اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أبو مالك

المشرفين
  • Posts

    272
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    16

سجل تطورات نقاط السمعه

  1. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو صوت الخلافة في المكتب المركزي: فعاليات حزب التحرير العالمية في الذكرى الـ99 لهدم دولة الخلافة 1441هـ - 2020م   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المكتب المركزي: فعاليات حزب التحرير العالمية في الذكرى الـ99 لهدم دولة الخلافة 1441هـ - 2020م

    في شهر رجب المحرم من هذا العام 1441هـ - 2020م وبمناسبة الذكرى الأليمة لقضاء المجرمين على دولة الإسلام وإلغاء نظام الحكم الإسلامي (الخلافة) في 28 رجب المحرم 1342هـ الموافق 1924/03/03م، وبتوجيه من أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله أطلق حزب التحرير حملة عالمية واسعة بمناسبة الذكرى الهجرية الـ99 لهدم دولة الخلافة، وإننا في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سنقوم بإذن الله من خلال هذه الصفحة بتغطية شاملة لتلك الفعاليات سائلين الله سبحانه أن يعجل بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز، يقول الله سبحانه:
     
     
    [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
     
     
    الجمعة، 11 رجب المحرم 1441هـ الموافق 06 آذار/مارس 2020م
    رابط المصدر للمزيد: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/hizb-campaigns/66214.html
  2. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه عبدالواحد في من هم أهل الحل والعقد في المجتمعات اليوم؟ والذين منهم تطلب النصرة؟   
    من هم أهل الحل والعقد في المجتمعات اليوم؟ والذين منهم تطلب النصرة؟
    باستعراض الأدلة التي وردت في طلب النصرة نجد أن في حادثة طلب النصرة من بني شيبان مثلا، تجلت فئات من أهل الحل والعقد في مجتمعهم إذ ذاك، وهم: "غُرَرٌ فِي قَوْمِهِمْ وَفِيهِمْ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو وَهَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ، وَمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ وَالنّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ" " فَقَالَ مفروق وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا، وَصَاحِبُ دِينِنَا،" " فَقَالَ هانئ وَهَذَا الْمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ حَرْبِنَا" وهكذا نجد أن شوكتهم في قبيلتهم تعود لأنهم شيوخ القبيلة، وأصحاب رأي وقوامة على الدين في قومهم، أو أنهم أصحاب قوة وحرب!. لذلك لما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه حين دخل الإسلام وذهب إلى قومه وكان سيدًا عليهم قال لهم: إن كلام رجالكم ونسائكم وأطفالكم عليّ حرام، حتى تشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أسلم قومه واتبعوه!
    لذلك رأيناه ﷺ يحرص على البقاء وسطهم (أي أهل الحل والعقد)، حيث إنه بعد الفتح، لم يذهب إلى مكة، رغم أن العرب تنقاد قلبياً لقريش، بل رأيناه ﷺ يقول للأنصار: «ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله» رواه مسلم، وطبيعي أن أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار يحيون في المدينة، أي إنه ﷺ بوصفه نبياً أولاً، وقائداً سياسياً ثانياً، آثر البقاء في وسط أهل الحل والعقد، والذين يشكلون معظم الوسط السياسي أيضا (مع اختلاف طبيعة الوسط السياسي قليلا عن طبيعة أهل الحل والعقد)، الذي أنشأه بنفسه، ورعاه وربّاه بيديه، وسهر على صفائه ونقائه، ولم يتخذ وسطاً سياسياً جديداً، ولم يدخل قادة قبائل جديدة في أهل الحل والعقد، بل إنه بقوله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح» حمى هذا الوسط السياسي من كل دخيل،"[1] وحافظ على نقاء أهل الحل والعقد ممن فهم الإسلام ونصره، ولهم الكلمة في مركز الحل والعقد في العاصمة، ورأينا كيف أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه جعل بعض أهل الكوفة التي انتقل إليها أيضا من أهل الحل والعقد والوسط السياسي وأهل الشورى حيث الحل والعقد، وصناعة القرارات.
    ولا شك أن كل مجتمع يحوي أمثال هؤلاء، وقد تختلف تركيبة بعض المجتمعات عن بعضها: فبعضها ما زالت فيه شوكة للقبائل وفيها شيوخها والمثقفون والمفكرون والعلماء من أبنائها، ولا يعنينا في العملية التغييرية إحياء القبلية، وإنما أن تنقاد تلك الجموع الضخمة من المجتمعات للفكرة الإسلامية بانقياد أصحاب الحل والعقد والرأي فيها لها، فينقادون بانقيادها، وأن نستغل ثقل تلك الكتل المجتمعية في الدولة وقدرتها على أن تحول مكمن السلطة إليها ومن ثم إلى الدولة التي تبايعها.
    فجل المجتمعات في الخليج العربي، والعراق وأجزاء من الأردن وسوريا ومصر وباكستان وغيرها ما زالت قبلية- عشائرية، تشكل القبيلة- العشيرة التنظيم الأكبر اجتماعيا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التواجد الكبير لثقافة القبيلة في المجتمعات الخليجية، وهناك الكثير من القرى والمدن الصغيرة التي يسكنها أفراد من قبيلة واحدة، ويظل الكثير من أفراد المجتمع حريصين على إثبات انتمائهم القبلي من خلال الأسماء أو البحث عن روابط عرقية تؤكد انتماءهم إلى قبائلهم. ودرجة الانتماء القبلي متفاوتة بينهم من حيث عمق المفهوم القبلي والحاجة إليه اجتماعيا[2].
    لذلك لما لم تستطع أميريكا قولا ولا فعلا نتيجة المقاومة العراقية المزلزلة لها بعد غزوها للعراق 2003، قامت باختراق بعض القبائل وأنشأت نظام الصحوات، فأبطلت المقاومة وجنبت نفسها جحيما كانت قد اصطلت بناره! فبعض المجتمعات ما زالت تُقدر مكانة شيوخ القبائل وتجلهم، وتنقاد لهم فئات كثيرة من المجتمع، وتحاول بعض الأنظمة استمالتهم دائما، مثل الأردن والسعودية مثلا، وهؤلاء قد يشكلون أحيانا مكمنا للسلطة، ومنبعا للقوة المجتمعية قابلا للتفجير، وقادرا على قلب الأنظمة وتغيير الأوضاع، بانقيادهم للفكرة لا "بقبليتهم" وبعض الفئات من المجتمع تنقاد للعلماء أو للوجهاء الذين يبنون علاقة انقيادية لهم ولآرائهم، فتخافهم الملوك، مثلما خاف المأمون بن هارون الرشيد العالمَ الجليلَ يزيد بن هارون[3]، وما مثال عز الدين بن عبد السلام رحمه الله وقيادته لحزب غير مسمى قوامه طلابه ومريدوه من غالبية الرعية في مصر، فما أن خرج محتجا على الحاكم حتى خرجت الجموع وراءه مما اضطر الحاكم للنزول عند حكمه ورأيه خشية من الرأي العام، وما مثال يزيد بن هارون ووقوفه بحزم أخاف المأمون من إظهار القول بخلق القرآن حتى مات يزيد رحمه الله تعالى، فالعالم والمفكر قد يكونان قائدين لحزب سياسي ليس له اسم، ولكن له وجود وثقل وحركة في المجتمع، بخلاف العالم والمفكر الذي يودع أفكاره بطون الكتب أو خطب الجمعة التي تعتمد العاطفة دون بناء فكري رعوي سياسي، ولا يطرح فيها آلية إيجادها في الواقع فلا يكون لها من أثر في الواقع ولا في الأمة! فأمثال هؤلاء أهل حل وعقد وشوكة في المجتمع لما لهم من تأثير فيه!
    وبعض الدول تكمن السلطة فيها في الجيش، فتؤخذ النصرة من المخلصين من الضباط فيه وفق عملية بالغة التعقيد ليس هنا مجال نقاشها، وهؤلاء الفئة يشكلون: أهل القوة والمنعة، إلا أنهم لا يكونون هم فقط أهل القوة والمنعة، إذ أن العملية التغييرية تتطلب صناعة الرأي العام في المجتمع، وانقياد المجتمع أيضا للحزب، وهذا يتم عبر أهل القوة والمنعة والنصرة، أي أهل الحل والعقد في المجتمع أيضا، فيتشكل من مجموع الفريقين: أهل النصرة أي أهل القوة والمنعة الذين ينصرون الدعوة من الجيش، وأهل الحل والعقد من المجتمع.  
    أو قد تكمن السلطة في المجتمع والدولة في العائلة الحاكمة مثلا كما في السعودية، إلا أنها والحال كذلك إلا أن هذه السلطة التي تكمن في جهة من الجهات تكون مستندة في سلطانها وبقائها إلى قوة حقيقية بحيث إذا زالت هذه القوة انهارت السلطة من الجهة التي تكمن فيها، والأصل في كل شعب أن تكون القوة التي تسند السلطة هي قوة الشعب أو قوة أقوى فئة في الشعب. ولذلك كان طريق أخذ السلطة طبيعياً هي أخذ الشعب، أو أخذ أقوى فئة في الشعب (وقادة تلك الفئة الأقوى من الشعب هم أهل الحل والعقد أو أهل القوة والمنعة)، فيكون حينئذ أخذ السلطة طبيعياً. إلا أنه توجد بلدان تستند السلطة فيها إلى غير قوة الشعب، أي إلى قوة خارجة عن الشعب كالبلاد الخاضعة لنفوذ أجنبي، أو التي تستند في وجودها لنفوذ أجنبي. فإن السلطة فيها وإن كانت على الشعب ولكنها غير مستندة إليه. وفي هذه الحال يمكن أن تؤخذ السلطة فيها بأخذ الشعب أو أقوى فئة فيه، وبتدمير صلات القوة بين الدولة صاحبة النفوذ فيه وبين النظام فيه، فيصبح الصراع بين الشعب وبين السلطة وبين الشعب وبين القوة التي تسند السلطة. وإذا تتالى هذا الصراع فإن الشعب أو الفئة الأقوى فيه سينتزع السلطة من السلطة التي يصارعها مهما كانت القوة التي تسندها وسيعطيها لمن يعتقد فيه في ذلك الوقت أنه محل أمل وموضع ثقة[4].
    وقد يكون أهل الحل والعقد والقوة والمنعة موجودون فعلا في المجتمع، ولكن السلطة فيه تشغلهم عن قيادة المجتمع بما تخشاه السلطة منهم، بشراء بعضهم، أو بإشغالهم بقضايا جانبية تبعدهم عن لب الصراع معها، فإذا ما تقصدهم الحزب في العملية التغييرية وأثار فيهم مكامن قوتهم، أحيا وجودهم، وانبعث من ورائهم خلق كثير ينصرون الدعوة.
    ومما هو جدير بالذكر، أن صفة أهل الحل والعقد تؤخذ من كونهم يمثلون الأمة، أو الفئة فيها القادرة على التغيير في المجتمع، ومن الجدير بالذكر أيضا أن الغاية من التركيز عليهم هي أن عملية التغيير من ناحية عملية ينبغي أن تتم من خلال تغيير الفئات الأقوى في المجتمع القادرة على إحداث التغيير فيه، وإلا فإن تغيير كافة أبناء المجتمع عملية بالغة التعقيد والصعوبة.
      [1] المحافظة على نقاء الوسط السياسي، أبو عبيدة، العدد 205، الوعي نيسان 2004.
    [2] أنظر: المجتمع والقبيلة في الخليج، د. علي الخشيبان.
    [3]
    [4] بتصرف عن جواب سؤال بعنوان: أين تكمن السلطة؟ لتقي الدين النبهاني في العام 1970.

