اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

ما هو مصدر المعلومات السابقة


Recommended Posts

نعلم ان المعلومات السابقة عنصر اساسي في عملية التفكير

واقع، دماغ صالح ، حواس ، ومعلومات سابقة ، حتى تحصل عملية التفكير او العقل

وعلمنا ان المعلومات السابقة مكتسبة ولا تولد مع الطفل او الانسان

فالطفل يتعلم او يعطى المعلومات من والدية واساتذته و مدرسته وجامعته ، اي يأخذ هذه المعلومات من حصيلة البشرية على مر السنين

علمنا كمسلمين ان هذه المعلومات لقنت او اعطيت لسيدنا آدم من رب العالمين

ولكن سؤالي كيف نثبث للكافر مصدر هذه المعلومات ، فهو يدعي انها جائت حصيلة السنين وعلم البشر ، وهذا كلام سليم من ناحية الرياضيات والعلوم والمخترعات .

لم افهم تفريق الشيخ تقي ما بين التمييز الغريزي وما بين المعلومات الاخرى في كتاب التفكير

ارجو ممن عنده علم ان يبسط لنا الموضوع مشكورا وبارك الله فيكم

رابط هذا التعليق
شارك

العملية العقلية (بوصفها إصدار حكم على واقع يُنقل بواسطة أحد الحواس إلى دماغ له المقدرة على ربط هذا الإحساس بعملومات سابقة مخزنة في الدماغ) ملازمة للإنسان السوي سواء الحاضر أو الماضي. لأن هذا التعريف هو بحد ذاته وصف لواقع محسوسٌ أثره. و حيث أن حِسُّنا يقع على الحاضر و لا يقع على الماضي إذن نقيس الماضي على الحاضر و نقول أن الإنسان في أي زمان أو مكان يفكر بنفس الوصف المذكور ويكون الفرق فقط في المعلومات السابقة مع توحيد عوامل قوة الإحساس و قوة الربط و الواقع. و بما أن الفرق في المعلومات السابقة، فيكون لازما و جود فرق في الأحكام الصادرة. فالمعلومات عندي عن الدم أكثرمن المتوفرة لدى إنسان قبل 2000 سنة.

هذه المعلومات تُصنف إلى قسمين: قسم ناتج عن عملية فكرية و أصبح معلومة سابقة لعملية فكرية تالية و قسم أولي (أي غير ناتج عن عملية فكرية).

 

ربما يسأل أحدهم كيف عرفت أن هناك معلومات أولية؟ الجواب يأتي من تعريف العملية العقلية. إذ أن العملية العقلية تشترط وجود معلومة سابقة. إذن لا عملية عقلية و لا عقل لواقع ما دون معلومة سابقة. مما يعني أن أي إنسان في الماضي إحتاج إلى معلومة سابقة حتى يفكر و هذه المعلومة السابقة هي أكيد نتاج عملية عقلية سابقة إستندت إلى معلومة سابقة إخرى و هكذا يستمر البحث لتصل إلى نتيجة حتمية أن لا وجود لأول عملية عقلية دون معلومة أولية تلقن تلقينا.

 

و هذا يعني:

1. أول عملية عقلية تعني أول إنسان

2. تلقن تلقينا أي تعطى لأول إنسان من غير إنسان

 

أي أن من يُعطي المعلومة الاولية يجب أن لا يكون إنسان يقوم بالعملية العقلية التي عرّفناها. أي أن الإنسان أسير لمن تلقى منه المعلومة الأولية. هذا الملقن للمعلومة الأولية لا يستوي أن يكون إنسان و من باب أولى أن لا يستوي بأن يكون أيا ً ممن يقع حس الإنسان عليه. لان وقوع حس الإنسان على شيء يعني مقدرة الإنسان إخضاع هذا الشيء لفكره. و هنا لايستقيم أن يكون الملقن للمعلومة الأولية لأول عملية عقلية هو واقعاً محسوسا للإنسان.

