اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بم تتميز : الرحمن الرحيم في أول الفاتحة عنها في البسملة؟


Recommended Posts

بم تتميز : الرحمن الرحيم في أول الفاتحة عنها في البسملة؟

 

 

﴿ٱلرَّحْمَـٰن ٱلرَّحِيم﴾

 

و ﴿الرَّحْمَـانِ ٱلرَّحِيم﴾ في البسملة لها معنى غير ﴿الرَّحْمَـانِ ٱلرَّحِيم﴾ في الفاتحة، ففي البسملة هي تذكرنا برحمة الله سبحانه وتعالى وغفرانه حتى لا نستحي ولا نهاب أن نستعين باسم الله ان كنا قد فعلنا معصية.. فالله سبحانه وتعالى يريدنا أن نستعين باسمه دائما في كل أعمالنا، فإذا سقط واحد منا في معصية، قال: كيف أستعين باسم الله، وقد عصيته؟ نقول له ادخل عليه سبحانه وتعالى من باب الرحمة.. فيغفر لك وتستعين به فيجيبك.

ولكن ﴿ٱلرَّحْمَـٰن ٱلرَّحِيم﴾ في الفاتحة مقترنة برَبِّ العَالَمِين، الذي أوجدك من عدم، وأمدك بنعم لا تعد ولا تحصى. فأنت تحمده على هذه النعم التي أخذتها برحمة الله سبحانه وتعالى في ربوبيته، ذلك أن الربوبية ليس فيها من القسوة بقدر ما فيها من رحمة، كيف وقد جاءت صفة الربوبية في الفاتحة بين ٱلرَّحْمَـٰن ٱلرَّحِيم في البسملة، وٱلرَّحْمَـٰن ٱلرَّحِيم في متن السورة؟

والله سبحانه وتعالى ربٌ للمؤمن والكافر، فهو الذي استدعاهم جميعا الى الوجود، ولذلك فإنه يعطيهم من النعم برحمته، وليس بما يستحقون، فالشمس تشرق على المؤمن والكافر، ولا تحجب أشعتها عن الكافر وتعطيها للمؤمن فقط، والمطر ينزل على من يعبدون الله، ومن يعبدون أوثانا من دون الله، والهواء يتنفسه من قال لا إله إلا الله ومن لم يقلها ، فهذا عطاء الربوبية في الحياة الدنيا، وأما عطاء الألوهية، فإن من يعبد الله مخلصا له الدين سيفوز في الآخرة، ومن يشرك به يحبط عمله، وهو في الآخرة من الخاسرين.

قال سيد قطب: ﴿ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾: هذه الصفة التي تستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها تتكرر هنا في صُلب السورة، في آية مستقلة، لتؤكد السمة البارزة في تلك الربوبية الشاملة ولتثبت قوائم الصلة الدائمة بين الرب ومربوبيه. وبين الخالق ومخلوقاته.. إنها صلة الرحمة والرعاية التي تستجيش الحمد والثناء، إنها الصلة التي تقوم على الطمأنينة وتنبض بالمودة، فالحمد هو الاستجابة الفطرية للرحمة الندية .

﴿ٱلرَّحْمَـٰن ٱلرَّحِيم﴾، وهما مع قوله ﴿رَبِّ العَالَمِين﴾ صفات مدح لأن ما قبلهما (الله) عَلَمٌ لم يعرض في التسمية به اشتراك فيخصص ، وبدأ أولا بالوصف بالربوبية فإن كان الرب بمعنى السيد أو بمعنى المالك أو بمعنى المعبود كان صفة فعل للموصوف بها التصريف في المسود والمملوك والعابد بما أراد من الخير والشر ، فناسب ذلك الوصف بالرحمانية وٱلرَّحِيمية لينبسط أمل العبد في العفو إن زل ويقوى رجاؤه إن هفا، ولا يصح أن يكون الرب بمعنى الثابت ولا بمعنى الصاحب (وهذه من معانيها اللغوية) لامتناع إضافته إلى العالمين وإن كان بمعنى المصلح كان الوصف بالرحمة مشعرا بقلة الإصلاح لأن الحامل للشخص على إصلاح حال الشخص رحمته له ، ومضمون الجملة والوصف إن من كان موصوفا بالربوبية والرحمة للمربوبين كان مستحقا للحمد .

ولو تأملنا لوجدنا أن ﴿ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ في البسملة، ذكر فيها المنعِمُ ولم يُذكَرْ فيها الـمُنْعَمُ عليه، بينما في السورة ذكر الله اسم ﴿ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ بعد قوله: ﴿رَبِّ العَالَمِين﴾، فهو رحمن بالعالمين رحيم بهم.

ونظير ذلك ذكره سبحانه وتعالى للصراط في الفاتحة ابتداء بمعزل عمن سيسير عليه، أو من سيتخذ منهجا مستقيما يسير عليه في الحياة الدنيا، فقال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، ثم أتبعه بذكره مقترنا بمن سيمشون عليه، ويتبعون الهدى في مناهج الحياة: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾.

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...