اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

ما هي البدعة ! هل ذكرى نبينا بدعة !؟


Recommended Posts

مولد النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام بدعة , أبدعها الخالق عز وجل رحمة للعالمين.فنحمد الله على هذه البدعة ونحمده على هذا المولد الزكي العطر.ودعك-يا رعاك الله- من قول السلفيين، فكل جديد كان عندهم بدعة منكرة، الا ما حلل ال سعود على انفسهم

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك اخي المداوي

 

لكن،

 

سيتسائل البعض لماذا لم يحتفل بذكراه صلى الله عليه وسلم من هم خير القرون ثم الذين يلونهم ...

أو ما هي الأدوات التي تُمكننا من التمييز بين ما هو بدعة ! وما هو غير ذلك ؟! بالذات في زمان

ان قعدنا وإن قمنا قالوا بدعة ؟!

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

اخي حكيم ، حكمك الله في رقاب حكام المسلمين لتجتثها من فوق منكبيها، ان اردت رأي العبد الفقير فاليكه:ان استثنيت رأي المدرسة السلفية فلك ان تتبع من اطمأنت لك نفسك لدينه وفهمه، وان كنتُ اميل الى الاخذ من شيوخنا الذين خبُرنا فهمهم وعلمهم واخلاصها، قد عرفتهم فالزم.

رابط هذا التعليق
شارك

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (( ايّاكم و محدثات الأمور , فانّ كل محدثة بدعة, و كل بدعة ضلالة, و كل ضلالة في النار )). أما بالنسبة للاحتفال بالمولد فهذه العادة لم يمارسها الرسول الكريم و صحابته رضى الله عنهم لا في حياته و لا بعد مماته و انما ظهرت هذه العادة أول ما ظهرت في عهد الدولة العبيدية في مصر و التى كانت تقوم على فرقة الاسماعيلية الباطنية الكافرة. اذا فالاحتفال بالمولد هو يعتبر بدعة كبدعة احتفال النصارى بعيد ميلاد المسيح و الله أعلم.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكري مولد سيد الخلق وحبيب الحق صلي الله عليه وسلم...من اجمل الايام...

الاحتفال بهذه المناسبة وجعلها عيدا هي بدعة ...وهي حرام...

البدعة:الزيادة في الدين..عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -، قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 2697]، وَمُسْلِمٌ [رقم: 1718].

 

السنة الحسنة:القيام بامر امر به الشرع القويم ابتداءا او الاستكثار من الخيرات التي امر بها الشر....كإجتماع اهل الحى للمشاركة بالمناسبات ومساعدة اهل الحي...وتفقدهم ومال الى ذلك...

لا يوجد بدعة حسنة ...كما لا يوجد منكر حسن...

الحسن ما حسنه الشرع فقط.. .

ومناساباتنا واعيادنا لها احكام شرعية خاصة...فهي عبادات وعباداتنا توقيفية...بمعنى اننا نلتزم الشر ولا نغير بها شيئا... .

تم تعديل بواسطه النظار
رابط هذا التعليق
شارك

لو بحث الشباب الموضوع اكثر و افادونا بارك الله فيهم... طبعا البحث له عدة جوانب مثلا منها افعال الصحابة كأفعال سيدنا بلال مثلا او سيدنا عثمان او غيره ( لكي نتدارس الموضوع سويا).

و يتناول الاعياد و المناسبات كافة الدينية منها و غير الدينية و هنا يفضّل دراسة الأمر منطلقا من مفهوم الحضارة و المدنية الذي فصّل فيه الحزب و ما له علاقة بهما...

و من رأى توسيع نقاط البحث فلا يبخل علينا.

