اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر والبحث عن دودة الفرنديد في الخر


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

خبر وتعليق

 

الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر والبحث عن دودة الفرنديد في الخرطوم

 

 

الخبر:

 

نقلت جل الصحف السيارة في خرطوم السودان خبر زيارة كارتر للخرطوم، فقد ذكرت صحيفة التغيير السودانية في يوم 2014/1/22 ما يلي: وأبان كارتر أن زيارته تجيء في إطار البرامج الخاصة بالرعاية الصحية خاصة في مجال الدودة الغينية، والتراكوما وعمى الأنهار، إضافة إلى متابعة تدريب العاملين في المجال الصحي بالسودان. غير أن وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان لها: إن زيارة كارتر تعتبر اتصالا لزيارات سابقة وأن أهدافها تتركز في ملف الانتخابات من حيث التدريب والمراقبة، ورعاية مبادرة للحوار الفكري بين مثقفي السودان وجنوب السودان، بالإضافة لمكافحة دودة الفرنديد. انتهى

 

التعليق:

 

الوعي السياسي هو النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، وهي بالنسبة لنا من زاوية العقيدة الإسلامية لا غير. يقول تعالى: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْ‌هُمْ﴾. ويقول: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ﴾. ويقول: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِ‌كِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ﴾.

 

هذه الآيات وغيرها الكثير تشكل وعي المسلم السياسي المفكر وهو يتعاطى رعاية شؤون الناس ويسعى لتحقيق مصالحهم والدفاع عن مكتسباتهم. أما رويبضات عالمنا الإسلامي فلا دين يضبطهم ولا وعي يحميهم. فمركز كارتر هو أحد أدوات السياسة الخارجية الأمريكية يسهّل لها الاتصال المباشر بالدول والشخصيات التي تعتبر دوليا مارقة مما يرفع عنها الحرج ويحفظ ماء وجهها. ولإلقاء مزيد ضوء على موضوعنا نورد الآتي:

 

- التقى كارتر بعمر البشير رئيس الجمهورية، وكان أبرز ما بحثه معه قضايا الحوار الوطني والانتخابات والدستور. جاء في صحيفة اليوم التالي يوم 1/23:

 

أعرب كارتر عن رغبته واستعداده لحل قضية أبيي وفتح حوار بين الخرطوم وجوبا، والتوسط مع الأحزاب السياسية لإجراء حوار حول الدستور ومراقبة الحوار الدائر بين القوى السياسية والحكومة استعدادا للانتخابات المقبلة، وعرض كارتر على الحكومة مراقبة انتخابات 2015. وذكرت اليوم التالي يوم 1/25 في خبر مقتضب بعنوان كارتر تعهد للرئيس بجعل أذن أمريكا صاغية: ... ونوه الدرديري (رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني) في تصريح صحفي محدود بالمركز العام للوطني أمس الأول (الخميس) إلى أن لقاء كارتر جاء بغرض تنويره بوثيقة الإصلاح المرتقبة في القريب العاجل، مشيرا إلى أن كارتر أبدى اهتماما كبيرا بمختلف جوانب الفكرة.

 

- قابل كارتر حسن الترابي وتباحث معه حول قضايا الانتخابات والحوار والدستور وجنوب السودان وقدم له دعوة لزيارة واشنطن! وقبل الترابي الدعوة!

 

- تباحث كارتر مع رئيس البرلمان حول الحوار والدستور والانتخابات وغيرها وعرض التوسط بين الخرطوم وواشنطن.

 

- كان من المقرر أن يلتقي كارتر بوزير الصحة الاتحادي، لم أقرأ شيئا حول هل تمت المقابلة أم لا ولم أتعب نفسي في البحث! فالغرض من الزيارة قد بان وظهر!!

 

حكومة الحركة الإسلامية في السودان في أضعف حالاتها: صراعات وانشقاقات داخل الحركة وحزبها الحاكم، حالة اقتصادية يرثى لها وهي مرشحة للتفاقم، محيط مضطرب في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، ربيع إسلامي كاد يصل إلى الخرطوم، كل ذلك دفع نظام البشير ومن خلفه أمريكا للسعي لإحداث تغيير يثبّت الأوضاع في البلاد شيئا ما، ويمكّن أمريكا من تنفيذ مخططها بتقسيم السودان وترتيب أحواله بشكل يشبه ما جرى في اليمن من حوار وطني وحكومة انتقالية ودستور علماني يكتبه الجميع: البشير، المهدي، الترابي، الميرغني، الشيوعيون، الحركات المتمردة والشيخ الجليل جيمي كارتر أو من ينوب عنه! يجدر بالذكر أن البشير وبعد عرضه لوثيقته على كارتر شرع فورا في لقاءات مع الأحزاب السودانية بغرض تسويق مذكرته الإصلاحية!

 

ما العمل؟

 

- أن تدرك حكومة البشير بأنها لم تفهم الإسلام حق الفهم وأنها على خطأ، وأن سبب مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو الفصل بين أحكام الإسلام والحياة بحصر الإسلام في الصلاة وصيام الاثنين والخميس والشعائر التعبدية الأخرى، وتحليل كل شيء بحجة الضرورة وجعل الضرورات تبيح المحظورات دينا قائما بذاته.

 

- أن تتبنى فهما تفصيليا للإسلام فكرة وطريقة. وهذا الفهم موجود مكتمل بحمد الله ومسطر في كتب يمكن أخذه والبدء بتطبيقه فورا.

 

- أن تعرض هذا الفهم على الأمة لتقف عليه ومن ثم تتبناه وتحتضن من يحمله وتدافع عنه.

 

وإن لم تفعل حكومة البشير ذلك؟ وهي لن تفعل! فسيستمر الأتقياء الأنقياء في إفهام الأمة بأن الوطنية رابطة منحطة وأن الدولة الوطنية فاشلة مخالفة للإسلام، وأن الديمقراطية ليست من الإسلام، وأن السعي للتغيير لا بد أن يكون على أساس الإسلام مستوعبا الأمة من الرباط إلى جاكرتا، وغيرها من أفكار الإسلام العظيم. وبموازاة ذلك يسعون بين ضباط الجيش لإقناعهم بفكرة الإسلام وطريقته ليقوموا بواجبهم في نصرة دينهم وتمكين الأتقياء الأنقياء من تطبيق أحكامه وحمله للعالم أجمع عبر دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشر بها نبي الهدى ونور الدجى محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وماذا عن دودة الفرنديد؟ وهي اسم آخر للدودة الغينية، لم يجدها كارتر في الخرطوم! فيوجد حول العالم 148 حالة معروفة مؤكدة، والسودان ليست به ولا حالة واحدة مؤكدة، وهناك فقط ثلاث حالات مشكوك فيها في أقاصي جنوب دارفور عند الحدود مع جنوب السودان. ويا ليت كارتر المسكين ألقى نظرة سريعة على صفحة مركزه ليجد هذه المعلومات فيوفر ثمن التذكرة للخرطوم وعناء السفر!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أبو يحيى عمر بن علي

 

 

 

 

27 من ربيع الاول 1435

الموافق 2014/01/28م

 

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...