اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

كلمة نائب وزير الخارجية وليم بيرنز عن أجندة الشراكة


Recommended Posts

السلام عليكم أحببت ان انقل نص كلمة وليم بيرنز كما هي لما وجدت فيها من تلخيص لاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة و من ضمنها سوريا.

 

 

نص كلمة نائب وزير الخارجية وليم بيرنز عن أجندة الشراكة الأميركية الخليجية

 

20 شباط/فبراير 2014

 

أجندة متجددة للشراكة الأميركية مع دول الخليج

 

نائب وزير الخارجية وليم بيرنز

مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة

19 شباط/فبراير، 2014

شكرًا لك جون.طاب يومكم. إنه لشرف لي أن أعود إلى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية – المؤسسة التي أكنّ لها عظيم الإعجاب والاحترام. وإنه لشرف لي أن أزور هذا المبنى الجديد الرائع – الذي يقف شهادة حقيقية على رؤية جون هامري وقيادته. ويشرفني أيضًا أن يقدمني جون أولترمان – الباحث الرائع، والزميل، والصديق.

قال الرئيس كينيدي ذات يوم إن واشنطن هي مدينة الكفاءة الجنوبية والسحر الشمالي. وآمل أنكم لن تشعروا بنفس الطريقة حول خطابي في هذا اليوم – وقد وعدت جون بأنني سأحاول الإيجاز.

يسعدني جدًا الانضمام إليكم جميعًا اليوم للتحدث حول شراكتنا مع دول الخليج خلال فترة التغيير العميق التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط الأعم. إن الديناميكيات التي أطلقتها الصحوة العربية الثانية قبل ثلاث سنوات لا تزال معنا إلى حد كبير اليوم؛ وسوف تستمر في التكشف والتفاعل على مدى هذا الجيل، ومن المحتمل جدًا في الجيل التالي. من الصعب فهم هذه الديناميكيات، ناهيك عن البحث فيها. وفي حين أن التواضع ليس من شيمنا الوطنية، ينبغي علينا الاقتراب من هذه اللحظة بكثير من الحذر. وفي نهاية المطاف، وكما نميل إلى أن نظهر من وقت لآخر، ليس لدينا احتكار للحكمة أو المنطق السليم.

خلال هذا الوقت من التغيير وعدم اليقين، تبقى الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العميقة –المتجذرة في ما يزيد عن سبعة عقود من التعاون الوثيق والدائم – في غاية الأهمية، وتبقى قوية. ولكن حتى بين الأصدقاء، يمكن أن يكون هناك اختلافات حقيقية حول ما يعنيه هذا التغيير وكيف يتعين علينا الاستجابة له. لا يوجد أي سبب للادعاء بخلاف ذلك، ومن المهم معالجة الشكوك والهواجس بصراحة وبوضوح.

بعد انقضاء عقد من الزمن على هجمات 11/9 سيطرت عليه حربان في العراق وأفغانستان، ليس من الصعب رؤية لماذا قد يسعى الأميركيون إلى إعادة التوازن لأولوياتنا. ومع احتمال تفوق الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة أو نحو ذلك، ومع احتمال استقلال حقيقي في مجال الطاقة خلال السنوات العشرين المقبلة أو نحو ذلك، من الطبيعي أيضًا أن يتساءل الأميركيون ما إذا كان علينا أن نولي هذا الاهتمام الكبير لمنطقة الشرق الأوسط.

ومن الطبيعي بصورة متساوية أن يشكك بعض شركائنا في منطقة الخليج في فهمنا لما يحدث في المنطقة وإدخال هذه المسألة في سياساتنا. إن تحذيراتنا حول الوضع الراهن في المنطقة، وهو وضع غير مستدام- وحديثنا الموثوق حول استقلالية الطاقة- قد دفعت بعض دول الخليج لأن تتساءل حول مدى مصداقيتنا كشركاء. ويشكو آخرون من أن دبلوماسيتنا مع إيران ساذجة وتركز الاهتمام بشكل مفرط على القضية النووية. ومن ثم هناك المشكلة الكبيرة في سوريا - حيث يعتقد بعض شركائنا في الخليج أن هواجسنا بشأن اليوم الذي يلي خروج الأسد من الحكم يؤثر على وضوح قراراتنا حول الخطوات المطلوب اتخاذها للوصول إلى هناك.

