجموعة» أن موسى بن نصير حين أراد أن يدفع إلى الاستسلام أهل مدينة ماردة المسورة (بسور لم يَبْنِ إنسان مثله)، قد صبغ لحيته البيضاء بلون أحمر بعد الاتصال بالمفاوضين. ثم جاء إلى الاجتماع الثاني بلحيته الحمراء، صرخ أحد المندوبين: (لابدّ أنه واحد من أكلة لحوم البشر وليس ذلك الشخص الذي رأيناه في المرة الماضية). في الاجتماع الثالث صبغ لحيته بالأسود؛ ولدى عودة المفاوضين إلى المدينة قالوا لسكانها وهم في حالة ذهول؛ أنكم تقاتلون أناساً يتغيرون بمشيئتهم؛ وملكهم الذي كان منذ أسبوع شيخاً مسناً هو الآن رجل شاب. اذهبوا واستسلموا له. هذا مطلبه).
    (كانت هذه المدينة من أهم مدن ايبيريا. كان يسكنها أكثر من نصف مليون نسمة. (لابدّ أن العرب فقدوا عقولهم أمام عظمتها). وقد ظلت مركزاً حضارياً هاماً خصوصاً بعماراتها الأنيقة، ولم تكن مأهولة بسكان جهلة. ولم يكن من الممكن خداعهم بحيلة تغيير لون اللحية).
    (وماذا عن المدن الحصينة مثل طليطلة أو رندة، صمدت هذه الأخيرة نصف قرن في وجه أمراء قرطبة الأشد قوة من طارق وموسى مجتمعين. أن يأخذ العرب مدناً بالخدعة الحربية أو بفعل الخيانات المحلية أمر يمكن فهمه، ولكن أن يجتاحوا بسهولة بالغة مئات المدن. كان بعضها من أهم مدن العالم آنذاك، فأمر آخر!!).
    ويستمر في طرح الأسئلة الكبيرة والعميقة؛ فيقول: (من المدهش أنه بع ض فتح الإسكندرية بدأت المسافات تصبح شيئاً فشيئاً طويلة. وبدأ العرب يواجهون بلاداً ذات طبيعة جغرافية صعبة. وبالمقابل بدأ الوقت اللازم لاجتياح هذه المسافات يقصر شيئاً فشيئاً. ثلاث وخمسون سنة للسيطرة على تونس. عشر سنوات لكامل شمال أفريقيا. وثلاث سنوات لشبه الجزيرة الايبيرية، صحارى وإنهاء وسلاسل جبلية تم اجتيازها بسهولة بالغة).
    (في الواقع لا يمكن لحملة عسكرية أن تستمر إلى ما لا نهاية. لأن الحملة تفقد قوتها بقدر ما تتوغل وتتقدم. وعندما يتقدم الفاتح، وتفقد قواعده الأولى القدرة على تموينه، يجب عليه أن يؤسس قواعد بديلة؛ الأمر الذي كان يتطلب وقتاً في القرن السابع. لكن العرب حسب التاريخ التقليدي أهملوا هذا المبدأ الاستراتيجي الأساسي في تلك المرحلة. فما أن يسيطروا على بلد حتى ينطلقوا لاجتياح بلد آخر. لقد وصلوا إلى تونس واتجهوا فوراً نحو المغرب؛ وما أن رأوا أمواج المحيط حتى أبحروا نحو أوروبا. ثلاث سنوات فيما بعد تسللوا عبر  جبال التبيريني واجتاحوا مقاطعة اكيتانيا في فرنسا).
    (لم يكن العرب على معرفة دقيقة بهذه الأهداف العسكرية، ولم يكن لديهم بعد خرائط ولا يعرفون حتى لماذا جاءوا وما سيفعلون في ايبيريا).
    4- ملايين البشر الذين وقعوا تحت رحمة وسيطرة الفتح الإسلامي. ماذا حدث لهم هل تمت إبادتهم؟ هذا أمر ليس عليه دليل واحد؛ بل كل الأدلة تؤكد عكسه. هل تم تهجيرهم؟ أمر غير طبيعي. ولا يوجد له دليل واحد، بل الواقع التاريخي يكذبه ويؤكد عكسه؛ ويرد السؤال: هل اعتنق هؤلاء الإسلام؟
    5- لو فرضنا أن تلك الملايين من نصارى وغيرهم اعتنقوا الإسلام بالقوة، فما الذي يدفعهم لمساعدة المسلمين وللقتال معهم والاستشهاد في سبيل الدين الجديد؟
    وللإجابة على تلك التساؤلات، وعشرات القضايا الفكرية التي مكن أن تنشأ عنها، لابدّ من معرفة حقيقة الإسلام، لأنه القوة التي بواسطتها استطاع المسلمون تحقيق ما عجز كثير عن تحقيقه، بل وفهمه.
    الإسلام طاقة حيوية هائلة، وقوة فكرية عظيمة؛ لأنه دين الخالق سبحانه. فالله عز وجل أرسل محمداً -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العبادة إلى طاعة خالق العباد وحده، ومن ظلم القوانين الوضعية إلى عدل الأوامر الإلهية. فأرشد إلى كيفية فهم المشاكل، وكيفية إيجاد الحلول لها، وكيفية تطبيقها. فهو دين الله تعالى لتنظيم علاقة الإنسان بربه ونفسه وغيره، من اجل سعادة البشرية.
    إن الذي مكن العرب من إنقاذ أنفسهم وغيرهم إنما هو الإسلام. لنأخذ عمر بن الخطاب ر-رضي الله عنه- مثالاً. الرجل قبل إسلامه كان من أشد الناس عداءاً للدين، لحدة في طبعه، واعتزاز بنفسه وتقاليده، حتى بلغ الحال بأحد الصحابة أن قال: لو أن حمار آل الخطاب أسلم ما أسلم عمر. وعندما سمع عمر بن الخطاب آيات الله تتلى، أدرك معانيها، وأيقن إعجازها. فآمن بالإسلام، واقبل عليه يتعلم أحكامه ويلتزم بها. فنقلته أفكار الإسلام من غليظ يقتل البنات عند الولادة إلى قائد كبير رحيم. سمع القرآن الكريم يقول: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ@ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} فتحركت ذهنيته. وأدرك الحق، وتوقف عن ذلك الفعل الشنيع. وسمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته» فأدرك أبعاد الكلام وأهدافه، فالتزم به، ووقف يقول: (لو أن شاة عثرت في الطريق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر). وسمع القرآن الكريم يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فشمر عن ساعديه وانطلق مع من آمن يحمل الرسالة بالحجة البيّنة، فإذا وقف الطواغيت بوجه الدعوة، بادرهم بالسيف. حتى إذا شاهد الناسُ الإسلامَ يسير فوق الأرض على أكتاف المؤمنين، أقبلوا عليه، تماماً كما أقبل عمر من قبل. واندفعوا معه، كما فعل هو مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    الإجابة على حيرتهم تتلخص في كلمة واحدة: عظمة الإسلام الذي أنزله تعالى، والتزام المسلمين بالقرآن والسنة، وتوفيق الله تعالى لهم من قبلُ ومن بعد.
    نعم عظمة الإسلام وحدها لا تكفي. إذ لابدّ من رجال يحملون الرسالة حمل النبي والصحابة. الرسالة اليوم بيننا. لمن الذي يلتزمون بها كاملة ثلة مستضعفة ومطاردة. لذلك فالذي يلاحق الأمة، والهزائم تتوالى.
    ولنأخذ اجتماعات موسى بن نصير المذكورة سابقاً. هل تخضيب لحية القائد بالحناء هو الذي فتح الحصن، وأدخل الناس في الدين أفواجاً، وجعلهم يدافعون عنه ويستشهدون في سبيله. ذلك أمر مرفوض حتماً. الذي جعل الناس تؤمن هو ما كان يدور في تلك الاجتماعات، من نقاش وحوار وجدال بين قوة أفكار الإسلام ووهن أفكار الكفر. وحتى إذا ما ثبت لأولئك المعذبين بنار الإقطاع وغموض التثليث أن التوحيد هو الحق، وأن الرجال الذين يحملون هذه الدعوة صادقون واعون مؤثرون قادرون على إنزال الهزائم النكراء بمثل تلك المجتمعات المتهاوية من الداخل، فتحوا لهم الحصون، وأقبلوا على الإسلام يلتزمون به ويدافعون عنه، لما لمسوه وشاهدوه من عظمته وعدله.
    لذلك لم يحتجْ الجيش إلى مؤنة تصله من المدينة المنورة ليكمل المسير. فالذين دخلوا في الدين سمعوا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} فبذلوا النفس والمال. ولم يحتج الجيش إلى الخرائط، لأن الذين آمنوا من أهل البلاد حملوا الإسلام بأنفسهم، وساعدوا جيشهم ـ الجيش الإسلامي ـ على التوغل. ولم يحتج الجيش إلى آبار ماء متنقلة أو تقنية متطورة، لأنه استخدم ذلك المتوفر بدافع تلك الطاقة الحيوية الهائلة التي زرعها الإسلام في قلوب الملتزمين به.
    ولا شك أن الدعوة سبقت المعركة. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أرسل الرسائل إلى الملوك والعظماء. فسار على سنته الخلفاء كابراً خلف كابر. وأمر الصحابة بوجوب دعوة الناس قبل قتالهم، والاكتفاء بالجزية إذا قبلوا سلطان الإسلام ورفضوا اعتناق الدين. فالتزم المسلمون بذلك جيلاً بعد جيل. الأمر الذي يؤكد أن الناس علمت بالإسلام وعظمته وعدله قبل وصول المجاهدين. فإذا ما وصل المجاهدون، وشاهدتهم الشعوب الضالة إسلاماً يتحرك فعلاً: إسلام لا يتعدى ولا يظلم ولا يسرق ولا يغتصب، إسلام ينصر المظلوم ويعين الضعيف، ويحل العقدة الكبرى عند الإنسان، إسلام يطبق قوانين الدولة الإسلامية على المسلمين وغيرهم سواء بسواء من دون تمييز، دخل الناس في دين الله أفواجاً.
    المسلمون كانوا يعرفون ماذا يريدون ويعرفون سبب ذهابهم إلى الأندلس. لقد كانت حياتهم من أجل الإسلام، به عاشوا وفي سبيل الله عملوا واستشهدوا، ولنشره فتحوا ثلاثة أرباع العالم في أقل من قرن واحد. كل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى.
    فيا أيها المسلون، عالجوا مشاكل الحياة بالإسلام. ابحثوا عن دواء الشريعة لأمراض الفقر والجهل والظلم والمخابرات والجنس والعنف والنميمة والفجور. ادعوا الناس لذلك الدواء الشافي. ادعوا الناس لعقدية الإسلام التي ينبثق عنها علاج كل ذلك. فإذا ما عادت الثقة لأفكار الإسلام، ولشباب الإسلام، قامت الدولة الإسلامية التي تحمل الرسالة وتفتح البلاد وتنقذ الأمم.
    الأمر والله قريب، فعلى الله يا أبناء الإسلام توكلوا. انتظموا في حلقات الدارسة، والتزموا بالإسلام، واحملوه للناس، بالطريقة الشرعية، تخضع لكم الجبابرة، وينصركم الله. {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}. والله أكبر.
  4. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو أبو مالك في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    بارك الله فيك أخي يوسف، ونحن فعلا ننتظر إجابة من الأخ السائل وتفاعلا حتى نستنمر في النقاش ان شاء الله 
  5. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو طواف في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    لماذا خلق الله الخلق...

