أمريكا على منتصف الطريق إلى ثورة عنيفة

[المستيقن]

أمريكا على منتصف الطريق إلى ثورة عنيفة

نشر في : الخميس 3 يوليو 2014 - 01:07 م | آخر تحديث : الخميس 3 يوليو 2014 - 01:52 م

ذا وييك

 

“إن على الـ 1 في المئة من السكان في الأعلى أن يكونوا حذرين مما يحدث وراء ظهورهم”. هذا وفقًا لملياردير الإنترنت نيك هاناور، وهو واحد من أقدم المستثمرين في Amazon.com، والذي يجادل في مجلة بوليتيكو بأن عدم المساواة في الثروة والدخل، من المرجح أن يصبح تهديدًا وجوديًّا لأرواح وثروات الأغنياء.

 

وقال هاناور: “إذا لم نفعل شيئًا لإصلاح التفاوت الصارخ في هذا الاقتصاد، فإن العصيان سوف يأتي إلينا. لا يمكن لأي مجتمع المحافظة على هذا النوع من ارتفاع عدم المساواة. في الواقع، لا يوجد مثال في التاريخ البشري حيث تراكمت الثروة بمثل هذه الطريقة بدون أن يحدث العصيان في نهاية الأمر”.

 

إنه يتصور أن الولايات المتحدة ليست بأيّ حال محصنة ضد هذا النوع من العنف الثوري الذي عصف بالأرستقراطيين في فرنسا في القرن 18، وروسيا في وقت مبكر من القرن العشرين. وقال إنه يقترح ما يسميه باقتصاد “الوسط التدريجي”، والذي ينطوي على زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور وتعزيز القدرة الشرائية للملايين من الناس، لتجنب مثل هذه النتيجة.

 

ولكن، هل هو محق؟ وهل هناك بالفعل ثورة قادمة؟

كان الفيلسوف أرسطو أول مفكر معروف يزعم بأن عدم المساواة يمكن أن تؤدي إلى ثورة، وكان هذا بالتأكيد هو الحال أثناء الثورة الفرنسية.

 

وإنه بالتأكيد لصحيح أن الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية شهدت ظروفًا أدت إلى السخط الاجتماعي والسياسي الحاد، مثل الأزمة المالية والانكماش الاقتصادي العميق جدًّا مع الانتعاش البطيء والبطالة الجماعية. الثقة بأي مؤسسة أمريكية قد تراجعت. والأكثر إثارة للقلق هو أن عدم المساواة الاقتصادية في أميركا اليوم هي أسوأ مما كانت عليه في عام 1774، قبل الثورة الأمريكية.

 

لذلك، فإنّه ليس أمرًا مفاجئًا أن الحقبة الراهنة شهدت بالفعل نشوء حركتين، هما “احتلوا وول ستريت” و”حزب الشاي”. وبالتالي، عودة هذا النوع من الحماس والخطابة الثورية التي أطلقت الثورة الأميركية الأصلية.

 

ورغم كل هذه الحقائق، فإن تحذير هاناور ما زال غير صحيحٍ من حيث إن الوضع الاقتصادي وحده هو بأي حال من الأحوال كاف لقيام الثورة. تشير البحوث إلى أن الفساد المؤسسي الشامل ضروري أيضًا لحشد الغضب اللازم لحدوث اضطرابات مدنية. وإذا ما نظرنا إلى البيانات في هذا الشأن، فستكون الولايات المتحدة هي أقل الدول قابليةً لحدوث الثورة. حيث إنه، ووفقًا لمؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، فإن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول الأقل فسادًا في العالم، وتحتل المرتبة 17 من أصل 177، وكان ذلك أفضل من 2012، عندما احتلت الولايات المتحدة المرتبة 19.

 

وفي حين أنّ الولايات المتحدة هي واحدة من أقل الدول فيما يخص المساواة، حيث صنفت في المرتبة 93 من أصل 155 دولة في مقياس البنك الدولي، تبين الأدلة أن بلدان أخرى هي أقرب بكثير إلى منطقة الخطر. فمن حيث عدم المساواة والفساد، الدول التي يعتقد بأن تكون أكثر عرضة للاضطرابات المدنية في عام 2014 هي: الأرجنتين والصين ومصر والهند وإندونيسيا وماليزيا وروسيا وجنوب أفريقيا وتايلاند وفنزويلا.

 

ولا بدّ أيضًا من التحدث عن اثنين من أكثر العوامل التي تعدّ سببًا في اندلاع الثورات الأخيرة، بما في ذلك ثورات الربيع العربي، وهما البطالة الجماعية ولا سيّما بطالة الشباب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وجود لا شيء لعمله، وعدم القدرة على شراء الطعام، هما أمران يثيران الاستياء مثل لا شيء آخر.

 

ومرّة أخرى، تبدو الولايات المتحدة آمنة نسبيًّا في هذين المجالين. البطالة انخفضت إلى 6.3 في المئة، وهي بعيدة كل البعد عن نسبة 11 في المئة التي وجددت في مصر قبيل ثورة عام 2011، أو نسبة 25 في المئة التي أثارت احتجاجات واسعة وأعمال شغب في اليونان وإسبانيا. البطالة بين الشباب في الولايات المتحدة نسبتها 13.2 في المئة، نزولًا من مستوى 18.4 في المئة في عام 2010، وأيضًا بعيدة من مستوى 25 في المئة في البلدان التي شاركت في الربيع العربي.

 

في الوقت نفسه، تضخّم أسعار المواد الغذائية حاليًا في الولايات المتحدة يتراوح عند حدود 2.3 في المئة، وهو على مقربة من مستوياته الطبيعية تاريخيًّا. ولذلك، وفي حين يمتلك هاناوير الحقّ في القلق بشأن ارتفاع نسب عدم المساواة، إلّا أن الولايات المتحدة لا يزال أمامها طريق طويل قبل حدوث الثورة.

 

http://altagreer.com/17846

المصدر

https://theweek.com/article/index/264127/america-is-only-half-primed-for-a-violent-revolution