Jump to content
منتدى العقاب

يا توكل كرمان : العلمانية حكمت بلادنا وفصلت الدين عن الحياة لعقود. 


Recommended Posts

Bild könnte enthalten: 2 Personen, Personen, die lachen, Personen, die stehen
الزيلعي ابو الياس
 

يا توكل كرمان : العلمانية حكمت بلادنا وفصلت الدين عن الحياة لعقود. 
بقلم / عبد المؤمن الزيلعي

نادت توكل كرمان الملمَّعة من قبل أمريكا بجائزة نوبل للسلام إلى تطبيق العلمانية في اليمن كونها الضمانة الوحيدة لإيقاف النزاع بين المتصارعين؟!

* لقد تعالت أصوات العلمانيين في اليمن وخاصة من قبل توكل كرمان والمنظمات الغربية التي تنخر في اليمن مستغلة الصراع الدائر في البلاد والذي لم يعد خافياً على كل ذي لب أنه صراع سياسي بامتياز تديره الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا التي دحرت الإستعمار القديم وعلى رأسه بريطانيا لتحل محله في استعمار الشعوب وبلدانهم وخاصة العالم الإسلامي الذي يغلي طالباً الخلاص مما هو فيه من جراء تطبيق العلمانية الحديد والنار على الشعوب الإسلامية وبدعم الدول الاستكبارية التي صنعتها في المنطقة بعد إسقاطها للخلافة الإسلامية.

* نعم لقد تعالت أصوات العلمانيين مستغلة وضع البلاد والحرب التي يرزح تحتها لتدلس على أهل اليمن أن سبب الصراع هو الدين والمذهب، مع أن الصراع هو صراع سياسي أنجلو أمريكي ، لكن هذه الأصوات تنفث سمومها لتقول للناس أن الإسلام هو سبب الصراع وأن العلمانية هي الحل!!

* الواعون المخلصون يدركون مدى تخوفات العلمانيين في ظل هذه الأوضاع التي تغلي بها المنطقة، فهم في آخر رمق لهم بإذن الله؛ ذلك لأنهم فشلوا فشلا ذريعا خلال العقود الماضية التي طبقت فيها العلمانية في البلاد سواء بشكل كلي أو جزئي، مع أن ولادة الأنظمة العلمانية في بلاد المسلمين لم تكن طبيعية بل صنعت بالحديد والنار قادمة على ظهر الدبابة و الإستعمار والعملاء من خونة العرب والترك وعلى رأسهم الشريف حسين ومصطفى كمال . 
* لم تكن مشكلة المسلمين كما يصورها هؤلاء المعتوهون تكمن في الدين أو في مذاهبه الفقهية المعتبرة، ولم يضق المسلمون ذرعا بالخلافة كنظام حكم، وإن كانوا قد ضاقوا في بعض الأحيان من أشخاص الحكام، ولم يثر المسلمون على الدين يوما، وإن كانوا قد ثاروا في بعض العصور على حكامهم، لكن هؤلاء العلمانيين المزورين للحقائق حتى للعلمانية نفسها أرادوا أن ينقلوا التجربة الغربية العلمانية إلى بلاد المسلمين وذلك بدعم من الدول الإستعمارية وبخاصة بريطانيا التي كان لها الدور الأكبر في القضاء على الخلافة العثمانية في عام 1924م التي كانت رغم ما بها من أخطاء إلا أنها كانت تطبق الإسلام وتحمله وتحافظ على المسلمين وبلادهم من أطماع ومكر المستعمرين، فكان يجب العمل على إصلاحها لا الخروج عليها وقتالها والتآمر عليها من قبل العملاء الخونة عربا وتركا.