    ليس السوال هذا بالمبتدع. و قد خاض فيه بعض المتصوفة و المتفلسفة من المسلمين.
    و الحقيقة ان اللبس في هذا ها البحث هو قياس الخالق، واجب الوجود، على البشر بتفكيره و افعاله و ارادته. و هذا القياس مغالطة باطلة اساسها محدودية العقل، فليس للعقل ادراك ذات الخالق و نصيبه ان يستدل على وجوده من وجود الموجودات. و هنا يخطئ البعض بمحوالة ملئ الفجوة بقياس الخالق على المخلوقات، و بالتحديد الانسان، و هذا تصور غلط. فيجب ازالة اي تصور بان الخالق كانه رجل في السماء يفكر و يريد و يفعل كالبشر؛ ليس الله كذلك.
    و من هنا فان السوال بـ"لماذا خلق الله الخلق" ليس سوالا ذا واقع. و الخوض فيه بناء على وهم. فالواقع هو ان الوجود موجود ولا واقع لعدم وجوده. فالسوال اذن لا يكون متعلقا بشيئ و لا يكون له معنى الا اذا صرف الى الواقع عملي و هو "ماذا يفغل المخلوق بوجوده" و لذا كان الجواب باننا نعبد الله و نعمر الارض.
    و من هنا كان الحديث عن الخالق، واجب الوجود، بصفاته و اسمائه كلها مردها في النهاية الى الواقع عملي و هي تصويرات و تقريبات للعقل فيما يتعلق بالمخلوقات، وليس خوضا ميتافيزيقيا عبثيا. اذ ان ذات الله لا تدرك و لا يحيط بها التفكير.
  6. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه احمد هلال ابو اياس في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    حضرة السيد بهاء
    الاسئلة التي طرحتها من قبيل:
    هل هذا السؤال أو الأسئلة تقع في عالم الشهادة، أم هي أسئلة عن عالم الغيب؟
    انظر إلى صيغة السؤال لماذا يخلق الله الإنسان؟ لماذا يخلق الله أرضا و   و  ؟؟
    إذا سؤالك هو ليس موجها للمخلوقات بل هو موجه للخالق، أي إلى الله جل وعلا، ولأجل الحصول على إجابة عليك أن تتواصل مع الخالق لتحصل على إجابة منه!
    ولكن هل يمكنك أن تتواصل مع الله وهو غيب؟ بمعنى أن ذاته وصفاته لا تقع تحت الحس، وبذلك نعود إلى ضوابط التفكير التي هي شروط لصحته وهي أن ما لا يقع عليه الحس لا يمكن التفكير فيه، وبالتالي لا يمكن الحكم على ذات الله وصفاته، فتكون الاسئلة التي سألتها معلقة ولا اجابات عليها، إلا إذا تلقيت اجاباتها من الله، فحينئذ يمكنك التفكير بها عقلا والرضى بها أو السخط منها بمعنى أن تؤمن أو تكفر بها!
    وما دمت سميت نفسك بأنك ملتزم جديد بمعنى أنك مسلم مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه القرآن الكريم، فيجب عليك تلقي ما جاء في القرآن الكريم الذي هو كلام الله ورسالته للبشر، وكذلك تلقي ما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالرضى والقبول، والا خرجت من الإسلام.
    والقرآن وحديث الرسول عليه السلام فيه شفاء لما في الصدور والقلوب، أي فيهما الاجابات عن كل الاشكاليات والاسئلة التي يحتاج الإنسان للاجابة عليها ليطمئن قلبه ويسعد في دار الدنيا والآخرة. وعليه يجب عليك كمؤمن دراسة القرآن والحديث للبحث عن اجابات عن جميع الأسئلة التي هي من جنس المغيبات التي لا يقع الحس عليها، وما وجدت فيهما من اجابات يجب أن يطمئن اليها قبلك ويشفى ما في صدرك من ضيق وحرج بسبب ضغط الأسئلة التي تشكل لديك عقدة وعقد بحاجة إلى حلول.
    يتبع بمشيئة الله
  7. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه احمد هلال ابو اياس في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    لنعد الآن لطبيعة الأسئلة التي طرحت من قبل السيد بهاء، هل هي فعلا أسئلة فطرية طبيعية يسألها كل إنسان؟ أم أن هنالك أسئلة أولى منها وأهم منها، يجب أن تسأل ومن الطبيعي والفطري والضروري أن يطرحها كل عاقل ومفكر؟
    فهل سؤال "لماذا خلق الله الإنسان"؟ هو بداية ما يجب أن يسأل! وهل السؤال عن عدل الله حين خلق هو فعلا السؤال الطبيعي؟ وهل السؤال عن حاجة الله إلى الخلق؟ هو سؤال فطري. ولا بد من تلقي اجابات لهذه الأسئلة أولاً؟؟؟
    أرى أن هذه الأسئلة هي أسئلة مفتعلة وهي ليست طبيعية ولا فطرية، وليست هي الأسئلة الصحيحة التي يجب أن تسأل ويبدأ بها!!
    لماذا هي ليست بالأسئلة الصحيحة والطبيعية؟ لأن الأسئلة التي يسألها البشر في العادة هي أسئلة أهم وأولى من هذه الأسئلة، وهي تلك الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى عند الإنسان وبحاجة إلى اجابات عنها، واجاباتها تحدد توجه الإنسان الفكري وتحدد مصيره وغاياته واولوياته وتحدد اعتقاداته، وينبني عليه سلوكه ونظام حياته وتصرفاته.
    فما هي الأسئلة الطبيعية والضرورية التي يسألها عقل الإنسان؟ والتي لا بد منها ولا بد من اجابات عليها وهي التي تشكل العقدة الكبرى لديه؟
    كل عقل وفكر سوي لا بد أن يسأل الآسئلة الكبرى التالية وهي:
    ·        من أين أتى؟ أي من هو أصل الإنسان؟
    ·        إلى أين سيذهب؟ أي ما هو مصير الإنسان بعد الموت
    ·        ولماذا؟ أي ما هي الغاية من وجوده في الحياة الدنيا؟
    وهناك أسئلة تتعلق بهذه الأسئلة ولكنها تشكل عقدا صغرى، تحل تلقائيا مع وجود اجابات صحيحة عن هذه الأسئلة الكبرى.
    وفي الحقيقة كل الأديان العقائد والمبادئ تعطي اجابات محددة لهذه الأسئلة، واختلاف الاجابات عن هذه الأسئلة هي التي تجعل الاجابات والأفكار التي احتوتها عقيدة مختلفة عن باقي العقائد. فكل دين وكل عقيدة وكل مبدأ له فلسفة معينة في اجابات هذه الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى للإنسان.
    لذلك عليك أولاً الإجابة عن هذه الأسئلة الكبرى التي تشكل عقدة اساسية لا بد من حلها، وحلها يكون باعطاء اجابات صحيحة مقنعة للعقل وموافقة للفطرة تؤدي إلى الطمأنينة الدائمة أي السعادة عند الانسان وهذا هو معنى قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" لأن اجابات الإسلام عن العقدة الكبرى هي اجابات صحيحة تشفي ما في الصدر والقلب من شك وريبة وانزعاج وتوصل إلى الطمأنينة والسكينة.
    وقد اجاب الإسلام عن هذه الأسئلة بأن قال بأن جواب السؤال الأول هو أن أصل الانسان انه مخلوق لله خالقه وربه، فالله خلق الكون والحياة والإنسان فتكون العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة الخلق والربوبية وأن هل الله هو مسبب جميع الأسباب.
    أما السؤال الثاني فقد اجابه الإسلام بأن قرر أن الموت ليس نهاية الانسان بل هناك حياة أخرى بعد الموت، وأن فيها محاسبة على أعمال الإنسان في الحياة، فإما أن يدخل الجنة وإما أن يكون مصيره النار
    والسؤال الثالث اجابه الإسلام وقرر بأن الغاية من خلق الإنسان هي اعمار الأرض بأن يكون خليفة فيها يطبق شريعة الله وأن يكون عبدا لله أي طائعا له في كل شؤون حياته، وقد قرر الإسلام بأن الله سخر له ما في السموات والأرض واعطاه حرية الارادة والاختيار ليقوم بهذه المهات، وأنه إذا نجح في هذا الامتحان فسيكون مصيره الجنة، وأنه إذا فشل وكفر فسيكون مصيره النار والعياذ بالله.
    هذه الاجابات هي باختصار تشكل عقيدة الإسلام وفكرته الكلية عن الكون والانسان والحياة، والتي بدون الايمان العقلي بها لا يدخل الانسان الاسلام ولا يكون مؤمنا، وهي معنى الشهادتين "اشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله" والشهادة تقتضي وجود الدليل والشاهد على الموضوع، ولذلك لا يقبل ايمان المؤمن الا بالشهادة بأن الله حق وأن الرسول حق وأن القرآن كتاب الله حق وأن الآخرة حق وأن الجنة والنار حق وأن الانسان مستخلف في هذه الأرض لعمارتها وعبادة الله فيها. ولذلك لا يصير المؤمن مؤمنا الا بوجود الدليل العقلي لديه عن هذه الأمور والأفكار حتى تصلح شهادته وتكون شهادة حق.
    يتبع بمشيئة الله
  8. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه عبدالواحد في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    حضرة السيد بهاء
    الاسئلة التي طرحتها من قبيل:
    هل هذا السؤال أو الأسئلة تقع في عالم الشهادة، أم هي أسئلة عن عالم الغيب؟
    انظر إلى صيغة السؤال لماذا يخلق الله الإنسان؟ لماذا يخلق الله أرضا و   و  ؟؟
    إذا سؤالك هو ليس موجها للمخلوقات بل هو موجه للخالق، أي إلى الله جل وعلا، ولأجل الحصول على إجابة عليك أن تتواصل مع الخالق لتحصل على إجابة منه!
    ولكن هل يمكنك أن تتواصل مع الله وهو غيب؟ بمعنى أن ذاته وصفاته لا تقع تحت الحس، وبذلك نعود إلى ضوابط التفكير التي هي شروط لصحته وهي أن ما لا يقع عليه الحس لا يمكن التفكير فيه، وبالتالي لا يمكن الحكم على ذات الله وصفاته، فتكون الاسئلة التي سألتها معلقة ولا اجابات عليها، إلا إذا تلقيت اجاباتها من الله، فحينئذ يمكنك التفكير بها عقلا والرضى بها أو السخط منها بمعنى أن تؤمن أو تكفر بها!
    وما دمت سميت نفسك بأنك ملتزم جديد بمعنى أنك مسلم مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه القرآن الكريم، فيجب عليك تلقي ما جاء في القرآن الكريم الذي هو كلام الله ورسالته للبشر، وكذلك تلقي ما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالرضى والقبول، والا خرجت من الإسلام.
    والقرآن وحديث الرسول عليه السلام فيه شفاء لما في الصدور والقلوب، أي فيهما الاجابات عن كل الاشكاليات والاسئلة التي يحتاج الإنسان للاجابة عليها ليطمئن قلبه ويسعد في دار الدنيا والآخرة. وعليه يجب عليك كمؤمن دراسة القرآن والحديث للبحث عن اجابات عن جميع الأسئلة التي هي من جنس المغيبات التي لا يقع الحس عليها، وما وجدت فيهما من اجابات يجب أن يطمئن اليها قبلك ويشفى ما في صدرك من ضيق وحرج بسبب ضغط الأسئلة التي تشكل لديك عقدة وعقد بحاجة إلى حلول.
    يتبع بمشيئة الله
  9. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه أبو مالك في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    حضرة السيد بهاء ايها الملتزم الجديد كما وصفت نفسك
    ارجو منك التفاعل مع الاجابات والمداخلات في هذا المنتدى، خصوصا وأنك صاحب السؤال!
    بداية كل سؤال يطرحه العقل مشروع ولا اعتراض على الأسئلة المنطقية وبالتالي دائما هناك اجابات عن كل الاسئلة ولكن!!
    ولكن هل يمكن أن يتلقى العقل الاجابة عن كل سؤال مهما كان؟! من الواضح للعقلاء بأن هناك عالمان عالم الشهادة وعالم الغيب، ومحاولة معرفة عالم الغيب يصطدم بجدار الحس لأنه مغيب عن الأحاسيس التي هي مناقذ الدماغ للحصول على المعلومات ونقل الواقع إلى الدماغ.
    أي نحن هنا بحاجة إلى معرفة معنى التفكير والحكم العقلي وشروط التفكير، وإذا ادركنا ذلك عرفنا حدود التفكير العقلي والادراك الفكري، وبذلك نلتزم بحدود التفكير الصحيح المنتج ونبتعد عن التفكير الخيالي البعيد عن الواقع والسباحة في عالم اللامحسوس أي عالم التخريفات
    وشروط التفكير أربعة وهي: وجود الواقع المحسوس، والحواس السليمة، والدماغ الذكي الصالح للربط، والمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع
    وأي خلل في أي شرط لا يستطيع العقل الحكم السليم على الواقع، فإذا انعدمت الحواس فلا مجال لنقل صورة الواقع إلى الدماغ وإذا انعدم الواقع فلا تنفع الحواس لأنها لا ترى ولا تحس شيئا، وإذا كان الدماغ غير صالح للتفكير والربط الذكي فلا حكم للعقل، وإذا لم توجد المعلومات السابقة فلا يستطيع العقل فهم معنى الواقع وبالتالي لا يستطيع الحكم عليه،
    هذه المقدمة ضرورية للموضوع حتى نستطيع بعد ذلك الانتقال للإجابة عن اسئلتك
    ولكم تحياتي
     
