اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الوضع في سوريا 39 الى اين ستصل جنيف2


دمشقي دمشقية

Recommended Posts

لماذا يذاع ان جبهة النصرة و احرار الشام من قاموا بالعملية و هذا قائد العملية يقول انهم كتيبة مستقلة لا مع جبهة النصرة و لا تنظيم الدولة!

 

http://www.youtube.com/watch?v=eetMXG6Pi4k

رابط هذا التعليق
شارك

أخي علاء من نفذ العملية فعلا عدة كتائب النصرة واحرار الشام ولواء التوحيد واعدادهم بالمئات وربما اكثر وتقترب من الالف فالسجن عبارة عن 5كلم ب 5 كلم فمساحته هائلة ويحتاج لاعداد كبيرة وهؤلاء الاخوة شاركوا بعد أن انشقوا عن دولة البغدادي والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

لماذا يذاع ان جبهة النصرة و احرار الشام من قاموا بالعملية و هذا قائد العملية يقول انهم كتيبة مستقلة لا مع جبهة النصرة و لا تنظيم الدولة!

 

حتى بشار أعلن أنه أصدر مصدور للعفو على المسجونين في سجن حلب

 

عندما يفتح الله على أيدي أحد يخرج كل من كان نائم ليقول أنه هو صاحب النصر

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أراك أخي " دمشقي دمشقية" أصبحت متخصصا في " دولة العراق والشام الإسلامية " !!!!!!

 

فلندع اخينا حسين بن محمود يرد عليك أخي.....

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وسقطت الدولة

 

 

 

الحمد لله معز المؤمنين ، ومُذلّ الكفر الكافرين ، الواحد الأحد الفرد الصمد مالك الملك القوي المتين .. ثم الصلاة والسلام على خير الأنام سيّد الأولين والآخرين وإمام المرسَلين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد ..

 

نعم ، سقطت الدولة .. سقطت لأنها لم تكن على قدر المسؤولية .. سقطت لأنها أرادت أن تستأثر بكل شيء على حساب كل الناس .. سقطت لأنها تكفيرية تفجيرية غالية وصولية انتهازية .. سقطت لأنها لا تسمع النصائح ، ولا تستشير العلماء ، ولا يعجبها إلا رأيها .. سقطت لأنها تقتل المسلمين ، وتحارب المجاهدين ، وتعادي الناس أجمعين .. سقطت لأنها لم تقبل الحكم بما أنزل الله ، سقطت لأنها لا تجلس للقضاة ، سقطت لأنها لم تترك سبيلاً للسقوط إلا سلكته .. كذا قالوا ..

 

تاريخ سقوط الدولة الإسلامية في العراق والشام ..

 

دخلت الدولة الإسلامية الشام عن طريق جبهة النصرة التابعة لها ، ولما قويت شوكة الجبهة أعلن البغدادي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ، وطلب من الجبهة إعلان انضمامها تحت لواء الدولة .. لا أحد يريد "قاعدة الجهاد" في الشام ، حتى أمير "قاعدة الجهاد" لم يكن يريد ذلك حيث أشار على الدولة البقاء في العراق ، لكن الجبهة أعلنت مبايعتها لقاعدة الجهاد ، فصار للقاعدة وجود رسمي في الشام بجزء من الدولة غير رسمي !!

 

كان الأمر وكأنه لم يكن .. استتبت الأمور ، وخاض المجاهدون المعارك جنباً إلى جنب دون مشاكل ، فكانت هناك غرف عمليات مشتركة بين الفصائل ، والكل عمل بانسجام وتوافق حتى حدث أمر لم يكن ليحدث لولا دولة الإسلام وقاعدة الجهاد في الشام : "غزو الساحل" ، فمنها بدأت المشاكل ..

 

لقد اتفق الغرب مع الرافضة والنصيرية على أمر كان مرضياً عندهم ، وهو إيجاد دولة نصيرية في الغرب السوري على طول الساحل يضم محافظات حمص وحماة وإدلب واللاذقية ولواء اسكندرون وطرطوس ودمشق والقنيطرة ، هذا الحزام يربط بين العراق والشام ، ويمنع السنة من إيجاد حدود ساحلية أو حدود ملاصقة لفلسطين المحتلة ، فيكوّن الرافضة والنصيرية (والجيش المصري) سياجاً لحماية اليهود ، ويُحاصَر السنّة في الشمال الشرقي من سوريا : بين العراق الرافضية وتركيا العلمانية والدولة النصيرية الجديدة ، ولكن الإخوة في الدولة – هداهم الله – لم يفقهوا – كعادتهم – السياسة وذهبوا إلى الساحل وأخذوا يفتحون قرى النصيرية هناك في تحدٍ صارخ للمخططات الغربية !!

 

دق القوم ناقوس الخطر ، واستنجدوا بمن يعرفون من العربان لينقذوا الدولة النصيرية من براثن هؤلاء المغرّر بهم ، فاجتمع القوم في تركيا والأردن والرياض ليعقدوا الصفقات ، ويعملوا المكائد والمخططات ، فالخطب جلل ، والأمر بدأ بالإنفراط ، فكان لابد من عمل كبير دقيق لكسر شوكة الغلاة المارقين الذين ما فتؤوا يفسدون مخططات الغرب والشرق في الدول الإسلامية !!

 

أنشأ القوم حكومة خارج سوريا ، وأبرزوا أعضاء هذه الحكومة الكرتونية في الإعلام ، وعقدوا المؤتمرات ، وسلطوا عليهم الأضواء ، وأجروا حتى انتخابات !! لا ندري كم سوري أدلى بصوته في هذه الإنتخابات ، هذا لا يهم ، المهم أن تقوم مجالس وحكومة وبرلمان يمثل الشعب السوري في هذه المؤتمرات !! هكذا ، بكل بساطة قفزوا على ظهور السوريين وداسوا على أشلائهم وأنشؤوا حكومة اعترف بها العرب والعجم خلال أيام ، وليس لهذه الحكومة قبول شعبي ولا موطن قدم على الأرض السورية !!

 

كانت هذه الخطوة الأولى ، والخطوة الثانية : إيقاف المد الجهادي في الأراضي الموعودة للنصيرية ، وتم لهم ذلك بعد إقناع بعض الجماعات المقاتلة ، وكانت أمامهم عدة عقبات أبرزها "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فهذه الدولة لا تعرف الحوار ، ولا تعرف النقاش ، ولا تستسيغ الجلوس مع الدول الغربية وأجهزة المخابرات العربية ، فهي لا تفهم في السياسة ، لذلك قرر القوم إسقاطها وإشغالها عن الساحل بأمور أخرى ..

 

كانت الآمال منعقدة على مؤتمر جنيف ، حيث أوعز الغرب للنصيرية باستخدام السلاح الكيماوي ليكون ذريعة لهم للتدخل المباشر بحجة الحفاظ على حياة السوريين الذين لا يرضى الغرب أن يُقتلوا بالكيماوي ، ولكن لا بأس أن يُقتلوا بالبراميل المتفجرة والصواريخ والقنابل والمتفجرات ، فلما أتت الدول الغربية لتُنقذ المسلمين في سوريا صفّق لها الجميع إلا الإرهابيون الذين يحرّمون التصفيق !!

 

كان لا بد من حرق الورقة المستعصية على الحوار والتفاهم والعقلانية ، فأوعزت الدول العربية لبعض الجماعات القتالية بمناوشة الدولة الإسلامية ، فتم ذلك ، وكتم الإعلام هذا الأمر حتى طفح الكيل بالدولة فأخذت ترد على هذه الجماعات ، عندها أقام الإعلام الدنيا ولم يقعدها : الدولة الإسلامية تُقاتل الجماعات الجهادية في سوريا !! الدولة الإسلامية لا تُقاتل النصيرية !! الدولة الإسلامية عندها أجندات خارجية !! الدولة الإسلامية عميلة لإيران والدول الغربية !! الدولة الإسلامية تكفيرية !!

 

الدولة الإسلامية ليس لها قنوات فضائية ولامبعوثين يتقاطرون على العلماء وطلبة العلم ويخاطبون الإعلام ويصرخون ويولولون في جمايع الميادين !! الإعتداء على الدولة طي الكتمان ، ودفاع الدولة عن نفسها منشور للأعيان ، وكل شر يحدث في سوريا يُنسب للدولة ، حاولت الدولة عبثاً عن طريق متحدثيها وأميرها وجنودها الدفاع عن أنفسهم ولكن القوم أنفقوا المليارات ، واشتروا الذمم ، وفتحوا باب السفر لأفراد الجماعات المناوئة للدولة ليطوفوا المعمورة يشتكون الدولة مباشرة لكل من له رأي أو قيمة أو وزن أو لسان أو قلم ..

 

ظل سفراء المخابرات العربية يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى صدّقهم من كنا نظن أنه أعقل من أن تنطلي عليه الأكاذيب .. وتمادى هؤلاء في التدليس والتضليل والكذب حتى وصل الأمر إلى أن كتب أحدهم بأنه رأى جنود الدولة الإسلامية يدخلون بيتاً فيه امرأة مسلمة حامل بقروا بطنها وأخرجوا جنينها وقطعوا رأسه بالسكين !! هكذا دون خجل أو حياء يكون الكذب !!

 

نعم ، الدولة أخطأت لأنها لم تركّز كثيراً على الإعلام ، ولم توثّق صلتها بشكل أكبر مع بقية الجماعات المجاهدة ، ولكن هذا لا يعني أن يكون الناس على هذه الدرجة الغريبة من السذاجة بحيث تنطلي عليهم هذه الأكاذيب !! جنود الدولة الإسلامية من المسلمين من أهل السنة والجماعة ، وكثير منهم من طلبة العلم ، وكثير من هؤلاء من حفظة القرآن ، وهؤلاء تركوا نسائهم وابنائهم وآبائهم وخرجوا للدفاع عن نساء المسلمين وأعراضهم ، أيُعقل أن يقوم هؤلاء ببقر بطون المسلمات وقتل الأجنّة !! قومٌ لا يستحلّون لطم امرأة كافرة تديناً ومروءة ، أيُعقل أن يفعلوا هذا !! هل هناك مسلم بهذا الغباء ويهذه البلاهة بحيث يصدّق مثل هذا الكلام !!

 

جميع هذه الإتهامات تنفيها أفعال الدولة قبل أقوال قادتها ، فقد أعلن قادة الدولة بأنهم لا يكفّرون المسلمين ، ولا يبتدؤون مسلماً بقتال ، وأنهم يقبلون النصيحة ، وأنهم مستعدون للجلوس والتحاكم إلى القضاء المستقل بشرط أن يكون من يجالسهم ليسوا من العملاء ولا من الخونة .. مشكلة "الدولة" و"قاعدة الجهاد" أنهم يأتون الأمر من آخره دون مقدمات ، ليس عندهم فقه سياسي يجعلهم يراوغون ويجاملون ويماطلون ويقعون في فخ المؤتمرات والحوارات والنقاشات التي لا فائدة منها غير تشتيت الجهود وتضييع الأوقات ، فهؤلاء لا يعرفون شيئاً من هذا ، وإنما كلامهم وأفعالهم واضحة بيّنة لا غموض فيها ولا لبس : من احتلّ بلاد الإسلام فلا حل معه غير أن يخرج منها بالسيف !! ومن اعتدى على المسلمين : يُعتدى عليه بمثل ما اعتدى !! من كان عميلاً للدول الكافرة يُعامل معاملتها !! ليس عندهم أنصاف حلول ، هدانا الله وإياهم ..

 

لما رأى القوم أن جميع هذه المخططات لم تفلح لإسقاط الدولة أعملوا مكراً جديداً قدموا له بمقدات : شيطنوا الدولة ، وأوعزوا لعملائهم في سوريا أن يقتلوا من يهاجر إليها للجهاد ، ثم جاء دور مسرحيات الحوارات التي تحذّر من الذين يحرّضون الشباب على الجهاد في سوريا وكان أبطال هذه المسرحية مراهقي الجامية ، وانتشرت التحذيرات في القنوات الفضائية وبرامج التواصل الإجتماعي والجرائد والمجلات ، وأخذ الكل يُشفق على الشباب المُغرّر به الذي يُهدر حياته في سبيل قضايا لا تمت لوطنه بصلة ، وبعد كل هذا المجهود الجبار : أتى الأمر "السامي" بتجريم من يُقاتل في دولة أجنبية ، وتحت راية أحزاب جهادية وإسلامية ، أو يساند وينصر جماعات إرهابية ، كل هذا حفاظاً على حياة الشباب المواطن الذي أنفقت عليه الدولة الأموال ووفّرت له سبل الحياة الكريمة والحرية والعدالة والرخاء ..

 

لنقف عند هذه المعضلة وننظر إليها نظرة شرعية :

 

اتفق الفقهاء والمحدثون والمفسّرون والعبّاد والزّهّاد وكل من يُعتدّ بقوله من علماء المسلمين من سائر المذاهب والطوائف المنتمية للإسلام على مرّ العصور : على أن العدو الكافر إذا غزا بلدة مسلمة أو همّ بغزوها يُصبح الجهاد فرض عين على أهل هذه البلدة ، فإن لم يستطع أهل البلدة أن يدفعوا العدو : يُصبح الجهاد فرض عين على من يليهم ثم من يليهم ثم من يليهم حتى تحصل بهم الكفاية ويدحروا العدو أو يُصبح الجهاد فرض عين على جميع المسلمين في الأرض ، هذا باتفاق المسلمين ، لا يوجد خلاف بينهم في هذا الحكم ، فالجهاد في هذه الحالة يصبح فرض عين كالصلاة والزكاة ، وهذا الحكم موجود في جميع كتب الفقه المعتبرة ، وفي جميع المذاهب المعتبرة ، ولا يجهل هذا الحكم أي فقيه اطلع على باب الجهاد في أي مذهب من المذاهب ..

 

إذا علمنا هذا ، وعلمنا بأن النصيرية اليوم صائلون على أهل الشام يذبّحون المسلمين ويهتكون أعراض المسلمات ، وهذا ما نراه على شاشات التلفاز لحظة وقوعه وفي التسجيلات ، وعلمنا أن النصيرية كفار مرتدون باتفاق علماء المسلمين (كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية) ، وعلمنا أن الذين يقاتلون المسلمين في الشام هم النصيرية والرافضة (لبنان والعراق وإيران واليمن) والشيوعيين النصارى (روسيا) والبوذيين (الصين) ، إذا علمنا هذا فقد تيقنّا بأن هذه الحرب هي حرب كفار صائلين على مسلمين ، وقتال هذا العدو الصائل : جهاد دفع ، ولم تحدث الكفاية بأهل الشام في هذه الحرب لأنها مستمرة منذ ثلاث سنوات ، والمسلمون يعانون القتل والجوع وهتك الأعراض ، ولا يستطيعون دفع هذا عن أنفسهم ، ولهذا فالجهاد فرض عين على من يلي الشام باتفاق علماء المسلمين قاطبة ..

 

هنان أمر لا بد أن يعرفه من يتطاول على الشرع ويحاول الترقيع لمثل هذه القوانين : بعد أن علمنا يقيناً أن القتال في سوريا اليوم هو جهاد دفع ، وأن جهاد الدفع فرض ، لإجماع علماء المسلمين على الأمر ، وأنه لا يوجد خلاف في هذا الحكم ، ، علينا أن نعلم بأن حكم مخالف هذا الإجماع هو ما ذكر ابن حزم في كتابه "مراتب الإجماع" حيث قال : "ومِن شرط الإجماع الصحيح أن يُكَفَّر من خالفه بلا اختلاف بين أحد من المسلمين في ذلك" (انتهى) .. من أراد أن يرقّع فليعلم هذا الحكم أولاً ..

 

لقد فاق البعض شرك النصارى ، ذلك الشرك الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم حين حدّثه عن الرهبان " أليس يحرّمون ما أحل اللهُ فتحرمونه ، ويحلّون ما حرّم اللهُ فتحلُّونه ؟ قال : فقلتُ : بلى ، قال : فتلك عبادتُهم" (حسّنه ابن تيمية في الفتاوى) ، فهؤلاء لم يُحرّموا ما أحل الله ، بل حرّموا وجرّموا ما فرض الله وأوجبه ، فأي دين يبقى لهؤلاء ، وأي توحيد ، وأي عقيدة!!

 

من وافق على هذه القرارات - التي تُجرّم فريضة فرضها الله على المسلمين - فليس في قلبه مثقال ذرّة من تقوى ، وقد وقع في الشرك وعبد الحاكم ، وعلى المسلمين أن يغسلوا أيديهم من كل من يوافق هؤلاء الحكام على مثل هذا الأمر ، قال ابن تيمية : "وإذا ثبت إجماع الأُمة على حكم من الأحكام لم يكن لأحد أن يخرج عن إجماعهم ، فإن الأُمة لا تجتمع على ضلالة" (مجموع الفتاوى : ج20) ، فلا يسع أحد الخروج على هذا الإجماع ، وليس لأحد عذر في موافقة هؤلاء الحكام على تحريم ما أوجبه الله ، ومن فعل ذلك من العلماء فهو كافر بالإجماع (على قول ابن حزم) ، ولا يجوز للعلماء – والحال هذه – أن يداهنوا لأن الأمر ليس مسألة كلامية ، بل أمر دماء وأعراض وإسلام ، فليس للعلماء فسحة اليوم ، بل الواجب البيان ، والواجب الإنكار ، ولا فرق بين من يُحرّم الجهاد في سوريا اليوم وبين من يُحرّم الصلاة المفروضة والصيام المفروض ، بل إن ترك الصلاة والصيام فساده فردي ، أما ترك الجهاد المتعيّن في سوريا اليوم ففساده متعدٍ على السوريين خاصة ، وعلى المسلمين عامة ..

 

لنعيد تسلسل الأحداث : التخطيط لإيجاد وطن للنصيرية والرافضة في سوريا .. المجاهدون يقتحمون المحافظات الموعودة للنصيرية .. الإيعاز للنصيرية باستخدام الكيماوي .. التدخل في سوريا عن طريق مؤتمر جنيف بحجة اتلاف الأسلحة الكيمياوية .. الأعتداء على الجماعة التي لن تقبل بأي حكومة تأتي من الغرب أو نتائج أي مؤتمر أو المساومة على أي قطعة أرض .. شيطنة الدولة .. قتل المهاجرين في سوريا .. التحضير الإعلامي لشيطنة المحرّضين على الجهاد في سوريا .. تجريم وتحريم التحريض على الجهاد في سوريا ، وتحريم وتجريم ومعاقبة كل من يساند أو يقف مع أو يدافع عن أي جماعة "إرهابية" .. ولعل في جعبتهم المزيد !!

 

هل سقطت الدولة الإسلامية في العراق والشام ؟

 

الجواب : نعم ، سقطت على رؤوس المرتدين والخونة والعملاء ، وأسقطت الكثير من الأفراد والجماعات ، ودوّخت الأعداء ، وحيّرت المراقبين ، وأغاظت الكفّار ، ولا زالت تُرعب يهود الذين لا يهمّهم من أمر الثورة السورية إلا مثل هذه الدولة التي لن يستقر لها قرار حتى تركز رايتها على ثرى فلسطين المحتلة ..

 

لعل البعض لا يدري بأن حدود الدولة اليوم أكبر من ست دول عربية مجتمعة ، وأن جيشها أقوى من أكثر الجيوش العربية ، وأن قادتها عندهم من الإستقلال ما ليس عند جميع حكام الدول العربية ، ولو أن الغرب خرج من المعادلة فإن هذه الدولة تستطيع – بإذن الله – أن تلتهم أكثر الدول العربية في بضعة أشهر ، لهذا كانت هذه الدولة مرعبة ، ولهذا كان لا بد من شيطنتها وإشغالها بقتال داخلي ، ولهذا ارتعدت فرائص الدول العربية والغربية والشرقية لما وصلت الدولة إلى دمشق واللاذقية (بل الجولان) ، ذلك أن أعداء الإسلام يعلمون يقيناً أن هذه الدولة لا تعترف بحدود ولا بمواثيق دولية ولا بمنظمات ولا بحكومات ، وأن جنودها جنّ في الحرب لا قِبل لأحد بهم ، فقد جرّبهم العدو في أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق ، فلم يقم لهم أحد في حرب مفتوحة ومواجهة مباشرة رغم التفوق التقني الكبير ، فلا بد من الشيطنة ، ولا بد من المكر ، ولا بد من الإسقاط ..

 

أتسائل كما تسائل بعض الأفاضل : من يقف أمام المد الرافضي والغربي لو سقطت هذه الدولة والعياذ بالله ؟! من أوقف الحلم الأمريكي لاحتلال ستين دولة في حرب بوش الصليبية !! من أقضّ مضاجع الرافضة وأهدر حلمهم في العراق !! من أثخن في النصيرية وقصف قراهم في الشام !! من حرّر الحرائر من السجون في العراق والشام !! من ألغى عملياً حدود سايكس-بيكو !! مَن رفع شعار الدولة الإسلامية بعد قرن من الزمان وأوجد محاكم شرعية في العراق والشام !! مَن أشدّ على الكفار من هذه الدولة !!

 

لو أن إيران دخلت جزيرة العرب بإتفاق مع الأمريكان – وقد يكون قريباً وفق المعطيات التي نشهدها – فمن يقف في وجهها !! هل هناك حاكم أو جيش عربي يستطيع تعكير صفو خطط أمريكا في المنطقة !! ماذا لو اتفقت أمريكا مع إيران على تقاسم جزيرة العرب ، هل يعتقد أحد عنده ذرة عقل أن حكام الجزيرة سيحاربون أمريكا ويُفسدون مخططاتها !! اليمن اليوم تُهدى للرافضة على مرأى ومسمع من العالم العربي ، فأين الجيوش العربية ، وأين الأموال النفطية التي تذهب للإنقلابيين في مصر وليبيا وتونس وتركيا ولبشار في سوريا لضرب المجاهدين السنّة وإضعافهم !! في الثلاثين سنة الماضية قتل الصليبيون أكثر من خمسة عشر مليون مسلم ، فكم قتلت الجيوش العربية مجتمعة من الصليبيين ؟ وكم قتلت الدولة وقاعدة الجهاد ؟ الصليبيون احتلوا دولاً إسلامية فهل استُنفرت الجيوش العربية ؟ من نفر لساحات الجهاد لاستنقاذ بلاد الإسلام !! الصليبيون مرّغوا أنف الأمة في التراب ، فمن أعاد للأمة بعض هيبتها !!

 

هم غلاة : أرونا وسطيتكم وانفروا لساحات الجهاد .. هم متنطعون : أرونا اعتدالكم وانفروا لساحات الجهاد .. هم تكفيريون : أرونا علمكم واعقدوا لهم دروس عقيدة في الثغور .. هم عنيدون : أرونا سعة صدركم بتحمّل عنادهم .. هم اقصائيون : مدّوا أنتم لهم أيديكم .. هم مفتئتون : اعلنوا أنتم دولة إسلامية تحكم بشرع الله .. قولوا ما شئتم ، ولكن الواقع يقول بأنهم جدار فاصل بين بلاد الإسلام وبين مخططات الرافضة والصليبيين ، ولا يوجد غيرهم - وغير "قاعدة الجهاد" - يستطيع أن يقف أمام هذه المخططات ، ومن لم يصدّق فليراجع الربيع العربي ولينظر إلى حقيقة الجيوش العربية ووظيفتها الأساسية ، ثم لينظر إلى تصرفات حكام الدول العربية .. البعض اليوم ينتقد الدولة الإسلامية عن جهل أو تعصّب أو أي سبب آخر ، ولكن أكثر المسلمين في سوريا يستنجدون بالدولة لتحافظ على أرواحهم وأعراضهم لعلمهم أنها لا ترحم النصيرية ، ويستنجدون بهم في العراق لنفس السبب ، ونحن نشفق أن يأتي اليوم الذي يصرخ من ينتقد الدولة اليوم ليطلب منها إنقاذ عرضه من أيدي الرافضة ..

 

الدولة لو سقطت فلن تقوم للمسلمين قائمة على المدى القريب ، فهي اليوم أقوى جيش إسلامي ، وأصدق جيش إسلامي ، وأصدق دولة إسلامية ، جمعت الأمة في جيش إسلامي لا قومي ، وتحارب الكفار بلا عقيدة قطرية ، ألغت القومية والوطنية وجميع المذاهب الوثنية لتُعلن الإسلام منهجاً يجمع أفراد دولتها ، ومن لم يفقه هذا فلا حاجة للمسلمين بتحليلاته وتوجيهاته وانتقاداته وكلامه كله ، ومن ينتقد الدولة لأنها - تقتل المسلمين – على زعمه ، فالنصيرية والرافضة يقتلون المسلمين ، فليذهب المنتقد ليدافع عن حياة المسلمين في سوريا إن كان حريصاً على حياتهم ، أما البكاء والعويل والصراخ والنقد والتجريح والتخوين من بعيد فلا فائدة منه ..

 

إننا ننتقد أفعال الدولة لأننا نعلم أن رجالها يقبلون الإنتقاد ، وننصح الدولة لأننا نعلم أن قادتها يقبلون النصيحة وأن هذا واجبنا تجاههم ، ونعتب على الدولة بعض قراراتها وأفعالها لأن العتاب لا زال بين الأحبة ، ولكننا لم ولن نفكّر ولو للحظة واحدة أن نُضعف هذه الدولة أو نأتي بقول أو أمر يشغلها عن قتال أعداء الأمة ، إنما يفعل ذلك من لا عقل له ، أو من هو عميل للأعداء ..

 

نسأل الله العلي القدير أن يُبقي هذه الدولة غصّة في حلوق أعداء الدين ، وأن يهدي قادتها لما فيه خير وصلاح المسلمين ، وأن يمكّنها من رقاب الكافرين والمنافقين والمرتدين ، وأن يفتح الله لها قلوب المؤمنين ، وأن يوحّد صفوفها ويجمع كلمتها مع إخوانها ليقاتلوا العدو صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص متين ، وأن يُركزا جميعاً راية العقاب في بيت المقدس فاتحين ، وأن يبلّغنا ذلك اليوم أجمعين ..

 

 

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

 

كتبه

حسين بن محمود

5 ربيع الثاني 1435هـ

 

ومضة: هل وصلك خبر دك سجن بادوش في الموصل وتحرير معتقليه رجالا ونساء من قبل الاخوة في الدولة قبل يومين

رابط هذا التعليق
شارك

اخي المعتز باسلامه...........

 

مناشدتنا للمجاهدين بان لا يضرب بعضهم رقاب بعض وان يتحدوا ويكونوا صفا واحدا في وجه عدوهم لا يعني ان ننحاز الى طرف من اطراف النزاع سيما وان هناك اعترافات سابقة من زعيم قاعدة العراق بارتكاب اخطاء في العراق لم يحددها او لم يراها بالفادحة ولكننا وجدنا انها ادت الى اضعاف الجهاد وولادة الصحوات وكانت نتائجها الحتمية في صالح المحتل وادواته,,بالاضافة الى مطالبة الشيخ ايمن الظواهري بحل الدولة الاسلامية في العراق والشام واقتصار التسمية على العراق المطالبة التي لم تاتي من فراغ حتما والتي لا يصح حملها على انها مبنية على سوء فهم من الظواهري وان الرجل قد ضلل ووقع ضحية ما يفترى على تنظيم البغدادي فهذا ان قبلناه على كوادر القاعدة فلا يمكن قبوله على زعيم القاعدة بحكم موقعه ومسؤوليته وما يستلزم لذلك من قنوات وعيون ترصد وتراقب وتنقل من الارض ومن المياين بل والمقرات اللهم الا ان كان الظواهري ساذجا او زعيما فخريا وهذا غير وارد وليس بصحيح

 

لذلك اخي الكريم فان انحيازنا لتنظيم البغدادي في ظلال هذه الحقائق التي فوق انها تنسف فهم حسين بن محمود من القواعد فهي تجعلنا وكاننا ملكيين اكثر من الملك نفسه نثبت البراءة لاخوة لنا ادينوا من انفسهم ناهيك عن ردود افعال من يثبتون لانفسهم مظالم عند تنظيم البغدادي تجاهنا

 

وحتى لا نسقط في هذا الشرك وبحكم ان المتفق عليه انها فتنة فالمطلوب التركيز على هذا الثابت من الامر وبيان ان المستفيد منه فقط هو بشار الكلب ومن ورائه رؤوس الكفر امريكا والغرب ودولة يهود وعرض المشروع السياسي المبني والمستنبط من كتاب الله وسنة رسوله بين يدي الاخوة المتقاتلين ليصطلحوا ويتوحدوا عليه

تم تعديل بواسطه مقاتل
رابط هذا التعليق
شارك

نعم في الوقت الذي نحن ضد اقتتال المسلمين ذلك لا يعني ان نعطي داعش اكثر من شأنها، ودعوتنا لعدم الاقتتال وكشفنا للعملاء لا يعني اننا نقلل من خطورة افكار داعش على الثورة واهل سوريا. واي حقن للدماء يجب ان ياخذ بعين الاعتبار اافكار داعش الخاطئة، ونظرتهم الفوقية للاخرين، والتكفير واستحلال الدماء على أساسه وتخبطهم الشرعي والسياسي واقلها ان من ليس معهم في عنقه ذنب لانه لم يبايع الضائع في السرداب، وهذا كله من فيديوهات شرعييهم ومقاتليهم وليس نقلا عن أحد. والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

و الله يا شباب الظاهر فرحتنا لم تتم و لعل سببها ان المجاهدين ليسوا على قلب رجل واحد فالمعارك لا تزال في سجن حلب دائرة و الأخوة يطلبون الدعاء! الاختلاف يرفع النصر!