أتمنى لو أنني أستطيع أن أقدم أجوبة بسيطة لهذه الهواجس أو وصفات جديدة وواضحة لمعالجة هذه التحديات. لا أستطيع ذلك. ولكنني مقتنع بأنه سيكون خطأً حقيقيًا إذا سمحنا لشكوكنا واختلافاتنا العرضية بأن تضعف الروابط التاريخية القائمة بيننا. كما أنني مقتنع بأنه خلال السنوات العديدة القادمة سوف تبقى مصالحنا الإستراتيجية متراصفة أكثر بكثير مما هي ليست عليه. وإنني مقتنع بأن لدينا الكثير لنربحه من خلال العمل معًا وأكثر مما لو عملنا بصورة منفصلة.

نستطيع – بل ينبغي علينا - اغتنام هذه اللحظة لتجديد شراكتنا، وتقويتها، وجعلها أكثر صمودًا، والتأكد من أنها تخدم مصالحنا المشتركة وتطلعاتنا المشتركة.

وكما أوضح ذلك الوزير كيري في دافوس في الشهر الماضي، فإن التزام أميركا تجاه الشرق الأوسط هو التزام دائم لأن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط هي مصالح دائمة. وكما سيشدد عليه الرئيس أوباما خلال زيارته المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية في الشهر المقبل، سوف تبقى شراكتنا مع دول الخليج حجر الزاوية في هذا الالتزام.

أجندة متجددة لشراكة الولايات المتحدة مع دول الخليج

الحقيقة هي أنه مع جميع الأحاديث حول إعادة التوازن وتخفيض النفقات، تبقى منطقة الخليج مركزية بالنسبة للمصالح القومية الأميركية، وتبقى الشراكة مع الولايات المتحدة النقطة المحورية في المصالح القومية لدول الخليج.

إننا نعلم بأن الاستقلالية المتزايدة في مجال الطاقة الأميركية لا تحرّر الولايات المتحدة من سوق الطاقة العالمي. فارتفاع أسعار النفط في أي مكان يعني ارتفاعًا في سعر النفط في كل مكان، وتأثيراته لا يمكننا، لا نحن ولا حلفاءنا، الفرار منها. وفي حين يرى البعض في عملية إعادة التوازن في منطقة آسيا منعطفًا يبعدنا عن الشرق الأوسط، فإن العكس تمامًا هو الصحيح: لدى الولايات المتحدة ودول الخليج مصلحة متزايدة في الاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ - الجزء الأكثر ديناميكية في الاقتصاد العالمي وأكبر مستهلك لنفط الخليج.

وفي الوقت نفسه، يدرك شركاؤنا في منطقة الخليج أنه لا يوجد بلد أو مجموعة بلدان يمكنها العمل لمصلحة دول الخليج أكثر مما قامت به الولايات المتحدة وتستمر في القيام به.

والتحدي الذي يواجه كل واحد منا هو ما إذا كان يمكننا أن نتبنى قضية مشتركة من الجهد الطويل الأمد لتعزيز احتمالات نشوء حكومات في المنطقة تكون أكثر اعتدالاً، واستجابة، ومسؤولية - أو ما إذا كنا سنعمل على أهداف متعارضة واحدنا مع الآخر وتمكين المتشددين والمتطرفين من تيار أو آخر تقويض ما أسماه بعض المحللين "المركز العربي"، غالبية الناس والقيادات في المنطقة الذين يسعون إلى إيجاد مستقبل مختلف جدًا عما يقدمه المتطرفون.

إن الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد، وهو أحد القادة الأكثر حكمة وكياسة ممن اجتمعت بهم في المنطقة، قال مرة إن "أعظم الموارد الطبيعية للدولة هو شعبها." لقد ساهمت رؤية واندفاع الشيخ زايد وجيله في خلق فرص هائلة لشعوب الخليج، على الرغم من جميع التحديات التي تنتظرنا. ينبغي علينا تسخير نفس روح الخيال، والشجاعة، والإبداع، ووضعها قيد العمل خدمة لتطلعات وطموحات هذا الجيل. علينا محاولة بناء أجندة إيجابية - أجندة تركز على الأمن والازدهار وتخفيف النزاعات الإقليمية، وتعزيز التسامح والتعددية. وعلينا أيضًا أن نعمل معًا لننقل معنى واضحًا لما ندافع عنه، وليس فقط لما نقف ضده – وهذا ترياق قوي للمتطرفين، الذين يحسنون تمزيق الأشياء بصورة أفضل بكثير من بناء أي شيء.

