اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أبو مالك

المشرفين
  • Posts

    272
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    16

كل منشورات العضو أبو مالك

  1. كالعادة يبهرنا أخونا يوسف بدقته فبارك الله بك وعليك وفيك ولك وحواليك
  2. واشوقاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمن تبع هداه إلى يوم الدين، أن نكون منهم مستظلين في ظلال رحمة الله في الدنيا والآخرة
  3. للتوضيح: كل عمل من الأعمال له أدلته وطريقته الشرعية، فعمل جهاد الدفع بحد ذاته عمل، وله أدلته، ويقوم به في حال الدفع الرجل والمرأة والعبد والحر، وتقوم به الجماعة والدولة كل بحسب أدلة معينة متعلقة بهذا الواقع. وفعل الصلاة فعل يقوم به المسلمون ذكورا وإناثا بصفتهم الفردية، وعلى الدولة أن تقوم بأعمال معينة تصب في تحقيق فرض الصلاة فمن أراد بحث فعل الصلاة، لا يخلطه وقت البحث بفعل الزكاة فلكل أحكامه، فلا يقال مثلا بأن من يقوم بالزكاة عليه أن يكون متوضئأ، إذ أن الوضوء متعلق بفعل الصلاة، وهو من أحكامها إذن: فالخلط بين الجهاد وبين العمل على تغيير الحكام خلط غير صحيح، ولم نفهم هذا من كلام الأستاذ أحمد بارك الله به. لكني أحببت أن أبينه بدقة. لكن هناك فرض قريب وله أحكامه الخاصة، هو فرض تغيير المنكر، وهو فرض عين، ويختلف عن فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خصوصيات معينة، منها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، ويتعلق بالأفراد كما يتعلق بالأحزاب، على تفصيل فقهي دقيق، بينما فرض تغيير المنكر فرض عين، أي يتعلق بالأعيان، أي أن على المسلم أن يبحث عما يبرئ ذمته بما يتعلق به من فروض الأعيان، فيؤديها على وجهها. ووجه فرض تغيير المنكر أنه منوط بالاستطاعة، فمن رآى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه.,, الحديث فالأمة بوصفها أعيانا، يمكن لها أن تقوم بالفرض أفرادا، أو أن تجتمع لتحقق القوة الدافعة القادرة على إحداث التغيير فتقوم بتغيير منكر الحكام بالقوة وبالأعمال المادية. كذلك قول الرسول عليه صلاة الله على اليد ما أخذت حتى تعطيه، فيه دلالة أخرى، وهي أن الحاكم الذي اغتصب السلطة، عليه أن يؤدي للأمة حقها وإلا فإن لها أن تسترد حقها بالقوة. فهذان دليلاة متعلقان بفرضين: فرض تغيير المنكر وهو منوط بالاستطاعة أي بأن يغلب على ظن الأمة أنها إن نهضت فإنها تحقق التغيير، وفرض استعادة سلطان الأمة المسلوب. على أن الفرضين الأخيرين، لا يتحققان واقعا على وجه صحيح إلا من خلال التكتل الذي يعمل على نشر الوعي في الأمة، وتقصد أهل القوة والمنعة فيها ليكونوا إلى جانبها، حتى يتحقق غلبة الظن بتغيير المنكر، وبالتالي فالطريقة الشرعية لتحقيق فرض تغيير المنكر باليد، هو من خلال العمل على إقامة الدولة بالطريقة التي يعمل بها حزب التحرير. والله أعلم
  4. اذهب لسطح المكتب (Desktop) و اضغط باليمين (New) ثم اختار Shortcut سيظهر لك نافذة بها مستطيل ... الصق أحد هذه الروابط: ... الإذاعة العامة - إذاعة متنوعة لمختلف القراء mms://50.22.223.13/radio إذاعة القارئ ماهر المعيقلي mms://50.22.223.13/maher إذاعة القارئ أحمد العجمي mms://50.22.223.13/ajm إذاعة القارئ سعود الشريم mms://50.22.223.13/shur إذاعة القارئ عبدالباسط عبدالصمد mms://50.22.223.13/basit إذاعة القارئ عبدالرحمن السديس mms://50.22.223.13/sds إذاعة القارئ سعد الغامدي mms://50.22.223.13/s_gmd إذاعة القارئ محمد صديق المنشاوي mms://50.22.223.13/minsh إذاعة القارئ عبدالباسط عبدالصمد - المصحف المجود mms://50.22.223.13/basit_mjwd إذاعة القارئ مشاري العفاسي mms://50.22.223.13/afs إذاعة القارئ خالد القحطاني mms://50.22.223.13/qht إذاعة القارئ ناصر القطامي mms://50.22.223.13/qtm إذاعة القارئ فارس عباد mms://50.22.223.13/frs_a إذاعة القارئ إدريس أبكر mms://50.22.223.13/abkr إذاعة القارئ ياسر الدوسري mms://50.22.223.13/yasser إذاعة القارئ شيخ أبو بكر الشاطري mms://50.22.223.13/shatri ثم اضغط next ثم سميها بالاسم الموجود فوق الرابط ثم اضغط finish ستجد علي سطح المكتب أيقونة مثل أيقونة "الميديا بلاير" او "الريال بلير"
  5. نعريف الدار، بأنها التي تعلو فيها أحكام الاسلام أو أحكام الكفر فكلمة تعلو، أو تظهر، تدل على أن الظهور أو العلو للأحكام هو الذي على أساسه توصف الدار ومن علو الأحكام أو ظهورها، أن تتحول إلى معاريف أو مناكير بناء على هذا العلو، كمثال أن تحاول نهي امرأة سافرة عن الخروج بلا حجاب فينكر عليك نهيها أو لا تستطيع ذلك ، فالقانون يحمي حقها والشرطي يدافع عنها، ولو اشتكتك إلى السلطات لتقبضوا عليك فهذا مثال على علو الأحكام المنكرة شرعا في المجتمع بسبب غلبة وعلو وظهور أحكام الكفر ومن علو الأحكام القضاء بناء عليها في محاكم الدولة وأجهزتها، ومن مظاهر علو الأحكام أيضا حمايتها بقوة الشرطي أما أن يطبق شيء من الاسلام مع كثير أو قليل من الكفر، فإن هذا القليل لا ينفع في إظهار صفة العلو للأحكام، كأحكام النكاح والطلاق في المحاكم الشرعية في حين أن الأحكام الأخرى المتعلقة بجل الاسلام تطبق في المحاكم المدنية وتقوم على أساس شرعة الكفر، فأضفت لأحكام الكفر صفة العلو في المجتمع، وأثبتت سلطان الكفر على المسلمين ومن ذلك إباحة الربا في البنوك بقوة الدولة، وإقامة النظام الاقتصادي كله على أساس الرأسمالية، فلا ينفع معه أن تقطع يد السارق وقد حرمته من الزكاة في إضفاء وصف أن أحكام الاسلام تعلو، خصوصا وأن السارق الأكبر لا يقطع والغني لا يقطع وقد قال تعالى: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ وهذا حال بني اسرائيل إذ انتقوا من دينهم نتفا ليطبقوها وأخفوا ما تعارض مع مصالحهم وأخيرا فالكتاب المرفق متعوب عليه من حيث جمع مادته، وإن غلب عليه في مواطن كثيرة تحكيم رأي مسبق من غير استفراغ وسع في الاجتهاد فكأنه يغلب الرأي الذي يرتاح إليه لا الرأي الذي يقوم بناء على قوة الدليل لكن جهد الباحث في جمع مادته ملحوظ فجزاه الله خيرا
