اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الأحزاب في الإسلام


Recommended Posts

الأحزاب في الإسلام
============
<<<<<>>>>>



الاسلام أمر المسلمين ان يكون بينهم أحزاب تقوم بالدعوة الى الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصداقا لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وهذا الطلب طلب جازم، أي يجب ان يكون في المسلمين جماعة او جماعات تدعو الى الاسلام وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وان خلت الامة من هذه الجماعة بهذه المواصفات فقد قصرت بأداء هذا الفرض الذي افترضه الله تعالى عليها.

اما المشروعية فهي هذه الاية، وبدأت الاية بقوله (ولتكن) وهذه تفيد الطلب، أي طلب وجود جماعة لان هذا ما ركزت عليه الاية، اما الاعمال في الاية فهي لبيان عمل الجماعة، والطلب منصب على الجماعة وليس على اعمال الجماعة، اما كون الطلب جازما فهو طبيعة الامر المدعو اليه وهو الدعوة الى الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا قرنا الطلب في اول الاية مع موضوع الاية وهي الاعمال المطلوبة وهي فرض أي الدعوة الى الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يصبح الطلب جازما أي واجبا بإقامة جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وإذا خلت الامة من جماعة بهذه المواصفات وقادرة على القيام بعملها فقد وقع التقصير من المسلمين.
فالتقصير من قبل المسلمين يكون بـ:
1- عدم وجود جماعة بهذه المواصفات
2- عدم قدرة الجماعة الموجودة او الجماعات الموجودة على القيام بعملها فيأثم من لا يعمل معهم.

منكم: أي جماعة من المسلمين، وليس كل المسلمين جماعة كما يتوهم البعض، لان (من) هنا تفيد التبعيض، أي ليكون بعض المسلمين جماعة.

أمة: لغة الرجل ومن يسير على رأيه، أي امير يقود فئة من الناس على رأي معين وهذا هو تعريف الحزب، فيكون معنى امة هو حزب، ولا يتخيل وجود جماعة بدون امير او قائد، قال عليه السلام ((ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم)) ولا تتخيل الجماعة ايضا بدون رابط يجمعها وهو عقيدتها وما تبنت من الافكار الشرعية؛ اذا لا يكون هناك حزب كل شخص له فكر وآراء مختلفة عن الاخرين اذ عندها لا يكونون حزبا، وبما ان (أمة) جاءت نكرة فهذا يفيد التعدد، أي ان يكون هناك اكثر من حزب، ولكن لا يجوز خلو المسلمين من حزب بهذه المواصفات تحت أي ظرف من الظروف لأنه ترك لفرض.

اما اعمال هذا الحزب الذي يحقق الفرض فهي:
1- الدعوة الى الخير وهنا معنى الخير الاسلام، وبما انها جاءت معرفة بـ(ال) التعريف اذن يصبح المقصود هنا الاسلام كل الاسلام أي جميع احكام الاسلام وشرائعه، ولو جاءت نكرة (خير) لكفى ان يدعى لأي امر من الاسلام، مثل الاكتفاء بالدعوة الى الصلاة.
2- الامر بالمعروف أي الامر بجميع المعروفات التي انزلها الله تعالى، وكونها معرفة بـ(ال) التعريف أي الامر بجميع ما امر الله تعالى به من معروف.
3- النهي عن المنكر أي النهي عن جميع ما نهى الله تعالى عنه، وكونها معرفة بـ(ال ) التعريف أي النهي عن جميع المنكرات دون استثناء.


والجماعة هذه يجب ان تكون سياسية أي ترعى شؤون الناس وأحوالهم من ناحية فكرية ببيان الصحيح من ناحية شرعية في رعاية شؤونهم، وهذا يكون مع الفئة الحاكمة الموجودة، حيث ان الاسلام جعل اعلى مراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مع الحكام، قال عليه الصلاة والسلام: ((سَتَكُونُ أُمَرَاء فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ , قَالُوا : أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ : لَا . مَا صَلَّوْا))

والأحزاب لا تحتاج اذنا في اقامتها، لان اقامة الحزب فرض وحكم شرعي، وهذا الفرض لا يحتاج اذنا، لكن لا مانع من اعطاء العلم والخبر في تأسيس الحزب للدولة الاسلامية.

