اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

البتول الخواجا

الأعضاء
  • Posts

    7
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

عن العضو البتول الخواجا

  • تاريخ الميلاد 13 ينا, 1985

Profile Information

  • Gender
    Not Telling

البتول الخواجا's Achievements

  1. رصــد الاردن - الصفـحــة الرسميــــة |وليد عليمات: هل يكون حزب التحرير بديل الأخوان في الشارع في ظل الربيع العربي ووصول الأخوان المسلمون إلى السلطة , وظهور بوادر تشير إلى أن الأخوان هم عبارة عن حزب سياسي أكثر مما هو حزب عقدي وأنهم كغيرهم م...ن الأحزاب يسعون للوصول إلى السلطة .. بسياستهم الإقصائية للآخر واستعدادهم لمحاورة الغرب وتقديم تنازلات من أجل قبولهم في السلطة . وتراجع ثقة الكثيرين فيهم بعد تجربتهم في الحكم .. وكونهم لم ينفذوا شيئا من وعود الفتح العظيمة التي وعدوا بها مؤيديهم في الخطب العصماء اتجاه القضايا الكبيرة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .. . هناك آخرون بدأ يلمع نجمهم في الأفق كبديل للإخوان المسلمين .. وأكثر تدينا وتمسكا بالعقيدة ولهم نهج سياسي واضح يسيرون عليه ذو برامج سياسية واقتصادية واجتماعية مبنية على قواعد دينية بحتة ..ليسوا مستعدين للتنازل عنها أو التفاوض عليها ... هم (حزب التحرير). حزب التحرير ليس بالحزب الجديد فهو حزب تأسس في القدس عام 1953م على يد القاضي تقي الدين النبهاني ردا على سقوط الخلافة الإسلامية في اسطنبول عام 1924م. يعتمد الدعوة للوصول إلى أهدافه المنشودة. حيث لا يعترف بأي من الأنظمة القائمة حاليا .. بل بقيادة وخلافة إسلامية موحدة تتبع نظام إسلامي حقيقي . وهو حزب محظور في أغلب الدول العربية ولكن له انتشار واسع في دول وسط آسيا والدول الإسلامية الأخرى ودول أوروبا .. وتتذبب علاقة الحزب مع هذه الدول من حيث الاعتراف أو السماح بنشاطات للحزب وبين الحظر. يقدر أعضاء هذا الحزب حول العالم ب 10 ملايين أغلبهم خارج الوطن العربي . إن ما داعاني لكتابة هذا المقال هو المد الواضح لهذا الحزب الذي أخذ بالزيادة بعد الربيع العربي .. ابتداء بظهورهم في تونس وليبيا ومصر عن طريق نشاطهم الذي تضاعف في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه . والأهم من ذلك هو الانتشار الواسع لهم في سوريا الآن وأول ظهور مسلح لهم في سرايا وكتائب الجيش السوري الحر .. حيث نلاحظ رايات الحزب مرافقة للجيش الحر . أما في الأردن فقد كان لهم نشاط قديم قبل أن يحظر الحزب .. وقد خاضوا أول تجربة انتخابية عام 1956م حيث نجح عنهم نائب هو (احمد الداعور ) .. الذي لم يستطع ممارسة نشاطه في البرلمان بسبب تعارض قوانين الدولة مع مبادئ الحزب . ويقال أنه رفض أن يقسم اليمين الدستورية .. لأن نصها يتعارض مع مبادئ الحزب أيضا . بعد ذلك تم حظر الحزب في الأردن .. وسجن الكثيرون من أعضائه على مر السنوات السابقة بسبب فكرهم الدعوي الأصولي . اليوم حزب التحرير يستأنف دعوته في الأردن وعقد الكثير من الاجتماعات والفعاليات .. وأظن أنهم جذبوا الكثيريين وقادرين على جذب المزيد إلى صفوفهم في الفترة الأخيرة .. بالذات المنشقين عن التيارات الدينية الأخرى بالذات الأخوان المسلمون الذين أثبتوا أنهم حزب سياسي أكثر مما هو ديني .. مع احترامي لهم كتيار سياسي موجود على الساحة. .. هذه مجرد توقعات وتكهنات شخصية بناء على معطيات على الأرض لا أدري هل تتم أم لا تتم . الأسئلة التي دفعني لكتابة هذا المقال هل التحريريون هم البديل القادم للإخوان المسلمين في الشارع العربي والشعبي ؟؟؟ وهل ستمتد دعوتهم ليصبحوا رقما يحسب له حساب على الساحة السياسية في المنطقة كونهم أصحاب دعوة دينية أصولية بناءا على المعطيات السابقة ؟؟؟
  2. قراءة في بيان حزب التحرير الاخير تاريخ النشر : 2012-08-17 لم يكن تخلي أمريكيا بسهولة عن تنحية رجالاتها من العسكر في مصر على يد مرسي آمرا مستساغا لدى الكثير من المتابعين والمراقبين وذالك بعد معرفتهم بحقيقة الاتفاق المبرم بين الإخوان الجدد وأمريكيا في خطة مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يقوم بدوره على إعطاء حركات الإسلام السياسي المعتدل دورا اكبر في صياغة النظم الحاكمة في بلدانها وإعادة هيكلية المنطقة بحسب رؤيتها الجديدة التي تشترك فيها مع حركات الإسلام المعتدل والتي تقوم على نشر الثقافة الغربية بغلاف إسلامي شفاف . ولما كانت أمريكيا قد رضيت وقبلت بتنحية بعض بل أهم رجالاتها من العسكر في مصر كان أن جاء هذا الخبر بمثابة الصاعقة التي نزلت على رؤوس الكثيرين من المراقبين والمحللين السياسيين والمتابعين على اختلاف مشاربهم لذالك كان لابد من إيجاد تفسير وتحليل أكثر قوة وأكثر عمقا وإقناعا لمعرفة الدوافع الحقيقية التي جعلت أمريكيا تتخلى بسهولة ويسر عن بعض اقوي رجالاتها التابعين لها في مصر وذالك ضمن إطار المفهوم العام للرؤية الأمريكية الجديدة للمنطقة. ولما كان الأمر يحتاج إلى بحث وتنقيب كان أن جاء المنشورالأخير الذي أصدره حزب التحرير تحت عنوان " في الكنانة إزاحةٌ للكراسي... على حساب استمرار المآسي " ليكشف عن حقيقة هذه الدوافع وليكشف أيضا عن أبعاد الحركة التي سمحت بها الرؤية الأمريكية الجديدة لتيار الإسلام المعتدل والتي تمثلت بإعطائها دورا اكبر وهامشا أوسع في القضاء والتخلص من أي مشروع إسلامي حقيقي منافس لها ولرؤيتها الجديدة في المنطقة وخصوصا أن أمريكيا لم يعد بمقدورها اليوم القيام بمهمات عسكرية جديدة بعد ما أصابها من ترهل ووهن وتراجع في كل من العراق وأفغانستان لقد جاء منشور حزب التحرير الأخير ليكشف عن حقيقة الدوافع التي دفعت بل أجبرت أمريكيا على القبول بتنحية كبار رجالاتها في المؤسسة العسكرية المصرية من خلال نظرته لما حدث ويحدث في مصر من زاوية حرصه على استكمال إنشاء وبناء دولته الإسلامية ( الخلافة ) في سوريا التي طالما عمل وركز جهوده لإيجادها لذالك كان لابد لنا من تسليط الضوء على المشهد السوري وحقيقة التطورات الكامنة فيه وذالك قبل استعراض ما احتوى البيان بين سطوره من معاني ودلائل لقد تتابعت أحداث الثورة السورية لتدل وتشير إلى قرب تحقيق حزب التحرير لهدفه بإقامة دولة الخلافة الثانية الذي طالما سعى وعمل لإيجادها ولعل الكلمة التي ألقاها رئيس مكتبه الإعلامي في سوريا السيد هشام البابا في احتفال كان قد نظمه حزب التحرير في طرابلس لبنان بقرب مبايعة خليفة المسلمين في الجامع الأموي في دمشق واتهامه لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في الرياض بالاجتماع للتصدي لهذا المشروع بالعمل على تجميد عضوية سوريا مسيقا فيه ليشير ويدل على