* لقد احتلت دول الاستعمار القديم عالمنا الإسلامي بعد سقوط الخلافة وتقاسمت تركتها ثم صنعت العملاء، وقامت قبل ذلك بإذكاء النعرات القومية والوطنية ليسهل لها تقسيم العالم الإسلامي فقسموه إلى دويلات كرتونية ووضعوا له الدساتير العلمانية - جزئية أو كلية - وكان أهم ما حاربوه من أنظمة الإسلام نظام الحكم والنظام الاقتصادي وعلى تفاوت بين الدول الكرتونية المصنوعة، وعاش المسلمون في ظل هذه الأنظمة العلمانية التي فصلت الدين الإسلامي عن حياتهم في عيشة ضنكا وما زالت لما يقارب المائة عام، بل إن الغرب بغرض تشويه صورة الإسلام في عيون معتنقيه قام بإيجاد دول طائفية إستبدادية تتمسح بالدين وتتلبسه كالسعودية وإيران وغيرهما لتقول للمسلمين انظروا إلى هذه الدول المسماة إسلامية، هل هذا هو الإسلام الذي تريدون؟!!

* يا أهل اليمن ...أيها المسلمون عامة!
بالله عليكم منذ متى كنا نحكم بالإسلام في ظل هؤلاء الحكام القادمين على ظهر الإستعمار ودبابته حتى تنادي هذه الأصوات العميلة المضبوعة بالأجنبي وثقافته بفصل ديننا الإسلامي عن الحياة وعن الدولة؟؟!!

* ثم في أي جانب من جوانب الحياة كان نظام الإسلام مطبقا في عهدها ؟! 
هل طبق الإسلام في عهد هؤلاء العملاء من الحكام كما ينبغي في الحكم والاقتصاد والنظام الاجتماعي والسياسة الخارجية وسياسة التعليم...الخ، أم أن الإسلام صار مقتصرا فقط على جوانب فردية؛ عقائد وعبادات وزواج أو بعض أحكام أساءت هذه الأنظمة في تطبيقها عنوة لكي يضيق منها المسلمون ذرعا كما يحصل في السعودية وإيران تمهيدا لعلمانية شاملة في حال حصول ثورة وسخط شعبي ليركب الإستعمار ثورتهم ويحرفها إلى مشاريعه النتنة لا قدر الله كما هم الآن يحاولون ؟

* إن الصراع في اليمن ليس صراعاً مذهبيا؛ فجميع الأطراف تحمل مشاريع علمانية وهي تنادي بالجمهورية والديمقراطية والدولة المدنية وتحتكم للأمم المتحدة وليست متمردة على القانون الدولي فلم يطرح احد منهم تطبيق الإسلام كعقيدة ونظام حياة على مستوى الفرد والدولة والمجتمع، انما هم فقط يحملون الإسلام مجرد شعارات واقتتال وكأن الإسلام في تصورهم مشروعاً للحروب فقط وذلك ليحشدوا الأتباع باسم الجهاد والإسلام والصحابة وآل البيت زوراً وبهتاناً وخداعاً لأهل اليمن ثم حين وصولهم للحكم يطبقون أنظمة علمانية جزئية أو كلية .

* إن الصراع الدائر في اليمن ليس صراعاً مذهبياً ، فلا الإمام زيد ولا الإمام الشافعي ولا غيرهما رحمهم الله يحرضون على القتل والفتن أو تكفير المسلمين بعضهم بعضا، ولا من مذهبهم دولة جمهورية أو مدنية أو علمانية، فإذا كانت أطراف الصراع في اليمن متفقة على نظام الجمهورية والدولة المدنية وليست برامجها في أدبياتها وما تعلنه تقوم أو تبنى على أساس الإسلام أو المذهب؟!! فلماذا نحمل الإسلام جرم هؤلاء ؟! بل إن صراعهم هذا هو صراع علماني سياسي تماماً كالصراع بين العلمانيين في تركيا ولو تسمى أحدهم بالإسلامي واستخدم الإسلام كشعار لجلب الناخبين المسلمين مع أن برامج هذه الأطراف علمانية في طابعها، وما يهمنا هو برامجها العملية وليس مجرد شعاراتها.

