اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

اللهَ اللهَ في دماء المسلمين


ورقة

Recommended Posts

في خضم ثَوَران الثورات وهجيان الدمِ قد يتعجل المظلومُ ويستحل بعض الدماء دون تدقيق واحتكام الى شرع الله تعالى

 

صحيح أن الأخطاء في خضمّ الحروب قد تقع، وقد يكون الموقف محتاجا الى تصرف سريع أحيانا فيقع الخطأ، الا أن تعلم ما يلزم المسلم فيما هو مقبل عليه من تجارة او زواج او جهاد او قتال هو فرض وواجب لا يستغنى عنه

 

ولا بد من تفعيل سرعة البديهة في تلك المواقف، وسرعة البديهة هي سرعة اصدار الحكم الصحيح واتخاذ الاجراء الصحيح تجاه الأحداث، وهي - اي سرعة البديهة - من نعم الله التي انعم بها على عموم عباده، وكل ما يحتاجه الأمر الانتباه والتدريب

 

على أية حال، فلقد لفتت نظري آية في كتاب ربكم جلّ في علاه

 

{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

 

ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم

 

أي لولا وجود مؤمنين يخفون ايمانهم في مكة، مؤمنين لا تعرفون ايمانهم، ومن في حكمهم، وحتى لا تقتلوهم وتؤذوهم وتهريقوا دماءَهم دون أن تشعروا

 

ولو فعلتم ذلك لأصابتكم منهم معرة، والمعرة هي العيب، وهي من العُرّ، والعر هو الجرب

 

ويشير الله تعالى الى أن الصحابة - وهم عباده المخلصون الصالحون يومها، والذين نقتدي بهم رضوان الله عليهم - لا يليق بهم ذلك، ولا يفعلونه الا اذا كان بغير علم (فتصيبكم منهم معرة بغير علم)

 

لولا مخافة ذلك لسلّطكم الله تعالى على أهل مكة الكفار فعذبتموهم بالقتل والأسر وغيره عذابا أليما

 

لو تزيلوا، أي لو تمايزوا وتميزوا، المسلمون جميعهم في فسطاطهم والكفار في فسطاط آخر مميز، لو تمايزوا لسلطكم الله عليهم فعذبهم عذابا أليما

 

واعلموا أن كل ذلك، رجوعكم عن زيارة المسجد الحرام بعد أن جهزتم هديَكم وأنفسكم، وعدم السماح لكم بقتالهم وقتلهم، وكل ما حدث معكم في الحديبية انما هو ليدخل الله في رحمته من يشاء منهم ومن اصلابهم ومن أهل الارض

 

صدق الله العظيم، والحمد له سبحانه في علاه اذ حفظ لنا هذا الدين وهذا القرآن لينير لنا به طريق الحق عندما يشتد الظلام

 

وفيصل ذلك كله أن نتذكر دائما بأننا لا نقوم الا لله، ولا نجلس الا لله، ولا نقاتل ولا نحمل دعوة الا لله، ليس لانتقام للنفس ولا للمغنم ولا للسلطة ولا لشيء.. الا لننال رضا الله تعالى بنشر هذا الدين وبناء دولته وخلع يد تصافح الكفار والشدة والغلظة على الكفار والشفقة على المؤمنين

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...