  3. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
     
  4. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه محمد صالح في استئناف النشاط على منتدى العقاب من جديد   
    http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo/52656.html
    بيان صحفي
     
    استئناف النشاط في منتدى العقاب
     
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد، وبعد، فقد كان منتدى العقاب، ولأكثر من عقد ونصف من الزمان، منارة فكرية تضج بالنقاشات الحية التي تتناول واقع الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، وتستشرف آفاق المستقبل وتخطط له، وتشحذ الهمم للعمل الدؤوب لاستئناف الحياة الإسلامية، وتجلي الأفكار الإسلامية، وتهدم وتجادل الأفكار العلمانية وما شابهها، وها نحن في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نزف للأمة الإسلامية بشرى استئناف نشاطات المنتدى، ليكمل رحلته جنبا إلى جنب مع شقيقه منتدى الناقد الإعلامي، وإلى جانب صفحات المكتب الإعلامي لحزب التحرير ومواقع الحزب الأخرى، وصفحات الحزب على مواقع التواصل الإلكتروني، خصوصا في ظل الهجمة الشرسة على تلك المواقع والصفحات والتي كانت هدفا لحملات عالمية لإغلاقها والتعتيم عليها.
     
    ولقد رأينا أن التواصل والنقاشات على صفحات مواقع التواصل الإلكتروني كالفيسبوك والتويتر تضمحل في دقائق، وتختفي فيها الأفكار في طيات عجلة تلك المواقع التي تتجدد كل لحظة، فلا تصل تلك الخواطر وثمرات العقول إلا إلى قلة قليلة من المتابعين، فتضيع بضياعها جهود عظيمة، ونتاج عقول مفكرة مبدعة، بينما وجدنا صفحات المنتدى تحتفظ لعقود طويلة بتلك الثمرات، وتصل للقارئ والمتابع في حلة رائعة من التنسيق والتهذيب يليق بثمرات العقول.
     
    كما وجدنا أن الأفكار تحتاج لسبر أغوار، لا يمكن بلوغها في عجلة سرعة مواقع التواصل الإلكتروني، فكان المنتدى أحق بها وأهلها، والأمة الجادة التي تتحسس طريقها لتستعيد مكانها سيدة الأمم وخير أمة أخرجت للناس تحتاج للتعمق والتدبر والتخطيط والتشاور والتحاور، فلعل الله تعالى يجعل منتدياتنا ومواقعنا ردفا لنشاطات علمائنا وشبابنا، وأبناء أمتنا في قيامهم بفرض استئناف الحياة الإسلامية عبر إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، تلك الدولة التي يمكن الله فيها للمسلمين دينهم الذي ارتضى لهم.
     
    إن باب التسجيل في المنتدى مفتوح، ولعل الله تعالى يجعل في مشاركاتكم في المنتدى الخير كله، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يعيننا، ويوفقنا لما يحب ويرضى.
     
    والحمد لله رب العالمين.
     
    رابط المنتدى: https://www.alokab.com
                                          
     
         الدكتور عثمان بخاش                                                      
    مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
     
     
  5. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه يوسف الساريسي في العلة الغائية عند الأشاعرة   
    أكرمك الله أخي يوسف، قرأت الموضوع قراءة عناية، ووجدتك قد أبدعت، ووضعت يدك على محاور تأخذ بالموضوع باتجاه دقيق ، وسأتفكر في المسألة ان شاء الله تعالى، والحمد لله تعالى أن هداك لهذا الفهم الدقيق، وجزاك كل خير
  6. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه يوسف الساريسي في العلة الغائية عند الأشاعرة   
    قسم أرسطوطاليس العلل إلى أربع:
    1- علة مؤثرة – 2- علة مادية- 3- علة صورية- 4- علة غائية.
    والمثال الذي مثّل به هو صنم الرخام؛
    فالنحات علته المُؤثرة،
    والرخام علته المادية،
    وشكل الصنم علته الصورية،
    وتخليد ذكرى الشخص الذي نُحت الصنم على صورته علته الغائية.
     
     
  7. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه يوسف الساريسي في العلة الغائية عند الأشاعرة   
    العِلَّةُ الصورية: ما يُوجِدُ الشَّيْءَ بالفعل. العِلَّةُ الغَائِيَّةُ: ما يُوجَدُ الشيءُ لأجلهِ. العِلَّةُ الفَاعِليَّةُ: ما يُوجَدُ الشَّيءُ لِسَبَبِهِ. العِلَّةُ المادية: ما يُوجِدُ الشَّيءَ بالقوة.
    التعريفات للجرجاني
  8. Like
    أبو مالك تلقي نقاط سمعه يوسف الساريسي في العلة الغائية عند الأشاعرة   
    صفات الفعل من زاوية بحث الـمُتَعَلَّقات
    قال الرازي في تفسيره: في أقسام الأسماء الواقعة على المسميات: اعلم أنها تسعة،... وثالثها: الاسم الواقع على الشيء بحسب صفة حقيقية قائمة بذاته كقولنا للشيء إنه أسود وأبيض وحار وبارد فإن السواد والبياض والحرارة والبرودة صفات حقيقية قائمة بالذات لا تعلق لها بالأشياء الخارجية،...، وسادسها: الاسم الواقع على الشيء بحسب صفة حقيقية مع صفة إضافية كقولنا للشيء إنه عالم وقادر فإن العلم عند الجمهور صفة حقيقية ولها إضافة إلى المعلومات والقدرة صفة حقيقية ولها إضافة إلى المقدورات،....[1]
    إنك إذا علمت أن الاسم الواقع على الشيء بحسب صفة حقيقية مع صفة إضافية كقولنا للشيء إنه عالم وقادر فإن العلم عند الجمهور صفة حقيقية ولها إضافة إلى المعلومات والقدرة صفة حقيقية ولها إضافة إلى المقدورات.
    إذا علمت ذلك، فإن الشق المتعلق بالمقدورات هو فقط ما تستطيع فهمه وتفسيره والوقوف على معناه، أما الصفة الحقيقية عند المولى عز وجل فلا، وذلك أنك تستطيع أن تفهم السميع، من خلال أن البشر يتكلمون ويسرون ويتناجون، ويسمع الله ذلك، فهمت الجزء المتعلق بالإضافة التي تحصل في الوجود، ولم تستطع أن تبحث عن المعنى الحقيقي للصفة الحقيقية التي هي صفة الله، فقط بحثت الشق الخاص بما يقع عليه حسك، علمت أنك إن فعلت جريمة فإن الله سيعلمها، لكن شتان بين علم البشر وعلم الله، فعندما نقول : متعَلَّقات الصفة، فإن هذا هو ما نعنيه، نعني أننا نستطيع البحث في المحسوس، وفهم الصفة إجمالا على ضوء ما نفهمه من علاقتها بالمحسوس هذا، وأما الصفة على الحقيقة عند الله تعالى فلا نحيط بشيء من ذلك علما.
    لذا، فإننا نجد أن الله تعالى ينزل المطر من السماء، ويحيي به الأرض بعد موتها، فنفهم العلاقات السببية المحسوسة في الكون، وأن علة إحياء الأرض هو المطر، اقتضت إرادة الله وحكمته أن يسبب الأسباب في الكون، ويجري فيه قوانين معينة تكون أدلة على قدرته وحكمته، فنفهم من هذا أن القوانين الكونية تمضي وفقا لمبدأ العلية والسببية، والغائية، في العلاقات بين الأشياء، ولا نقيس بعد هذا ما يكون من الإنسان من حاجة للدفء تدفعه لإشعال النار فيكون إشعال النار علة غائية لإشباع حاجة الدفء، لا نقيس هذا على الله تعالى
     