* إن الجرم يقع على هؤلاء العلمانيين وكذلك على الحركات المتصارعة التي أساءت للإسلام بل على كل مسلم يعلم الحق ويسكت عن هذه الجرائم التي يحاول أصحابها أن يعيدوا الكرة في الترويج لعلمانية ثالثة تلبس لبس العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة وكأننا لا نعرفها.
* والجرم كذلك يقع على العلماء والجماعات التي تتسمى بالإسلامية وهم الذين شرعنوا للحكام بعد سقوط الخلافة الإسلامية وللدساتير الغربية الوضعية ولأنظمتهم العلمانية جمهورية كانت أو ملكية ، وهؤلاء هم من طعنوا الإسلام والأمة من الداخل، بل إن العلمانيين الآن ينشرون سمومهم وأفكارهم بحجة أنها رأي للعالم الفلاني أو للجماعة الإسلامية الفلانية، بل ويمتدحون أردوغان والتجربة التركية وهم في ذروة نشوتهم أنهم وجدوا من يقول بقولهم ويسعى لسعيهم والله المستعان.

* أخيرا، إلى توكل كرمان وإلى تلك الأصوات التي تنعق مستغلة أوضاع أهل اليمن والحروب التي تعصف بهم، إلى الذين ينفثون سمومهم وأوهامهم في مراكز وأوكار المنظمات والسفارات مدفوعا لهم بالدولار متّسخين بالمال الأجنبي والثقافة القذرة: إن الأمة تلفظكم وما قامت لكم قائمة إلا بحبل الغرب وبطش الحاكم الظالم وقلة وعي الأمة وانهزام بعض علمائها وحركاتها المدعية أنها إسلامية، أما اليوم فقد ثارت الأمة على أنظمة ليست من جنسها ولا من جنس عقيدتها ولو كنت قلت مقولتك هذه أيام الثورة ما تبعك الا القليل ، فلم تكن التضحيات من أجل علمانية بل كان الناس يريدون العيش الكريم في ظل نظام من عقيدتهم ، ألا فلتعلمي أن العاقبة للمتقين، ورغم أن الامة تعيش في مخاض مؤلم لكنه مبشر إن شاء الله بولادة نظام عالمي جديد؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة بعد حكم جبري علماني جثم على صدر الأمة لعقود... وعد الله ولن يخلف الله الميعاد.

* رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن

Link to comment
Share on other sites

جائزة نوبل للسلام: توكل كرمان في الميزان

 

موسى عبد الشكور

في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2011م تم الإعلان عن منح جائزة نوبل للسلام للسيدة توكل كرمان وزميلتها. وفي لقاء لها مع قناة بي بي سي الفضائية عقب الإعلان، قالت إنها حصلت على الجائزة لأنها ناضلت ضد الاستبداد والفساد، ولأنها تدعو إلى الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة المتساوية بين الرجل والمرأة، وقالت إنها تدعو أيضاً لحوار الحضارات وقبول الآخر، وإلى نبذ العنف وإلى السلام.

وفي لقاء آخر لها مع قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود، أكدت القيادية في التجمع اليمني للإصلاح -الإخوان المسلمين- على كل تلك الأفكار المطروحة، وعلى حقوق المرأة في المجتمعات العربية، وعلى الحرب ضد الإرهاب.