  10. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه فارس الكلمة في منقول: الحراك الثوري والصراع الحضاري - أ. يوسف الساريسي   
    السلام عليكم
    نبارك للجميع عودة منتدانا منتدى العقاب للعمل من جديد وادعو الله أن بنفع به المسلمين 
    مشكور أخي فارس الكلمة على نقل هذا الموضوع المنشور سابقا في مجلة الوعي
    وارجو ان ينتفع به المسلمون في تغيير احوالهم إلى ما يرضي الله ورسوله
  11. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه محمد ابو شاح في الالحاد النفسي ..... ماذا يفعل الله بعذابكم   
    السلام عليكم
    أخي المحقق
     
    كل الأسئلة المتعلقة بالعقدة الكبرى والعقد الصغرى مشروعة ولا مشكلة فيها، إنما المشكلة تمكن في منهجية التعامل مع هكذا أسئلة
    فبعض الأسئلة يجاب عليها بالبحث العقلي المنطلق من الإحساس بالكون والإنسان والحياة، وبعضها لا يمكن الإجابة عليه إلا من خالق هذا الكون والإنسان والحياة
     
    فمثلا البحث في الأدلة على وجوج الخالق أمر عقلي ويتوصل إليه العقل، أما اليوم الآخر فهو أمر غيبي لأنه غير محسوس فالإجابة عنه تحتاج إلى دليل نقلي وإن كانت بعض جوانبه يبحثها العقل، لذلك كان إثبات اليوم الآخر من الأدلة النقلية وتحتاج إلى أن يخبرنا الخالق سبحانه عنها
     
