اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

هل من الممكن لألف مؤمن أن يقيموا دولة الإسلام؟


أبو مالك

Recommended Posts

هل من الممكن لألف مؤمن أن يقيموا دولة الإسلام؟ Share on facebookpdf.pngprint.gifgroup.png

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

بينما يتردد القائلون بالتدرج أن يطرحوا تطبيق الاسلام، بحجة أن الامة غير مهيئة بعد

ويتساءل المتسائلون: هل نحن بحاجة لأن تكون الأمة الاسلامية على ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من الإخلاص والعلم والعمل حتى نستطيع أن نقيم دولة الاسلام

وبينما يضع البعض معوقات في طريق تطبيق الشريعة مثل: الجهل بحقيقة الشريعة وقدرتها على مواكبة متطلبات العصر الحديث

أو ضعف الإيمان عند كثير من المسلمين، وشعورهم بالهزيمة النفسية.

وبينما يرى البعض أن الهوة سحيقة بين واقع المسلمين المتخلف تقنيا، وعلميا، وعسكريا، ويرى سيطرة الاستعمار اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على مقاليد الأمور في بلاد المسلمين، فيتساءلون: أين نحن من تطبيق الشريعة! وما هي المعايير التي يجب توفرها في الأمة حتى تستطيع تطبيق الاسلام؟ وما هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى إزالة كل تلك العوائق حتى نستطيع وضع الاسلام موضع التطبيق

أو قد ينظر البعض إلى واقع الإعلام، وسيطرة المنافقين والمرجفين في المدينة على مقاليده، وتركيزهم على إثارة الغرائز، ونشر الفضائح والرذائل، وانجرار الكثرة من أبناء الأمة وارءهم، فهل أمثال هؤلاء أهل لأن تقوم الدولة الاسلامية على أيديهم؟

والبعض ينظر للمسألة على شاكلة الانتخابات، فهل لدينا أغلبية ممن يريدون تطبيق الشريعة، وهم على استعداد للتضحية في سبيلها إذا ما وقعت الفأس بالرأس وجمع الغرب والشرق جموعه لمنع استمراها بل لمنع التحرك باتجاه تحقيقها!

في خضم هذه التساؤلات، يأتي سؤال صادم لهؤلاء جميعا، وهو: هل يستطيع ألف من أبناء هذه الأمة أن يغيروا وجه التاريخ فيقموا دولة الاسلام ويهزموا جموع الكفر قاطبة؟

للجواب على هذا السؤال سأبدأ بطائفة من بني اسرائيل

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

سألفت النظر في هذه الآيات إلى الأمور التالية:

أولا: الملأ من القوم، أي علية القوم والمتنفذون، وأصحاب الكلمة، طلبوا ملكا يقاتلون معه بعد إخراجهم من ديارهم وتشريدهم عن أبنائهم، فلديهم كل أسباب القتال مع هذا الملك

ثانيا: لما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم

فهذا يعطينا حال من إيمانهم ادعاء، وهذا يذكرنا بتلك العوائق التي يضعها أصحاب العوائق في طريق تطبيق الاسلام! هل تطبقه على من لم يستحكم الايمان بقلبه ويقوده في عمله؟

ثالثا: اختار الله لهم ملكا، ليس من بيت الملك وخالف أهواءهم، فهم غير راضين بالانقياد له.

رابعا: كان من دواعي اختياره ومبررات أهليته لهذا المنصب أنه أوتي أمرين: بسطة في العلم، والجسم، وهنا مربط فرس.

خامسا: لا شك أننا سننتظر من الآيات أن تجلي لنا: كيف ظهرت آثار علمه وتجلت؟ فإن العلم لم يذكر عرضا، وإنما ذكر ليبين لنا أثر ما علمه الله تعالى.

سادسا: اختبر هذا الملك القومَ بأن طلب منهم أن لا يشربوا إلا غرفة باليد، فكان أن أطاعه فئة قليلة جدا من القوم، ومتى كان هذا الاختبار؟ في أشد ساعات الحاجة للتزود بالقوة، حين برزوا لأعدائهم، فاختبر إيمانهم بأن طلب منهم أن لا يشربوا، ولو حكمنا العقل، لحكم بضرورة التزود بالماء قبل المعركة، ولو كان الأمر لحكم العقل لكان أن رأوا أن "قراره" غير صائب، فهو يضعفهم بدلا من أن يقويهم، أي أنه يشكك في قدراته على القيادة!

