خطبة لعيد الاضحى

[أبو يوسف التميمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث هداية ورحمة للناس أجمعين؛ وبعد أيها المؤمنون...

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر كبيرا، والحمدّ لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، الله أكبر ما لبّى محرم وحج، وقصد الحرم من كل فج، وأقيمت لله في هذه الأيام مناسك الحج.

الله أكبر ما نحرت بمنى النحائر، وعظمت لله الشعائر، وسار إلى الجمرات سائر، وطاف بالبيت العتيق زائر.

الله أكبر إذا ساروا يوم التروية إلى منى، وقضوا نهار التاسع على صعيد عرفات وجزء من الليل مضى، ثم مروا بالمزدلفة أو باتوا وصلوا الفجر والضحى، ورموا جمرة العقبة وقد بلغوا المنى، وتقربوا إلى الله بالهدايا، وحلقوا رؤوسهم وقصروا ونحروا وحمدوا الله على تمام حجهم وشكروا.

 

الله أكبر إذا ساروا لزيارة الطواف مكبرين، وللسعي بين الصفا والمروة مهرولين، وللحجر الأسود مستلمين ومقبلين، ومن ماء زمزم شاربين ومتطهرين. وعادوا إلى ديارهم مغفورين وبتجلي الله عليهم فرحين.

فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون،

فسبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

اللهُ أكبرُ على من أوقدَ نارَ الفتنةِ وكادَ وَدَبَّر

اللهُ أكبرُ على مَن أوجدَ بينَ المسلمينَ قلوباً بالأسى تتفطـَّر

اللهُ أكبرُ على من سفكَ دماءَ المسلمينَ في أرض الشام و الكنانة فقتـَّلَ وأكثر

اللهُ أكبرُ على من ذبحَ شيوخَ المسلمينَ فأجرمَ وأهدر

اللهُ أكبرُ على من قتلَ النساءَ بليل ٍبهيم أو صُبح ٍ أسفر

اللهُ أكبرُ على من خلعَ الحجابَ عن المؤمناتِ وطغى وأنكر

اللهُ أكبرُ على من حظرَ تاجَ العِفـَّة َفنزع َالوقارَ , وكشفَ ما أرادَ لهُ الإلهُ أن يُستر

اللهُ أكبرُ على من رخص بأعراض المسلمين و استهتر

اللهُ أكبرُ على من فقد الغيرة على عرضة و شرفه الأطهر

اللهُ أكبرُ على من قبل الدياثة في المسلمين ونشر

اللهُ أكبرُ على من سمح للكفر أن يفتح مراكز للفسق و الفجور ودمر

اللهُ أكبرُ على من سكت عن حرب الكفار لأبنائنا و بناتنا و نسائنا و تقهقر

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر اللهُ أكبرُ

 

عباد الله إنكم في يوم حرماته متضاعفة، وبركاته مترادفة، في يوم تحيون فيه سنة أبيكم إبراهيم بما تريقون من دماء الذبائح في هذا اليوم العظيم، واقتداءً بنفس السنة يذبح حجاج بيت الله الحرام ذبائحهم ويريقون دماءها، ولهم في كل قطرة دم منها حسنات، وفي كل شعرة من شعرها أو صوفها حسنات.

 

ويا ليتنا نكمل الاقتداء بالسنة، فنذبح كل مستحق للذبح ونريق دمه، ونرجم كل مستحق للرجم ونخسئه كما يخسأ إبليس في هذا اليوم العظيم يوم النحر.

 

يا له من مشهد عظيم عندما نقيم حد الحرابة على من قطع طريقنا وذبح أبناءنا وسرق أموالنا، وفرط في حقوقنا، وساوم على أرضنا ومقدساتنا، وأسلمنا لأعدائنا،

 

و كشف عن عوراتنا في عروض الأزياء وحفلات الرقص و الخمور ، ونشر الدياثة في مسابقات ملكة الجمال و مباريات كرة القدم النسائية ، و خرب عقول نسائنا بدعوته لحرية المرأة وتمردها على وليها ، وسجن رجالنا لأنهم ثاروا غيرة على أعراضنا.

يا له من مشهد عظيم عندما نقيم حد الحرابة عليهم

فنذبح منهم من يستحق أن يذبح، ونقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ونصلبهم في الساحات العامة عبرة لمن يعتبر!

 

ولا شك أننا سننفي من الأرض خلقا كثيرا لا يعلم عددهم إلا الله وحده، فالمستحقون للنفي من الأرض كثير، كما أن المستحقين للقتل والقطع والصلب والرجم كثير كثير.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

و التائب من الذنب لمن لا ذنب له

أدعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة

ــــــــــــــــــــ

) الخطبة الثانية )

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، آلله خير أما يشركون،

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

 

وبعد أيها الناس: إن فرحتنا بالعيد لا تكتمل إلا بذبح من يستحق الذبح، وقتل من يستحق القتل، ورجم من يستحق الرجم، وصلب من يستحق الصلب، وقطع أيدي وأرجل من يستحق ذلك، وقطع لسان من يتطاول علينا وعلى ديننا ويتنقص من نبينا ويشتم ذات الإله تبارك في علاه،

 

ولا يتأتى لنا تحقيق ما نصبو إليه إلا بعد أن يمن الله علينا بإقامة خلافتنا، دولة الإسلام القادمة قريبا بإذن الله، والقادرة على أن تحرر البلاد، وتدحر الأعداء، وتنقذ المقدسات، وتقتص من أكابر المجرمين وتقيم حد الحرابة على المفسدين في الأرض.

فكونوا من العاملين لإقامتها، عسى أن تكونوا من شهودها وجنودها.

 

واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة والسلام على النبي المصطفى الكريم فقال ربنا وهو أصدق القائلين إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وارفعوا أكفكم سائلين الله العظيم من فضله ... اللهم يا ذا الجلال والإكرام/ اللهم يا ربّ البيت العتيق/ اللهم ردّ حجاجنا سالمين غانمين / اللهم اجعلنا من حجاج بيتك العام المقبل/ اللهم إنا نسألك في هذه الصبيحة المباركة أن تغفر ذنوبنا / وأن تستر عوراتنا / اللهم يا ذا السلطان العظيم والمنّ القديم ارفع البلاء والغلاء والغلبة عن المسلمين

تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته