اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الله جلّ جلاله


Recommended Posts

الله

 

 

و ﴿الله﴾ عَلَمٌ على "الرب" سبحانه وتعالى، خاص به ولا يجوز أن يسمى به غيره، قال سيبويه "وهو أعرف المعارف" وهو أصل أسمائه الحسنى ودالٌّ عليها جميعا، وعلى صفاته العليا، بل قيل إنه الاسم الأعظم.

(ال) للعهد في شخص أو جنس وللحضور ولِلَمْحِ الصفة وللغلبة وموصولة.

والله أصله الإله ونظيره الناس أصله الأناس، والإله من أسماء الأجناس يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بالحق، وأما الله ب...حذف الهمزة فمختص بالمعبود بالحق لم يطلق على غيره، وهو اسم غير صفة لأنك تصفه ولا تصف به، ولا تقول شيء إله كما لا تقول شيء رجل، وتقول الله واحد صمد، ولأن صفاته تعالى لا بد لها من موصوف تجري عليه فلو جعلتها كلها صفات لبقيت صفات غير جارية على اسم موصوف بها وذا لا يجوز. ،

واختلفوا في هذا الاسم هل هو مشتق أو موضوع للذات عَلَم؟. فذهب إلى الأوّل كثير من أهل العلم. واختلفوا في اشتقاقه وأصله؛ فروى سيبويه عن الخليل أن أصله إلاه، مثل فِعَال؛ فأدخلت الألف واللام بدلاً من الهمزة. قال سيبويه: مِثل الناس أصله أناس، قال أبو حيان الأندلسي: فحذفت الهمزة اعتباطا كما قيل في ناس أصله أناس أو حذفت للنقل ولزم مع الإدغام وكلا القولين شاذ .

وقيل: أصل الكلمة «لاه» وعليه دخلت الألف واللام للتعظيم، وهذا اختيار سيبويه. وأنشد:

لاهِ ابنُ عَمّكَ لا أفضلتَ في حسَبٍ عني ولا أنت ديّاني فتخزوني

كذا الرواية: فتخزوني، بالخاء المعجمة ومعناه: تسوسني، قال أبو حيان الأندلسي: وقيل مشتق ومادته قيل: لام وياء وهاء من لاه يليه ارتفع. قيل: ولذلك سميت الشمس إلاهه بكسر الهمزة وفتحها وقيل: لام وواو وهاء من لاه يلوه لوها احتجب أو استنار ووزنه إذ ذاك فعل أو فعل وقيل: الألف زائدة ومادته همزة ولام من أله أي فزع قاله ابن إسحاق أو أله تحير قاله أبو عمر وأله عبد قاله النضر أو أله سكن قاله المبرد .

وقال الكسائي والفرّاء: معنى ﴿بسم الله﴾ بسم الإله؛ فحذفوا الهمزة وأدغموا اللام الأولى في الثانية فصارتا لاماً مشدّدة؛ وقال الزمخشري: أما اللام فللفصل بينها وبين لام الابتداء، وأما الباء فلكونها لازمة للحرفية والجر، والاسم أحد الأسماء العشرة التي بنوا أوائلها على السكون، فإذا نطقوا بها مبتدئين زادوا همزة، لئلا يقع ابتداؤهم بالساكن إذا كان دأبهم أن يبتدئوا بالمتحرك ويقفوا على الساكن، لسلامة لغتهم من كل لكنة وبشاعة، ولوضعها على غاية من الإحكام والرصانة. ومنهم من لم يزدها واستغنى عنها بتحريك الساكن، فقال: سم وسم. قال: بِاسْمِ الذِي في كلِّ سُورةٍ سِمُهْ، وهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز: كَيَد ودَم، وأصله: سَمو، بدليل تصريفه: كأسماء، وسَمى، وسميت. واشتقاقه من السمو، لأنّ التسمية تنويه بالمسمى وإشادة بذكره »

ثم قيل: هو (أي الله) مشتق من «وَلَه» إذا تحيّر؛ والوله: ذهاب العقل. يقال: رجل وَاله وامرأة والهة ووَالُه، وماء موله: أرسل في الصحارى. فالله سبحانه تتحير الألباب وتذهب في حقائق صفاته والفِكَر في معرفته. فعلى هذا أصل «إلاه» «ولاه» وأن الهمزة مبدلة من واو كما أبدلت في إشاح ووشاح، وإسادة ووسادة؛ ورُوي عن الخليل.

ورُوي عن الضحاك أنه قال: إنما سُمّيَ «الله» إلهاً، لأن الخلق يتألّهون إليه في حوائجهم، ويتضرّعون إليه عند شدائدهم. وذُكر عن الخليل بن أحمد أنه قال: لأن الخلق يألَهُون إليه (بنصب اللام) ويألِهُون أيضاً (بكسرها) وهما لغتان. وقيل: إنه مشتق من الارتفاع؛ فكانت العرب تقول لكل شيء مرتفع: لاهاً، فكانوا يقولون إذا طلعت الشمس: لاهت. وقيل: هو مشتق من أله الرجل إذا تعبّد. وتألَّه إذا تنسّك؛ ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ﴾ على هذه القراءة؛ فإن ابن عباس وغيره قالوا: وعبادتك، قالوا: فاسم الله مشتق من هذا، فالله سبحانه معناه المقصود بالعبادة، ومنه قول الموحدين: ﴿لا إله إلا الله﴾، معناه لا معبود غير الله. و «إلا» في الكلمة بمعنى غَيْر، لا بمعنى الاستثناء.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الْخَطَّابِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ اخْتَلَفَ النَّاسُ، هَلْ هُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ أَوْ مُشْتَقٌّ؟ فَرُوِيَ فِيهِ عَنِ الْخَلِيلِ رِوَايَتَانِ إِحْدَاهُمَا، أَنَّهُ اسْمُ عَلَمٍ لَيْسَ بِمُشْتَقٍّ، فَلا يَجُوزُ حَذْفُ الأَلْفِ أَوِ اللامِ مِنْهُ، كَمَا يَجُوزُ مِنَ ﴿ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾، وَرَوَى عَنْهُ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ، فَكَانَ فِي الأَصْلِ إِلاهٌ مِثْلَ فِعَالٍ، فَأَدْخَلَ الأَلِفَ وَاللامَ بَدَلا مِنَ الْهَمْزَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصْلُهُ فِي الْكَلامِ إِلَهٌ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ أَلَهَ الرَّجُلُ يَأْلَهُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ إِلَيْهِ مِنْ أَمَرٍ نَزَلَ بِهِ، فَآلَهَهُ أَيْ أَجَارَهُ وَآمَنَهُ، فَسُمِّيَ إِلاهًا كَمَا يُسَمَّى الرَّجُلُ إِمَامًا إِذَا أَمَّ النَّاسَ فَأْتَمُّوا بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا كَانَ اسْمًا لِعَظِيمٍ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَرَادُوا تَفْخِيمَهُ بِالتَّعْرِيفِ الَّذِي هُوَ الأَلِفُ وَاللامُ، لأَنَّهُمْ أَفْرَدُوهُ بِهَذَا الاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ فَقَالُوا: الإِلَهُ، وَاسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَةَ فِي كَلِمَةٍ يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُمْ إِيَّاهَا، وَلِلْهَمْزَةِ فِي وَسَطِ الْكَلامِ ضَغْطَةٌ شَدِيدَةٌ، فَحَذَفُوهَا فَصَارَ الاسْمُ كَمَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ

قال الزَّجَّاجُ: وأما الكلام في قولنا (الله) فعلى وجهين لفظا ومعنى: أما اللفظ فعلى قولين: أحدهما أن أصله إلاه فِعَال ويقال بل أصله لاه فَعْل ولا تلتفت إلى ما ذكره في (كتاب القرآن) فإن الصحيح ما ذكرها هنا.

واختلفوا في هل هو مشتق أم غير مشتق فذهبت طائفة إلى أنه مشتق وذهب جماعة ممن يوثق بعلمه إلى أنه غير مشتق وعلى هذا القول المعول، ولا تعرج على قول من ذهب إلى أنه مشتق من وله يوله وذلك لأنه لو كان منه لقيل في تفعل منه توله لأن الواو فيه واو في توله وفي إجماعهم على أنه تأله بالهمز ما يبين أنه ليس من وَلِهَ...،

ومعنى قولنا إلاه إنما هو الذي يستحق العبادة وهو تعالى المستحق لها دون من سواه .

قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبُّد. فالإله الله تعالى، وسمّيَ بذلك لأنّه معبود. ويقال تألّه الرجُل، إذا تعبّد. قال رؤبة:

للهِ دَرُّ الغانِياتِ الـمُدَّهِ *** سَبَّحْنَ واستَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِي

والإلاهة: الشَّمْس، سمّيت بذلك لأنّ قوما كانوا يعبدونها. قال الشاعر : * فبادَرْنا الإلاهَة أنْ تؤوبا *

فأما قولهم في التحيُّر ألِهَ يَأْلَهُ فليس من الباب، لأنّ الهمزة واو. وقد ذكر في بابه.

وجاء في لسان العرب: قال ابن الأَثـير: هو مأْخوذ من إِلهٍ، وتقديرها فُعْلانِـيَّة، بالضم، تقول إِلهٌ بَـيِّنُ الإِلهِيَّة والأُلهانِـيَّة، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إِذا تَـحَيَّر، يريد إِذا وقع العبد فـي عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبـية وصَرَفَ وَهْمَه إِلـيها،... وروى الـمنذري عن أَبـي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالـى فـي اللغة فقال: كان حقه إِلاهٌ، أُدخـلت الأَلف واللام تعريفاً ، فقـيل أَلإِلاهُ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها، فلـما تركوا الهمزة حوَّلوا كسرتها فـي اللام التـي هي لام التعريف، وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لام التعريف التـي لا تكون إِلاَّ ساكنة، ثم التقـى لامان متـحركتان فأَدغموا الأُولـى فـي الثانـية، فقالوا: الله، كما قال الله عز وجل: ﴿لكنا هو الله ربـي﴾، معناه، لكن أَنا، ثم إِن العرب لـما سمعوا اللَّهم جرت فـي كلام الـخـلق توهموا أَنه إِذا أُلقـيت الأَلف واللام من الله كان الباقـي لاه، فقالوا لاهُمَّ؛ وأَنشد: لاهُمَّ أَنتَ تَـجْبُرُ الكَسَيرَا، أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا

ومعنى "الله" أي المألوه المعبود بحق، الذي تعبده الخلائق، وتتأله له محبة وتعظيما وخضوعا له، وفزعا إليه في الحوائج والنوائب، لما له من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.

قال الإمام أبو حامد الغزالي: فأما قوله (الله) فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المتفرد بالوجود الحقيقي، فإن كل موجود سواه غير مستحق الوجود بذاته، وإنما استفاد الوجود منه،... والأشبه أنه جار في الدلالة على المعنى مجرى أسماء الأعلام، وكل ما ذكر في اشتقاقه وتعريفه تعسف وتكلف

والذي نميل إليه أن مدار كلمة الله على التعبد، فهو المألوه أي المعبود بحق، ويصعب فض الخلاف في أصل الكلمة وهل هي مشتقة أم لا.

 

عن صفحة:

 

 

تم تعديل بواسطه عبد الله العقابي
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...