رابط هذا التعليق
شارك

المشكلة ان بعض الاخوة يفتون دون ايراد دليل قاطع الحجة، ولو انهم ردوه الى اصحابه لكان خيرا لهم ولنا. على العموم الرأي ان النقطة المهمة ليست هي جواز الاحتفال بمولد خير الخلق محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام، انما المشكلة هو في اعتبار فهم المدرسة السلفية جزء من البحث. وهذا ليس تحجيرا لواسع من جانب العبد الفقير، لا والله، انما المشكلة في الفهم السلفي ان كل جديد عندهم حرام، الا ما حلل ال سعود على انفسهم،وانتشار افهامهم ناتج عن دعاية وليس عن قوة فهم او اتساع دراية. والذي اخذ به واتعبد الله به ان لا اعتبر فهمهم عند التعامل مع الافهام الشرعية، ليس تبخيسا لحقهم ، لا والله،ولكن طلبا لنقاء الافهام .ومعروف ان من يقول بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هم السلفيون وليس غيرهم احد يقول بذلك، ولذلك يكفيني ان اقصي هذا الفهم من البحث عند محاول الفهم ، فارتاح واريح نفسي وغيري من الخلط. على العموم السؤال اعلاه قائم ، ضربا للامثال ، والله الموفق

رابط هذا التعليق
شارك

بالمناسبة ، كيف لي ان انتقل في الكتابة الى سطر جديد في المنتدى؟ حيث اني اضغط (انتر) للانتقال الى سطر جديد لكني لا افلح في ذلك................مشكور سعيكم ومحمود مقدمكم ومقبول فضلكم

رابط هذا التعليق
شارك

قد لا أختلف معك اخي في خطأ المنهج السلفي في دراسة و بحث المسائل الا انني لا أدعو الى اقصائه " اراحة للبال" بل ادعو الى وضعه في موضعه كرأي و صحته من عدمه تعتمد بشكل كبير على منهجية البحث ثم كيفية فهم الأدلة... فلو عرض الأخوة حديث : " من أحدث في امرنا هذا ما ليس منهم فهو رد" او حديث : " كل بدعة ضلالة " كدليل على رد البدعة فلم يفعل شيئا (اعتذر مسبقا من الأخ الذي فعل لكنني انتقد المنهجية)، لماذا لم يفعل شيئا و لم يفسّر شيئا؟ لأن السؤال في البدعة و مفهومها و تعريفها و ما يدخل فيها و ما لا يدخل ... ثم يأتي بالحكم عليها و هي حرمتها بأدلة كثيرة لكن ما نحتاج لفهمه هنا هو البدعة التي حدث حولها الكثير من اللغط و الأخذ و الرد.

لذا أظن لا زال السؤال موضع بحث...

 

ملاحظة فنية للأخ المداوي بالنسبة للانتقال الى سطر جديد المفترض ان الضغط على (انتر) يكفي لكن ان لم ينتقل فاضغط (شيفت + انتر) لعله يفعل.

تم تعديل بواسطه علاء عبد الله
رابط هذا التعليق
شارك

مفهوم البدعة (2)

 

كتبه ياسين بن علي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

 

4. مفهوم البدعة

تبيّن معنا مما سبق:

 

- أنّ الشارع لم يعرّف لفظ البدعة؛ فلا توجد لها حقيقة شرعية.

 

- وأن ليس كل محدث بدعة بمعنى الضلالة؛ إذ هناك محدثات حسنة.

 

- وأن ليس كل مخالفة للسنة تعتبر بدعة ضلالة.

 

- وأنّ البدعة وصف معيّن لمخالفة معيّنة.

 

- وأنّ البدعة في اللغة هي: "كل عَمل عُمل على غير مثال سبق"، أو هي "المُخْتَرَعُ لا عن مثال سابق". وكذلك هي في الاصطلاح: قال أحمد زروق في عمدة المريد الصادق – كما في إحياء السنة وإخماد البدعة للشيخ عثمان بن فودي-: "وحقيقة البدعة شرعا: إحداث أمر في الدين يشبه أن يكون منه وليس منه".

