اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الصعوبات والمخاطر عند قيام الخلافة


أبو الحسن

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

الصعوبات والمخاطر عند قيام الخلافة

      إن ساعة النصر أزفت , وإن التاريخ دار دورته, وعكس توجه, وأصبحت الرياح مؤاتيه للتغير, وأصبحت الخلافة قائمة, تهتف بها الحناجر , وتشتاق لها النفوس, ويغذ المؤمنون المخلصون السير في طلبها فهي تحتاج إلى الإعلان عندما يأذن الله عز وجل بنصره.  فالمطلوب منا جميعا أن نغذ السير ونضرب القدم في الأرض بقوة وثوقا بما عند الله عز وجل من جميل  وعده بالنصر، قال تعالى:( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ )(48) الطور .وقال جل من قائل:(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ )(60) الروم.

    وهذا يقتضي أيضا أن تجاهد النفس, وان تتخذ قضية إعادة الخلافة, قضية مصيرية  يتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت , وان يجعل الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه, وإقامة الخلافة الراشدة الثانية,  والجهاد لنشر الدعوة في ربوع الأرض في رأس سلم القيم عند شباب الدعوة  فيتحلوا بالإخلاص الذي يجعل كل فرد منهم, لا يشرك مع هذه القيم شيئا من الدنيا, ولا ينشغل بفسافس دنيا زائلة قال تعالى :( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (24(التوبة.

    إن على شباب الدعوة أن يعلموا أن صعوبات العمل وعقبات الطريق هي من لوازم الدعوة, وهي سنة الله سبحانه في الدعوات والتغيير, هذا ينطبق على ما واجهناه وما نواجهه ألآن وما سنلقاه في المستقبل القريب عند إعلان الخلافة , فطريق الخلافة محفوف بالمخاطر والصعوبات والأشواك, وهو يتطلب تقديم المهج والأرواح, فالحكم دونه الرقاب والحياة في دولة الخلافة أول قيامها, ليست كما يظن البعض أنها استمتاع بالطيبات, ورغد ورفاه, بل حتى تصل الخلافة للتمكين في الأرض, والاستقرار التام الذي ينعم فيه المسلمون بالأمن والاستمتاع بالطيبات, لا بد أن يمر المؤمنون فيها بالخوف والزلزلة, والتضحية بالمال والنفس, فتستهدف النحور وتفنى الأموال مقابل جنة عرضها السماوات والأرض , فآية التمكين نزلت في المدينة بعد سنوات والصحابة ينامون في السلاح هذا ما سيبايع عليه أنصار اليوم وما سيقدمه الرجال السابقون في هذا الزمان.

وإذا أخذنا بعض المحطات التي مرت بها دولة الإسلام والمؤمنون حتى مكن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين  يتبين ما قد نمر به, وما يجب أن تعد له النفوس:-

1) المهاجرون:- لقد دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي ستقام فيها دولة الإسلام, فلبوا وتركوا الأهل والمال والتجارة والأرض, ابتغاء مرضات الله , فخرجوا خائفين يخافون أن يتخطفهم الناس, فربح بيعهم في الدنيا والاخره.

 قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (26) الانفال.

2) الأنصار:_ فقد استعد الأنصار لنهكة الأموال وقتل الأشراف, هذا ما بايعوا عليه, فأوفوا بعهدهم مع الله فاقتسموا أموالهم وأزواجهم مع إخوانهم المهاجرين, في مؤاخاة قل نظيرها في التاريخ, وأكلت الغزوات المتلاحقة والسرايا أموالهم حتى قال بعضهم نجلس على أموالنا فنصلحها, فانزل الله سبحانه قراّنا يحذرهم فيقول: ( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (195)البقرة. وقتل منهم في معركة واحدة ما يقارب الستين, وقتل أشرافهم , فهذا سعد بن معاذ يجود بنفسه بعد أن أصيب في معركة الخندق قال تعالى:( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )(23) الاحزاب.

3) تعرض الدولة الإسلامية للإزالة من الوجود:_

     فقد تعرض كيان الدولة كله للفناء في معركة الأحزاب, ورأوا الموت مرات, وهم ثابتون كالجبال الراسيات لا يقبلون بالدنية والضعف, فيجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفض على عرض فيه التخفيف عنهم وكسر شوكة عدوهم المتحالفين ضدهم من الأحزاب  قائلين له:"  يا رسول الله قد كنا نحن و هؤلاء علي الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون منا تمرة الا قرى "ضيافة" أو بيعا أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له و أعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ والله مالنا بهذا حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لسعد فأنت وذاك وشق الصحيفة وكفى الله المؤمنين القتال.