    أما العقد الصغرى كسؤال لماذا يموت الأطفال وتحدث الزلازل والبراكين ولماذا يسمح الله بالقتل والظلم ولماذا الأمراض ولماذا خلق الله ابليس والخنزير ولماذا لوني أبيض أو أسود ولماذا أنا فقير وغيري غني فأين العدالة؟!! وغيرها من أسئلة فهي تشكل عقدا صغرى
    وهذه العقد الصغرى تحل بحل العقدة الكبرى، لذلك فالنقاش يتوجه أولا إلى حل العقدة الكبرى أولا وبعد حلها ننتقل إلى حل العقد الصغرى وغالبها يحل بمعرفة أن الله حكيم خبير لا يسأل عما يفعل ومعرفة أسماء وصفات الله تعالى، وأن الخير والشر لا يعرف حقيقتهما إلا الله ،
    لذلك فكل أحكام البشر قاصرة ووتنطلق من منطلقات شخصية، ويجب العلم بأن عقل الإنسان محدود ولا يحيط البشر بعلم الله شيئا حتى يدركوا الحقائق، ويدركوا كنه الأشياء والحوادث،
     
    وهذا دليل النقص والعجز والحاجة إلى الاستعانة بالله المعين ، ولذلك كان الايمان بالقدر جزء من عقيدة الإسلام لأنه هام جدا في التسليم لله في مثل هذه الأمور، بالإضافة إلى عقيدة التوكل على الله وتفويض الأمور إليه
     
    أما بشأن أسئلة لماذا خلق الله الدنيا والبشر وأسئلة اليوم الآخر وعذاب جهنم؟ فهذه الأسئلة وأمثالها هي من أفعال الله ولا يجوز لنا أن نخضع الله تعالى وأفعاله لقوانين البشر من حيث العلة الغائية للأفعال، فلا يجوز إخضاع إفعال الله وبحث العلة الغائية لها، فإذا أخبرنا الله بالعلة أخذنا بها وإن لم يخبرنا آمنا وصدقنا أنه الحق، وأن الله لا يظلم أحدا وأن العذاب في الآخرة جزاء على الكفر والمعاصي في الدنيا أما كيف فلا ندري لأن ذلك بحث في المغيبات وهو بحث فضلا عن أنه حرام فهو مستحيل.
     
    فمثلا أخبرنا الله تعالى أنه خلق الجن والإنس لعبادته وليكون خليفة في الأرض وليعمرها بشرع من عند الله، فهذه الأمور هي وظيفة الإنسان في الحياة الدنيا وليست هي العلة الغائية من خلق الله الإنسان فالله لم يخبرنا لمذا خلق الكون والإنسان والحياة وإنما أخبرنا بواجبنا ووظيفتنا وفرق شاسع بين الأمرين أن دققت فيه.
     
    والله المستعان وعليه التكلان
     
    والحمد لله رب العالمين
  12. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه ابو المنذر الشامي في مكانة الدولة في الاسلام للدكتور يوسف القرضاوي   
    السلام عليكم
     
    أخي أبا مالك
     
    الكلام تقريبا صحيح في مكانة الدولة الإسلامية
     
    ولكن القرضاوي وغيره من أصحاب مدرسة الاعتدال والوسطية يريدون الآن الدولة المدنية
     
    ونحن لا نريد الدولة المدنية بل نريد دولة المدينة التي اقامها رسول الله
     
    فلماذا أتيت بهذا الموضوع الآن؟
  13. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه ابو انعام في الفساد من وجهة نظر الإسلام   
    السلام عليكم
    حضرة الأخ حسن
     
    موضوعك قيم جدا، فبارك الله فيك!
     
    لكن لو دققت النظر فيما يروجه الفكر الغربي من مفهوم للفساد، لرأيت أنهم لا يعنون ما عنيت، وإنما يدور بحثهم في الفساد بالأساس على الفساد المالي ثم على الفساد الإداري
     
    أما الفسادالفكري فلا يبحثونه لأنهم يتبنون الفكرة النفعية والبراجماتية، فلا ينظرون إلى فساد الأفكار من ناحية صوابها أو مجانبتها للصواب ، ومن ناحية كونها حق أو باطل، وإنما ينظرون إليها من زاوية البراجماتية أو الذرائعية ويقصدون بذلك أن الفكرة تكون حسنة إذا انتجت منفعة لهم وأن الفكرة تكون سيئة إذا كانت غير عملية لا يمكن تطبيقها أو إذا انتجت ضررا.
     
    لذلك ارى أن عليك التركيز والبحث في الفكرة البراجماتية وبيان فسادها لأنها الأصل في الأفكار عندهم
     
    كذلك يا حبذا لو عرفت لنا واقع الفساد والمفسدين، وهل يمكن إصلاح ما فسد أم يجب تغييره؟
     
    وهل يثبت الفساد من النظرة الفكرية إلى الأساس؟ أم يثبت الفساد أيضا من تطبيق الفكرة ومن خلال تتبع آثار ونتائج التطبيق ورؤية فوائد التطبيق أو فساده في العلاج؟ فمثلا هل يمكن إثبات فساد النظام الاقتصادي الرأسمالي من نتائج تطبيقه في المجتمعات الرأسمالية أم لا؟
     
    وهناك أمور أخرى يمكن تضمينها في البحث ليكون شاملا مثريا منتجا
     
    بانتظارك
     
    وتقبل تحياتي
  14. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه ورقة في كتاب قيم لأستاذنا أبي مالك: ضوابط التعامل مع مسائل صفات الله   
    السلام عليكم
    الأخوة الكرام
    أظن أن الكتاب أخذ جهدا عظيما من أخينا أبي مالك لإنجازه فالشكر والحمد أولا وأخيرا لله ثم الشكر لمن سطرت يداه هذا الكتاب القيم وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسنات أخينا ابي مالك
    أتى الكتاب بفكرة قيمة في كيفية التعامل من النصوص الشرعية المتعلقة بآيات الصفات وكيف تعامل معها العلماء والفرق المختلفة وبين أوجه الخلط والخطأ في التعامل وكذلك المنزلقات التي انزلق فيها البعض وبين الطريقة الصحيحة في تناول وتفسير آيات صفات الله تعالى من خلال الفهم الصحيح المبني على اللغة العربية.
    ولدي فكرة أطرحها لأخي أبي مالك بعرض الكتاب على بعض المعنيين بالموضوع لأبداء الملاحظات على محتوى الكتاب ونقده إن أمكن، حتى يتم تحسينه وتجويده في الطبعة القادمة إن شاء الله
    ويفضل أن يعرض الكتاب على الجهات ذات العلاقة بالكتاب، مثل سلفيي الحنابلة والمتكلمين ممن يشهد لهم بالنزاهة والعلم والتقوى، لإبداء ملاحظات جدية عليه ونقاشهم فيها وسيكون في ذلك فائدة عظيمة إن شاء الله،
    فأرجو -وبعد إذن أخي أبي مالك- بأن يقوم بعض الشباب من المنتدى ممن لديه علاقات أو أصدقاء ممن ذكرنا أن يعرضه عليهم لنرى رأيهم ورد فعلهم وأظن بأن الكتاب يستأهل ذلك لما فيه من جهد عظيم
    وجزاكم الله خيرا
  15. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو ورقة في كتاب قيم لأستاذنا أبي مالك: ضوابط التعامل مع مسائل صفات الله   
    لا يوجد في امكانيات المنتدى أكثر من وضع "أعجبني"، لكن... عند الله سبحانه وتعالى أجر عظيم، ومقام كريم، ومغفرة ورحمة، وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
     
    فأسأل الله العفو الكريم أن يكتبها جميعها لكم جميعا، وأن يكتبنا معكم وفيمن أحبكم
  16. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه راجي رحمة الغفور في كتاب قيم لأستاذنا أبي مالك: ضوابط التعامل مع مسائل صفات الله   
    السلام عليكم
    الأخوة الكرام
    أظن أن الكتاب أخذ جهدا عظيما من أخينا أبي مالك لإنجازه فالشكر والحمد أولا وأخيرا لله ثم الشكر لمن سطرت يداه هذا الكتاب القيم وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسنات أخينا ابي مالك
    أتى الكتاب بفكرة قيمة في كيفية التعامل من النصوص الشرعية المتعلقة بآيات الصفات وكيف تعامل معها العلماء والفرق المختلفة وبين أوجه الخلط والخطأ في التعامل وكذلك المنزلقات التي انزلق فيها البعض وبين الطريقة الصحيحة في تناول وتفسير آيات صفات الله تعالى من خلال الفهم الصحيح المبني على اللغة العربية.
    ولدي فكرة أطرحها لأخي أبي مالك بعرض الكتاب على بعض المعنيين بالموضوع لأبداء الملاحظات على محتوى الكتاب ونقده إن أمكن، حتى يتم تحسينه وتجويده في الطبعة القادمة إن شاء الله
    ويفضل أن يعرض الكتاب على الجهات ذات العلاقة بالكتاب، مثل سلفيي الحنابلة والمتكلمين ممن يشهد لهم بالنزاهة والعلم والتقوى، لإبداء ملاحظات جدية عليه ونقاشهم فيها وسيكون في ذلك فائدة عظيمة إن شاء الله،
    فأرجو -وبعد إذن أخي أبي مالك- بأن يقوم بعض الشباب من المنتدى ممن لديه علاقات أو أصدقاء ممن ذكرنا أن يعرضه عليهم لنرى رأيهم ورد فعلهم وأظن بأن الكتاب يستأهل ذلك لما فيه من جهد عظيم
    وجزاكم الله خيرا
  17. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو مؤذن النصر في مجموعة كتب العم أبي مالك   
    ضمن سلسلة مفاهيم في العقيدة ،
     