 

وعليه، كيف يتأتى لنا الآن تحديد معنى بدعة الضلالة التي ورد في السنة التحذير منها: "وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، أو ما هو العمل أو المحدث الذي يخالف الشرع ويصدق عليه وصف بدعة الضلالة؟ أو بعبارة أخرى: ما هي هذه المخالفة المعيّنة التي توصف شرعا بأنها بدعة؟

 

والجواب على هذا أي بيان المخالفة لأوامر الشارع التي توصف بالبدعة، يقتضي منا النظر في أوامر الشرع ذاتها لبيان ما حدّد الدليل مثاله الذي لا يجوز إتيان العمل على خلافه. وبعبارة أخرى، إذا قلنا: إن البدعة هي عمل عُمل على غير مثال سابق، فنحتاج لبيان الأوامر الشرعية التي حددت مثال العمل وحرّمت العمل بخلافه ووصفته ببدعة الضلالة.

 

وباستقراء أوامر الشرع تبيّن أنها نوعان:

 

1. نوع ورد فيه الأمر بالفعل دون بيان الإجراءات العملية لتنفيذه؛ إذ جاءت صيغته عامة أو مطلقة دون بيان كيفية أدائه التفصيلية. ومثال ذلك: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}، فهذا أمر بالكتابة ورد مطلقا، فلم يبيّن الشارع تفاصيل أدائه، كأن يكون بقلم الرصاص أو الحبر، وكأن يكون على ورق أو خشب، وكأن يكتب بصيغة معينة، وغير ذلك مما يتعلّق به من تفاصيل. ومثال ذلك أيضا: قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، فهذا أمر بالقتال دون بيان إجراءاته التفصيلية، كأن يكون بالسيوف أو البنادق أو المدافع، وكأن يكون في الصيف أو الشتاء، وكأن يكون بأسلوب الكر أو الفر، وكأن يكون بالعدد القليل أو الكثير، وغير ذلك من تفاصيل عملية.

 

2. نوع ورد فيه الأمر مفصّلا، أي مع بيان كيفية أدائه التفصيلية وإجراءات تنفيذه العملية العملية. ومثال ذلك:قال الله سبحانه وتعالى {وَأَقِيمُوا الصّلَاةَ}، فهذه صيغة أمر بأداء الصلاة، ولكن الشارع لم يترك للإنسان تحديد إجراءات أداء هذا الأمر بمعنى أن يصلي كما يريد وكيف يريد ومتى يريد، بل بيّن له بتفصيل دقيق كيف يؤدي الصلاة ويحقّق الأمر. عن أبي هريرة أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى، ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل. فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال: وعليك السلام، فارجع فصل فإنك لم تصل. فقال في الثانية أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تستوي قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" (رواه البخاري). وكذلك قال سبحانه {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}، فطلب الشارع الحجّ ثمّ بيّن كيفية أدائه التفصيلية. عن جابر (في وصف حج النبي صلى الله عليه وسلم): "... فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك... حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام... ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا ... فبدأ بالصفا، فرقي عليه... ثم نزل إلى المروة... فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس... حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها... حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين... حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها..." (رواه مسلم).

إذا، هناك أوامر للشارع وردت معها إجراءات تفصيلية عملية للتنفيذ والأداء، وهناك أوامر أخرى للشارع وردت مطلقة أو عامة دون كيفية أداء تفصيلية.

 

وهذه الإجراءات العملية أو كيفية التنفيذ التفصيلية للأمر هي المثال الذي حدّد للعمل وحرّم مخالفته. وبعبارة أخرى: إذا كانت البدعة لغة هي عمل عُمل على غير مثال سابق، فالبدعة شرعا هي كل عمل عُمل على غير مثال عمل الشرع الذي حدّد كيفيته أي بخلاف الكيفية التنفيذية للأمر الشرعي. وهذا هو مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وعليه، فمخالفة كيفية شرعية بيّنها الشرع لأداء أمر شرعي، هي البدعة. وهكذا، فإن من صلى الظهر خمس ركعات بدلا من أربع فقد جاء ببدعة، ومن سجد ثلاثا في صلاته بدل اثنتين فقد جاء ببدعة، ومن رمى ثماني حصيات بدلا من سبع على جمرات منى فقد جاء ببدعة، ومن زاد في ألفاظ الأذان فقد جاء ببدعة.