حقيقة إدراك الغرب ومن وراءه أمريكيا بأن الثورة السورية متجهة وبقوة لإعلان ميلاد دولة الخلافة الثانية في سوريا وان إعلان قيام هذه الدولة ما هي إلا مساْلة وقت لا أكثر ولا اقل وذالك بعد أن فشلت كل خططتها في ترويض هذه الثورة واحتواءها وتوجيهها لتصب في صالح ما تحب بفشل مهمة عنان وغيره لقد كان هذا الإدراك من أمريكيا مدعاة لها للتحرك في كافة الاتجاهات وعلى كافة الصعد والتي منها إعطاء المزيد من الصلاحيات السياسية والعسكرية لشركائها الجدد في مصر لمواجه هذا المشروع حال خروجه الى النور بدفعها لتكون رأس الحربة في مواجهته والتصدي له تحت ذريعة مخالفته لمعالم دين الاسلامقراطي الجديد وهو ما قد يكون دفعها واجبرها على القبول بتنحية كبار رجالاتها من العسكر عن مناصبهم لصالح الإخوان ومرسي على أمل أن يقوم هؤلاء بالتصدي لهذا المشروع والذي بداْ يطل برأسه علينا وعلى المشهد السياسي المحلي والعالمي بقوة في الفترة الأخيرة. ولما كان هذا الإجراء يحتاج لإخراج سينمائي وتكتيكي كانت أن دبرت بالتعاون والتنسيق مع الإخوان وإسرائيل وبعض رجالاتها في المجلس العسكري لعملية رفع والتي راح ضحيتها أكثر من 15 جندي مصري وذالك رغبة في تحقيق العديد من الأهداف فكان أن ضربت بذالك أكثر من عصفورين بحجر واحد ومنها :- 1- العمل على تلميع صورة الإخوان المسلمين بالعمل على رفع مستوى شعبيتهم داخليا بعد أن أخذت هذه الشعبية بالتهاوي والانحدار 2- إظهار أن من سيقوم بتحدي المشروع الإسلامي الجديد القادم في سوريا هي تيارات إسلامية خالصة وجنود مصريون مسلمون مخلصون وان أمريكيا ورجالاتها ليس لهم أي يد في ذالك وذالك إمعانا في تجيش الشعب المصري خلف حكومته وقيادته الجديدة في تحديها للمشروع الإسلامي الجديد الذي سيقوم في سوريا 3- العمل على فرض واقع عسكري جديد في شبه جزيرة سيناء وذالك إمعانا وزيادة في حفظ امن إسرائيل من خلال إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد وتحسين بنودها بالسماح بتواجد عسكري اكبر للجيش المصري فيها والقضاء على بعض الحركات الجهادية المعادية لها هناك والتأكد من إغلاق الأنفاق بين غزة ومصر 4- إظهار الصراع القادم بين كل من مصر وسوريا بأنه صراع إسلامي بحت لا دخل ولا يد لها فيه لم يكن هذا التحليل وهذا التخمين إلا ترجمة حرفية لحروف ومعاني ما ورد في منشور حزب التحرير الأخير والذي أشار فيه إلى حقيقة معاني اجتماع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بالرئيس مرسي والمجلس العسكري في القاهرة بتاريخ 14 / 9 و 30 / 9 - 2012 حيث أشار البيان إلى حقيقة وجود اتفاق مسبق بين الرئيس مرسي والمجلس العسكري من جهة وبين أمريكيا من جهة أخرى حول هذا الموضوع ناصحا البيان بذالك الإخوان ومرسي بالعودة عن تحالفهم مع أمريكيا في الوقوف في وجهة المشروع الإسلامي القادم في سوريا ( الخلافة الثانية ) وذالك بصفتهم مسلمين لا يجوز ولا يحق لهم قتال إخوانهم المسلمين نيابة عنها وهي بذالك تريد ضرب المسلمين بعضهم ببعض عبر الزج بهم في فتن وأتون صراعات سياسية وعسكرية لصالح تطبيق وتنفيذ مشروعها الجديد ربما لن أكون اخفي سرا عندما ادعي باني غالبا ما أضع تصرفات وتصريحات حركة الإخوان في خانة الضوء وذالك إمعانا في فهم ما يدور ويحدث من حولنا فمن أراد بحق أن يعرف ما الذي يجري اليوم على الساحة السياسية وموقف الدول الكبرى منها بناءا على خطة مشروع الشرق الأوسط الجديد فعليه متابعة تصرفات حركة الإخوان المسلمين ممثلة بالرئيس مرسي ذالك أنها اقدر على فهم وكشف حقيقة المواقف الدولية ولا سيما الأمريكية اتجاه العديد من القضايا في المنطقة العربية ربما يكون ما حمله بيان حزب التحرير الأخير من معلومات تفيد بإمكانية وجود تحالف بين أمريكيا والإخوان للتصدي لدولة الخلافة الثانية التي يعزم الحزب على إقامتها قريبا في سوريا أكثر إقناعا في قهم حقيقة قبول أمريكيا بالتخلي عن منصبي طنطاوي ومرسي لصالح بعض الوجوه الجديدة في المجلس العسكري من صغار السن وذالك طمعا منها في إظهار أن كل المواقف السياسية والعسكرية التي سيتخذها الإخوان لاحقا بحق هذا المولود الجديد في سوريا هو صراع بين قوى إسلامية لا دخل ولا يد لها فيه , وإذا صح هذا التحليل للأمور والمواقف التي تجري اليوم على الساحة فان ذالك يشير بدوره إلى أن الإخوان المسلمين قد رضوا لأنفسهم ان يكونوا اليد الضاربة الجديدة لامريكيا في المنطقة لصالح تنفيذ مخططتها ومشروعها الجديد...ولعل ما يجب الاشاره له هنا قبل الختام والمتعلق في أن حزب التحرير قد اقترب بشكل لافت من إعلان دولة الخلافة الثانية في سوريا وان المسالة بالنسبة له ليست أكثر من كونها مجرد وقت هو ما قد ختم به منشوره ذالك بتكراره لقول " الا هل بلغنا اللهم فشهد ". http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/08/17/268605.html
  3. غزة - دنيا الوطن عبيرالرملى لا يزال الرئيس المصرى محمد مرسى سثير جدل و يحير الإسرائيليين وغيرهم، فمرشح الاحتياط لم يكن ضمن قائمة المرشحين الجديرين برئاسة اكبر دولة عربية، ولم يكن احد قبل شهور يعرف اسمه أو يصرف وقته على ملاحقته بالكاميرا، وبين أبو الفتوح وأبو إسماعيل والشاطر وعمرو موسى وعمرو سليمان واحمد شفيق، كان مرسي مجرد اسم في قائمة المرشحين للرئاسة يتعامل معه الإعلام العالمي والإسرائيلي باستخفاف مثل المرشح المغني الشعبي سعد الصغير. وفجأة ولأسباب فنية وبيروقراطية حرم المرشحون الاقوياء من دخول المنافسة وبقي مرسي في مواجه شفيق. اسرائيل نظرت الى هذا المرشح كدمية بيد جماعة الاخوان، حتى انها لم توله حقه في الاهتمام الاعلامي، وظلت بعد فوزه تتحدث عن مرشح الاخوان ولا تأتي على ذكر سماته الشخصية، باعتباره مجرد فلاح مصري لا يملك اية كاريزما، وبين الاخوان والمرشد من جهة والمجلس العسكري وطنطاوي من جهة اخرى كانت مصر تنقسم الى نصفين حتى عملية سيناء الاخيرة. صحيفة معاريف اليمينة الاسرائيلية، انتبهت اليوم الى هذا الامر، وافردت مساحة ملوّنة للحديث عن مرسي، ومن هو ؟ وماذا سيفعل ؟ فقالت انه فلاح نشأ في قرية فقيرة يذهب الاطفال فيها الى المدرسة على ظهر الحمار، واليوم هو الذي اطاح في ليلة القدر برموز المجلس العسكري لاقوى جيش عربي موجود !! فتأكد الجميع انه هو الرئيس وليس مجرد دمية بيد المرشد الاخواني. وقالت معاريف ان محمد محمد مرسي العياط المولود في 20 اب 1951 بقرية العدوة بمحافظة الشرقية شمال مصر من ظهر اب فلاح وام ربة منزل كان يذهب الى المدرسة على ظهر حمار. في سنة 1978 تعرف على ابنة عمه نجلاء وعمرها 16 سنة وتزوجها وكان اكبر منها بعشر سنوات ثم التحق بجامعة كاليفورنيا في امريكا (University, Northridge California State). وقد كان طالبا طيبا ويعمل بجهد كبير وبالتأكيد محافظ جدا ولكنه لم يكن متطرفا وانضم لجماعة الاخوان المسلمين في العام 1977 وضد الحركة الصهيونية، وكتبت عنه الديلي تلغراف ان زوجته نجلاء درست في مدرسة اسلامية في لوس انجلوس وهي امراة متواضعة ترضى بالقليل. وتذهب معاريف وتكتب عنه صفحات وصفحات عن حياته الحزبية والاجتماعية واعتقاله في العام 2006 خلال تظاهرة مناهضة لمبارك، وبعد ان فاز الاخوان في برلمان مصر عام 2012 سرت الدماء في عروقهم وتشجّعوا للرئاسة، وكان مرسي مرشح احتياط بل محسوبا على جماعة الشاطر من المحافظين في حركة الاخوان . وفي برنامجه الاقتصادي اعتمد السوق الحر ووعد بدولة حرة تحترم المدنية وحقوق الانسان وان الاسلام للتشريعات فيها. وهو بالفعل يعمل على اقامة حالة توازن مع العسكر وحالة توازن في العلاقات الخارجية بل انه دعم ترسيخ العلاقة مع امريكا ودعاهم للاستثمار في مصر بل انه يطلب منحة من البنك الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار، ورغم ان حركة الاخوان لا تعترف بوجود اسرائيل الا انهم ورثوا اتفاقية كامب ديفيد ولكن الرئيس مرسي يطالب باعادة فتح الاتفاقية من جديد. وليس امريكا فحسب وانما روسيا ايضا تتابع وتدرس شخصية مرسي فقد كتبت انباء موسكو تقول : ان إقالة المشير طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع ذلك المنصب الذي شغله لسنوات طويلة وكرئيس للمجلس العسكري والحاكم الفعلي للبلاد عقب تنحي مبارك، ومعه رفيق المرحلة تعتبر الأخطر في تاريخ مصر الفريق سامي عنان، كانت خطوة وصفها البعض بـ "المفاجئة". ورغم انه منح طنطا وي وسامي عنان نوط الشرف او قلادة النيل الا انه ومن جانب آخر يرى خبراء القانون أنه لا حصانة قضائية للحاصلين على "قلادة النيل" فمن ارتكب جريمة يعاقب عليها وفقاً للقانون، ولا توجد حصانة ضد المحاكمات، وان العفو لا يحدث إلا بعد المحاكمات. وأكدوا أن منح المشير طنطاوي والفريق عنان قلادتي النيل والجمهورية إنما تقدير لما بذلاه من جهد خلال المرحلة السابقة وأن هذه القلادة لن تحصن أي منهما من المحاكمة إذا ما ثبت تورطهما في مخالفات للقانون أثناء فترة إدارة المجلس العسكري للبلاد من 11 شباط/ فبراير 2011 حتى تنفيذ قرار الإقالة الصادر من الرئيس محمد مرسي. يأتي ذلك، فيما تناولت وسائل الإعلام المصري ما وصفته بـ "توقع" عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين إجراء تحقيقات مع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق بعد عيد الفطر. ويبدو ان الخطوة القادمة لمرسي هي التي سترسم شخصيته، وليس خطوته المفاجئة ضد المجلس العسكري عقب عملية سيناء، والخطوة القادمة ستقرر اذا كان مرسي سينشغل بتعريف اطار الحكم في عهده او انه سيمضي سنواته القادمة في ملاحقة "فلول النظام" وانتقام الاخوان المسلمين منهم. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/08/19/309787.html
  4. كلام المرأة مع الرجل الأجنبي قد أجازه الفقهاء عند الحاجة، ومن الحاجة: أن تباشر مع الرجل البيع والشراء وسائر المعاملات المالية الأخرى، أو أن تسأل المرأة الرجل العالم عن مسألة شرعية، أو أن يسألها الرجل، إذا كانت عالمة بما يسألها، وغير ذلك من الأمور الضرورية التي تستدعي كلام المرأة مع الرجل. فقد جاء في حاشية الطحاوي الحنفي، نقلا عن أبي العباس القرطبي، ما نصه: « فإنا نجيز الكلام مع النساء للأجانب ومحاورتهن عند الحاجة إلى ذلك، ولا نجيز لهن رفع أصواتهن، ولا تمطيطها، ولا تليينها وتقطيعها، لما في ذلك من استمالة الرجال إليهن، وتحريك الشهوات منهن»(1). وجاء في فقه العبادات للمالكية، استدلالهم على الجواز، بأن « نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- كنَّ يكلمن الصحابة، وكانوا يستمعون منهن أحكام الدين»(2) . ومنه يؤخذ ما كان في طلب العلم تعلماً وتعليماً . وقد استدل الغزالي الشافعي على جوازه عند الحاجة، بقوله: « فلم تزل النساء في زمن الصحابة - رضي الله عنهم- يكلمن الرجال في السَّلام، والاستفتاء، والسؤال، والمشاورة، وغير ذلك»(3). وقد دلَّ على جواز كلام المرأة مع الرجل الأجنبي عند الحاجة، قول الله تعالى:﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ﴾[الأحزاب:32]. فدلَّت الآية على جواز كلام المرأة للرجل الأجنبي، بضابطين، وهما: 1. عدم الخضوع بالقول. 2. أن يكون القول الذي تقوله النساء قولاً معروفاً. فالنهي الوارد في الآية، ليس نهياً لها عن الكلام مطلقاً وإنما هو نهي عن الخضوع في القول، بعد إذن الشارع به في قوله تعالى: ﴿ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ﴾، قال القرطبي: «لا تُلِنَّ القول، أمرهن الله أن يكون قولهن جزلاً، وكلامهن فصلاً، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين»(4). وقال البغوي: «لا تُلِنَّ بالقول للرجال، ولا ترقِّقن الكلام»(5) . وكذلك لا بد أن يكون القول معروفا، أي: قولاً حسناً معروفاً في الخير وللحاجة الداعية له (6) . وقد خاطب الله بهذه الآية زوجات الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهن أمهات المؤمنين، وطلب منهن الالتزام بهذه الآية عند مخاطبتهن للرجال الذين هم من مجتمع هو أعف وأطهر وأزكى مجتمع على الإطلاق، فغيرهن أولى بالالتزام بما دلت عليه هذه الآية. قال سيد قطب: «ومن هن اللواتي يحذرهن الله هذا التحذير؛ إنهن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يرف عليهن خاطر مريض، فيما يبدو للعقل أول مرة. وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار. ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يثير الطمع في قلوب، ويهيج الفتنة في قلوب. وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين. وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس، حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس. فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه؟»(7) . ومن الأدلة على جواز كلام المرأة مع الرجل الأجنبي عند الحاجة، ما جاء في حديث أم عطية –رضي الله عنها- قالت:" بايعنا النبي - صلى الله عليه وسلم- فقرأ علينا ﴿ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً ﴾ [الممتحنة:12]. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني وأنا أريد أن أجزيها. فلم يقل شيئاً ..." (8) . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها- قالت: "... لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام، والله ما أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على النساء إلا بما أمره الله يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما "(9). قال ابن حجر: «وفي هذا الحديث (أي حديث أم عطية) أن كلام الأجنبية مباحٌ سماعه، وأن صوتها ليس بعورة» (10) . وقال النووي معلِّقا على حديث عائشة: «وفيه أن كلام الأجنبية، يباح سماعه عند الحاجة »(11). وإذا كان كلام المرأة جائزاً مع الرجل الأجنبي، لإجراء المعاملات المالية، أو للاستفتاء أو الإفتاء، وغير ذلك من الأمور الضرورية، فإن صوتها ليس بعورة، إذا أمنت الفتنة، وهذا هو قول جمهور العلماء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة. قال الطحاوي الحنفي، نقلا عن ابن أمير حاج، قوله: «الأشبه أنه ليس بعورة، وإنما يؤدي إلى الفتنة»(12). وقال الشربيني الشافعي: «وصوت المرأة ليس بعورة، ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة »(13). وجاء في فقه العبادات للمالكية، أن صوت المرأة جائزٌ سماعه عند أمن الفتنة، وإنما يحرم سماعه إن خيفت الفتنة، فقالوا: «ولكن يحرم سماع صوتها إن خيفت الفتنة ولو بتلاوة القرآن»(14) . وقال المرداوي الحنبلي: «صوت الأجنبية ليس بعورة على الصحيح من المذهب»(15). وقال البهوتي: «وصوت الأجنبية ليس بعورة، ويحرم تلذذٌ بسماعه أي صوت المرأة غير زوجة وسَرِيَّة، ولو كان صوتها بقراءة؛ لأنه يدعو إلى الفتنة بها »(16) . ونخلص مما سبق إلى ضوابط كلام المرأة مع الرجل الأجنبي: بعد ذكر أقوال الفقهاء، وبيان الأدلة على جواز كلام المرأة مع الرجل الأجنبي عند الحاجة، يمكن تلخيص الضوابط التي يلزم مراعاتها عند الكلام بينهما، وهي كالتالي: 1. أن يكون الكلام لحاجة، وتقدر الحاجة بقدرها ولا يجوز التوسع في الكلام والانبساط فيه لغير حاجة حقيقية. 2. أن لا يكون في الكلام خضوعٌ، ولينٌ، وتكسيرٌ، وترقيقٌ، وإيماءٌ، وهزلٌ، حتى لا يكون مدخلاً إلى تحريك الغرائز وإثارة الشهوة. 3. أن يكون الكلام في المعروف، أي في غير المحرمِ شرعاً. 4. أن لا يفضي الكلام إلى خلوة محرمة بينهما، أو دوامٍ واستمرارٍ عليه. والله اعلم 1)- حاشية الطحاوي على المراقي 2/ 237. (2)- فقه العبادات – مالكي 1/ 143. (3)- إحياء علوم الدين 2/ 118. (4)- تفسير القرطبي 14/ 157. (5)- تفسير البغوي 1/ 348. وانظر: زاد المسير 6/ 379. وانظر: تفسير البيضاوي 1/ 373. وانظر: فتح القدير 4/ 394. وانظر: تفسير القرطبي 14/ 157. وانظر: تفسير ابن كثير 3/ 636. (6)- انظر تفسير ابن كثير 3/ 636. (7)- في ظلال القرآن 6/77. (8)- صحيح البخاري 6/ 2637، برقم: 6789. (9)- صحيح البخاري 5/ 2025، برقم: 4983. (10)- فتح الباري 13/204. (11)- شرح النووي على صحيح مسلم 13/10. (12)- حاشية الطحاوي على المراقي 2/ 237. (13)- مغني المحتاج 3/ 123، وانظر: الأم 2/ 232. (14)- فقه العبادات – مالكي 1/ 143. (15)- الإنصاف 8/ 30. (16)- شرح منتهى الإرادات 2/ 624.
  5. المفاهيم وعلاقتها بالسلوك الحمد لله وحده ، هو الحميد المجيد ، منه العون وبه التوفيق ، اللهم اهدنا سبلنا وألهمنا رشدنا ، وارنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه نواهيه يقول الله تعالى في محكم التنزيل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" جاء في الطبري للآية : وَقَوْله : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَدِّقُوا اللَّه وَرَسُوله , لِمَ تَقُولُونَ الْقَوْل الَّذِي لَا تُصَدِّقُونَهُ بِالْعَمَلِ , فَأَعْمَالكُمْ مُخَالِفَة أَقْوَالكُمْ { كَبُرَ مَقْتًا عِنْد اللَّه أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } يَقُول : عَظُمَ مَقْتًا عِنْد رَبّكُمْ قَوْلكُمْ مَا لَا تَفْعَلُونَ .. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن المرء هنا ، لم يخالف في بعض الاحيان فعل الإنسان قوله ، ولماذا يقوم المرء ببعض الأمور المخالفة لمفاهيمه ؟ ولمعرفة الجواب ، كان لا بد من فهم ماهو السلوك وما الذي يسير هذا السلوك وما هي دوافعه, والسلوك هو أعمال الإنسان التي يقوم بها لإشباع غرائزه أو حاجاته العضوية، فالإنسان يسير سلوكه في هذه الحياة بحسب مفاهيمه عنها. أي أن الإنسان حين يقوم بأعماله لإشباع غرائزه والحاجات العضوية فإن مجموع هذه الأعمال هو سلوك الإنسان ، وهذا السلوك مرتبط بمفاهيم الإنسان عن الأشياء والأفعال والحياة . والمفاهيم هي المعاني المدرك لها واقع في الذهن سواء أكان واقعاً محسوساً في الخارج أم واقعاً مسلماً به أنه موجود في الخارج تسليماً مبنياً على واقع محسوس. وتتكون هذه المفاهيم من ربط الواقع بالمعلومات، أو من ربط المعلومات بالواقع، حيث يتم نقل الإحساس بالواقع إلى الدماغ مع وجود معلومات سابقة لتفسر هذا الواقع . فالطاقة الحيوية عند الإنسان تدفعه لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية، وهذه موجودة عند الحيوان أيضا. فالحيوان يندفع لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية بدون مفاهيم، لأنه فاقد العقل. وكذلك الإنسان عندما لا يندفع للإشباع حسب مفاهيم معينة أو عندما لا يملك مفاهيم معينة فإنه يندفع للإشباع كالحيوان. فتصرفات الإنسان إما أن تكون نتيجة مفاهيم معينة، وإما أن تكون نتيجة اندفاع حيواني. إن علاقة الفكر بالسلوك علاقة وثيقة وموصولة لا ينفك أحدهما وكلما توثقت الصلة وقويت ، كان تأثير الفكر أقوى وأعمق ويلزم الإنسان أن يسلك سلوكا منبثق من الفكر الذي يحمله والذي اقتنع به وإذا كان الفكر والتفكير صائبين صحيحين خاليين من الشوائب والتلويث كانت المفاهيم التي هي معاني الأفكار ، سليمة صحيحة ، حين ذاك ينضبط السلوك ، أي ينضبط سلوك حاملها سواء في أفعاله وأقواله ، حركاته وسكناته بل في كل شأن من شؤون حياته ، بالإضافة إلى ارتقاء الفكر وسموه ، فكلما ارتقى الفكر وسما ، ارتقى بحامله وارتقى به ، وإذا تدنى وهوا ، فإنه يتدنى بحامله ويهوى به (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ * مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 175-179]. وذكر المفسرون والمؤرخون من مظاهر انسلاخ صاحب القصة عن آيات الله مظاهرته لأهل الكفر نصرتهم على المؤمنين بكل الأساليب والطرق، ولهثه خلف الشهوات وسقوطه في وحلها، برغم مما اتاه الله من الادلة الدامغات والحجج القوية فخالف مفاهيمة واخذ يعمل بعكسها بما يطول ذكره. وهي من السلوك( مظاهرته لأهل الكفر نصرتهم على المؤمنين بكل الأساليب والطرق، ولهثه خلف الشهوات وسقوطه في وحلها، ) المخالف للمفهوم وعبرت الايات الكريمات ان الانسلاخ جاء من تلقاء نفسه لان الارتباط بين المفهوم وذلك لأن ارتباط المفاهيم بالفكر ليس ارتباطاً آليا بحيث لا يتحرك المفهوم إلا بحسب الفكر، بل هو