رابط هذا التعليق
شارك

والله ايها الاخوة عندي من الكلام عن دولة البغدادي مايملىء صحفا كثيرة وليس من الان بل من ستة شهور واكثر تتوارد المعلومات والتصرفات من الارض وتتراكم فوق بعضها البعض وتشير لنفس الاتجاه والاحداث وهو صدام فصيل البغدادي مع الجميع , ومن كثرة الاخطاء والانحرافات ومع احتدام المعركة اثر الجميع على اختلاف مشاربهم وانتمائتهم الى غض النظر والتغاضي عن الاخطاء درءا للفتنة وشق الصف وتوحيد الجهود لقتال العدو النصيري

حتى بلغ الامر مابلغ ولم يعد محتملا السكوت على هذه الاخطاء بل الطوام بل حتى تكلم الجميع بمن فيهم قادة الجهاد وقادة نفس التنظيم من القاعدة الى النصرة الى السلفية الجهادية بل كل منظري الجهاد من السلفية الجهادية للسلفية العلمية لغيرهم

والموضوع الان امام الجميع متواتر لالبس فيه , الان الكثيرون يتركون فصيل البغدادي الى فصائل اخرى تجاهد فقط وعلى راسها النصرة والاحرار والكثيرون يغادرون سوريا ورغم ذلك فالثورة مستمرة باذن الله رغم استماتت كل الاطراف بالقتال , وهي اطباق يركبنا ايها ربنا لزيادة التمحيص وزيادة البلاء ولزيادة ظهور الحق وانبلاجه فمن يستطيع الان ان يقول ان فصيل البغدادي يجاهد في سبيل الله , اما النصرة والاحرار فاداؤهم بالقمة الان وفقهم الله

كنا مع علوش حتى باع واشترى وانشرى فتركناه ,وهكذا هذه الثورة بقدر الله تكشف الجميع وتظهر الحق من الباطل انها اقدار الله تفعل فعلها ولها مابعدها

الان فصيل البغدادي لو اراد الحق فليتلحق بالجبهات ويترك البيوت والنساء ورغد العيش والتسلط على رقاب العباد فتسلطهم لن يستمر طويلا وهذه الدولة الخلبية اذا احيانا الله للعام القابل لن نسمع بها الا كذكريات والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

 

جبهة النصرة : (( وقد أعذر من أنذر ))

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

pq5lw.png

 

(( وقد أعذر من أنذر ))

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

 

ما زال أبطال الإسلام في جبهة النصرة -أعزَّها الله- في محافظة دير الزور يسطرون الملاحم والبطولات، يذودون فيها بالغالي والنفيس حفظًا لبيضة الدين، ورفعًا للظلم عن المسلمين، رغبةً في تحكيم شرع ربِّ العالمين -نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا-، وقد دفع أبناء الإسلام مئات الجرحى والشهداء للوصول إلى واقع المعركة على الأرض الآن؛ فمن ملحمة تحرير حي الحويقة إلى ملحمة تحرير الرشدية -واللتان ما أخذتا حقهما في التغطية الإعلامية بعد-، ليبدأ الزحف كما هو معلوم إلى مطار دير الزور والذي سيكلل -بإذن الله تعالى- بتحرير كامل مدينة دير الزور.

ورغم وصول معركة المدينة إلى هذه المرحلة الحساسة والتي لا تتحمل أي أخطاء أو تراجعات إلا أن مدد الدير لم يتوقف، لينطلق رتل مهيب من أسود الإسلام في دير الزور باتجاه حمص الصمود ليعزِّز خطوط الرباط والقتال هناك علَّ الله أن يفتح على أيديهم بالتعاون مع إخوانهم المجاهدين ليُفكَّ الحصار المفروض على حمص بإذن الله، وما زالت الأرتال والإمدادات تنطلق من دير الزور أيضًا لمحافظة الحسكة لدعم المجاهدين هناك في قتالهم مع قوات النظام وأعوانه، بل وازداد العبء على كاهل مجاهدي جبهة النصرة في دير الزور لسد الثغرات التي خلفتها الانسحابات الأخيرة للعديد من الفصائل نظرًا للانشغال بفتنة الاقتتال الداخلي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

وفي خضم كل هذه الملاحم العظام فجعتنا جماعة الدولة في دير الزور بالسطو على بعض المنشئات الحيوية التي كانت تحت يدي الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية -وتعتبر جبهة النصرة هي المكون الأساسي لها- لتقطع بذلك طرق الإمداد لجنود الإسلام المرابطين داخل المدينة وتفصلهم عن عمقهم الاستراتيجي في محافظة دير الزور، وتشمل كلاً من حقل "كونيكو" و"مطاحن العشرة كيلو" وعدة مقرات أخرى.

وقد ظلت ثروات المسلمين تلك بأيدي مجموعة من اللصوص ينهبونها ويتمتعون بها دون رقيب أو حسيب، حتى قامت الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية بتخليصها وتحريرها من تحت أيديهم، وفرضت عليها رقابة صارمة، وباتت عائداتها تعود على عوام المسلمين من خلال نشاطات الهيئة الشرعية هناك.

وبعد تحريرها فوجئ الجميع بـ (والي) جماعة الدولة في دير الزور يطالب بحصته في حقل "كونيكو" المحرَّر معلِّلاً ذلك بأنه كان ينوي تحريره من قبل!! ومع كثرة إلحاحه ودرءًا للفتنة والشر قررت جبهة النصرة أن تخصِّص نسبة من ناتج الحقل لجماعة الدولة رغم عدم أحقيتهم في ذلك، إلا أنهم ما توقفوا عن غيِّهم وقاموا بتهييج العشائر التي ينتمي إليها أولئك اللصوص لاستردادها، وأغروهم ببيعة الدولة للوقوف معهم والقتال بجانبهم، وهو ما تحقق مؤخرًا بنهبهم لتلك المنشئات، وهب أن أفرادًا ممَّن أمَّنتهم جبهة النصرة على حماية الحقل وتسيير أموره بايعوا الدولة وانضموا لها، فهل تحل تلك البيعة أموالَ المسلمين وتبيح أخذَ المقرات والسلاح بغير وجه حق!؟

 

وقد ناصحنا قيادة جماعة الدولة في دير الزور بالعودة عما بدر منهم والنزول لمحكمة شرعية تنظر في الحقائق والملابسات وتفصل في القضية، فما كان ردهم إلا أنهم سيستمرون وأن تلك هي البداية فقط!!

 

وليس ذلك مستغربًا إن كان واليهم هناك قد سرق من جبهة النصرة من قبل ما يقارب 5 ملايين دولار، ولم يردَّها إلى الآن، بل كانت مكافأته أن يُولَّى على محافظة دير الزور من قِبَل الدولة. وعليه؛ فإنا ندعو قيادة جماعة الدولة إلى النظر فيمن توليه من الأمراء والقيادات الذين يمثلونها على الأرض ويعبرون عنها.

 

وعلى ثغور مدينة الشدادي بمحافظة الحسكة؛ يرابط جنود الإسلام من جبهة النصرة أمام جنود الطاغوت النصيري وأعوانه من الـ "PKK" بعد تحرير 18 قرية من أيدي المرتدين، وتحقيق تقدم كبير على هذه الجبهة -بفضل الله-، فتأتي جماعة الدولة لتحاصر مقرات جبهة النصرة هناك وتستولي على بعض الحواجز التابعة لنا، وتطلب من الإخوة تسليم أسلحتهم بغير وجه حق!! وما زال الحصار مستمرًا حتى لحظة كتابة هذا البيان.

 

وإنا والله لا نجد توصيفًا لهذه الأفعال في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا البغي، ولقد شرع الله لنا دفع الصائل عن النفس والعرض والمال، بل إن من مقاصد الإسلام ومقاصد الجهاد الحفاظ على سلامة المال، وإن كان هذا في المال الخاص فهو في أموال المسلمين العامة أولى وأحرى؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى:39]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "لا تُعْطِه مالَك"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتِلْهُ"، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنتَ شهيدٌ"، قال: أرأيت إنْ قَتَلْتُه؟ قال: "هو في النَّار" [رواه مسلم]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قُتِلَ دونَ مالِه فهو شَهيدٌ" [متفق عليه]. وعنه أيًضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أُرِيدَ مالُه بغير حقٍّ فقاتلَ فَقُتِلَ فهو شَهيد" [حديث صحيح].

 

ويعلم الجميع أن قيادة جبهة النصرة قد بذلت الوسع في السعي للصلح وإيقاف القتال الدائر بين الفصائل على أرض الشام، وقد آوينا الكثير من أفراد جماعة الدولة وعائلاتهم وحميناهم بأنفسنا ودمائنا ولا زلنا -ولا فضل في ذلك ولا منَّة-، ورغم ذلك أُشيع من جماعة الدولة أننا خذلناهم في قتالهم مع الفصائل الأخرى، كيف وقد قُتل لنا 10 من الإخوة -تقبلهم الله- في أولى الأحداث نتيجة هجوم الدولة على إحدى المقرات، فكيف نناصرهم على أنفسنا!!

وإن جنودنا -بفضل الله تعالى- منتشرين على طول الخريطة السورية وعرضها، مرابطين في الثغور، مقاتلين لأعداء الله، بنادقهم موجَّهة للعدو النصيري، متحمِّلين زيادة الأعباء بعد انسحاب العديد من الفصائل من الجبهات لانشغالها بالاقتتال الداخلي؛ ففي حلب الشهباء اقتحم الأبطال سجن حلب المركزي وباتوا قاب قوسين بل أدنى من تحريره بالكامل بإذن الله تعالى، وفي إدلب العز يربض الأسود على ثغور جبل الأربعين وغيرها مرابطين محتسبين، وفي حماة بطولات وفتوحات من حماة المدينة إلى مورك وصوران وقطع الطريق العام بين حلب وحماة على الجيش النصيري بفضل الله، وفي بادية حمص تجري الاستعدادات على قدم وساق لبدء معركة فك الحصار عن المدينة بإذن الله، ناهيك عن دمشق وغوطتيها، والقلمون وجبالها، ودرعا؛ وما أدراك ما درعا، وقد كنا نتجنب فتح جبهات جانبية، ونحلم على كثير من المظالم والعدوان، ونقدِّم أولوية قتال العدو النصيري وأعوانه، حتى ظن القوم أن حلمنا خور وضعف، أفبعد كل ذلك -وعوضًا عن إرسال مؤازرات أو أرتال لتعاوِننا في قتال العدو النصيري- يكون جزاؤنا أن تُقتحم مواقعنا، وتُقطَّع الطرق علينا، ويقف الإمداد الحيوي لجنودنا في إحدى أهم الجبهات وأخطرها في المنطقة الشرقية، رغم بعدها كل البعد عما يدور في الساحة من فتنة واقتتال!!

 

 

وعلى ما تقدَّم؛ فإننا نكرِّر دعوتنا لقيادة جماعة الدولة بأن يوقفوا جنودهم عن العبث والبغي بغير وجه حق، وأن يردُّوا لأهل الحق حقهم، وإلا فإنَّ لدينا رجال عركتهم المصائب والمحن، تركوا الراحة والدعة، ومضوا يقيمون في الأرض منار الحق والعدل، ويرفعون عن الناس الظلم والبغي، وهم أجدر بردع عدوانكم ودفع ظلمكم بإذن الله؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

 

وقد أعذر من أنذر..

 

{ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }

 

 

(( جَبْهَةُ النُّصْرَة ))

|| مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي ||

 

 

لا تنسونا من صالح دعائكم

 

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

 

تاريخ نشر البيان: يوم الجمعة 7 من ربيع الآخر 1435 للهجرة، الموافق 7/ 2/ 2014

 

 

Created: 9 hours ago Visits: 38811 Online: 140

 

رابط هذا التعليق
شارك

قد مهّد انصار تنظيم الدولة لمسألة اعلام القاعدة منذ فترة قصيرة حيث اذاعوا خبرا مفاده ان المواقع الجهادية التقليدية للقاعدة قد تتعرض للانفصال او حتى الاغلاق ضمن مؤامرة عالمية كونية على تنظيم البغدادي لطمس الحقائق! فيكونون بذلك مهّدوا لفكرة ان المواقع الاعلامية للمجاهدين مشكوك فيها و مسيطر عليها من قوى الكفر العالمية و بالتالي اسقاط بياناتها !

رابط هذا التعليق
شارك

و هذا لو دققنا فيه لعلمنا انه عزل و اسقاط لأي صوت يتكلم فيهم او ينتقدهم و لو كان الظواهري نفسه!

 

1- فأبو قتادة و ابو محمد المقدسي و الشيخ سليمان العلوان اسرى عند الطاغوت و الأسير لا يؤخذ بفتواه و لا بكلامه!

2- القنيبي و المحيسني اخترقوا التيار الجهادي و أحدهم مدسوس من المخابرات الأردنية و الثاني من المخابرات السعودية!

3- لا يفتي قاعد لمجاهد! (و هي قاعدة باطلة من عدة وجوه و عمل يضدها علماء الأمة قاطبة لكن القصد منها للمدقق هو عزل أي تأثير على المقاتلين على الأرض الا ما يقوله لهم مفتيهم هناك، هذا مرتد و هذا صحوات و هذا كافر الخ. و بالتالي يسهل انقياده)...

4- جبهة النصرة خرجت عن أمر أمير المؤمنين و طاعته لأن البغدادي هو من أرسل الجولاني الى الشام و دعمه بالمال و السلاح!

5- أمر الظواهري ساقط لأنه أمر بمعصية (تقسيم الجهاد وفق احكام سايكس بيكو) و بالتالي طاعته في هذا الأمر غير واجبة!

6- اسقاط كل بيان بنتقد الدولة صادر عن القاعدة باسقاط مصدره و التشكيك فيه! (كما اوضحت بما يشيعون حول تلك المواقع).

7- تبرير تكفيرهم لباقي الفصائل الاسلامية بأنهم يتعاملون مع الغرب و المخابرات العربية دون التحقيق و التمحيص في الأدلة و البيّنات فيكفي ان يقول مسؤول امريكي ان هناك اتصالات بفصيل ما ليصبح الفصيل المذكور كافرا يستحق القتال! (أين اقامة الحجة و النصح و الدعوة؟!)...

تم تعديل بواسطه علاء عبد الله
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخي مقاتل، والأخوة جميعا، المشكلة ليست في كون تنظيم " دولة العراق والشام الإسلامية " أصابو أم أخطؤوا، أحسنوا أم أساؤوا..... المسألة ونقطة البحث هي كيف نتابع من أراد في زمن معين، لواقع معين ،مرتبط بتنظيم معين أن يظهر بين أفراد الأمة لكي يتم تبنيه والبناء عليه كذبا وبهتانا!!

 

هل أصبحت "العبرية" بوق آل سلول منبع الحقيقة!!

هل أصبحت " رابطة العلماء المسلمين " معنية بالدماء التي تراق على أرض الشام!! فلا ترى إلا " إجرام " " دولة العراق والشام الإسلامية "

 

إن التخطيط لمحاولة " قضم " ثورة أهلنا في الشام جزءا جزءا بدأ منذ شهور عدة من طرف آل سلول،، منذ تسلمهم " للملف السوري " من " ربيبة رجسة الخراب " " محمية قطر "

وأول ما بدؤا به لمزهم ونبزهم لتنظيم " دولة العراق والشام الإسلامية " بلقب " داعش " " وجماعة البغدادي " وها هم المستنيرون من أمتهم يتابعونهم على ذلك!!

فبدأت النفوس مهيئة للخطوة التالية، عن طريق من تسربواإلى داخل التنظيم لحساب أجهزة مخابرات محميات الخليج.

ولكن تم كشف معظمهم وإنزال الجزاء بهم من قبل الإخوة في الدولة. هل بقي منهم أحد؟ قد يكون.

ولكن، خاب مسعاهم فلم يستطيعوا القضاء على تنظيم الدولة من الداخل،، فكان لا بد أن يستخدم من بيده السلاح لقتال " الدولة " وهذا الأمر لا بد له من تهيئة ظروفه في الواقع، فكان ما حصل على الجبهات.

هل نسينا أن تنظيم الدولة خرج من رحم " جبهة النصرة " إبتداءا.

وقد كانت الدسيسة أن تكون " جبهة النصرة" بعد " الدولة "، خاب مسعاهم والحمد لله

و تقاطعت المصالح فأطلق " معتكفي فنادق أوروبا وتركيا " مقولة " الدولة صنيعة النظام "!!!