    إليكم الجزء الرابع :
     
    ضوابط التعامل مع مسائل صفات الله تعالى
     
    للأستاذ ثائر أحمد سلامة (أبو مالك)
     
    راجعه وعلق عليه :
     
    الأستاذ يوسف نجيب الساريسي
     
    ==============================
     
    رابط تحميل الكتاب :
     
    https://www.facebook.com/groups/169561169861992/288678517950256
     
    رابط مجموعة " كتب الأستاذ ثائر سلامة (أبو مالك) " :
     
    https://www.facebook.com/groups/169561169861992/
     
    رابط الصفحة الرسمية للأستاذ ثائر أحمد سلامة على الفيس بوك :
     
    https://www.facebook.com/ThaerA.Salameh
     
     

  18. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو أبو مالك في مجموعة كتب العم أبي مالك   
    من لا يشكر الناس لا يشكر الله
    أخي مؤذن النصر، بارك الله بك ورضي عنك
    ما كان لهذه الكتب أن ترى النور بهذه الحلة إلا بفضل الله تعالى أن سخر لها من يقدمها بهذه الجهود الضخمة التي بذلتها
    فالله أسأل أن يشكر لك، وأن يبارك فيك ويجزيك كل خير ويجعل لك فيها صدقة جارية وعلما ينتفع به إلى يوم القيامة
  19. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه جاسر في نظرية سايبر ورف العلاقة بين اللغة والفكر.   
    السلام عليكم
    الأخ جاسر
    يقول الحزب بأن اللغة هي وعاء الفكر، فهي الأداة التي نعبر بها عن ما في الأذهان من معاني، وكلما كانت هذه الأداة قوية ودقيقة كان نقل المعاني الذهنية إلى الآخرين أدق وأصح، والعكس بالعكس.
    أما النظرية التي تسأل عنها أي نظرية سايبر فأنا شخصيا لم أطلع عليها ولكن احكم فقط من خلال الموضوع الذي نقلته لنا من كتابة د. سالم موسى، ولذلك فقد يكون الحكم قاصرا!
    أما قول سايبر بأن " اللغة بما تحتوي من مفردات ومن نماذج ورموز ليس فقط تسهل عملية توجيه التفكير بل وتتحكم في طريقة التفكير " ففيها جزء من الصحة من حيث أن الطفل الذي يتعلم اللغة لا يكون لديه معلومات سابقة، بل يحصل على المعلومات السابقة لاحقا ممن حوله من خلال المدلولات اللغوية للأفكار، فإذا كانت اللغة قوية ومعبرة بالتفصيل عن الأفكار والمعاني الواقعية كانت المعلومات التي يتلقاها ذهن الطفل دقيقة ومفصلة وواضحة وإذا كانت اللغة ركيكة وتعبر بمعاني عامة غير مفصلة فإنها تسبب الغموض والتشويش عدم الوضوح في المعاني الذهنية، وبالتالي فإن المعلومات السابقة المختزنة تكون معلومات مبهمة غير واضحة
    وكما تعلم فإن طريقة التفكير هي عملية ربط بين الواقع المحسوس والمعلومات السابقة بقصد الحكم على الواقع بواسطة فهمه وتفسيره، وبما أن عملية الربط الذكي في الدماغ تستند إلى المعلومات السابقة التي اخذت بواسطة وعاء اللغة وخزنت لاحقا في الذاكرة، وتم استرجاعها عند العملية الإدراكية لربطها بالواقع، فإنها ترتبط به بشكل غامض ومشوش وبالتالي فإن الحكم على الواقع يعبر عنه بلغة غامضة مبهمة كما يرتبط السبب بالمسبب (النتيجة).
    لذلك كلما كان الشخص متمكنا من اللغة فصيح اللسان يكون ابلغ في الاقناع والتأثير من غيره، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحيدث الشريف الذي رواه مسلم (إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم) ومعنى ألحن أي أفصح وأقنع وأبلغ في الكلام ، مع أن صاحب الفصاحة واللحن قد يكون غير صاحب حق وقد يكون الحق مع من هو أقل اقناعا ذلك أنه لا يستطيع أن يعبر عن الواقع الذي شاهده بكلام صحيح فصيح.
    وبالنسبة لسؤالك حول إنكار نظرية سايبر للمعلومات السابقة وأن المعرفة أتت بعد الواقع، فهذا لم يرد في الموضوع، وفي العادة فإن مثل هذه النظريات لا تناقش تعريف التفكير ولزوم المعلومات السابقة من عدم لزومها، وإنما تندرج تحت علوم اللسانيات وعلاقة اللغة بالفكر، وتحاول تفسير التأثير المتبادل بين اللغة والفكر، فتشومسكي استاذ اللسانيات ومدرسته واتباعه يرون أن هناك قوانين عالمية تتحكم في اللغة ويقللون من أهمية الاختلافات البشرية، وهذا خلاف ما تطرحه نظرية سايبر
    والخلاصة أن اللغة ليست جزءا من المعلومات السابقة بل هي الوعاء والأداة التي تنتقل فيها المعلومات بين الناس ومن جيل إلى جيل وكلما كانت اللغة مفصلة ومعبرة بدقة عن المعاني الذهنية كانت أقرب إلى الواقع من اللغة الغامضة المبهمة فقيرة المفردات التي تعبر عن المعاني بشكل مشوش وغامض.
    ولأن الأفكار هي نتيجة عملية التفكير من خلال ربط الواقع المحسوس بالمعلومات السابقة وأداة التصور الذهني المعبر عن المعلومات السابقة هي اللغة فيكون هناك تأثير متبادل بين التفكير واللغة والتعبير عما في الذهن من معاني بشكل فصيح ودقيق أو بشكل غامض ومبهم.
    وأود طرح مسألة هامة تتعلق بلغتنا العربية وتراثنا، من حيث التسليم بأن اللغات البشرية تتغير وتتطور، فلا بد لمن يعنيه أمر الأمة ونهضتها ورفعتها، من ملاحظة أهمية استخدام اسلوب لغوي معاصر يعبر عن المعاني الذهنية لأبناء الجيل الحاضر، ذلك أن قراءة الأجيال الحاضرة للتراث قد تكون مشوشة وغامضة ونلاحظ أن الكثير منهم ينفرون من قراءة الكتب التراثية الصفراء لصعوبة فهمها وهضمها، فكان لا بد من وجود طابع لغوي جديد للتعبير عن المعاني الفكرية التراثية لتسهيل فهمها وتوضيحها للأجيال الجديدة. وذلك باستخدام لغة خطابية واضحة معبرة عن المعاني الشرعية التي تفهم بها النصوص القديمة.
    وهذا بالضبط ما قام به الشيخ تقي الدين رحمه الله في كتبه التي ألفها، ابتداء من نظام الإسلام إلى كتاب النظام الاقتصادي إلى أصول الفقه (الشخصية ج3 ) وغيرها، باستخدام اسلوب ذي طابع فكري معبر عن المعاني من خلال خطاب لغوي معاصر يفهمه المثقفون والمفكرون وقريب من عامة الناس. وذلك بغرض أن يكون حزب التحرير كما ورد في كتاب التكتل فصيح التعبير واضح اللغة صادق اللهجة لتتفاعل الأمة مع الحزب وتحتضنه ليكون قائدا لها.
     
    والسلام عليكم ورحمة الله
  20. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه ابن الصّدّيق في خسارة ان المسلمين لا يعملون على نشر الاسلام   
    فتيات يهوديات يعتنقن الاسلام داخل الخط الاخضر
     
    نشر الثلاثـاء 07/01/2014 (آخر تحديث) 08/01/2014 الساعة 08:23
     
     
     



     
    القدس- معا - تحوّلت الفتاة الاسرائيلية "اليهودية" في مطلع العشرينيات من العمر الى نجمة تسابقت على اقتباس اقوالها وكالات الانباء المختلفة ويحضر للاستماع اليها كبار الشخصيات الاعتبارية، ليس لانها فازت ببرنامج من برامج تلفزيون الواقع بل لانها فتاة اعتنقت الاسلام الذي تعرفت عليه في مركز "دار السلام" بقرية كفر قرع داخل الخط الاخضر الذي يهتم بتعريف غير المسلمين بقوانين وقيم الاسلام الحنيف، لكنه وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية يركز نشاطه على استقطاب الفتيات اليهوديات وجذبهن نحو الاسلام، علما بان المركز لا يمتلك اي موقع إلكتروني ولا يقوم بنشاطات اعلامية من اي نوع مركزا جهوده على غير اليهود للاسلام حسب الصحيفة العبرية.
     