4) الاحتكام لشرع وان خالف الأهواء:_

    فقد صبروا على طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم, واستجابوا لأمر الله سبحانه وان كان ذلك صعب على نفوسهم, فقد اعتادت عادات وتقاليد وأعراف ومفاهيم جاهلية, ولكنهم قالوا سمعنا واطعنا, وانتهينا يا رب عن كل  محرم, فكانوا حقا مؤمنين قال تعالى :( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (65) النساء. فحق لهم صحبه النبيين قال تعالى :( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (69) النساء.

5) خطر المنافقون:_

    فقد عرفوا خطر المنافقين, وانهم الأعظم خطرا على كيان الدولة , وعلى وحدتها واستمراريتها قال تعالى) : هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (4) المنافقون. فكان عمل المنافقين الهدم والتخريب, والإرجاف والتوهين وإثارة الفتن, والقلاقل والإضرابات, والتشكيك, والاستهزاء , والتآمر على الدولة, والإصابة والنيل من شخص الرسول صلى الله عليه وسلم , وموالاة الكفار والتحالف معهم .

    وقد كشفهم الله عز وجل في عشرات الآيات من القران الكريم  وقد افرد لهم سورة في القران  اسمها سورة "المنافقون" لعظم خطرهم , ففضح أمرهم في مواطن  كثيرة  في الأحزاب وبني المصطلق  و تبوك و غيرها الكثير .

لذلك تنبه الجميع لهذا الخطر, واستعدوا له , وامتاز الجميع بالحيطة والحذر, فكانوا جميعا على ثغرة من ثغور الإسلام, لا يؤتين من قبلهم.

    هذه بعض المحطات التي مرت بها دولة الإسلام والمؤمنين فيها, وهو ما نتوقعه اليوم, بل إن دول الكفر  قد تنبهت لدولة الإسلام وهي تعمل جاهدة على أن تقتلها في مهدها, وهذا يجعلنا ندرك صعوبة المرحلة, وإننا بحاجة لأعداد الجبهة الداخلية جيدا في دولة الإسلام, وان نستخدم طاقات الأمة جميعها, بل ان نزج الأمة الإسلامية في المعركة مع هذا الكافر من اول يوم ,ونحن أيضا نضيف إلى ما مر مع الدولة الإسلامية الأولى أمر هاما ,وهو الاختلاف في الآراء والاجتهادات والفهم اليوم, وهو ما لم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يدير الدولة .

    وعليه فنحن هنا لا نقيم وزنا إلا لمن حمل فكرة الإسلام  ويعمل  لها من المسلمين وهم على ضربين :-

الأول:- يحمل برنامجا مخالفا للإسلام, يقبل فيه بتحكيم الكفر, وعدم تطبيق الإسلام, وإشراك المخالفين للإسلام المبغضين له في الحكم عدا عن ارتباط هذه الجماعات المباشر وغير المباشر بالدول القائمة في العالم, فهؤلاء لابد من كشفهم, وتعرية مواقفهم المخالفة للإسلام, ولا يقبل مشروعهم, ويكشف ارتباطهم بالدول , ولا يسمح لهم بالمشاركة في الحكم.

الثاني:- من يحمل برنامجا غير واضح للتغير على أساس الإسلام وهم من المؤمنين الأتقياء, العلماء, المجاهدين, فهؤلاء يناقشون بحوار هادئ, يبين لهم المنهج الذي نقوم عليه, وانه مستمد من كتاب الله عز وجل وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وما ارشدا إليه  من إجماع وقياس, ونعمل لكسبهم واستمالتهم, بكل الطرق والأساليب الشرعية المناسبة , ويمكن أن يشركوا في الحكم, وان يشاركونا مناقشة الدستور على أساس قوة الدليل.

      أيها الشباب المخلصون

      اعلموا أننا مقبلون على مرحلة لا تقل صعوبة عما نعيشه اليوم فإننا والله بحاجة لرجال أشداء, وحملة دعوة يحملون اللواء من جديد, يقدمون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الله. فهذه المرحلة لا تقبل بأعضاء شرف ولا بأناس يقومون بالأعمال معذرة إلى الله سبحانه, بل برجال يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله سبحانه, يقبلون على أعمالهم مهللين مستبشرين بنصر الله ورضوان من الله اكبر.

                           اللهم أكرمنا بنصرك وبعونك وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

                                          وأخر  دعوانا إن الحمد لله رب العالمين .

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...