لكن العراق لا بواكي له

[ورقة]

تسعة وخمسون قتيلا وقرابة المائة وخمسين جريحا حصيلة تفجيرات الأمس في بغداد والموصل

 

وصارت أخبار القتلى بالعشرات في عراق الرشيد تطالعنا مع قهوة الصباح، ونمضي في شربها حتى الحثالة، ثم نمضي الى أعمالنا ومدارسنا وشؤوننا كأن شيئا لم يكن

 

وصرنا لا نتمعن في أعداد القتلى وأماكن قتلهم.. مجرد أرقام وأسماء أماكن..

 

عشرة قتلى.. يعني اهتزّ عرش الرحمن عشر مرات.. عشرة قتلى يعني عشرة أرامل.. أم محمد، أم فيصل، أم سليم.. عشرة قتلى يعني خمسين يتيما سيهيمون على وجوه العباد.. وعشرة قتلى يعني عشرة أمهات ثكالى

 

قتيل واحد يعني قضاء مبرما على عائلة، وتغيير لمجرى حياتها الى حين يبعثون

 

ملايين القتلى في العراق، الله أكبر، واخجلاه منك يا رسول الله، ونحن أمة المليارين، ونحن أمة الجيوش الجرارة للخيبة والخذلان والتآمر

 

واخجلاه منك ونحن نقتل بعضنا بامر الكافر، يتلاعب بعقولنا وبلحانا ويحركنا كأحجار الشطرنج ليحقق مصالحه

 

يتنافس مع منافسيه بدمائنا ويتفرج علينا من بعيد ضاحكا ساخرا ماكرا

 

الله أكبر متى تتحرك أمة الاسلام تحركا واعيا يفضي الى قلع دول المالكي وبشار وآل سعود وسائر الخونة الفجرة وتسيير الجيوش لنصرة من تبقى على قيد الحياة في بغداد ودمشق وبيت المقدس والقاهرة وبيدوا وأفغانستان واوزبكستان وكثير لا بواكي لهم

 

والى متى يستمر اعراض شباب الأمة عن دمائهم وقضاياهم ومصائرهم وآخرتهم الى ما يلقي به اليهم الحكام من برامج الرقص والغناء وما وكرة القدم.. شباب يلعبون وذووهم يذبحون ويداسون

 

والله يا أيها الأحياء من أمة الاسلام لتُحاسَبُنّ على هذه الدماء عند الذي يعلم السرّ وأخفى، عند الذي يقضي أول ما يقضي بالدماء، عند الذي فرض عليكم نصرة من يستنصرونكم في الدين

 

"وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر"