اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

"أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض" تفنيد


أبو العز

Recommended Posts

"أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض"

 

هذا المفهوم نسمعه كثيرا إذا دعونا الناس إلى العمل للخلافة فيقول لك الشخص "أقمها في نفسك أولا"

 

وللرد على هذا المفهوم الخاطئ أقول وبالله التوفيق:• إن ما يمكن أن يفعله الإنسان في نفسه هي التقوى ونزع الحقد والغل والجبن والهلع وغيره من الأخلاق السيئة وزرع الأخلاق الحسنة كالحب في الله والشجاعة والثبات وغيرها من الأمور التي يجب أن تكون في نفس المسلم.

 

• بالنسبة للأمور التي تصلح نفس الإنسان فهي ليست كالأمور التي تصلح الإنسان، فإصلاح الإنسان أو الفرد المسلم يرتكز على أمور منها ما هي في النفس كالعقيدة وبعض الأخلاق، ومنها ما تظهر على جوارح الإنسان كالعبادات والمعاملات والأخلاق التي تحتاج فعلا، ولذلك كان إصلاح الفرد يرتكز على أربعة أمور هي :

1- العقيدة 2- الأخلاق3- العبادات4- المعاملات

 

فان صلحت هذه الأمور الأربعة صلح الفرد المسلم، فيجب على الإنسان أن تكون عقيدته إسلامية ويقوم بالعبادات وتكون أخلاقه إسلامية ويعامل غيره في التصرفات والعقود وجميع أنواع المعاملات بناء على شرع الله.• إن صلاح الفرد وصلاح الأفراد يؤدي إلى صلاح الأفراد فقط وليس له علاقة بصلاح المجتمع، إذ أركان المجتمع غير أركان الفرد، فاركان الفرد أربعة كما ذكرت، أما أركان المجتمع فهي:

1- الأفكار 2- المشاعر3- النظام4- الناس الذين هم محل المجتمع

 

فإذا سادت المجتمع الأفكار الإسلامية وأصبحت رأيا عاما أو عرفا عاما عند الناس بغض النظر عن التزام الناس بها، وأصبحت المشاعر العامة إسلامية ترضى لما يرضي الله وتغضب لما يغضب الله، وان كان هناك الفسقة في المجتمع، وطبق النظام الإسلامي، أصبح المجتمع إسلاميا.

 

• أهم صبغة لتمييز المجتمع هي النظام، فأهل روسيا عندما طبقت عليهم الاشتراكية أصبح المجتمع اشتراكيا أو شيوعيا مع أن الناس تكفر بالشيوعية، وأهل الغرب يكرهون الرأسمالية ومع ذلك المجتمع مجتمع رأسمالي.

 

• النظام أو الدولة يحتاج قوة، وهذه القوة في وقتنا الحاضر هي الجيش فان دعمت نظام معينا وقف هذا النظام على رجليه، وإلا لم يقف. فالدولة عادة تسمى حسب النظام المطبق، فان كان كفرا كانت الدولة دولة كفر، وان سكنها أناس مسلمون، وان كان النظام المطبق الإسلام كانت الدولة دولة إسلامية ، وان كان فيها الكثير من الكفرة. وهذا نفس تعريف دار الإسلام ودار الكفر في الاصطلاح الشرعي، حيث دار الإسلام هي الدار التي يطبق فيها الإسلام ويكون أمانها بأمان المسلمين ( الأمن الداخلي: الشرطة، والأمن الخارجي: الجيش) ولو كان جلُّ أهلها من غير المسلمين، ودار الكفر هي الدار التي يطبق في الكفر أو يكون أمانها بغير أمان المسلمين ولو كان أهلها من المسلمين.

 

• ولذلك لا وجود لصلاح النفس أو صلاح الفرد في مقومات المجتمع أو دار الإسلام من ناحية فكرية وشرعية.