هذا الملقن هو قطعا المحيط المدبر للإنسان و لكل شيئ يحسه الإنسان و هو الخالق سبحانه و تعالى.

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك اخي على الرد

هل لك بالتوضيح اكثر حول المعلومة الاولية وكيف اشترطت انها تلقن تلقينا

فقد يكتسب هذه المعلومة من خلال النظر والمشاهدة والتجربة

مثلا نظر الى الخشبة تطفو على الماء ، اخترع السفينة او القارب

هنا المعلومة لم تلقن تلقينا بل حصلت بالمشاهدة والتجربة

رابط هذا التعليق
شارك

أخي الكريم أرجو أن تُفرق بين إثبات أن هناك معلومات اولية لُقِنت و تحديد المعلومات الأولية. يصعب علينا في هذا الزمن أن نحدد ما هي المعلومات الأولية التي لُقنت لكننا نستطيع إثبات بشكل قطعي أن هناك معلومات أولية لُقِنت و هذا ما أثبتناه.

 

و بالرغم من ذلك دعنا نحاول تفصيل مثال الخشبة الطافية على الماء، فهي بحاجة إلى العديد من المعلومات السابقة مثل ما هو هذا الشيئ السائل (الماء)، ما الشيئ الذي فوقه، كيف وُجدت....... أي أنني أقصد أن مشاهده الخشبة الطافية هو إحساس لواقع يتم ربطه بمعلومات سابقة متعلقة بالماء و الخشبة و معلومات أخرى متعلقة بالحياة و الهدف من عمل سفينة و و و و ...

 

أمّا لماذا إشتراط أن أول عملية عقلية إحتاجت لمعلومة تلقينا؟ لأنك توافقني إبتداءً على تعريف العملية العقلية التي لا تتم بالإحساس فقط بل بحاجة للمكونات الأربع آنفة الذكر، إذن إحساسك لشيئ لأول مرة في حياتك لا يُحدث تفكيرا و لا يُحدث عملية عقلية بل يبقى إحساسا أي لا يتم إنتاج معلومات جديدة من هذا الإحساس ولا بُد مِن مَن يُلقنك المعلومات الأولية بالنسبة لك عن هذا الواقع الجديد حتى تستطيع التفكير به لا و التفكير بمتعلقاته.

رابط هذا التعليق
شارك

الربط الاسترجاعي والربط الذكي في الدماغ

 

يستخدِم الدماغ في عملية التمييز الغريزي التي تجري عند الإنسان والحيوان بعض "قوانين عمليات الدماغ" والتي هي مفطورة في هذا الدماغ، ومنها القدرة على تخزين الإحساس في الذاكرة واسترجاعه. ويتفوق الإنسان على الحيوان بكون عملية أن الدماغ لديه صالح للربط بمعنى أن الربط لديه يشمل استخدام جميع "قوانين عمليات الدماغ" وخصوصا قدرته على تكوين النماذج الفكرية أي تركيب معلومات جديدة من المعلومات السابقة وتذكرها.

 

إن تعلم الأطفال اللغة الأولى يحدث بدون الحاجة إلى معلومات سابقة أي بدون عملية تفكير، وذلك بالاعتماد على بعض "قوانين العمليات الدماغية" ومنها عملية الربط الاسترجاعي. فيستطيع الطفل بواسطة عملية الاسترجاع بوجود خاصية الربط في دماغه واستخدام جميع العمليات الدماغية إلى درجة ما، أن يُكوّن "معلومات" معينة من مجموع ما يحسه وما يسترجعه من إحساسات فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية، فيعرف من تكرار إعطائه التفاحة والحجر، أن التفاحة تؤكل والحجر لا يؤكل، ويعرف من تكرار المشاهدة قدرة الخشب أن يعوم فوق الماء.

