اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

سرعة البديهة عند التعاطي مع الحدث في ظل تسارع وتيرة تقلبات ا


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سرعة البديهة عند التعاطي مع الحدث

في ظل تسارع وتيرة تقلبات المشهد السياسي

 

ج1

 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأعز الإسلام بدولة الإسلام لتطبقه في كل شأن من شؤون الحياة، وأعز دولة الإسلام بأن كلفها بحمل رسالته بالدعوة والجهاد لتنشره في العالم أجمع، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا، المبعوث رحمة للعالمين، السياسي الأول، والمقيم للدولة الإسلامية الأولى في المدينة، بعد تكتيل للمؤمنين، وكفاح وصراع للمشركين، ونصرة من المخلصين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، الأنصار منهم والمهاجرين، الذين جعل منهم الخلفاء والولاة والقضاة والفاتحين. وعلى من نهج نهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد..

 

إن الصورة التي تنطبع في أذهان الناس عن أي شخصية من الشخصيات سواء أكانت شخصية حقيقية كشخصية قائد أو حاكم، أو كانت شخصية معنوية كشخصية حزب سياسي أو جمعية خيرية، هي التي تكيف تصرف الناس تجاه هذه الشخصية وتحدد سلوكهم نحوها. لذلك فإن الصورة التي يجب أن ترسخ في أذهان الناس لمن يحمل مشروعا سياسيا حضاريا هي صورة تجعل الناس على أثرها تنقاد لهذا الشخص، أي أن من مقتضيات إنجاز أي تغيير سياسي حقيقي أن يمرر حملة هذا المشروع لأذهان الناس صفتهم وقدراتهم السياسية والقيادية والفكرية، بحيث تكون صورتهم في أعين الناس وأذهانهم صورة القائد الواعي والسياسي المبدع والمفكر الحصيف والحاكم العادل، ولا يكون ذلك كله إلا ممن أتقن التفكير السياسي، وتجسدت فيه صفة السياسي.

 

الإخوة الكرام:

 

برغم صعوبة التفكير السياسي، وكون الفكر السياسي أرقى وأعلى أنواع التفكير على الإطلاق، حيث أنه التفكير المتعلق برعاية شؤون الأمة، ويندرج فيه على قمته التفكير المتعلق بالإنسان والعالم من زاوية خاصة، إلا أنه في مقدور كل إنسان، مهما كان تفكيره، ومهما كان علمه، فالعادي والنابغة والعبقري كل منهم في مقدوره أن يكون سياسيا. فالتفكير السياسي لا يتطلب درجة معينة من العقل، ولا درجة معينة من المعرفة، بل يتطلب التتبع المتصل للوقائع والحوادث الجارية، أي تتبع الأخبار، فمتى وجد هذا التتبع وجد التفكير السياسي .والتفكير السياسي هو تفكير بالعلوم السياسية والأبحاث السياسية، وكذلك هو التفكير بالحوادث السياسية والوقائع السياسية، أما التفكير الأول (أي التفكير بنصوص العلوم والأبحاث السياسية) فمن متطلباته أن تكون المعلومات السابقة له في مستوى الفكر الذي يبحث، وكذلك لا بد أن تكون تلك المعلومات في موضوع البحث نفسه، ولا يكفي أن تكون متعلقة به أو مشابهة له أو مما تصلح لتفسير التفكير، ولذلك يعتبر هذا النوع من التفكير هو من نوع التفكير بالنصوص الفكرية، ويعطي معلومات ويعطي فكرا عميقا أو مستنيرا، إلا أنه مع أهمية الإلمام بالعلوم والأبحاث السياسية للمساعدة على فهم الأخبار والوقائع باعتبارها ضوابط! لكنه لا يجعل المفكر سياسيا وإنما يجعله عالما بالسياسة، أي عالما بالأبحاث السياسية، ومثل هذا يصلح أن يكون معلما، ولا يصلح أن يكون سياسيا، لأن السياسي هو الذي يفهم الأخبار والوقائع ومدلولاتها، ويصل إلى المعرفة التي تمكنه من العمل. أما التفكير السياسي بالوقائع والأخبار والربط بين الحوادث، فهو التفكير الذي يصح أن يكون تفكيرا سياسيا بما تعنيه هذه الكلمة، وتتمثل الصعوبة به من حيث إنه غير مقيد بقاعدة معينة، كباقي أنواع التفكير (من تفكير في نصوص فكرية أو تشريعية، أو أدبية)، ويكاد لا يربطه رابط ثابت، ولعدم وجود قاعدة له يبنى ويقاس عليها مما يجعل المفكر محتارا، وفي أول أمره معرضا لكثير من الخطأ وفريسة للأوهام والمغالطات، وما لم يمر بالتجربة السياسية، ويدم اليقظة، ويغتنم كل وسيلة لتلقي المعلومات المتعلقة بالحوادث اليومية يظل غير متمكن من التفكير السياسي.

