اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

سورة يس كأنها آية واحدة فيها معنى واحد لكنّه متعدد ومعان....


Recommended Posts

سورة يس، كأنها آية واحدة، آية واحدة فيها معنى واحد لكنّه متعدد، ومعان متعددة ولكنها واحدة، اعجاز!

 

 

 

قد يقف المفسر لكتاب الله أمام معاني الألفاظ في الجملة فيشرحها،

وقد يتوسع ليربط اللفظ بالسياق المحيط له، ...

ولكننا نريد أن نلفت النظر إلى أمر يفوق هذا،

وهو التعمق في النظر في أرجاء السورة، لتجد تكرار الكلمات التي تسلط مزيدا من الضوء على جوانب أفكار طرحتها السورة،

وسنضرب عليه سبعة أمثلة من سورة يس، لاحظ الإضاءات التي تضيئها الآيات المختلفة لتجلية نفس الفكرة، وهذا لا على سبيل الحصر بل السورة مليئة بأمثلة كهذه لعلنا نستثير القارئ الكريم أن يقف على نظائرها:

 

 

 

 

1) :

 

وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)

 

 

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

 

2):

 

 

قال تعالى:

 

إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)

 

وحين ذكر قصة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، والذي قتله قومه وهو حريص على هدايتهم في حياته وبعد مماته!! قال عنه:

قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)

 

 

تأمل المقابلة بين: فبشره بمغفرة وأجر كريم

وقوله: بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين

 

 

3):

 

لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)

 

وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)

 

إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)

 

لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7)

 

لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)

 

 

4):

 

وقال في السورة نفسها:

 

لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)

 

وقال:

 

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71)

 

 

5):

 

 

إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4)

 

 

 

 

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)

 

 

6):

 

 

قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)

 

 

 

قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)

 

لاحظ المقابلة بين: إن أنتم إلا تكذبون (في الدنيا اتهموا المرسلين بالكذب، وفي الآخرة: وصدق المرسلون، كذلك لاحظ ما أنزل الرحمن من شيء، وفي الآية الثانية: هذا ما وعد الرحمن)

 

7):

 

 

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (23)

 

 

وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ (75)

 

 

هذه السورة، كأنها آية واحدة، آية واحدة فيها معنى واحد لكنّه متعدد، ومعان متعددة ولكنها واحدة، اعجاز.

 

 

هذا ولم نتقص ما في السورة من معان ذكرت في مواطن مختلفة تزيد الفكرة وضوحا، وإنما ضربنا سبعة أمثلة لعلها تكون نبراسا للمفسرين فلا يقتصر المفسر على النظر في سياق الآية، بل ينتقل منه إلى سياق السورة كلها! بل ربما إلى القرآن كله أينما وردت هذه النظائر

 

والحمد لله رب العالمين،

دعواتكم لأخينا أبي أحمد الذي من الله عليه وفتح على يديه بالوقوف على هذه الفرائد أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويزيده علما وخشية ورقيا في الدنيا والآخرة آمين.

 

 

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8)

 

هذه الآية من سورة يس، تستحق وقفة تأمل:

 

يعني هناك أغلال وقيود تشبه الكلبشات التي توضع على اليدين لكنها الآن على العنق، فلا يستطيع صاحبه النظر للأسفل و...يبقى وجهه للأعلى

 

يا ترى ماذا تفيدنا هذه الصورة في هذا السياق؟

 

المتكبر لا يسجد لله تعالى، فلا يستطيع أمثالهم النظر للأسفل إلى مواضع السجود، فتكون بادرة خضوع للحق من جهته

 

فكأنما يقول السياق: هناك غشاوات، وهناك ختم، وهناك أبصار لا يفيدون منها وما إلى ذلك، وهي مما تتعلق بأدوات الإحساس من بصر وسمع، وأدوات العقل أي العقل والتفكير

 

والآن هناك أغلال تمنع القلب من أن يخضع بأن يسجد،

 

كيف ذلك؟

السجود مكرمة يمن الله تعالى بها على عباده، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد

فهذا شرف عظيم حرمهم منه بأن جعل في أعناقهم أغلالا من أسفل العنق إلى الذقن، تخيل إلى الذقن حتى لا تستطيع عضلة الرقبة كلها الحركة باتجاه الأسفل

 

فالصورة مقصودة، بل أضاف لها قوله: فهم مقمحون، يعني ينظرون للأعلى فهي عقوبة،

 

عقوبة إذن عاقبهم بأن منعهم شرف النظر لمواضع السجود الذي هو علامة على الخضوع لله

 

وذلك لشدة تكبرهم

 

ومما يدل على ذلك: أن الحق سبحانه عذب أقواما عذابا أليما، وآخرين عذابا مهينا، وقال: ذق إنك أنت العزيز

 

يعني كنت تظن نفسك عزيزا فذق عذاب الذل الآن

 

فهذا من ذاك

 

يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ {42}

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ

 

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

 

صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...