اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أصبت يا دكتور عفيفي من حيث أخطأت


أبو دجانة

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

أصبت يا دكتور عفيفي من حيث أخطأت

 

 

الخبر:

 

ذكر موقع" البوابة نيوز" أن المؤرخ الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بآداب القاهرة، قال خلال حواره مع برنامج "يحدث في مصر" على قناة دريم أن الحديث عن الخلافة الإسلامية يصطدم مع القومية العربية والعولمة.

 

التعليق:

 

أصبت يا دكتور عفيفي عندما قلت "أن الحديث عن الخلافة يصطدم مع القومية العربية والعولمة"، بل وأزيدك من الشعر بيتا، إن القومية تتنافى وتتعارض وتتصادم تماما مع الإسلام؛ لأن الإسلام حرم الرابطة القومية، فحرم الارتباط على أساسها، والدعوة لها، والتفاخر بها، وأدلة ذلك مستفيضة من الكتاب والسنة.

 

أما الكتاب: فمن الآيات الدالة على أن رابطة المسلم هي الإسلام ولا شيء سواه قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء﴾، وقوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾.

 

أما السنة: فمن الأحاديث النبوية الشريفة ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كنا في غزوة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعوها فإنها منتنة». فقوله عليه الصلاة والسلام «دعوها» أمر صريح بتركها وبتحريم النداء بهذه الرابطة ودل على أن فاعل ذلك كأنه يتعاطى المنتن، ولا شك أن المنتن خبيث، ولقد كرمنا الله بأن جعل ديننا يحرم الخبائث. وفي صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لهم عند ذلك «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم». فالنداء بالانتساب لقوم من دعوى الجاهلية، وقد قال عليه الصلاة والسلام "ليس منا من دعا بدعوى الجاهلية». وكذلك من الأحاديث التي تنهى عن النداء بنداء القومية والعصبية قوله عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكون أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وأدم خلق من التراب»، وقوله: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود، الناس كلهم سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب»، وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان قوله عليه الصلاة والسلام: «من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأَعِضوه بِهُنَّ أبيه ولا تكنوا» أي أمر أن يقال للداعي بنداء العصبية: اعضض هن أبيك، أي فرجه ولا يكنى عن ذلك مما يدل على قبح النداء بهذه الرابطة وشدة بغض النبي عليه الصلاة والسلام لها. وقال عليه الصلاة والسلام: «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية»، وقال عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع: «كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى».

 

فكل هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تدل على أن رابطة القوم أو الجنس لكي يسود شعب أو جنس على غيره من البشر أمر بعيد تماما عن مفاهيم الإسلام وأحكامه، وذلك للتعارض التام بين دين الإسلام كدعوة للبشر كافة وبين الفكرة القومية الضيقة المحصورة على أفراد الجنس الواحد أو القوم الواحد، بل إن الإسلام حارب ما هو أقل من هذا بكثير، فقد حارب حتى الموقف الواحد الذي يتخذه المرء لا في خدمة مبدأ قومي عنصري بل ولو متأثراً فقط بتلك المفاهيم، فقد واجه النبي عليه الصلاة والسلام الصحابي الذي يصدر منه مثل هذا بقوله: «إنك امرؤ فيك جاهلية».

 

أما خطؤك يا دكتور عفيفي فلأنك قلت ما قلت من قبيل التهكم على الخلافة وليس من قبيل إنصافها والدعوة لها، كما أمرك الله سبحانه وتعالى، قلت ما قلته على اعتبار أن الرابطة القومية هي الأصل، وهي الرابطة الصحيحة، بل إن الرابطة القومية هي التي تجمع أبناء الشعب الواحد وترص صفهم وتوحد كلمتهم، أما الخلافة فستوحد الناس على أساس الإسلام، وستربط بينهم على أساس الإسلام، مما يعني، انخراط غير أبناء الشعب فيما بينهم، فيتفرق صفهم، وتتفسخ وحدتهم، وتنهار قوميتهم. فأتيت بذلك بما نهى عنه الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخالفت أمر الله عز وجل القائل ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾، والقائل سبحانه ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾، والقائل سبحانه ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾. وخالفت كذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «والمسلمون أمة واحدة من دون الناس»، وقال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا»، وغيرها من الآيات والأحاديث التي الخطاب فيها للمسلمين، وليس للمصريين، أو الأردنيين، أو الأوزبيك، أو الطاجيك.

 

والطامة الكبرى والمصيبة العظمى كانت في تقديمك للعولمة على الخلافة، أتريدها عولمة للعلمانية الرأسمالية الكافرة، التي تناقض الإسلام وتحاربه، بل وتخالف فطرة الإنسان السوية يا دكتور، ولا تريدها، عالمية للإسلام ونظام حكمه الرباني، خلافة راشدة على منهاج النبوة!؟ ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ * كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عبد الملك

 

02 من ربيع الثاني 1435

الموافق 2014/02/02م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_32963

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...