ارتباط اجتماعي فيه قابلية الانفصال وفيه قابلية الرجوع. مع ان الايات بينت ان هذا الانفكاك هو انسلاخمع ما في التعبير بكلمة انسلاخ من دقة معنى أما نتائج هذه المفاهيم فإنها هي التي تعيِّن سلوك الإنسان نحو الواقع المدرك، وتعيِّن له نوع الميل لهذا الواقع من الإقبال عليه أو الإعراض عنه، وتجعل له ميلاً خاصاً وذوقاً معيناً. أما الميول فهي الدوافع التي تدفع الإنسان للإشباع مربوطة بالمفاهيم الموجودة لديه عن الأشياء التي يُراد منها أن تشبع. وتحدثها عند الإنسان الطاقة الحيوية التي تدفعه لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية، والربط الجاري بين هذه الطاقة وبين المفاهيم. ودوافع الأفعال مهما تعددت صورها واختلفت أساليبها ووقائعها فإنها لا تخرج عن كونها دوافع لإشباع غرائز أو حاجات عضوية . والإنسان عندما يسلك أي سلوك فإنما يسلكه بناء على وجهة نظره للحياة ، وهذه المفاهيم عن الحياة تكون جرّاء حله للعقدة الكبرى ووضعه لمفاهيم خاصة عن الحياة لديه ، وكذلك عندما يسلك الإنسان سلوكا تجاه شيء من الأشياء ، فإنما يسلكه على كون هذا الشيء يشبع غرائزه وحاجاته العضوية أم لا ، والإنسان الراقي حين يسعى لإشباع هذه الغرائز والحاجات العضوية ، لا ينظر للأشياء كونها تشبع أو لا تشبع فقط ، بل ينظر إلها إن كانت توافق وجهة نظره عن الحياة أم لا . وبما أن الإنسان عاجز وناقص ومحتاج ، كان لا من رعاية لشؤونه ومصالحه في هذه الحياة الدنيا ، ولا بد من قوانين تضبط سلوكه فيها ، وعندما جاء الإسلام بهذه القوانين والمعالجات لشؤون الإنسان ، نظر لهذا الإنسان كإنسان لديه دوافع تدفعه للقيام بهذه السلوكيات التي يسلكها في الحياة فعالج الأساس الذي يدفع الإنسان لهذا السلوك ووضع له الضوابط والقوانين التي يجب على الإنسان السير بها فكان نظاما شاملا كاملا متكاملا يوافق فطرة الإنسان ومقنعا لعقله مالئا لقلبه طمأنينة ونور . والإنسان مخلوق إجتماعي وليس كائناً صناعياً يعيش على المسطرة ، وهو حين يطبق النظام ككائن اجتماعي تتفاوت فيه القوى والخاصيات ، فمن الطبيعي أن يشذ عن تطبيق هذا النظام أفراد ، فقد يغفو الإنسان فيُغفل ربط مفاهيمه بعقيدته، أو قد يجهل تناقض هذه المفاهيم مع عقيدته أو مع كونه شخصية إسلامية، أو قد يطغى الشيطان على قلبه فيجافي هذه العقيدة في عمل من الأعمال، فيقوم باعمال تخالف هذه العقيدة، أو تتناقض مع صفات المسلم المتمسك بدينه أو ضد أوامر الله ونواهيه. ويقوم بذلك كله أو بعضه في الوقت الذي لا يزال يعتنق هذه العقيدة ويتخذها أساساً لتفكيره وميوله فها هو ماعز يأتي النبي صلى الله عليه وسلم طالبا منه إقامة الحد عليه لارتكابه الزنا ، وأقيم عليه الحد ، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال حين مرّ من قبره لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسعتهم والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها . وهاهي الغامدية أيضا تأتي النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إقامة حد الزنا عليها ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنها جادت بنفسها لله وفي مثل هذه الحال إي إن عصى المسلم في عمل من الأعمال لا نقول بإنه خرج عن الإسلام أو أصبح شخصية غير إسلامية. لأنه ما دامت العقيدة الإسلامية تُعتنق من قِبَله فهو مسلم. وما دامت العقيدة الإسلامية تُتخذ لديه أساساً لتفكيره وميوله فهو شخصية إسلامية وإن فسق في سلوك معين من سائر سلوكه. لأن العبرة باعتناق العقيدة الإسلامية واتخاذها أساساً للتفكير والميول، ولو وجدت ثغرات في الأعمال والسلوك. وذلك لأن ارتباط المفاهيم بالعقيدة الإسلامية ليس ارتباطاً آلياً بحيث لا يتحرك المفهوم إلا بحسب العقيدة، بل هو ارتباط اجتماعي فيه قابلية الانفصال وفيه قابلية الرجوع. ولذلك لا يُستغرب أن يعصي المسلم فيخالف أوامر الله ونواهيه في عمل من الأعمال. فقد يرى المرء الواقع يتناقض مع ربط السلوك بالعقيدة. وقد يُخيَّل إليه أن مصلحته موجودة فيما فعله ثم يندم ويدرك خطأ ما فعل ويرجع إلى الله. فهذه المخالفة لأوامر الله ونواهيه لا تطعن في وجود العقيدة عنده، وإنما تطعن في تقيده بهذا العمل وحده بالعقيدة. ولذلك لا يعتبر العاصي أو الفاسق مرتداً، وإنما يعتبر مسلماً عاصياً في العمل الذي عصى به وحده، ويعاقب عليه وحده، ويبقى مسلماً ما دام يعتنق عقيدة الإسلام. ولذلك لا يقال إنه شخصية غير إسلامية لمجرد أن غفا غفوة أو طغاه الشيطان مرة، ما دام اتخاذه العقيدة الإسلامية أساساً لتفكيره وميوله لا يزال موجوداً ولم يتطرق إليه خلل أو ارتياب. وجود مفهوم لكل سلوك والاصل إن يكون لكل سلوك مفهوم واحد فقط ولا تتعدد المفاهيم للسلوك الواحد ولايمكن تتعدد المفاهيم لان السلوك مظهر للمفهوم ولو جاز تعدده لما عرفنا من أي مفهوم خرج هذا السلوك فماعز رضي الله عنه عندما اقترف الفاحشة جاء بسلوك مغاير لمفاهيمه فاما إن يكون معاز غير مفاهيمه حول الواقع (الزنا)فاصبحت بنظره حلالا وهذا يعني تغير في المفهوم وكان سلوك الزنا من المفهوم الجديد لكن ماعز لم يغبر مفهومه ولو غيره لكان اقيم عليه حد الردة وليس حد الزنا و وكان كافرا بما انزل على محمد ولم لم يكن له ليأتي بعد اقتراف المعصية ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم( طهرني) اذن ما الذي حدث مع ماعز رضي الله عنه ؟؟ لقد اصاب مفهوم حرمة الزنا ضعف شديد جعله يتراجع ولم يعد بقادر على ضبط السلوك نتيجة الضعف الشديد وانطلق ماعز من مفهمو ماخر وهو مفهوم عن الاشياء كون هذه المراة تحقق الاشباع وكان هذا المفهوم في تلك اللحظة أقوى من المفهوم الفكري العقائدي الصحيح فاقدم على الحرام لان المفهوم الغرائزي كان أقوى في تلك اللحظة وهذا مصداق لما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. وفي رواية والتوبة معروضة بعد. قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه: لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ويراد نفي كماله... كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة. وكأن مفهموم الايمان في لحظة الحرام أفل غير مؤثر(غاب ) لكنه لم يتغير وانطلق مفهوم اخر أقوى منه ساعة الحرام لكنه لما عاد واستحضر مفاهيمه رضي الله عنه جاء يطلب التوبة والتطهير وهو يعلم إن التطهير رجم حتى الموت لكن مفهوم الايمان كان اوج قوته ومن هنا كان لزاما عاى المؤمن إن يتعاهد مفاهيمه في كل وقت وحين من خلال العيش في ظلها وكثرة تقويتها في النفس ومتابعتها والمداومة على قراءة القران والسنة واسحتضار غضب الله وان يبتعد عن كل ما من شانه إن يضعف ايمانه فلا يعيش الا لتلك المفاهيم . ..
