اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مصير العملاء الدُّمى/ سيف الله مستنير- كابل- ولاية أفغانستان


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

مصير العملاء الدُّمى

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في مقابلة له أجراها مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية في 1 آذار/مارس 2014، قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن الحرب كانت "من أجل أمن الولايات المتحدة ومن أجل المصالح الغربية". وأضاف أن "الأفغان ماتوا في حربٍ ليست هي حربنا" وأن القوى [التي شنت الحرب] لم تفعل شيئًا سوى قتل الأفغان دون أن تحقق لهم أية منفعة. وقال أيضاً أن القاعدة "هي خرافة أكثر منها حقيقة" وأن الحرب ضدها حربٌ ضبابية غامضة. كما أرسل كرزاي برسالة قال فيها "أبلغوا الشعب الأميركي أطيب أمنياتي وامتناني، أما حكومة الولايات المتحدة فأبلغوها عن غضبي، بل غضبي العارم".

 

 

التعليق:

 

لقد أدلى الرئيس كرزاي، الذي جاء إلى السلطة بفضل مساعدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي السياسية والعسكرية، بعد أسبوع واحد فقط من إجرائه محادثة تلفونية مع الرئيس أوباما، حذّره فيها أوباما من أنه ما لم يتم التوقيع على الاتفاقية الأمنية فسيقوم بسحب جميع قواته من أفغانستان، وأنه قد أصدر الأخير تعليماته بالفعل إلى البنتاغون للبدء بالتحضير لهذا الأمر. وبالمثل، أصدر قائد قوات حلف الناتو في أفغانستان أندرس فوغ راسموسين كذلك تهديدات بسحب قوات الحلف من هناك.

 

والحقيقة أن هذا تحذير خطير لحكومة ضعيفة خانعة. لكنا إذا ما نظرنا إلى تاريخ قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وبوجه خاص في حربها على أفغانستان، نجد أنهم خسروا الآلاف من قواتهم وأنفقوا مليارات الدولارات. ولذلك، فإنها لن تلجأ أبداً إلى هذا الخيار، ناهيك عن أن حقيقة كل عمليات الغزو التي قامت بها في السابق تشير إلى أنهم لا يغادرون البلاد التي غزَوْها بصورة تامة.

 

أبَعْدَ 13 عاماً بئيساً من الغزو الوحشي الذي تمت التضحية خلاله بنحو 50000 مسلم بريء و13000 عنصرٍ من القوات الأفغانية من أجل خدمة المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو، يأتي الرئيس كرزاي الآن لينتقد أسياده؟! إن كرزاي يدرك تماما أن دوره في هذه المسرحية المأساة قد انتهى، وأنه بعد الآن لن يلقى هو وأسرته الإسناد والدعم اللذين كان يتمتع بهما في السابق من الولايات المتحدة. كما أن كرزاي على علم بسمعتها المروعة البغيضة بين أبناء الشعب الأفغاني، فأخذ يعمل بكل ما أوتي من قوة لإصلاح هذا الضرر الذي يتعذر إصلاحه ونسيانه.

 

وبالإضافة إلى ذلك، يرمي كرزاي من خلال هذه التصريحات والآراء إلى الضغط على الولايات المتحدة والرأي العام فيها كي تدعم مرشَّحه إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، كما يهدف إلى لفت انتباه الصين وروسيا كي تقدما الدعم له ولأسرته.

 

لقد كان واضحاً تماماً منذ البداية أن ما سمّي "بالحرب على الإرهاب" لم تكن سوى حربٍ على الإسلام والأمة الإسلامية، الذين يعتبرونهما تهديداً لأطماعهم وطموحاتهم في المنطقة. في هذا السياق وتحت هذه الذرائع، تم غزو أفغانستان والعراق وليبيا ومالي، ويجري تنفيذ ودعم الحروب الدامية والمخادعة في البلاد الإسلامية الأخرى كسوريا وباكستان ومصر والفلبين وغيرها على يد أمثال كرزاي ضد شعوبهم.

 

لقد شهد الناس شهرة ومجد الحكام والأُسر الحاكمة الذين فُرضوا على الأمة، بعد تفتيتها إلى بلدان مختلفة عقب هدم الخلافة، وذلك في ليبيا وسوريا وتونس ومصر واليمن والبلاد الإسلامية الأخرى. وها هم أولئك الحكام الدُمى يسقطون الواحد تلو الآخر على يد المسلمين، بل إن الكفاح لتنصيب قائد إسلامي مخلص (الخليفة) مكانهم جارٍ على قدم وساق. إن العالم الغربي في الواقع قلق جدا جرّاء هذه الصحوة، وهم يستخدمون كل الوسائل والسبل محاولين انتهاز كل فرصة يرونها متاحة لحرف الأمة ومنعها من بلوغ هدفها الأسمى بإقامة دولة الخلافة. وأما الحكام في العالم الإسلامي فإنهم قد يفلتون من الحساب من قبل المسلمين عند قيام الخلافة على ما اقترفوه في الدنيا، غير أنهم لن يستطيعوا الإفلات من غضب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، عندما ينكشف غدرهم ويفضحون بارتفاع الرايات التي سيحملونها، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ».

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير- كابل - ولاية أفغانستان

 

07 من جمادى الأولى 1435

الموافق 2014/03/08م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_34075

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...