ولا يجوز في دولة الاسلام أي يكون هناك احزاب علمانية او احزاب تدعو الى فكرة محرمة مثل الوطنية او القومية، او الديمقراطية وغيرها وأي حزب قائم على غير اساس العقيدة الاسلامية، اما الاحزاب التي تدعو الى أمور معينة من الشرع فجائز وجودها، ولكن وجودها لا يسقط الفرض من اقامة الحزب بالشروط التي ذكرناها اعلاه.

والأحزاب التي تقوم بأعمال مادية او الأحزاب التي تقوم بأعمال خيرية او أي عمل غير الاعمال المذكورة في الآية اعلاه، فهذه ايضا لا تجوز، لأنها مخالفة للآية التي ذكرت عمل الجماعة وحددته بالدعوة الى الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والمشروعية للأحزاب تأتي ايضا من السنة النبوية، فعند دعوته صلى الله عليه وسلم الناس بمكة وإيمانهم به كان عليه الصلاة والسلام قائد المؤمنين او اميرهم، وكانوا يتبعونه على رأيه وهو (الاسلام) فكان بذلك اول حزب اسسه المسلمون للدعوة الى دين الله تعالى، وهذا الحزب سماه كتّاب السيرة (الصحابة) وكان المشركون يطلقون على المسلمين (أتباع محمد).


إن كثيرا من المسلمين عندما يرون الاحزاب العلمانية وتصارعها على السلطة بأقبح صورها ويرون نفاق الكثير من الحركات الاسلامية ويرون التعصب الأعمى عند الكثير من الحركات الاسلامية وغير الاسلامية ويرون كذب الكثير ودجل الكثير، ويرون علماء السوء وعلماء جهلة ينشرون فكرة "لا احزاب في الاسلام" يصبح الكثير يردد ان لا احزاب في الاسلام وان الاحزاب ظاهرة فرقة وتشرذم وتخدم الكفار والأصل ان نتوحد بدون احزاب على خدمة الاسلام وغيره من الأطروحات.

فنقول في هذا الامر وبالله التوفيق:
1- هذا الامر لا يتنافى مع وحدة الامة الاسلامية، فالأمة الاسلامية يجمعها خليفة للمسلمين يوحد بلادهم وله على المسلمين حق الطاعة، اما الاحزاب فبما انها قائمة على آراء شرعية، والآراء الشرعية يمكن ان تختلف من عالم الى عالم اذن الاحزاب التي يمكن ان تتشكل على هذه الآراء ويمكن ان تتعدد، ومن يحرمون الاحزاب للأسف لا يرون باسا بتعدد الحكام للمسلمين بل ويصفونهم بأنهم ولاة أمر تجب طاعتهم مع انهم عملاء للاستعمار لا يحكمون بالإسلام، اما ان يوجد حزب واحد فيعتبرونه دليل فرقة.
2- الذي يقيم دولة اسلامية احزاب وجماعات، ولا يمكن للأفراد وهم متفرقين ان يبنوا غرفة ولو بلغ عددهم ملايين الافراد، فكيف ببناء دولة عظيمة كدولة الخلافة.
3- الحديث : ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إن كان فيهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملةً، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملةً واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)) فانه لا يقصد بها الاحزاب ان كانت قائمة على اجتهادات شرعية، بل يقصد بها من غيروا في القران وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العلويين والنصيريين والاسماعيليين وغيرهم، اما ان نختلف في الاجتهاد الشرعي ونقيم الاحزاب والتجمعات على هذه الاراء فهذا لا شيء فيه.
4- أما ما يستدل به البعض من الآيات من مثل؛ قَالَ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِيْ شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَىَ الْلَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوْا يَفْعَلُوْنَ} وقوله : { مُنِيْبِيْنَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيْمُوْا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُوْنُوْا مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (31) مِنَ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُوْنَ} وغيرها من الآيات فان المقصود هو الاختلاف في العقيدة الاسلامية وليس في الآراء الشرعية، وهذا بلا خلاف مذموم.
5- أما آراء العلماء في ذلك فنأخذ رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التحزب في الاسلام في مجموع الفتاوى (11 / 92) حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (( وأما رأس الحزب فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزباً ، فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون ،لهم ما لهم ،وعليهم ما عليهم ،وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا، مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم، سواء كان على الحق والباطل ،فهذا من التفرق الذي ذمه الله ورسوله فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف ونهيا عن الفرقة والاختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان )) انتهى كلامه رحمه الله، وهو من الذين ينقل عنه الذين يحرمون الاحزاب مثل الوهابيين.
6- الذين يقولون لا احزب في الاسلام لا يملكون سطرا واحدا يستطيعون به وصف طريقة التغيير، فقط يقولون " لا احزاب في الاسلام" اما كيفية التغيير عندهم فلا يملكون لها جوابا، فقط يقولون نلتزم بالإسلام ونحفظ ديننا وأبناءنا، والكثير من العبارات العامة التي لا يوجد فيها خطوة عملية واحدة، وإذا سألتهم ماذا بعد ان نلتزم؟ لا يستطيعون الاجابة.
7- حتى الكثيرين من الذين يحرمون الاحزاب مثل الحركات الوهابية او ما يطلقون عليها "السلفيين" تحزبوا في مصر بعد الثورة المصرية مثل حزب النور السلفي.
8- جميع الاعمال الكبيرة تحتاج اميرا وأتباعا، وإلا لا يمكن ان تتم ابدا، فان اردنا بناء منزل فهناك الامير (المهندس) وهناك الاتباع (عمال البناء)، وفي الحركة المسلحة هناك (القائد) وهناك افراد الحركة المقاتلة، وهم يستجيبون لقائدهم، فمثلا عامل البناء يستجيب للمهندس وينفذ ما يريد ولا يقول اريد بناء جسر بدل عمارة سكنية او اريد ان اضع رملا اكثر بدل الاسمنت لأن هذا يفسد العمل، وفي الحركة المقاتلة القائد يحدد الوقت والكيفية والأفكار التي تسير عليها الحركة ومن يشترك اليوم ومن لا يشترك في هذه العملية.
9- في الدول الكبرى التي تنشر فكرة لا احزاب بين المسلمين نلاحظ ان الذي يوجه البلاد الكبرى الاحزاب، اما عامة الناس فلا وزن لهم، ففي امريكا الحزب الديمقراطي والجمهوري وفي بريطانيا حزب العمال والمحافظين، حتى في الدول التي تستضيف مشايخ من هذا النوع (الوهابي) نرى الحاكم يؤسس حزبا علمانيا فلا ينكرون عليه ذلك بل يهاجمون الاحزاب الاسلامية فقط.
10- في دول العالم الاسلامي الذي يواجه الكفر ويواجه افكار الكفر هو الاحزاب وهي مرهوبة الجانب وهي فقط من تُحارب من قبل الانظمة والكفار، اما عامة الناس فالكفر لا يهتم بهم رغم كثرتهم لان قيمتهم وهم متفرقون ضئيلة جدا، اما الاحزاب وان كانت بالعشرات فإنها تقض مضاجع الكفر والأنظمة العميلة للغرب الكافر.
11- الافكار لا يمكن لأشخاص ان يحافظوا عليها لأنها تنتهي بموتهم او بمقتلهم، فعالم جليل ذو فكر كثير لو قتل او مات انتهى علمه، إلا ان يكون في حزب ينشر فكرته، عندها تستمر افكاره في الحياة، او ان يقوم اتباعه بنشر هذه الفكرة، وهنا عدنا الى مسالة الاتباع لنشر الفكرة.
12- حتى من ينكرون الاحزاب عندهم تجمع على رأي معين وكلهم يحملون هذا الرأي ومن خالفهم في رأي هاجموه، مثل الوهابيين الذين ينكرون الاحزاب وهم في الاصل متعصبون تعصبا شديدا لرأيهم ويفسقون غيرهم ولهم شيوخ لا يخالفونهم.
13- الكثير من الذين يحرمون الاحزاب للأسف يحرمونها من باب خدمة الحكام الحاليين الذي لا يحبون ان يروا حزبا اسلاميا مخلصا يحاسبهم ويعمل على التغيير عليهم، ولهؤلاء العلماء اسبقيات في الفتاوى المخالفة للإسلام لصالح الحكام الظالمين المجرمين.




من هذه كله وغيره الكثير وأولا وأخيرا من الادلة الشرعية يتبين وجوب وجود الاحزاب والجماعات في امة الاسلام وأنها هي الوحيدة القادرة على التغيير وليس عموم الناس الذين وزنهم ضئيل بدون قيادة تجمعهم.

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4384&st=0&gopid=16083&#entry16083

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...