اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الخبر 21 : الزكاة فرض والضرائب محرمة


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

alkhabar21

 

2018-06-13

 

الخبر 21 : الزكاة فرض والضرائب محرمة

 


لقد جعل الله في أموال الأغنياء من المسلمين حقاً معلوماً للفقراء منهم، بل جعل ذلك الحق فرضاً من الفروض المهمة التي بها قوام الدين فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد قرن الله وربط سبحانه بينها وبين الصلاة في كثير من الآيات، فقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النور: 56]، وهي ليست منةً يمن بها الأغنياء على الفقراء بل هي حق وفرض أوجبه الله بقدرٍ معلوم في مالٍ معلومٍ بنصاب معلوم، فلا يجوز التقصير ولا التهاون فيما فرضه الله، وقد قاتل خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعيها وقال رضي الله عنه: (وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا) وذلك كان على مرأى ومسمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

 

وفي السنة روى مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ e مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ».

 

تمر سنوات الحرب وأهلكم في اليمن يعانون العوز الشديد والفقر المدقع فقراً على فقر، ومنهم من لا يمتلك ما يسد به جوعه وجوع أهله وأولاده، كل ذلك نتيجة الصراع الذي تشهده البلاد حيث جلبت الأطراف المتصارعة في اليمن على أهله الكوارث والدمار، فسفك الدم الحرام، وتوقفت الرواتب، وهدمت البنى التحتية، وانتشرت الفتن والأمراض، وكثر النازحون والمحتاجون واليتامى والأرامل والجرحى والمصابون، في ظل تعطل الخدمات ونهبٍ للمال العام، كل ذلك خدمة لمطامع الكفار المستعمرين وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا الدولتان المتصارعتان في اليمن يخدمهما في ذلك دول إقليمية وأدوات محلية تعلمونها، وهولاء جميعاً لا يهمهم أمر المسلمين ولا الفقراء المحتاجين بقدر ما يهمهم الصراع على النفوذ والسلطة والثروة.

 

أيها الأغنياء المسلمون! يا من أعطاكم الله ما أعطاكم، إنه يقع على كاهلكم دور عظيم في مساعدة الفقراء والمعوزين، فكيف تركنون بهم على المنظمات الغربية التي تمسخ الدين والهوية وتحسن صورة الغرب المستعمر الذي يقتلنا بصراعه في البلاد، ولقد أوجب الله على الدولة الإسلامية المطبقة للشرع في حال وجودها أن تأخذ الزكاة من الأغنياء وتردها على مصارفها الثمانية المحددة شرعاً قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة من الآية 103]، وبين الله مصارفها الثمانية بقوله في الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]، ألا فاعلموا أنه لا يعفيكم في حال غياب الدولة التي تحكم بما أنزل الله وتقيم شرعه وتأخذ الصدقات بحقها وتصرفها في حقها إسقاطكم لهذا الفرض العظيم أو التحايل عليه وعدم إخراج زكاة أموالكم فذلك إثم عرّضكم لسخط الله سبحانه، بل يجب عليكم إعطاؤها للفقراء مباشرةً لتبرؤوا ذمتكم أمام الله سبحانه وتعالى ليزكيكم ويطهركم بها، فالزكاة واجبة سواء وجدت الدولة أو لم توجد، وقد ورد التشديد والتغليظ على مانعها. فعن أبي هريرة عن النبي e قال: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالإِبِلُ؟ قَالَ: وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا، إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَلْحَاءُ وَلا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ» رواه الخمسة إلا الترمذي.

 

فأين المؤمنون ﴿الَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾؟ أين التجار المؤمنون في شهر الخير والبركة، أين أصحاب الأموال والملايين والمليارات؟ أين هي زكاة أهل المصانع والمحلات والعقارات والذهب والمجوهرات وكل مال تجب فيه الزكاة مما حدده الإسلام؟

 