كذلك وعلى أثر الجائزة، بعثت توكل كرمان تهنئة أخوية إلى باراك أوباما الرئيس الأميركي، وأيضاً إلى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية رداً على تهنئتهما لها حيث قالت في رسالتها: «سعادة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، سعادة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المحترمة: «تحية أخوية ملؤها الحب والسلام» وقالت: «لقد مثلت تهنئتكم أيضاً تعبيراً عن التزام أميركا وشعبها العظيم برعاية ودعم تلك القيم والمبادئ، وبشكل خاص اعترافاً بالشباب اليمني الذي يقود مسيرة التغيير الديمقراطي في اليمن من خلال ثورته التي أذهلت العالم بسلميتها ولا تزال تقدم المزيد من الإدهاش والإعجاب» وقالت: «إنني لفخورة بشراكتنا في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق المرأة خلال الفترة الماضية، وأعتز أنني عملت خلالها في شراكة إيجابية مثابرة وجادة من أجل تلك المبادئ والحقوق الإنسانية باعتبارها قيمة إنسانية عالمية، ويسعدني القول إنني سأحرص على استمرار وتطوير تلك الشراكة في الحاضر والمستقبل بما يكفل تحقيق تلك المبادئ» وقالت أيضاً: «إني لأدعو الولايات المتحدة الأميركية التي طالما وجدتها نصيرة للمظلومين وراعية للحقوق الديمقراطية في العالم» وذهبت توكل كرمان المحتشمة بالحجاب الإسلامي إلى أبعد من ذلك حيث قالت في لقاء نشر على أحد مواقع الإنترنت بأنها لا تمانع أن يصل إلى مقعد الرئاسة مواطن من يهود اليمن التزاماً بحق المواطنة المتساوية، علماً أن جائزة نوبل للسلام لا تعطى في الغالب إلا لمن يناضلون لتكون كلمة الغرب هي العليا في مجتمعاتهم.

إن كرمان هذه تتكلم عن أميركا وتمدحها وكأنها لا تعرف أميركا وأفعالها في العراق وأفغانستان وفلسطين واليمن والباكستان… فهل تؤيد وتوافق على ما يفعله أوباما وكلينتون المحترمين بنظرها؟! وإنه لأمر مستغرب أن يصدر من مسلم أو مسلمة المناداة بالديمقراطية الكافرة المناقضة لشرع الله. فالديمقراطية التي سوقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين هي نظام حياة، وهي نظام كفر، ولا علاقة لها بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، فهي تناقض الإسلام تناقضاً كلياً في الكليات والجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه والعقيدة التي انبثقت عنها والأساس التي قامت عليه وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها؛ لذلك فإنه يحرم على المسلمين أخذها أو تطبيقها، أو الدعوة لها تحريماً جازماً. فالديمقراطية نظام حكم وضعه البشر من أجل التخلص من ظلم الحكام وتحكمهم بالناس باسم الدين، فهو نظام مصدره البشر، ولا علاقة له بوحي أو دين. والديمقراطية نظامها علماني يقوم على فصل الدين عن الدولة، ناهيك عن محاربته للإسلام قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا)

وإنه لأمر مستغرب كذلك أن يصدر من مسلم أو مسلمة الأخوة مع الكفار، فإن ما قالته كرمان عن أخوتها لأوباما وكلينتون كلام خطير جداً، فالتآخي لا يمكن أن يتم بين شخصين يؤمن كل منهما بعقيدة مخالفة للأخرى، فلا يجوز أن يقال إن أخي فلان النصراني أو أخي فلان اليهودي، فاليهود والنصارى ليسوا إخوة للمسلمين. يقول القرطبي في آية (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) أي في الدين والحرمة، لا في النسب، ولهذا قيل إن أخوة الدين أثبت؛ فأخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب. وكذلك فمن مقتضيات الأخوة الموالاة بين المؤمنين وعدم موالاة الكفار. قال تعالى: ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) فالقول بأخوة كرمان لكل من أوباما وكلينتون هي مثل القول بأخوة الرسول لكل من أبي جهل وأبي لهب.

أما دعوتها للمساواة بين الرجل والمرأة،فلا شك أن مقصودها هو المساواة على الطريقة الغربية وبحسب الأنظمة الغربية؛ ذلك أن للإسلام نظرته ونظامه المتكامل لكل من الرجل والمرأة حددته الأحكام الشرعية التي راعت اختلاف واقعهما، فجعلت معظم الأحكام الشرعية مشتركة بينهما، وخصت الرجل ببعض الأحكام وخصت المرأة ببعض الأحكام. والغرب يرى في تطبيق أحكام الإسلام على المرأة هضماً لحقوقها ويريد أن يسوق أحكامه إلينا عبر المنظمات الدولية، يريد أن يكون له أتباع منا يدعون لها… هذه هي المساواة التي تطرحها كرمان هذه.

