السلام عليكم أيها الأحبة والأعزة ، وبارك الله فيكم جميعا ، وتقبل الله صيامكم وقيامكم . أما أنت يا أخي " ابن الصديق " فبارك الله لك في ابنتك وجعلها الله من الصالحات المقتديات بنساء النبي – صلى الله عليه وسلم – وبلغها سلامي الخاص بها وقل لها بارك الله بارك لك في والديك وجزاهما الله خير الجزاء على تربيتهما لك ، واعلمي يا بنيتي أن الإسلام جعل فيكن الخير والبركة ، فأنتن لكن الفضل على الرجال ، فلو لم تكن لي أما أنجبتني ما كنت لأكون في هذه الحياة بإذن الله ، ولو قلّ عدد النساء لانقرض الإنسان . فالرجل مدين للمرأة التي أنجبته وربته ورعته حتى صار رجلا ، فكيف له بعد هذا الفضل أن يرتفع عن المرأة التي كانت وراء وجوده بفضل الله ومنته على عباده . واعلمي يا بنيتي أن المرأة هي وعاء الحياة والمدرسة الأولى التي تحتضن الإنسان ـ تحمله في أحشائها ثم تضعه وتسهر عليه في حجرها إلى أن تسلمه لامرأة أخرى لتكمل معه النصيب المتبقي من حياته ، أي ينتقل من اليد الحاضنة المربية إلى يد امرأة ربة بيته وأم أولاده . أوَ ليس هذا شرف من الله خصكن به دون الرجال ؟ فاشكريه يا بنيتي واعبديه على ما أنعم به عليكن ولا تسمعي لما ينعق به الناعقون الحاقدون على الإسلام . وفي الختام لك مني ألف قبلة على رأسك يا ابنة الأشراف . والسلام عليكم أخوكم " ابن خلدون "