اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

سيد الشهداء

الأعضاء
  • Posts

    14
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

سيد الشهداء's Achievements

  1. السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك أخي الكريم عماد
  2. السلم عليكم، جزاك الله خيرا. قوله رحمه الله : والقرآن إنما تحداهم لما قالوا إنه افتراه ولم يتحدهم ابتداء... يدل على أن التحدي لم يكن جزءا من المعجزة (أي القرآن الكريم)، ولكن عندما قالوا إنه افتراه تحداهم أن يأتوا بمثله، ولو لم يقولوا ذلك لما تحداهم. أي أن القرآن كان معجزة قبل توفر شرط التحدي (بناء على كلامه) أما الاختلاف في المصطلح لفظه وتسميته، فذلك موضوع مختلف تماما، والله أعلم.
  3. أخي الكريم عماد بارك الله فيك، إن الإتيان بخبر الغيب في عصرنا هذا يعتبر خارقا للعادة، والطيران (بلا طائرة أو ما شابهها) خارق للعادة، وإبراء الأعمى (دون عمليات جراحية) خارق للعادة، فالعادة في الكون ثابتة لا تتغير، وإلا لقيل أن الأنبياء كانوا عباقرة وخدعوا قومهم بهذه الخوارق، واكتشفنا اليوم أنهم لم يخرقوا شيئا من العادة! فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بالغيب فأصاب في كل مرة، أليس هذا خارق للعادة دال على صدق النبوة؟ ولكنه لم يتحد به أما عمن أنكر التحدي فسأنقل لك ما لفت نظري من قول ابن تيمية رحمه الله: مع أن المثل الذي ضربه في سيدنا موسى عليه السلام لا يصح لأنه تحدى السحرة فعلا أن يثبتوا أن ما جاء به السحر: { فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ ( 76 ) قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ( 77 ) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ( 78 ) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ( 80 ) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ( 81 )} - سورة يونس إلا أنه لا بد من وجود إجابة لباقي ما طرحه وجزاك الله خيرا
  4. أخي عماد بارك الله فيك، أولا: قلت إن من العلماء من اعترض على التحدي وكونه شرطا من شروط الإعجاز، ولم أقل أن أحدا قال بالإعجاز الغيبي. ثانيا: إن جواب سؤالك يتوقف على معنى "أعجزه"، هل التحدي شرط أم ليس بشرط؟
  5. أخي الكريم بارك الله فيك أعد قراءة السؤال يرحمك الله، لم أنكر الإعجاز البياني قط، ولكنني أتساءل عن جواز اعتبار إخبار الغيب من الإعجاز أيضا إضافة إلى البيان. بارك الله فيك أخي إن التواتر من الخبر الصادق، والخبر الصادق من طرق الوصول إلى العلم القطعي، ويساوي بذلك الإحساس والمحسوس. لكن هذا موضوع آخر أرجو ألا نتطرق له فنتشعب أخي الكريم عماد بارك الله فيك وجزاك خيرا إن من يدخل الإسلام يؤمن بكل ما جاء في القرآن من عقيدة وأحكام وهذا أمر مسلم به لكن البحث يدور حول من لم يدخل الإسلام بعد، وجاء النبي عليه السلام بأخبار من الغيب فصدقت إن هذا أمر خارق للعادة يدل على صدق النبي، لكنه لم يتحد به قومه وهنا المعضلة أخي الكريم فكما تفضل الأخ الساريسي، فإن علماء المسلمين عرفوا المعجزة بهذه الشروط، ولسنا بالمجتهدين لنغيره لكنني تعجبت