ثم كيف تقبل كرمان هذه بأن يحكم اليمن يهودي وصل إلى الحكم في اليمن المدني الديمقراطي كما تقول؟ فإنه من المؤكد أنه لم يكن في ذهنها الحكم بالإسلام، بل إنها تنطق بلسان أخويها أوباما وكلينتون، تنطق بمفاهيم الدولة المدنية، ولا نعرف أين هي المرجعية الإسلامية (المرفوضة أصلاً) التي ينافقون بها لتمريرها على المسلمين، فالمقصود بمصطلح (الدولة المدنية) الذي يحمل نفس معنى الدولة العلمانية اللادينية، وتعبير (ذات مرجعية إسلامية) خداع المسلمين. وهذا الخداع لا يمكن أن يمرّ على المسلمين بنظر الغرب إلا أن يكون عن طريق (المسلمين المعتدلين) الذين ينادون بالإسلام خالياً من مضامينه، أمثال توكل كرمان. فالغرب قد منحها هذه الجائزة لأنها تحمل مثل هذه المفاهيم وليس غير.

إن ما تعتبره كرمان من أن جائزة نوبل نصر كبير يشير كذلك إلى ما تحمله من مفاهيم بعيدة عن أمتها ودينها. فمن أوسلو عاصمة المفاوضات السرية الخيانية بين منظمة التحرير وكيان يهود، والمشاركة في الحرب على الإسلام باسم محاربة الإرهاب، والمتصدرة للإساءة للرسول ﷺ أخذت كرمان جائزتها… وقبولها للهدية هو فعلاً نصر كبير للمفاهيم الغربية المناقضة للمفاهيم الإسلامية وليست نصراً للإسلام… وإن هذه الهدية سياسية وليست شخصية، وهي بما تخفيه من سياسات مرسومة ضد الإسلام لا يجوز قبولها. ففي طياتها مخطط عبور الأفكار الغربية الكافرة على بلد مهم من بلاد المسلمين، وفي طياتها إفساد للمرأة المسلمة العفيفة في اليمن ذات الطبيعة النقية… ومثل هذه الجائزة ملغومة ومسمومة ولا تخفى الأهداف الخبيثة التي تقف وراءها على أحد. فكيف تقبل كرمان هذه مثل هذه الجائزة من قاتل لأخيها المسلم في غارات جوية بطائرة بلا طيار في اليمن، أو في العراق أو في أفغانستان؟! ونتمنى أن لا تذهب كرمان لاستلام الجائزة، بل أن توجه خطاباً مدوياً تفضح فيه نفاق الغرب ومكره وعداءه، ونتمنى أن لا تكون ممن بهديتهم يفرحون لتكون مثالاً في رفض الغلول السياسية. ولتعلم كرمان أن رفضها للهدية، ومن أوسلو، سيكون موقف كل المسلمين، ورفضها يعني فيما يعنيه رفضاً للغرب وأفكاره وسياساته في بلاد المسلمين.

