اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

حلقات : خدعوك فقالوا أن الإسلام يريد حبسك في البيت بحيث لا ي


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

خدعوك فقالوا أن الإسلام يريد حبسك في البيت بحيث لا يكون لك دور !!

 

والإسلام قال لك أن المرأة أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصان ..

 

ح1

 

 

 

إن مما ابتلينا به في أيامنا هذه والعياذ بالله هو تلك الحرب الشرسة التي يشنها الكفار وأعوانهم لنشر الفساد في مجتمعات المسلمين، فإننا وفوق كل ما نعانيه من استعمار عسكري وسياسي نعيش في حرب أعظم من ذلك، حرب ربما هي أصعب على المؤمنين الصادقين والمؤمنات التقيات من قتال الكافرين بالسلاح، حرب تحتاج منا لجهاد وأي جهاد، إنه الجهاد للحفاظ على شرع الله عز وجل في ما يتعلق بعلاقتنا بأنفسنا من مأكل وملبس ومشرب بعدما لم يتبق من شرع الله تعالى في حياتنا شيء إلا وانتقض بعد زوال الحكم بالإسلام.

 

أخرج الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة".

 

 

 

واليوم لم يتبق للمسلمين من قيم الإسلام وأحكامه إلا وحاربهم فيه من يحاربون الله ورسوله من الكافرين وأعوانهم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في بلاد المسلمين، وأنفقوا عليها المبالغ الباهظة.قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" الأنفال(36). وكانت المرأة المسلمة وما زالت هدفا لسمومهم ومخططاتهم الساعية لإفسادها وتنوعت الأساليب والأشكال والمسميات.

وإن طبيعة نظرة الإسلام التشريعية تجعل الأعمال التي يقوم بها الإنسان بوصفه إنساناً مباحة لكل من الرجل والمرأة على السواء، دون تفريق بينهما، أو تنويع أحدهما عن الآخر، أو تجعل هذه الأعمال واجبة أو محرمة أو مكروهة أو مندوبة دون أي تفريق أو تنويع. أما الأعمال التي يقوم بها الذكر بوصفه ذكراً مع وصف الإنسانية، وتقوم بها الأنثى بوصفها أنثى مع وصف الإنسانية، فإن الشرع قد فرق بينهما فيها، ونوعها بالنسبة لكل منهما، سواء من حيث الوجوب أو الحرمة أو الكراهة أو الندب أو الإباحة. ومن هنا نجد أن الحكم والسلطان قد جعله الشرع للرجال دون النساء، ونجده قد جعل حضانة الأولاد أبناء كانوا أو بنات للنساء دون الرجال، ولذلك كان لا بد من أن توكل الأعمال التي تتعلق بالأنثى بوصفها أنثى للنساء، وأن توكل الأعمال التي تتعلق بالذكر بوصفه ذكراً للرجال.

 

 

 

ولما كان الله تعالى وهو الذي خلق الذكر والأنثى أعلم بما هو من شأن الرجل أو شأن المرأة، كان لا بد من الوقوف عند حد الأحكام التي شرعها دون مجاوزتها، سواء أكانت للرجال وحدهم، أم للنساء وحدهن، أم للإنسان بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة، لأنه هو أعلم بما يصلح للإنسان. فمحاولة العقل حرمان المرأة من أعمال بحجة أنها ليس من شأنها، أو إعطائها أعمالاً خص بها الرجل باعتبار أن هذا الإعطاء إنصاف لها وتحقيق للعدالة بينها وبين الرجل، كل ذلك تجاوز على الشرع وخطأ محض، وسبب للفساد.

 

 

 

وقد جعل الشرع المرأة أماً وربة بيت، فجاءها بأحكام تتعلق بالحمل، وأحكام تتعلق بالولادة، وأحكام تتعلق بالرضاع، وأحكام تتعلق بالحضانة، وأحكام تتعلق بالعدة. ولم يجعل للرجل شيئاً من ذلك، لأن هذه أحكام تتعلق بالأنثى بوصفها أنثى، فألقى عليها مسئولية الطفل من حمل، وولادة، وإرضاع، وحضانة، فكانت هذه المسئولية أهم أعمالها وأعظم مسئولياتها. ومن هنا يمكن أن يقال إن العمل الأصلي للمرأة هو أنها أم وربة بيت، لأن في هذا العمل بقاء النوع الإنساني، ولأنها قد اختصت به دون الرجل، وعليه فإنه يجب أن يكون واضحاً أنه مهما أسند للمرأة من أعمال، ومهما ألقي عليها من تكاليف، فيجب أن يظل عملها الأصلي هو الأمومة، وتربية الأولاد.

 

 

 

ولذلك نجد الشرع قد سمح لها أن تفطر في رمضان وهي حامل أو مرضع، وأسقط عنها الصلاة وهي حائض أو نفساء، ومنع الرجل أن يسافر بابنه من بلدها ما دامت تحضنه، كل ذلك من أجل إتمام عملها الأصلي وهو أنها أم وربة بيت، وليس معنى كونها أماً وربة وبيت أنها محصورة في هذا العمل، ممنوعة من مزاولة غيره من الأعمال، بل معناه هو أن الله خلق المرأة ليسكن إليها الرجل، وليوجد منها النسل والذرية قال تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة} وقال: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها} ولكنه خلقها في نفس الوقت لتعمل في الحياة العامة، كما تعمل في الحياة الخاصة، فأوجب عليها حمل الدعوة، وطلب العلم فيما يلزمها من أعمال في حياتها.