 

أما مخالفة أمر الشارع الذي لم ترد له كيفية أداء، فهي تقع في الأحكام الشرعية المعلومة، فيقال عنها حرام أو مكروه أو مباح إن كان خطاب تكليف، أو يقال باطل أو فاسد أو غير ذلك، إن كان خطاب وضع، وذلك حسب القرينة المصاحبة للأمر من حيث الجزم أو الترجيح أو التخيير، ولكن لا يقال لها بدعة. فمن تعامل بالربا لا يقال جاء ببدعة، ومن باع الخمر لا يقال جاء ببدعة، ومن تزوجت بغير إذن وليها لا يقال جاءت ببدعة، ومن تبرجت لا يقال جاءت ببدعة، ومن تكاسل عن الصلاة لا يقال جاء بدعة، ومن أكل الخنزير لا يقال جاء ببدعة، ومن قتل بغير حق لا يقال جاء ببدعة، ومن كذب لا يقال جاء ببدعة، ومن غشّ لا يقال جاء ببدعة، ومن ترك السلام لا يقال جاء ببدعة؛ فلا يقال بدعة في ما هو من قبيل مخالفة أمر الشارع المطلق أو العام.

 

قال الشاطبي (في الاعتصام): "ثبت في علم الأصول أن الأحكام المتعلقة بأفعال العباد وأقوالهم ثلاثة: حكم يقتضيه معنى الأمر، كان للإيجاب أو الندب. وحكم يقتضيه معنى النهي، كان للكراهة أو التحريم. وحكم يقتضيه معنى التخيير وهو الإباحة. فأفعال العباد وأقوالهم لا تعدو هذه الأقسام الثلاثة: مطلوب فعله، ومطلوب تركه، ومأذون في فعله وتركه. والمطلوب تركه لم يطلب تركه إلا لكونه مخالفا للقسمين الأخيرين، لكنه على ضربين: أحدهما أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة خاصة مع مجرد النظر عن غير ذلك، وهو إن كان محرما سمي فعلا معصية وإثما وسمي فاعله عاصيا وآثما وإلا لم يسم بذلك، ودخل في حكم العفو حسبما هو مبين في غير هذا الموضع، ولا يسمى بحسب الفعل جائزا ولا مباحا؛ لأن الجمع بين الجواز والنهي جمع بين متنافيين. والثاني أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة لظاهر التشريع من جهة ضرب الحدود، وتعيين الكيفيات، والتزام الهيئات المعينة أو الأزمنة المعينة مع الدوام ونحو ذلك. وهذا هو الابتداع والبدعة، ويسمى فاعله مبتدعا...".

 

5. أين تقع البدعة؟

تبيّن معنا أنَّ مخالفة أمر الشارع المبيَّن له كيفية تنفيذ وأداء هي بدعة. والسؤال الآن هو: أين ينطبق هذا التعريف أي أين تقع البدعة بالتعريف المذكور؟ هل تقع في في العبادات أو في المعاملات أو في غير ذلك؟

والجواب على هذا السؤال المتعلّق بضبط المجال الذي تقع فيه البدعة يقتضي منا النظر في أي مجال وردت أوامر الشرع المبيَّن لها إجراءات تفصيلية للتنفيذ؟

 

وباستقراء النصوص الشرعية وجد أن النصوص المتعلقة بالأخلاق والمعاملات والحكم والقضاء وغير ذلك وردت فيها أوامر مطلقة وعامة، وفقط في غالب العبادات وردت كيفيات تفصيلية وإجراءات عملية لأداء أوامر الشارع. ولذلك فلا تقع البدعة وفق المفهوم المذكور في غير العبادات؛ لأنها هي فقط التي وردت فيها إجراءات عملية تفصيلية تنفيذية. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يؤدي أصحابه رضوان الله عليهم العبادات كما تلقوها عنه. أخرج البخاري ومسلم: عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به. قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت". قال ابن حجر (في الفتح): "وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، وهذا اختيار المازري قال: فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه. وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها".