وتابعهم في ذلك أرباب محميات الخليج من عبرية ولحى مستعارة، ما دام ذلك يصب في صالحهم.

 

فخلاصة الموقف أخي: أنني لا يمكن أن أكون ظهيرا للمنافقين والكافرين.وإن أخطأالإخوة في " الدولة " بل وإن فعلوا الافاعيل.

 

{فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ}

 

هذا في حال أنهم فعلوا ذلك...

 

 

﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الاٌّمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ﴾

 

فما بالك لو لم يرق ذلك الأمر للعلم وبقي في دائرة الظن، والدس والخديعة؟

 

( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)

 

 

http://s01.justpaste...___________.jpg

 

 

http://s01.justpaste...___________.png

 

http://s01.justpaste...___________.jpg

 

 

http://s01.justpaste...___________.jpg

 

 

http://justpaste.it/ec2j

 

http://justpaste.it/dwim

 

http://justpaste.it/e153

 

 

فجاء الرد من على منبر رسول الله من أرض الشام والجهاد من حمص المحاصرة دعاء على رويبضة نجد

 

https://www.youtube....CkI&app=desktop

 

 

 

اللهم قيض لنا " حديقة موت " يباد فيها كل كافر ومنافق ومظاهر على هذه الأمة.

رابط هذا التعليق
شارك

يا أخي لماذا الأحداث عندك تبدأ من مكان معين و تتغاضى عما قبله؟ قل لي بالله عليك ألم تبدأ الأحداث و القتل منذ دخل تنظيم الدولة الى الشام؟ أي بالتحديد في أبريل 2013 فحينما ضم له جبهة النصرة (و لا ادري ما سبب ضمّها ان كان انتدبها للشام) تم قتل عدد من الاخوة في جبهة النصرة و احتلال مواقعهم و مصادرة أسلحتهم و طردهم من المناطق... هكذا بدأ تنظيم دولة العراق و الشام! و لم يبدأ بالصحوات و الاشاعات و غيرها عليه مع اننا نقر بها...

 

أضيفك من الشعر بيت أنظر كلام الأخ رضا بلحاج عن داعش:

 

رابط هذا التعليق
شارك

سؤال يجب ان ينم طرحه بعيدا عن موضوع اختراق داعش .او عن الشكوك التي تدور حولها وعن ماهية الدور الذي تلعبه في سوريا. سؤال يطرحة الكثير من اهل سوريا و سوف يطرحه البقيه الباقيه منهم عاجلا ام اجلا. هل هذا هو الوجه الحقيقي للاسلام السياسي؟ هل هذا هوالتصور لقيام دولة اسلاميه تحكم البلاد و العباد؟؟؟؟ بل انه سؤالا اوجه لحملة الدعوة و طلاب الخلافه. هل نموذج داعش و فكرها هو البديل للامه عن النظام الراسمالي العفن و البالي؟؟؟هل تتطلع الامه للخلاص من حكم الطواغيت و سياطهم ليجدوا سيوف داعش مسلطة على رقابهم؟؟؟؟ اسئله اطرحها بشقيها السياسي و الفكري على حضراتكم.

رابط هذا التعليق
شارك

[media=]http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=YtlMVTEWTCM[/media]

 

 

كارثية الدمار الفكري الذي خلفته ممارسات عصابة البغدادي المتسمية ب”دولة الإسلام” على أطفال الشام… إسمع للآخر!

تم تعديل بواسطه محمد سعيد
رابط هذا التعليق
شارك

سؤال للمتابعين من الاخوة الا تظنون ان حجم اجرام داعش وارتكابها للقتل واشتغالها بضرب كتائب الجهاد هناك شاهد على قوة الاختراق التي تعرضت لها داعش او بالاحرى على مدى تغلل المخابرات فيها ؟

رابط هذا التعليق
شارك

اخي بصير حياك الله , الاسلام كحكم ودولة غائب منذ قرون , حتى النسخة العثمانية من الحكم الاسلامي انحرافها عن الاسلام الفعلي لايقل عن 70 % رغم بواقي الخيرية فيهم وخصوصا في اوائلهم بسبب رفع الجهاد , اخر الدول الاسلامية ايام العز هي منذ 800 سنة باواخر المماليك ومن قبلهم من الايوبيين خير منهم والزنكيون خير من الاثنين

الان من يستطيع ان يحكم بالاسلام وباي فهم كلنا مدعون خياليون لماذا لاننا نتكلم عن شي لم نعرفه ولم نراه وانما قرانا عنه وسمعنا به اما واقعيا فلا توجد امام الاعين الا تجارب بائسة واكثر من بائسة فمن دعاوي الاخوان الهزيلة الوصولية منذ 80 سنة الى دعاوي الجهاد الساذجة ( غزوة نييورك) المخترقة من كل الاتجاهات الى الى زمان العجائب بعصابة داعش قاطعي الطريق المجرمين لعل الله يهدي احد للخير للحكم فعلا بالاسلام الحقيقي لعلنا نراه ونحن احياء او يكون في اولادنا او احفادنا هذا والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي العزيز دمشقي...لا يدفعنا ادلهام الاوضاع وانغلاق الرؤية...لا يدفعنا الى الياس...الاسلام طبق...وما دام انه طبق فسيطبق...ولا نقول ذل ضربا في الخيال...الله يرعانا ولولا رعايته لما وصلنا الى ما وصلنا اليه...وسيعود الاسلام غريبا كما بدأ...

المادة الدستورية موجودة...القانون الاساسي...ام القوانين...

الفقهاه موجودون...والبركة في الشيخ العالم عطاء...

الوسط السياسي المبدع موجود وباعداد تقيم دولة كبري...

والله يعين الناس الذين يعملون للاسلام....

والياس حرام....

رابط هذا التعليق
شارك

اخي النظار ليس ياسا ابدا ولاشك ان الاسلام عائد ومنصور باذن الله ,ولكن مانقول هؤلاء المسلمين من الاخوان للقاعدة لغيرهم هل هم المؤهلون لنصر الله والتمكين بهذا الزمان , الآن هذا الكيان المسخ قطاع الطرق داعش يمثل وهما بانه دولة اسلامية وماهو الا كيان خلق للتشويه التام على اي كيان اسلامي حقيقي وحرق صورته بابشع وسيلة عملية , كل هؤلاء الادعياء سيسقطون من اخوان للقاعدة للمجرمين داعش ولاشك سيظهر من يبدا بحكم الاسلام الصحيح اما اين ومتى فعلمها عند الله

رابط هذا التعليق
شارك

فتاوى بلا طيار ..!

لفضيلة الشيخ

أبو المنذر الشنقيطي

حفظه الله

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

منذ أن كان المجاهدون جماعات صغيرة وفتاوى الشيوخ تعارضهم وتعرقل عملهم وتجيش الناس ضدهم.

لم يعبأ المجاهدون بهذه الفتاوى المخذلة عن الجهاد والمنفرة عن أهله, بل توكلوا على الله وأكملوا مسيرة جهادهم..

لكن تلك الفتاوى ظلت تلاحقهم , وتركض خلفهم لتصد الناس عنهم,كما كان أبو لهب يركض خلف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول للناس : لا تصدقوه فإنه كذاب ومجنون .

ولم يختلف الأمر حتى بعد ما مكن الله للمجاهدين وأعلنوا عن قيام دولة إسلامية وأصبح لهم إمام وراية ..

لقد ظن المجاهدون أن أصحاب الفتاوى السلطانية سيكفون ألسنتهم لأن الشروط التي كانوا يشترطونها للجهاد كالإمام والراية ويزعمون أن الجهاد معدوم لانعدامها أصبحت اليوم موجودة مع الإعلان عن الدولة ..

لكن المفاجأة كانت أن هؤلاء الشيوخ هم أول من اعترض على قيام الدولة ورفض إحداث البيعة واعتبرها باطلة غير نافذة ..!

بل زعم بعض الشيوخ - ويا للعجب- أنه لا يشرع إحداث البيعة أثناء الحرب وأن الإمارات الموجودة الآن ما هي إلا إمارات حرب ..!

فيا سبحان الله ..لكأن هؤلاء الشيوخ يلعبون على جدلية "الدجاجة والبيضة أيهما الأول ؟" !!

قالوا بالأمس : لاجهاد بلا إمام ولا راية ..

فلما جاء الإمام والراية قالوا : لا يشرع نصب الإمام حتى ينته الجهاد !!

ما كان بالأمس شرطا للجهاد أصبح اليوم ممنوعا بسبب الجهاد !

كيف يتحول المشروط إلى مانع بين عشية وضحاها ؟

وماذا يفعل الطالب حين يكتشف أن جميع احتمالات الإجابة خاطئة , سوى القول أن الأستاذ مصر على رسوبه في الامتحان ..!

ما معنى أن توجد دولة شرعية مبايعة من طرف المجاهدين في العراق فتقوم بإطلاق شرارة الجهاد في بلاد الشام والتصدي لعدوان النصيرية وطردهم من بعض المناطق ثم يدعي بعض الشيوخ أن هذه ليست دولة ولا بيعة شرعية وإنما هي إمارة حرب !

بأي حق وبأي منطق تزعم هذا الزعم يا فضيلة الشيخ ..؟

إذا كان أهل الحل والعقد الذين بايعوا أمير الدولة بايعوه على الإمامة العامة وسموها دولة , فكيف يتأتى لك القول بأنها مجرد إمارة حرب ؟

أو تظن أنهم سموها دولة فقط من باب التفاؤل ؟

إن القول بمنع نصب الإمام أثناء الحرب قول باطل لا دليل عليه من كتاب أو سنة بل هو مصادم للكتاب والسنة ..

وقائل هذا الكلام هو أعرف الناس ببطلانه ..!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم" ..فيقول بعض الشيوخ إذا كنتم في حرب مع العدو فلا تؤمروا أحدكم ..!

يقول النبي صلة الله عليه وسلم : "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ..

فيقول بعض الشيوخ : قاتلوا بلا بيعة شرعية وموتوا ميتة جاهلية !

كيف تأتي يا فضيلة الشيخ بما هو مصادم للكتاب والسنة ثم تقول :هذه فتوى ؟

ألست تعلم أن الفتوى توقيع عن الله ؟

أو تزعم أن الله تعالى نهى عن نصب الإمام في حالة الحرب ورخص في الفرقة في هذه الحال ؟

إذا كانت المعركة طويلة ومستمرة – كما هو الواقع- فكيف يظل المجاهدون طيلة هذه الفترة بلا بيعة ولا إمام ؟

******

كل من يدعو إلى ترك البيعة فكلامه مرفوض ومخالف للكتاب والسنة ..

وكل من يتصدى للبيعة ويسعى إلى إبطالها أو تأخيرها فهو داعية للفتنة ومنظر لها ..

هؤلاء الشيوخ الذين يرفعون أصواتهم بانتقاد الدولة زاعمين أنهم يريدون درء الفتنة هم الذين صنعوا الفتنة وساهموا في انتشارها .

هل هناك فتنة أعظم من أن تقول للناس ابقوا متفرقين بلا راية ولا إمام ؟

هاهم يا فضيلة الشيخ قد بقوا متفرقين لكل عشرة راية وزعيم .. فكيف ستجمع هذه الجماعات المتناثرة بعد أن فرقتها بفتواك المخالفة لمحكمات الشرع ؟

أحد الشيوخ صاح على المجاهدين : تفرقوا ..

ثم جاء يولول محذرا من الفتنة..!

ألست أنت الذي صنعتها بفتواك المنمقة ؟

يداك أوكتا وفوك نفخ ..!

كم من مسلم اليوم رفض البيعة الشرعية وهو يدعى إليها ومات ميتة جاهلية بسبب فتواك ..

كم من مسلم كان يمكن أن يكون جنديا من جنود الدولة فصار بسبب فتواك ندا لها ومحاربا ..

يا من حاربتم الدولة بفتاواكم أنتم من صنع هذه الفتنة .. واعلموا أنها ستستمر لا محالة طالما المسلمون جماعات متفرقة ..

نعم سوف تنشأ جماعات فسيفسائية كل منها يدعي أن له الحق في تقرير مصيره .

وكل منها يفسر تدخل الدولة في بلاد الشام على أنه تغول وبحث عن السلطة كما قال المرتدون في زمن الصديق رصي الله عنه .

إن الدولة الإسلامية هي الفرصة الوحيدة للاجتماع ..

والبيعة على الإمامة هي وحدها التي تجمع المسلمين ..ومن لا بيعة لهم فلا جماعة لهم .

لقد اتفق أهل العلم على وجوب نصب الإمام , واتفقوا على أن نصبه واجب على الفور لا على التراخي ..

واتفقوا على أن مبايعة الإمام بعد نصبه فرض على كل مسلم ..

ولا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أن بيعة الحرب تنوب عن البيعة العامة أو تقوم مقامها .

وبالتالي فكل الجماعات التي تجاهد بلا بيعة عامة مع قدرتها على المبايعة عاصية بترك البيعة , ويتضاعف إثمها مع وجود الإمام المبايع ورفضها لمبايعته .

لقد أيقن المجاهدون بأنه لا ثمرة لجهادهم إذا لم يكن مشفوعا بتأسيس دولة إسلامية ,أما ان يقاتل المجاهدون ويأتي العلمانيون لقطف ثمرة جهادهم فهذا ما اضر بالأمة طيلة العقود الماضية .

فلا بد من قطع الطريق على كل الطفيليين الذين يريدون استغلال الجهاد لأهداف غير إسلامية .

ولهذا قام المجاهدون في الدولة الإسلامية بالمبادرة إلى هذه البيعة استجابة لأمر الله تعالى وعقدا لرابطة الدين التي تجمع المسلمين, فواجب على بقية المسلمين مؤازرتهم ومتابعتهم والاستجابة لبيعتهم .

والغريب العجيب أن الشيخ الذي تجاهل بيعة الدولة الإسلامية ووجودها ناقض نفسه لأنه قال بمشروعية نصب الإمام بشرط أن يكون ذالك عن طريق شورى بين جميع الفصائل الموجودة على الساحة ..وقد كانت هذه هي الطريقة التي تم إعلان الدولة الإسلامية في العراق من خلالها عن طريق مجلس شورى المجاهدين ..

فهل يقر الشيخ بشرعية الدولة الإسلامية في العراق أم سيناقض كلامه ويرفضها ؟

إذا كانت الدولة الإسلامية دولة شرعية قبل أن تولد جميع الفصائل الحالية في الشام فهي لا تحتاج إلى إذن منها , بل الواجب على هذه الفصائل الوليدة الدخول في بيعة الدولة بشكل فوري وبلا تأخير ..

وإذا لم يكن هذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : "فوا ببيعة الأول" فما هو معناه إذن ؟

الشيوخ للأسف يعرفون هذا ..ولكن الهوى غلب على النفوس فأنكرت المسلمات ..!

هاهم اليوم يحاولون إقناعنا بوجوب الاعتراف بشرعية الحاكم المبدل لشرع الله والموالي لأعداء الله والمحارب لدين الله !!

إذا تعلق الأمر بكفر الحكام من آل سعود فإن هيئة كبار العلماء تتحول إلى أطفال صغار لا يعرفون المسلمات العقدية في باب الإيمان والكفر ..

وأخيرا جاء أحد الشيوخ المكلفين بمحاربة الدولة الإسلامية ليقول لنا : إن هذه الدولة تتحاكم إلى الطاغوت !!