 

 

 

وأجاز لها البيع، والإجارة والوكالة، وحرم عليها الكذب والغدر والخيانة، كما أوجب ذلك على الرجل وأجازه له وحرمه عليه. وجعل لها أن تزاول الزراعة والصناعة كما تزاول التجارة، وأن تتولى العقود، وأن تملك كل أنواع الملك، وأن تنمي أموالها، وأن تباشر شؤونها في الحياة بنفسها، وأن تقوم بسائر المعاملات. وذلك لعموم خطابات الشارع، وعدم تخصيص المرأة بالمنع. فالإسلام إذن مكّن المرأة من القيام بمهمتها الطبيعية كأم وربة بيت وجعل نفقتها على الرجل سواء أكان والدها أو ابنها أو زوجها أو أخوها وأباح لها العمل ولم يوجبه عليها، ونظر للمرأة كأنها الملكة التي كلما كبرت اتسعت مملكتها من الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد والكل يسعى لنوال رضاها وطلب محبتها.

 

إذن فإن الحل المناسب والعلاج الناجع أن تأخذ المرأة بالأحكام التي أنزلها خالقها ولا تلتفت لمفاهيم الغرب وحضارته الزائفة وشعاراته البراقة التي هي وعود من الشيطان وصدق الله العظيم.

 

 

 

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

مسلمة ( أم صهيب )

 

 

 

 

21 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/03/03م

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سلسلة خدعوك فقالوا الاختلاط ضرورة للواقع الحالي

 

ح2

 

 

بعد غياب دولة الإسلام عن الحياة وتطبيق الرأسمالية على المسلمين أصبحت الصورة الحقيقية لما أراده الإسلام للمجتمع غائبة عن الأذهان وغير متصورة،.وساد التشويه النظام الاجتماعي في الإسلام عند المسلمين بسبب الأفكار المغرضة التي حرص الغرب على ترويجها من أجل النيل من الإسلام بإشاعة فكرة إخفاق الإسلام في معالجة القضايا الاجتماعية ومواكبة التقدم والتطور، وكان اختلاط المرأة بالرجل هي من القضايا الأساسية التي يسعى المفسدون لنشرها في المجتمع، ويستميتون في إقناع الناس بها، ويوجدون لها المسوغات، ويجعلونها من الضرورات، ويعزون كل بلاء وتخلف وانحطاط في الأمة إلى ما ساد من عزل المرأة عن الرجل في التعليم والعمل وغير ذلك، واجتهدوا في إيصال الفكرة ونجحوا في إدخالها على أبناء جلدتنا باستخدام كثير من الوسائل والأساليب، فمن مدارس إلى جامعات إلى صالات للأفراح إلى الكثير من الأماكن التي زينوا فيها الاختلاط في أعين الناس فنسمع بعض المقلدين تقليدا أعمى يقولون: وما الضير أن يكون والد العريس ووالدها وإخوتها في الحفلة ليفرحوا مع أبنائهم وبناتهم !!، ومن الفتيات من تقول أنها تجلس في الجامعة مع زملائها لغير ضرورة وتمزح وتضحك بحجة أنهم مثل إخوتها. وكذلك مع غير محارمها، وما يتبع هذا الاختلاط من تجاوزات شرعية وعلاقات بعيدة عن شرع الله وأحكامه. ولا ننسى دور وسائل الإعلام الخبيثة بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية في حديثها عن الاختلاط بأنه أمر عادي بل ضروري، كما نرى في المسلسلات والأفلام والقصص والروايات، وتتغلغل هذه المفاهيم من حيث لا نشعر. وكذلك المدارس فإنهم يريدون تحويلها إلى مدارس مختلطة بحجج واهية، في حين أن هناك في أمريكا محاولات وتجارب للفصل في المدارس والجامعات.

لكننا بوصفنا خير أمة أخرجت للناس لن نسمح لهذا المفهوم الغربي أن يغزوا بلادنا أكثر فأكثر لذلك علينا أن نحافظ على نسائنا وذلك بتطبيق كل ما أمر به الله ولو خالف شهواتنا، والابتعاد عن كل ما حرم الله ولو أحببناه فالإسلام حافظ على العلاقات بين الرجل والمرأة ونظمها لهم.

 

فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بفصل الرجال عن النساء وجعل صفوف النساء في المسجد وفي الصلاة خلف صفوف الرجال، وعند خروجه من المسجد أمر بخروج النساء أولا ثم الرجال حتى يفصل النساء عن الرجال، أخرج البخاري عن هند بنت الحارث أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها (أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال). وقد جاء الفصل عاماً لا فرق في ذلك بين الحياة الخاصة والحياة والعامة ولا يستثنى من ذلك إلا ما جاء الشارع بجواز الاجتماع فيه سواء في الحياة الخاصة أو في الحياة العامة، فقد أجاز للمرأة العمل والبيع والشراء وأوجب عليها الحج، وأجاز لها حضور صلاة الجماعة وأن تجاهد الكفار إلى غير ذلك مما أجاز لها من أعمال، فإذا كانت هذه الأعمال تقتضي الاجتماع فيجوز لأجلها هذا الاجتماع في حدود العمل وفي حدود أحكام الشرع، وأن لا يتعدى الاجتماع العمل المراد القيام به، فعندما تنتهي المرأة من العمل تنتهي علاقتها بهؤلاء الرجال بانتهاء هذا العمل، ومن الضروري أيضا أن يكون العمل شرعيا أي لا يجتمعان لعمل محرم ونقول أن اجتماعهما جائز إلى حين انتهاء العمل لأن كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام. فقد شرع الله مجموعة أحكام لضمان بناء النظرة بناء سليماً على التعاون والعيش المشترك وليس على نظرة الذكورة والأنوثة، من مثل وجوب غض البصر على كل من المرأة والرجل حيث قال: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } و{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}. وأوجب اللباس الشرعي الكامل للمرأة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } ومنع الخلوة بحجة أن العمل أو الدراسة يتطلب هذا أو أنه رئيسها في العمل أو أنه أستاذها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم). وحرم التبرج وإبداء الزينة للرجال الأجانب، {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} وقال: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ...} ولا أن تتبدى في المشية أو تخضع في القول.

كل هذا للحفاظ عليك أختي لتكوني تلك المرأة التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقارورة فلا تدعي مجال لأحد أن يتسبب بكسرك ولا تتركي للغرب محاولة لإفسادك إلا وترفضيها، فهم يعلمون أنهم إن نجحوا في نشر الاختلاط وغيره من المفاهيم البعيدة عن شرعنا الحنيف من خلوة وسفور وتبرج وانتهاك للحرمات فهم يثبتون أقدامهم أكثر وأكثر في بلاد المسلمين.

 

إنَّ الخطَأ خطأ ولو كثر الواقعون فيه، وإنَّ المنكر لا ينقلب إلى معروف بمجرد انتشاره، وهكذا الباطل يبقى باطلاً ولو زيّنه المزورون بزخرف القول، وروجوه بالدعاية، والواجب على أهل الإسلام إنكار المنكر ولو كان المتجافي عنه غريباً في الناس، كما يجب عليهم إحقاق الحق ولو أعرض عنه أكثر الناس، فانتشار الباطل وانتشار أهله، وغربة الحق وضعف حملته لا يسوغ السكوت والتخاذل، وإلا غرق المجتمع كله في حمأة الباطل، وطوفان الرذائل.

وما تكلمنا عليه هنا هو مثال آخر على أن الله قد شرع لنا أحسن الأحكام وأرقاها وأرحمها بالمرأة والرجل، وحان لنا أن ندرك أن فساد الحياة الاجتماعية عندنا وانحطاط العلاقات في المجتمع واضطرابها ما هو إلا بسبب النظام الرأسمالي المطبق في بلادنا منذ ما يقرب من مائة عام، وأن مكانة المرأة واحترامها وسعادتها وهدوءها النفسي لن يعود إلا بعودة تطبيق الإسلام شاملا كاملا في ظل دولة تحكم به وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا.

 

 

 

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

مسلمة ( أم صهيب )

 

 

 

25 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/03/07م

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة خدعوك فقالوا إن اللباس الشرعي هو فقط ستر العورة أو تغطية الشعر فقط

 

ح3

 

إن ما نجده اليوم مما يسوق للمسلمات من ثياب وملابس، خاصة ما يعرض على أنه لباس شرعي نجد أنه يصمم بأيدي مصممي الأزياء الكفار من الغربيين ويجعلون لتلك التصميمات معارض في بلاد المسلمين وينفقون في سبيل نشر هذه الأزياء ملايين الدولارات للترويج بها بالإعلانات التجارية مستغلين أجساد النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ليضعن على أجسادهن تلك الثياب بكل ابتذال وتبرج لعرض هذه الأذواق السقيمة على نساء المسلمين وبناتهم والعياذ بالله.

 

 

لذلك أصبحنا اليوم نرى في متاجر من يدّعون أنها محلات للباس الشرعي جلابيب ضيقة تلبسها النساء على أنها رداء شرعي يخرجن بها وأجسادهن مفصلة، أو نرى عباءات خفيفة تكشف ما تحتها من ثياب وكأنها مجرد قطعة قماش لا قيمة لها سوى تجميل وتكميل ما تحتها من ملابس.

إخواني وأخواتي: إن لباس المرأة المسلمة ونعني بذلك لباسها الشرعي الذي أمرها الله عز وجل بارتدائه في الحياة العامة عند خروجها من بيتها للقيام بأمورها الحياتية من عمل أو تعليم أو بيع أو شراء أو حتى نزهة، هذا اللباس جاءت به العديد من النصوص الشرعية من كلام الله عز وجل ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه وتحديد شروطه وهيئته، قال تعالى: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا". الأحزاب(59)

 

 

في هذه الآية يدعو الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام إلى تبليغ نساء المسلمين ومن قبلهن زوجاته وبناته وهن أشرف النساء، وأن يأمرهن بإرخاء وإدناء الجلابيب عليهن وذلك إلى جانب ما فرض عليهن من ضرب الخمار على الرأس والرقبة وجيب الثوب، قال تعالى: " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. النور(31)

 

إن الله تعالى قد وصف في هاتين الآيتين اللباس الذي أوجب على المرأة أن تلبسه في الحياة العامة وصفاً دقيقاً شاملاً، فبالنسبة للباس النساء من أعلى قال: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن"، أي ليرمين أغطية رؤوسهن على أعناقهن وصدورهن ليخفين ما يظهر من طوق القميص وطوق الثوب من العنق والصدر.

 

 

أما بالنسبة للباس النساء من أسفل قال: "يدنين عليهن من جلابيبهن" أي يرخين عليهن أثوابهن التي يلبسنها فوق الثياب للخروج من ملاءة وملحفة يرخينها إلى أسفل، من: للبيان وليس للتبعيض، فيشترط في الجلباب أن يكون مرخياً إلى أسفل حتى يغطي القدمين.

روى ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن، فقال: "يرخين شبراً"، قالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: "يرخين ذراعاً لا يزدن"، فإن كانت القدمان مستورتين بجوارب أو حذاء أو حتى بنطال طويل عريض فإن ذلك لا يغني عن إرخائه إلى أسفل بشكل يدل على وجود الإرخاء.