    وقال مرعي الحنبلي في أقاويل الثقات: وقال الإمام فخر الدين جميع الأعراض النفسانية أعني الرحمة والفرح والسرور والغضب والحياء والمكر والإستهزاء ونحو ذلك لها أوائل ولها غايات مثاله الغضب فإن أوله غليان دم القلب وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب عليه[1] فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب بل على غايته أو غرضه الذي هو إرادة الإضرار وكذلك الحياء له أول وهو إنكسار يحصل في النفس وله غرض وهو ترك الفعل فلفظ الحياء في حقه تعالى يحمل على ترك الفعل لا على انكسار النفس انتهى
    قلت (الحنبلي) وعلى هذا الضابط فكذلك يقال في الرضا والكرم والحلم والشكر والمحبة ونحو ذلك فإن الظاهر أن هذه كلها في حقنا كيفيات نفسانية قيل والحق أن الكيفيات النفسانية تحتاج إلى تعريف لكونها وجدانيات
    وفي تفسير القرطبي في قوله تعالى ﴿وإن تشكروا يرضه لكم﴾ الزمر 7 ويرضى بمعنى يثيب ويثنى فالرضا على هذا إما ثوابه فيكون صفة فعل كقوله ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ إبراهيم 7 وإما ثناؤه فهو صفة ذات انتهى
    قلت (الحنبلي) ومن هذا يعلم جواب سؤال كنت أوردته في مؤلف لطيف سميته الأسئلة عن مسائل مشكلة قلت فيه ومنها أن أهل السنة جعلوا الصفات القديمة لله سبحانه ثمانية وهي العلم والقدرة والإرادة والحياة والسمع والبصر والكلام والبقاء وبعضهم يقول والتكوين محتجين في ذلك بالإشتقاق وأنه لا يعقل مفهوم عليم إلا بعلم وسميع إلا بسمع وهكذا وحينئذ فيقال موجه الإقتصار على هذه الصفات الثمان مع أنه تعالى عزيز فمن أوصافه العزة وعظيم فيمن أوصافه العظمة وحليم فمن أوصافه الحلم فهل يصح أن يقال مثلا حليم بحلم كما يقال عليم بعلم وهكذا في البقية
    ولعل الجواب على طريقة الخلف أن هذه الأوصاف كلها كيفيات وإنفعالات تحدث في النفس والله منزه عنها فتؤخذ كلها بإعتبار الغايات بخلاف العلم والقدرة والسمع والبصر ونحوهما فإنها من الأوصاف الذاتية لا من الكيفيات النفسانية
    وللسلف أن يقولوا إن هذه الأوصاف على ظاهرها وهذا التعليل لا يستلزم أن يكون كذلك في حقه تعالى كما أن العلم والقدرة والسمع والبصر تستلزم من النقص في حقنا ما يجب تنزيه الله تعالى عنه من جهة أنها أعراض ونحوه فمذهب السلف أسلم لا سيما وقد نقل البخاري وغيره عن الفضيل بن عياض قدس الله روحه أنه قال ليس لنا أن نتوهم في الله كيف هو لأن الله عز و جل وصف نفسه فأبلغ فقال ﴿قل هو الله أحد﴾ السورة فلا صفة أبلغ مما وصف به نفسه فهذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الإطلاع كما شاء الله أن ينزل وكما شاء أن يباهي وكما شاء أن يضحك وكما شاء أن يطلع فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف فإذا قال الجهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء أنتهى
    نضيف إذن بُعدا يزيد المسألة وضوحا بإذن الله، فنقول بأن هنا تضع اليد على علاقة الفعل بالمفعول، أي علاقة القدرة مثلا بالمقدور، فالفعل يحصل أثره أو غايته فيما يقع الحس عليه، وهذا هو فقط الجزء الذي نستطيع فهمه والتفكير فيه من صفات الفعل عند الله تبارك وتعالى، أما ما سبق أثر الفعل في غايته، فإنه مجهول عندنا لا نعرف له كيفية ولا معنى ولا يشبه كيفيات البشر، أي عندما نقول: صفة إضافية، فإننا نعني أثر الصفة في المفعول، أو المقدور، أوالمحسوس، والذي يقع الحس عليه ويفهم منه أنه قد وقعت عقوبة من الله مثلا، أو ابتلاء منه، أو رزق، أو رحم.. الخ، فهذا الأثر وهذا الواقع المحسوس، أثر الصفة، وليس هو الصفة، وهو ما يدلنا عليها، وهو محل تفكيرنا، وبه نفهم الصفة فهما إجماليا، وإنما سميناه صفة إضافية، لعلاقته بالصفة الحقيقية من حيث أنه أثرها، ولكنه يسيُّر المخلوقات وفق سنن الله تعالى التي سنها في الكون، فيحصل الرزق في وقت، ويحصل الخلق في وقت، وهكذا، فهذا هو الشق الذي يقع عليه الحس من صفات الأفعال.
    فعلى هذا، فإنه فرق بين معنى: ﴿ولله العزة جميعا﴾، والتي منها نفهم أن الله يتصف صفة ذاتية بأنه العزيز، لا يشترك معه في صفة العزة أحد، وفرق بينها وبين متعلق صفة فعله بالحوادث، والتي منها يأتي معنى: رب العزة، ومنها أضاف العزة لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين أيضا، ففي هذا لا تنزل المعاني منزلة صفات الذات، وكذلك، في صفات الفعل يجب أن ندرك أن في الصفة شق متعلق بالخاصية الإلهية، وشق متعلق بأثر الصفة في المخلوقات، فالجزء المتعلق بالخاصية الإلهية لا يشترك معه أحد فيه، ولا يشبه في تلك الصفة أحدا وإن كانت صفة فعل، وأما في القسم المتعلق بالمقدورات وبالمحسوسات، فإن المعنى يلتمس، ويفهم، ويدل على أنه ذو الرحمة، وواسع الرزق،
    لكن الدقيق هنا أن العلاقة بين الصفة الزائدة والصفة الحقيقية هي أن الصفة الزائدة ليست لها علاقة بالله تعالى، ليست هي صفة الله تعالى، بل هي متعلق هذه الصفة، فالله تبارك وتعالى قدر منذ الأزل أن الورقة ستسقط، وعلم ذلك، وكل شيء في كتاب مبين، فلما سقطت الورقة في الوقت الذي قدره الله تعالى، لم يتغير شيء في علم الله، ولم يحدث بحدوث ما قدره الله شيء في علمه أو قدرته أو إرادته،
      [1] هنا تضع اليد على علاقة الفعل بالمفعول، أي علاقة القدرة مثلا بالمقدور، فالفعل يحصل أثره أو غايته فيما يقع الحس عليه، وهذا هو فقط الجزء الذي نستيطع فهمه والتفكير فيه من صفات الفعل عند الله تبارك وتعالى، أما ما سبق أثر الفعل في غايته، فإنه مجهول عندنا لا نعرف له كيفية ولا معنى ولا يشبه كيفيات البشر.
      [1] التفسير الكبير للرازي
  9. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    الرد على سؤال اللادينين لماذا نعبد الله و هو غني عن عبادتنا ؟
    الحديث القدسيّ الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر وفيه: "يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا"
    خلقنا الله تعالى لعبادته ..
    لأن العبادة هي حق الله تبارك وتعالى على عباده، فهل تعرف ما معنى (حق الله تبارك وتعالى على عباده) ؟ .. إن الله عزَّ وجل هو الرب، الخالق، الملك، الحق؛ الذي يستحق أن يُعبد، هذه هي صفاته يا إنسان .. هذه هي صفاتُ ربك .. صفات الجلال والكمال .. وهو سبحانه وتعالى يُحِبُ ويَكْرَه .. فهو سبحانه وتعالى يُحــب أن يُعـبــد وأن يُوحـد ويُمجـد، فهو عز وجل يُحب العبادات من عباده .. هذا هو ربنا عز وجلَّ .. إنه يُحِب ويَكْرَه .. فهل علمت الآن ماذا يُحِبَ وماذا يكرَه ؟ وهل من المُستغرب أن تجِد ملكًا من ملوك الدنيا يُحب شيئًا أو يكره شيئًا .. بالطبع لا ! ولله تعالى المَثَلُ الأعلى ... فالله تعالى يُحب أن يكون له عبيد يعبدونه ويوحدونه ويمجدونه ..ويحب العبادات من عباده..
    إن ما نراه في هذا الخلق من الحكم و الإبداع لدليل ساطع على أن الله حكيم و الله الحكيم لا يخلق الإنسان إلا لحكمة و عبادته سبحانه من أعظم حكم خلق الإنسان و من حكم خلق الإنسان أيضا ابتلاء الناس قال تعالى : ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾[23].
    ومن حكم خلق الإنسان
    تشريف الإنسان وتكريمه بإظهار كمال عبوديته لله تعالى، فلا شيء أشرف للإنسان من أن يكون عبدا محضاً لله تعالى وحده، يأتمر بأمره، وينتهي بنهيه، ويتوجه بتوجيهاته، ويسير على صراطه المستقيم، لا نصيب لغير الله تعالى فيه قال تعالى : ﴿ و َلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
    و من حكم خلق الإنسان إظهار أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، فمن عمل لما خلق له جازاه الله بالحسنى ، وتفضل عليه، وغفر له زلاته، وعفا عن هفواته ، و أسكنه فسيح جناته بعد مماته، فيظهر بذلك أثر كرم الله تعالى وتفضله وإحسانه وعفوه ومغفرته  ، و من أعرض عما خلق له استحق عقاب الله تعالى، وانتقامه منه، لتنكره لخالقه ورازقه، والمنعم عليه، ولإعراضه عما خلقه له، فإذا انتقم منه لذلك وعاقبه، ظهر أنه الجبار المنتقم شديد العقاب .
    و من فضل الله علينا و رحمته بنا أن أمرنا بعبادته و نهانا عن معصيته و لا يرضى لنا الكفر و يرضى لنا العبادة و الشكر قال تعالى : ﴿ِ إن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾[25] ، و قوله تعالى : ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ﴾ أي : لا يضره كفركم ، كما لا ينتفع بطاعتكم ، و لكن أمره و نهيه لكم محض فضله و إحسانه عليكم و قوله تعالى : ﴿وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْر َ﴾ لكمال إحسانه بهم ، و علمه أن الكفر يشقيهم شقاوة لا يسعدون بعدها ، و لأنه خلقهم لعبادته ، فهي الغاية التي خلق لها الخلق ، فلا يرضى أن يدعوا ما خلقهم لأجله[26] ، و الله سبحانه وتعالى لرحمته بعباده لا يرضى لهم الكفر لما يسببه لهم من شقاء وخسران ، كما أنهم إن آمنوا وشكروا يرضه لهم فيثيبهم أحسن ثواب ويجزيهم أحسن جزاء[27].
    https://laelhad.wordpress.com/2011/09/11/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84/
  10. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    الشيخ محمد راتب النابلسي وفقه الله يقول:
    باختصار وتصرف بسيط
     فلماذا خلق الله هذا الكون؟ لو تأملت في ملكوت السموات والأرض لعرفت لهذا الكون إلهاً عظيماً فالكون ينبئك أن وراء خلقه هدفاً عظيماً، هذا الكون يجسّد قدرة الله وعلمه وغناه عز وجل، هذا الكون دليل على وجود خالق عظيم له أسماء حسنى فما يليق بجلال الله أن يتركنا من دون هدف من وجودنا, فما هو الهدف ؟
    الهدف هو العبادة أن تعرفه فتطيعه, فتسعد بقربه, العبادة هي الهدف من خلق الكون أو من خلق الإنسان، فالإنسان مخلوق للسعادة، إذا عرفت أنك خلقت من أجل أن يسعدك الله عز وجل، شعرت بالراحة والروح والتفاؤل، و بأنك مكرم، وأن الله عز وجل تفضل عليك بإيجادك.
    أن الله سبحانه وتعالى عرض على الخلائق في علم الأزل عرضاً مغرياً جداً، عرض أن يسعدوا سعادة أبدية سرمدية ليس لها حدود مقابل أن يأتوا إلى الدنيا، وفي الدنيا يجب أن يبذلوا من أجل أن يعطيهم عطاءً غير محدود، فهذه هي الأمانة، فأنت ممن قبلت حمل الأمانة, جاء بك إلى الدنيا من أجل هدف واحد، أن تؤهل نفسك لهذه السعادة الأبدية، فإن لم تفعل فلك الشقاء الأبدي.
    من مستلزمات حمل الإنسان للأمانة أن يكون هذا المخلوق مزوّداً بشهوات، وأن يكون هناك كون يجسد أسماء الله الحسنى، وأن يكون هناك فكر يستطيع أن يستدل على الله عز وجل من خلال الكون، وأن يكون الإنسان حراً في اختيار ما يريد، فحرية الاختيار مع الفكر والكون والشهوات, أربع عوامل تجعل من هذا الإنسان أكرم مخلوق على وجه الأرض، فالتأهل للسعادة له ثمن، وذلك بأن تفكر في الآيات الكونية من أجل أن تعرف الله عز وجل ، وأن تستقيم على أمره، وأن تعمل الصالحات تقرباً له وأن تقبل عليه هذا هو التأهيل، فأنت في الدنيا من أجل مهمة خطيرة جداً فالمؤمن متعلق كله بهذه المهمة.
    http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=236&id=55&sid=56&ssid=66&sssid=79
  11. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    يقول د. محمد المسعري وفقه الله ما يلي:
    أراد الله أن ينشئ الكون بهذه الصفة وخلقه مناسب لكمال ذاته وصفاته لأنه هو هكذا، ويبقى عليك أيها الإنسان أن تقبل هذا وتفرح به،
    وقد يرد هنا سؤال: لماذا خلق الله الخلق؟ هناك كلمة للصوفية -وليست حديثا- "كنت كنزا لا اعرف فخلقت الخلق ليعرفوني"، ويقول المسعري -مضيفا- ولماذا يعرفونه؟ والجواب أن الله مسرور بذاته راض عن نفسه، فأراد اشراك موجودات في هذا الرضوان الممتع، بالقدر الذي يمكن ان يتمتع به المخلوق لأنه خلق محدوداً وله نهاية، وخلق الله فيه صفات الإدراك والعلم واوجد لديه القدرة على عبادة الله والتقرب اليه، بهدف الاستمتاع في الآخرة بصحبة الله إلى الأبد. ولكن شاء الله -وهذا هو المناسب لكمال ذاته وصفاته - أن يكون هذا الاستمتاع بجهد المخلوقات وكدهم، وليس عطية محضة منه فقط، والله يعطيهم الامكانيات ولكن يريد منهم هذا العمل،
    هذا هو القرار الأساسي من الله -أعجبك أم لا!!- هذا هو قدر الله ولا توجد هناك طريقة لتغييره، ولهذا لا بد من التسليم بالقدر الذي قدره الله خيره وشره، اعجبك او لم يعجبك!!
    مع وجود هذه الإرادة الربانية وبصفة هذا الكون محدود ونهائي، كان لا بد للمخلوقات أن تعيش في كون محدود ونهائي، وأراد الله أن يتم التعرف عليه بجهد إنساني ارادي وعملية تفكيرية، وبالتالي فلا يمكن أن يكون بذاته ظاهرا بينا للبشر، ولا بد أن يكون في غيب، وبما أن الخالق غير مدرك بالأبصار فهو -أي الخالق- لا بد أن يختفي وراء سلسلة من الأسباب والمسببات، وبما لأن معرفة الله تحتاج من العاقل إلى التفكير العميق، كان لا بد من جهد وعمل للوصول أن وراء هذا الكون إله خلقه.
    وإذا تم التسليم بذلك والبناء عليه والانطلاق إلى الأمام، لا بد من معرفة سنن الكون للتفاعل حتى تنطلق وتحدث لنفسك أكبر قدر من السعادة بالحصول على اكبر قدر من المنافع واللذات، والسعادة الحقيقية هي في نيل رضوان الله وصحبته إلى الأبد.
    أما لماذا يوجد الشر في هذه الحياة فذلك لأن هذا الكون هو كون ابتلائي، وقد خلق الله البشر لإعماره وخلافته وجعلهم كائنات مختارة وأعطاهم قدرات وحرية اختيار، وبالتالي فهناك مظاهر ناتجة عن هذه القدرة والحرية يسميها بعض الناس شرا! هذه هي حكمة الله وهذه هي مشيئته واختياره، ولا بد من التسليم لله بذلك، وهذا هو الأفضل، فكان لا بد من التسليم بوجود الشر.
    كيف نتعامل مع الشر ؟ إما أن تتحمل حياتك ووجودك، وتعتبر وجودك افضل من عدمه وتسلم بالأمر الواقع، أو تبقى ساخطا شاكيا تسب الطبيعة والجبال أو تقوم بحل كئيب وهو الانتحار. ولكن هذا لا يحل مشكلة القدر ولا يفسرها، فكلام الملحدين -أي الحل- هو ان الكون هو هكذا كما هو لأنه واجب الوجود وهو هكذا بالضرورة  يستحيل ان يكون غير ذلك. فالقدر الالحادي بؤس يؤدي الى الكآبة أو الانتحار، ولا بد من القبول والتسليم بهذا الأمر وهذا هو القدر. لكن الإسلام يطلب منك أن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى فتسلم بأن هذا هو أمر الله فتتجنب هذا التسليم الالحادي الكئيب بالقدر.
    https://www.youtube.com/watch?v=t6Pw5N8NJzc
  12. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    انقل لكم بعض الآراء حول إجابة سؤال لماذا خلقنا الله؟
    لماذا خلقنا الله.. هل نحتاج إلى إجابة؟
     