طيب.. يا فضيلة الشيخ إذا كنت تعتبر كلامك هذا "كلمة حق عند سلطان جائر" , فهلا حدثتنا عن حكام آل سعود الذين يتحاكمون إلى الطاغوت قبل أن تولد الدولة الإسلامية؟

الحق أن عدم الاعتراف بالدولة هو جزء مهم من الاعتراف بشرعية آل سعود , لأن المحصلة النهائية للاعتراف بالدولة الإسلامية هي الكفر بشرعية النظام السعودي ..

ولهذا دخل النظام السعودي في مواجهة الدولة الإسلامية بشكل واضح , فالفصائل التي تحارب الدولة الإسلامية تم إنشاؤها وتدريبها وتمويلها من طرف النظام السعودي ..

والفتاوى التي تقصف المجاهدين تنطلق من بلاد الحرمين كما كانت الطائرات الأمريكية تنطلق من قواعدها الجوية في بلاد الحرمين لقصف إخواننا في العراق .

والإعلام السعودي والقطري أصبح اليوم بمثابة الناطق الرسمي باسم الفصائل المحاربة للدولة الإسلامية .

والخطة المطبقة لمحاربة المجاهدين في مختلف الأماكن اليوم تعتمد على عدة أجنحة :

1- عملاء في الميدان يحاربون المجاهدين , قد يكونون جيشا نظاميا , وقد يكونون بعض الجماعات التي ترفع شعارات إسلامية.

2- طائرات أمريكية بدون طيار تقصف الأهداف التي يحددها العملاء .

3- فتاوى سعودية تحرض على المجاهدين وتبرر الحرب ضدهم وتضفي الشرعية على العملاء.

4- إعلام سعودي وقطري يزور الحقائق ويشوه صورة المجاهدين ويجيش الرأي العام ضدهم .

وإذا أردت أن تعرف كيف يقوم الإعلام بتحويل الضحية إلى جلاد فانظر إلى ما يقوم به الإعلام السعودي والمصري من تشويه لكل المعارضين للسيسي واتهامهم بالإجرام ..يناقضهما الإعلام القطري في هذه المسألة , لكنه يتفق معهما إذا تعلق الأمر بتشويه الدولة الإسلامية..

حتى الصورة التي يظهرها هذا الإعلام لحزب إيران الشيعي تبدوا أنقى بكثير من الصورة التي يحاول إبرازها للدولة الإسلامية ..

بل لا يتم تناول هذا الحزب الشيعي في البرامج الحوارية إلا بعد استضافة من يدافع عنه ويتبنى وجهة نظره ..

أما البرامج الحوارية التي تتحدث عن الدولة الإسلامية فلا يستضاف فيها إلا أعداء الدولة إضافة إلى مقدم البرنامج الذي يكون في الغالب هو الأشد عداء ...

في نظر الجزيرة ليس هناك من هو أشد إجراما من السيسي الذي يقتل كل يوم عددا جديدا من المتظاهرين ..

ومع ذالك فإن قناة الجزيرة التي تتابع هذا الإجرام وتفضحه تقوم في كل البرامج الحوارية باستضافة أحد المدافعين عنه , حرصا منها على الظهور بالمهنية والحياد ..

لكن الجزيرة لا تكلف نفسها حتى محاولة الظهور بالحياد والمهنية إذا تعلق الأمر بالدولة الإسلامية ..

إذا أردت فحص مهنية الجزيرة فلن تجدها إلا عجوزا شمطاء !!

سلها ..عن قصة يقال لها "مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية" !

سلها ..عن شيخ يقال له "أبو النور" !

أقبح بوجه العجوز إذا تذكرت ذالك الشيخ !!

كانت الجزيرة في تلك الجريمة غائبة لا تحس لها حسا ولا تسمع لها ركزا ..

وعلى ضخامة أرشيف الجزيرة فأنا على يقين من أنه لن يحوي أي مشاهد عن مجزرة مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية ..

والجزيرة دائما مع الإنسان !!

كانت الجزيرة عن تلك الجريمة غائبة أو مشغولة ..

أما إذا تعلق الأمر بالدولة الإسلامية فهي حساسة ومنتبهة لا تترك صغيرة ولا كبيرة ..

تعد لها الجرائم عدا وتنشر أمام الملايين كلما جادت به خواطر وتصورات أحرار الشام عن الدولة الإسلامية !

أقرأ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ,فاقول : لكأنما نزلت هذه الآية لتحذر من الجزيرة !

ليت المشاهدين تذكروها عند بداية كل نشرة ..

تعتقد الدوائر القانونية للجزيرة أن الأصل في جماعة الإخوان هو البراءة حتى تثبت عليها الجريمة ,وأن الأصل في الدولة الإسلامية هو الجريمة حتى تثبت البراءة ..

واليوم أصبحت الجزيرة هي الذراع الإعلامي لجبهة احرار الشام !

وهي السيف المصلت على دولة الإسلام ..

تنسحب الدولة الإسلامية من مقراتها ..

تتابع الجزيرة اخبار الدولة لأول مرة ..

تقرأ المذيعة الخبر ونشوة النصر تتراقص في عينيها ..!!

تحرص الجزيرة على التكرار والتكرار والتكرار لكل التهم التي يوجهها أعضاء أحرار الشام إلى الدولة الإسلامية بغض النظر عن صحتها أو عدمها ..

لكنك لن تسمع لها حديثا عن الجرائم التي تقوم بها أحرار الشام ضد المهاجرين والمنتسبين إلى الدولة الإسلامية .

الجزيرة لديها من أساليب الكذب والحيل ما يجعلك تشك في نفسك ..فكيف إذا تعلق الأمر بدولة يحاربها العالم كله ويتنافس الإعلام في شيطنتها !

هل صحيح أن الإعلام لا يشيطن إلا الشياطين ؟

و لماذا هذه الشيطنة للدولة الإسلامية دون غيرها من الفصائل ؟

إن الدولة الإسلامية هي العقبة الكأداء أمام مؤتمر جنيف, فكل مرة يتم تأجيله لأنه لا يجد أرضية لتطبيق قراراته في ظل هيمنة الدولة الإسلامية ..

ما يسعى إليه مؤتمر جنيف هو التمكين لحكومة بديلة عن بشار تقوم بمهمته وتؤدي الدور الذي كان يؤديه , حكومة عميلة ترعى مصالح الغرب وتتشدق بالوطنية على شاكلة الحكومات التي صنعها الاستعمار.

وإن نجحت الفصائل لا قدر الله في إقصاء الدولة فسوف تكون أول نتيجة ذالك هي انعقاد مؤتمر جنيف والتمكين لتلك الحكومة التي ذكرنا .

ما معنى أن يتعاطى العالم مع جبهة النصرة إعلاميا وفي الوقت نفسه يبني جدارا من التعتيم على الدولة الإسلامية -لا يخرقه سوى بعض الأنباء الكاذبة بقصد التشويه- مع أنهم يعتبرون الجميع إرهابيا ؟

طبعا الإرهابيون بلا دولة بالنسبة لهم أفضل من الإرهابيين مع الدولة .. ولا يسقي المر إلا ما هو أمر منه !

فمسألة التغاضي عن جبهة النصرة بعض الشيء لا تعدو كونها من باب : قطّع اللحم إلى اجزاء صغيرة حتى لا تغص به.

*****

إلى حد الساعة لا يستطيع خصوم الدولة الجهر برفضهم لقيام الدولة الإسلامية من حيث المبدأ وليست لديهم أي شبه في هذا المجال لأن المسألة واضحة .

ولهذا فهم يعتمدون في الدرجة الأساس على تشويه المجاهدين ليقولوا للناس : نحن لسنا ضد فكرة الدولة ولكنا ضد هؤلاء الذين تبنوا مشروعها ..

وهي الطريقة نفسها التي سعوا من خلالها إلى محاربة الجهاد سابقا , فقالوا : نحن لسنا ضد الجهاد , ولكنا ضد جهاد هؤلاء.

إذا كنتم لا تعترفون بشرعية الدولة الإسلامية في العراق والشام فما هي الدولة الشرعية التي تبحثون عنها ..

لنفرض لا قدر الله أن الدولة الإسلامية انسحبت وفككت نفسها واختفت من الوجود , فما هي الدولة البديلة بالنسبة لكم ؟

وما هي آلية صناعة الدولة التي تعتبرونها سليمة مائة بالمائة ؟

إن الرافضين لبيعة الدولة لا يخرجون عن عدة احتمالات :

1- إما أن يكونوا رافضين لمشروع الدولة الإسلامية لأنهم لا يريدون إلا دولة علمانية , ولا شك في وجوب قتال هؤلاء .

2- وإما أن يكونوا قابلين للدولة الإسلامية من حيث المبدأ ولكنهم يريدون دولة إسلامية خاصة بسوريا ولا علاقة لها بالعراق , فهؤلاء يعتمدون على طرح غير إسلامي وينظّرون للإسلام بطريقة غير إسلامية , فالدولة الإسلامية لا حدود لها مع المسلمين .

أليس من مخالفة الشرع أن يقال للمجاهدين الذين قدموا لنصرة أهل الشام : لا حق لكم في إقامة إمارة في هذا البلد, الحق لأهل البلد وحدهم ؟

أليسوا هم أيضا من أهل البلد ما دام بلدا مسلما ؟

أم أنه من السائغ أن يقول أهل حمص مثلا : لا يتأمرن علينا أحد من أهل حلب ؟

ما هو الفرق بين علاقة حمص بحلب وعلاقة حمص ببغداد إن لم يكن تلك الخطوط التي خطها سايكس وبيكو وهما يتسليان ..ثم صار بعض أبناء الامة اليوم يموت دونها ويجعلها حدا للولاء والبراء !!

3- وإما أن يكونوا قابلين للدولة الإسلامية في العراق والشام من حيث المبدأ ولكنهم يرون تأجيل هذا الأمر والاستمرار في القتال تحت رايات مختلفة .

وهذا أمر غير مشروع لما تقرر في الشرع من وجوب المبادرة إلى نصب الإمام .

أما بالنسبة لمسألة التحكيم التي دندنوا حولها كثيرا : فهناك فرق بين الدولة وآحاد الناس

التحكيم يكون بين أفراد وأفراد وبين دولة ودولة , لكن لا يكون بين دولة وأفراد ..

بل يجب أن يخضع الأفراد للمحاكم التي تقيمها الدولة ..

لا يمكن أن تحكم الدولة الإسلامية على نفسها حكما مزدوجا بحيث تعتبر نفسها دولة ثم تتعامل مع الناس كما لو كانت أفرادا أو جماعة كسائر الجماعات الصغيرة ..

هل إذا قامت الدولة بدعوة النظام السعودي إلى التحاكم معها إلى لجنة مشتركة بينها وبينه تبحث في جرائمه ضد المجاهدين ودعمه للصحوات وعمالته للأمريكان ..هل سيستجيب النظام السعودي ..

وإذا لم يستجب هل ستعتبره هيئة كبار العلماء لأول مرة في التاريخ معرضا عن شرع الله ؟

لماذا يعتبر المخالفون للدولة أن لهم الحق في عدم الاعتراف بالمحاكم الشرعية التي أقامتها الدولة, وأن الدولة ليس لها الحق في عدم الاستجابة لما دعوا إليه من التحكيم ..؟

إن هؤلاء الذين يحتجون بمسألة التحكيم لا يزعمون أنهم دولة ولكنهم يتصرفون كما لو أنهم هم دولة ..!

إن أراد المخالفون للدولة التحاكم إلى الشرع في خلافهم معها استجابة لقوله تعالى : {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} إن أرادوا ذالك فهذا المطلب مشروع والامتثال له واجب , لكن يجب ان يبدأ من نقطة الخلاف وهي : هل الدولة الإسلامية دولة شرعية ؟

وإذا كانت دولة شرعية فهل يتعين على الجماعات الموجودة مبايعتها ؟

أعتقد أن الجواب على هذه الأسئلة بالأدلة الشرعية هو الذي سيحسم الخلاف أو يظهر المخطئ من المصيب .

الدولة تقول لكل المخالفين لها : إذا أردتم التعامل معنا فتعاملوا معنا كما تتعاملون مع الدول..

وإن رفضتم اعتبارنا دولة فليكن رفضكم مبنيا على أساس شرعي ..

أما أن تتهربوا من نقاش هذه المسألة وتخالفوا الشرع بعدم الاعتراف بالدولة الإسلامية -التي يعلم كل صبي من المسلمين وجوب السعي إلى إقامتها ووجوب المسارعة إلى بيعتها بعد إقامتها- ثم تريدون أن تجعلوا هذه المخالفة أساسا تنطلقون منه وتريدون من الدولة أن تجاريكم فيه فذالك ما لا يكون .

******

إن الشرعية في باب الإمامة إما أن تكون من خلال البيعة وإما أن تكون من خلال القوة ..

وكل من يرفض الخضوع للبيعة فهو لا يريد الخضوع إلا للقوة .

فالرافضون لبيعة الدولة الإسلامية يقولون بلسان حالهم : لن نخضع للدولة على أساس شرعيتها وإنما سنخضع لها حين تفرض علينا نفسها , ولهذا كنا خاضعين للنظام النصيري ..!!

وإني لأعجب من شيوخ جعلوا المحدد الوحيد للشرعية هو القوة من خلال رفضهم للبيعة ثم بعد ذالك يعتبرون الدولة الإسلامية باغية حينما تسعى إلى فرض سلطتها في أماكن نفوذها بالقوة ..

لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالانقياد لبيعة أول من يبايع وقتال كل من يدعو إلى بيعة ثانية ..

والذي يرفض البيعة مطلقا أشد جرما ممن جاء يدعو إلى بيعة ثانية ..

لأنه جمع بين معصيتين : معصية الخروج على الأمير المبايع , ومعصية الدعوة إلى تفرق المسلمين وبقائهم بلا إمام .

عندما تحدث البيعة يجب على المسلمين الاستجابة لها طواعية , ويتعين ذالك على الأقرب فالأقرب , وعندما لا يستجيب البعض للبيعة طواعية يجب أن تفرض عليه بالقوة ..

إذ لا حق لأحد في تفريق كلمة المسلمين , ولا حق لأحد في طلب البيعة الشرعية بعد وجودها ولا حق له في الإعراض عنها بعد عقدها.

والدولة الإسلامية التي بايعها المسلمون في العراق والشام يتعين عليها دعوة الناس في مناطق نفوذها إلى البيعة, ومن رفض الاستجابة للبيعة بلا برهان شرعي فلا حل إلا أن تفرض عليه بالقوة .

هناك حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها وهي ان الدولة الإسلامية في هذه الفترة لا يمكن أن تتوسع وتتمدد إلا من خلال فرض نفسها ووجودها , نظرا للحالة الفسيفسائية التي تتوزع عليها الأفكار والجماعات وتعصب كل طرف لنفسه وجماعته ورفضه لأي مشروع للدولة لم يتم طرحه من طرف جماعته ..

كما أن الناس اليوم لا يعرفون الاستجابة الطواعية للبيعة , بسبب طول مسيرتهم مع الحكام الطغاة, فلم يعودوا يخضعون إلا لمن يقهرهم بالسيف ..!

لكأنما رسخ في أذهانهم أن الأولى بالحكم هو صاحب القوة ..

وأما من عداه فلا حق له في الشرعية والطاعة, حتى وإن كان هو صاحب البيعة الشرعية ..