 

وهذا التفكير وهذه التجربة السياسية يحتاجان لتحقيقهما إلى أمور خمسة مهمة هي:

 

أولا: تتبع الأخبار وتجميع المعلومات المتعلقة بالأحداث محلية كانت أم إقليمية أم العالمية منها، ومن ذلك معرفة الموقف الدولي الصادر من الدولة الأولى، ومن الدول التي تنافسها، والوقوف على واقع أو مواقع السياسيين الموجودين في صورة الحدث وتبعاته، وتصريحاتهم وتحركاتهم.

 

ثانيا: معلومات ولو أولية، أو مقتضبة عن ماهية الوقائع والحوادث، أي عن مدلولات الأخبار، سواء أكانت معلومات جغرافية، أم معلومات تاريخية -سيما الحقائق التاريخية- أم معلومات عن التصرفات والأشخاص، ومعلومات سياسية من قبيل المعرفة للوسط السياسي الموجود في الساحة وطبيعته وارتباطاته وما يؤثر عليه وبه سلبا وإيجابا، ومعلومات عن العلاقات السياسية سواء بين الأفراد أو الجماعات أو الدول أو الأفكار، فهذه المعلومات هي التي تكشف معنى الفكر السياسي، سواء أكان خبرا، أم عملا، أم قاعدة - عقيدة كانت أم حكما - وبدون هذه المرتكزات الرئيسة أي المعلومات، لا يستطيع المرء فهم الفكر السياسي والخبر السياسي مهما أوتي من ذكاء وعبقرية، لأن المسألة مسألة فهم مبني على معطيات معلوماتية، لا مسألة عقل مبنية على قدرات ذهنية.

 

ثالثا: عدم تجريد الوقائع من ظروفها، سواء الظروف المحلية أو الدولية، وسواء الظروف الاقتصادية أم الفكرية أم غير ذلك، وعدم التعميم للوقائع أو القياس الشمولي، فمما لا يجوز أن يغفل عنه السياسي أن الأحداث السياسية مهما تشابهت لا يجوز أن يطبق عليها القياس الشمولي ولا التعميم، فلا بد من أن تؤخذ الواقعة أو الحادثة مع ظروفها أخذا واحدا، بحيث لا يفصل بين الحادثة والظرف الذي حصلت فيه، ولا تعمم على حادثة مثلها ولا يقاس عليها قياسا شموليا، بل تؤخذ حادثة فردية، ويصدر الحكم عليها بوصفها حادثة فردية.

 

رابعا: تمييز الحادثة والواقعة، أي حسن اختيار الأخبار السياسية من طريق تمحيصها تمحيصا تاما، فيعرف السياسي مصدر الخبر، وموقع وقوع الواقعة والحادثة، وزمانها، والوضع الذي حصلت فيه، وأهمية الخبر وعدم أهميته، والباعث والقصد من وجود الحدث أو من سوق الخبر عنه، أو تسليط الضوء عليه، ومدى إيجاز الخبر والإسهاب فيه، ومدى صدقه وكذبه، والأهداف المرجوة للجهات الفاعلة للحدث وموقع الحدث، في دائرة نفوذ من؟! إلى غير ذلك مما يتناوله التمحيص. وبدون هذا التمحيص والتمييز لا يمكن أن يأخذ السياسي هذه الحادثة أو الواقعة وخبرها بعين الاعتبار، لأنه يصبح عرضة للتضليل وفريسة للخطأ.