اسمحوا لي أن أوجز بعض العناصر الرئيسية لهذه الأجندة .

التعاون الأمني

انطلاقًا من الحرب الباردة إلى حرب الخليج، ومن حرب ناقلات النفط إلى الحرب على الإرهاب، صمدت شراكتنا أمام اختبارات الزمن. وإنني واثق من أنها تستطيع أن تصمد أمام تحديات اليوم أيضًا إذا واصلنا وضع التعاون الأمني في قلب وصميم أجندتنا.

لقد أعاد خطاب الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطاب الوزير هيغل في المنامة في كانون الأول/ديسمبر الماضي التأكيد على التزامنا المستمر بأمن منطقة الخليج. وبالفعل، فإن التزاماتنا وشراكاتنا الأمنية في الخليج هي أكثر اتساعًا اليوم من أي وقت مضى.

يشمل وجودنا العسكري ما يزيد عن 35 ألف جندي من القوات البرية، والجوية، والبحرية، في أكثر من 12 قاعدة عسكرية في الخليج وحوله. لقد نُشرنا الأنظمة الأكثر تطورًا لدينا في المنطقة – طائراتنا الأكثر تطورًا وذخائرنا الأكثر تطورًا، وأنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الأكثر تطورًا لدينا، وقدراتنا الأكثر تطورًا للدفاع الصاروخي.

وزودنا شركاءنا ببعض أفضل المعدات العسكرية في العالم. اشترت المملكة العربية السعودية مؤخرًا 72 طائرة من نوع إف-15 (F-15)، وهي أكبر صفقة لشراء طائرات إف-15 أجرتها دولة واحدة على الإطلاق. وأبلغنا مؤخرا الكونغرس عن مبيعات حزمات من الذخائر المتطورة إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وفقط في كانون الثاني/يناير، أبلغنا الكونغرس عن دعمنا لرفع الإمارات العربية المتحدة مستوى طائرتها إف-16 وعملية الشراء المحتملة ل 30 مقاتلة جديدة من طراز إف-16. كما صادقنا أيضًا على بيع بعض أنظمة الدفاع الصاروخي الأكثر تطورًا في العالم، وشمل ذلك نظام الدفاع الصاروخي على ارتفاع عالٍ إلى قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وصواريخ PAC -3 إلى الكويت.

وبفضل هذه القدرات وعقود من التدريب والمناورات والعمليات المشتركة، والتخطيط، أصبحت دول الخليج على نحو متزايد من شركائنا العسكريين الأعلى قدرة. ومن المساهمات لدولة الإمارات العربية المتحدة وقطر إلى منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا إلى مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في عمليات مكافحة القرصنة في منطقة بحر العرب ذات الأهمية الإستراتيجية، فإننا نشاهد الوعد الممكن أن تحققه شراكتنا المعززة.

وبينما نواصل توسيع عمق واتساع علاقاتنا الأمنية الثنائية، فإننا نعمل بجهد أيضًا على بناء هيكلية أمنية إقليمية أكثر قدرة، ووحدة، وفعالية لمواجهة التهديدات الناشئة التي لا يستطيع أي منّا معالجتها كلها بمفرده.

قبل عامين، انضمت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون إلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض لإطلاق منتدى التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. وفي الخريف الماضي، استضاف وزير الخارجية كيري نظراءه في نيويورك. وأعلن الوزير هيغل مؤخرًا في المنامة عن توسيع المنتدى ليشمل، للمرة الأولى، عقد اجتماع سنوي لوزراء الدفاع. لقد سمحت هذه الاجتماعات الرفيعة المستوى لكبار دبلوماسينا ومسؤولي وزارة الدفاع بتحديد مجموعة مشتركة من الأولويات والخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها معا من أجل التصدي للتهديدات لأمننا.