والشريعة الإسلامية جعلت لكل نمط من المبشر نوعا من الخطاب حسب مستواه وفهمه ..

فمن كان يفهم الخطاب الشرعي ويستجيب له خوطب بالوحي والبرهان ..

ومن كان لا يفهم إلا منطق القوة خوطب بالسيف والسنان ..

قال تعالى: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز}.

فما هو الا الوحي او حد مرهف ... يقيم ظباه أخدعي كل مائل

فهذا شفاء الداء من كل عاقل .... وهذا دواء الداء من كل جاهل

ولهذا نقول للمجاهدين في دولة الإسلام : لا تستعجلوا الأمر , فالكثير من الناس لن يقبل الخضوع للدولة إلا بعد ان تفرض عليه كواقع .

فينبغي ان توجد تعبئة إعلامية وحملة للدعوة إلى لانضمام للدولة وتكثير سوادها ..

وأن تقوم الدولة بدعوة الناس إلى البيعة بالحجة والبرهان , ومن لم يستجب فلا دواء له إلا أن يؤطر على الحق أطرا .

إن رفض البيعة (بلا موجب شرعي) ليس عذرا يمكن الاتكاء عليه أو حجة يمكن التعلل بها بل هو جريمة يستوجب صاحبها العقوبة ..

لقد كانت الردة في زمن الصديق رضي الله عنه مغلفة برفض البيعة حتى قال بعضهم : انقضت النبوة بموت النبي صلى الله عليه وسلام فلا نطيع أحدا بعده ..

وقال آخر :

أطعنا رسول الله ما عاش بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبى بكر

أيورثها بكرا إذا مات بعده ... فتلك وبيت الله قاصمة الظهر

ومع ذالك فإن التعلل برفض البيعة لم يشفع لهؤلاء بل أجمع الصحابة على وجوب قتالهم .

وقضى على رضي الله عنه فترة خلافته كلها في القتال من أجل بسط النفوذ وإحكام القبضة .

قد يقول المخالفون للدولة : بأي سلطان تفرض علينا هذه الدولة نفسها ؟

والجواب : أنها تفرض نفسها بسلطان الشرع , ومن أعرض عن سلطان الشرع فرضت عليه نفسها بالقوة كما هو شأن كل من لم يزعه الشرع من المرتدين والخوارج والبغاة , والرافضون للبيعة داخلون في هذا الباب .

الممتنعون عن البيعة(بلا موجب شرعي) إذا قاتلوا الدولة وحملوا السلاح ضدها فهم طائفة ممتنعة عن الشريعة لأنهم امتنعوا عن شريعة من شرائع الإسلام وقاتلوا علي منعها , وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمة على أن من امتنعوا عن رغيبة الفجر يقاتلون عليها قتال الطائفة الممتنعة عن الشريعة ..

فكيف إذا تعلق الأمر بشريعة من أهم الشرائع وهي البيعة الشرعية ؟

بل إن رفض البيعة (بلا موجب شرعي) عند عقدها لا يختلف في الحكم أو النتيجة عن الخروج عليها بعد عقدها وتوثيقها .

فالاعتراض على البيعة أو الاعراض عنها (بلا موجب شرعي) من الأسباب الموجبة للقتال .

وليس من الحكمة أن يقطع المجاهدون كل هذه المراحل في تأسيس الدولة الإسلامية , ثم يتركوا للناس الحرية في بيعتها أو المشاقة لها ..

إن توحيد الناس بالقوة خير من بقائهم فوضى بلا رائد ولا رادع ..وهو أهون الشرين .

النظام السعودي الآن يدرس في مدارسه أن المعارك التي خاضها عميل الإنجليز عبد العزيز بن سعود في الجزيرة العربية مدة 32سنة من أجل بسط نفوذه وكانت كلها ضد المسلمين وبمعونة من الإنجليز تعتبر كلها معارك من أجل توحيد البلاد .

قتل في هذه المعارك من قتل من المسلمين بالغدر والخيانة والظلم والعدوان حتى الإخوان الذين ساندوه أبادهم في النهاية.

واليوم يحتفل الشيوخ من كبار العلماء بتلك الجرائم على أنها معارك لتوحيد البلاد .

فهل يستطيع هؤلاء الشيوخ إنكار مشروعية توحيد البلاد بالقوة .

إذا كنتم تجيزون هذا لعميل الإنجليز من أجل توحيد البلاد أفلا تجيزونه للدولة من أجل توحيد الأمة ؟

فالسياسة التي تتبناها الدولة الآن تقوم على السعي إلى توحيد الصف والجبهة أمام عدو متحد .

قد يقول قائل : لماذا إذا اعترضتم على حماس عندما قتلت الشيخ أبا النور وإخوانه ؟

وجوبا على ذالك نقول : هناك فرقان في هذه المسألة :

1- حكومة حماس لم تطبق الشريعة وإنما فرضت على الناس القوانين الوضعية والديمقراطية الشركية , وحكومة هذا حالها لا يجوز الخضوع لها , وقد قال لهم الشيخ أبو النور رحمة الله عليه : إذا طبقتم الشريعة فسوف نكون لكم خدامين .

ومن هذا حاله فلا يوصف بأنه ممتنع عن البيعة الشرعية بل هو ممتنع من الخضوع للقوانين الوضعية .

2-أن حكومة حماس تعاملت مع الإخوة بقوة مفرطة كان بإمكانها التعامل بما هو اخف منها عشر مرات , وكان بإمكانها أن تأسر الإخوة الذين كان معظمهم يريد الاستسلام ,لكن حماس لم تكن تريد إلا إبادتهم وقتلهم وقد فعلت .

ولهذا نقول : إن استخدام القوة في فرض البيعة يجب أن يكون محكوما بالضوابط الشرعية لا بمجرد التشهي وحب الانتقام, كما هو حال من لا يتقيد بالشرع .

*******

وفي الختام :

نقول للمخالفين للدولة الإسلامية : إذا كانت الدولة بالفعل قد بدرت منها بعض الأخطاء فيجب عليها أن تعترف بأخطائها وأن تقوم بتصحيحها ..

ومع ذالك ..تبقى الدولة هي الدولة , وهي صاحبة البيعة الشرعية, والسمع والطاعة لها واجب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" .

فكون ولي الأمر اعتراه شيء من الظلم العارض فتلك مسألة لا علاقة لها بقضية الشرعية.

فالشرعية قائمة على أساس وجود البيعة وتحقق الشروط في المبايع وأما الظلم والخطأ فلا أثر له على مسألة الشرعية .

البعض يخير الدولة : إما أن تكون ملكا وإما أن تكون شيطانا , وهذا ظلم وجور .

ونقول للمجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها في مصر والسودان واليمن وليبيا وتونس وأوروبا وسائر بقاع الأرض : هبوا لنصرة إخوانكم في الدولة الإسلامية وساهموا في رد هذه الهجمة الشرسة التي تشن عليها ..

إن الدولة الإسلامية هي أملنا اليوم في نهوض الأمة فاستنهضوا كل طاقاتكم من أجل نصرتها , فإن الأعداء لما أدركوا حقيقتها وشدة خطرها استنهضوا كل طاقاتهم من اجل القضاء عليها .

إن معركة الدولة هي معركة الأمة اليوم , وقد قال مستشار الأمن القومي إيريك إيدلمان : "مستقبل العراق إما سيشجع الإرهابيين على توسيع دائرة عملهم ليقيموا الخلافة وإما أن يتنتج عنه القضاء عليهم" .

فالقضاء على مشروع الدولة الإسلامية قضاء على المشروع الجهادي برمته .

ونقول لفرسان الإعلام الجهادي :هذا وقتكم فهبوا لنصرة الدولة والذب عن عرض مجاهديها.

فهذه الحملة الإعلامية الشرسة ضد الدولة ينبغي أن تواجه بحملة إعلامية تظهر محاسنها ومدى شرعيتها وترد على الشبهات الباطلة والأكاذيب التي تفترى ضدها .

ذبوا عن عرض إخوانكم ذب الله عنكم النار يوم القيامة ..

عن أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ذب عن عرض أخيه بالمغيب كان حقا على الله عز وجل أن يعتقه من النار)رواه الطبراني في المعجم الكبير .

و نقول لأهل الإيمان والمحبين لدولة الإسلام : إن هذه الهجمة الشرسة على الدولة لن تزيدها إلا قوة بإذن الله ..

ووالله الذي لا إله إلا هو إني لعلى يقين بأنها منصورة ظافرة لأنها هي الطائفة المنصورة في هذا الزمان .

في العراق قامت جماعات تدعي الجهاد بتأييد من أعداء الجهاد وسقطت هذه الجماعات وبقيت الدولة شامخة .

واليوم قامت في الشام جماعات تدعي الجهاد بدعم وتأييد من أعداء الجهاد وسوف تسقط إن شاء الله وتبقى الدولة شامخة .

فلا تحزنوا ..وكونوا على يقين وثقة من وعد الله .

والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون .

 

كتبه نصرة للطائفة المنصورة :

أبو المنذر الشنقيطي

الأربعاء 6 ربيع الأول 1435 هــ

8 / 1 / 2014 م

 

 

 

http://justpaste.it/e153

رابط هذا التعليق
شارك

وهذا رد مفصل على الشنقيطي

--------------

 

 

أبو المنذر الشنقيطي: فتاوى بلا طيّار أم غلوّ بلا إطار؟ (حول تهافت التأصيل السياسي لتنظيم الدولة)

 

الأحد 18 ربيع الأول 1435 هـ - 19 يناير 2014 م

 

 

0004351_300.jpeg

 

 

الكاتب:

 

 

 

 

يهدف هذا المقال النقدي إلى إلقاء الضوء على بعض أهمّ أفكار الغلوّ الفكري والعقدي والشرعي الذي يغزو عقول الكثير من الشباب في واقعنا المعاصر. وقد اخترت نقد مقالة منسوبة لكاتب يدعى أبا المنذر الشنقيطي تحت عنوان "فتاوى بلا طيّار"، وسبب اختياري لهذه المقالة هو أنّها تجمع بشكلّ جليّ أهم الشبهات والأفكار الهدّامة التي نسعى إلى تفتيتها وبيان تهافتها، فيكون من خلال نقدها نقدًا علميّا النفعُ والخيرُ لشباب هذه الأمة. وسواء كانت المقالة صحيحة النسبة للكاتب (وهو كاتب مقروء جدّا من قبل تيّار عريض ويهلل له الآلاف في الشبكة!) أم كانت لغيره، فالأفكار التي فيها مهيمنة على شريحة واسعة من الشباب، ينبغي لها أن تراجع أمرها على ضوء السنن الراشدة التي سوف نعرضها في المقال.

 

وإنني إذ أكتب هذا النقد العلمي، أدرك بشكل عميق مدى خطورة انتشار هذا الفكر المنحرف عن منهج أهل السنة والجماعة في عقول أبناء الأمة؛ فهو غاية ما تريده القوى المعادية للأمة من أجل إفشال أي مشروع إسلامي نظيف. وسيكون مضمون النقد موزّعا على الشرعي الإسلامي، والنقد الواقعي الموضوعي؛ وذلك لأنّ مقالة الشنقيطي حوت في جنباتها مغالطات واقعية موضوعية، وأخرى شرعية.

 

ولن أتعرّض في المقالة لمناقشة تفصيلات الأحداث الراهنة، بقدر ما أريد أن أسلّط الضوء على الجذور الفكرية للأزمة الحالية، إيمانًا منّي بأن المهمّة الأولى والأكبر ستظلّ هي مهمّة التأصيل الفكري الصحيح، فتصوّروا أنّ فكرة ما من الأفكار التي يتصدّى هذا المقال لنقدها، يمكنها أن تؤدي إلى مقتل المئات بل الآلاف من المسلمين، حين يحملها ويتعصّب لها طائفة منهم! وهذا يوضّح مدى خطورة الأفكار الهدّامة، وضرورة معالجتها في أسرع وقت.

****

إذا نظرنا إلى مقالة أبي المنذر الشنقيطي فيمكننا أن نلخّص أهم الأفكار الواردة فيها، والتي ننوي الردّ عليها كما يلي:

- أولا: الإصرار على اعتبار تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" ثم "في العراق والشام"، الإصرار على اعتباره إمامة شرعية قامت بشورى وبيعة شرعية، ومن ثمّ يجب على جميع الفصائل الخضوع لها. وهذا ما سنناقشه بشكل مفصّل في التالي.

 

- ثانيا: القول على لسان "فضيلة الشيخ" أو "بعض الشيوخ" دون ذكر اسمهم، وهذا أبعد ما يكون عن المنهج العلمي، بل حوى الكثير من المغالطات؛ فالكثير مما يزعم أن المشايخ المخالفين لهم يقولون به ليس صحيحا، فلم نسمع عن أحد من المشايخ قال: "قاتلوا بلا بيعة شرعية وموتوا ميتة جاهلية"، ولم نسمع عن أحد المشايخ من المناوئين لتنظيم الدولة كالجبهة الإسلامية وغيرها قال ما يزعمه الشنقيطي: "ها هم اليوم يحاولون إقناعنا بوجوب الاعتراف بشرعية الحاكم المبدل لشرع الله والموالي لأعداء الله والمحارب لدين الله". بالإضافة إلى غيرها من المقولات، التي إن دلّت على شيء فإنها تدلّ على بُعد الكاتب عن الإنصاف، وعن المنهج العلمي الشرعي في النقد. فضلا عن كونه يعرض شبهات من يوالي الحكام العرب في الخليج وغيره، ويحاول إلصاقها بجميع مناوئيه، فيردّ على مخالفي الدولة من خلال وصمهم بهذه الشبهات، وهذا أبعد ما يكون عن النزاهة العلمية!

 

- ثالثا: يزعم الكاتب أن تنظيم "الدولة" هو الذي أطلق شرارة الجهاد في الشام، وهو زعم خاطئ لا شكّ في ذلك، وإن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على أنّ الكاتب يحمل معلوماتٍ مغلوطة، في قضية معروفة للقاصي والداني ممن لهم اهتمام ومتابعة للثورة السورية، ثم يريد أن يتصدّى للبتّ بما يحصل في الشام! يقول: "ما معنى أن توجد دولة شرعية مبايعة من طرف المجاهدين في العراق فتقوم بإطلاق شرارة الجهاد في بلاد الشام والتصدي لعدوان النصيرية وطردهم من بعض المناطق ثم يدعي بعض الشيوخ أن هذه ليست دولة ولا بيعة شرعية وإنما هي إمارة حرب". انتهى. والحقّ أن من أطلق شرارة الجهاد في بلاد الشام هم الضباط المنشقّون عن الجيش السوري النظامي، وهو أمر موثق يعرفه من تابع الثورة منذ مبتدئها.

 

ويقول الأستاذ مجاهد مأمون ديرانية ملخّصا ذلك: "بدأ العمل الثوري المسلح بالانتشار البطيء منذ شهر الثورة الثالث أو الرابع من طريقين: انشقاق عناصر عسكرية عن جيش الاحتلال الأسدي شكلت مجموعات مقاتلة صغيرة، وانتقال جماعات من الثوار المدنيين إلى العمل العسكري.