  6. اختلاط الجنسين في نظر الإسلام بقلم الشيخ العلامة محمد الخضر حسين رحمه الله تعالى ألقى أحد الأساتذة محاضرة تعرض فيها لاختلاط الفتيان والفتيات في الجامعة، وأبدى استحسانه لهذا الاختلاط، ووقف موقف الدفاع عنه. وما كنا ننتظر من الأستاذ المحاضر وقد قضى سنين غير قليلة وشؤون المجتمع تمر عليه بمقدماتها وبما ينتج عنها من خير وشر، أن يقول ما قاله في تلك المحاضرة. بل كنا ننتظر منه أن يملي على أبنائنا وبناتنا كلمات يتلقونها على أنها آراء أحكمتها التجارب، فيستنيرون بها في حياتهم المحفوفة بالأخطار من كل جانب. ولكن الأستاذ لم يشأ إلا أن يتناول في محاضرته مسألة اختلاط الفتيان والفتيات، ويرضى عن ذلك الاختلاط، صارفا النظر عما يجر إليه من الانحلال في الأخلاق، وغمز في الأعراض. وغرضنا من هذه المحاضرة نقد كلمات وردت في محاضرة الأستاذ، وإنما ننقدها على طريقة آداب البحث، وما تقتضيه قوانين المنطق، ثم انظروا ماذا ترون. وما كان لي ولا للأستاذ وقد أخذنا نبحث في شأن اجتماعي أن نهمل وجهة الدين الإسلامي في هذه المسألة الهامة، فإذا نحن حققنا النظر فيها من حيث اتجاه الدين الإسلامي، وأعقبناه بالنظر في حكمة هذا الاتجاه، استطعنا أن نحكم على ما يقال في اختلاط الفتيان والفتيات بين جدران الجامعة، أو حول جدرانها، ونحن على بينة من أمر هذا الحكم. قال الأستاذ في محاضرته: "ويتصل بخطأ الجمهور في فهم رسالة الجامعة مسألة قبول الفتيات المصرية طالبات في الجامعة". يعد الأستاذ فيما أخطأ الجمهور في فهمه من رسالة الجامعة مسألة قبول الفتيات المصريات طالبات في الجامعة، ويريد بخطأ الجمهور إنكارهم لما صنعته الجامعة من قبولهن وخلطهن بالفتيان في حجرات التدريس. والواقع أن الجمهور لم يخطئ، وأن الجامعة هي التي أخطأت في هذا الخلط، ذلك أن جمهور الأمة المصرية يستضيء في حياته بدين قامت لديه الأدلة القاطعة على أنه وحي سماوي، لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه، فإذا عرضت له مسألة اجتماعية كالجمع بين الفتيان والفتيات على الوجه الذي يقع في الجامعة، أقبل يستفتي دينه الحق، فإن وجده قد أذن في ذلك، سكت عنه ورضي به، وإن وجده قد نهى عنه، بادر إلى إنكاره. وتحريم الدين لاختلاط الجنسين على النحو الذي يقع في الجامعة معروف لدى عامة المسلمين، كما عرفه الخاصة من علمائهم، وأدلة المنع واردة في الكتاب والسنّة وسيرة السلف الذين عرفوا لباب الدين، وكانوا على بصيرة من حكمته السامية. يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} (النور:30)، ويقول: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ} (النور:31). ومعنى غضّ البصر صرفه عن النظر الذي هو وسيلة الفتنة، والوقوع في فساد، ومن ذا الذي يجمع الفتيان والفتيات في غرفة وينتظر من هؤلاء وهؤلاء أن يصرفوا أبصارهم عن النظر، ولا يتبعوا النظرة بأخواتها؟ وهل يستطيع أحد صادق اللهجة أن يقول: إن أولئك المؤمنين والمؤمنات يحتفظون بأدب غضّ أبصارهم من حين الالتقاء بين جدران الجامعة إلى أن ينفضّوا من حولها، والشريعة التي تأمر بغض النظر عن النظر إلى السافرات، تنهي أولي الأمر عن تصرف شأنه أن يدفع الفتيان والفتيات إلى عواقب وخيمة؟ ويقول الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (النور:31). والزينة ما يتزين به من نحو القرط والقلادة والخاتم والوشاح والشعر، والأصباغ من نحو الكحل والخضاب، والملابس الأنيقة، وما ظهر من الزينة هو الثوب الذي يستر الجسد حتى لا يظهر ما تحته من حلي وشعر ونحوه. ثم إن القرآن قد استثنى طائفة من الناس تكثر مداخلاتهم للمرأة فيكون في التزامها التستر الذي تلزمه مع الأجنبي، مشقة عليها، فأذن لها في عدم زينتها منهم، ثم إن توقع الفساد منهم شأنه أن يكون مفقوداً أو نادراً، إما لشدة القربة، كالأب والابن والأخ والخال والعم وابن الأخ وابن الأخت، وإما لأن شأنهم الغيرة على حفظ عرض المرأة كأبي الزوج وابنه، فإن أبا الزوج أو ابنه تدعوه الغيرة على أن يحافظ على عرض المرأة؛ لأن في حفظ عرضها حفظاً لعرض ابنه إن كان أباً، أو لعرض أبيه إن كان ابناً. وهؤلاء وإن اشتركوا في جواز رؤية الزينة الباطنة، لا يتساوون فيما يصح أن يطلع عليه، فالزوج يحل له النظر إلى ما شاء، وأما الابن والأب والأخ والجد وكل ذي محرم، فلا يجب على المرأة أن تستر منهم الشعر والنحر والساقين والذراع، وأما غير أولي الإربة من الرجال، وهم الذين عرف منهم التعفف وكانوا على حالة من لا يقدر على مباشرة النساء، كالطاعنين في السن الذين عرفوا بالصلاح وعدم الحاجة إلى النساء، فإنما يحل للمرأة أن تظهر أمامهم في ثياب صفيقة وإن لم تكن عليها ملحفة. وليس من شك في أن طالبات الجامعة لا يضربن بخمرهن على جيوبهن، وقد يأتين في أجمل ثيابهن، ويختلطن بفتيان ليس بينهم وبينهن صلة من الصلات المشار إليها في الآية الكريمة. ويقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب:59). الجلباب: الثوب الذي يستر المرأة من فوق إلى أسفل، أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها، وإدناؤه عليهن إرخاؤه عليهن، قال ابن عباس وجماعة من السلف: أن تلوي الجلباب فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف، فتستر الصدر ومعظم الوجه إلا عينيها. ثم ذكر حكمة هذا الستر، وهي أن التستر يدل على العفاف والصيانة، إذ من كانت في هذا الحال من التستر لا يطمع الفساق في أن ينالوا من عرضها، فلا تلقى من الفساق تعرضاً يؤذيها مثلما تلقى المتبرجات بزينتهن، وذلك معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}. والأحاديث الصحيحة الواردة في النهي عن اختلاط المرأة بغير محرم لها، تدل بكثرتها على أن مقت الشريعة الغرَّاء لهذا الاختلاط شديد، وإن عنايتها بأمر صيانة المرأة بالغة، وأذكر منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري: "قالت النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم- غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن"، ولو كان اختلاط الطلاب بالطالبات مما يأذن به الدين، لكان للنساء أن يجلسن مع الرجال في مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولما قلن له: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك ولما وعدهن يوماً لقيهن فيه وحدهن. وأذكر منها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الفجر، فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن، ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد"، ولو كان اختلاط الرجال بالنساء مأذوناً فيه لما احتاج المؤمنات إلى أن يتلفعن بمروطهن ويرجعن إلى بيوتهن، دون أن يعرفهن أحد. وأذكر منها ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهم- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج، فقال: أخرج معه"، ولو كان اختلاط النساء والأجانب مأذوناً فيه، لما حرَّمت الشريعة على المرأة أن تسافر لأداء فريضة الحج إلا أن يكون معها محرم، ولما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يدخل رجل على امرأة إلا ومعها محرم. وأذكر منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إذا سلَّم، قام النساء حينما يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم أن ذلك لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال". فقيام النساء وانصرافهن عقب تسليمه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه مأذون لهن في الصلاة دون البقاء في المسجد لغير صلاة، وقد أشارت رواية الحديث إلى أن مكث النبي -صلى الله عليه وسلم- في مقامه عقب الصلاة من أجل تسكين النساء من الانصراف؛ لأن الرجال لا يقومون من موضع الصلاة إلا إذا قام عليه الصلاة والسلام، وفي هذا شاهد على كراهة الشارع لاختلاط الرجال الأجانب بالنساء، ثم إن سنة النساء في صلاة الجماعة أن يصلين خلف صفوف الرجال، روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-أنه قال: "صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت أم سليم، فقمت ويتيم خلفه وأم سليم خلفه". ويدلكم على أن النهي عن اختلاط الرجال بالنساء كان معروفاً بين الصحابة - رضي الله عنهم -، حتى أصبحت قاعدة يذكرونها عندما يشتبه عليهم الأمر في بعض الآثار أو الأحاديث، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن جريح قال: "أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: أي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال لم يكن يخالطهن: كانت عائشة - رضي الله عنه- تطوف في حجرة من الرجال لا تخالطهم"، والحجرة الناحية المنفردة، تقول رأيت رجلاً يسير من القوم حجرة أي ناحية منفردة. فانظر كيف بدا لابن هشام أن يمنع النساء الطواف مع الرجال أخذا بالقاعدة المعروفة في الشريعة من منع اختلاط النساء بالرجال، ولما أنكر عليه عطاء لم يقل له: إن اختلاط النساء بالرجال لا حرج فيه، ولكنه استدل بحديث أن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- كن يطفن مع الرجال، ولما بدا لابن جريج أن طوافهن مع الرجال يقتضي الاختلاط بهم، والاختلاط محظور في الشريعة، قال مستشكلا الإذن لهن في الطواف مع الرجال: كيف يخالطهن الرجال؟ فلم يقل له ابن جريج: وأي مانع من هذا الاختلاط، بل بيّن له أنهن يطفن مع الرجال دون أن يخالطنهم. وليست نصوص الدين وحدها هي التي تسوق الجمهور إلى إنكار اختلاط الطلاب والطالبات، بل المشاهدات والتجارب قد دلتا على أن في هذا الاختلاط فساد لا يستهان به، ومن أنكر أن يكون لهذا الاختلاط آثار مقبوحة، فإما أن يكون غائبا عن شؤون المجتمع، لا يرقبها من قريب ولا من بعيد، وإما أن يكون قد نظر إلى هذا الاختلاط وآثاره بعين لم تنبه إلى وجهة استقباحه ووجوب العمل على قطع دابره. ومن عمد إلى البلاد التي يباح فيها اختلاط الجنسين، ونظر إلى ما يقع فيها من فساد الأعراض، وقاسه بالفساد الذي يقع في البلاد التي يغلب على رجالها ونسائها أن لا يجتمعوا إلا على وجه مشروع، وجد التفاوت بين الفسادين كبيراً. بل لا نحتاج في معرفة هذا التفاوت إلى إحصاء مفاسد هذه وتلك، فإن المعروف بالبداهة أن الاختلاط يحدث في القلوب فتنة، ولا تلبث الفتنة أن تجر إلى فساد، فعلى قدر كثرة الاختلاط يكثر ابتذال الأعراض. قال الأستاذ: "وهي مسألة كانت قليلة الأنصار في الرأي العام"، يريد أن قبول الطالبات في الجامعة لم يرض عنه فيما مضى إلا قليل من الناس، والواقع أن الذين يرضون عن هذا الاختلاط لا يزال عددهم قليلاً إذا نظر إليهم إزاء من ينكرونه، ويشكون من سوء مغبته، ولو استفتيت الأمة استفتاء صحيحا؛ لظهر أن أنصاره لا يزالون في قلة، على أن المسائل الاجتماعية إنما يرجع الحكم فيها إلى الأدلة القائمة على رعاية ما يترتب عليها من مصالح أو مفاسد، أما كثرة الأنصار فلا تجدي أمام النصوص الشرعية، والأدلة المؤيدة بالتجارب ولو مثقال ذرة. قال الأستاذ: "بعد عشر سنوات من قبول هؤلاء الطالبات، قامت ضجة تنكر علينا هذا الاختلاط فلم نأبه له؛ لأن التطور الاجتماعي معنا، والتطور لا غالب له". ليس هناك تطور يعرض للاجتماع في نفسه، وإنما تطور الاجتماع أثر أفكار وأذواق وميول نفسية، ورقي هذا التطور أو انحطاطه يرجع إلى حال تلك الأفكار والأذواق والميول، فإن غلب على الناس جودة الفكر، وسلامة الذوق، وطهارة ميولهم النفسية، كان التطور الاجتماعي راقياً وهذا هو الذي لا تنبغي معارضته، ويصح أن يقال فيه: إنه تطور لا غالب له، أما إذا غلب على الناس انحراف الأفكار في تصور الشؤون الاجتماعية، أو تغلبت أهواؤهم على عقولهم، كان التطور الاجتماعي في انحطاط، وهذا هو الذي تجب معارضته، وأقل دعوة تقوم لإصلاحه يمكنها أن تقوِّم عوجه، وترد جماحه. وإذا كان اختلاط الجنسين من قبيل التطور الاجتماعي، فهو من نوع ما ينشأ عن تغلب الأهواء، وتقليد الغربيين في غير مصلحة، فيتعين على دعاة الإصلاح أن يجهروا بإنكاره، ويعملوا على تنقية المجتمع من أقذائه، ومتى قويت عزائمهم وجاهدوه من طرقه الحكيمة، أماطوا أذاه، وغلبوه على أمره. وما كانت حالة العرب في الجاهلية إلا تطوراً اجتماعياً، وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- يحارب هذا التطور، فقضى عليه في أعوام غير كثيرة. ولو