يشكل بناء نظام دفاع إقليمي فعال ضد تهديد الصواريخ البالستية أحد أهم أولويات المنتدى. وبالفعل، فقد أصبح بعض حلفائنا يملكون قدرات دفاعية بالستية والبعض الآخر في طريقه للحصول عليها. ولكن تعزيز تبادل المعلومات بين الدول الخليجية والتفاعل المشترك بين قدراتهم المتفاوتة لن يكون فقط أكثر كفاءة من حيث الكلفة، إنما سوف يزود المنطقة بإنذار مبكر أفضل، وتنسيق أفضل، وفي نهاية المطاف نظام دفاع أكثر فعالية ومؤلّفًا من عدد أكبر من الطبقات. لقد رأينا بلدانًا في أجزاء أخرى من العالم تتغلب بنجاح على التحديات التقنية والسياسية لتصميم استجابة إقليمية لخطر الصواريخ الباليستية – أصبحت اليوم تلك البلدان الحليفة لأميركا أكثر أمانًا و أكثر قدرة. وليس هناك أي سبب يمنع دول مجلس التعاون الخليجي من إتباع خطاها.

ومن أجل المساعدة في الوصول إلى هناك، صنّف الرئيس أوباما دول مجلس التعاون الخليجي ككيان دولي مؤهل لشراء المواد والخدمات الدفاعية الأميركية – وهو تصنيف يسمح لدول مجلس التعاون الخليجي بالاستثمار في أنظمة مشتركة للدفاع المتبادل. وهذا التصنيف هو نفس التصنيف الذي منحناه لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وللشركاء المتعددي الأطراف المهم~ين الآخرين. ويوضح ذلك مدى جديتنا في مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي لكي تصبح منظمة أمنية إقليمية من الدرجة الأولى وشريكًا في الخطوط الأمامية للولايات المتحدة.

إن وجود شركاء أكثر قدرة في منطقة الخليج وفي دول مجلس التعاون الخليجي سيكون ضروريًا لمواجهة العديد من التحديات التي نواجهها في منطقة الخليج وما أبعد منها.

سوية، ومن خلال مركز العمليات الجوية المشتركة في قطر، فإننا نرصد الفضاء فوق مناطق النزاع في الشرق الأوسط. ومن خلال مركز العمليات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي نعمل على تحسين تبادل المعلومات والتنسيق حول الأمن في مضيق هرمز - وهو ممر استراتيجي تُنقل عبره خُمس كمية نفط العالم كل يوم.

وسوية نعمل أيضًا على وضع إستراتيجية موحدة لمحاربة انتشار التطرف العنيف، وتأمين الحدود الوطنية، ومكافحة تمويل الإرهاب، وحماية البنية التحتية الأساسية للطاقة من الهجمات التقليدية وعبر الفضاء الإلكتروني.

وسوية، نعمل لمنع وصول أخطر الأسلحة في العالم إلى بعض الأنظمة والجهات الفاعلة الأكثر خطورة في العالم.

تجسّد الطبقات العديدة لتعاوننا الأمني مصالحنا المشتركة. ينبغي على كل واحد منّا أن يؤدي قسطه للمحافظة على هذا الزخم ومواكبة التهديدات التي تتطور بسرعة في المشهد الأمني الدولي المتطور بسرعة.

إيران

عندما ننظر عبر هذا المشهد، يتبين لنا أنه لا يوجد أي تحد لأمن الخليج أكثر وضوحًا من إيران. ليس لدينا أية أوهام حول نوايا إيران أو سلوكها. تمتد هواجسنا بالنسبة لإيران إلى أبعد من القضية النووية، عبر نطاق واسع من السلوك الإيراني الخطير الذي يهدد مصالحنا ومصالح أصدقائنا في المنطقة، ويهدد حقوق الإنسان للمواطنين الإيرانيين. وفي حين أن جميع هذه الهواجس مهمة وخطيرة، تبقى القضية النووية هي الأكثر إلحاحًا. ومنذ اليوم الأول لتوليه منصبه، أوضح الرئيس أوباما بأنه سيفعل كل ما يلزم لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. كما شدد أيضًا على استعداده وتصميمه للسعي لإيجاد حل عن طريق التفاوض. ومن أجل الوصول إلى هناك، عملنا مع الكونغرس ومع شركائنا الدوليين لفرض مجموعة غير مسبوقة من العقوبات التي كان لضغوطها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني.

