اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

متى ندرك قيمة أنفسنا وما بين أيدينا من نعم فنعود خير الأمم؟


منذر عبدالله

Recommended Posts

متى ندرك قيمة أنفسنا وما بين أيدينا من نعم فنعود خير الأمم؟

 

كانت قبلة الناس الأولى في الشام, ثم تحولت الى الحجاز. معظم الرسل المعروفين كانوا في مصر والشام وقد توج ذلك بنزول القرآن الكريم على سيد المرسلين في الحجاز, فكانت تلك البلاد الطيبة المباركة مهبطاً للوحي ومسرحاً للصراع بين الحق والباطل, ومعقلاً للاسلام وقبلة للناس على مدى قرون طويلة.

 

فإذا كانت أوروبا تعتز بأن منها خرجت النظريات الوضعية الحديثة في الحكم والاقتصاد من إشتراكية ملحدة أو رأسمالية ظالمة رغم ما سببته تلك النظم من فساد وأزمات سياسية وأخلاقية ومالية, فإن الخير كل الخير نزل من عند الله ندياً لا تشوبه شائبة في أرض الرسالات المباركة, ثم ليحمل منها الى العالم أجمع.

 

لا يفهم البعض أن المعادلة تتعلق بحضارتين إحداهما جنحت إلى المادة, والأخرى جنحت الى الروح وأهملت المادة, الأمر ليس كذلك, بل هو أن حضارة الغرب جزء منها أنكر ما بعد الحياة وحصر نظرته بالحياة, والجزء الآخر لم يعتبر قضية الايمان ذو قيمة وأهمية لحياة الجماعة ففصل الدين عن الحياة وأعتبره شأن فردي.

أما الحضارة المقابلة التي نزلت من السماء والتي تتجسد اليوم بالاسلام, فهي لا تدعو الى مجافاة الحياة والقطيعة معها, ولا تعتبر الحياة شر يجب هجره, بل تنظر الى الحياة نظرة إيجابية, فهي أرض يجب أن تحرث وتزرع وتعمر وفق منهج الله. فالخلاف ليس أن تزرع الأرض أم لا, بل حول كيفية تنظيم العملية وإدارتها, هل وفق منهج الله العادل, أم وفق أهواء الملأ الفاسدة....!؟

 

إن المكرمة العظيمة التي تتمتع بها بلادنا ومنطقتنا, ليست مسألة تاريخية وأنتهت, بل إن تلك القيمة لتلك البلاد قائمة الى يوم القيامة.

فالكعبة قبلتنا والصلاة في مسجدها بمائة الف صلاة, والحج اليها وفيها, وهي تذكرنا دائماً ببيعة العقبة التي قامت على أساسها دولة الاسلام وفرق الله بها بين الحق والباطل, فهي تدعونا الى أن نحمل الدعوة كما حملها النبي لا نخشى في الله لومة لائم, متحدية سافرة إلى أن يظهر الله دينه كما أظهره أول مرة.

ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم منورة دائما, وفيها بركة النبي دائما حاضرة, وهي تنير لكم الدرب, وتذكركم بسعد وأصحابه علّ بعضكم يستبشرا.

إلى مسجدها تشد الرحال, فهو ثاني المسجدين, الصلاة فيه لا تعدلها صلاة في غيره بعد المسجد الحرام.

وهذا المسجد الأقصى أسير ولكنه أبيٌ, ينظر إليكم ويشفق على حالكم لما تعانونه من ذل وهوان, هو قبلتنا الأولى وإليه أسري بالنبي, ومنه...أجل منه كان معراجه للقاء ربه, ومازلت الصلاة فيه لا تعدلها صلاة بعد الذي ببكة وفي المنورة, وقد بارك الله فيه وبما حوله من أرض الشام الثائرة.

 

وفوق كل ذلك الشرف والمنزلة الحضارية, فإن الله أغنى بلادكم بالثروات التي لا تنضب. خيرات وثروات لا تأكلها النيران, ولكنها تحولت الى عبء بعد أن هدم الكيان وفقد السلطان ونفي الأمام وعطِّل حكم الاسلام , وتسلط على خير أمة أعتى اللئام .

 

أيها الناس: إنكم تملكون كل عناصر الدولة الأولى وشروطها, ولكنها صفر من دون خلافة تجمعها وتسخرها من أجل دينكم ونهضتكم.

 

هذه قيمتكم وهذا ما تملكوه وهذا هو سبيل خلاصكم ورفعتكم.

 

منذر عبدالله

رابط هذا التعليق
شارك

أيها الناس: إنكم تملكون كل عناصر الدولة الأولى وشروطها, ولكنها صفر من دون خلافة تجمعها وتسخرها من أجل دينكم ونهضتكم.

 

هذه قيمتكم وهذا ما تملكوه وهذا هو سبيل خلاصكم ورفعتكم.

 

 

رائع .. جزاك الله خيرا و نفع بك

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...