    وتفيد التقارير وفقا لصحيفة معاريف بان المركز يعمل على طريقة "صديق ياتي باخر" بمعنى أن كل شاب أو فتاة اعتنق الاسلام سيأتي بشاب أو فتاة اخرين للمركز الذي يقدم مواد ودورس في الدين الاسلامي باللغة العبرية، اضافة لبرنامج الكراسة "الطريق الى السعادة" التي تعرض السعادة الكامنة في قلب الاسلام للقارئ اليهودي.
     
    وكانت البداية عام 2008 حسب رواية "عايشة" من خلال فيلم قصير عن مؤتمر عقد داخل المركز "عانيت من اوجاع شديد في البطن فأرسلت احدى صديقات المهتمات بالاسلام لي فيلم فيديو يحتوي قراءة لاحدى سور القرأن وحين سمعتها بدات الاوجاع بالتلاشي والانحسار لتعود الي من جديد فور انتهاء تلاوة السورة حينها فقط فهمت القوة الكامنة في الاسلام" قالت عايشة.
     
    وأضافت "مع مرور السنين قرأت قصصا في مواقع الكترونية حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام واخذت رغبتي باعتناق الاسلام بالارتفاع والتطور لكن لم يكن لدي التأيد والدعم والوسائل لانني لم ارغب بالاسلام دون ان اتصرف وفقا لتعليماته، وقبل عامين كنت انا وصديقتي في منزل صديقها في وادي عارة ومر قربنا احد الشيوخ من مجموعة "دار السلام" واعطاني كتابا يدعى "الطريق الى السعادة" وهو كتاب يتحدث عن الاسلام كما يشير اسمه ولكنني ركزت على الفيلم والقيت بالكتاب جانيا وبعد سبعة اشهر واثناء ترتيبي لبعض الكتب في غرفتي وجدت الكتاب وقرأته حتى النهاية كان في نهايته عبارة لمزيد من التفاصيل والاستيضاح يرحى الاتصال على هاتف رقم ..... وفعلا اخذت الرقم وبكل بساطة اجريت الاتصال الاول ليرد علي احد الشيوخ فقلت له ما انوي القيام به وهنا شرح لي الشيخ كل شيء وحددنا موعد سفرنا الى المسجد الاقصى لاعلان اسلامي".
     
    وقالت عايشة "لا اعرف اذا كان بامكان ان اصف بالكلمات المشاعر التي انتابتني حين وقفت وشهدت "اشهد ان لا اله الا الله" بوهنا توقفت "عايشة" عن قص روايتها وجسدها يرتعد وانفجرت ببكاء شديد خارج عن سيطرتها قبل ان تتماسك وتكمل "وان محمد رسول الله" وهنا استفاق الجمهور وصاح بصوت واحد "الله اكبر ولله الحمد" وفي هذه اللحظات انفجرت بالبكاء الطاهر النقي كأن احد فتح صنبور مياه وانسالت منه قطرات المياه النقية والطاهرة".
     
    وقالت عايشة مخاطبة جمهور المستمعين داخل المركز "بكل تأكيد انتم تجلسون هنا وتتساؤلون هل عائلتي تعلم بذلك اقول لكم "لا" انهم لا يعرفون شيئا ما عدا ابي وابنة شقيقتي يعلمان باسلامي ويدعمونني لان الامر الجيد بالنسبة لي هو بكل تاكيد امرا جيدا لهم، لكن اذا عرفت امي وشقيقاتي بالامر فان القصة ستأخذ مسارا اخر لكن غالبية اصدقائي يعرفون بأمر اسلامي ويدعمونني لكن بعضهم لا يفهمون ويوجهون لي الاسئلة وانا اوضح واشرح لهم بانه لا يوجد ما هو سيء بان تكون يهوديا لكنني اعتقد بان الاسلام هو الطريق الى السعادة والى النور بعيدا عن الجهل والظلام الدامس الذي كنت اعيش فيه".
     
    "اكثر ما يحزنني هو عدم قدرتي على ارتداء المنديل طيلة الوقت لانني اعيش في محيط يهودي وحين اخرج من المنزل اضع المنديل على رأسي داخل الحافلة او القطار ورغم كل الصعاب والعقبات التي تواجهني لا استسلم ابدا لذلك انتظر خروج الجميع من المنزل لاداء صلاتي وفي الفجر استيقظ بهدوء حتى لا تستفيق والدتي واصلي، وان امي سيدة قاسية جدا فهي من بيت يهودي وجدها كان حاجام معروف في منطقة القوقاز" قالت عايشة.
     
    وتصف "عايشة" كيف تتوجه لها العديد من صديقاتها لتعلمهن الصلاة وكيف اقدمت عدد من صديقاتها على اعتناق الاسلام مؤكد بانهن لا زلن في بداية الطريق ومع الزمن سيتعلمن الكثير عن الاسلام.
     
    واختتمت عايشة حديثها بالقول" اريد ان اقول شيئا للمسلمين الذين لا يستثمرون وقتهم في الاسلام ولا يعملون على نشره كل مسلم ولد على هذا الدين يجب عليه ان يحمد الله يوميا وانا شخصيا اشعر بالاسف لانني لم اولد مسلمة وبددت الكثير من الوقت في الظلام خسارة ان المسلمين لا يعملون على نشر الاسلام يوجد لدينا دين طاهر وحقيقي بهذه الدرجة يدخله اشخاص من كل العالم لكن هؤلاء الذين ولدوا مسلمين لا يوظفون وقتهم في خدمة الدين ".
    http://www.maannews.....aspx?ID=663213
  21. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو ابن الصّدّيق في بين آية الكرسي وآية الاستقامة   
  22. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه ابن الصّدّيق في بين آية الكرسي وآية الاستقامة   
    ما شاء الله اخي ابا مالك
     
    بارك الله فيك
  23. Like
    يوسف الساريسي تلقي نقاط سمعه شخص في نظرية سايبر ورف العلاقة بين اللغة والفكر.   
    السلام عليكم
    الأخ جاسر
    يقول الحزب بأن اللغة هي وعاء الفكر، فهي الأداة التي نعبر بها عن ما في الأذهان من معاني، وكلما كانت هذه الأداة قوية ودقيقة كان نقل المعاني الذهنية إلى الآخرين أدق وأصح، والعكس بالعكس.
    أما النظرية التي تسأل عنها أي نظرية سايبر فأنا شخصيا لم أطلع عليها ولكن احكم فقط من خلال الموضوع الذي نقلته لنا من كتابة د. سالم موسى، ولذلك فقد يكون الحكم قاصرا!
    أما قول سايبر بأن " اللغة بما تحتوي من مفردات ومن نماذج ورموز ليس فقط تسهل عملية توجيه التفكير بل وتتحكم في طريقة التفكير " ففيها جزء من الصحة من حيث أن الطفل الذي يتعلم اللغة لا يكون لديه معلومات سابقة، بل يحصل على المعلومات السابقة لاحقا ممن حوله من خلال المدلولات اللغوية للأفكار، فإذا كانت اللغة قوية ومعبرة بالتفصيل عن الأفكار والمعاني الواقعية كانت المعلومات التي يتلقاها ذهن الطفل دقيقة ومفصلة وواضحة وإذا كانت اللغة ركيكة وتعبر بمعاني عامة غير مفصلة فإنها تسبب الغموض والتشويش عدم الوضوح في المعاني الذهنية، وبالتالي فإن المعلومات السابقة المختزنة تكون معلومات مبهمة غير واضحة
    وكما تعلم فإن طريقة التفكير هي عملية ربط بين الواقع المحسوس والمعلومات السابقة بقصد الحكم على الواقع بواسطة فهمه وتفسيره، وبما أن عملية الربط الذكي في الدماغ تستند إلى المعلومات السابقة التي اخذت بواسطة وعاء اللغة وخزنت لاحقا في الذاكرة، وتم استرجاعها عند العملية الإدراكية لربطها بالواقع، فإنها ترتبط به بشكل غامض ومشوش وبالتالي فإن الحكم على الواقع يعبر عنه بلغة غامضة مبهمة كما يرتبط السبب بالمسبب (النتيجة).
    لذلك كلما كان الشخص متمكنا من اللغة فصيح اللسان يكون ابلغ في الاقناع والتأثير من غيره، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحيدث الشريف الذي رواه مسلم (إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم) ومعنى ألحن أي أفصح وأقنع وأبلغ في الكلام ، مع أن صاحب الفصاحة واللحن قد يكون غير صاحب حق وقد يكون الحق مع من هو أقل اقناعا ذلك أنه لا يستطيع أن يعبر عن الواقع الذي شاهده بكلام صحيح فصيح.
    وبالنسبة لسؤالك حول إنكار نظرية سايبر للمعلومات السابقة وأن المعرفة أتت بعد الواقع، فهذا لم يرد في الموضوع، وفي العادة فإن مثل هذه النظريات لا تناقش تعريف التفكير ولزوم المعلومات السابقة من عدم لزومها، وإنما تندرج تحت علوم اللسانيات وعلاقة اللغة بالفكر، وتحاول تفسير التأثير المتبادل بين اللغة والفكر، فتشومسكي استاذ اللسانيات ومدرسته واتباعه يرون أن هناك قوانين عالمية تتحكم في اللغة ويقللون من أهمية الاختلافات البشرية، وهذا خلاف ما تطرحه نظرية سايبر
    والخلاصة أن اللغة ليست جزءا من المعلومات السابقة بل هي الوعاء والأداة التي تنتقل فيها المعلومات بين الناس ومن جيل إلى جيل وكلما كانت اللغة مفصلة ومعبرة بدقة عن المعاني الذهنية كانت أقرب إلى الواقع من اللغة الغامضة المبهمة فقيرة المفردات التي تعبر عن المعاني بشكل مشوش وغامض.
    ولأن الأفكار هي نتيجة عملية التفكير من خلال ربط الواقع المحسوس بالمعلومات السابقة وأداة التصور الذهني المعبر عن المعلومات السابقة هي اللغة فيكون هناك تأثير متبادل بين التفكير واللغة والتعبير عما في الذهن من معاني بشكل فصيح ودقيق أو بشكل غامض ومبهم.
    وأود طرح مسألة هامة تتعلق بلغتنا العربية وتراثنا، من حيث التسليم بأن اللغات البشرية تتغير وتتطور، فلا بد لمن يعنيه أمر الأمة ونهضتها ورفعتها، من ملاحظة أهمية استخدام اسلوب لغوي معاصر يعبر عن المعاني الذهنية لأبناء الجيل الحاضر، ذلك أن قراءة الأجيال الحاضرة للتراث قد تكون مشوشة وغامضة ونلاحظ أن الكثير منهم ينفرون من قراءة الكتب التراثية الصفراء لصعوبة فهمها وهضمها، فكان لا بد من وجود طابع لغوي جديد للتعبير عن المعاني الفكرية التراثية لتسهيل فهمها وتوضيحها للأجيال الجديدة. وذلك باستخدام لغة خطابية واضحة معبرة عن المعاني الشرعية التي تفهم بها النصوص القديمة.
    وهذا بالضبط ما قام به الشيخ تقي الدين رحمه الله في كتبه التي ألفها، ابتداء من نظام الإسلام إلى كتاب النظام الاقتصادي إلى أصول الفقه (الشخصية ج3 ) وغيرها، باستخدام اسلوب ذي طابع فكري معبر عن المعاني من خلال خطاب لغوي معاصر يفهمه المثقفون والمفكرون وقريب من عامة الناس. وذلك بغرض أن يكون حزب التحرير كما ورد في كتاب التكتل فصيح التعبير واضح اللغة صادق اللهجة لتتفاعل الأمة مع الحزب وتحتضنه ليكون قائدا لها.
     