 

وباستخدام عملية الربط الاسترجاعي يعرف من تكرار سماعه لكلمة حجر أو لفظة تفاحة مثلا مقترنة كل كلمة بإحساسه بعين الشيء، أن هذا الشيء اسمه حجر وذاك الشيء الآخر يسمى تفاحة، فيحصل لديه ربط بين الأشياء وأسمائها. ويعرف كذلك إنه إذا سمع بكلمة "ألم" مقترنة بإحساسه بالألم من جرح السكين أو من حرق النار أو من ضرب الوالد له، عرف معنى الألم المقترن بتكرار اللفظ المشترك الجامع لهذا المعنى. ويعرف من حنو ورحمة أمه وأبيه عليه ورعايتهما له وما يحسه كذلك من نفس المعاملة من أقاربه يعرف معنى كلمة "المحبة" عند اقتران ذلك التصرف مع لفظة مشتركة هي الحب، وهكذا يبدأ بتحصيل اللغة بربط الألفاظ بالمعاني التي يتصورها آنذاك، أي ربط الأسماء بالمسميات.

 

وبعد تحصيل ثروة لغوية كافية من الأسماء والمسميات، يصبح مالكا للوسيلة اللازمة أي اللغة لتلقي المعلومات السابقة ويصبح جاهزا للتفكير. وبتلقي الإنسان معلومات سابقة ممن حوله بواسطة اللغة متعلقة بواقع معين فإنه عند إحساسه بهذا الواقع يقوم بعملية التفكير فيه أي إنتاج الفكر بالحكم عليه، وهذه العملية تخضع لقوانين عمليات الدماغ بما نسميه عملية الربط الفكري التي هي جوهر التفكير.

 

فما هو واقع عملية الربط هذه والتي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟ ولكن قبل الإجابة لا بد من توضيح الفرق بين أنواع المعلومات أو المعرفة التي يحصل عليها الإنسان بحواسه:

 

1- معرفة حسية (حس فقط): تأتي مباشرة من الإحساس بوجود الأشياء وبعض صفاتها والظواهر المرتبطة بها وهي قطعية

2- معرفة تمييزية استرجاعية (حس وربط استرجاعي فقط): تأتي من تفاعل الحس بقوانين عمليات الربط الدماغية واسترجاعها وهذه المعرفة على شكلين:

ا- طبيعية فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فيعرف أن التفاحة تؤكل والحجر لا يؤكل.

ب- تقليد ومحاكاة ما يحس به في الأمور غير المتعلقة بالغريزة بتكرار الإحساس والاسترجاع، فالأطفال باستخدام جميع قوانين العمليات الدماغية يستطيعون تعلم اللغة الأولى في حين لا يستطيع الحيوان ذلك لفقدان دماغه بعض قوانين العمليات الدماغية المتطورة.

3- معرفة علمية فكرية (حس وربط ومعلومات سابقة): تأتي من تفاعل الحس مع معلومات أسبق منها بقوانين عمليات الربط الدماغية لتركيب معرفة جديدة منها كتعلم الكتابة والقراءة ولغة ثانية.

 

وهنا يرد سؤال وهو هل يمكن تكوين معرفة علمية بدون معلومات سابقة بواسطة الربط الاسترجاعي فقط؟

 

إن المعرفة الناتجة من عملية الربط الاسترجاعي لا توجد علما بل معرفة تمييزية، فيستطيع الإنسان من التفاعل بين الحس وقوانين عمليات الربط الدماغية أن ينتج معرفة أولية تمييزية، يعرف بها ما يشبع جوعاته وينفعه ويعرف ما يجب أن يتجنبه مما يضر وما لا يشبع طاقته الحيوية. ولكن هذه المعرفة لا يمكن أن تتطور إلى معرفة علمية تصلح للتفكير الذكي لفقدانها معلومات أساسية تتعلق بمعلومات أساسية عن الواقع المراد التفكير فيه لتكوين معنى جديد لتفسير هذا الواقع، أي أن التفكير في واقع معين بحاجة إلى نماذج معرفية فكرية تتعلق بهذا الواقع وليس إلى مجرد معرفة تمييزية أو إلى مطلق معرفة عن أي شيء آخر، وذلك مثل تعلم كتابة السريانية وقراءتها والتي هي بحاجة إلى المعلومات السابقة عن هذه اللغة وشكل أحرفها وربط ذلك بكيفية لفظ هذه الأحرف وكلماتها وجملها.