 

 

ولا ضرورة للأعذار التي تسوقها المرأة مثل: أنها تتعثر بسبب طوله ولا تستطيع المشي أو يمكن أن يتسخ لأن الشارع غير نظيف فلو كان واسعاً بما فيه الكفاية فلن يعيق السير ولن يتمزق.

وأيضاً قال تعالى في الكيفية العامة التي يكون عليها اللباس: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، أي لا يظهر مما هو محل الزينة من أعضائهن كالأذن والذراعين والساقين وغير ذلك إلا ما كان يظهر في الحياة العامة عند نزول هذه الآية أي في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الوجه والكفان، قال عليه السلام: "إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل". رواه أبو داوود

 

 

أما ما تفعله بعض الأمهات من عدم إجبار بناتهن على اللباس الشرعي بعد البلوغ بحجة أنها صغيرة غير مكتملة النمو لا تلفت النظر، لا تستطيع الالتزام به جيداً فتعطي صورة سيئة، نتركها لتنمو وتكبر أكثر لا داعي للاستعجال، لم تقتنع بعد، تلبس بعد الزواج وإلا لن يخطبها أحد، أو ليس معي ثمناً لشرائه، وهكذا، فإن هذه الأقوال والأفعال ما هي إلا ضرب من الشيطان والعياذ بالله، فلتنظر هؤلاء الأمهات والبنات إلى حديث أم عطية والتي قالت: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق (أي البنات اللاتي لم يحضن) والحيّض وذوات الخدور (الأمهات والبنات اللاتي لا يخرجن من بيوتهن)، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها".

 

انظرن أخواتي قالت له إحدانا لا يكون لها جلباب فلم يقل لها حسناً ما دام لا يوجد عندها لتلبس ما عندها شرط أن تغطي العورة وبعد أن يتوفر لديها تخرج به، لا بل قال لتعيرها أختها المسلمة من ثيابها التي تلبس فوق الثياب ومعناه أنه إذا لم تعرها فإنه لا يصح لها أن تخرج.

 

 

هذا هو لباس المرأة المسلمة في الحياة العامة يجب أن لا يكون مظهراً لمحاسنها إما بتفصيله وإما بتزيينه كأن يكون لونه ملفتاً للنظر بالرسوم والنقشات التي عليه أو وضع الأزرار والدبابيس من الجواهر، لأن هذا يعتبر تبرجاً وتكون آثمة حتى ولو أنها كانت مرتدية للجلباب بأوصافه السابقة، كما أن خمارها يجب أن لا يكون رقيقاً أو مخرماً يظهر منه الشعر ولون بشرة العنق وما تحته من قلادة وزينة على العنق، ولا أن يكون لونه صارخاً أو متعدد الألوان والقطع والنقوش بهدف إبداء الزينة.

 

فالتبرج نهى الشارع عنه نهياً قاطعاً حتى القواعد اللواتي لا يرجون نكاحاً واللواتي أباح لهن الشارع أن يضعن عنهن الجلباب أمرهن أن لا يتبرجن، قال تعالى: " وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ. " وبالتالي من باب أولى غير القواعد يحرم عليهن التبرج، فالزينة لم يحرمها الشرع ولكن إبداء الزينة للأجانب (التبرج) هو الذي حرمه الشرع، والذي يحدد التبرج هو المجتمع ولن ندخل في تفاصيله ولكن نقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".

 

 

علينا أن نتذكر أن لباس المرأة المسلمة في الحياة العامة هو الذي يميزها عن الكافرات حين تظهر أمام الناس في الأماكن العامة، وهو الذي يعكس الإسلام، فيجب أن تكون مرآة لامعة ناصعة ليس عليها خدوش، وستسأل يوم القيامة عن ذلك.

وما نراه اليوم من لباس لمعظم البنات وحتى بعض النساء المتزوجات من اقتصار اللباس على البنطال (والضيق أكثر الأحيان) بحجة أن هذا هو الموجود في الأسواق والعياذ بالله، والخمار الذي يشبه طرحة العروس أو حتى الستائر، فهذا ليس بلباس شرعي بل إن الشرع بريء منه.

 

 

أخواتي الكريمات: إنه لمن البلاء العام ما نراه اليوم في أسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا من مظاهر خارجة عن الذوق الإسلامي، في لباس بنات المسلمين ونسائهم من كشف للعورات وعرض للأجسام والمصيبة أن هذا ضرب للباسنا الإسلامي الذي هو عنوان عقيدتنا ومرآة إيماننا بالله، فمظهرنا كمسلمات هو من أول سلوكيات الإسلام التي تتميز بها المسلمات عن غيرهن، ولكن أعداء الإسلام دخلوا للمسلمات في لباسهن فأصبحنا نرى على أخواتنا وبناتنا جلابيباً والله ليست بالجلابيب وعباءات ليست بالعباءات.

أخواتي: إن كل واحدة منا مسؤولة أمام الله عز وجل عن التزامها بالشرع ومسؤولة عن علمها بشرع ربها فاتقين الله وقد علمتن فالزمن واعلمن أنها أمانة في أعناقكن أن تتخذن الموقف المشرف لكُن ولدينكن في كل أمر من شرع الله عز وجل ولا تستصغرن يوماً أمراً جاء في كتاب الله عز وجل وبلغه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الامين.

 

 

اعلمن أخواتي أن إغفالكن واستهانتكن بشيء من كشف العورات أو هيئة الجلباب الشرعي في الإسلام هو تحقير لحرمات الله عز وجل والعياذ بالله، قال تعالى: " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. الحج(30)، أي ومن يجتنب معاصيه ومحارمه يكون ارتكابها عظيماً في نفسه "فهو خير له عند ربه" أي فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل على فعل الطاعات، ثواب كبير كذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات.