 

"أول انشقاق علني موثّق عن جيش الاحتلال الأسدي كان على رأس خمسة أسابيع من انطلاق الثورة، عندما ظهر المجند في الحرس الجمهوري، وليد القشعمي، في تسجيل مصور بتاريخ 23/4/2011 ليعلن أنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في حرستا بريف دمشق، وقد انشق واختفى عن الأنظار. أما أول المنشقين من الضباط فقد كان الملازم أول عبد الرزاق طلاس (7/6/2011)، وبعده بيومين انشق المقدم حسين الهرموش (9/6/2011) وأنشأ "لواء الضباط الأحرار". بعده بأقل من شهر انشق العقيد رياض الأسعد (4/7/2011)، وبعد انشقاقه بخمسة وعشرين يوماً أعلن عن تأسيس "الجيش السوري الحر" الذي اقتصرت مهمته –في بدايتها- على حماية المدنيين وحراسة المظاهرات السلمية.

 

"خلال الشهر التالي، آب 2011، أعلن الجيش الحر عن تشكيل ثماني كتائب: كتيبة خالد بن الوليد في محافظة حمص، وكتيبة حمزة الخطيب في ريف إدلب، وكتيبة الهرموش في جبل الزاوية، وكتيبة القاشوش في مدينة حماة، وكتيبة أبي الفداء في ريف حماة الشمالي، وكتيبة العمري في محافظة درعا، وكتيبة معاذ الركاض في دير الزور، وكتيبة الله أكبر في البوكمال.

 

وفي أيلول أعلن عن تشكيل ثلاث كتائب أخرى: كتيبة الأبابيل في حلب، وكتيبة معاوية بن أبي سفيان في دمشق، وكتيبة أبي عبيدة بن الجراح في ريف دمشق". انتهى كلام الأستاذ مجاهد مأمون ديرانية (1).

 

وعلى صعيد الكتائب "الإسلامية"، يقول الأستاذ حسّان عبّود (أبو عبد الله الحموي) مؤسّسُ حركة أحرار الشام الإسلامية: إن "كتائبَ أحرار الشام"، وهو الاسم الذي اتخذته الحركة عند انطلاقتها، سبقت في نشأتها الجيش الحر، حيث تمَّ تشكيلها في شهر أيار عام 2011، ولكنها استمرّت بإعداد خلاياها سرًا حتى لحظة الإعلان عن تشكيل الكتائب في نهاية عام 2011 (2).

 

- رابعًا: اعتبر أبو المنذر الشنقيطي أن من حقّ تنظيم "الدولة" (بما أنه وليّ أمر شرعيّ وتجب طاعته) أن يفرض سلطته بالقوة على جميع الفصائل وجميع الأراضي المحرّرة، فيقول مثلا: "إن الشرعية في باب الإمامة إما أن تكون من خلال البيعة وإما أن تكون من خلال القوة.. وكل من يرفض الخضوع للبيعة فهو لا يريد الخضوع إلا للقوة". ويقول أيضًا: "عندما تحدث البيعة يجب على المسلمين الاستجابة لها طواعية , ويتعين ذالك على الأقرب فالأقرب , وعندما لا يستجيب البعض للبيعة طواعية يجب أن تفرض عليه بالقوة". ويقول كذلك: "والدولة الإسلامية التي بايعها المسلمون في العراق والشام يتعين عليها دعوة الناس في مناطق نفوذها إلى البيعة, ومن رفض الاستجابة للبيعة بلا برهان شرعي فلا حل إلا أن تفرض عليه بالقوة. هناك حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها وهي ان الدولة الإسلامية في هذه الفترة لا يمكن أن تتوسع وتتمدد إلا من خلال فرض نفسها ووجودها , نظرا للحالة الفسيفسائية التي تتوزع عليها الأفكار والجماعات وتعصب كل طرف لنفسه وجماعته ورفضه لأي مشروع للدولة لم يتم طرحه من طرف جماعته".

 

والحقّ أن هذا الفكرة سوف تتساقط بمجرّد هدم الفكرة الأصلية في مقالته وهي اعتبار أن تنظيم "الدولة" الذي تأسس في العراق هو خلافة إسلامية لجميع المسلمين، فإنْ ظهر لنا أنه مجرّد تنظيم كغيره من التنظيمات الإسلامية، فلن يكون حكمه كما قال الشتقيطي: "عندما تحدث البيعة يجب على المسلمين الاستجابة لها طواعية"، بل سيكون حكمه هو حكم "الفئة الباغية" التي تستحلّ دماء المسلمين وحرماتهم لمجرّد أنهم لم ينصاعوا لسلطانها، ونحن نربأ بالشنقيطي أن يزجّ طائفة من المسلمين بهذا الوصف والمناط!

****

والآن سوف نبيّن خطأ الفكرة الأصلية؛ وهي اعتبار تنظيم "الدولة" إمامة إسلامية واجبة الطاعة لكل مسلم، أو أنها قامت بشورى وبيعة شرعية.

 

قبل أن نتطرّق إلى نقد فكرة "البيعة" أو "شرعية الإمامة" التي يضفيها الشنقيطي على تنظيم "الدولة"، أحبّ أن أوضّح بأنّ المنهج الذي أتّبعه في المقال هو العودة إلى الأصول السياسية النبوية والراشدة، لتكون هي منطلقنا في تحديد الشرعية السياسية وفي تقويم أي وضع يزعم امتلاك هذه الشرعية ويعمل على فرضها على من سواه، ففي الحديث: "...فإنه مَن يَعِشْ منكم بَعدِي، فسَيَرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديينَ الراشدينَ، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذِ" (رواه أبو داود، وهو صحيح). ولن نعود إلى ما أفرزته القرون المتأخرة من فقه هو أقرب إلى كونه "فقهًا سلطانيّا" كونه تأثّر بملابسات مؤسفة بدأت مبكّرًا في التاريخ الإسلامي، وأهدرت بشيوعها الكثير من القيم السياسية الراشدة وعلى رأسها "الشورى". ومن يزعم أنه يريد خلافة "راشدة" فلا يصحّ أن يعود ليقتبس من فقه الملك العضوض الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

 

ثم إلى جانب العودة إلى النصوص الشرعية النبوية والراشدة، سوف نقدّم نقدًا واقعيّا مبنيّا على النظر في الواقع السياسي المعاصر، ومآلات أي وضع، ومصلحة الأمة والمفاسد التي تترتّب على المنهج الذي يتبنّاه تنظيم "الدولة" وينظّر له الشنقيطي بحرارة؛ فالنظر في المآلات ومصالح الأمة معتبر مطلوبٌ شرعًا.

****

 

عن أي شورى يتحدّث الشنقيطي؟

يقول الكاتب الشنقيطي: "إذا كان أهل الحل والعقد الذين بايعوا أمير الدولة بايعوه على الإمامة العامة وسموها دولة , فكيف يتأتى لك القول بأنها مجرد إمارة حرب".

 

ويقول في موضع آخر: "والغريب العجيب أن الشيخ الذي تجاهل بيعة الدولة الإسلامية ووجودها ناقض نفسه لأنه قال بمشروعية نصب الإمام بشرط أن يكون ذالك عن طريق شورى بين جميع الفصائل الموجودة على الساحة.. وقد كانت هذه هي الطريقة التي تم إعلان الدولة الإسلامية في العراق من خلالها عن طريق مجلس شورى المجاهدين". ا.هـ

 

وقبل أن نبيّن أنه لم تكن تلك شورى حقيقية للأمة نطرح بعض التساؤلات:

- هل يعتبر مجموعة رجال قادة لتنظيمات قتالية في العراق هم أهل الحل والعقد في الأمة؟

- من هم هؤلاء الرجال؟ وما مدى موثوقيّتهم؟ ومن يعرف حال أمير المؤمنين الحالي؟ هل هو تحت الأسر أم إنّ أحدًا يتحدث باسمه؟

- هل تقرّر مجموعة فصائل جاهدت الاحتلال الأمريكي في العراق في أعوام سابقة مصير أهل الشام كلهم بل جميع بلاد المسلمين (فدولة البغدادي هي حيث تقف أقدام جنوده كما يُفهم من كلام الشنقيطي!)؟

 

وواضح من مراجعة تسلسل ما حدث في العراق من حلف الطيبين ثم مجلس شورى المجاهدين.. أن الحديث يدور عن مجموعات مقاتلة لا تمثّل مجموع الأمة، بل لا تمثّل أهل الحلّ والعقد فيها – لا أقول في عموم بلاد المسلمين، بل في العراق وحدها! هذه المجموعات شكلّت تنظيمًا مثله مثل غيره، بل هناك تنظيمات أكبر حجمًا وأكثر تمثيلا للأمة وعلمائها إن كان الأمر بالعدد. فهل تقوم الخلافة الراشدة بمجرد أن يعلنها أحد التنظيمات الذي تقف في قمته شخصيات لا تعرفها الأمة؟!

 

سوف نمرّ الآن بنصوص شرعية معظمها من هدي الخلفاء الراشدين والصحابة، لنعلم كيف تكون الشورى والبيعة:

 

- قال تعالى: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى: 38). قال ابن كثير: "أي لا يبرمون أمراً حتى يتشاوروا فيه". فمع من تشاور تنظيم الدولة من الأمة وأهل حلّها وعقدها حتى يبرم هذا الأمر ويعلنها إمامة وينصّب أميرًا للمؤمنين هكذا فجأة؟!

 

- جاء في رواية طويلة في صحيح البخاري عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب أنّه قال: "إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم". لكن للشنقيطي قول آخر خلاف قول عمر! حيث يقول: "إن الشرعية في باب الإمامة إما أن تكون من خلال البيعة وإما أن تكون من خلال القوة.. وكل من يرفض الخضوع للبيعة فهو لا يريد الخضوع إلا للقوة". فالشنقيطي يسوّغ لتنظيم من التنظيمات (تنظيم الدولة) بأن يغصب أمر الأمة ويكافحها بالقوة!

 

- وعن طاووس عن ابن عباس أن عمر قال له وهو على فراش الموت: "اعقل عني ثلاثا: الإمارة شورى.." (رواه عبد الرزّاق في مصنّفه وأبو عبيد في الأموال بإسناد صحيح). وعن ابن عباس عن عمر في آخر خطبة له بمحضر الصحابة وإجماعهم قوله في آخرها: "إنه لا خلافة إلا عن مشورة" (رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح). وفي رواية لعمر: "لا بيعة إلا عن مشورة" (رواه ابن شبة بإسناد صحيح على شرط الشيخين). وسيظهر أن المقصود هو شورى المسلمين جميعهم أو من ينوب عنهم، وليست أيّ شورى بين مجموعة من التنظيمات التي لا تمثّل بالنسبة للأمة أهل حلّها وعقدها.

 

- وجاء في نفس رواية البخاري السابقة قول عمر رضي الله عنه: "إنه بلغني قائل منكم يقول:والله لو قد ما عمر بايعت فلانا! فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر: من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرّة أن يقتلا". فليس في تنظيم الدولة من هو في مقام أبي بكر الصديق كي تقطع الأعناقُ إليه! والمطلوب للبيعة شورى "المسلمين" كما في الرواية، وينوب عنهم أهلّ الحلّ والعقد الذين يرضاهم المسلمون ممثلين عنهم كما كان الأمر في التطبيق الراشد إبّان الخلافة الراشدة، وليس شورى "تنظيم" واحد أو بضعة تنظيمات من بين مئات التنظيمات التي تعجّ بها الأمة فضلا عن سائر قطاعات الأمة التي لم تمثّل! هنا يظهر تهافت أطروحة الشنقيطي ومن لفّ لفّه، ولكنّنا مع ذلك سوف نستمرّ في بيان منهج السياسة الراشدة من خلال النصوص الشرعية.

 

- جاء في رواية ذكرها أحمد في العلل بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه قال: "من دعا إلى إمرة من دون شورى المسلمين فاضربوا عنقه". وفيه إسقاط شرعية من يضفي وصف الإمامة على نفسه، شخصًا كان أو تنظيمًا، دون شورى المسلمين.

 

- قال ذو عمرو الحميري لجرير بن عبد الله رضي الله عنه حين استخلف المسلمون أبا بكر رضي الله عنه: "يا جرير إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تآمرتم – أي تشاورتم – في آخر، فإذا كانت بالسيف، كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك" (صحيح البخاري). لكن أبا المنذر الشنقيطي لديه رأيٌ آخر حيث يقول: "والدولة الإسلامية التي بايعها المسلمون في العراق والشام يتعين عليها دعوة الناس في مناطق نفوذها إلى البيعة, ومن رفض الاستجابة للبيعة بلا برهان شرعي فلا حل إلا أن تفرض عليه بالقوة". ويقول: "كما أن الناس اليوم لا يعرفون الاستجابة الطواعية للبيعة, بسبب طول مسيرتهم مع الحكام الطغاة, فلم يعودوا يخضعون إلا لمن يقهرهم بالسيف"! فتأمّل!

 

- عن أبي سعيد الخدري قال "لما بويع أبو بكر قال: أين عليّ لا أراه؟ قالوا لم يحضر! قال أين الزبير؟ قالوا لم يحضر! قال: ما حسبت أنّ هذه البيعة إلا عن رضا جميع المسلمين! إنّ هذه البيعة ليست كبيع الثوب الخلق! إنّ هذه البيعة لا مردود لها. فجاء عليّ فمدّ يده فبايعه، وجاء الزبير فمدّ يده فبايعه" (رواه المحاملي ومن طريقه ابن عساكر، قال ابن كثير: بإسناد صحيح). فانظر كيف كان فهم الصحابة للبيعة أنّها تكون "عن رضا جميع المسلمين"، وأكثر ما يمكن الذهاب إليه أنها تكون في رضا غالبيّتهم، ولذلك شواهد، أو في أهل حلّهم وعقدهم الذين يرضونهم، ولكنّها بالتأكيد ليست في تنظيم من تنظيماتهم لا يمثّل المسلمين، لا جميعهم ولا غالبهم، بل لا يمثّل إلا نفسه!

 

- كانت بيعة عثمان رضي الله عنه عن شورى؛ حيث بايعه عبد الرحمن بن عوف ثم المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون، وقد قال عبد الرحمن بن عوف لعلي بن أبي طالب: "إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا" (رواه البخاري). وفي هذا تأكيدٌ على أنّ المقصود بالشورى هو شورى المسلمين جميعهم أو من ينوب عنهم من أهل الحلّ والعقد، وليس شورى تنظيم أو مجموعة تنظيمات لا تشكّل 1% من مجموع الأمة! فهل نظر تنظيم "الدولة" في أمر الناس فرآهم لا يعدلون بأبي بكر البغدادي الذي لا يعرفونه أصلا؟!

 

ويؤكّد ابن كثير هذا المعنى فيقول: "نهض عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يستشير الناس فيهما، ويجمع رأي المسلمين، برأي رءوس الناس جميعا وأشتاتا، مثنى وفرادى، سرا وجهرًا، حتى خلص إلى النساء في خدورهن، وحتى سأل الولدان في المكاتب، وحتى سأل من يرد من الركبان والأعراب إلى المدينة، وفي مدة ثلاثة أيام بلياليهن".