    والسلام عليكم ورحمة الله
  24. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو أبو مالك في بين آية الكرسي وآية الاستقامة   
    بين آية الكرسي وآية الاستقامة
     
    الحمد لله وسلام على مصطفاه القائل قل آمنت بالله فاستقم، وبعد
    فقد كان أول ذكر للطاغوت في كتاب الله جل وعلا في البقرة بعد آية الكرسي مباشرة، وآية الكرسي تسمى سنام القرآن، لا لعلوها على غيرها من الآيات بيانا، إذ كتاب الله تعالى كله ذروة بيانا، ما انخفض من شاهق عليائه موضع حرف قط، ولكنها سنام القرآن بموضوعها الذي تناولته، وهو حديثها عن الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، وهي آية غاية في العجب بيانا، تكونت من عشر جمل مفيدة كل جملة منها حددت مادتها بدقة، قال الحق سبحانه:
    {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
    الْحَيُّ الْقَيُّومُ
    لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
    لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
    مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
    يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
    وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ
    وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
    وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا
    وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
    (البقرة: 255).
    فهذه عشر جمل تناولت علم العقيدة، بشكل مذهل، ولا يوجد في القرآن آية أخرى تشاركها الخاصية البيانية هذه إلا آية واحدة وهي الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى:
    {فَلِذَلِكَ فَادْعُ
    وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
    وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
    وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ
    وَأُمِرْتُ ِلأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ
    اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
    لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
    لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
    اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
    وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}
    (الشورى: 15).
    فهي كذلك تتكون من عشر جمل مفيدة
    ولو تأملنا في هاتين الآيتين الكريمتين لوجدنا موضوعات آية الكرسي:
    الله: لا معبود بحق إلا هو، الحي: الذي له الـحياة الدائمة، والبقاء الذي لا أوّل له يحدّ، ولا آخر له يُؤْمَد، حيّ بحياة هي له صفة، {القَـيُّومُ}: قـيـم كل شيء، يكلؤه ويرزقه ويحفظه، لا يأخذه نعاس ولا نوم، إشارة إلى صفاته بأنه ليس كمثله شيء، فلا ينفك يدبر الأمر في السموات والأرض، ولا يتغير من حال إلى حال، فهو ليس بمحتاج كما الخلائق، مالك جميع ما في السموات والأرض فالكل عبيده لا يملكون من أمرهم شيئا، فجميع ما فـي السموات والأرض ملكي وخـلقـي، فلا ينبغي أن يعبد أحد من خـلقـي غيري وأنا مالكه، لأنه لا ينبغي للعبد أن يعبد غير مالكه، ولا يطيع سوى مولاه، فالمعاني المتولدة من المفاهيم التي تقررها هذه الآية شاملة أساس العقيدة الاسلامية كلها، متضمنة معاني العبودية ومنها الطاعة لله، وإفراده بالتشريع فكل من في السموات والأرض عبيده عليهم طاعته فيما يأمر.
    فالآية تزيد في موضوعاتها عن ذلك لتشمل: توحيد الله، حياته وقيوميته تعالى، ملكوته، الشفاعة، العلم، والقدرة والعظمة والعلو وعموما صفاته تقدست أسماؤه، فهي تتناول العقيدة في الله، وواجب العبيد تجاه من لا يملكون من أمرهم شيئا تجاهه، فلا أغالي إن قلت أنها الاسلام كله.
    وأما آية الشورى فموضوعاتها: فرضية الدعوة إلى الاسلام، وفرض الاستقامة على المنهج فكرة وطريقة، كما هو إذ قال عز ثناؤه: {واستقم كما أمرت}، أي بعين الكيفية والتي جاءت من الوحي فلا يجوز إدخال أمر عليها ما لم يصدر هو أو اصله عن الوحي، لذا قال: {كما أمرت}، وزاد عليها نهيه عن اتباع أهواء من في الارض كيلا يضلوه عن سبيل الله، ومن ثم أمره بالايمان بالكتاب ومافيه من أحكام، وأمره بالحكم بناء على ما في الكتاب ليتحقق العدل، ثم أشارت إلى الحساب على الأعمال، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، وفاصَلَت بين الاسلام وبين الجاهلية: لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير.
    أي شرح عظيم للاسلام هذا!
    فهاتان الآيتان هما الاسلام كله، والخروج على ما فيهما طغيان، فآية الشورى أمرت بالاستقامة على الطريقة، والطغيان ضد الاستقامة، وآية الكرسي وطأت لما بعدها وهما الآيتين اللتين تتحدثان عن الطاغوت وبينت أن الأمر لله تعالى وعلينا طاعته.
    المهم الذي يجدر الانتباه إليه هنا: عظمة رب العالمين التي بينتها آية الكرسي، بل جلتها هذه الآية، فإنك تستشعر وَجيْـَبها في كل حرف من آية الكرسي، رب السموات والأرض ذلك الذي لا يؤوده حفظهما، وكل ما فيهما لا يعزب مثقال ذرة عنه، هذا الاله العظيم هو المعبود بحق، ولا ينبغي لأحد أن يتخذ ربا سواه، هذا الإله العظيم، أنزل هذا الدين بيِّنا رشدا، والحديث هنا عن العقيدة، أظهر أهم سمة لها وهي أنها عقلية، فلا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فقد خاطبت العقل وبينت له الرشد من الغي، وكل خروج عن هذا الرشد دخول في الغي ولا ثالث لهما، فليس ثمة إلا الايمان والكفر، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.
    هنا مربط الفرس كما يقال، فالأمر العظيم هو مفاصلة الجاهلية، كفر بالطاغوت يسبق الايمان بالله تعالى، لا بد من التخلي عن كل رصيد الجاهلية المختزن في العقول التي تبينت الرشد البين في الاسلام، وأصبحت في معادلة النور مقابل الظلمات، فلا ينبغي لها أن ترتع في حمى الجاهلية بعد أبدا، بل عليها أن تتخلص من كل ذرة تنتمي لمنظومة الكفر لتدخل بعد في نور الايمان بالله تعالى، والتركيز هنا أنه ليس ثمة حلٌ وسطٌ، ولا مكان وسط بين الجاهلية \ الكفر، وبين الاسلام \ الايمان.
    إن أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بباطل الجاهلية، الرافعين لشعاراتها: الوحدة الوطنية، والحريات، وما إلى ذلك، ومن يساومون على الاسلام ليأخذوه بالتقسيط، أولئك الراضين بمعايشة الاسلام مع الكفر تحت سلطان الكفر، أو أولئك الذين يضعون الاسلام في موقف يتساوى فيه أو يهبط عن مستوى الكفر فيما يسمى بحوار الأديان، ومن شاكلهم في الصنيع القبيح، إنما لم يستشعروا عظمة الله، فارتضوا معه بمعبودات غيره، وما زالت بهم جاهلية عليهم أن يكفروا بها، ولك أن تتوقف متأملا حدة هذا الموقف تجاه الجاهلية: الطاغوت: فقد أمر تعالى العظيم بالكفر بالطاغوت كمقدمة للدخول في صف الايمان، وهذا هو السبيل الوحيد للاستمساك بالعروة الوثقى، طوق النجاة الذي يمده رب العالمين، حبلا متينا، حبل الله تعالى، في طرفة عقدة من أمسك بها أمن أن يفلت من هذا الحبل الذي من أفلت من الاستمساك به هوى في النار.