 

نسأل الله تعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونسأل له أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

 

 

إنه سميع قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.

 

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

مسلمة ( أم صهيب )

 

 

 

30 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/03/12م

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خدعوك فقالوا طالبي بالمساواة مع الرجل !!

وأنصفك الإسلام وقال " النساء شقائق الرجال "

 

 

إن القائمين على الحضارة الغربية بسبب نظرتهم النفعية وبسبب تخليهم عن جميع القيم إلا القيمة المادية رأوا أن المناداة بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة، أمر يحقق منفعة تمكنهم من استثمار بعض الصفات التي خص الله بها المرأة دون الرجل، كجمالها ورقتها وخاصية جاذبيتها للرجال في أعمالهم الاقتصادية كالدعاية والسياحة والسكرتارية مثلا، فضلا عن استثمار جسدها في بيوت الدعارة واللهو والفنون المنحطّة وعلى المسارح والفضائيات.

وقاموا في بلاد المسلمين بتسويق هذه الفكرة من أجل إبعاد المرأة المسلمة عن مكانتها الصحيحة ومن أجل القضاء على الأسرة المسلمة ونشر الانحلال الخلقي بين المسلمين، ليضيفوا انتصارا فكرياً إلى انتصاراتهم السياسية والعسكرية.

 

فليست المساواة بين الرجل والمرأة قضية تبحث ولا هي قضية ذات موضوع في النظام الاجتماعي، ولا هو مشكلة محتملة الوقوع في الحياة الإسلامية، وما هذه الجملة إلا من جمل الغرب والمقلدين له، فهو الذي هضم حقوق المرأة الطبيعية ودفعها للمطالبة بحقوقها، فكان بحث المساواة طريقا لنيل هذه الحقوق.

والإسلام لا شأن له بهذه الاصطلاحات فنظامه الاجتماعي قائم على أساس متين يوفر للمرأة والرجل على السواء الكرامة الإنسانية اللائقة، قال تعالى:" ولقد كرمنا بني آدم ".

 

وإن فكرة المساواة المطلقة في الحقوق والأدوار والمسؤوليات بين الرجل والمرأة وأن ننفي أن هناك اختلافات بين المرأة والرجل هي التي تظلم المرأة كثيرا، ففكرة أن المرأة يتوقع منها أن تكون كالرجل هي السبب لعدة مشاكل، فمثلا في مجال العمل المرأة تجبر على الخروج للعمل وعلى كسب الرزق والعمل له وتجد الأم العاملة ليست لها نفس الحقوق مثل الرجل الذي لا يتحمل مسؤولية أولاد، هذا هو عدم العدل، والمرأة اليوم يجب عليها العمل ولا اختيار لها وهي التي ترعى الأبناء والبيت والزوج، وهذا مصدر ضغط نفسي على النساء يجعلهن يشعرن بالإحباط بسبب هذا الضغط وفقا للدراسات، لكن الإسلام مختلف، فالإسلام يتقبل هذه الاختلافات ويضع لها أحكاما شرعية تتناسب معها، فالله سبحانه قد خلق المرأة وخلق الرجل ويعلم الله تعالى ما فيه الخير لهما، فهناك مسؤوليات مختلفة فالرجل فرض عليه العمل وكسب الرزق وليست المرأة فلست عليها أن تخرج من البيت بل ترعى أبنائها وبيتها، فالمرأة والرجل لا يتنافسان ولا توجد أفضلية لدور على الأخر، الدوران مهمان، بل يقوم كل منهما بما فرضه الله تعالى عليهما، فيكون البيت مستقرا وهادئا الحياة فيه جميلة، ولا يكون فيه مشاكل بسبب عدم وضوح المسؤوليات والأدوار لكل منهما. فالاختلافات في الأحكام الشرعية نتيجته محمودة. فالإسلام يقر بأن عقل المرأة مثل عقل الرجل ولها جميع الحقوق كمواطنة في الدولة، وفي نفس الوقت تعيش عيشة هنيئة ومستقرة بحسب احتياجاتها كامرأة تختلف عن الرجل في دورها في المجتمع.

والله سبحانه خلق الذكر والأنثى وجعل فيهما صفات متشابهة، فجعل لكل منهما غرائز وحاجات عضوية وحواس خمس ودماغ وأوجد عندهما قابلية الإحساس والتفكير، فكل منهما يفرح ويحزن، يرضى ويغضب، يخاف ويأمن، يحب ويكره، وفي نفس الوقت جعلهما مختلفين في تركيب الأعضاء ووظائف بعض الغدد والخلايا. وحين حدد لهما حقوقهما وواجباتهما حددها حسب طبيعتهما الإنسانية وحين شرع التكاليف شرعها أيضا بحسب طبيعتهما الإنسانية، فأمر الرجل بوصفه رجلا بأعمال تناسب تكوينه الجسدي والعضوي كالأعمال الشاقة والحروب والحكم، وأمر الأنثى بوصفها أنثى بأعمال تناسب تكوينها كأعمال المنزل وتربية الأطفال.

 

فهنا اختلفت التكاليف واختلفت الحقوق والواجبات لاختلاف النوع الإنساني، فلا يقال أن الشرع لم يساو بينهما، كما لا يقال أن الشرع ساوى بينهما حين وحد بعض الحقوق والواجبات ووحد التكاليف لوحدة تكوينهما الإنساني. فالإسلام لم يفرق في دعوته لكل من المرأة والرجل إلى الإيمان ولا في تكليفهما بحمل الدعوة إلى الإسلام، والقيام بالعبادات والاتصاف بالأخلاق الحسنة والالتزام بأحكام المعاملات، وإيقاع العقوبات على المخالفين والمخالفات، كما لم يفرق بينهما في حق التعليم والتطبيب والانتخاب ومحاسبة الحكام وتنمية الأموال.