ويمكنني أن أؤكد لكم بأننا دخلنا إلى هذا الفصل الدبلوماسي وعيوننا مفتوحة بالكامل. وكما قال الرئيس بنفسه، ربما لا توجد فرصة أفضل من 50 بالمئة بأن تقبل إيران في نهاية المطاف اتفاقية تضمن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. ولكن للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، سنحت لنا فرصة حقيقية لاختبار نوايا إيران، وسوف نتابع هذا الأمر مع شركائنا بجدية مطلقة.

وخلال سعينا للتفاوض حول اتفاقية نووية شاملة خلال الأشهر المقبلة، سوف نبقى مهتمين للغاية بهواجس دول الخليج. لن نتوانى في جهودنا لمواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار - لا في لبنان، ولا في سوريا، ولا في العراق، ولا في شبه الجزيرة العربية بالذات. لن نتوانى عن فرض تطبيق العقوبات القائمة. ولن نتوانى في جهودنا الرامية إلى تكثيف المشاورات والتعاون مع شركائنا في منطقة الخليج عبر كامل مجموعة هذه القضايا. وهذا بالضبط سبب وجود الوزير كيري في دولة الإمارات العربية المتحدة يوم أمس، وهذا بالضبط سبب زيارة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية في الشهر المقبل.

حل النزاعات الإقليمية

يتطلب الأمن الدائم في المنطقة التقدم في حل بعض النزاعات المعقدة للغاية. والنزاع الأكثر تسمّمًا وخطورة اليوم بين هذه النزاعات هو الحرب الأهلية الدامية في سوريا.

كلما ازدادت حدة الحرب الأهلية، كلما ازداد الخطر على الشعب السوري والمنطقة. والحقيقة البسيطة هي أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار أو حل الأزمة من دون عملية انتقال إلى قيادة جديدة. ليست لدينا أية أوهام بشأن التحديات الكامنة على طريق تحقيق هذا الهدف، أو حول الصعوبة الكبيرة جدًا لليوم الذي يليه - أو، على الأرجح، السنوات الصعبة للغاية التي تليه. وليست لدينا أية أوهام حول ارتفاع مستوى تهديد المتطرفين في سوريا، والمخاطر التي يطرحها ذلك على المنطقة – على الجيران الذين حصلوا بالفعل على أكثر من حصتهم من التحديات.

لدينا جميعًا مصلحة في دعم معارضة قادرة، معتدلة تستطيع أن تساعد في بناء سوريا جديدة ويمكنها مواجهة تنظيم القاعدة. ونظرًا للعلاقة القوية بين دول الخليج والعديد من مجموعات المعارضة، فإن قيادة وتوجيه دول مجلس التعاون الخليجي أمر بالغ الأهمية. ولكن في حين أن استمرار تقديم المساعدة إلى المعارضة أمر ضروري، لكن النهج الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء معاناة الشعب السوري هو من خلال تنفيذ عملية انتقالية متفاوض حولها. وعلينا أن نعمل بشكل أوثق وبطريقة موحدة أكثر مع أصدقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق هذا الهدف.

وخلال سعينا للوصول إلى حل دبلوماسي في سوريا، علينا أيضًا أن نواصل تنسيق جهودنا لدعم دول المواجهة التي تتحمل وطأة ضغوط الأزمة السورية. ففي الأردن، فإن واحدًا من أصل عشرة أشخاص هو لاجئ سوري. وفي لبنان، تصل هذه النسبة إلى واحد من أصل أربعة. والضغط الهائل على الحكومات والمجتمعات الأهلية المضيفة يهدد بتفاقم الخطر على الموارد، والأمن، والتحديات الاقتصادية الخطيرة عبر المنطقة. لقد أظهرت دول الخليج قيادة حقيقية في رفع مستوى الوعي حول المأساة الإنسانية للنزاع. شارك أمير دولة الكويت في استضافة مؤتمرين رفيعي المستوى للدول المانحة لسوريا اللذين جمعا سوية مساعدات إنسانية قيمتها حوالى أربعة بلايين دولار. ونظرًا لطبيعة هذه الأزمة الطويلة الأمد، ينبغي دمج مساعدتنا مع جهود التنمية الاقتصادية على المدى الطويل في المنطقة.

إننا نرحب بالمساعدة المتواصلة التي تقدمها دول الخليج إلى كل من الأردن ولبنان. وسوف نستمر في القيام بدورنا. خلال زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنا عن نيتنا تقديم ضمانة قرض ثانٍ إلى الأردن لمساعدته في استدامة الإصلاحات بينما يواصل معالجة التحدي الإنساني المستمر.