 

خامسا: ربط الخبر بالمعلومات، ولا سيما ربطه بغيره من الأخبار، وهذا الربط هو الذي يؤدي إلى الحكم الأقرب للصواب على الخبر، فالخبر إذا ربط بغير ما يجب أن يربط به فإن الخطأ يقع حتما، إذا لم يقع التضليل والخداع، لذلك فإن ربط الخبر بما يتعلق به أمر بالغ الأهمية، وأن يكون هذا الربط على وجهه الصحيح، أي أن يكون ربطا للفهم والإدراك، لا ربطا لمجرد المعرفة، أي ربطا للعمل لا للعلم فقط.

 

والتفكير السياسي حتى يكون تفكيرا منتجا لا يكتفى به أن يوصل إلى عمل، بل كان لا بد أن يكون هذا الفكر السياسي المؤدي إلى عمل سياسي لأجل تحقيق غاية وهدف ما، أي أن من لزوم إنتاجية هذا الفكر السياسي هو أن يكون تفكيرا سياسيا واعيا، والوعي السياسي يتمثل في النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، أو هي النظرة إلى الأحداث والوقائع لا من زاوية قاصرة على إملاءات الواقع وحدوده الضيقة، بل أن تكون النظرة من زاوية التوجه الفكري ومتطلبات المشروع السياسي الذي يحمله المفكر السياسي.

 

 

 

يتبع في حلقة قادمة إن شاء الله

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير

 

ياسر أبو خليل

 

05 من صـفر 1435

الموافق 2013/12/08م

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سرعة البديهة عند التعاطي مع الحدث

في ظل تسارع وتيرة تقلبات المشهد السياسي

ج2

 

إن الخوض في موضوع التفكير السياسي يقتضي منا أن نكون قد عرجنا وأشرنا إلى حقيقة التفكير وأركان العملية الفكرية من الأساس، فكما نعلم أن التفكير هو نقل الإحساس بالواقع إلى دماغ صالح للربط عن طريق الحواس مع وجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع للحكم عليه، و إدراك ما يترتب على هذا الحكم.

 

فالتفكير الفعال المتجاوب مع مستجدات الوقائع هو التفكير السريع غالبا أو في غالب الوقائع، بمعنى أنه هو التفكير المتميز بسرعة البديهة، فسرعة البديهة أو ممارسة القدرة على سرعة الحكم السليم على الأشياء تتمثل في ثلاثة عوامل من ضوابط العملية الفكرية، وهي عوامل محورية عندما يكون التفكير في نصوص ووقائع سياسية:

 

أولا: سرعة الإحساس، وهي أيضا سرعة التنبه، والتنبه هو اليقظة وتقصد تفحص الشيء المحسوس، والأشياء المحسوسة إما أن تكون مادية، وإما أن تكون غير مادية، كأن تكون أفكارا ومشاعر، فالأشياء المادية يحصل الحس بها طبيعيا بلا كثير عناء، أما الأمور غير المادية فالإحساس بها يعتبر أقوى أنواع الإحساس، وهو الإحساس الفكري، أي الإحساس الذي يقويه ويعمقه الفكر.

 

ثانيا: سرعة الربط و قوته، وسرعة الربط تتمثل عمليا بالمعلومات السابقة، وتعتمد على غزارتها ودقتها، فكلما زادت المعلومات السابقة عن الشيء والحدث الذي يبحث ويدرس - أي الحدث الذي هو محل التفكير- كانت القدرة وسرعة الربط بين المعلومات والواقع أكبر، وبالتالي كانت القدرة أكبر على إعطاء إجابات سريعة وصحيحة.