إن الإسلام منح المرأة الحقوق الشرعية ابتداءً دون طلب منها ودون جمعيات نسوية أو تنظيمات حقوق إنسانية، ولا بسبب ثورات ومطالب اجتماعية وسياسية، بل كان بنظام كامل أنزله الله تعالى خالق الذكر والأنثى على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون نبراسا ومنهاج حياة.

 

فالإسلام بمنهجه الكامل وبتكريمه للمرأة كرّم الإنسانية، ولم يفاضل بين بني الإنسان إلا بالتقوى، قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } .(الحجرات:13)

والحمد لله رب العالمين

 

مسلمة ( أم صهيب)

 

 

 

03 من جمادى الأولى 1434

الموافق 2013/03/15م

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خدعوك فقالوا بوجوب التكافؤ الاجتماعي والمادي بين الزوجين

 

 

 

حث الإسلام على الزواج وأمر به، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه.

وسأبدأ حديثي بهذه القصة عن صحابي ربما لم نسمع عنه كثيراً وهو يدعى جُلَيْبيب وهو رجل صالح، لكنه دميم الوجه قبيح المنظر، فلا أحد من النساء تقبل به وكان الناس يردونه ولا يقبلون تزويجه، فلما اشتكى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه إلى منزل أحدهم لخطبة ابنته، فكان رد والدة البنت وأبوها في بادئ الأمر [جليبيب يا رسول الله، جليبيب يا رسول الله] أما كان أبو بكر؟ أما كان عمر؟ أما كان فلان؟ والمقصد هو الرفض، فسمعت البنت بالخبر فقالت: ما الخبر؟ فأخبرتها أمها، وصارت بين أمرين وبين موقفين: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك المنظر القبيح الذي لا تتحمله، فقالت البنت لأمها ولأبيها:" أتردان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أين تذهبان من قول الله تعالى: }وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {، ادفعوني إليه فإن الله لن يضيعني"، سمع النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر، فسر ودعا لهذه البنت. ويوم الزفاف سمع جليبيب منادي الجهاد يقول: يا خيل الله اركبي، حي على الجهاد، ففزع إلى الجهاد في سبيل الله، واستشهد في تلك المعركة وحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ويقول: هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه.

 

فلننظر إلى قول تلك الفتاة الجليلة بأنها لا ترفض رجلاً بعثه رسول الله لخطبتها ودون التفكير في أنه رجل قبيح أو ربما فقير. من منا ترضى بمثل هذا الزوج الآن؟ من منا ترضى بزوج صالح مجاهد لا يكون غنياً أو وسيماً أو ذا منصب ومال؟ أنظرن ماذا قالت: كيف تردان أمر رسول الله؟ أين تذهبان من قول الله؟ لأنها كانت مستجيبة لله ولرسوله وليس لأهواء النفس وزخارف الدنيا والمقاييس الزائفة التافهة. وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رشحه لها، إذن هو الزوج الصالح المناسب لها فهو القائل عليه الصلاة والسلام:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالدين هو أساس الاختيار وليس المال أو الشكل أو المنصب أو العائلة والحسب والنسب، الزوج الذي يقرأ قوله صلى الله عليه وسلم:" استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم" فيعاملها بمروءة وشهامة ورفق ورحمة وعدم منٍّ ولا أذى. وهذا لا يكون إلا عند صاحب الدين الذي يخاف الله ويتبع أوامره ويبتعد عن نواهيه.

إذن ليس هناك ما يدعى ب "ضرورة وجود التكافؤ الاجتماعي والثقافي والأسري بين الزوجين"، فهذا لا أصل له في الشرع، فكل مسلم كفء لأية مسلمة وأية مسلمة كفء لأي مسلم، ولا قيمة للفوارق بين المرأة والرجل في المال والنسب أو الصنعة أو الشهادات العلمية أو غير ذلك، فابن العامل كفء لبنت الغني، وبنت الصانع كفء لابن الحاكم، يقول الله تعالى: }إنَّ أكرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ{، ويقول رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم:"لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"، وهذا هو المقياس الذي يجب أن نقيس به الكفاءة وليس أي معيار آخر، ويكون هذا طبعا برضا الطرفين.

 

لكن مقاييس الزوج المناسب الآن عند عدد كبير من الفتيات وحتى أهاليهن ليست كذلك، فهناك من تريده فقط غنياً، ذا منصب يوفر لها ما تريده من مسكن فاخر وسيارة وملابس ورحلات مضافاً إلى ذلك وسامة في الشكل وإتباع للموضة في اللباس، وقد يكون متساهلاً في المحرمات وتطبيق الأحكام الشرعية، من عدم تقيد باللباس الشرعي مثلاً فيسمح لها بالذهاب خارج البيت وهي كاسية عارية، وفي أماكن الاختلاط، وتفعل ما تريد، هذا ما تريده وليس زوجاً ملتزماً، وتقول: هذا سوف يضيق عليّ، ويمنعني من الخروج من البيت، وكل شيء عنده حرام، هي تريده طوعاً لها ويلبي طلباتها فقط، تريد زوجاً إن قالت له: نعم قال: نعم. وإن قالت له: لا.قال: لا، حتى ولو على باطل أو قطع رحم أو فيه ارتكاب لمعصية.