لقد أصبح من المعلوم الشائع أن جائزة نوبل للسلام منذ صدورها الأول عام 1901م لا تعكس سوى رؤية مانحيها المحاربين للإسلام، ورؤية مانحيها نابعة من فصل الدين عن الحياة والإقرار بالديمقراطية المحرمة شرعاً. فطوال 77 عاماً لم تمنح تلك الجائزة لمسلم، وكان أول حاصل عليها أنور السادات العام 1978م مناصفة مع (أخيه) مناحيم بيغن رئيس وزراء كيان يهود بعد قيامه بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية. ومنحت من بعده لياسر عرفات عام 1994م مشاركة مع كل من (أخويه) إسحاق رابين وشمعون بيريز بعد انطلاق المفاوضات مع يهود بمدريد في العام 1990م، وبعد المفاوضات السرية في أوسلو عام 1991م والتي وقعت في واشنطن عام 1993م والتي أضاعت ما تبقى من فلسطين مقابل قبول الحصول على 22% من مساحة فلسطين مفرقة. ومحمد البرادعي منح الجائزة عام 2005م لدوره المشؤوم في الحرب على العراق… ويمكننا القول إن جائزة نوبل للسلام عندما تمنح لأحد ما في بلاد المسلمين لا تعني سوى الدخول إلى دائرة من باعوا وفرطوا بمبادئهم وقضايا أمتهم لصالح الغرب الكافر. والمانحون للجائزة لهم معاييرهم ومفاهيمهم المناقضة للمسلمين تمام التناقض.

لقد كسرت نساء اليمن المسلمات الطاهرات اللاتي يشاركن الرجال في العمل السياسي واللاتي يظهرن بمظهر إسلامي، ويتجلى ظهورهن بإصرار سياسي قوي على التغيير، كسرت مقولة الغرب بأن الحجاب كبت للمرأة وظلم لها، وحرمان لها من العمل السياسي، وبأنه مظهر للتخلف… بل أثبتت أن المرأة المسلمة عنصر فعال في المجتمع، وتملك الحق والقدرة على التعبير عن الأوضاع العامة أكثر بكثير من نساء الغرب اللاهثات وراء المتع الجسدية، وهذا الحق كرسه الإسلام لها. وعليه فإن حضور المرأة السياسي في اليمن، ونرى مثله في سائر بلاد المسلمين التي تشهد الثورات ضد الحكام، وفي الحقيقة ضد الغرب الذي يقف وراء هؤلاء الحكام ووراء الدساتير المدنية التي يحكم بها المسلمون، إن هذا الحضور وجه ضربة كبرى لمفاهيم الغرب الخاطئة عن المرأة في الإسلام، ويبقى أن تفطن هذه المرأة إلى وجوب القيام بما تقوم به على الطريقة الإسلامية وبحسب الأحكام الشرعية؛ وعليه فإن عليهن منع كرمان من تسلم الجائزة حتى لا يكنَّ شريكات لها في جريمة استلامها.

إننا ننصح كرمان أن لا تقبل جائزتها من الغرب، وأن لا تصغي للفتاوى العصرية من علماء السلاطين أو العلماء (المعتدلين) الذين باركوا لها حصولها على هذه الجائزة بقولهم إنها جائزة لنا جميعاً، إننا ننصحها بحذف وجوه قادة الغرب بهذه الجائزة، فهي ليست وسام شرف، بل شرف لها أن تحول عملها لنصرة دينها، والانضمام إلى العمل لإقامة الدين حقيقة بإقامة الخلافة الراشدة، وتوحيد بلاد المسلمين، والقضاء على نفوذ بلاد الغرب في بلادنا، وقطع يد تدخله… فهذه أمور يستحق العاملون لها  جائزة الإكرام من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.

إن جائزة نوبل لا تعني المسلمين في شيء، وهي متعلقة برضى الغرب الرأسمالي الكافر، فهل يخطر ببال مسلم أن هذا الغرب يمكن أن يفكر بمنح الجائزة لمسلم مخلص يدعو إلى تحكيم الإسلام؟! كلا وألف كلا، فكفى الغرب ضحكاً على الذقون، واستخفافاً بعقول المسلمين، فهو إنما يخدع صنائعه. وثورات المسلمين المشتعلة في بعض بلاد المسلمين، والمرشحة للامتداد إلى سائرها إنما هي ثورات على مثل هذه المفاهيم، وإنها لبداية يشوبها كثير من الدخن، ولكنها ستنتهي بثورات نظيفة تقوم على أفكار ومفاهيم الإسلام الصحيحة إن شاء الله تعالى. وعلى الله قصد السبيل. قال تعالى: ( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

http://www.al-waie.org/archives/article/2990

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...