    إنه وإن كان الدين لا يحتمل أن يكون فيه إكراه، إلا أن الخضوع لأحكام الله مسألة لا جدال في أن فرضها بالعقل والاقناع أو بالقوة عبر الجهاد، من المسلمات التي تعلم من الدين بالضرورة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الاسلام على من يغزوهم أو يقاتلهم، أو الجزية عن يد وهم صاغرون خاضعون لأحكام الاسلام، أو القتال حتى يخضعوا لحكم الاسلام، ذلك الحكم الوحيد الضامن لتحقيق العدل في الأرض، والذي جعل طريقة حمله للدعوة، أي الاسلام: العيش وفقا لطراز الاسلام في العيش، ليلمس القاصي والداني عظمة دين الله العظيم، فيدخلوا في دين الله أفواجا.
    {قد تبين الرشد من الغي}: ومعنى { تَّبَيَّنَ } انفصل وامتاز، فكان المراد أنه حصلت البينونة بين الرشد والغي بسبب قوة الدلائل وتأكيد البراهين، أي تميز الحق من الباطل/ والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة، إنه لم يبق بعد إيضاح هذه الدلائل للكافر عذر في الإقامة على الكفر إلا أن يقسر على الإيمان ويجبر عليه، فكأن الآية تقول: بعد كل هذا الوضوح والبيان في الدين، لم يبق على صاحب اللب إلا أن يدخله، إذ لا يتصور قهره على الدخول فيه ولا يحتاج لذلك لشدة ما فيه من الوضوح، فما بال أقوام من المسلمين يخلطون هذا الحق الأبلج الناصع البياض بركام الجهل والباطل، فيحتاجون إلى أن يقدموا الاسلام بثوب غيره، فيستعيرون من الديمقراطية أشياء ومن الاشتراكية أشياء، بل حتى ومنلدن عباد البقر أشياء، وكأن هذا الحق الأبلج بحاجة لهذه الهرطقات الفكرية ليتقبله الناس، مع أن رب العالمين سبحانه يبين أنه مع كل هذا الوضوح الذي معه قد تبين واستوضح الرشد من الغي، لم يعد أمام أصحاب العقول مفر من الإقرار به، إلا أن يكرهوا عليه وما هم ساعتها بأصحاب عقول.
    فإذا ما خلط هذا الحق وهذا الرشد بالغي ليتلمع عند أصحاب الغي فكيف تظهر لهم نصاعته وأنّـى يميزوه عن كل ما لديهم من خرافات وأوهام؟ وأين هم من قوله تعالى:
    {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}.
    والعجيب أن الأمر بالتعامل مع الطاغوت جاء على أساس الكفر به، فالطاغوت إذن دين يكفر به ويؤمن به، فقد قال الحق سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ} وعلامة الايمان به والكفر به الاتباع، والخضوع لأحكامه المتعلقة بالسلوك في الحياة، فمحور آية الكرسي عبادة الله، فهو وحده المستحق للعبادة لعظمته سبحانه، وأنزل هذا الدين ليخضع له الناس ويؤمنوا به ويحتكموا إليه، فمن يستمسك بالعروة الوثقى هو من يكفر بالطاغوت، فهل يكفر بالطاغوت من يتخذه مشرعا من دون الله؟ أي يستنبط قوانينه من القوانين الفرنسية والانجليزية؟ أم هل يكفر بالطاغوت من يخلط الحق الأبلج بالباطل الزائف فيستجدي من ديكارت وروسو وفولتير وآدم سميث وماركس أفكارهم ووجهة نظرهم في الحياة؟
    نعم إن الديمقراطية دين شأنها شأن الاشتراكية، وحتى لو كانت جزءا من دين العلمانية، فإن الموقف الواجب اتخاذه حيالها هو الكفر بها، فالحق الذي لدينا أبلج ناصع منير لا يحتاج لهذه الظلمات أبدا.
    ولقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذ مشرعين من دون الله عبادة لهؤلاء المتشرعين، في الحديث الذي رواه عدي رضي الله عنه في تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
    على أن الموضوع أخطر شأنا من أن يمر عليه مرور الكرام، فهو متصل بحبل الله المتين الذي به النجاة من النار: فهي عروة وثقى لا انفصام لها، وعرى الجاهلية كلها تنفصم عروة عروة. والانفصام: الانكسار من غير بينونة. قال الجوهري: فصم الشيء كسره من غير أن يبين. وأما القصم بالقاف، فهو الكسر مع البينونة، وفسر صاحب الكشاف الانفصام بالانقطاع، مع أنه إذا لم يكن لـها انفصام، فأن لا يكون لـها انقطاع أولى.
    وأما قوله: {ويؤمن بالله} ففيه دلالة على أن على الكافر أن يتوب عن الكفر أولا قبل أن يدخل في الاسلام، وليس أعظم على الانسان من ذنوبه من الكفر، والتوبة تستدعي الندم والعزم على عدم العودة لذلك الذنب وكذلك الكفر بالطاغوت، قال تعالى: {إلا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًا،} وقال عز وجل {إلا ٱلَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِم} فقد قدم التوبة على الايمان.
    والعرى موضع التعليق فكأن المؤمن متعلق بأمر الله، إن ترك الاستمساك به انفصم أمره ووقع ليردى في النار.
    روى مسلم رضي الله عنه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ: ... قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ يَعْلَمُ. وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟. رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَىٰ عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ . فَقَصَصْتُهٰا عَلَيْهِ. رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ـ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا ـ وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلاَهُ فِي السَّمَاءِ. فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ. فَقِيلَ لِيَ: ارْقَهْ. فَقُلْتُ لَهُ: لاَ أَسْتَطِيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَالْمِنْصَفُ الخَادِمٌ فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي ـ وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ ـ فَرَقِيتُ حَتَّىٰ كُنْتُ فِي أَعْلَىٰ الْعَمُودِ. فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ. فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ.
    فَلَقَدِ اسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَىٰ النَّبِيِّ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلاَمُ. وَذٰلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلاَمِ. وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ. وَأَنْتَ عَلَىٰ الإِسْلاَم حَتَّىٰ تَمُوتَ». قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلاَمٍ.
    فإلى الاستمساك بعروة الله الوثقى ندعوكم وذلك لا يكون إلا بالكفر بالطاغوت، ومفاصلة الجاهلية مفاصلة لا لقاء فيها في مناطق وسط.
     
    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=560649290678190&set=a.550275911715528.1073741828.549756781767441&type=1&theater
  25. Like
    يوسف الساريسي اعطي نقاط سنعه للعضو مقاتل في سؤال حول الفرق بين الاستدلال العقلى و المنطقى؟   
    عند طرح هذا الموضوع وكل ما يتعلق بالفكر والعملية التفكيرية اجد نفسي ملزما بالعرفان للشيخ المجدد الامام وعملاق الفكر تقي الدين النبهاني رحمه الله رحمة واسعة وجعله في عليين على انه قد اصل لهذا المبحث تاصيلات وضبطه بضوابط وحصنه بحصون انارت العقول السليمة وملئتها قناعة واشفت القلوب الخيرة واستعصى على صناديد الباطل ورموز الكفر والضلال ان ينقبوها واستحق بذلك وبكل جدارة ان يكون اماما من أئمة دين الاسلام ومن الذين اثروا الفكر الاسلامي خصوصا والانساني على وجه العموم ثراء غنيا ساميا ساطع الوضوح وبطريقة لم يسبقه اليه احد من علماء سلفنا التقي الصالح
     
    فاللهم يارحمان يارحيم ارحم عبدك ابن عبدك وابن امتك تقي الدين النبهاني واكرم نزله وادخله الجنة بغير حساب واجعله في الاخرة مع الانبياء والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
×
×
  • اضف...