إن الشرع أيها المسلمون قد فرض الزكاة على من يملك النصاب الشرعي في كل مال معروض للتجارة حال عليه الحول - مر عليه عام هجري - إذا بلغ مقداره 85 غراماً من الذهب أو بما يعادل ذلك النصاب من العملة المحلية وفرض زكاة فيه مقدارها 2.125 جراماً من الذهب أو ما يعادل ذلك من العملة المحلية، فهلا نظرتم كم لديكم من أموال قد حال عليها الحول وبلغت نصابها بحق وصدق مع الله العليم بحالكم وما تخفي الصدور، ولتعلموا أن الزكاة لو أخذت بحقها ووزعت على مصارفها المحددة شرعاً لأغنت كثيراً من فقراء اليمن المنكوبين بهذا الصراع الذي حرمه الله، فالزكاة حكم شرعي تميز به الإسلام وعالج به الفقر والفقراء أيما علاج، بالإضافة لما حبى الله به بلادنا من ثروات لو وجدت دولة الإسلام المطبقة لأحكامه ومنها أحكام النظام الاقتصادي في الإسلام لعاش المسلمون من أهل اليمن وغيرهم في أفضل حال وأقوى دولة.

 

أما الضرائب فلا يوجد في الإسلام ضرائب تؤخذ من الناس، فالنبي e كان يدير شؤون الرعية، ولم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه فرض ضريبة على الناس ولم يُرو عنه ذلك مطلقاً، وحين علم أن من على حدود الدولة يأخذون ضرائب على البضائع التي تدخل البلاد نهى عن ذلك. فقد رُوي عن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله e يقول: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ» أخرجه أحمد وصححه الحاكم. وصاحب المكس هو الذي يأخذ الضرائب على التجارة... وهذا يدل على النهي عن أخذ الضرائب بالمعنى الذي اصطلح عليه الغرب. على أن الرسول e يقول في الحديث المتفق عليه من طريق أبي بكرة: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا...» وهو عام يشمل كل إنسان ومنها الدولة، وأخذ الضرائب أخذ لمال المسلم من غير طيب نفسه مما يدل على عدم جواز أخذها، أما الضرائب في الإسلام بمعنى فرض مال على الأغنياء من المسلمين حين الضرورة فذلك لا يجوز إلا في حالات معينة حددها الشرع حين الضرورة بحيث تفرض على أغنياء المسلمين دون فقرائهم ولمقدار الحاجة فقط وليست بشكل دائمي أو على كل الناس، وهي تفرض لما يجب على المسلمين القيام به.

 

إن كل الضرائب على السلع والخدمات وكذلك الجمارك، هي مال حرام لا يجوز أخذه، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»، والمسلم لا تطيب نفسه إلا إذا أُخذ المال منه على أساس الشرع، كما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ»، والمكس هو الجمارك ولا يجوز أخذ أموال من التجار إلا الزكاة المفروضة وهي ربع العشر حال حولان الحول وبلوغها النصاب، علاوة على أن الضرائب والجمارك تزيد الأعباء على الناس وبخاصة الفقراء، وترفع من أسعار السلع والخدمات، مما يجعل الحياة جحيماً لا يطاق، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغَلِّيَهُ عَلَيْهِمْ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعظَّمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فكم من سلعة تكلف القليل من المال لكن فرض الضرائب والجمارك عليها جعلها تباع بأضعاف مضاعفة؟!

 

لقد بلغ بالمتسلطين على الناس في اليمن من جميع الأطراف المتصارعة أن يفرضوا الضرائب على جميع الناس غنيهم وفقيرهم، حتى الموظفون تخصم من رواتبهم ضرائب مرتفعة وبصفة دائمة مع أن رواتبهم لا تكفي حاجاتهم الأساسية، وذلك كله أشعل غلاء الأسعار وأوجد الشح في النفوس والبؤس والشقاء في البلاد... فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أيها الفقراء! انظروا إلى أحكام الإسلام كيف أنها تكرمكم وترعاكم من غير مَنٍّ ولا أذى حال تطبيقها، وأنتم أيها الأغنياء! انظروا إلى أحكام الإسلام كيف أنها تزكيكم وتطهركم ولا تأخذ أموالكم إلا بالحق والعدل، فهلا عملتم جميعاً لإقامة حكم الإسلام وإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترضون بها ربكم وتعزون بها دينكم وتعلون بها شأنكم؟

 

بقلم / عبد المؤمن الزيلعي

رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير في اليمن

 

المصدر: الخبر 21

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...