  6. السلام عليكم قلبت في رأسي كلامكم، وتوقفكم عند كلمة حتمية، وضرورة، على أساس أن الأمر الذي يوصل إلى القناعة بأن الأمر حتمية أو ضرورة إنما هو دليل، وبالتالي فكأننا نقول بأن على القيامة أدلة عقلية، وهو ما نفيته في أول الكلام، وبينت فيه أن المقصود ليس إثبات القيامة بالعقل، بقدر ما هو التفكر والتدبر في انسجام مفهوم يوم القيامة مع مفهوم العدل، ومع مفهوم المحاسبة، ومع نظام الكون كله، من باب التدبر والتفكر، ولا شك أن استعمال الألفاظ حين التنويه على المقصود منها أمر لا ضرر فيه، فلم يرد القول: الدليل على يوم القيامة، أو البرهان على يوم القيامة من خلال العقل. بالنسبة للمعارض العقلي، فليس بدقيق مع تفضلتم إليه من خلال إنزاله على هذا الموضوع، إنما موضوعه دلالات الألفاظ في إطار الدليل على العقيدة ينبغي أن لا تتعارض مع الحس، وهذا كله لا مجال لإنزاله هنا، لأن دليل القيامة النقلي قطعي لفظا ومعنى ولا مجال للتعارض مع الحس فيه ليقال إنه يتناقض مع المعارض العقلي. أما التوصل من العدل إلى القيامة، فبرأيي أيضا أنه لا يصلح، لأنه فرق بين عدل الله تعالى، والعدل في مفهوم البشر، هذا وإن كان عدل الله تعالى، له متعلقات بنا كبشر نحس بها، كما للرزق متعلقات بنا، نلمسها في واقعنا من خلال ما يأتينا من رزق الله تعالى، إلا أن العدل والرزاق والرحمن، فيها شق متعلق بالله تعالى، لا نعرف عنه ولا نستطيع التفكير فيه، والشق المتعلق بنا لا يصلح دليلا على قطعية القيامة، لأن عقولنا قاصرة عن إدراك جوانب كثيرة من متعلقات العدل مثلا، لا نستطيع معها فهمه، كسؤال من يسأل عن توزيع النعم بين البشر، والتساوي فيها، كمثال امرأة فقيرة معدمة محرومة غير مسلمة ماتت، لا يستطيع العقل أن يحدد نعما أنعمت عليها مكافئة لغيرها من البشر، لا يستطيع العقل إلا أن يقول أن الله بعدله المطلق لا يظلمها مثقال ذرة، ولكنه يعجز عن الفهم وهو غير مطالب بأن يحلل أو يحاكم عدل الله وفقا لقدراته المحدودة إذن، فكما ترى أن المتعلق بنا كبشر قد يصل إلى مرحلة من عدم القدرة على الوصول من خلاله إلى الوصول إلى التدليل على حصول العدل في الدنيا، فإنه لا بد من التعلق بالشق الإلهي الذي أخبرنا فيه رب العزة أنه لا يظلم مثقال ذرة حتى نقطع من خلاله إلى ضرورة القيامة، وبالتالي رجعنا لأن تكون الأدلة نقلية على القيامة. إذن فالخلاصة أن أدلة القيامة نقلية، ولكن هذا الموضوع ليس من باب التدليل على القيامة، ولكنه من باب الفهم والتدبر والله تعالى أعلى وأعلم
  7. بارك الله بكم جميعا إنما أحببت أن أذكر أن أمور الاعتقاد ليست مجرد دليل ودلالة، وإنما أبحاث الاعتقاد تتوسع للفهم والتفكر والتدبر، فليس قوله تعالى: إن في خلق السموات والأرض مجرد دليل ونتوقف في البحث عند الاستدلال ، وإنما يتوسع البحث للتفكر والتدبر والتأمل ولذلك قال عليه سلام الله، ويل لمن قرأها ولم يتدبرها أو كما قال عليه سلام الله
  8. أمريكا اليوم دولة علمانية تفصل الدين عن الحياة وليست دولة نصرانية وهي أشد حربا على الاسلام والمسلمين من أبي جهل
  9. واضح أنك لم تقرأ قراءة متمعنة ولا ربطت أن الكلام أعلاه إن هو إلا إنزال لمفاهيم قرآنية على الواقع وأتركك مع دليلين اثنين من جملة أدلة كثيرة بني الكلام أعلاه عليها فتفكر بها جيدا قبل أن تقرر ما ذهبت إليه وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ
  10. تفكير بصوت مرتفع حول الدول الغربية وأنظمتها للمضبوعين بنهضتها الصناعية وظنهم أن هذه النهضة الصناعية والتقدم العلمي يعني أن لديها أنظمة للحكم والمجتمع يمكن أخذها والتنعم بخيراتها وتفيؤ ظلالها وإن كانت الأفكار غير مرتبة، وتمثل انطلاق الخاطر بما تجود به القريحة، إلا أن القارئ الفطن لا بد سيدرك المغزى ويفهم الفكرة ويبني عليها أقول وبالله التوفيق ما أحببت أن أعلق عليه هو مسألة أن العلوم والتكنولوجيا والتقدم فيها لا يعني إنتاج أنظمة حياة ومجتمع متقدمة، فليس نظام التكافل الاجتماعي على سبيل المثال وليد اختراع الكمبيوتر أو يمت له بصلة فعلى سبيل المثال، شركات الأدوية التي تتقدم في صناعة الأدوية وتجري الأبحاث التي تكلف مليارات الدولارات إنما تقوم بهذا لأجل الربح المالي الصرف، وبالتالي فتراها إذا توصلت إلى دواء لا يمكنها الحفاظ على حقوق ملكيته، فإنها تحجم عن إنتاجه لأنه عرضة للتقليد وبالتالي فإنها إذا لم تحقق القيمة المادية، فإنها لا تعبأ أبدا بالقيمة الانسانية، لذلك انفصم التقدم العلمي عن أن يكون صنو التقدم الانساني، فلذلك تجد الملايين في أفريقيا يموتون جراء أوبئة من السهل مكافحتها ولكن الشركات التي تحتكر الأدوية هذه لا تهتم بعلاج الفقراء مسألة أخرى تمثل مثالا ثانيا، في قلب الدول الصناعية تجد الشركات عابرة القارات تقفل فروعها في أمريكا نفسها لتفتحها في بنغلادش أو الصين لأجل التهرب من الضرائب، ولأجل الحصول على اليد العاملة الرخيصة، مما يتسبب في تشريد آلاف الأسر في أمريكا نفسها من العاملين في المصانع التي أقفلت ليستمتع أصحاب رأس المال الكبار بتنمية ثرواتهم بعيدا عن رعاية مصالح الشعب وطبقاته الكادحة وهذا مثال ثان على الانفصام التام بين التكنولوجيا والعلم وبين القيم المجتمعية ورعاية الشئون لذلك فالعقلية التكنولوجية العلمية الغربية إنما هي عقلية رأسمالية صرفة تقوم على القيمة المادية فقط ، وبسبب سيطرتها التامة على المال فإنها تصوغ أنظمة الحكم لتناسب مصالحها، وأبسط نظرة على المجتمعات الغربية تجد العلاقات فيها كلها مصاغة بحيث يكون الجميع في خدمة أصحاب رأس المال الكبار، لذلك ترى أن السائد هو أن يملك خمسة في المائة من الشعب خمسة وتسعين بالمائة من الثروة في تلك المجتمعات والباقي يعيش فقط ليسدد فواتيره آخر الشهر ويكد ويعمل الليل والنهار ليسد رمقه والإحصائيات كلها تشير إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم أمر آخر أحب أن انبه عليه وهو ارتباط الدولة الغربية الصناعية الرأسمالية بالاستعمار ارتباطا غير قابل للانفصام فقبل عدة قرون تمثلت الدول الاستعمارية بهولندا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، ثم مع دوران عجلة الصراع بين الدول في الغرب الأوروبي تضعضعت قوى وانهارت وخرجت من الساحة وبقيت أخرى، وتمثل الصراع على الاستعمار بين فرنسا وبريطانيا وحاولت ألمانيا وإيطاليا الدخول على الساحة الاستعمارية ثم ورثت