لقد اتخذت القضية الفلسطينية أيضًا حالة مستعجلة جديدة. ليس هناك أي شيء سهل على الإطلاق في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. يحتفظ وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، الذي عملت معه وأنا معجب به كثيرًا، بجدار كامل من الرسوم الكاريكاتورية اللاذعة التي نُشرت في الصحف خارج مكتبه في هيوستن، تذكارات بالشكوك التي أحاطت برحلاته التسع إلى الشرق الأوسط قبل مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991. لكنه أثبت بأن المشككين بعمله كانوا على خطأ، والدبلوماسية عملت بالفعل. هذا هو التحدي الذي نواجهه اليوم مرة أخرى. وهذا هو التحدي الذي التزم بمواجهته الوزير كيري، الأمر الذي يصب في مصلحته، لمواجهة التشكيك المماثل.

وكما يقول الوزير في أحيان كثيرة، سوف يخسر الطرفان الكثير من دون السلام. ولكنهما سيكسبان الكثير إذا ما اتخذا الخطوات الشجاعة للتوصل إلى اتفاق. مبادرة السلام العربية، التي حفزتها رؤية الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية منذ أكثر من عقد من الزمن، لا تزال تقدم لاسرائيل وشعبها واقتصادها شراكات جديدة مع 20 بلدًا عضوًا في جامعة الدول العربية و35 دولة أخرى ذات أغلبية مسلمة. ويقدم الدعم المالي والسياسي المتواصل للدولة الفلسطينية المستقبلية. إن الاحتفاظ بوعد مبادرة السلام العربية حيًا، وتحقيق تقدم تجاه حل الدولتين الذي يحتاج إليه ويستحقه الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء يبقيان أولوية كبيرة للشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

دعم العمليات الانتقالية الإيجابية

وأخيرًا، لا يمكن أن تركز الأجندة المتجددة لشراكتنا الاهتمام بصورة حصرية على مواجهة التحديات الخارجية. فإذا كنا جادين في جعل شراكتنا أكثر دوامًا، ينبغي أن تشمل أجندتنا التعاون حول استراتيجيات للحد من التهديدات الموجهَّة من الداخل - إستراتيجية تسعى إلى دعم المعتدلين، وتحديث اقتصاداتهم وتوسيع الفرص، وتشجيع التعددية والتسامح، وتخفيف شعور الشعب بالظلم الذي يستغلّه المتطرفون ويسخّرونه.

الحقيقة هي أنه في محادثاتنا مع شركائنا في الخليج، لا نرى دائمًا بنفس العين ما الذي سبَّب الثورات والعمليات الانتقالية التي أثارتها الصحوة العربية الثانية. لا نرى دائمًا بنفس العين الاتجاه الذي يجب أن تتبعه العمليات الانتقالية. ولا نرى دائمًا بنفس العين ما هي أفضل السبل للاستجابة إليها.

ولكن الأمر الصحيح أيضًا هو أنه عندما نعمل بصورة موحدة، نستطيع أن نساعد في صياغة نتائج لا تدفع إلى تقدم الإصلاح فحسب، إنما أيضًا تقدم الاستقرار. وبصفتها الاقتصاد الحادي عشر الأكبر في العالم، فإن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت بصورة متزايدة قوة إقليمية – ومركز أعمال ديناميكيًا، ومؤثّرًا حاسمًا على وسائل الإعلام والثقافة في العالم الإسلامي، وقوة في السياسة الإقليمية. تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي أن تساعد في دفع المنطقة بعيدًا عن النزاعات نحو مستقبل مستقر. ونريد أن نكون شركاء في هذا المسعى.

وليس التعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في اليمن سوى مثال جيد جدًا لما يمكننا تحقيقه معًا. إن جهودنا المشتركة لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد ومساعدة اليمن على تحديد اتفاق شامل حول العملية الانتقالية، بما في ذلك الحوار الوطني الذي اختتم أعماله مؤخرًا، منحت الشعب اليمني فرصة حقيقية لبدء العمل الجاد للمصالحة وإعادة الإعمار.

