فرصة نادرة للتأمل في معادلة النصر

[عبد الله العقابي]

المباريات العالمية لكرة القدم في روسيا تعطينا فرصة نادرة للتأمل في معادلة النصر، كمثال فقد انتصر منتخب المكسيك على منتخب ألمانيا، ولو نقلنا هذه المواجهة إلى عالم الإقتصاد أو التكنولوجيا أو الحرب العسكرية لكانت المكسيك هُزمت هزيمة نكراء.
والحاصل أنّ لمباراة الكرة ضوابط محددة وقوانين وحكم وساحة محددة، تتيح لكل المنتخبات أن يكون لها فرصة النصر، فالعامل الإنساني والقيادي والتدريب والصحة والخبرة متاح للجميع بحيث يمكن لمنتخب لبلد كالمكسيك الإنتصار على منتخب كألمانيا العظمى.
وهنا نعود إلى معادلة النصر عندنا نحن المسلمون، فقد وعدنا الله بالنصر بعد الإعداد والتجهيز وقرنه بنصرنا لله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) - سورة محمد.
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) - آل عمران.
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) - الأنفال.
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) - البقرة
لذلك فنحن المسلمون حين نواجه أعداء الله في ساحات الوغى، جهاداً في سبيله أو نواجههم فكرياً وعقدياً في سبيل إعادة حكم الله على الأرض وإقامة الخلافة، فإننا في الحقيقة في مواجهة كمواجهات منتخبات كرة القدم، عندنا كل القدرات لمواجهة أمريكا العظمى أو روسيا العظمى ويمكننا نعم أن ننتصر، لأن معادلة النصر الحقيقية التي منّ الله بها علينا دون غيرنا من الأمم إنما هي الإخلاص لله وحده، بينما عند الأمم الأخرى هي القوة المادية المحضة.