لكن الواقع أن هذا هو تجلي "العلم" الذي أخبر عنه النبي لهم، بأنه زاده بسطة في العلم.

وهذا هو الدرس الذي أراد لنا أن نفهمه من وراء هذه الآيات.

قلة قليلة أطاعت، ولديهم إلى جانب مقومات الطاعة لمن اختاره لهم نبيهم، لديهم مقوم آخر وهو أنهم يظنون أنهم ملاقوا الله، أي أنهم مستعدون للتضحية في سبيل الله، فيقابلون العدو، فيغلب على ظنهم أنهم سيلقون الله شهداء،

وكذلك هم مؤمنون بأن النصر من الله يمنحه للفئة القليلة التي لديها مقومات استحقاق النصر: الطاعة، والإيمان، والتضحية.

فكانت النتيجة أن غلبت الفئةُ القليلةُ العدوَّ واستحقوا نصر الله.

إذن، فالعلم الذي أخبر الله عنه في هذه الآيات، تجلى بأن هذا الملك أراد أن يصطفي من القوم فئة تستحق نزول النصر عليها، ونقى الجحفل من أولئك المرجفين الذين لا يستحقون نزول النصر عليهم، والذين هم العائق الحائل دون نزول النصر.

والنتيجة أن انتصر بالفئة القليلة، وورث الجميع، الفئة التي استحقت النصر، وأولئك الذين لم يطيعوا ولكنهم كانوا من بني اسرائيل، كل أولئك ورث الأرض .

إذن فهو درس عظيم بأن النصر ينزل من الله على من يستحق.

وأننا يمكن أن ننتصر بالفئة القليلة إن تحقق فيها: طاعة الله بالثبات على منهجه

والاستعداد للتضحية في سبيل الله، بالغالي والنفيس استعدادا حقيقيا

والإيمان التام بموعود الله.

فهذه الفئة تستحق نزول نصر الله على يديها،

سواء كانت فئة قليلة، أم فئة كثيرة، المهم أن تتحقق فيها صفات النخبة، فيتنزل عليها النصر.

ولكن لهذا النزول سنن، لا بد من المرور بها، لإثبات أن هذه الفئة فعلا مؤمنة، مضحية مطيعة

من هذه السنن، أن تؤذى في جنب الله أشد الإيذاء، فتثبت ولا تنحرف عن الجادة

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

 

وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ

ومن هذه السنن ثبات الفئة على منهج الحق:

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ

لقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الاسلامية في المدينة، وواقع المدينة وقتها أن ثلثا من أهلها كانوا مشركين، وثلثا كانوا من اليهود، وثلثا كانوا من أهل القوة والمنعة القادرين على إقامة الدولة، فالعبرة إذن ليست في الكثرة، والأغلبية.

وهؤلاء الذين أقاموا الدولة في المدينة، كانوا حديثي عهد بالاسلام، تعلموه على يد مصعب الخير رضي الله عنه، وأما أهل مكة، فمن أسلم منهم في خلال الفترة المكية بالكاد يزيدون قليلا عن المائة شخص!

إذن: مائة مؤمن ابتلوا وثبتوا وآمنوا وأطاعوا وبذلوا أنفسهم ، أعانهم الله بفئة من أهل المدينة قادرة على نصرهم، أقام الله على أيدي هذه القلة القليلة دولة الاسلام العظيمة.

فنحن بحاجة لتلك الفئة القليلة التي تظهر فيها صفات الطاعة والتضحية والإيمان.

وأن تبث هذه الفئة في الكثرة الكاثرة من أبناء الأمة فكرها حتى يوجد رأي عام له، ولسنا بحاجة لأن تتحول الكثرة الكاثرة إلى ما عليه الفئة القليلة من العلم بدقائق المسائل، والتضحية بالغالي والنفيس، وتحقق الإيمان الذي يهز الجبال، بل يكفينا من هذه الكثرة رأيا عاما مساندا ،

ونريد إلى جنب هذا فئة مثل الأنصار تنصر هذا الدين لقدرتها على تغيير واقع بقعة ما فيها مقومات الدولة

فإن توفرت هذه المقومات، فإن النصر آت من عند الله تعالى مصداقا لقوله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

كم نحبكم في الله يا عمنا و يا خالنا و يا اخنا و ياشيخا و يا استادنا و كل من هو على شاكلتكم فانكم بحق القاب النابظ بالحياة الطيبة الكريمة التي سترضي ساكن الارض و السماء فاللهم باركلنا في اجناد الاسلام من عرفنا و من لم نعرف

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...