وتمامًا كما أنه يجب على العملية الانتقالية في اليمن أن تبقى ملكًا لليمنيين ومدفوعة منهم، كذلك يجب أن تكون أيضًا في البحرين. ولكن لدينا جميعًا دور - ورهان - في نجاح البحرين. في كانون الثاني/يناير، اتخذ ولي العهد خطوة تاريخية في جمع كبار أعضاء المنظمات السياسية في البحرين - بمن فيهم زعيم المعارضة – من أجل ضخ زخم جديد في عملية الحوار الوطني. ونحن نرحب بهذه الخطوة ونشِّجع جميع الأطراف على المشاركة بطريقة بناءة في الحوار، ونبذ العنف، واحترام التزاماتهم.

ومع وجود سكان متعددي الطوائف والأعراق، وموارد طاقة هائلة، وموقع جغرافي مركزي، يشكل نجاح العراق أمرًا في غاية الأهمية للاستقرار الإقليمي. لدينا التزام ثابت بعراق مستقر وآمن لا يهدد جيرانه، ويتمتع بحدود آمنة، ويلعب دورًا بناءً في السلام والأمن الإقليميين.

نستمر في دعم التكامل الإقليمي للعراق من خلال سلسلة من الالتزامات الدبلوماسية الجارية، بما في ذلك الحوار الثلاثي الأطراف مع العراق وتركيا وإجراء حوار موسع أكثر مع الأردن، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وآخرين. لقد حقق العراق تقدمًا مهمًا مؤخرًا مع الكويت. تستطيع موارد الطاقة في العراق وروابطه مع جيرانه تعميق الرهان الذي يشعر به العراقيون في استقرار بلدهم بالذات وفي استقرار المنطقة. إن التحدي الصعب للغاية الذي يطرحه تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار يجعل هذه الجهود أكثر أهمية وأكثر إلحاحًا. وقد اعترف رئيس الوزراء المالكي بأنه لا يستطيع أي نهج سوى النهج الشامل الذي يتضمن العناصر الأمنية والسياسية والاقتصادية أن يقدم حلاً مستدامًا لهذا التحدي. إننا نعمل على دعمه في هذا الجهد، ونرحب بالمشاركة البناءة لدول الخليج.

وفي مصر، وعلى الرغم من اختلافاتنا، يمكننا العمل معًا لدعم إصلاحات مماثلة. التطور المستقر في مصر يبقى حاسمًا للتطور المستقر في المنطقة بأسرها. ولكن لا يمكن أن تنجح أي عملية انتقال بدون احترام التعددية السياسية والشعور بالثقة في مستقبل اقتصادي أفضل و أكثر شمولاً. كانت دول الخليج سخية جدًا مع مصر خلال مرحلتها الانتقالية والمتقلّبة جدًا، وكان هذا الدعم حاسمًا. ولكن بلايين الدولارات من المساعدات لن تنتج سوى القليل من التأثير المستدام بدون إستراتيجية أكثر شمولا ومصممة بدقة كبيرة.

وإلى أبعد من مصر، يجب على الولايات المتحدة ودول الخليج أيضا مراصفة جهودنا في منطقة المغرب العربي. في وقت سابق من هذا الشهر، على سبيل المثال، قمت بزيارة إلى تونس، البلد الذي شهد مجموعة كاملة من التحديات وانتكاسات خلال عمليته الانتقالية ولكن أظهر قادته الشجاعة للعمل معًا ووضع العملية الانتقالية على مسارها الصحيح. كان الوزير كيري في تونس يوم أمس، وشدَّد على أن تونس يمكنها أن تكون مثالاً تحتذي به المنطقة بأسرها لما يمكن للحوار والتسويات تحقيقه.

خلاصة القول:

الولايات المتحدة ودول الخليج هم من الجيران البعيدين. لدينا تاريخ مختلف. ونتبع تقاليد مختلفة. وسوف نظل، وبصورة لا مفر منها، نشهد اختلافًا في الرأي بيننا.

ولكن يمكننا، بل ويجب علينا، إيجاد أرضية مشتركة وبناء أجندة مشتركة للمساعدة في تشكيل مستقبلنا المشترك. لدينا رهان كبير في أمن بعضنا البعض. ولدينا رهان كبير في إنهاء النزاعات التي تتيح للمتطرفين أن يستغلّوا ويسخّروا المرارة والشعور بالاغتراب في المنطقة. لدينا رهان كبير في التأكيد على أن الإصلاح والاستقرار يمكنهما أن يتعايشا معًا.