أمريكا ذلك كله، مما يدل دلالة قاطعة على ارتباط العقلية الغربية بالاستعمار كوسيلة لمص دماء شعوب العالم وإخضاعها لهيمنتها ونهب خيراتها وبترولها واستعباد شعوبها بعد أن تترك أيديهم خالية من موارد بلادهم الطبيعية وبالمقابل تتمتع بنمط معيشة مرفه فأنظمة الحكم الغربية إذن أنظمة استعمارية استعبادية من الدرجة الأولى ولا يمكن الانعتاق من التبعية لها إلا بالخروج على النظام العلماني العالمي وإقامة النظام الاسلامي الذي يشكل التحدي والنقيض لهذه الأنظمة مسألة أخرى وهي ارتباط هذه الأنظمة الغربية الصناعية الرأسمالية العلمانية بأسلحة الدمار الشامل واستعمال هذه الأسلحة في حروب أفنت الملايين من البشر في سابقة لم يشهد لها العالم القديم ولا الحديث نظيرا فالحرب العالمية الأولى والثانية أفنت ما يزيد عن الخمسين مليون انسانا، وحروب فيتنام وكوريا والعراق وأفغانستان وأشباهها التي أفنت الملايين أيضا وجوعت الملايين وأنزلت قرابة المليون عراقي قبورهم، من أجل أطماع الانسان الغربي الصناعي العلماني وجشعه كلها دليل على طبيعة تلك الدول ثم إن بقاء بلادنا مرتبطة بتلك الدول أكبر المصائب، فها هي قتلت صدام وجاءت بعده بالمالكي الدمية الذي لم يأت للعراق ولا لأهلها بأي خير، وأبقاها تابعة لأمريكا، وبالمثل كرزاي أتى للحكم وما هو إلا دمية لإبقاء المصالح الأمريكية في المقام الأعلى فهل تتوقع أن نلجأ لأمريكا لإنهاء الأسد مثلا، ثم تأتينا بكرزاي (الخطيب) جديد لا يهش ولا ينش لأهل سوريا وإنما يحافظ على دلال اسرائيل؟ كل هذا يدل دلالة قاطعة على طبيعة الدول الغربية فهل مثل هذه الدول تشكل مثالا لنا نحتذيه؟ ماذا قدمت للعالم غير الويلات والمصائب والنهب للخيرات والشقاء؟ لا حل للأمة الاسلامية من مصائبها إلا بالانعتاق من التبعية للغرب ومثاله وديمقراطيته النتنة، وعلمانيته القذرة، ومبادئه الهدامة، وقيمة المنحطة إن الترويج لمثل هذه القيم في هذا العصر بعد ان اتضح عوارها وبان شنارها إن هو إلا استمراء للعبودية وعشق المقتول للقاتل والحمد لله على نعمة الاسلام
  11. حتمية يوم القيامة في ميزان العقل: أما اليوم الآخر، فهو جزء من العقيدة، وركن من أركان الإيمان، ومعلوم أن العقيدة يُستدل عليها بالدليل القطعي، إما من العقل أو من النقل الذي ثبت أصله وصحته بالعقل، ودليل الآخرة نقلي، لا ريب، ثبت للعقل وجود الخالق سبحانه، وثبت صدق رسله في رسالاتهم ومناهجهم، وأخبرتنا تلكم الكتب والشرائع كلها أن الله تعالى يبعث الميت ليحاسبه على عمله في هذه الحياة الدنيا، وهذا كله من الغيب الذي ثبت بالقطع عن طريق القرآن والكتب التي أنزلها الله على رسله، والتي أثبتت المعجزات والأدلة القواطع على صدق أنبيائها، فلا شك أن دليل الآخرة نقلي، ولسنا نبتغي من هذا الفصل أن نعقد أدلة عقلية على حتمية الآخرة، ولكننا نبتغي أن ننبه إلى تناسق وتناغم منهج الحق الذي قام على هذا التصور الشمولي للعقيدة، بما فيها من علاقة بين الخالق والخلق، وما فيه من انسجام ووضوح في الرؤية، لا تشوبه شائبة، يتناسب مع الفطرة، ويتوافق مع العقل، ولو تُرك العقل ليتفكر مليا، لأدرك حتمية أن يأتي يومٌ بعد الموت تقام فيه موازين الحق والعدل. إن عمر الفرد في هذه الحياة الدنيا جد قصير، وأيامه في هذا العالم الفاني محدودة، تنبؤه دقات قلبه أن العمر دقائق وثوان، وحاجاته على الأرض تكاد لا تنقضي، وآماله غير محدودة، ولكنه يموت، يموت آملا بلقاء جديد مع من يحب، وبقضاء ما تبقى من آماله، وتحقيق غاياته وأوطاره. وينظر الإنسان من حوله، ليرى الخير والشر يصطرعان، ويشهد في كل ثانية معركة الرذيلة والفضيلة، والـُمثُلِ والأهواء، ويرى الشر عارما من حوله، وتعلو الرذيلة على الفضيلة، لأن مسالكها محفوفة بالشهوات، ومسالك الفضيلة محفوفة بالأشواك، فيرى تبجح الرذيلة، واستعلاءها، ولا يكاد في عمره المحدود يشهد انتصارا ساحقا للحق على الباطل، ولا عواقب الخير والشر، حتى وإن شهد جولات ينتصر فيها الحق على الباطل، فإن الانتصار المطلق لما يقم بعد، ويأبى ضمير البشر المتحضر أن لا يلقى الشر جزاءه، يأبى أن يرى المجرم السفاح الذي عاش حياته يثير الحروب والويلات لمطامع حقيرة، وغايات بائسة، تسببت في إهلاك الحرث والنسل، وتشريد الضعفاء، أن يموت بلا عقوبة، أو أن يرى ذلك الحاكم الظالم المستبد الذي ظلم الرعية، وغشها ونهب خيراتها، وأباح البلاد والعباد لأعدائهم، لقاء مطامع دنيئة، ونفس خبيثة، وخيانات استمرأها، وذل تجرعه، أن يمضي من هذه الدنيا، وقد أحالها جحيما على رعيته، لم تهنأ لطفل منهم أو لشيخ أو امرأة حياة، ولم تصفُ لهم ساعة من كدر، وهو أمضاها متنعما في قصوره، لاهيا في نزواته، فلا بد من القصاص الحق، ولا بد من إقامة العدل، ليأخذ كل ذي حق حقه. ولا أن يرى الصالح المصلح، التقي النقي، يقضي أيضا بلا مكافأة، لأن ميزان العدل ساعتها ما كان ليستقيم، وما كان فؤاد امرئ واحد ليهوي إلى الحق –وهو المحفوفة طريقه بالأشواك- إلا أن يكون مجنونا، لولا عقيدة يوم القيامة، وحتمية الآخرة، فلا بد إذن من جهنم جزاء وفاقا للمجرمين الأفاقين المارقين، يلاقون فيها جزاء أعمالهم نكالا وعدلا، ولا بد من الجنة يفوز بها الصالحون المصلحون، الأتقياء المؤمنون. وهذه الأمم التي تقيم الشرائع والقوانين لتضبط سلوك البشر على مناهج بشرية، إنما تضع القانون والشرطي موضع اليوم الآخر، ليضمن سير الناس على محجة واضحة، ولكن هيهات أن يُقام الحق ويصان العدل على مستوى البشرية كلها، وهيهات أن يكون ذلك بديلا عن العدل المطلق والحق الناصع، أو أن يكون الشرطي الرادع الحقيقي للبشر عن الانزلاق وراء الشهوة والرذيلة، ولا أدل على ذلك من أن السجون تغص بالخارجين عن تلك القوانين، ولا أدل على ذلك من استعلاء الرذيلة وتقنينها، ولا أدل على ذلك من استعلاء الامم الغربية بمناهجها وخوضها الحروب لأجل بسطها على غيرها بقوة السيف، لتصوغ الحياة على مثالها، وتستعمر الأمم الضعيفة، وتنهب خيراتها، فما كانت تلك الأنظمة والقوانين، في أغلب الأحيان، إلا آلية لانتقال الظلم من مرحلة انسان فرد لانسان فرد، إلى مرحلة الدولة والجماعة تظلم غيرها، وتقيم مصالحها فوق اعتبارات الجماعات الأخرى، فلا بد من القيامة! ولا بد من الآخرة! ثم أيكون مصير هذا الجنس البشري الذي عمر الأرض وصنع فيها ما صنع، كمصير أية حشرة تافهة، أتت للدنيا وعاشت فيها لحظات ثم فنت؟ هذا الإنسان الذي امتلك هذه الآلة الجبارة العظيمة التي تسمى العقل، والذي سخر له كل ما في الكون ليكون في خدمته، أيكون كل هذا من أجل سويعات معدودة يقضيها على ظهر هذه البسيطة ثم يفنى؟ أم لا بد أن تكون الحكمة العظيمة، والغاية الكبرى التي خلق الخالق سبحانه وتعالى لأجلها هذا الكون وسخره لهذا الإنسان، تقتضي أن يكون هذا الاتصال الحتمي بين الدنيا وما بعدها، ليلقى الإنسان جزاء أعماله، ويرى بأم العين، أن الله تعالى ما خلقه عبثا، ولا لهوا ولعبا، وبالتالي فإن وجوده في هذه الدنيا إنما هو لأجل هذه الغاية العظيمة، التي استحق لأجلها أن تسخر له كل هذه الطاقات والمخلوقات، وأوتي هذا العقل الجبار ليحسن القيام بهذه المهمة المنوطة به، وهي الاستخلاف في الأرض، ليعبد الله تعالى، ويقيم الحق والعدل على هذه البسيطة استمرارا لسنة العدل والحق التي أقام الله تعالى عليها الملكوت كله، وليعمر هذه الأرض حق عمارتها. إن الفكر الضحل النافي لحتمية يوم القيامة، ولحتمية الثواب والعقاب على الأفعال في هذه الحياة الدنيا، إنما يمعن في الاستخفاف بهذا الملكوت العظيم، يظنه إنما نشأ صدفة، ولا يستقيم على نظام ولا عدل ولا يقوم على الحق، ويستوي فيه الإنسان مع أحقر بعوضة وُجدت فيه، لا يمتاز عنها إلا أن أيامه أطول من لحظاتها! ولبئس الفكر هذا! فلولا جهنم وعذابها، ولولا القيامة والبعث والنشور، ولولا الجنة ونعيمها، لكانت الحياة شريعة غاب، فالآخرة هي المكان الأوحد الذي يقام فيه الحق والعدل مطلقا كاملا لكل البشر على مر العصور، يُنتصف فيه للضعيف من القوي، إن كان له حق عليه، ويُسأل كل البشر عن مقدار الذر من أعمالهم، وتعاد فيه الحقوق لأصحابها، ويُنتصف فيه للمحجة البيضاء، والشريعة الحنيفة، والمثل السامية الصحيحة، والحق المطلق، من كل من خرج عليه، من كل من خرج من الاستقامة إلى الطغيان، ومن كل من خرج عن عبادة الله الخالق الرازق، إلى عبادة من دونه، يُنتصف فيه للفضيلة من الرذيلة، وللحق من الباطل، حتى إذا أقيمت تلك المحكمة الإلهية العادلة، يخبرنا رب العزة سبحانه في نهاية سورة الزُّمَر، أنه بعد انقضاء يوم القيامة، وبعد أن يساق أهل النار للنار، وأهل الجنة للجنة، لشدة ما رأت الخلائق من القضاء بالعدل، وإقامة الحق، في تلك المحكمة الإلهية العظيمة، فلا تظلم نفس شيئا، ولا يضيع الحق قيد أنملة، تقول الخلائق كلها الحمد لله رب العالمين. ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين (75)﴾.
  12. الطغيان ضد الاستقامة: ولتحديد مفهوم الطغيان، ولكي نضع اليد عليه لتظهر شناعته، لا بد من مقارنته بضده، والضد يظهر سوءه الضد، نجد أن رب العزة سبحانه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بأمر عظيم شاب من هوله رأس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أوان شيبه، بقوله تعالى مخاطبا نبيه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)﴾، وبين عظيم أجر من استقام ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾الأحقاف (13) وحين ننظر في معنى لا خوف عليهم، نجد أنها طمأنة لهم من أن يمسهم شيء يخشونه في قابل أيامهم، والذي يطمئنهم على ذلك النعيم العاجل والآجل، هو رب العالمين، من بيده مقاليد السموات والأرض، ويضيف إلى تلك الطمأنينة، طمأنتهم إلى أن ما كان من أمرهم فيما مضى لا حزن يحزنونه عليه، فهي سكينة تامة كاملة، تعم ما مضى من أعمال، وما هو مستقبِلُهُم مما سيأتيهم في قابل الايام، يتكفل بذلك رب العالمين سبحانه. ‏عَنْ ‏ ‏هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ‏عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ ‏قَالَ ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ ‏ ‏قَالَ قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ. رواه مسلم. وشرحه النووي رحمه الله قال: ‏قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه: هَذَا مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُطَابِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اِسْتَقَامُوا﴾ أَيْ وَحَّدُوا اللَّه، وَآمَنُوا بِهِ، ثُمَّ اِسْتَقَامُوا فَلَمْ يَحِيدُوا عَنْ التَّوْحِيد، وَالْتَزَمُوا طَاعَته سُبْحَانه وَتَعَالَى إِلَى أَنْ تُوُفُّوا عَلَى ذَلِكَ. وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ مِنْ الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدهمْ وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيث إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. هَذَا آخَر كَلَام الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ مَا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيع الْقُرْآن آيَة أَشَدّ وَلَا أَشَقُّ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَة وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ حِين قَالُوا: قَدْ أَسْرَعَ إِلَيْك الشَّيْبُ فَقَالَ: " شَيَّبَتْنِي هُود وَأَخَوَاتهَا " قَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقُشَيْرِيُّ فِي رِسَالَته: الِاسْتِقَامَة دَرَجَة بِهَا كَمَالُ الْأُمُور وَتَمَامهَا، وَبِوُجُودِهَا حُصُول الْخَيْرَات وَنِظَامهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِيمًا فِي حَالَته ضَاعَ سَعْيه وَخَابَ جَهْده. قَالَ: وَقِيلَ: الِاسْتِقَامَة لَا يُطِيقهَا إِلَّا الْأَكَابِر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَنْ الْمَعْهُودَات وَمُفَارَقَة الرُّسُوم وَالْعَادَات، وَالْقِيَام بَيْن يَدِي اللَّه تَعَالَى عَلَى حَقِيقَة الصِّدْق. وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اِسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا".وَاَللَّه أَعْلَم إ.هـ. فالطغيان ضد الاستقامة،، والخروج عن الفكرة أو الطريقة التي أنزلها رب العزة سبحانه،، لذا قال: ﴿فاستقم كما أمرت ومن تاب معك،،﴾ وأي خروج على هذه الكيفية يدخل المرء في الطغيان!! فإن اشتد في الطغيان وأسرف فيه دخل في وصف الطاغوت!
  13. الفاتحة: من الله.. لله.. إلى الله.. الكاتب: ياسين بن علي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه التديّن غريزة في الإنسان، وفطرة فطر عليها، بمعنى أنّ الإنسان يشعر في أعماق نفسه بعجزه ومحدوديته وحاجته إلى الخالق المدبر، فينطلق من هذا الشعور ليبحث عن قوي يتقوى به وعظيم يعظمه؛ ولذلك نرى الإنسان مهما اختلف لونه وعرقه وجنسه، دائم البحث عن خالقه. ويتمثّل بحث الإنسان هذا فيما يسمى بالأسئلة المصيرية وهي: من أين أتيت، ولماذا أتيت، وإلى أين المصير؟ وقد أجابت الشيوعية على أسئلة الإنسان بقولها: لا إله والكون مادة، أي من المادة، للمادة، وإلى المادة. وأجابت الرأسمالية العلمانية على هذا السؤال بقولها: لا يعنينا من أين، ولا إلى أين؟ وما يعنينا هو لماذا؟ فحصرت الوجود البشري في الحياة الدنيا، وجعلت الإنسان إله نفسه، يعيش الحياة وفق هواه ومنفعته، ويحاول قدر الإمكان النهم من ملذاتها، فهي بذلك فصلت بحث أين وإلى عن لماذا، وجعلته مسألة فردية، من شاء أن يبحثها بحثها، ومن شاء أن لا يبحثها فلا يبحثها. وبعبارة أخرى، فإن الرأسمالية العلمانية، لم تجب على الأسئلة المصيرية للإنسان، فكانت أوّل مبدأ في تاريخ البشرية يقوم على تجاهل قضية الإنسان المصيرية، مما أنتج حضارة الشقاء والقلق، حيث يعيش الإنسان جاهلا بكينونته وصيرورته. يقول كولن ولسون في (سقوط الحضارة): "أنظر إلى حضارتنا نظري إلى شيء رخيص تافه، باعتبار أنها تُمثل انحطاط جميع المقاييس العقلية." ويقول المؤرخ أرنولد توينبي: "إن الحضارة الغربية مصابة بالخواء الروحي الذي يُحوّلالإنسان إلى قزم مشوّه يفتقد عناصر الوجود الإنساني، فيعيش الحد الأدنى من حياته، وهو حد وجوده المادي فحسب، والذي يُحول المجتمع إلى قطيع يركض بلا هدف، ويُحول حياته إلى جحيم مشوب بالقلق والحيرة والتمزق النفسي". ويقول الكاتب والسياسي الفرنسي أندري مالرو: "حضارتنا هي الأولى في التاريخ التي تجيب على سؤال: ما معنى الحياة؟ بلا أدري". وأما الإسلام، فقد أجاب على هذه الأسئلة بقوله: من الله، لله، وإلى الله. فالله سبحانه وتعالى خلقنا وإليه نرجع. {وَهُوَ الّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، {هُوَ الّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقّ وَصَوّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}. وقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته. {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ}. وهكذا تحل عقدة الإنسان الكبرى، ويتلقى الأجوبة المقنعة لعقله والموافقة لفطرته على أسئلته المصيرية. ولترسيخ هذا المعنى المتعلّق بكينونة الإنسان وصيرورته، ترى المسلم يقرأ في اليوم الواحد فاتحة الكتاب أكثر من مرة، فيقرأها على الأقل في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، أي في الصلوات المفروضة وهي الحدّ الأدنى المطلوب، بل هي أول ما يحفظ المسلم، وإن شئت قلت هي ما يحفظ كل مسلم؛ إذ لا نجد بين المسلمين من لا يحفظها. فماذا يعني المسلم بفاتحة الكتاب؟ أخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام . فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: اقرأ بها في نفسك ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال : مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". ففاتحة الكتاب، هي أساس ربط صلة المخلوق بخالقه؛ إذ اختزلت كل المعاني والمفاهيم المتعلّقة بوجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا. وبعبارة أخرى، فإن فاتحة الكتاب هي المعبّرة عن القاعدة الوجودية للإنسان المسلم المتمثلة في قوله: من الله، لله، وإلى الله. ولك أن تسأل: كيف ذلك؟ والجواب هو: علينا أن نتدبر في التركيب اللغوي للفاتحة. فالفاتحة لم تتضمن من الأفعال إلا ثلاثة، وهي: نعبد، نستعين، اهدنا. والفعل هو المعبر عن النشاط الإنساني وحركته، ونرى هنا اقتصاره على تحقيق معنى العبودية التي خلق الإنسان من أجلها. فالإنسان بحمده لربّه سبحانه يقرّ بأنه الخالق المستحقّ للتمجيد والثناء، وهذا الإقرار يتبعه العمل المتمثّل في العبادة بمفهومها الشامل أي تحكيم شرع الله في كل كبيرة وصغيرة وفي كل مجالات الحياة؛ فالإنسان يعبد ربّه، ويستعين به على عبادته، والاستعانة على العبادة عبادة، ويدعوه لتوفيقه في هذا العبادة، والدعاء عبادة، حتى لا يكون مصيره كمصير المغضوب عليهم والضالين. أرأيت كيف جمعت هذه الآيات كل المعاني والمفاهيم الوجودية، فأنت تقرّ بوجود الله واستحقاقه للثناء والحمد، وتقرّ بأنه رب العالمين، وهذا معنى من أين أتيت، وتقرّ بعد ذلك بأنه مالك يوم الدين أي يوم الجزاء والحساب، وهذا معنى إلى أين المصير، ثمّ تقرّ بأنك عبد له، وتأمل في أن يكون مصيرك مصير من أنعم عليهم لا من غضب عليهم، وهذا معنى لماذا أتيت. {رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
  14. وآية الكرسي تسمى سنام القرآن، لا لعلوها على غيرها من الآيات بيانا، إذ كتاب الله تعالى كله ذروة بيانا، ما انخفض من شاهق عليائه موضع حرف قط، ولكنها سنام القرآن بموضوعها الذي تناولته، وهو حديثها عن الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، وهي آية غاية في العجب بيانا، تكونت من عشر جمل مفيدة كل جملة منها حددت مادتها بدقة، قال الحق سبحانه: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ... وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255). فهذه عشر جمل تناولت علم العقيدة، بشكل مذهل، ولا يوجد في القرآن آية أخرى تشاركها الخاصية البيانية هذه إلا آية واحدة وهي الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ ِلأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (الشورى: 15). فهي كذلك تتكون من عشر جمل مفيدة ولو تأملنا في هاتين الآيتين الكريمتين لوجدنا موضوعات آية الكرسي: الله: لا معبود بحق إلا هو، الحي: الذي له الـحياة الدائمة، والبقاء الذي لا أوّل له يحدّ، ولا آخر له يُؤْمَد، حيّ بحياة هي له صفة، {القَـيُّومُ}: قـيـم كل شيء، يكلؤه ويرزقه ويحفظه، لا يأخذه نعاس ولا نوم، إشارة إلى صفاته بأنه ليس كمثله شيء، فلا ينفك يدبر الأمر في السموات والأرض، ولا يتغير من حال إلى حال، فهو ليس بمحتاج كما الخلائق، مالك جميع ما في السموات والأرض فالكل عبيده لا يملكون من أمرهم شيئا، فجميع ما فـي السموات والأرض ملكي وخـلقـي، فلا ينبغي أن يعبد أحد من خـلقـي غيري وأنا مالكه، لأنه لا ينبغي للعبد أن يعبد غير مالكه، ولا يطيع سوى مولاه، فالمعاني المتولدة من المفاهيم التي تقررها هذه الآية شاملة أساس العقيدة الاسلامية كلها، متضمنة معاني العبودية ومنها الطاعة لله، وإفراده بالتشريع فكل من في السموات والأرض عبيده عليهم طاعته فيما يأمر. فالآية تزيد في موضوعاتها عن ذلك لتشمل: توحيد الله، حياته وقيوميته تعالى، ملكوته، الشفاعة، العلم، والقدرة والعظمة والعلو وعموما صفاته تقدست أسماؤه، فهي تتناول العقيدة في الله، وواجب العبيد تجاه من لا يملكون من أمرهم شيئا تجاهه، فلا أغالي إن قلت أنها الاسلام كله. وأما آية الشورى فموضوعاتها: فرضية الدعوة إلى الاسلام، وفرض الاستقامة على المنهج فكرة وطريقة، كما هو إذ قال عز ثناؤه: {واستقم كما أمرت}، أي بعين الكيفية والتي جاءت من الوحي فلا يجوز إدخال أمر عليها ما لم يصدر هو أو اصله عن الوحي، لذا قال: {كما أمرت}، وزاد عليها نهيه عن اتباع أهواء من في الارض كيلا يضلوه عن سبيل الله، ومن ثم أمره بالايمان بالكتاب ومافيه من أحكام، وأمره بالحكم بناء على ما في الكتاب ليتحقق العدل، ثم أشارت إلى الحساب على الأعمال، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، وفاصَلَت بين الاسلام وبين الجاهلية: لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير. أي شرح عظيم للاسلام هذا! فهاتان الآيتان هما الاسلام كله، والخروج على ما فيهما طغيان، فآية الشورى أمرت بالاستقامة على الطريقة، والطغيان ضد الاستقامة، وآية الكرسي وطأت لما بعدها وهما الآيتين اللتين تتحدثان عن الطاغوت وبينت أن الأمر لله تعالى وعلينا طاعته. المهم الذي يجدر الانتباه إليه هنا: عظمة رب العالمين التي بينتها آية الكرسي، بل جلتها هذه الآية، فإنك تستشعر وَجيْـَبها في كل حرف من آية الكرسي، رب السموات والأرض ذلك الذي لا يؤوده حفظهما، وكل ما فيهما لا يعزب مثقال ذرة عنه، هذا الاله العظيم هو المعبود بحق، ولا ينبغي لأحد أن يتخذ ربا سواه، هذا الإله العظيم، أنزل هذا الدين بيِّنا رشدا، والحديث هنا عن العقيدة، أظهر أهم سمة لها وهي أنها عقلية، فلا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فقد خاطبت العقل وبينت له الرشد من الغي، وكل خروج عن هذا الرشد دخول في الغي ولا ثالث لهما، فليس ثمة إلا الايمان والكفر، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. هنا مربط الفرس كما يقال، فالأمر العظيم هو مفاصلة الجاهلية، كفر بالطاغوت يسبق الايمان بالله تعالى، لا بد من التخلي عن كل رصيد الجاهلية المختزن في العقول التي تبينت الرشد البين في الاسلام، وأصبحت في معادلة النور مقابل الظلمات، فلا ينبغي لها أن ترتع في حمى الجاهلية بعد أبدا، بل عليها أن تتخلص من كل ذرة تنتمي لمنظومة الكفر لتدخل بعد في نور الايمان بالله تعالى، والتركيز هنا أنه ليس ثمة حلٌ وسطٌ، ولا مكان وسط بين الجاهلية \ الكفر، وبين الاسلام \ الايمان. إن أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بباطل الجاهلية، الرافعين لشعاراتها: الوحدة الوطنية، والحريات، وما إلى ذلك، ومن يساومون على الاسلام ليأخذوه بالتقسيط، أولئك الراضين بمعايشة الاسلام مع الكفر تحت سلطان الكفر، أو أولئك الذين يضعون الاسلام في موقف يتساوى فيه أو يهبط عن مستوى الكفر فيما يسمى بحوار الأديان، ومن شاكلهم في الصنيع القبيح، إنما لم يستشعروا عظمة الله، فارتضوا معه بمعبودات غيره، وما زالت بهم جاهلية عليهم أن يكفروا بها، ولك أن تتوقف متأملا حدة هذا الموقف تجاه الجاهلية: الطاغوت: فقد أمر تعالى العظيم بالكفر بالطاغوت كمقدمة للدخول في صف الايمان، وهذا هو السبيل الوحيد للاستمساك بالعروة الوثقى، طوق النجاة الذي يمده رب العالمين، حبلا متينا، حبل الله تعالى، في طرفة عقدة من أمسك بها أمن أن يفلت من هذا الحبل الذي من أفلت من الاستمساك به هوى في النار. إنه وإن كان الدين لا يحتمل أن يكون فيه إكراه، إلا أن الخضوع لأحكام الله مسألة لا جدال في أن فرضها بالعقل والاقناع أو بالقوة عبر الجهاد، من المسلمات التي تعلم من الدين بالضرورة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الاسلام على من يغزوهم أو يقاتلهم، أو الجزية عن يد وهم صاغرون خاضعون لأحكام الاسلام، أو القتال حتى يخضعوا لحكم الاسلام، ذلك الحكم الوحيد الضامن لتحقيق العدل في الأرض، والذي جعل طريقة حمله للدعوة، أي الاسلام: العيش وفقا لطراز الاسلام في العيش، ليلمس القاصي والداني عظمة دين الله العظيم، فيدخلوا في دين الله أفواجا. {قد تبين الرشد من الغي}: ومعنى { تَّبَيَّنَ } انفصل وامتاز، فكان المراد أنه حصلت البينونة بين الرشد والغي بسبب قوة الدلائل وتأكيد البراهين، أي تميز الحق من الباطل/ والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة، إنه لم يبق بعد إيضاح هذه الدلائل للكافر عذر في الإقامة على الكفر إلا أن يقسر على الإيمان ويجبر عليه، فكأن الآية تقول: بعد كل هذا الوضوح والبيان في الدين، لم يبق على صاحب اللب إلا أن يدخله، إذ لا يتصور قهره على الدخول فيه ولا يحتاج لذلك لشدة ما فيه من الوضوح، فما بال أقوام من المسلمين يخلطون هذا الحق الأبلج الناصع البياض بركام الجهل والباطل، فيحتاجون إلى أن يقدموا الاسلام بثوب غيره، فيستعيرون من الديمقراطية أشياء ومن الاشتراكية أشياء، بل حتى ومنلدن عباد البقر أشياء، وكأن هذا الحق الأبلج بحاجة لهذه الهرطقات الفكرية ليتقبله الناس، مع أن رب العالمين سبحانه يبين أنه مع كل هذا الوضوح الذي معه قد تبين واستوضح الرشد من الغي، لم يعد أمام أصحاب العقول مفر من الإقرار به، إلا أن يكرهوا عليه وما هم ساعتها بأصحاب عقول. فإذا ما خلط هذا الحق وهذا الرشد بالغي ليتلمع عند أصحاب الغي فكيف تظهر لهم نصاعته وأنّـى يميزوه عن كل ما لديهم من خرافات وأوهام؟ وأين هم من قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}. والعجيب أن الأمر بالتعامل مع الطاغوت جاء على أساس الكفر به، فالطاغوت إذن دين يكفر به ويؤمن به، فقد قال الحق سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ} وعلامة الايمان به والكفر به الاتباع، والخضوع لأحكامه المتعلقة بالسلوك في الحياة، فمحور آية الكرسي عبادة الله، فهو وحده المستحق للعبادة لعظمته سبحانه، وأنزل هذا الدين ليخضع له الناس ويؤمنوا به ويحتكموا إليه، فمن يستمسك بالعروة الوثقى هو من يكفر بالطاغوت، فهل يكفر بالطاغوت من يتخذه مشرعا من دون الله؟ أي يستنبط قوانينه من القوانين الفرنسية والانجليزية؟ أم هل يكفر بالطاغوت من يخلط الحق الأبلج بالباطل الزائف فيستجدي من ديكارت وروسو وفولتير وآدم سميث وماركس أفكارهم ووجهة نظرهم في الحياة؟ نعم إن الديمقراطية دين شأنها شأن الاشتراكية، وحتى لو كانت جزءا من دين العلمانية، فإن الموقف الواجب اتخاذه حيالها هو الكفر بها، فالحق الذي لدينا أبلج ناصع منير لا يحتاج لهذه الظلمات أبدا. ولقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذ مشرعين من دون الله عبادة لهؤلاء المتشرعين، في الحديث الذي رواه عدي رضي الله عنه في تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. على أن الموضوع أخطر شأنا من أن يمر عليه مرور الكرام، فهو متصل بحبل الله المتين الذي به النجاة من النار: فهي عروة وثقى لا انفصام لها، وعرى الجاهلية كلها تنفصم عروة عروة. والانفصام: الانكسار من غير بينونة. قال الجوهري: فصم الشيء كسره من غير أن يبين. وأما القصم بالقاف، فهو الكسر مع البينونة، وفسر صاحب الكشاف الانفصام بالانقطاع، مع أنه إذا لم يكن لـها انفصام، فأن لا يكون لـها انقطاع أولى. وأما قوله: {ويؤمن بالله} ففيه دلالة على أن على الكافر أن يتوب عن الكفر أولا قبل أن يدخل في الاسلام، وليس أعظم على الانسان من ذنوبه من الكفر، والتوبة تستدعي الندم والعزم على عدم العودة لذلك الذنب وكذلك الكفر بالطاغوت، قال تعالى: {إلا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًا،} وقال عز وجل {إلا ٱلَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِم} فقد قدم التوبة على الايمان. والعرى موضع التعليق فكأن المؤمن متعلق بأمر الله، إن ترك الاستمساك به انفصم أمره ووقع ليردى في النار. روى مسلم رضي الله عنه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ: ... قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ يَعْلَمُ. وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟. رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَىٰ عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ . فَقَصَصْتُهٰا عَلَيْهِ. رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ـ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا ـ وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلاَهُ فِي السَّمَاءِ. فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ. فَقِيلَ لِيَ: ارْقَهْ. فَقُلْتُ لَهُ: لاَ أَسْتَطِيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَالْمِنْصَفُ الخَادِمٌ فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي ـ وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ ـ فَرَقِيتُ حَتَّىٰ كُنْتُ فِي أَعْلَىٰ الْعَمُودِ. فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ. فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ. فَلَقَدِ اسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَىٰ النَّبِيِّ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلاَمُ. وَذٰلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلاَمِ. وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ. وَأَنْتَ عَلَىٰ الإِسْلاَم حَتَّىٰ تَمُوتَ». قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلاَمٍ. فإلى الاستمساك بعروة الله الوثقى ندعوكم وذلك لا يكون إلا بالكفر بالطاغوت، ومفاصلة الجاهلية مفاصلة لا لقاء فيها في مناطق وسط.
  15. أكرمك الله أخي مؤذن النصر، هذه مكرمة جديدة من مكرماتكم حفظكم الله نرجو ممن بإمكانه مساعدتنا في رفع الكتب على موقع الأرشيف ، مراسلتنا ، والله ولي التوفيق
  16. السلام غليكم سنحملها ان شاء الله غلى موقع الارشيف قريبا ونضع روابط ثابتة بإذن الله تعالى
  17. الحمد لله رب العالمين من الله علينا في هذا المنتدى الطيب بأهل كرام لم ولن نقدر أن نسدد جميلهم وجميل صنيعهم فينا حتى ولو اجتهدنا، من هؤلاء الأحبة أخونا مؤذن النصر، كريم ابن كرام سليل كرام، نسأل الله أن يمن عليه بالتوفيق في كل خطوة يخطوها في هذه الحياة وأن يبارك فيه وله وعليه وأن يمن عليه بالعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، وأن يرفع درجته في عليين اللهم آمين وصل اللهم وسلم وبارك على خير خلقك محمد وعلى آله وصحبه وسلم آخر مكرمات الأخ المؤذن علينا هي تفرغه لضبط وترتيب وتنسيق ومراجعة كتاب أدلة الاعتقاد أسأل الله له ولنا الأجر التام الكامل والقبول أرجو منكم التكرم بتحميله وقراءته وبارك الله بكم
  18. بارك الله بكم، سأعود بحول الله لإتمام الموضوع
  19. بارك الله بكم جميعا، وجزاك الله خيرا أخي يوسف على ما تفضلت به، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتابي في هذا الموضوع يفصل فيه تفصيلا القول الفصل في مفهوم الإيمان شرعا عند الوصول لهذا الموقع، يرجى التسجيل به باستعمال ايميل، وكلمة دخول، وهو موقع فيه الملايين من الكتب لتحميل الكتاب يطلب منك الموقع رفع أي ورقة أو كتاب أو أي شيء، مع إعطاء بعض التفاصيل عن المادة المرفوعة ثم يمكنك تحميل الكتاب موقع آخر يمكن التحميل من خلاله هو القول الفصل في مفهوم الإيمان شرعا