    أحبّ أن أقول من البداية: نحن لا نعرف الإجابة عن هذا السؤال، وقد لا نعرفها حتى بعد مماتنا لأسباب عديدة: منها أننا لا نملك الأدوات العلمية اللازمة لمعرفة الإجابة، ومنها أننا غير محتاجين للإجابة عنه لإقامة حياة راشدة في هذه الدنيا
    ينسى الإنسان وهو يطرح هذا السؤال أنّ الله هو الخالق، فهو سبحانه {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} وهو {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}. ينسى الإنسان أنّه -مهما سما في تفكيره وذكائه - يظلّ عبدًا، ليس إلهًا ولا متصرّفا بشؤون الخليقة حتى يكون من الضروري أن يمتلك إجابة عن هذا السؤال!
    وحين يدرك المسلم أنّ علاقته مع الله هي علاقة العبودية، وأنّه سبحانه مالك الملك؛ حينها فقط يدرك أنّ سؤاله هذا فيه خَدْشٌ لمقام العبودية. والخلاصة أنّ مبتدأ الأمر أنْ يدرك الإنسان أنّه "عبد"، وليس إلها ولا متصرّفا في الخلق حتى يشرئبّ لمعرفة سبب خلق الله للخَلْق، وحتى يكون له الخيار في أن يوجَد أو لا يوجَد!
    الأصلُ بالإنسان أن يسعى لمعرفة الإجابات عن الأسئلة التي تؤثّر الإجابة عنها في مسار حياته، فعليه أولا أن يوفّر إجابة عن أسئلة الفطرة الأربعة الأساسية: من أين جاء؟ لماذا يعيش؟ ما المنهج الذي يجب اتباعه في الحياة؟ إلى أين يمضي بعد الموت؟ وحين يترك الاهتمام بهذه الأسئلة ويسعى للإجابة عن سؤال لا يُبنى عليه أي شيء في مسار حياته؛ سيكون حينئذ قد خالف المنطق الفكري السليم، وأضرّ بنفسه من حيث لا يدري!
    قال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} فنحن لا نعلم من الله عز وجل إلا ما أعلمَنا به في كتابه وعلى ألسنة رسله، وما دام لم يُعلمنا بسبب خلقه للخلق، إلا في حدود ما نحتاجه؛ كالحديث عن الغاية وهي إفراده بالعبادة، أو ذكر الابتلاء والاختبار والاختلاف.. ما دام لم يُعلمنا بأكثر من ذلك في هذا الشأن فلا مجال لنعلم ما نفسه سبحانه مما لم يُطلعنا عليه.
    أنّه ما أراد بخلقنا إلا إكرامنا، وأيّة مقارنة بين وجودنا وعدم وجودنا من الأساس تُبيّن لنا أنّه إنّما أراد إكرامَنا بخلقنا، ولم يخلقنا ليعذّبنا أو ليشقّ علينا؛ فقد أكرمنا في الدنيا بما حَبانا من صفاتٍ تفرّدْنا فيها عن سائر الخلق، وأكرمَنا في الآخرة بما وعدَنا من نِعمٍ وحياة بهيجة إنْ عبدناه حقّ عبادته ولم نُشرك به شيئا.
    هذا كلّه يدفع أي تفكير سلبي في محاولة الإجابة عن هذا السؤال، وعلى وجه الخصوص حين يأتي هذا التفكير في لحظة تشاؤم ويأس من الحياة، فيشعر صاحبه للحظة وكأنّ عدم خلقه كان أجدى من خلقه. ولكنها نظرةٌ قاصرةٌ لا تتجاوز لحظة الألم، ولا تنظر إلى اليُسر المرتقب بعد العُسر، ولا إلى الحياة الأبدية الحقيقية بعد هذه الحياة الدنيا الفانية.
    http://blogs.aljazeera.net/blogs/2018/1/15/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AE%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
  13. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    بارك الله فيكم على الانتظار
    في الحقيقة كنت ابحث وانقب عن جواب لهذا السؤال ضمن الثقافة الاسلامية، وقد وجدت أربعة أجوبة قائمة ويدافع عنها أصحابها وهي كالتالي:
    1.     أن الله خلق البشر ليسعدهم بالقرب منه في جنة الخلد ويرضى عنهم، بشرط التعرف عليه وعلى صفاته الحسنى بجهد العقل ومن ثم يعبدونه فيكون الجزاء بالحسنى.
    2.     نحن غير محتاجين للاجابة عن هذا السؤال ولا توجد إجابة لا عقلية ولا شرعية له
    3.     رأي بعض الفلاسفة "المسلمين" كابن رشد أن صفات الله يجب أن تتجلى على وجه الوجوب، ويجب أن تتجلى وتدرك عقلا، ويقول بأن الكون هو واجب عقلي فلا يتصور عقلا عدم وجود خلق ومخلوقات. ولذلك قالوا بقدم العالم أي أن الكون أزلي مع الله.
    4.     رأي الأشاعرة من المتكلمين كالغزالي قالوا "لا يجب على الله شيء" بل هو أراد أن تتجلى صفاته في المخلوقات بمشيئته وارادته، ورفضوا مفهوم العلة الغائية لأفعال الله.
    هذه هي أهم الآراء المشهورة لإجابة هذا السؤال!!
    وسنقوم باستعراض أهم مرتكزاتها ثم الوصول إلى خلاصة حول الإجابة الصحيحة بإذن الله.
    مع تحياتي
  14. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    من أجل الإجابة عن سؤال (لماذا خلقنا الله؟) لا بد أن نمهد للجواب عليه بمثال للتقريب، الأ وهو مثال الساعة.
    نحن لدينا ساعة يد، ويمكن أن نسأل حولها ثلاثة أسئلة:
    1.     هل احتاجت إلى صانع؟
    2.     كيف صنعت؟
    3.     لماذا صنعت؟
    أما الأجوبة فهي كما يلي:
    1.     النظرة السريعة إلى الساعة تجعل الإنسان يحكم على الفور من غير تردد بأنها احتاجت إلى صانع، وأن هذا الصانع يتصف بصفات لازمة هي العلم والارادة والقدرة حتى يستطيع القيام بالصناعة
    2.     للإجابة على سؤال (كيف؟) لا بد من النظر في واقع الساعة أو سؤال الصانع.
    3.     أما سؤال (لماذا؟) فلا بد من علم بالخلفيات التي سبقت الوجود، أي لا بد من معرفة مفهوم الزمن وأن البشر قسموا السنة إلى 365 يوما وكل يوم إلى 24 ساعة وكل ساعة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة إلى 60 ثانية، فإذا لم تعرف هذه الخلفية لا يمكن معرفة الإجابة على وجه الجزم، فتحكم بأن هذه الساعة هي أداة لها وظيفة لقياس ومعرفة الأوقات.
    وبتطبيق هذا المثال على الكون نسأل نفس الأسئلة :
    هل الكون مخلوق؟ والجواب نعم وذلك بانعام بالنظر في الكون نفسه لنصل إلى الحكم عليه بانه محتاج ومحدود وعاجز، ولا بد له من بداية وأن خالقه هو الله سبحانه المتصف بصفات القدرة والارادة ووالعلم وجميع صفات الكمال.
    أما سؤال كيف خلق الكون؟ فاجابته تكون بالنظر في الكون والانسان والحياة لمعرفة كيف بدأ الخلق، وقد قدم القرآن بعض الإجابات عن بعض الكيفيات، والعلم ما زال يحاول تقديم إجابات عن هذا السؤال، واللافت أن آلاف السنين لم تكن كافية حتى يلم الإنسان الماما كافيا بكيفية الخلق، ولا يزال يحاول ذلك وهو يتقدم كل يوم شيئا فشيئا، ولكنه يجهل الكيفية الكاملة. ولا يستطيع الإنسان انتظار عشرات ومئات السنين للحصول على إجابة شافية، فأعطاه الوحي إجابات كافية وفق ما يلزمه لسد حاجته إلى جواب لهذا السؤال.
    سؤال لماذا خلق الله الكون؟ واجابته لا تكون بالنظر في الكون، لأنه يتعلق بأمر سبق الوجود فكما سبقت فكرة الزمن وجود الساعة فلا بد أن تسبق فكرة خلق الكون وجوده الفعلي، ومن هنا لا يمكن للعلم ولا لتطوره أن يجيب عن هذا السؤال لأن العلم يبحث في الوجود، وسؤال (لماذا؟) يبحث فيما قبل الوجود، والإجابة لا تكون إلا عند الخالق الصانع لأنه هو صاحب الإرادة في الخلق.
    وترجع إمكانية عدم معرفة الإجابة عن سؤال (لماذا ؟) لأنه يتعلق بما قبل الوجود، أما سؤال (هل؟) وسؤال (كيف؟) فيتعلقان بالوجود، ومن هنا يمكن أخذ الإجابة عنهما من النظر في الوجود
    وبالتالي فللحصول على إجابة للسؤال الثالث (لماذا ؟) لا بد من أن نبحث في القرآن عن إجابة ربانية عن هذا السؤال، لأنه هو وحده الخالق الواجب الوجود، فهل نجد في الوحي إجابة قاطعة وحاسمة عن هذا السؤال؟
    يتبع بمشيئة الله
    مع تحياتي
  15. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    العلة الغائية عند الأشاعرة
    أي دارس للفكر الأشعرى لا يخفى عليه معرفة أن الأشاعرة قد نفوا تعليل أفعال الله، والمعنى المقصود هو العلة الغائية وهي الغرض والباعث والمؤثر، وهذا لأن لله تعالى الكمال المطلق وأنه المؤثر لا المؤثر عليه وأنه قادر على خلق النتائج دون توسيط الأسباب، وأنه ليس له حاجة فى شىء لأنه غنى عن المخلوقات جميعا
     