ونذكر هنا قصة فاطمة بنت قيس التي زوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي قرشية مولاه أسامة بن زيد مفضلاً إياه على معاوية بن أبي سفيان وأبي جهم بن حذيفة العدوي الذين تقدما لخطبتها وهما الحسيبان في قومهما. وكذلك قيام رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام بتزويج المقداد بن عمرو وهو المولى الفقير إلى ابنة عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، مع أنه مولى وهى قرشية هاشمية شريفة؛ وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح، واختلاف لون البشرة أو عدم كونه ذا حسب وجاه ليس عيبا يُردّ بسببه الخاطب، بل هذا من أمور الجاهلية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها سوف تبقى في الناس، فقال:" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة" ولا اعتبار إلا للكفاءة في الدِّين، وأما الكفاءة في النسب فهي غير معتبرة.

 

وإن كان الناس اليوم يعتبرونها بل ويُقيمون لها الوزن الكبير، الذي ربما لا يُقيمونه لدينهم لو نقص أو ارتُكب شيء من المحاذير أو الموبقات.

 

فلدى بعض الناس الاستعداد لتزويج من لا يُصلي إذا كان ذا جاه ومال ومنصب، وليس لديهم الاستعداد لتزويج من كان تقيا حافظا لكتاب الله إذا لم يكن كذلك وهذه والله موازين جاهلية، وتحكيم للأهواء والعادات والأعراف المخالفة للكتاب والسنة.

وتحضرني هنا أيضاً قصة الرجل الذي جاء يسأل أبا الحسن البصري عن أي الرجال يزوج ابنته؟ فقال له: لصاحب الدين, فالمؤمن لا يظلم زوجته فإذا هو أحبها أكرمها, وإذا هو كرهها لم يهنها، نعم أختي إن الرجل التقي يعلم حدود الله فلا يتعداها، فهو يقرأ قوله تعالى: {وَعاشِروهُنَّ بِالمَعْروفِ} ويعمل به, وقوله تعالى: {فَإِمْساكٌ بِمَعْروفٍ أَوْ تَسْريحٌ بِإِحْسانٍ} فيطبقه إن احتاج الأمر ذلك.

 

إذن أيها الآباء والأمهات، وأيتها الفتيات: تزوجن بصاحب الدين والخلق القويم, وإذا اجتمع الدين والخلق والمال والحسب والنسب فهذا خير, وإلا فالدين هو المقدم على غيره، فكامل الدين وإن لم تكتمل قدرته المادية اليوم فقد يغنيه الله من سعته غداً وهو الرزاق العليم.

اللهم ارزق بناتنا المؤمنات أزواجاً صالحين وارزق أبناءنا المؤمنين أزواجاً صالحات.

 

 

 

 

 

23 من جمادى الأولى 1434

الموافق 2013/04/04م

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خدعوكِ فقالوا

الحلقة الأخيرة

كلمات من القلب إلى أختي المسلمة في كل مكان

 

 

 

في نهاية سلسلتنا هذه والتي نرجو أنه كان بها الخير للجميع أختمها بكلمات من القلب لك أختي المسلمة في كل مكان علها تصل عقلك وقلبك ..

 

اعلمي أيتها الأخت الطيبة أنك شقيقة الرجل وشطر بني الإنسان فأنت أم، وزوجة وبنت وأخت، وعمة وخالة وحفيدة وجدة.. ثم وأنت أيتها الأخت المسلمة تنتمين إلى دين عظيم هو الإسلام، وإلى أمة جليلة لا توجد في الأرض أمة أنجبت أكثر منها قادة ورجالاً وعظماء وفاتحين، وقبل هذا هي خير أمة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقود البشرية إلى الخير والعدل، وتُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. ومن زيف المبادئ وظلمها للبشر إلى تشريع وضعه رب البشر وفيه كل العدل لهم .

 

ولا شك أن أسلافك من النساء في هذه الأمة كن من أعظم الأسباب في تبوّء هذه الأمة مكانتها القديمة، واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الله الذي أكرمها بهذا الدين قد جعل للمرأة مكاناً في التكليف والتشريف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بإعلاء كلمة الدين، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (سورة التوبة:71)

 

وقد شرع الله لك من الأحكام وأعطاك من الخصائص والمميزات ما يليق بك ويناسب فطرتك، والله هو الإله العليم بما خلق ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ (الملك:14)

 

أختاه المسلمة:

 

أنت مدعوة اليوم لصدق الانتماء إلى أمة الإسلام، والجهاد لإعلاء كلمة الله، وتطبيق شريعة القرآن، والبذل والتضحية لبناء جيل الإيمان الذي يعمل لتحكيم شرع الله في الأرض ..

 

ولكن هناك أيتها الأخت من يريد أن يصرفك عن واجبك المجيد، وأن يحولك عن مهتمك الشريفة في خدمة الدين، وإعلاء كلمة الله، وقد اتخذ هؤلاء الأعداء لك وللدين طرقاً خبيثة منها:

 

* أولاً: صرفك عما خلقت من أجله وهيأك الله له من العبادة والإيمان والدعوة والجهاد، بإغرائك بالدنيا فقط وزخارفها الفانية، فمعارض للحلي والمجوهرات تلو معارض، وموديلات ونماذج للباس تصمم في بلاد الكفر تلو نماذج، وصرعات لا تنتهي، وشهوات تؤجج، وبطون لا تشبع، ورياش وزينة، وتنافس، وزخارف لا تنتهي وكأننا لم نخلق إلا لهذه التفاهات.. وكل ذلك مع دعوة إلى التبذير وهدر الأموال، وقتل للأوقات، وإثارة لنيران الحسد والبغضاء بين الأغنياء والفقراء، وإشعال للتباهي المجنون بهذا البهرج الكاذب.