عرض حال فرنسا قبل الحرب، ونظرنا إلى ما كان فيها من تهتك، وحاول بعض عقلائهم التخفيف من شر ذلك الاستهتار، لوجد من يقول له: هذا التهتك تطور اجتماعي، والتطور الاجتماعي لا غالب له. فهل يرضى الأستاذ المحاضر أن يسكت دعاة الإصلاح عما يغلب في الناس من الفساد، وييئسوا من إصلاحه بدعوة أنه تطور اجتماعي، والتطور الاجتماعي لا غالب له. والذي نرى أن الإصلاح يسود بالدعاية الحكيمة، وقد يسود بقوة السلطان العادل متى كانت الأمة في عماية عن طريق الرشد، وصمم من مواعظ الحكماء، أما الباطل فإنما يسود بوجاهة أشياعه، أو قوة سلطانهم، وإذا تغلب باطل بالدعاية الماكرة، فلأن أنصار الحق كانوا غارقين في نوم ثقيل، ولا يرفع الباطل صوته إلا في بيئة غاب عنها الدعاة المصلحون. وقد حسبنا عندما سقطت فرنسا في هذه الحرب تلك السقطة المزرية، أن يأخذ منها رجالنا عبرة بالغة، فيعود الذين كانوا يحبذون السفور، واختلاط الجنسين، دعاة إلى أدب الإسلام من تستر المرأة بثياب العزة، وصيانتها عن مواقف الابتذال، ومواطن الاختلاط. ومن دواعي الأسف أن يتنبه رجال فرنسا قبل أن يتنبه كثير من رجالنا، ويأخذ من سقوط دولتهم عبرة، هي أن سبب ضعف فرنسا وانهيار بنائها هو انحلال أخلاق شبابها، وإغراقهم في الملاذ والشهوات، ولا إغراق في الشهوات أكثر من تخلية السبيل للنساء يخالطن الرجال، ويبدين لهن ما بطن من زينتهن دون أن تلتهب في نفس أبيها أو أخيها أو زوجها غير حامية. وقال الأستاذ المحاضر: " ومعنى العدل الذي يسوي بين الأخ وأخته في أن يحصل كل منهما أسباب كماله الخاص". لا يتنازع أحد في العدل بين الأخ والأخت، ولا يمانع من التسوية بينهما في تحصيل كل منهما كماله الخاص، لا يستدعي اختلاطها بالفتيان، بل يعد هذا الاختلاط عائقاً لها عن الوصول إلى كمالها الخاص، فإنه يذهب بجانب كبير من الحشمة وهدوء النفس ويهيئها لأن تنحدر في حفرة من سوء السمعة، ولو كان ولي أمرها الناصح في تربيتها، ينظر إلى هذه العاقبة بعين تدرك حقيقتها، لحال بينها وبين هذا الاختلاط بكل ما يملك من قوة. ونحن لا نعارض في تعليم المرأة، ولا في استمرارها على التعليم إلى أبعد مدى، ولكنا نريد الاحتفاظ بأساس كمالها الخاص وهو الصيانة ونقاء العرض، ولا شك في أن اختلاطها بالفتيان وسيلة قريبة إلى هدم ذلك الأساس، فالذين ينكرون اختلاط الطلاب بالطالبات هم الذين يناصرهم العدل الذي يسوي بين الأخ وأخته في أن يحصل كل منهما أسباب كماله الخاص. فللمرأة أن تطلب من العلوم ما وسعها أن تطلبه، ولكن على أساس الصيانة، فإن كان طلبها لبعض العلوم يعرض هذا الأساس للانتقاص، فلتكتف بما وصلت إليه يدها من علم، وفي الرجال كفاية للقضاء، والمحاماة، وعضوية مجلس النواب، إلى ما يشابه هذا من الأعمال التي لو تولتها المرأة لأنجزت بطبيعة العمل إلى عاقبة سيئة هي الاختلاط بالرجال. قال الأستاذ المحاضر: "ومعنا فوق ذلك منفعة الأمة من تمهيد الأسباب لتكوين العائلة المصرية على وجه يأتلف مع أطماعنا في الارتقاء القومي". إذا كنَّا لا نستسلم لتقليد أوربا في كل شأن من شؤون الاجتماع، وترفّعنا عن أن نجعل حال الأوربيين المثال الكامل للارتقاء القومي، قلنا: إن أساس ارتقائنا القومي هو الاحتفاظ بآداب ديننا، وأن يكون في فتياتنا علم واسع، وعزم صارم، وإدارة ماضية، وصبر على تحمل المشاق، وأن يكون في فتياتنا حشمة، وصيانة، وعلم يساعدهن على تأدية واجباتهن في الحياة من نحو تدبير المنزل، والقيام على تربية الولد، وقد دل النبي -صلى الله عليه وسلم- على هاتين المهمتين بقوله: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده". وأشار -صلى الله عليه وسلم- إلى مهمة تدبير المنزل بقوله: "والمرأة راعية على بيت زوجه". فمن أطماعنا أن تكون المرأة على خلق عظيم من الحشمة، بعيدة من مواطن الفتنة والريبة، فرغبتنا في تكوين العائلة المصرية على وجه يأتلف مع أطماعنا، تدعونا وتلح في دعوتنا إلى أن نجعل بين الفتيات والفتيان فارقاً يقطع مثار الفتنة، وتسلم به النفوس من خواطر السوء التي قد تنقلب إلى عزم ثم إلى مقدرة. وإذا كان النظر إلى زينة المرأة والتأمل في محاسن وجهها وسيلة تعلق القلب بها، وتعلق القلب مدرجة الفتنة، فالاختلاط الذي يستدعي تكرار النظر، ويجر إلى الأخذ بأطراف الحديث، يكون بلا ريب أمرا منكراً، إذ هو الوسيلة المباشرة لزلزلة نفوس الفتيان والفتيات بعد سكونها زلزلة قد تذهب بأعراض كانت مصونة، وإذا دخل ابتذال العرض في الأسرة، فمن أين لنا أن نكونها على وجه يأتلف مع أطماعنا في الارتقاء القومي ؟. وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها، تضييق لدائرة الحياة في وجهها، وإنما هو احتفاظ بكرامتها، وتوفير لهنائها، إذ بصيانتها عن الاختلاط تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة، وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها، وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء. وأنا لا أستبعد صحة ما أسمعه كثيراً من أن النزاع بين الرجال وزوجاتهم أصبح أكثر مما كان، وأن منشأ هذا الخصام تهافت النساء على التبرج الممقوت، وتساهلهن في الاجتماع بغير محارمهن. والواقع أن أنصار اختلاط الجنسين لا يؤيدهم تطور اجتماع صحيح، ولا يناصرهم العدل بين الأخ وأخته في تحصيل كل منهما أسباب كماله الخاص، ولا تقف بجانبهم مصلحة الأمة في حال، وليس معهم إلا أنهم فعلوا ذلك ففتحوا أبواب الجامعة للطالبات، وكان منكر وهذا الاختلاط على كثرتهم في تفرق، فلم يصدعوا بإنكارهم، واقتصروا على أن يرددوا هذا الإنكار في مجالسهم، وربما كتب أحدهم مقالة في صحيفة، أو قال كلمة في محاضرة. ولو عقد دعاة الإصلاح مؤتمرا أخلاقيا، ونظروا في شأن اختلاط الجنسين نظرا خاليا من كل هوى، وبسطوا القول في وجوه مفاسده، لكان لقرارهم شأن، وكان لرجال السياسة الرشيدة في أمر الفتيات رأي يجمع بين إعطائهن حظهن من التعليم، وصيانتهن من مواضع الفتنة والابتذال. (1) نقلا عن محاضرات إسلامية لفضيلة الشيخ محمد الخضر حسين، جمعها وحققها علي الرضا التونسي، ص 190-200 http://www.azeytouna.net/Fikh/Fikh012.htm
×
×
  • اضف...