اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾


Recommended Posts

﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾

 

 

﴿صِرَاطَ﴾ بدل من الأول (أي الصراط) - بدل الكل من الكل - وهو فى حكم تكرير العامل من حيث أنه المقصود بالنسبة، وفائدته: التوكيد والتنصيص على أن طريق المسلمين هو المشهود عليه بالاستقامة، على آكد وجه وأبلغه لأنه جعله كالتفسير والبيان له، فكأنه من البيّن الذي لا خفاء فيه، وأن الصراط المستقيم ما يكون طريق المؤمنين، و﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ بدل من ﴿الذين﴾ على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال.

أو صفة له مبيّنة أو مقيدة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة، وهى نعمة الإيمان، وبين السلامة من الغضب والضلال،

قال ابن عاشور: فالمراد من المنعم عليهم الذين أفيضت عليهم النعم الكاملة ولا تخفى تمام المناسبة بين المنعم عليهم وبين المهديين حينئذٍ فيكون في إبدال ﴿صراط الذين﴾ من ﴿الصراط المستقيم﴾ معنى بديع وهو أن الهداية نعمة وأن المنعَم عليهم بالنعمة الكاملة قد هُدوا إلى الصراط المستقيم. والذين أنعم الله عليهم هم خيار الأمم السابقة من الرسل والأنبياء الذين حصلت لهم النعمة الكاملة. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وحسن أولئك رفيقا.

و ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ هم المذكورون في سورة النساء، حيث قال: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ [النساء: 69، 70].

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

لماذا قال ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾؟

اي لماذا عبر عن الذين أنعم عليهم باستخدام الفعل ﴿أَنعَمتَ﴾ والمغضوب عليهم والضآلين بالاسم؟

الاسم يدل على الشمول ويشمل سائر الازمنة من المغضوب عليهم والدلالة على الثبوت. أما الفعل فيدل على التجدد والحدوث فوصفه انهم مغضوب عليهم وضالون دليل على الثبوت والدوام.

والنعمة بالكسر وبالفتح مشتقة من النعيم وهو راحة العيش والترفه. قال الجوهري في الصحاح: النِعْمَةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْعِمَ به عليك. وكذلك النُعْمى. فإن فتحت النون مددت فقلت: النَعْماءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِعْمَةِ، أي واسع المال.

إذن فلماذا لم يقل المُنْعَمِ عليهم للدلالة على الثبوت؟

لو قال صراط المنعم عليهم بالاسم، لم يتبين المعنى أي من الذي أنعَمَ انما بيَّن الـمُنعِم (بكسر العين) في قوله ﴿أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ لأن معرفة المنعِمِ مهمة، فالنِّعَمُ تُقَدَّرُ بمقدار الـمُنْعِمِ (بكسر العين) لذا أراد سبحانه وتعالى أن يبين المنعم ليبين قدر النعمة وعظيمها ومن عادة القرآن أن ينسب الخير إلى الله تعالى وكذلك النعم والتفضل وينزه نسبة السوء اليه سبحانه ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)﴾ (الجن) والله سبحانه لا ينسب السوء لنفسه فقد يقول ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)﴾ (النمل) لكن لا يقول زينا لهم سوء اعمالهم ﴿زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ﴾ (التوبة آية 37) ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾ (آل عمران آية 14) ﴿زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾. (غافر آية 37) ﴿كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾ أما النعمة فينسبها الله تعالى الى نفسه لان النعمة كلها خير ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ (القصص آية 17) ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ (الزخرف آية 59) ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83)﴾ (الاسراء آية 83) ولم ينسب سبحانه النعمة لغيره الا في آية واحدة ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾ (الاحزاب آية 37) فهي نعمة خاصة بعد نعمة الله تعالى عليه.

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...