 

ثالثا: وجود قاعدة فكرية عقدية ينظر للأحداث من زاويتها، تعتبر خطا ومنهجية خاصة في التفكير، تأخذ الطابع السياسي من حيث انبثاق المعالجات اللازمة لرعاية شؤون الناس، أي كيفية ما لربط الواقع بالمعلومات السابقة بقياسها على قاعدة واحدة أو قواعد معينة.

 

الإخوة الكرام:

 

إن معضلة التفكير البطيء ناتجة عن النظرة السلبية لسرعة اتخاذ القرارات واعتبار كل مغامرة منقصة وشذوذا، على أساس وجوب فلسفة كل الأمور والتعامل معها على قدم المساواة دون التمييز بين الأمور والأشياء العميقة التي لا بد من فلسفتها (كمفهوم النهضة والتحرير والمناورات)، والأمور الواضحة التي لا تحتاج إلى ترو في التفكير وفلسفة تزيدها غموضا. أضف إلى ذلك محاولة الجمع بين المتناقضات والتوفيق بينها، مما يؤدي إلى حرف التفكير عن مساره المنتج، وإعاقة القدرة على الربط السريع، وبذلك ينعدم الذكاء أو يصبح استعماله أمرا عسيرا. في حين أن الطرح المتناسق والمتجانس والمنسجم يحطم معضلة التحجر الفكري غير القادر على مواكبة الحدث السياسي واللحظة التاريخية، والتعامل معه بحنكة لتسخيره واستثماره لخدمة التوجه الفكري والمشروع السياسي البديل.

 

الإخوة الكرام:

 

في ضوء ما سبق وبناء على ما يمر به المشهد السياسي، وما تعلق به من تغيرات، سواء على مستوى الأمة أم على مستوى التقدم في وسائل الاتصال والتواصل، وما كان لذلك من انعكاسات انقلابية في طبيعة التفاعل السياسي لابن الشارع مع كل مستجد، وكل طرح وتوجه يجعل التغيير والحلول السياسية عنوانا له، وما شاهدته المنطقة العربية عامة من ثورات في بلاد ما يسمى الربيع العربي، وما أثمر عنه من كم هائل من مشاهد المجازر والقتل والدماء المهراقة والأعراض المغتصبة والبيوت المدمرة والأسر المهجرة، مما شكل هزة أصابت المجتمع، لتدب فيه الحيوية على إثر تنامي هاجس الهلاك، وبروز استهداف الأمة في هويتها الإسلامية، وبالتالي حصول إحساس جماعي مشترك، مما ولد العملية الفكرية المقتضية بضرورة السير في خط ما بحثا عن مخرج منقذ للحالة. وفي وقت أصبحت فيه وسيلة الإعلام الحر غير المرتبط بأجندة أجنبية، ونشر الخبر وتوثيقه من الأمور الميسرة، ومن السهل وجودها في متناول شرائح كبيرة من أبناء المجتمع إن لم يكن أغلبه، ومن ذلك ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام البديل) وأدوات تسجيل الأحداث عبر كاميرات الجوالات وبرامج خدمات الرسائل القصيرة، مما ذلل لأبناء الأمة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من معلومات وحقائق عن الأحداث وعن المتحركين في المشهد السياسي، ومتابعة لذلك شبه متواصلة، ما يعني اتساع رقعة قطاع المتابعين للسياسة أي السياسيين، ورفع قدرات ابن الشارع العادي منهم في سرعة الربط، ودقته، وبالتالي الوصول إلى فهم وتحليل لمجريات الأحداث والشأن السياسي أقرب للصواب، سيما مع ما يعيشه كل متابع سياسي من مشاهدة شبه يومية لسقوط أصنام مجدت وقدست وروج لها إعلاميا لعقود من الزمان، سواء أكانت أصناما بشرية من قيادات ورموز عاملة في الشأن العام، أم تيارت وتوجهات فكرية ألبست لبوس مجد وعز زائف موهوم، أم جماعات وأوساطا سياسية سقطت عنها ورقة التوت فانكشفت جليا عوراتها للقاصي والداني، أم مشاريع سياسية ومساعي دبلوماسية تنتقل بشكل مفضوح من فشل إلى فشل.