 

• ولذلك لن تقوم الدولة الإسلامية إلا بالوصول إلى الحكم وتطبيق الإسلام كاملا، فهي كيان تنفيذي لشريعة الإسلام.

 

• الدولة لا يمكن أن تقوم في النفس ، فهذا مصطلح مبتدع لا أصل له وهو خاطئ، وذلك:

1- الدولة ليست خلقا يمكن أن يتخلق به الإنسان فلا تقوم في النفس.

2- الدولة كيان تنفيذي على الأرض، ولن تكون أبدا في النفس، لان وجودها يعني وجود نظام يطبق الإسلام، وهذا ليس له علاقة بصلاح النفس أو صلاح الفرد أو صلاح كل الأفراد.

3- طبق المسلمون الإسلام على أهل البلاد المفتوحة وأغلبيتهم في البداية كانوا من غير المسلمين، وهم فاسدون بلا خلاف، ومع ذلك كان مجتمعا إسلاميا ودار إسلام بلا خلاف.

4- إذا أراد الناس بهذا القول "أقم دولة الإسلام في نفسك أولا" إصلاح الفرد أو إصلاح النفس الذي يخلط الكثير بينهما، فكلاهما لن يؤديا إلا إلى إصلاح النفس أو إصلاح الفرد، وأيضا صلاح جميع الأفراد لن يؤدي إلى قيام دولة.

5- إقامة دولة الإسلام يعني إقامة أجهزة الدولة الإسلامية أي وجود الخليفة وأجهزة الدولة الأخرى مثل معاون التفويض ومعاون التنفيذ والقضاة والولاة وأمير الجهاد وبقية الأجهزة، والقضاء على دولة الكفر يعني القضاء على جميع أركانها دستور الكفر والبطانة السياسية العميلة وجميع المؤسسات التي توجد الكفر في البلاد واستبداله بأجهزة إسلامية ووسط سياسي من الإسلام.

6- لذلك فصلاح الناس وسيرهم على النظام الديمقراطي والانتخابات التشريعية وسيرهم تحت النظام الرأسمالي الكافر وتسيير حياتهم بناء على شرائع الكفر ومؤسسات الكفر يجعلهم أناس صالحين في أنفسهم، عاصين لله في عدم إزالة النظام الكافر الذي يحتاج إلى عمل حزبي وطلب للنصرة لإزالة الكفر وإقامة الخلافة مكانه، وهذه لن توجد لو صلح الناس 100%.

7- نظام الكفر لن يولد إلى الجهل والضلال، ولن تصلح النفوس بشكل حقيقي إلا بزوال نظام الكفر.

8- لكل فرض طريقة عمل لا يجوز تغييرها بالادعاء أننا أناس صالحون أصلحنا أنفسنا، فلدولة الخلافة طريقة قام بها الرسول عليه الصلاة والسلام وهذه الطريقة هي الطريق التي سار عليها في العهد المكي، وهو عمل حزبي ودعوة وتفاعل مع الناس وطلب للنصرة، أي طريقة الرسول في العهد المكي لإقامة الخلافة، وحب الخلافة لا يعفي من العمل لها.

9- على هذا القياس الغريب "أقمها في نفسك أولا"، يصبح من يطالب بالزكاة مثلا يقول " سأزكي في نفسي تنتشر الزكاة على الأرض" وآخر يقول " سأجاهد بنفسي أولا يوجد الجهاد على الأرض" وامرأة تقول "سألتزم بالحجاب في نفسي وعندها بإذن الله ينتشر الحجاب" وغيرها من الأماني الخادعة، يصيب المسلمين الكسل والتبرير والنفاق بالادعاء أننا يجب أن نصلح أنفسنا أولا، وننسى العمل الحقيقي للتغيير.

 

لذلك فالعمل لدولة الخلافة هو عمل ضمن نطاق حزب أو جماعة، وليس عملا نفسيا يمني الإنسان به، ويظن انه يحسن صنعا، وليس إلا قاعد عن هذا الفرض العظيم.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...