الأجندة التي طرحتها اليوم هي أجندة طموحة بلا شك. ومما لا شك فيه أن هناك عقبات هائلة. ولكنني أبقى متفائلاً بأن الكثير ممكن التحقيق خلال السنوات القادمة لإقامة شراكة متجددة بين الولايات المتحدة والخليج.

والآن كلما كنت أقول إنني متفائل خلال خدمتي في موسكو كسفير منذ بضع سنوات، كان أحد أصدقائي الروس يذكّرني دائمًا بأحد التعابير الروسية العديدة، المؤمنة بالقدر، عادة، لوصف المتفائل: شخص يعتقد أن الغد سوف يكون أفضل من بعد غد.

أما الآن فإنني أعني شيئًا مختلفًا قليلاً. أعتقد في الواقع أن "الغد" سوف يكون معقدًّا جدًا بالنسبة لنا وبالنسبة لشركائنا في منطقة الخليج. ولكن إذا تمكّنا من إيجاد قوة العزم والمثابرة على العمل معًا حول العديد من المشاكل والفرص الكامنة في الطريق، فإنني على يقين بأن "اليوم الذي يلي الغد"، والأيام والأشهر والسنوات العديدة ما بعده، يمكن أن تكون لحظة لإعادة التنشيط والإمكانات العظيمة لشراكتنا، وللمنطقة بأسرها.

 

 

Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/02/20140220293703.html#ixzz2u0jWo9Gj

رابط هذا التعليق
شارك

كلمة هامة جدا، بارك الله فيك، وأحتاج لاعادة قراءتها بانعام نظر

 

 

 

لكن سؤال على عجالة حول قوله:

وتمكين المتشددين والمتطرفين من تيار أو آخر تقويض ما أسماه بعض المحللين "المركز العربي

 

من هم المحللون الذين أطلقوا هذه التسمية: "المركز العربي"، يبدو انه مركز أبحاث او احد المستشارين او مراكز الاستخبارات. يجدر البحث عن أصل هذه التسمية فكأنها فلتة لسان

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة للمقال فهو ماخوذ من مركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية في واشنطن التابع لوارة الخارجية الامريكية.

 

أما المحللون الذين اطلقوا مصطلح " المركز العربي" فلعله يقصد مروان المعشر رئيس الوزراء الأردني الاسبق و المحلل السياسي في معهد كارنيجي للدراسات الاستراتيجية ، اذ كان هو أول من سوّق لهذا المصطلح في 2008 و الله أعلم و من خلال كتابه : " The Arab Center- The Promise of Moderation" أي " المركز العربي - وعد الاعتدال " , و حينما سأله أحد الصحفيين في احدى المقابلات عام 2011 عن مصطلح الاعتدال فرد قائلا : " الاعتدال مصطلح وضعه الغرب و يريد به وجهة النظر حول السلام العربي الاسرائيلي و بهذا التعريف من هذه الزاوية فان بعض الدول كالسعودية و الأردن و مصر هي الدول المعتدلة".

 

فلعل وزير الخارجية الامريكي يشير الى هذا الفهم بالمركز العربي أي الدول التي تطرح مبادرات السلام و تسعى جاهدة لانجاحها كمصر و الأردن و السعودية...

رابط هذا التعليق
شارك

لعل هذا الرابط يفيد حول المصطلح : http://www.foreignaf...e-of-moderation

 

 

و هذا : http://carnegieendow...moderation/34r4

 

و هذا : http://carnegieendowment.org/2011/01/27/arab-world-in-crisis-redefining-arab-moderation/p4d

تم تعديل بواسطه علاء عبد الله
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك أخي. الملاحظ أنه استخدمها بعيدا عن موضوع (اسرائيل)!، استخدمها بمعنى ضد (التطرف الاسلامي). وجواب مروان المعشر لسائله غريب كذلك، اذ انني لا اعلم كيانا قائما في العالم العربي، بما فيه سوريا الأسد، غير معتدل بالنسبة لــ(اسرائيل)

 

على كل حال، تبدو قراءة الروابط التي وضعتها ضرورية لفهم الموضوع، وسأطلع عليها ان شاء الله

 

جزاك الله خيرا شيخ علاء.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...