 

* ثانياً: إشعال نار العداوة والبغضاء بينك وبين الرجل، فأنت عند هؤلاء الغشاشين بنتاً مكبوتة!! وزوجة مظلومةً، وأماً مهدورة الكرامة، وأختاً مهيضة الجناح..، والرجل في زعمهم -كل الرجال- ظلمة ومنافقون، وطغاة ومتسلطون ومانعون لحقوقك، وسالبون لحريتك..، معركة مفتعلة ومصطنعة يفتعلها هؤلاء الشياطين لا لشيء إلا لتتمردي على الأب، وتتكبري على الأخ، وتخرجي من عصمة الزوج، إن هؤلاء لا يدعون إلى عدل وتراحم، وتآلف، ولكن إلى تمرد، واستخفاف وهدم.

 

* ثالثاً: لم يكتف هؤلاء الغشاشون بتحريضك على الأب والزوج والأخ بل تعدى ذلك إلى التحريض على شريعة الإسلام، وأحكام الملك الديّان، فالإسلام عند هؤلاء ظالم، والشريعة الإسلامية عندهم ناقصة وهم يحرضونك صباح مساء على الخروج من هذه الشريعة. وبذلك يحاولون سلبك الإيمان كما يحاولون سلبك الهناءة والراحة في ظلال الأبوة الكريمة والزوجية الهانئة، والأخوة الطيبة.

 

إن هؤلاء يصورون لك أن التقوى والعفاف قيود على الحرية والانطلاق، واللباس الشرعي النظيف حجاب في زعمهم للعقل، والصلاة والصيام والزكاة -في زعمهم- عبث وإضاعة للعمر والوقت، وطاعة الزوج -في زعمهم- إذلال،،،، لقد قلبوا كل المفاهيم، وغيروا كل الحقائق.

إن الأهداف التي يرمي إليها أعداؤك وأعداء الدين معلومة معروفة، إنهم يريدون أن تكوني دائماً في متناول أيديهم الآثمة في كل مكان وفي كل وقت لينالوك بالحرام.

 

يريدون منكِ أن تكوني خليلة بلا حقوق ولا احترام، يجدونك في المكتب والطرقات، وأماكن اللهو والفساد، بحجة إباحة الاختلاط عارية من كل خلق ودين وشرف وأخلاق، يريدونك بلا مهر، ولا عقد، ولا شريعة، إلا شريعة أهوائهم وشهواتهم الدنيئة.. تماماً كما فعل أسلافهم من الملاحدة والمشركين في بلاد الغرب حيث المرأة هي العنصر المظلوم المهضوم المبتذل الرخيص السلعة، الذي بات يجري خلف الرجل، وتتذلل له، والرجل ينتقل من أنثى إلى أنثى بلا مساءلة أو حقوق.. فأصبحت المرأة تطالب بحقوقها وتنادي بالمساواة مع الرجل لرفع هذا الظلم عنها، ويريدون تصدير هذا إليك أخيتي وأنت الكريمة المعززة المكرمة بدينك والتزامك بأحكام الله، ويقولون لك طالبي بالمساواة مع الرجل وقد أكرمك الله تعالى بهذه الأحكام أصلا.

 

أيتها الأخت المسلمة:

 

إسألي واقرأي عن بنات جنسك ممن سلخن ثوب العفة والحياء، وانطلقن وراء وهم الحريات وحقوق المرأة الشهوات وتبعن أهواء الغشاشين ماذا كانت النتيجة وما هي الثمرة؟

 

اعتزي بدينك العظيم، وكوني قدوة صالحة لأبنائك وبناتك ولمن حولك، وأخلصي في انتمائك إلى أمتك المجيدة، واعلمي أن سعادتك في طاعة الله ورضاه، أن تكوني بنتاً فاضلة مطيعة في الحق والخير، وزوجة وفية كريمة، وأماً صالحة تقية.. وليس أي شيء آخر فهذا هو دورك وهذه هي رسالتك في الحياة .

 

أيتها الأخت المسلمة:

 

هذا حديث القلب، فاحذري أولياء الشيطان ممن يريدون غوايتك وإضلالك، وكوني أمة الله الصالحة، وسليلة النجيبات الطيبات، واعلمي أن دورك في بناء الأمة عظيم، فقومي بهذا الدور ولا تكوني أنت وسيلة الهدم والدمار بل كوني أنت صانعة الرجال ،، ودورك في حمل الدعوة عظيم وكبير .. وخذي دورك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل مكان وأي وقت. فكوني أختي ابنة خير أمة، كوني جديرة بثقة الله تعالى التي وضعها فيك وقومي بدور المرأة المسلمة الحقيقي الذي ارتضاه الله سبحانه لك .

 

واعملي أخيتي على إعادة العز والكرامة لك ولأخواتك وللمستضعفين في الأرض والمستضعفات بإعادة تحكيم شرع الله على الأرض الذي ستقيمه دولة الإسلام التي ستطبق الإسلام كاملا شاملا فيتحقق لك ولغيرك الخير والكرامة.

 

وفقنا الله وإياكن إلى ما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة ...

 

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

إعداد

مسلمة (أم صهيب)

 

29 من جمادى الأولى 1434

الموافق 2013/04/10م

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

سلسلة رائعة فجزى الله أختنا كل خير

وجزاكم خيراً لنقلها للعقاب ..

 

نسأل الله أن يعجل بدولة الخلافة التي تصون نساء المسلمين

من الضياع الفكري وتحفظهن في إطار الشريعة الغراء تمنعهن مخالفتها!

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...