 

6. ما ينكر من البدع؟

هناك من الناس من يتعصّب لمفهوم البدعة مع تعميمه لها على كلّ شيء خالف رأيه. ومع أننا نشيد بحرص هؤلاء على هجر البدع والتمسك بالسنن، إلا أننا نحذّر من التعصب وإشغال الأمة بأمور اختلف فيها أهل العلم. لذلك نذكّر بأمر غفل عنه كثير من الناس، ألا وهو عدم الإنكار على من عمل بأمر اختلف فيه العلماء. قال الشيخ عثمان بن فودي (في إحياء السنة وإخماد البدعة): "وأما ما ينكر من البدع وما لا ينكر، فاعلم – وفقنا الله وإياك- أنه تقدّم أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام قال: الإنكار متعلق بما أجمع على إيجابه أو تحريمه، فمن ترك ما اختلف في وجوبه، أو فعل ما اختلف في تحريمه، فإن قلد بعض العلماء فلا إنكار عليه إلا أن يقلده في مسألة ينقض حكمه فيها. انتهى. قلت: وعلى هذا فلا يجوز لك أن تنكر البدعة على أحد إلا أن تعلم أنها من البدع المحرمة إجماعا. ونعني بالنهي عن الإنكار إنكار الحرام، ولو أنكرته إنكار النصح والإرشاد فذلك نصح وإحسان... وفي تخليص الإخوان أيضا قبل هذا الكلام بقليل: فخففوا يا إخواني – هداكم الله – البدعة، وفصلوا بين القبيحة فتنكروها، وبين الحسنة فلا تنكروها، لتسلموا عند ربكم من ملابسة منكر بالنهي عن منكر، فإن من ينكر ما لا يحل إنكاره كعامل المنكر الذي ينهاه أو أكبر...".

 

7. خاتمة:

تبيّن معنا:

1- أن البدعة تعني المحدث على غير مثال سابق بيّنه الشرع.

2- ليس كل محدث بدعة بمعنى الضلالة، بل فقط التي على خلاف الكيفية التي بينها الشرع.

3. هناك محدثات حسنة كجمع الناس في صلاة التراويح، أو مباحة كلباس معيّن يستر العورة لم يكن من قبل.

4- أن مخالفة أمر الشارع الذي بين الشارع له كيفية أداء تفصيلية تسمى هذه المخالفة بدعة.

5. أن مفهوم البدعة مختلف فيه، وأن من البدع ما اختلف فيه، وأن البدع التي ينهى عنها هي المجمع عليها.

6. أن المخالفة التي ثبت وصفها بالبدعة هي ضلالة. "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".

 

12 جمادى الأولى 1431هـ

 

azetouna.net

رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

اود ان اضيف جواب سؤال لاميرنا وفقه الله في نفس الموضوع:

 

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_26125

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(سلسلة أجوبة الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك)

جواب سؤال عن البدعة

إلى Abdulla Amer

 

السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

في الأمس كان الناس خارجين من صلاة الجمعة، وتعلمون تجمّع الناس على باب المسجد فقال شخص "صلوا على النبي" فقال له شخص آخر اسكت إنها بدعة.

السؤال هل هي بدعة أم لا؟ وجزاكم الله خيراً

 

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

قول ذاك الرجل "صلوا على النبي" على باب المسجد ليس بدعة، وذلك لأن البدعة هي مخالفة أمر الشارع الذي وردت له كيفية أداء، فالبدعة لغة كما في لسان العرب: "المبتدع الّذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن...، وأبدعت الشّيء: اخترعته لا على مثالٍ". وهي في الاصطلاح كذلك، أي أن يكون هناك "مثال" فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي المسلم بخلافه، وهذا يعني مخالفة كيفية شرعية بيَّنها الشرع لأداء أمر شرعي، وهذا المعنى هو مدلول الحديث. «وَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» [البخاري ومسلم]. وهكذا فإن من سجد ثلاثاً في صلاته بدل اثنتين فقد جاء ببدعة، لأنه خالف فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن رمى ثماني حصيات بدلاً من سبع على جمرات منى فقد جاء ببدعة لأنه كذلك خالف فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن زاد على ألفاظ الأذان أو أنقص منها فقد جاء ببدعة لأنه خالف الأذان الذي أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم...