    انتفاء العلة الغائية عن افعال الله تعالى:
    الدليل الذي استند اليه المتكلمون عموما -والأشاعرة منهم- على نفي العلة الغائية هو دليل أو حجة الاستكمال فالإمام الفخر الرازي يقول: أن كل مَنْ فَعَل فعلا لغرض فهو مستكمل بذلك الغرض، والمستكمل بغيره ناقص بذاته وذلك على الله محال، وإما أن يكون الداعي هو الحكمة والمصلحة فالله قادر على تحقيقها دون توقف على وسائط.
    يقول د. محمد رمضان سعيد البوطي -وهو أحد أعمدة الفكر الأشعري في العصر الحديث- في كتابه كبرى اليقينيات الكونية: (فشعور الإنسان بالبرد توصله إلى الحاجة إلى الدفء، وهذه الحاجة هي غرض يحمل الإنسان على القيام بارتداء معطف ثقيل، فإذا فعل ذلك تحقق له الغرض المطلوب وشعر بالدفء. فتحقيق الدفء علة غائية وهي الحامل والباعث على الفعل وهي ماثلة في الذهن من قبل الفعل ولكنها تتحقق في الخارج بعده)
    فالمخلوق قد يدفعه البرد الى إيقاد النار ليصطلى بها أو يدفعه الجوع الى تناول الطعام ليصل الى الشبع، أما الإله فإنه مستغن بنفسه ولا يسعى ليسد نقصا أو يزداد كمالا، ونفى العلة- بهذا المعنى – عن أفعال الإله لا يعنى أبدا أن أفعاله عبثية غير مقصودة كانما أتت بها المصادفات، وانما تحدد الإرادة أفعال الله تعالى وسننه الكونية وشرائعه على نحو متسق وحكيم دون غرض أو باعث أو علة تتسلط على الإله، فإرادته تامة لا يشوبها أى معنى من معانى الجبر أو الحمل على ما لا يريد.
    الإمام الشهرستاني يقول: (ان الله تعالى خلق العالم ... لا لعلة حاملة له على الفعل، سواء قدرت تلك العلة نافعة له أو غير نافعة، إذ ليس يقبل النفع والضرر، أو قدرت تلك العلة نافعة للخلق إذ ليس يبعثه على الفعل باعث فلا غرض له في أفعاله ولا حامل، بل علة كل شيء صنعه)
    يقول البوطي: (صفة الارادة في ذات الله صفة تامة كاملة لا يشوبها أي جبر أو قسر، فلو قلت بأن الله أنزل المطر من أجل علة استهدفها، وهو ظهور النبات على وجه الأرض وأنها حاملة له على إنزال المطر -كما هو شأن العلة الغائية- فمعنى ذلك أنك تقول إن الضرورة هي التي حملته على الإمطار، إذ كانت هي الواسطة التي لا بد منها للنبات فالارادة متجهة اذا إلى الانبات أما الأمطار فإنها مشوبة بقدر كبير من الضرورة التي تنافي الارادة ، .... وهذا الاعتقاد في حق الباري جل جلاله كفر محض وأنه يتناقض مع مقتضى الألوهية تناقضا بينا).
    وأدلة من ذهب من المتكلمين كالأشاعرة  إلى نفي التعليل هي نفس أدلة الفلاسفة، ألا أن المتكلمين متفقون على أن أفعال الله تصدر عن إرادته وعلمه فهي صادرة بالاختيار فلا شيء في أفعال الله تصدر وجوبا عن ذاته كما يقول الفلاسفة، حيث أن الفلاسفة يقولون بأن صدور وتولد المعلول عن علته التامة هو واجب تلقائي ضروري دون إرادة، وبالتالي قالوا بقدم العالم أي أن الوجود أزلي مع الله، لأن العلة الفاعلة وهي الله وجميع ما يلزم للوجود قد وجد منذ الأزل فالعالم موجود ضرورة منذ الأزل فهو قديم حسب اصطلاحاتهم، وقد كفرهم حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي على مقولتهم بقدم العالم.
    للمزيد حول هذا الموضوع يرجى مراجعة موضوع (العلة الغائية عند الأشاعرة) على الرابط التالي:
     
  16. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم
    تكملة تلخيص المحاضرة
    فما الهدف من الحياة؟ القرآن يذكر (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا) الله لا يلعب وما خلقنا ليسلي نفسه ويلهو بنا، وما خلق الدنيا عبثا إذن يقرر القرآن بأن هناك هدف، فما هو الهدف من خلقنا؟ القرآن لم يخبرنا صراحة بالجواب،
    لاحظ المحاضر أن القرآن يتكلم عن المؤمنين والكافرين، والله خلقنا لنكون من المؤمنين، فما علاقة المؤمنين وأفعالهم بالعوامل الرئيسية السابقة؟ وللنظر كيف يصف القرآن المؤمنين، وما هو اقصى شيء سيحققونه؟ ان أقصى ما سيحقوقنه في الدنيا والآخرة هو علاقة الحب مع الله، ونجد في القرآن ذكر رحمة الله وكرمه وتوفيقه وعطاءه وكل الصفات التي هي من صفات الله يعطيها الله لكل البشر. والحب هو علاقة بين اثنين، اذا لم نحب الله فكأننا حصلنا على رحمته ومغفرته وعطائه وتوفيقه ورعايته ولكننا رفضناها، والنتيجة اننا لم نتمكن من الشعور بعلاقة الحب مع الله لاننا لم نفتح قلوبنا له.
    وبهذا يتضح من القرآن بشكل جلي بأن الهدف من الحياة، أن الله يريد أن يصنع مجموعة من البشر أنشأت بإرادتها الحرة علاقة سامية من الحب مع الله، وهؤلاء سيستمتعون بسعادة في علاقتهم مع البشر وفي علاقتهم مع الله، وهي أقصى المتع التي ستبهجهم في الدنيا وكذلك في الآخرة عندما تنتهي كل المشوشات للأبد.
    هنا وصل المحاضر إلى سؤال وهو: خلقتنا يا الله لنحبك، لمَ لمْ تضعنا في الجنة فنشعر بحبك فيها؟ ففكر وقال ما هي الخطوة المنطقية التالية التي علي أن أفعلها؟ نحن هنا لنحب الله، ولكن لم يستطع رؤية الرابط بين كل ذلك مع المعاناة من أجل دخول الجنة.  فما هو السؤال الطبيعي التالي (عقلا) لنسأله؟ علينا أن ندرس الطرفيْن المشتركين في العلاقة. ماذا يخبرنا القرآن عن المؤمنين والمطلوب منهم؟ وماذا يخبرنا القرآن عن الله؟ وما الرابط بين علاقتنا بالله وهذه العوامل الثلاثة؟
    للإجابة عن السؤال، يجب ان نجد الرابط بين المؤمنين وبين الله. إن ما يطلبه القرآن من المؤمنين هو صفات معينة يحبها الله فيهم. كالرحمة والرأفة والمسامحة والكرم والعلم والحكمة والحق وحب الآخرين. ثم ما الذي يخبرنا القرآن عن الطرف الثاني في العلاقة (الله)؟. الله هو أحد صمد ليس كمثله شيء غير محدود بالزمان والمكان حي لا يموت الخ، لذلك فليس هناك وجه مقارنة ولا تكافؤ بين الله والمخلوقات، والنتيجة أنه لم يفهم الرابط الاساسي بيننا وبين الله، ولماذا هذه الأمور الثلاثة تؤثر على علاقتنا مع الله؟
    النتيجة عند المحاضر أن أصابه الإحباط الشديد لعدم وجود صفات جامعة في العلاقة، ولاحقا مر به خاطر  وهو أن القرآن بالفعل أخبرنا الكثير عن الله وعن أسمائه الحسنى وصفاته فالآيات تصف الله بأنه رحمن رحيم وانه غفور شكور وأنه عزيز حكيم، وفي لحظة النور هذه تجمعت كل قطع الاحجية سويا وأصبحت الامور منطقية بالنسبة للمحاضر، اذن ينبغي علينا التحلي بهذه الصفات، نحن هنا في الدنيا لنعبد الله ونحب الله ونقيم معه علاقة، ولكن كيف نقيم معه علاقة ونحن محدودن نفنى ونموت وهو أزلي غير محدود، فهذه صفات متضادة بيننا وبين الله. فكيف نصبح قريبين من الله بهذه الصفات؟ اذا أردت أن أكون قريبا منك علي أن أشاركك في شيء مشترك بيننا، تماما كما يحدث بين الناس بعضهم بعضا،
    ولكن كيف لشخص ان يتقترب من الله؟ ما المشترك بيننا وبينه؟ لو نظرنا لوجدنا أننا نتشارك معه ما أعطانا عند خلقنا وهو نفخة الروح. لذلك نأتي الى الدنيا بهذه الصفات والميزات بسبب نفخة الروح هذه، ونحن بدورنا كبشر إما ان نزكي النفس بهذه الصفات وإما أن ندسيها، والتزكية سوف تشعرنا بالسعادة في الحياة الدنيا، وسنتمكن من الاحساس بصفات الله الرائعة من الجمال والقدرة والرحمة والود وكل اسمائه الحسنى، وكل هذه الصفات اللامتناهية تأتي من المصدر اللامتناهي لهذه الصفات الحسنى من الله
    كلما جاهدنا لنتصف بصفات المؤمنين كلما تمكنا من الاقتراب من صفات الله الحسنى وبالتالي كلما نتزكى نقترب فندرك عظمة الله، وهو قرب أعظم من القرب المادي او العاطفي أو العقلي إنه الاقتراب من الخالق المعبود، انها اعظم المشاعر التي يمكنك أن تختبرها وتمر بها على الاطلاق
     
