اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

والإيمان بالله يوجِب صحة التوكل عليه


الوعي السياسي

Recommended Posts

والإيمان بالله يوجِب صحة التوكل عليه، واستمداد العون منه، لأنه وحده الذي يعلم السر وأخفى، وهو الذي يوفق حملة الدعوة ويهديهم سبيل الرشاد وطريق الهدى. ولذلك كان لا بد من قوة الإيمان ولا بد من كمال التوكل على الله ودوام استمداد العون منه تعالى. والإيمان يحتم على المؤمن الإيمان بالمبدأ، أي الإيمان بالإسلام، لأنه من عند الله تعالى، ويحتم أن يكون هذا الإيمان إيماناً راسخاً ثابتاً لا ارتياب فيه، ولا يحتمل أن يتطرق إليه ارتياب، لأن كل خَطَرة ريب في المبدأ تجر إلى الإخفاق، بل ربما جرّت إلى الكفر والتمرد والعياذ بالله.
    وهذا الإيمان القوي الذي لا يتطرق إليه ريب أمر حتمي لحملة الدعوة، لأنه هو الذي يضمن دوام سير الدعوة بخطى سريعة واسعة في طريقها المستقيم، وهذا الإيمان يوجِب أن تكون الدعوة سافرة متحدية كل شيء، متحدية العادات والتقاليد والأفكار السقيمة والمفاهيم المغلوطة، متحدية حتى الرأي العام إذا كان خاطئاً ولو تصدت لكفاحه، متحدية العقائد والأديان ولو تعرضت لتعصب أهلها. ولذلك تتميز الدعوة المبنية على العقيدة الإسلامية بالصراحة، والجرأة والقوة، والفكر، وتحدي كل ما يخالف الفكرة والطريقة، ومجابهته لبيان زيفه، بغض النظر عن النتائج وعن الأوضاع، وبغض النظر عما إذا وافق المبدأ جمهور الشعب أم خالفه، قَبِل به الناس أم رفضوه وقاوموه، ولذلك لا يتملق حامل الدعوة للشعب ولا يداهنه، ولا يداجي من بيدهم ثقل المجتمع من الحكام وغيرهم ولا يجاملهم، بل يتمسك بالمبدأ وحده دون أن يُدخل في الحساب أي شيء سوى المبدأ.
    وهذا الإيمان يوجب أيضاً أن تُجعل السيادة للمبدأ وحده أي للإسلام وحده دون سواه، وأن يعتبر غيره من المبادئ كفراً مهما تنوعت واختلفت تلك المبادئ (إن الدين عند الله الإسلام) فكل من لا يؤمن بالإسلام كافر في نظر الإسلام. ولذلك لا يجوز مطلقاً لحاملي الدعوة الإسلامية أن يقولوا لمن يحملون غير الإسلام سواء أكان ديناً أم مبدأ: تمسكوا بمبدئكم ودينكم، بل يجب أن يدعوهم للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ليعتنقوه، لأن الدعوة تحتم على حملتها أن يعملوا لأن تكون السيادة للإسلام وحده، وليس معنى ترك غير المسلمين وما يدينون به وما يعتقدون إقرارا بأديانهم بل هو إجابة لأمر الله الذي أوجب عدم إكراه الناس على اعتناق الإسلام، وأوجب ترك الأفراد وعقائدهم وأديانهم وعباداتهم على أن تبقى فردية لا جماعية وأن لا يكون لها كيان في داخل كيان الإسلام، ولذلك يَمنع الإسلام وجود أحزاب أو تكتلات سياسية غير إسلامية تقوم على أساس يناقض الإسلام، ويسمح بالأحزاب والتكتلات داخل حدود الإسلام، وهكذا يقتضي الإيمان بالمبدأ إفراده وحده بالمجتمع، وأن لا يشترك معه سواه. كتاب المفاهيم 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...