ببغاوات أم فقهاء

[الخلافة خلاصنا]

ببغاوات أم فقهاء

الكل تقريبا من المسلمين يردد مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حيث قال: "والله لو أن بغلة عثرت في العراق لخفت أن يسألني الله لم لم تمهد لها الطريق"، ولكن للأسف أكثر من يرددونها يرددونها كالببغاوات دون فهم سياسي لمعناها.

 

فهذه المقولة تعني أن المسؤول الأول عن المشاكل في الدولة الإسلامية هو الخليفة عمر بن الخطاب أي رأس الدولة.

وتعني تلك المقولة أن معاوني الخليفة كعلي بن أبي طالب وولاته في العراق كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين ليسوا هم المسؤولين الأساسيين في نظر عمر وإن كان على كل جزء من المسؤولية.

نعم سيدنا عمر بن الخطاب يقول لنا:

لا تحاسبوا عليا أو سعدًا بل حاسبوني انا المسؤول عنهم وأنا من عينتهم وأنا من انتخبتموني خليفة للمسلمين.

صحيح ان المسؤول المباشر سعد بن أبي وقاص ولكن عمر من عين سعدا فهو المسؤول الأول.

يعلمنا الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه ان كل تقصير في الدولة هو المسؤول عنه لأنه هو المسؤول عن كل مشاكل المسلمين

هو الذي عين سعدا فهو مسؤول عن سعد وأخطاء سعد....

هكذا يعلمنا الفاروق رضي الله عنه معنى المسؤولية وأن الرأس هو المسؤول عن كل أخطاء من عينهم...

 

رددنا تلك العبارة....!!!!

فهل فقهناها جيدا؟؟؟؟؟

من فقهها جيدا فالأكيد أنه يدرك أن الملقي والرزاز في الأردن مثلا ليسوا إلا مماسح لملك الأردن، وأن ملك الأردن المسؤول الأول عن كل المشاكل في الأردن

من فقهها جيدا ادرك ان عدل عمر كان سببه تطبيق شرع الله في دولة الخلافة ولم يكن عمر ملكا هاشميا عميلا لبريطانيا وماسونيا تحكم اسرته الأردن منذ سنين طويلة

من فقهها جيدا أدرك ان مشاكل المسلمين لن تحل إلا بإزالة الانظمة الملكية والجمهورية وكل الانظمة الطاغوتية وإقامة نظام الخلافة مكانها

من فقهها جيدا سيدرك انه لا حلول للمشاكل إلا بتطبيق الاسلام في واقع الحياة وفي دولة الخلافة

من فقهها جيدا يدرك انه لو عدل قانون الضرائب فالغي الغاء تاما وزيدت الرواتب ضعفين وثلاثة وأعطي كل مواطن يمشي في الشارع ذهبا وفضة فان الوضع سيبقى سيئا ضنكا لأن الاسلام ببساطة غير مطبق

من فقهها جيدا يدرك ان لا خلاص للمشاكل إلا بتطبيق الاسلام

من فقهها جيدا عمل لإقامة الخلافة في العالم الاسلامي وعمل لإزالة كل الانظمة الطاغوتية

اما من لم يفقها بقي يرددها كالببغاوات

فانه سيعتبر تعيين الرزاز او تعديل قانون الضرائب او زيادة الرواتب او تحسين الوضع الاقتصادي -هذا إذا تحسن- هو الحل للمشاكل وسيهدأ بلقمة يلقمها من الحكام في ظل حكم الطاغوت والكفر

وعندما تسأله عن عمر بن الخطاب فانه يتذكر تلك المقولة ولكن يرددها كالببغاء دون فقه لمعناها:

"والله لو أن بغلة عثرت في العراق لخف ان يسألني الله لم لم تمهد لها الطريق"

 

 

 

[وليد ابو خالد]

نعم وإنه لكلام صدق وحق فإن إسقاطات مقولة  سيدنا عمر رضي الله عنه هذه على أزمة الأردن  لتدل على عدم فقه كامل لمقولته

ولكن من باب الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن يجب مراعاة الظروف الصعبة التي تواجهها الأمة، حالة الوعي التي هي فيها، حيث يشعر الناس بسوء الوضع ولكنه يخفى عليهم تلمس المشكلة وجذورها الصحيحة، وليس الكل سواء في ذلك. فإن الكثير  من الأصوات في الأردن قد تعالت سابقاً والآن بأن الملك هو أساس المشكلة

ويبقى البعض متأثرين بحالة سوء الوعي المتردية

ولذلك على حملة الدعوة أن يترفقوا بحال الأمة ولا يجلدونها فيزيدون من سوء الحالة، وليترفقوا بخطابهم لها، فتقع كلماتهم على كثير من القلوب التي ساءها ما يحدث، فتؤثر بهم تأثيراً إيجابياً وتدفعهم إلى تقبل الكلام رقبول حسن

وبارك الله بكم

 

[ابوفراس]

لا بد هنا أن نذكر أنّ الأُمة الإسلامية عانت من الجهل في أُمور الدين برهة كبيرة من الزمن وعانت من علماء السوء الذين خلطوا عليهم أُمور دينهم، فأحلوا لهم ماحرّم الله وحرّموا عليهم ما أحلّ الله. فطريق الرجوع الى الله طريق طويل وصعب فالصبر الصبر يا حملة الدعوة