 

- وعن محمد ابن الحنفية قال: كنتُ مع أبي حين قتل عثمان رضي الله عنه فقام فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إنّ هذا الرجل قُتل ولا بدّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحدًا أحقّ بهذا الأمر منك، فقال: لا تفعلوا فإنّي أكون وزيرًا خير من أن أكون أميرًا. فقالوا: لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك. قال: "ففي المسجد فإنّ بيعتي لا تكون خفيّا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين". فلمّا دخل المسجد دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه فبايعه الناس" (رواه ابن جرير الطبريّ بإسناد حسن). وفيه دليل على أن البيعة لا تكون إلا عن رضا "المسلمين" ومبايعة "الناس"، وأهل حلّهم وعقدهم ممن ينوب عنهم ويشكّلون ركيزة الأمة: "دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه فبايعه الناس". فهل تنظيم الدولة ومن كان معه من تنظيمات في العراق هم بمثابة "المهاجرين والأنصار" بالنسبة للأمة؟! ثم يستفاد من الرواية أيضا أن البيعة لا تكون خفيّة عن المسلمين حيث قال عليّ رضي الله عنه: "فإنّ بيعتي لا تكون خفيّا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين". فأين هو الشنقيطي عن اتّباع هذا الهدي الراشد إذ يعطي شرعية الإمامة الجامعة للمسلمين لرجل لا تعرفه الأمة ولا تعرف كيف تمّت بيعته ومن هم هؤلاء الذين بايعوه؟!

 

- وقد جاءت الروايات عن الخلفاء الراشدين تؤكد ما ذكرناه من معانٍ وأحكام في الروايات السابقة: فقد قال علي رضي الله عنه بعد أن جاءه المهاجرون والأنصار يريدون بيعته: "لا أفعل إلا عن ملأ وشورى" (ثقات ابن حبان، 2/267). وقال بعد أن بايعه الناس: "هذه بيعة عامة، فمن ردّها رغب عن دين المسلمين واتبع غير سبيلهم" (ثقات ابن حبان، 2/268).

 

ها قد ظهر لدينا بمجموع هذه الروايات أنّ ما يزعم الشنقيطي وغيره بأنه "بيعة شرعية" قامت بـ "شورى شرعية" هو ضرب من التأصيل الفاسد المخالف للسنن الراشدة كما رأيناها عند الخلفاء الراشدين والصحابة رضي الله عنهم.

 

- فمن هم أهل الحلّ والعقد الذين رضوا بإقامة تلك الدولة المزعومة؟

- وكيف تسمّى دولة ولم يرضها الناس بل لم يُشاوَروا فيها؟

- وكيف تعطى البيعة لأشخاص مجهولين لا تعرفهم الأمة؟

- وكيف يقبل الشنقيطي أن يغصبَ تنظيمٌ ما شورى المسلمين ويقاتلهم على ذلك بالقوة ويستحلّ دماء المخالفين له؟!

****

ثم بعد بيان فساد كلام الشنقيطي من الناحية التأصيلية الشرعية، نودّ أن نسجّل بعض الملاحظات المهمّة من الناحية الموضوعية الواقعية:

 

نقول ابتداءً: هل من مصلحة الأمة أن يقوم تنظيمٌ ما لم يتأتى له التمكين بعدُ، ولم يُقم دولة قوية معروفة المعالم، بإعلان نفسه خلافة أو بيعة عامة على المسلمين؟ وكيف يسمّي هذا التنظيم نفسه "دولة" وهو اصطلاح معاصر لم يستخدم بهذا المعنى لا في الخلافة الراشدة ولا الأموية ولا العباسية، بل هو من مفرزات العصر الحديث، حيث تعني الدولة بشكل أساسي ما يلي:

1) رقعة من الأرض معروفة تمارس الدولة عليها سيادتها.

2) شعب يعيش على تلك الأرض ويرضى بتلك الدولة، أو يعطيها الشرعية.

3) نظام سياسي يخضع له المجتمع الذي يعيش في رقعة الأرض تلك، ويمارس العلاقات الخارجية مع بقية الكيانات السياسية (الدول) التي تجاوره والتي تريد إقامة علاقة معه (حرب-سلم-اقتصاد) .

 

فهل يملك تنظيم "الدولة" هذه المقوّمات التي تشكّل أدنى ما يجب الاتصاف به ليكون الكيان السياسي "دولة" بالاصطلاح المعاصر؟

 

فإن قال: نحن لا نخضع لاصطلاحات الجاهلية المعاصرة. نقول: فلمَ إذن استخدمت اصطلاحًا معاصرًا لتصف به نفسك وأنت لا تملك أدنى مقوّماته؟ بل نقول: إنّ كلّ دولة أجمع عليها المؤرّخون أنها دولة (كالدولة النبوية على سبيل المثال) كانت تتّصف على الأقل بهذه المواصفات. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراسل الملوك بصفته نبيا وحاكما لتلك الدولة (علاقات دولية)، وقد وضع وثيقة سياسية تنظّم حياة السكان المختلفين الذين يعيشون في رقعتها (وثيقة المدينة)، وتراضى أهل الحلّ والعقد فيهم على كونه حاكمًا، كما تراضوا على بيعة من جاء بعده من الخلفاء الراشدين.

 

إنّ القضيّة أنّنا لا نستطيع أن نصف كيانًا ملاحقًا لا يستطيع أن يُظهر مؤسساته بل وحاكمه ووزراءه أمام الناس، وليس لديه سلطة على رقعة الأرض التي يعيش فيها، بل هو في كرّ وفرّ مع حكومة موالية للغرب تسيطر على أراضيه المزعومة! لا نستطيع أن نسمّي تنظيمًا هذا حاله بأنّه "دولة" إطلاقًا، فضلا عن أن يكون دولة في القرن الواحد والعشرين!

 

إنّ التحديّات التي يواجهها المسلمون اليوم بسبب ضياع كيانهم السياسي الذي يحقق وحدتهم ويحفظ بيضتهم ويقيم الولاء والبراء، هذه التحديّات ثقيلة إلى درجة كبيرة لا يصلح معها أن يقوم تنظيم أو مجموعة تنظيمات بمجرد إعلان دولة! فالمشاكل لا تُحلّ بالشعارات، وإنما تتطلّب الوصول إلى القدرات التي تمكّن للأمة، فالتمكين شرطٌ أساسيّ لقيام أي حكم إسلامي، لا يتأتى قيام الدين كاملا دون تحقيقه: قال تعالى: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (الحجّ: 41).

 

وفي كلّ عصر تجب مراعاة الظروف الواقعية الراهنة؛ كالقوى المجاورة، وإمكانات المجتمع، والقوة التي تملكها الأمة، وبناءً عليها وعلى غيرها يتم تحديد الإمكانات المطلوبة من أجل إقامة التمكين والسعي في طلبها، ومن ذلك مثلا أمرٌ ضروريّ جدّا لا يصحّ أن يقام تمكينٌ دون تحقّقه؛ وهو الخروج من الهيمنة الغربية والأمريكية على المنطقة التي يراد إقامة التمكين فيها، ومن الواضح أن تنظيم "الدولة" في العراق (حيث منشؤه) لا يملك من قراره شيئا بخصوص الأراضي التي يزعم أنه أقام دولة عليها، بل هي خاضعة بشكل أساسي للحكومة العراقية تحت رعاية أمريكية إيرانية مزدوجة، والطائرات العراقية بل والسورية يمكنها أن تحلّق فوق دولته المزعومة دون أي إمكانية لمنعها مطلقا، وإن استطاع أهل بعض المناطق – كالأنبار – الثورة على الحكومة فهذا لا يعني أنهم مسيطرون تماما عليها بعد، فضلا عن أن يكون الأمر راجعا لتنظيم الدولة؛ إذ ليس له من أمر تلك البلدات - كالرمادي والفلوجة وغيرها - شيء، فهو ليس حاكمًا عليها ولا يملك سلطانه النافذ فيها.

 

وهذا الذي نقول به من مراعاة ظروف الواقع ليس بدعًا من الأمر، بل هو منهج شرعي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والصحابة رضي الله عنهم من بعده. فقد ثبت عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنّها قالت عن الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "كان والله أحوذيّا، نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها" (مجمع الزوائد، رجاله ثقات).

 

ومن ذلك التقدير لظروف الواقع أن التنظيم يعلم جيّدا، كما يعلم القاصي والداني، بأنّ الكتائب والتنظيمات التي تعمل في الشام قبل دخول التنظيم لن ترضى أبدًا الدخول تحت بيعته بأيّ شكل من الأشكال، وهي بمجموعها تشكّل غالبية جهاد الثورة السورية ضد نظام بشّار الأسد وأعوانه من الروافض، فهل يقدّم تنظيم الدولة مصلحة الأمة جميعها على مصلحته الحزبيّة بالتنازل عن بيعته الموهومة هذه واعتبار نفسه تنظيما كسائر التنظيمات، فيكون قد قدّم عملا تاريخيّا عظيما سيذكر له؟ أم سوف يصرّ على قتال كتائب الثورة السورية – كما يريد الشنقيطي – وإنهاك قواها وصولاً إلى إفشال الثورة السورية وتنفيذ أجندة نظام الأسد والأجندة الغربية التي تُحاك للثورة السورية؟! هل ينفعه حسن قصده حينئذٍ؟! وهل يعي التنظيم ومنظّروه الذين ينفثون الروح في ذلك التأصيل الفاسد، هل يعون خطورة الواقع وجديّة القضية وأنها لا يمكن بحال أن تُباع بسبب أفهام خاطئة مخالفة لمنهج السنة والجماعة؟!

****

عبارات مفزعة

وأخيرًا نودّ أن نمرّ على بعض العبارات والجمل المفزعة التي تدلّ على انحراف هذا الطرح، وأنّه لا يبالي بدماء المسلمين، فهو ينادي بالاستبداد وضرب الأمة بكلّ قوة من أجل تثبيت سلطة أحد التنظيمات عليها! وهذا يبيّن مدى ضخامة الممارسات الفاسدة التي بنيت على هذا التأصيل الفاسد، كما سبق أن وضّحنا تهافته أمام السنّن الراشدة، ليدرك القارئ الكريم أهمية إصلاح عالم الأفكار لدى المسلم، فربّ فكرة خاطئة تهيمن على رجل، ثم على تنظيم، ثم على آلاف الشباب؛ تقود الأمة إلى مهلكة ومقتلة عظيمة!

 

يقول الشنقيطي: "كم من مسلم اليوم رفض البيعة الشرعية وهو يدعى إليها ومات ميتة جاهلية بسبب فتواك". فهو يعتبر أن كلّ مسلم لم يبايع تنظيم الدولة فقد مات ميتة جاهليّة!

 

ويقول: "كم من مسلم كان يمكن أن يكون جنديا من جنود الدولة فصار بسبب فتواك ندا لها ومحاربا". فالمسلمون عنده فسطاطان: إما منضمّ لتنظيم الدولة، أو ندّ محارب يرجى قتاله واستحلال دمه!

 

ويقول مشبّها موقف المخالفين لتنظيم الدولة بموقف المرتدّين أيّام أبي بكر الصدّيق: "وكل منها يفسر تدخل الدولة في بلاد الشام على أنه تغول وبحث عن السلطة كما قال المرتدون في زمن الصديق رضي الله عنه".

 

ويقول: "إن الدولة الإسلامية هي الفرصة الوحيدة للاجتماع.. والبيعة على الإمامة هي وحدها التي تجمع المسلمين.. ومن لا بيعة لهم فلا جماعة لهم". فهو يحصر جماعة المسلمين في تنظيم الدولة!

 

ويقول: "إذا كانت الدولة الإسلامية دولة شرعية قبل أن تولد جميع الفصائل الحالية في الشام فهي لا تحتاج إلى إذن منها, بل الواجب على هذه الفصائل الوليدة الدخول في بيعة الدولة بشكل فوري وبلا تأخير". فكلامه هذا يؤسّس للاقتتال بين تنظيم الدولة وبين الفصائل التي لا تعتبره إماما، بل تعتبره تنظيمًا مثلها، له حقوق المسلمين، ولكن ليس له حقوق الخلافة.

 

ويقول: "التحكيم يكون بين أفراد وأفراد وبين دولة ودولة, لكن لا يكون بين دولة وأفراد.. بل يجب أن يخضع الأفراد للمحاكم التي تقيمها الدولة". كيف يكون تنظيم الدولة هو الخصم والحكم في ذات الوقت؟! وقد قضى النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه "لا تجوز شهادة ذي الظنة والحنة" (صحّحه السيوطي في الجامع الصغير). وفي رواية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أنه لا تجوزُ شهادةُ خَصْمٍ وَلَا ظَنِينٍ" (رويت بأسانيد كثيرة وهي صحيحة). قال محمد بن رشد: ذو الظنة هو ذو التهمة، والمتهم في شهادته لا تجوز باتفاق. والحنة هي العداوة.

 

يقول الشنقيطي: "الحق أن عدم الاعتراف بالدولة هو جزء مهم من الاعتراف بشرعية آل سعود, لأن المحصلة النهائية للاعتراف بالدولة الإسلامية هي الكفر بشرعية النظام السعودي فالفصائل التي تحارب الدولة الإسلامية تم إنشاؤها وتدريبها وتمويلها من طرف النظام السعودي". وهذا من أعظم الفجور في الخصومة! فكيف يتّهم كلّ من خالفه في رأيه أنه عميل لآل سعود؟ من أين أتى بهذه الاتهامات الباطلة، التي لا تستند على أدلة، بل وتغذّي الشحناء في قلوب المسلمين فيهاجمون بدورهم الكثير من الفصائل المخلصة النظيفة لمجرّد كلمة خرجت من الشنقيطي وغيره دون دليل!

 

ويقول الشنقيطي موضّحا منهج فرض رأي التنظيم وسلطته بالقوة: "إن الشرعية في باب الإمامة إما أن تكون من خلال البيعة وإما أن تكون من خلال القوة.. وكل من يرفض الخضوع للبيعة فهو لا يريد الخضوع إلا للقوة". ويقول: "وعندما لا يستجيب البعض للبيعة طواعية يجب أن تفرض عليه بالقوة". بل ويشبّه من يرفض بيعة تنظيم "الدولة" بالمرتدّين والخوارج والبغاة قائلا: "قد يقول المخالفون للدولة : بأي سلطان تفرض علينا هذه الدولة نفسها ؟ والجواب: أنها تفرض نفسها بسلطان الشرع , ومن أعرض عن سلطان الشرع فرضت عليه نفسها بالقوة كما هو شأن كل من لم يزعه الشرع من المرتدين والخوارج والبغاة , والرافضون للبيعة داخلون في هذا الباب". ا.هـ

 

وكلّ هذا الضلال والإضرار بالأمة مبنيّ على تأصيل فاسد في فهم الشورى والبيعة والدولة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

بقي أن أقول كلمة لعلّ لها آذانًا واعية: إنّ الثورةُ التي تخرجُ لخلع الاستبداد والطغيان لا تحتاج للسياط والقضبان والحراب، بقدر ما تحتاج إلى "رحمة" تحضنها، ومشاعل "للحرية" تبدّد عنها ظلمات الطريق!

ألا هل بلّغت. اللهمّ فاشهد..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1) من مقال بعنوان "جيش الثورة السورية"، للأستاذ مجاهد مأمون ديرانية، منشور على مدونته "الزلزال السوري".

2) يمكن مراجعة لقاء تيسير علّوني على الجزيرة مع الأستاذ حسّان عبّود:

 

 

أقرأ المزيد على رابطة النهضة والإصلاح : رابطة النهضة والإصلاح. أبو المنذر الشنقيطي: فتاوى بلا طيّار أم غلوّ بلا إطار؟ (حول تهافت التأصيل السياسي لتنظيم الدولة)

http://www.nahdaislah.com

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...