عندما وجدت اعتراضا على هذا الشرط من علماء آخرين، فقالوا إن إخبار الغيب معجزة، وخروج الماء من أصابع النبي معجزة... فإن كان الطرف الثاني مخطئا، لا بد لمعرفة ذلك من معرفة حجة الطرف الأول. لم يفلح بحثي بإيجاد هذه الحجة، وهي ما أتساءل عنه. (أما بالنسبة للإعجاز العلمي فما أوردته إلا لأن الحجة التي وجدتها، وهي كون السنة غير معجزة، استخدمت في نفي الغيبي والعلمي معا، فالنقاش كان حول الحجة وليس حول الإعجاز العلمي بذاته، فالإعجاز العلمي ظني ولا يمكن بناء العقيدة عليه)
  6. جزاكما الله خيرا أخي عماد النبهاني، الإخبار بالغيب وحصول العلم بالشيء قبل وقوعه أمران مترادفان على حد فهمي، وروي الإخبار بالغيب بالتواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف يخاطر النبي عليه السلام بالرسالة ويخبر غيبا إن لم يكن حقا متيقنا بالوحي أنه سيحصل؟ أما المدعين بالنبوة فيصيبون ويخطئون أليس هذا خرق للعادة؟ وأما الإنجيل والتوراة فليس فيها ما روي بالتواتر من إخبار للغيب إلا "ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، والنصارى ينكرون وجود ذلك في إنجيلهم... أخي توفيق، كيف تثبت أن القرآن كلام الله تعالى؟ فالقرآن يتلى عليك، ولكن من يحكم لك أنه أفصح من أن يكون كلام بشر إلا ما روي بالتواتر عن عجز أهل الفصاحة والبيان على الإتيان بمثله؟ أعرب اليوم يثبتونه وهم بالكاد ينطقون بها؟
  7. بارك الله فيكم جميعا أرى أن الموضوع قد تشعب كثيرا، وأعزو ذلك إلى تأخري في الرد معتذرا نعود للسؤال الأصلي أخي الكريم عماد، بارك الله فيك في كلام حضرتك: "اخبار الغيب لا يمكن الوقوف عليها فكيف يتحدى بها فهى بالنسبه للاقوام السابقه ليست معجزه" في ذلك افتراض أن المعجزة تشترط التحدي، ولكننا لم نثبت ذلك بعد "فعندما تقول لعالم اكتشف امرا ما ان محمد اخبر بهذا قبل 1400 عام فهذا دليل على نبوته فرد عليك ها انا علمت كما علم محمد الا ان محمد سبقني اليها بطريقة ما.... فماذا تستجيبه ؟" أنت علمت الأمر بعد وقوعه، ومحمد عليه السلام علمه وأخبر به قبل وقوعه وذلك ثابت في التواتر، فكيف ينفي ذلك الإخبار بالغيب كأمر خارق للعادة؟ أخي الكريم الساريسي، بارك الله فيك بداية، لدي بعض الاستفسارات بالنسبة للكرامات، ولكن اسمح لي أن أؤجلها لموضوع آخر بإذن الله حتى لا يتشعب الموضوع الحالي. ما زال اللبس قائما لدي: لو جاء أحدهم وسألك لماذا تؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت له أن القرآن أخبر بانتصار الروم قبل أن يحدث، وأخبر بأن أبا لهب في النار، وكذا الوليد بن المغيرة ولم يسلما بعد ذلك... وذلك مروي بالتواتر (وعجزُ العرب أهل الفصاحة والبيان عن الإتيان بمثل القرآن روي بالتواتر أيضا )... ألا يكون ذلك دليلا على صدق النبوة؟ فلماذا لا يقتصر تعريف المعجزة الاصطلاحي على ذلك فلا يضاف التحدي، وقد قال بهذا علماء كابن تيمية رحمه الله وغيره... فذلك بالنسبة لمن يسألك دليل كاف على صدق نبوة النبي عليه السلام، ففي زماننا هذا يعتبر دليلا، وفي زمن النبي عليه السلام (قبل تحقق خبر الغيب) كان وما زال بيان القرآن دليلا آخر...
