اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

العزلة مرض فتاك في عالم مشغول بشكل متسارع / تاجي مصطفى


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

 

العزلة مرض فتاك في عالم مشغول بشكل متسارع

 

الخبر:

 

تم كسر باب السيدة (جويس كارول فينسنت) من أجل تسليمها إنذارًا قضائيًّا بالإخلاء. وبدلاً من ذلك وجدت جثتها ممددةً على الأريكة بينما ضوء التلفاز ما زال يسطع في الأجواء. في عام 2006 عثر على جثتها بعد مرور نحو ثلاث سنوات حيث الرسائل البريدية تملأ مدخل شقتها والهدايا التي حصلت عليها في احتفال عيد ميلاد عام 2003 ملقاة حول جثتها الهامدة.

 

وليس من الواضح كيف توفيت، إلا أنه من الجلي أن ثلاثة أعوام قد مرت حتى عثر عليها أحد ما. سيدة في الثامنة والثلاثين من عمرها ولديها أخوات وأصدقاء وزملاء عمل، خُذلت من أقرب المقربين ومن المجتمع الذي تعيش فيه. علماً أن شقتها كانت في منطقة مزدحمة من شمال لندن ولم يُبلغ أيٌّ من الجيران عن أية مشكلة!

 

 

التعليق:

 

قصة السيدة (جويس كارول فينسنت) تمثل العزلة الاجتماعية والتي أدانها (جيرمي هانت) وزير الصحة البريطاني معبراً عنها بـ "العار الوطني". الوحدة مرض فتاك في المجتمعات الغربية. ولذلك من المنطقي أن تسعى الحكومة لمعالجة مشكلة العزلة على أنها أولوية في مجال الصحة العامة ولكن هل التدخل الوزاري المدروس - خطابات رنانة وتصريحات صحفية وعناوين جرائد - هي الطريقة لمعالجة هذه القضية؟ ما الذي تغير حقيقة بعد هذا الخطاب؟ ما الذي تغير بعد المعالجات السابقة المماثلة؟

 

الوحدة في المجتمعات الغربية لها الكثير من الظواهر السلبية؛ حيث يعزف بعض الأبناء عن العناية بذويهم بينما ينشغلون بالبحث عن فرص عمل أو حياة أفضل خارج بيوتهم!

 

وحالياً، الوحدة تؤثر على العديد من الشباب؛ حيث تظهر إحصاءات مؤسسة الصحة العقلية أن الشباب معرضون للشعور بالوحدة أكثر من كبار السن. وشهدت بريطانيا ارتفاعاً في معيشة الناس وحدهم، إذ إن النسبة كانت 17% من كل الأسر في عام 1971 لترتفع إلى 31% في هذه الفترة. وقد اختار العديد من الناس العيش بمفردهم، ولكن بأي ثمن؟

 

إضافة إلى ثقافة المجتمع التي تعزز الفردية، جاءت المعيشة الفردية لتولد المزيد من العزلة والوحدة. النظام الاقتصادي الرأسمالي السائد في الغرب يمنح الأقوياء كل أنواع الحرية الاقتصادية، ولكنه أيضا يفسد ويضعف الروابط الاجتماعية، والناس في الغالب يتنقلون للبحث عن وظائف عمل تاركين وراءهم الأسرة والأصدقاء. الشبكات الاجتماعية كـ "الفيسبوك" و "تويتر" وبرامج الاتصال التفاعلية كـ "سكايب" يمكن أن تملأ جانبا من الفراغ الحاصل، لكن لا بديل عن الأسرة والأصدقاء وقت الشدائد.

 

لقد كان من جراء تبني شعوب العالم للنظام الاقتصادي الرأسمالي الغربي، أن تم تصدير الفردية لهذه الشعوب حتى إن الثقافات المحافظة التي تركز على نظام العائلة كاليابان والصين بدأت تتأثر بالمشاكل الاجتماعية نفسها.

 

أما الإسلام فقد حافظ على الروابط الأسرية، وقد بين واجبات الوالدين تجاه الأبناء ورتّب الثواب العظيم لمن يرعى والديه، وتعتبر هذه الأحكام من الثوابت الشرعية التي تعالج معالجة تامة المشكلة الخطيرة الناتجة عن الوحدة في عالم مشغول.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير

تاجي مصطفى

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

25 من ذي الحجة 1434

الموافق 2013/10/30م

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...