    وبهذا يبدو أن الأفكار المبعثرة صارت مترابطة بإحكام. ولكن لم يتم بعد تفسير لماذا وجدت العوامل الثلاثة: العقل والاختيار والمعاناة والابتلاء ولكن بقي السؤال لماذا يتحتم علينا المرور بهذه الأمور الثلاثة؟ لماذا لم يجبلنا الله على الرحمة والتسامح ... الخ؟ والجواب أننا نحن كائنات تنمو وتتزكى بالفعل، ولكننا لا نستطيع ان نتصف بصفات الله ما لم توجد لدينا هذه الأمور الثلاثة، فهي اذن هي كلها لازمة وأساسية لتزكية النفس البشرية، من أجل أن تكون هذه النفس مؤهلة لعلاقة مع الله.
    والقرآن يحدثنا عن المعصية بأنها ظلم للنفس، لأننا عندما نظلم انفسنا فاننا ندمرها، عندما لا نتزكى لنرتقي ونصل إلى هذه الصفات المطلوبة من المؤمنين، فاننا نصل إلى العكس ونكون قد دمرنا انفسنا وأصبحنا غير مؤهلين لمرحلة الدار الآخرة، وحرمنا انفسنا من علاقة رائعة مع الله في الدنيا والآخرة  وهذا الأمر يشبة الجنين الذي ينمو في رحم أمه بطريقة خاطئة، لا تحقق له بعد الولادة ما يلزمه من حماية مادية ولا القدرة ولا المتعة في الحياة، كذلك لو لم تتزكى كإنسان في هذه الحياة الدنيا فكأنك دمرت نفسك في رحم أمك.
    هذه الأمور (صفات المؤمنين) هي أهم أمور لأجل الحياة الآخرة، إذا لم ننمي أنفسنا ونتزكى ونقيم علاقة حب مع الله بالتحلي بهذه الصفات، فسنعاني في هذه الحياة الدنيا بشكل هو أسوأ من الولادة بعيوب خلقية، وسيكون الحال أسوأ عذاب النار في الآخرة، والكفار هم من تسببوا في ذلك لأنفسهم. أما المؤمنون فيخبرنا القرآن بأنهم سيكونون في قمة السعادة والمتعة والرضى في الجنة، وهذا هو العدل الإلهي يوم القيامة من غير ظلم لأحد.
     
    انتهى تلخيص المحاضرة
  17. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    تلخيص محاضرة بعنوان: الهدف من الحياة لـــــ د. جيفري لانج
     
    من زاوية نظر الملحد فإن العالم مليء بالعنف العشوائي، كموت الأطفال في الحروب؟ لماذا يدع الله الصراعات والعنصرية تستمر؟ ولماذا يخلق الله الكون على هذه الشاكلة؟ لماذا لم يدخلنا الجنة من البداية ويكفينا مؤونة المعاناة؟ لماذا جعلنا قابلين لاقتراف الذنوب والشر؟ لماذا لم يجعلنا ملائكة ويدخلنا الجنة من البداية؟ بسبب هذه الأمور لا يستطيع الملحد ان يتقبل ظواهر الشر في العالم لأن وجود الشر يتعارض مع صفات الله وخصوصا صفة العدل.
    وقد غير القرآن وجهة نظر د. جيفري عن الحياة عند قراءته للقرآن (المترجم)، في قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، لفت نظره استخدام القرآن لفظة "خليفة"، وكان جواب الله للملائكة (اني اعلم ما لا تعلمون). فالأمر في الظاهر ان الله لم يستخلف الانسان في الأرض ليقوم بدور إيجابي حسب كلام الملائكة، فلماذا تجعل الإنسان قادرا على أن يفسد في الأرض ويسفك الدماء. إنهم يسألون واحد من أكثر الأسئلة الأساسية ذات الأهمية في تاريخ الأديان قاطبة، لماذا يخلق الله مخلوقا لديه القدرة على التمرد على إرادة الله وفعل الشرور، في حين انه يستطيع أن يجعله مثل الملائكة؟
    نظر المحاضر إلى هذا السؤال وقال انه سؤالي! وإجابه القرآن بقوله (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) أي جعله مخلوقا قادرا على التفكير والتعلم، وقد تعلم آدم أكبر موهبة منحها الله للإنسان ألا وهي اللغة. فكأن الله يجيب سؤال الملائكة واعتراضهم على خلق الانسان، بأنهم أغفلوا قدرات آدم العقلية وقدرته على التعلم، وكذلك أبدت الملائكة ان البشر (الخليفة) لديهم القدرة على فعل الشر، ولكنهم كتموا وأخفوا ان البشر يمكنهم عمل الخير أيضا.
    بالمقارنة نجد أن اعتراض الملائكة على جعل خليفة في الأرض هو عين ما يفعله الملحدون، فهم نظروا وأظهروا وجها واحدا من طبيعة البشر (الشر). وأغفلوا قدرته على فعل الخير،
    ثم تكلمت الآية التالية عن سجود الملائكة لآدم ورفض ابليس للأمر. وسجود الملائكة قد يعني الطلب منهم خدمة هذا الانسان من أجل نموه وتزكيته، أما الشياطين فسيقومون بدفعه بالاتجاه المعاكس، والله يسمح ويأذن لمؤثرات الخير والشر أن تأتيه وعليه أن ينتبه للخطأ والصواب عند اتخاذ القرارات وهذا يعني أن البشر سيكونون كائنات أخلاقية وسيختارون بين الخير والشر، وستتزكى هذه الكائنات وستنتقل الى الدار الأخرة بالنفس الزكية. ومن معاني نفخ الله للروح في الانسان وجود الضمير والأخلاق لدى هذا الإنسان واوجدت فيه بعض الصفات المشتركة مع الله.
    ثم الآية التي تليها تتحدث عن إسكان آدم وزوجه الجنة واخبارهما بمنعهما من الأكل من الشجرة وسيغويهما الشيطان بالوسوسة للاكل من الشجرة لأنها شجرة الخلد. فالله تعالى قد اختار آدم ليكون خليفة في الأرض، وأما إسكانه الجنة فكانت فترة اختبار تمهيدية لينمو ويدرك كيف يكون كائنا أخلاقيا مختارا حين ينزل إلى الأرض، وعلامة قدرته على الاختيار تكون عند اتخاذ آدم لأول قرار مستقل في الجنة، وعندها يصبح جاهزا ليقوم بمهمته في الأرض باتباع هدى الله.
    إذن النتيجة هي أن هناك معادلة بشرية فيها مجموعة من العوامل تشكل تصوير الحياة وهي: العقل والاختيار والابتلاء. فالانسان كائن لديه قدرات عقلية، وهو كائن أخلاقي مختار، وهناك ابتلاء وألم سيواجهه في الحياة الدنيا، فبيئة الارض صنعت لهذه المعاناة والابتلاء والمصاعب والمكابدة.
    ولكن الملحدين يجدون صعوبة في تقبل هذه القضايا في العقائد الدينية. لأنها تثير لديهم الأسئلة التالية:
    لماذا وجد العقل أن كان سينحرف بنا عن الايمان بوجود الله؟
    لماذا هناك حرية اختيار إن كنا سنختار المعصية؟ لمَ لمْ يجعلنا الله ملائكة؟
    لماذا نعاني على الأرض، لمَ لمْ يدخلنا الله الجنة مباشرة؟
    هنا يجيب القرآن ويخبرنا بأن هذه العوامل تقوم بالدور الرئيسي في الوصول للايمان، وهناك أيضا الهداية الربانية والمغفرة ووسوسة الشيطان وايعاز الملائكة كلها أمور ذكرها القرآن. ولكن ما الرابط بين هذه العوامل الثلاثة لوجود الانسان على الأرض، ولماذا ينبغي أن نمر بها لندخل الجنة؟ وما الهدف من التزكي؟ والجواب هو أن الحياة مرحلة من مراحل خلقنا، فرحم الأم كان مرحلة لنمونا الجسدي، والحياة الدنيا مرحلة لنمو النفس والشخصية، هذه النفس المتزكية هي التي نأخذها إلى الحياة الآخرة، فنحن ننتقل من مرحلة إلى مرحلة من الرحم إلى الحياة الدنيا ثم إلى الدار الآخرة.
    يتبع بمشيئة الله
  18. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    السلام عليكم ورحمة الله
    وكل عام وأنتم بخير وعيد أضحى مبارك
    قبيل العيد اطلعت على محاضرة قيمة لعالم رياضيات امريكي واسمه جيفري أو جعفر لانج، وقد كان في السابق ملحدا وبعد أن قرأ القرآن الكريم قام بترك الإلحاد وأسلم، لأن القرآن -جسب كلامه هو- أجابه اجابات شافية على كل تساؤلاته التي ادت إلى الحاده وهو شاب صغير
    وقد قمت بتلخيص محاضرته القيمة بعنوات "الهدف من الحياة " التي القاها في امريكا بتاريخ 3/2/2015
    ورابط المحاضرة : https://www.youtube.com/watch?v=hx3OTwlmbRU
  19. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في تساؤل من ملتزم جديد يريد اجوبه تفصيلية لماذا خلقنا الله ؟   
    مقال : لماذا خلقنا الله؟ - الدكتور مصطفى محمود
    و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق. خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل.
    خلق الله الدنيا لتنكشف الحقائق على ما هي عليه. و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره. ثم ليعرف الأبرار خالقهم وربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه. ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، وعالم الملكوت والجبروت والغيب.
    ويصدق أيضا الكلام الذي يقول.. إن الله خلقنا ليعطينا. فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا.
    إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية. ولينتفي الإعتراض. فمعرفة النفوس لحقائقها.. و معرفة الإنسان لخالقه هي الحكمة من خلق الدنيا. و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم. ( الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )الملك
    وعلامة أهل الله هي عرفانهم لربهم من قبل لقائه. أن يعرفوه في هذه الدنيا. و أن يشهدوا الدنيا دالة عليه. وكلام القرآن بأن الله خلقنا لنعبده هو كلام يشتمل على كل هذه المعاني السالفة في باطنه. و حينما تقول الآيات. (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ) الذاريات، فإنها تعني بداهة معرفة الله لأنه لا عبادة بلا معرفة. والمعنى أنه خلقنا لنعرفه، فإذا عرفناه عبدناه. وإذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، و تفاضل إيماننا و إنكارنا، وتفاضلت منازلنا. و بالتالي تفاضلت استحقاقاتنا حسب ما نتعرض له من امتحانات في الدنيا. و بالتالي تفاضل العطاء من المعطي
    و كنه المراد لا يعلمه أحد. و السؤال يقال على وجه الإجمال. ومجال التأمل هو في الحكمة العامة للخلق و للدنيا. أما السؤال تفصيلا عن خلق هذا و خلق ذاك، فهو أمر غيبي. و هو في العمى لا يعلمه أحد.
    https://hrdiscussion.com/hr497.html
  20. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    السلام عليكم ورحمة الله
    بعد النقاش مع بعض الإخوة ومراجعة الموضوع (لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟) حول المذكور أعلاه بعنوان "أخذ العبرة والعظة من هذه السنة الربانية"، تبين لنا أن هناك استخلاصات عامة لا تستفاد مباشرة من هذه السن الربانية وهي أمور ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع، وبالتالي وحتى يتم ضبط الموضوع فكريا وأصوليا تمت المراجعة والتعديل للخلاصة والعبر المستفادة منه كما يلي:
    1.       سنة عاقبة إخراج النبي من بلده هي سنة ربانية خاصة بالانبياء ولا تنطبق على باقي البشر (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا) الإسراء.
    2.       الفعل البشري من طرف قريش بأخراج الرسول من بلده مكة (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا) يفعّل ويحرك السنة الربانية التي بنتج عنها العاقبة الموعودة (إِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) وليس الإهلاك التام كما هي سنة الله في الأقوام السابقة
    3.       السنن الربانية لا تتبدل ولا تتحول وهي واقعة لا محالة وحتما (وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77))، ولكن موعد استحقاق السنة الربانية غير محدد ولكنه قريب (إِلَّا قَلِيلًا).
    4.       الفعل البشري فيه طرفان : طرف قريش الظالمة والطرف الثاني رسول الله عليه السلام،
    فقريش أخرجت الرسول بالإكراه والمكر والتآمر مع سبق الإصرار، والرسول عليه السلام مكث في مكة ولم يخرج منها، مع أن الله جعل له مدخل صدق إلى يثرب وأهل نصرة أعطوه السلطان في الآيات التي تليها من سورة الإسراء (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80))، فالرسول عليه السلام لم يهاجر بنفسه بالرغم من النصرة والسلطان أي مع توفر داعي الهجرة ولكنه لم يستعجل الخروج من مخرج الصدق، وطلب من أصحابه الهجرة وانتظر هو في مكة، وهذا كان له الدور الحاسم في أن تحق على قريش السنة الربانية وأن تعمل عملها فيهم، فلو خرج الرسول من مكة بعد أخذ النصرة بارادته واختياره ولم يمكث فيها صابرا، لما حقت على قريش هذه السنة لأنها تفعل وتنتج العاقبة بعد قيام الفاعل بالعمل وهو الإخراج وكذلك قيام الرسول عليه السلام بالعمل المطلوب منه وهو الصبر والثبات والبقاء في بلده بانتظار اخراجهم إياه.
    أما هذه الخلاصة المذكورة أعلاه:
    فهي ليست في محلها تماما ولا تستفاد من هذه النصوص
     العبر المستفادة:
    أما العبرة الصحيحة فهي أن علينا مراعاة السنن الربانية التي وضعها الله في الأقوام، اقتداء بفعل الرسول عليه السلام في مراعاة السنن الربانية والأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف.
    ومراعاة السنن الربانية تكون بمعرفتها وتفعيلها من خلال قيامنا بالأفعال السببية اللازمة من طرفنا لتفعيل هذه السنة من مثل الصبر والثبات وعدم الاستعجال، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عدم انطباق السنة الربانية على الطرف المنافس أو العدو، فيجب علينا الانتظار ريثما يكتمل إجرام وظلم العدو حتى تعمل سنة الله فيه بشكل كامل وتام
    فإلى جانب الالتزام بالأحكام الشرعية عموما وأحكام طريقة الرسول خصوصا للوصول إلى إقامة الخلافة، يجب علينا ادراك سنن الله في المجتمعات والدول ومراعاتها في افعالنا كجماعة مسلمة، وأن اهمالها بعدم معرفتها بالبحث والتمحيص أو بمعرفتها وعدم الالتزام بمقتضياتها يؤديان إلى التقصير في الأخذ بأسباب النجاح، أو تأخير الوصول إلى الأهداف.
    وسنن الله هي قوانين ثابتة لا تتبدل ولا تتحول ولا تنخرق إلا بمعجزة، والواجب علينا تجاهها هو معرفتها بإحسان والعمل بمقتضياتها بإحسان، تحت قاعدة لزوم الأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف، وإن عدم الأخذ بالأسباب قد يعيق العمل ويؤخره وقد يؤدي إلى الفشل والاخفاق حسب نوع التقصير، فيما إذا كان المطلوب شرطا لازما أو هو شرط افضلية وتكميل، أو كان المطلوب إزالة سبب معيق أو التغلب على سبب مانع.
    والله الموفق وعليه التكلان
  21. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    أخذ العبرة والعظة من هذه السنة الربانية:
    وهنا العبرة المستفادة أن سنن الله تحل بعد قيام الناس بافعال معينة مع التزام اصحاب الحق بما أمرهم الله به وصبرهم وعدم استعجالهم، فالرسول صبر على أذى قريش ولم يخرج من بلده مستعجلا أخذا الحكم في المدينة المنورة رغم بيعة العقبة الكبرى مع الأنصار، ولكنه انتظر أمر الله ووحيه للخروج من مكة وهو حصل عندما تآمرت عليه قريش وأخرجته، فحقت عليهم سنة الله بعدم لبثهم بعده إلا قليلا، فنصره الله عليهم فانتهت قريش المشركة وتحولت بعدها إلى أمة جديدة مؤمنه بالله وبرسول الله الذي أخرجته
    ونحن كمسلمين -وكحملة دعوة في حزب التحرير- هذه الأيام علينا الالتزام بأمر الله في سعينا لإقامة الخلافة وايجاد حكم الله في الأرض، والسير وفق طريقة الرسول عليه السلام وعدم الانحراف عنها قيد انملة، وكذلك عدم الاستعجال بقطف الثمار والوصول للحكم بحرق المراحل أو تجاوز احكام الطريقة، لأن عاقبة ذلك ستكون عقوبة من الله لنا أو للأمة بسبب تعجلنا، فعلينا بالصبر والالتزام حتى يأتي أمر الله في موعده وميقاته المضروب، والذي أخفاه الله عنا ولكن وعد الله حق وسيأتي النصر والاستخلاف والتمكين في الموعد الذي يريده الله تعالى وكتبه عنده.
    يقول الله تعالى في سورة النور (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
    فاللهم عجل بالنصر والفرج والتمكين لأمة محمد واستخلف الصالحين منهم يا رب العالمين، فانت الناصر وأنت المعين ولا إله غيرك، ولكل أجل كتاب، واجعلنا اللهم من الصابرين على أمرك ولا تجعلنا من المتعجلين المخالفين لأوامرك.
    اللهم آمين
  22. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    ثانيا: قصة تعجل سيدنا موسى في لقاء ربه وترك بني اسرائيل خلفه
    يقول الله تعالى في سورة الاعراف: (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) ... وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ)
    أما في سورة طه فيقول: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا )
    فسيدنا موسى عليه السلام استعجل لقاء الله قبل الميقات أو الموعد المضروب في طور سيناء، وكان الموعد بعد 30 ليلة ثم اتمها الله باربعين ليلة، ولكن موسى عليه السلام ترك قومه واستعجل لقاء الله حتى يرضى الله عنه، وهذا الاستعجال من سيدنا موسى وإن كان ارضاء لله كما ظن موسى، ولكن الله عاقبه في قومه ففتنهم وعبدوا العجل وكادوا يفتكون باخيه نبي الله هارون عليه السلام، ولما أخبره الله بما حل بقومه رجع اليهم والقى الألواح التي كتبها الله له لأنه كان غضبان أسفا بما فعل قومه من بعده
    وهذه القصة وإن كانت اسعجالا من موسى عليه السلام لإرضاء الله، ولكن الاستعجال أيا كان سببه وعدم الصبر سواء في الخير أو الشر له عقوبة من الله لأنبيائه، فموسى استعجل في الخير ليرضي الله ولكن الله عاقبه في فتنة قومه بعبادة العجل، ويونس عليه السلام استعجل في الشر -أي قبل حلول العقوبة بقومه- ولم ينتظر الميقات، ولكنهم آمنوا قبل حلول الموعد فنفعهم الله بايمانهم ورفع عنهم العقوبة والعذاب، ولكن يونس عليه السلام بسبب استعجاله لم يصبر حتى يرى ايمانهم وانما خرج كالعبد الهارب (الآبق) فعاقبه الله في البحر والحوت ثم غفر له وعاد إلى قومه بعد ايمانهم.
    يتبع بمشيئة الله
  23. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    أولا: قصة استعجال سيدنا يونس في الخروج من بلده قبل موعد الإهلاك
    أما يونس عليه السلام فقد بعثه الله إلى أهل نينوى في العراق ولما لم يؤمن به قومه وعدهم بالإهلاك ولكنه خرج من بينهم قبل حلول الميقات المعلوم، واستعجل وذهب مغاضبا على قومه فسماه الله أنه آبق، أي فعل مثل فعل العبد الآبق وهي هنا استعارة تمثيلية ، شبّهت حالة خروجه من البلد الذي كلّفه ربه فيه بالرسالة تباعداً من كلفة ربه بإباق العبد من سيده الذي كلّفه عملاً .
    يقول الله تعالى في سورة الصافات: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ۞ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148)
    وفي سورة الأنبياء (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
    ومعنى ظن أن لن نقدر عليه كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (ظنّ أن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه إذ غضب عليهم ، وفراره وعقوبته أخذ النون إياه.)
    ويقول في سورة يونس: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98)
    فاستعجال نبي الله يونس عليه السلام وعدم صبره بانتظار الموعد فعاقبه الله بالالقاء من الفلك المشحون في اليم والتقام الحوت له ثم نجاه الله تعالى بدعائه واستغفاره من ذنبه وظلمه.
    يتبع باذن الله
  24. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    السلام عليكم ورحمة الله
    في قصة هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام عبر كثيرة وقد ذكرنا سابقا انتظاره وعدم تعجله في الهجرة، وكان عاقبة إخراج قريش للرسول عليه السلام أن حلت بهم عقوبة ربانية وهي سنة الله في الأنبياء من قبل محمد عليه السلام، وهذه العقوبة هي عدم لبثهم خلافه إلا قليلا -وهي مدة 8 سنوات حتى فتح مكة- وبذلك انتهت قريش وحضارة الشرك التي حاربت الرسول وأخرجته من بلده مكة، ثم ولدت أمة جديدة هي أمة قريش المسلمة المؤمنة بالله وبالرسول,
    فكان جزاء الرسول عليه السلام نصر الله له وفتح مكة بلده الذي أخرج منه لأنه انتظر وصبر ولم يتعجل، ولو أنه تعجل ولم يصبر حتى يخرجه قومه لما حلت العقوبة السريعة بأهل مكة، فرسولنا عليه الصلاة والسلام هو نعم الملتزم بأمر الله ولذلك نصره الله وأيده.
    ولو نظرنا في سير الأنبياء من قبل الرسول عليه السلام لوجدنا مثالين على أنبياء تعجلوا فكانت عاقبة عجلتهم عقوبة من الله لحقت بهم لأنهم لم يصبروا واستعجلوا وهذان النبيان هما يونس وموسى عليهما السلام.
    وهكذا هي قصص الأنبياء تثبت قلب الرسول عليه الصلاة والسلام وتعطيه نماذج وقدوات مما حصل مع إخوانه الأنبياء كما يسير على ما ساروا عليه في أعمالهم الصالحة وأن يتجنب ما وقعوا فيه من تقصير أو استعجال.
     