 

الإخوة الكرام:

 

إن مجريات الأحداث كفيلة بتحقيق وتوفير تلقائي لعاملين من عوامل سرعة البديهة عند الأمة، وفي مجملها تسير بالأمة طبيعيا لإيجاد العامل الثالث وإيجاد الوعي السياسي، وهو بالالتفات الفطري لعقيدتها باعتبارها عقيدة سياسية، وما ينبثق عنها كذلك من معالجات سياسية، وما على حملة الدعوة إلا إنضاج هذا الوعي، وترشيد هذا التوجه، وتنبيه الأمة على ضرورة جعل سرعة البديهة سمة وسجية مرحبا ومرغوبا بها، وكذلك حث ودفع الأمة إلى مزيد من الثقة بنفسها وبمبدئها.

 

في هذه المرحلة وهذه الظروف يشتد ثقل الحمل على كاهل حامل الدعوة الصادق، فغريمه وغريم أمته الكافر الغربي المستعمر، وهو يرى نفوذه يتلاشى، وصروح عملائه تنهار، وسيطرته تنعدم يوما بعد يوم بشكل أكبر، حتما لن يقف مكتوف اليدين حيال هذا المشهد المأساوي في حق مصالحه، بل إنه سيلجأ لكل حيلة ومكيدة، وسيغدق الأموال على كل أعوانه وأبواقه من أوساط سياسية ومتنفذين وإعلاميين ومعارضين وعسكر، وسيعمل جاهدا لتشويه تحرك الأمة وثورتها، وتلميع لقيادات جديدة بديلة ترفع رايته وتسير في مشاريعه وفي الوقت نفسه قد تفضح بنفسها بعض عملاءها وارتباطاتهم بها، لتحبط من عزائم المنتفضين عليها بتصوير المشهد السياسي وكأنه لا يحتوي إلا على عميل أو سائر في مسار عميل للغرب الكافر، ولا مفر لنا إلا الاختيار بين العميل والعميل.

 

الإخوة الكرام:

 

إن التشخيص الصحيح الواعي للواقع، وطرح المشروع الإسلامي والرؤية الإسلامية للحل الجذري، وربط حلول المشاكل الموجودة والمتجددة بكل وضوح وجرأة بالعقيدة الإسلامية بلفت الأنظار إلى ما يجب أن يكون عليه المجتمع، وتوعية الأمة بضرورة البحث في الأسباب الموجبة لأي مشروع دستور يقدم إليها، وحسن استقبال الأمة، وإعمال العقل في أساليب احتوائها، من عدم إظهار تشف وشماتة بها على إثر سقوط مشاريعها السياسية بعد وضعها على المحك بوصولها للحكم، وكذلك خطابها الخطاب الموقد لأحاسيسها الإسلامية المولد للعملية الفكرية، وتكثيف التفاعل معها، وبث روح التفاؤل فيها، باعتبارها أمة ذات رسالة سماوية سياسية حضارية عالمية، وصاحبة مشروع ومؤهلات لدولة عظمى بلا منازع، وتذكيرها بامتلاكها لحزب سياسي مبدئي ذي باع طويل في التصدي لمؤامرات الغرب وعملائه، وذي تجربة سياسية عريقة، وذي تاريخ حافل بالمواقف المشرفة والمخلصة، وكتلة سياسية مترامية الأطراف كما ونوعا ووعيا، يقف هذا كله حائلا منيعا دون عودة الأمة إلى عزلتها الناتجة عن اليأس والجبن، والسير قدما إلى خلافتها.

 

وختاما نقول: إنه كلما زادت المتابعة للأحداث السياسية، وتعددت مصادر ووسائل تلقي الخبر، وكان هناك نظرة من زاوية خاصة أي عقيدة ومشروع سياسي بديل ومعالج للحال والواقع السياسي، نتج عن ذلك نمو في ملكة التوظيف التلقائي للأحداث في خدمة المشروع السياسي المقدم للأمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ياسر أبو خليل

 

06 من صـفر 1435

الموافق 2013/12/09م

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...