  8. السلام عليكم بارك الله فيك أخي عماد وجزاك خيرا قد تكون المعجزة مما برع به قوم النبي، فلو بعث موسى عليه السلام على قوم يجهلون السحر وقدم معجزته لما علمنا هل كان ما قدمه سحرا خدع به أعين الناس أم كان آية من آيات الله تدل على نبوته. ولكن ذلك لا ينطبق على كل خوارق العادات: فلو نظرنا إلى خروج الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، ألا يدرك أي إنسان أن ذلك أمر خارق للعادة دون أن يبرع في شيء معين؟ هذا المثال ليس مما برع به القوم، ولكننا نستطيع أن نعلم أن ما قدمه من ظاهرة خارقة للعادة كان آية دالة على نبوته فما الحاجة إلى التحدي فيما برع فيه القوم في هذا المثال إن كانت هذه الظاهرة تكفي للدلالة على النبوة؟ وينطبق الأمر ذاته على إخبار الغيب، ألا يدرك الإنسان أن إخبار الغيب صحيحا في كل مرة أمر خارق للعادة دون أن يبرع بشيء معين يُتحدى به؟ وجزاكم الله خيرا
  9. أخي الساريسي، بارك الله فيك وجزاك كل خير 1. لماذا يعتبر "التحدي بين النبي وقومه" شرطا من شروط المعجزة مع أن إسقاط هذا الشرط يبقي الأمر الذي يأتي به النبي دليلا على صدق نبوته ويعجز غيره عن الإتيان بمثله؟ 2. الفرق بين صدق ما أخبر عنه النبي من الغيب وما أخبر عنه المنجمون، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أصاب في كل مرة، وأن المنجمين يصيبون ويخطئون، فالنبي لم يصب في أمر أو أمرين فحسب، بل في الأمور كلها فيما ورد بالتواتر، ألا يكون ذلك خارقا للعادة؟
  10. أخي الكريم حامل العقاب، بارك الله فيك وجزاك كل خير أحب بداية أن أنبه أن بعضا مما تفضل به الدكتور خالد في الحلقات الخمس، وأخص الخامسة بالذكر، تريد إعادة النظر، فكلنا نعلم أن حديث الآحاد لا يفيد الإيمان وإنما الفعل، كما ونعلم أن الشرائع ليس شرطا أن تطابق العقل، فلا نصل للحكم الشرعي بالعقل، ولا ننكر حديثا أو نهاجمه لأن متنه ينافي العقل! على أي حال، ما هذا إلا تنبيه... واعذرني لكني السؤال لم يجاوب بعد. اسمح لي أن أذكر ما أعرفه: إن حجة من يقولون بالإعجاز العلمي (وهو رد على ما قاله د.خالد) هي: إن المفسرين الأوائل قد يخطئون، فقد كان تفسيرهم محدودا بعلمهم القديم، كتفسير النطفة بالماء والعلقة بالدم الغليظ أما الآن ومع هذه الاكتشافات يتغير التفسير مع توسع علمنا وهذا كلام سليم إن كان التفسير مبنيا على فهم الآيات ومعانيها باللغة العربية دون تأويلات لا علاقة لها بالآية في الأساس لكن يبقى التفسير مهما بلغ من الدقة ظنيا ، والعلم الحديث ظني كذلك (وإن كانت هنالك حقائق علمية "ككروية الأرض التي رأيناها بأم أعيننا" قطعية، إلا أن تفسير الآية المرتبط بهذه الحقيقة يبقى ظنيا)، فالتفسير اجتهاد بشر، والعلم الحديث اجتهاد بشر. وإن كان "الإعجاز" العلمي مبنيا على ظن فهو ظن أيضا، فكيف يبنى الإيمان على هذا الظن؟ لذلك كان الإعجاز البياني الذي حدث قطعا ونقل إلينا بالتواتر صالحا لبناء العقيدة عليه. وذلك كاف لنفي الإعجاز العلمي في القرآن والله أعلم لكن تبقى الحجة الأخرى التي تنفي الإعجاز الغيبي (والتي استخدمت في نفي الإعجاز العلمي كذلك) ألا وهي إن كان القرآن معجزا فإن السنة معجزة لأنها قد وردت فيها من الأحاديث المتواترة ما يخبر عن الغيب فسؤالي: 1. ما الضير إذا اعتبرت السنة معجزة فكانت دليلا آخر على صدق النبوة؟ فالقرآن فيه معجزات غيبية، والسنة فيها معجزات أخرى كلها تدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم 2. هل من شروط المعجزة التحدي؟ لماذا؟ إن كان كذلك فما القول في "المعجزات" الأخرى للنبي عليه السلام كخروج الماء من بين أصابعه، ألا تعتبر أدلة أخرى على صدق نبوته. وإن لم يكن التحدي شرطا ألا ينبغي أن يكون الإخبار بالغيب في الكتاب والسنة إعجازا؟
  11. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المعلوم أن الله تعالى تحدى العرب، بل وتحدى الإنس والجن جميعا، على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم في فصاحته وبيانه، وأن أهل الفصاحة والبيان وهم عرب قريش وقفوا عاجزين مذهولين أمام هذا القرآن فلم يجرؤوا على أن يحاولوا الإتيان بآية من مثله، تماما كما عجز السحرة أن يأتوا بمثل ما أتى به موسى عليه السلام فخروا ساجدين فالتحدي كان صريحا، وهو الإتيان بمثل هذا القرآن في فصاحته وبيانه، فكان هذا دليل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لكننا نجد في القرآن آيات تخبر عن الغيب، ثم تصدق هذه الآيات بتحقق ما أخبرت عنه. كما نجد من الأحاديث ما يخبر عن الغيب فيتحقق ما ذكر. فحجة من لا يقول بالإعجاز الغيبي للقرآن الكريم أن الإخبار عن الغيب وجد في السنة أيضا، فإذا كان الإخبار عن الغيب معجزة فالسنة معجزة. وكذلك بالنسبة للإعجاز العلمي، إذ وردت في السنة حقائق علمية أيضا، فإن كانت هذه الحقائق معجزة، فالسنة معجزة! والسؤال هو: 1. ما الضير إذا اعتبرت السنة معجزة فكانت دليلا آخر على صدق النبوة؟ فالقرآن فيه معجزات غيبية، والسنة فيها معجزات أخرى كلها تدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم 2. هل من شروط المعجزة التحدي؟ لماذا؟ إن كان كذلك فما القول في "المعجزات" الأخرى للنبي عليه السلام كخروج الماء من بين أصابعه، ألا تعتبر أدلة أخرى على صدق نبوته. وإن لم يكن التحدي شرطا ألا ينبغي أن يكون الإخبار بالغيب في الكتاب والسنة إعجازا؟ وجزاكم الله كل خير
  12. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم الساريسي جزاك الله كل خير وأدامك وعلمك ذخرًا لهذه الأمة بداية، أعتذر بشدة للتأخر في الرد ولكنني شغلت كثيرًا ولم أستطع المشاركة ثم أشكرك أخي الكريم على ردك المفصل والذي بحمد الله كان عونًا لي على فهم الفكرة واستعيباها إن شاء الله أود أن أذكر أن محور اللبس كان يدور حول الفكرة التالية فخلاصة ما فهمته مما تفضلت: أن فهم الواقع يستلزم معلومات لا يمكن أن تلمسها داخل الواقع نفسه، فمهما أجرى المرء من تجارب وشاهد من مَشاهد فهو لن يلمس معناها أو مسمياتها إلا إذا لُقنها تلقينا، لأنها ليست جزءا من الواقع الملموس بحيث يمكن العثور عليها كالعثور على مادة ما، وإنما هي متعلقة به فحسب ولنا في الحديث بقية إن طرأ في ذهني طارئ إن شاء الله وجزاك الله عنا خير الجزاء
  13. تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير حياكم الله أخي الساريسي وجزاكم كل خير وحفظكم لهذه الأمة ما زال لدي لبس في نقطة واحدة، وهي المعنى أو المفهوم أو النموذج الفكري فلو أخذنا المثال الذي تفضلت به: فهو قد أحس بالنار، فتكونت لديه معرفة تمييزية عنها، فمثلا يعرف أنها تضره إن اقترب منها، تماما كما تعلمت الحيونات ذلك ولكنه بالربط الذكي قد يمسك بعصا محترقة ويخيف بها حيوانا ما، فقام بتوظيف معنى الخوف في تطوير سلاح العصا المحترقة... ألا يكون بذلك قد وصل إلى معنى الخوف بناء على معرفته الحسية ثم معرفته التمييزية؟ فالغاية هي حماية نفسهن وذلك أمر غريزي، لكن الطريقة التي وصل إليها كانت بالتفكير، وهو استخدام الخوف (معلومة) الذي اكتسبه من معرفة تمييزية (حرق يده بالنار والألم الذي رافقه) في نقل الواقع (عصا محترقة والحيوان المتفرس) بالحواس إلى دماغه وتوظيف كل ذلك بحمل العصا وإخافة الحيوان وقس على الخوف، وأعني بذلك مفهوم الخوف لا الشعور به، الكثير من المفاهيم الأخرى التي تتضح للإنسان وإن لم تكون لديه معلومة سابقة عنها... فلماذا لا يكفي الربط الذكي للوصول إلى المعلومة الأولى؟
  14. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرًا على طرح هذا الموضوع، وجزاكم خيرًا على هذه الردود الطيبة أخي الكريم الساريسي، زادك الله علمًا إلى علمك، ونفع بك هذه الأمة إن ما استخلصته بعد الاطلاع على كلامك ومدونتك أن الإنسان بحاجة إلى نموذج فكري أو معلومة يربط بها ما يطرؤ عليه من أمور غامضة جديدة، فيستوضح بذلك هذا الأمر. وإن هذه المعلومة لا يمكن الحصول عليها بداية عن طريق الاسترجاع، بل عليه أن يلقن هذه المعلومة عن طريق اللغة، إذ يكتسب الألفاظ بالاسترجاع، ثم يكون اللغة بالربط الذكي، وهذا مدخله لأول معلومة، أي بداية قدرته على التفكير. وهذا مشاهد في الطفل الصغير ومراحل نموه. ويأتي التساؤل: لو فرضنا أن الإنسان الأول (إن صح التعبير) ليس عنده أي معلومة سابقة ولم يكتسب اللغة، أي أنه وضع بظروف تختلف عن ظروف الطفل الصغير، فرأى خشبة ولمسها، فهي بالنسبة إليه شيء غامض وليس لديه أي معلومة سابقة ليربط بها، إلا أن دماغه حفظ صلابتها وملمسها وشكلها ولونها، ولو وقعت منه في الماء لرآها تطفو، فهو بذلك أصبح عنده تصورا للخشبة (ولو لم يكن لديه لفظا يربطه به) وصفتها، فلو رأى شيئا صلبا كالحجر مثلا ربطه بها، ولو رآه يغطس لقارنه بقدرتها على أن تطفو. فلماذا لا نقول أن الغموض قد كشف عند الإنسان بعد كل هذه التجارب وكوّن مفهوما عن الخشبة دون حاجته لمعلومة سابقة، إذ يستطيع بما رآه، وبربطه الذكي، أن يصعد على خشبة ما لينتقل في الماء، ثم يجد أنها تفقد توازنها فيصلحها قليلا لتصبح بشكل السفينة؟ فالذي لم أفهمه بعد، والذي قد يكون السؤال نفسه الذي طرح في بداية الموضوع لكن بصيغة أخرى، لماذا لا يستطيع بنفس الطريقة التي يكتسب بها الإنسان اللغة أن يكتسب طريقة أخرى للتواصل لكن بدلا من أن تتكرر عليه الألفاظ، تتكرر عليه خواص الأشياء بالتجربة، وعن طريق ربطها يتوصل إلى وسيلة (بديلة عن اللغة) لفهم الأشياء، فتتكون المعلومة وفهم الواقع؟ وحزاك الله كل خير
×
×
  • اضف...