  20. وتعليق: سيناريو استخباري لضرب الثورة السورية تقوده تسعة أجهزة مخابرات دولية وعربية.. من Nayef Thawabeh في 24 فبراير، 2013، الساعة 09:10 صباحاً · هذا ما كتبه الدكتور فيصل الحمد عضو الأمانة العامة لحزمة الأمة الكويتي والأستاذ الجامعي في مجال تقييم الأداء المؤسسي والمهتم بالثورة السورية على معرفه في تويتر@Dr_Faisal_Ommah ١. هناك 9 أجهزة استخبارات تنسق لضرب الثورة السوريةالموسادCİAام أي 5كي جي... بيالاستخبارات اﻷردنيةالمخابرات الفرنسيةوثلاث استخبارات خليجية ٢. أجهزة الاستخبارات التسعة ومنذ نصف سنة تجتمع في اﻷردن وتضع الخطوط العريضة لأكبر عملية ضرب للكتائب المحاربة للنظام السوري ببعضها البعض ٣. تعمل الاستخبارات التسع على محاولة الإيقاع الممنهج بين كتائب الجيش الحر من جهة والكتائب الإسلامية غير المنضوية تحت راية الجيش الحر ٤. تمثل الكتائب واﻷلوية الجهادية 55 % من تعداد الكتائب العاملة على اﻷرض وبالتالي فهي قوة فاعلة ذات كفاءة مرتفعة وتتميز بعمليات نوعية ٥. تشمل الكتائب الإسلاميةجبهة النصرةأحرار الشامالطليعة الإسلاميةلواء الإسلامحركة الفجر الإسلاميةلواء الحقلواء صقور الشام ٦. كما تشمل الكتائب التاليةلواء الحبيب المصطفىلواء أحفاد عائشةلواء الأمةوألوية أخري وكلها تتميز بوضوح الهدف وثبات العقيدة القتالية ٧. وتقوم الخطة الاستخباراتية على استنساخ تجربة الصحوات العراقية مع إضافة بعض التعديلات عليها بما يناسب الواقع العملياتي على الأرض السورية ٨. تعقد الاجتماعات الاستخباراتية تحت غطاء التنسيق والدعم والتأهيل لقيادات الجيش الحر وتطوير قدراته وتجهيزه ليكون جيشا فاعلا حال اسقاط النظام ٩. هذه المخططات ترسم من خلال اجتماعات تعقد بتركيا بين قيادات من الجيش الحر وبين ضباط استخبارات أمريكان وأوربيين وخليجيين وأردنيين ١٠. وتقود المخابرات اﻷردنية والسعودية هذه المرحلة لتميزها باختراق الجماعات الجهادية لصالح المخابرات الغربية وإيقاع الفتنة بين الجهاديين ١١. سيبدأ الاختراق الاستخباراتي بعمليات إغتيال مدبرة بحق عدد من قادة الكتائب الاسلامية ثم يعقبها عمليات تصفية لعدد من قادة الجيش الحر ١٢. ثم بعقبها إذاعة بيانات عبر الأنترنت بأن المجاهدين يثأرون لقاداتهم وأنهم سيكملون المسيرة حتى تطهير سوريا من المرتدين ومن عاونهم ١٣. إن المخطط الاستخباراتي مخطط متكامل هدفه إشعال حرب أهلية بعد سقوط العصابة الأسدية وذلك لإفشال مشروع الدولة السورية والثورة العربية ١٤. إن هدف هذه الشياطين الاستخباراتية احداث انقسام وشرخ في المجتمع السوري بين مؤيد للجيش الحر العلماني وبين مؤيد الكتائب الإسلامية ١٥. وهنا تقع سوريا برحى صراع طويل يستنزف قدرة الطرفين وقواتهما ثم يكون الحسم للجيش الحر بعد ان فقد زخمه وقوته وشعبيته ليرتمي بكنف الاستبداد إن الهدف من نشر هذا السيناريو الاستخباراتي هو توعية القوى الإسلامية وشرفاء الجيش الحر لما يحاك لهم ولثورتهم من فتن هدفها إجهاض الثورة **************************************************************** الخبر صحيح وقد أكد الصحفي بسام البدارين في القدس العربي أنه لم يعد سرًّا أن المخابرات الأردنية والأمريكية تدرب معارضيين سوريين غير إسلاميين ويبدو هذا لتعزيز الاتجاه العلماني في الثورة السورية لتقويض الكتائب الإسلامية ومحاربتها في المستقبل أيضا للحيلولة دون وصولها إلى الحكم أو السيطرة على الأوضاع وقد ذكر أحد قادة الجيش الحر في فيديو نشرته في واتا وعلى صفحتي بأن وزارة الدفاع الأمريكية والبريطانية اشترطت على قادة الجيش الحر لتزويدهم بالسلاح أن يقوموا بقتال الكتائب الإسلامية .. وفي هذا الصباح وفي أقوال الصحافة على الجزيرة القطرية نقلا عن الواشنطن بوست أن الأسلحة الثقيلة بدأت تتدفق على أجنحة معتدلة في الجيش الحر .. محاولة لحرف بوصلة الثورة السورية وسرقتها ليكون ذلك في صالح التيار العلماني الديموقراطي وحامل شعار الدولة المدنية وللعلم فإن الائتلاف الوطني والمجلس الوطني هما من يقود هذا التيار .. وهكذا تذهب تضحيات أهلنا وإخواننا في سوريا هدرا وتصبح الثورة السورية نسخة عن الثورة التونسية والمصرية اللتين جرى ترويضهما بل استغلالهما لتحويل مصر وتونس إلى دولتين فاشلتين تسودهما الفوضى والخراب وهذا ما ينتظر سوريا وفق هذا المخطط إذا قدر له النجاح ونرجو من إخواننا في سوريا أن يتحلوا بقدر كبير من الوعي لتكون ثمار ثورتهم على قدر تضحياتهم وإخلاصهم .. لا تستعينوا بالغرب ولا تعتمدوا عليه أيها الثوار المجاهدون السوريون ولا تثقوا بالأنظمة العربية التي تقوم بخدمة أجهزة الاسخبارات الدولية السي آي إيه والفرنسية والموساد والإم آي 6 والكي جي بي الروسي .. عليكم أيها الإخوة السوريون أن تعتمدوا على الله وأن تثقوا بوعده ولن يخذلكم وسيهيئ لكم بإذن الله فرجا ونصرا وقوى تعينكم وتقاتل إلى جانبكم من إخوانكم المسلمين في كل الأرض .. أكلموا مسيرتكم واجعلوها لله خالصة لوجهه فيتولاكم ويأخذ بأيديكم .. لا تستعجلوا النتائج فتضل البوصلة وتنحرف ويسرق الغرب ثورتكم وتضيع تضحياتكم سدًى ..
  21. كل الأنظمة السابقة العميلة للغرب التي حكمت سوريا في التسعين سنة الماضية كلها أنظمة متطرفة في العلمانية وخصوصا نظام البعثيين، فها هم قد حكموا من يسميهم القاسم بتجار حلب وتجار دمشق، فأي تحليل ركيك هذا ثم إن هذه سبة لأهل دمشق وأهل حلب وأهل الشام عموما بأنهم سيبيعون دينهم مقابل التجارة يا أيها التاجر!! وأخيرا، من قال أن الاسلام دين تطرف أو أن المسلمين إذ يحكمون بالاسلام فإنهم سيجلبون التطرف أو التعصب أو هذه العبارات الأمريكية التي يسوقها عملاء أمريكا في المنطقة تخويفا للشعوب من الاسلام العلمانية هي أم التطرف وأبوه وأخته من الرضاعة ولا أب شرعي له إلاها فهي التي تنشر مبدأها في الأرض بالحديد والنار، وتقتل أطفال العراق على سبيل المثال بدم بارد ثمنا للنفط كما صرحت الديمقراطية العلمانية الفاجرة مادلين أولبرايت حين سئلت على التلفزيون بأن مليون طفل في العراق أهو ثمن مبرر فأجابت بكل ديمقراطية متطرفة بأن: نعم فاخسأ والعب غيرها، فلا مكان للعلمانية في العالم الاسلامي بعد اليوم
×
×
  • اضف...