الحلال والحرام تشريع إلهي لا تشريع عقلي

[الخلافة خلاصنا]

الحلال والحرام تشريع إلهي لا تشريع عقلي
=================

الموضوع سيكون ببساطة شديدة جدا....
الحلال حلال لان الله أحله، و الحرام حرام لان الله حرمه، ولا مجال للعقل ليفسر سبب الحرام والحلال من ناحية عقلية أو منطقية، وإنما دور العقل دراسة النصوص الشرعية لمعرفة الحلال والحرام.
فعدد ركعات صلاة المغرب (ثلاث ركعات) ولا مجال للعقل هنا ليتدخل ويقرر مثلا أن تكون (أربع ركعات) فمن ناحية شرعية هذا حرام وبدعة، ومن ناحية عقلية هذه زيادة والزيادة يجب أن يؤجر فيها الإنسان.....
ومثلا المسح على الخفين يكون على ظاهر القدم وليس على باطنها مع أن العقل والمنطق يقرر أن باطن القدم الذي يتعرض للأوساخ، وهنا لا مجال للعقل ليقرر السبب.....
وأيضا لو استحم الشخص بالماء والصابون دون نية الوضوء أثناء الاستحمام فنظافته تلك لا تجيز له الصلاة، بينما لو توضأ بماء عادي وبقيت الاوساخ ملتصقة بجسده فيجوز له الصلاة، لأن الوضوء شرط للصلاة وليست النظافة شرط للصلاة.
وكذلك الأمر لحم الخنزير حرام بينما لحم الضبع حلال مع أن الضبع يأكل الجيف وهو حيوان قذر، والعقل هنا لا مجال له للتقرير، ولو نظرت للحمار لوجدته حيوان مثله مثل الانعام من ناحية أكله ولحمه ومع ذلك لا يجوز أكله، ومع ذلك الذي يقرر حرمة لحم الحيوان النصوص الشرعية وليس العقل.
وأيضا العقل يرى حِل المزارعة والمساقاة بينما الشرع يحل المساقاة ويحرم المزارعة.
من هذه الأمثلة وغيرها يتبين أن العقل أحيانا يكون له رأي عقلي ومنطقي ومع ذلك الشرع يخالفه في الحكم.

-------------------
والآن أحب أن أطرح بعض الأمور وما قرره الشرع ولا يهمني عقلكم وما يقوله:
• الانتماء لحزب للعمل لإقامة الخلافة فرض ومن لم يفعل ياثم.
• السكوت عن الحكام الحاليين وعدم العمل لخلعهم حرام.
• أخذ المال من الدول في العالم الإسلامي حرام شرعا لأنه نوع من الركون للظالمين.

الان ان اعملتم عقولكم وسمحتم لعقولكم بالتفكير وتدخل شيطانكم من حيث لا تدرون، فسيبدأ عقلكم بنسف الشرع ويبدأ التبرير لكم وانتم غافلون
• فيقول عقلكم اني استطيع ان اعمل للإسلام منفردا دون حزب، وان ما اقدمه للاسلام قد يفوق ما يقدمه من يعمل للخلافة ضمن حزب، فلا حاجة لي بالعمل الحزبي.
• وقد يقول عقلكم ان السكوت عن الحكام الحاليين رخصة وفرصة لاغتنامها للدعوة للإسلام، فلا داعي لمواجهتهم والتعرض للسجن وحرمان المسلمين من دعوتي.
• وقد يقول عقلكم نأخذ المال من الظالمين ونضحك عليهم ونستغله في طاعة الله.

هذه ثلاثة أمثلة فقط تبين أن إعمال العقل أحيانا يخون صاحبه في الوصل للحقيقة بشكل أكيد، مع أني لو استعملت عقلي مثلكم وهذا أيضا لا يجوز لخرجت بنتيجة مختلفة، فمثلا يقول لي عقلي:
• لا يمكن اقامة دولة تخلصنا من الظالمين الا ضمن عمل جماعي، والحكام الحاليين ضعفاء ويجب ايجاد حاكم واحد قوي.
• نعم ان عدم الثورة على الظالمين سيجعلهم يزدادون ظلما، فيجب التخلص منهم اليوم قبل أن يزدادوا قوة.
• لا يمكن لدول بينها وبين الغرب معاهدات ان تعطينا مالا لإزالتها من الارض ولضرب نفوذ الدول الغربية.

إذن العقل حكمه مختلف، فقد استخدمه لتأييد الحكم الشرعي وقد استخدمه ضد الحكم الشرعي، وفي كلا الحالتين لا يجوز استخدام العقل لا للتأييد ولا للمعارضة، لان الحكم الشرعي يؤخذ من النص بغض النظر عما يريده العقل.

هذه الأمثلة الثلاثة وغيرها الكثير الكثير في الأحكام الشرعية التي تتعلق بالنواحي السياسية يكثر فيها التبرير، والتبرير نوع من التهرب من الالتزام بالحكم الشرعي بحجج عقلية قد تكون منطقية وتدس فيها وسوسات الشيطان من حيث لا يدري الإنسان.

لذلك المسلم الحق يدرس النصوص الشرعية أو يأخذها من الثقات من المسلمين بفهم صحيح لها، ويلتزم بالحكم الشرعي بغض النظر عن عقله وما يقرره، بغض النظر عن موافقتها للمنطق أم لا، وبغض النظر عن مصالحه في هذا الالتزام ام لا، وبغض النظر عن الفوائد او المضار التي ستلحقه من جراء هذا الالتزام بالحكم الشرعي، فالله العليم الخبير قرر لنا هذه الاحكام الشرعية وأعطى للعلماء المجتهدين استخراجها من النصوص الشرعية فقط، ونحن وجب علينا الالتزام بها لأنها تشريع رب العالمين وهو أدرى بما يصلح حالنا الى يوم القيامة.

قال تعالى: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} وقال في حرمة التخير في الدين: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} وقال في أن الحياة الحقيقية في الاستجابة للشرع: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.