  25. Like
    أبو مالك اعطي نقاط سنعه للعضو يوسف الساريسي في لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟   
    بسم الله الرحمن الرحيم
    نحو فهم سنن الله:
    لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟
     
    بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، والتي تكون بها أول مجتمع مسلم وأول دولة اسلامية على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام خطر ببالي سؤال.
    والسؤال هو: لماذا انتظر رسول الله عليه السلام في مكة ولم يهاجر بعد بيعة العقبة الكبرى (بيعة الحرب) وبعد أن أخذ النصرة من اهل المدينة، فلم يخرج الرسول من مكة مع أنه أمر جميع صحابته في مكة بالهجرة إلى المدينة؟ وما هي العبرة من انتظاره عليه السلام حتى يتآمر عليه أهل قريش ويقرروا قتله ثم يخرج من بيته وهو محاصر، ويظهر وكأنه طرد وهاجر هروبا من قتل قريش له، مع أنه كان بامكانه الخروج كما خرج اصحابه، خصوصا وأن أهل المدينة من الأنصار كانوا بانتظار هجرته اليهم بناء على ما تعاقدوا عليه في بيعة النصرة في شهر ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ولكنه بقي في مكة إلى شهر ربيع الأول.
    وقد استأذنه أبو بكر رضي الله عنه بالهجرة وحده، فأمره بالمكوث لعل الله يجعل له صاحبا، وأبو بكر رضي الله عنه كان قد جهز لرسول الله عليه السلام ناقتين بعد بيعة النصرة مباشرة وسمنهما خصيصا للهجرة ثم استأجر دليلا من بني الديلم هاديا خريتا اي محترفا في معرفة الطرق، وكانت خطته في الأخذ بالأسباب للوصول بسلامة الله إلى المدينة محكمة، وتعلمنا منها كيفية التخطيط والأخذ بالأسباب.
    ومع ذلك فلم يهاجر الرسول وكان بانتظار الإذن له من الوحي. أي أن كل الأمور كانت جاهزة لهجرته لإقامة دولة الإسلام في المدينة، وكذلك خطة الهجرة وأسبابها كانت جاهزة، وكان الشيء الوحيد الناقص هو موعد الخروج، فلماذا الانتظار من قبل الوحي ورسول الوحي على قريش حتى تكتمل مؤامرتها وليحصل الاتفاق بين كل قبائلها على قتله واختيار شاب شجاع من كل قبيلة حتى يتم توزيع دمه بين القبائل ولا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه؟
    وفعلا هذا السؤال كان يحيرني ولا أجد له جوابا شافيا، وتفكرت في الأمر قريبا، فخطر ببالي أمرين:
    الأول: هو قول ورقة بن نوفل لرسول الله ولخديجة بعد أن نزل عليه الوحي أن ما جاء نبي بمثل ما أتى به إلا وأخرجه قومه، فكان لا بد لقربش من إخراجه، فهذا هو دأب الأقوام السابقة مع انبيائها
    الثاني: قول الله تعالى في سورة الإسراء: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)) وهذه السورة مكية ونزلت قبيل الهجرة وهي تحدد سنة ربانية أي قانونا سببيا تربط فعلا بشريا بعاقبة ربانية هي عقوبة على هذا الفعل، وهذه السنة أن أخراج قريش للرسول من أرض مكة ستكون عاقبتها أن أهل مكة لن يلبثوا بعده إلا قليلا، وعدم اللبث في الآية هنا لا يعني بالضرورة الإهلاك كما هي سنة الله في الأقوام السابقة، ولكن هي نصر الله له عليهم وانتهاء دينهم وحضارتهم وتحولها إلى أمة أخرى.
    وإذا ربطنا تأخر رسول الله في الهجرة من مكة إلى المدينة بعد بيعة النصرة وتأخر ذهابه لأقامة حكم الإسلام وايجاد المجتمع المسلم، نجد أنه لا فائدة من التأخير إلا شيء واحد فقط، ألا وهو أن تحق عليهم سنة الله بأن لا يلبثوا خلافه بعد إخراجه إلا قليلا، ولن تجد لهذه السنة الربانية تحويلا بل ستنطبق عليهم إذا قاموا بالمكر به لإخراجه، يقول الله تعالى في سورة الأنفال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)  ويقول في سورة التوبة: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)
    ولعل العبرة كما نراها في الآيات أعلاه هي أن أهل قريش يمكرون برسول الله لحبسه أو قتله أو إخراجه ولكن الله هو خير الماكرين، فالله قد نصر رسوله بعد أن أخرجه قومه من مكة أثناء الهجرة عندما وصلوا إليه في غار ثور بهدف قتله، وبما أن قريش كانت مصرة على إخراجه بالمكر والمؤامرة مع سبق الإصرار ودون تردد، فكانت عاقبة هذا الأمر وهذا الفعل هو انطباق سنة الله عليهم وهي أنهم لن يلبثوا خلافه إلا قليلا، أي أن عاقبة هذا الفعل الماكر ستكون بعذاب من الله لهم، وهذا العذاب ليس هو اهلاكهم مع أنهم يستحقون ذلك، لأن الله قد نسخ الإهلاك ببعثة رسول الله عليه السلام بقوله في سورة الأنفال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ)
    ولكن عذابهم كان انتصار رسول الله عليه الصلاة والسلام عليهم بعد بضع سنوات قليلة (8 سنوات) وتم له فتح مكة وتحويلها من الشرك إلى الايمان، فانتهت بفتح مكة أمة قريش المشركة وبدأت مرحلة جديدة وهي أمة قريش المسلمة بقيادة رسول الله، فأعز الله رسوله ونصره على كفر وشرك قريش، ثم انتهت قريش المشركة ولم يلبث أهل مكة بعد إخراجهم رسولهم إلا قليلا، وتحولت إلى الإسلام وضمت إلى دار الإسلام ودولته، وبدأ تاريخ وعهد جديد للاسلام في قريش.
    فلو هاجر رسول الله وخرج من مكة بمشيئته ودون أن يجبره قومه على الخروج منها، لما حقّت عليهم سنة الله بأن يعذبهم بنصره عليهم وعدم لبثهم خلافه إلا قليلا، فقد ينصره الله عليهم بعد سنين طويلة أو ينصر المسلمين عليهم في خلافة ابي بكر أو عمر، انظروا وتفكروا فيما لو التزمت قريش بصلح الحديبية عشر سنوات –بعد السنة السادسة للهجرة- فما الذي كان سيحصل؟ لكن اصرار الرسول عليه السلام على عدم الخروج والهجرة إلا بعد إخراجهم له، هو ما نتج عنه فتح مكة ونصره عليهم في بضع سنوات، فانطبقت بذلك سنة الله وقانونه البشري عليهم، فالسبب ينتج ويؤدي إلى المسبب، والفعل البشري يفعِّل السنة الربانية التي تنتج العاقبة الموعودة.
    وخلاصة الأمر أن رسول الله لم يخرج من مكة هاربا من مكر قريش به لقتله، بل خرج منها بعد تآمرهم عليه لقتله أو إخراجه، لتنطبق ولتحق عليهم سنة الله بنصره عليهم وإهلاكهم، وهو ليس مثل إهلاك الأقوام السابقة بالتدمير التام بل بأن يتحولوا جميعا من دينهم وحضارتهم المشركة التي يصرون على التشبث بها إلى دين وحضارة الرسول الذي أخرجوه، أي تمت هزيمة دين الشرك ونصرة دين الإسلام، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا.
    اللهم عجل لنا بنصرك وفرجك وتمكين هذه الأمة في دولة اسلامية راشدة على منهاج النبوة وأن ييسر لهذه الدعوة انصارا جددا يقيمون الخلافة.
    ولكم تحياتي
×
×
  • اضف...