 

أما مخالفة أمر الشارع الذي لم ترد له كيفية أداء، فهي تقع في الأحكام الشرعية، فيقال عنها حرام، أو مكروه... إن كان خطاب تكليف، أو يقال باطل أو فاسد... إن كان خطاب وضع، وذلك حسب القرينة المصاحبة للأمر...

 

فمثلاً: أخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها وهي تصف صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «... وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ، حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا... » فهنا بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم بعد أن يرفع من الركوع لا يسجد حتى يستوي قائما، وإذا رفع من السجود لا يسجد السجدة الأخرى حتى يستوي جالساً، فهذه كيفية بينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالذي يخالفها يكون قد أتى ببدعة، فإذا قام المُصلي من الركوع ثم سجد قبل أن يستوي قائماً فيكون قد أتى ببدعة لأنه خالف كيفية بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه البدعة ضلالة وصاحبها آثم إثما كبيرا.

 

لكن مثلاً أخرج مسلم عن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، عَيْنًا بِعَيْنٍ، فَمَنْ زَادَ، أَوِ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى»، فلو خالف مسلم هذا الحديث فباع الذهب بالذهب بزيادة، وليس وزناً بوزن، فلا يقال إنه أتى بدعة، بل يقال إنه ارتكب حراماً، أي الربا.

 

والخلاصة: أن مخالفة الكيفية التي يبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي بدعة، ومخالفة الأمر المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم دون بيان الكيفية يقع في الأحكام الشرعية: الحرام والمكروه... الباطل والفاسد... وذلك حسب الدليل.

 

وفي سؤالك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين كيفية الكلام المصاحب للخروج من المسجد بعد صلاة الجمعة، ولذلك فقول ذلك المسلم وهو خارج من المسجد "صلوا على النبي" لا يقع في باب البدعة، بل يدرس ضمن الأحكام الشرعية، وهو جائز لا شيء فيه، بل له أجر وفق نيته إن شاء الله.

 

 

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

تم تعديل بواسطه علاء عبد الله
رابط هذا التعليق
شارك

لفظ البدعة جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم مقابل السنة..

 

والمقصود هنا الشرع.. والمقصود من البدعة إدخال شيء في الشرع ليس منه.. ولا علاقة للحديث بالأمور الدنيوية فالأمور الدنيوية التي يفعلها الناس أو يتعاطونها تخضع للحكم الشرعي (واجب حرام ...الخ)

 

ولذلك فإن كل شيء يقال عنه دين أو شريعة أو يتقرب به إلى الله تعالى فإما أن يكون جاء منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..

 

فإن كان منقولاً عنه صلى الله عليه وسلم فهو دين الله تعالى ولا شك..

 

وإذا لم يكن منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو ليس من دين الله تعالى بلا أدنى شك..

 

وهذه البدعة لم تنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي بدعة وضلالة دون أدنى شك..

رابط هذا التعليق
شارك

طيب يا اخ خالد بن عبد الرحمن:

هل لك ان تفتيني في ما هو ادناه، على اعتبار انك قطعت القول في الاحتفال بمولد المصطفي عليه الصلاة والسلام وقلت بحرمته بلا شك.والسؤال هو :هل لي ان احتفل بمناسبة حصولي على درجة الدكتوراه في الطب مثلا! ولماذا؟

رابط هذا التعليق
شارك

فرق كبير جدا بين الفتيا المبنية على تاصيل و الفتاوى الاخرى، سبحان الله. رحم الله الأئمة الجهابذة الذين اخذوا علومهم كابرا عن كابر الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعتنوا لنا بكثير من العلوم و أهمها أصول الفقه الذي أهمله طائفة من الناس فخرجت فتاويهم من كل واد عصا.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...