 

فمن أين تأتي النماذج المعرفية الفكرية (المعلومات السابقة) التي تتعلق بالواقع المراد التفكير فيه؟

 

إن المعلومات السابقة عن واقع معين والتي لا يملكها دماغ الإنسان ابتداء، ولا يمكن أخذها من عملية الربط الاسترجاعي، بل لا بد أن تأتي من غيره بالتلقي والتعلم، ولكن هذين الأمرين يحتاجان إلى واسطة تصلح لاحتواء المعاني المطلوبة أي المعرفة العلمية ويمكن تناقل هذه المعرفة بين البشر، ونعلم أن هذه الواسطة الصالحة هي اللغة كما ذكر سابقا. فيستطيع الطفل باللغة أن يتعلم ويتلقى المعرفة العلمية البسيطة ويبدأ بربط هذه المعرفة الجديدة بالمعرفة الأولية التمييزية التي لديه أي من المعاني اللغوية البسيطة التي يملكها بالربط الاسترجاعي، وذلك للبناء عليها من خلال تركيب معاني متطورة ومعقدة من مجموع معاني أبسط منها يملكها سابقا، أي يستطيع تكوين نماذج فكرية متطورة يخزنها في الدماغ في ملف فكري يعرِّفه بهوية جديدة من خلال اسم لغوي تلقاه من غيره أي ممن حوله، وهذه المعاني الجديدة المركبة من معاني أسبق منها نسميها المعلومات أو المعرفة الفكرية.

 

وهكذا نرى كيف تتم عملية تشكيل وبرمجة فكر الطفل بواسطة اللغة، فلولا اللغة لما استطاع الإنسان القيام بعمليات التفكير الذكية لأنه لا يمكنه الحصول على المعلومات السابقة اللازمة للتفكير الذكي إلا باللغة.

 

وهنا نعود للجواب عن السؤال حول واقع عملية الربط الذكي التي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟

 

عملية الربط الفكري

 

للجواب عن السؤال السابق حول "ما هو واقع عملية الربط الفكري التي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟" يكون الشرح والتفصيل كما يلي:

 

إن تعريف عملية التفكير كما وردت في كتاب "التفكير" للشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى وأثابه وجزاه خير الجزاء، هي كما يلي:

 

(وعلى ذلك فإن الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى معرفة معنى العقل معرفة يقينية جازمة هو أنه لا بد من وجود أربعة أشياء حتى تتم العملية العقلية أي حتى يوجد العقل أو الفكر. فلا بد من وجود واقع، ولا بد من وجود دماغ صالح، ولا بد من وجود حس، ولا بد من وجود معلومات سابقة. فهذه الأربعة مجتمعة لا بد من تحققها جميعها وتحقق اجتماعها، حتى تتم العملية العقلية، أي حتى يوجد عقل أو فكر أو إدراك.

وعليه فالعقل أو الفكر أو الإدراك هو: نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسَّر بواسطتها هذا الواقع.)

 

ونلاحظ من هذا التعريف أن جوهر عملية التفكير هو التفسير، أي أن التفكير يعني تفسير الواقع. فما هي حقيقة التفسير؟

 

التفسير: هو جمـــع ألفاظ أشكلت بلفظ لا إشكال فيه، أي أنه لفظ ظاهر وواضح وفصيح بيين معنى لفظ غامض، ويفهم منه مراد المتكلم ودافعه وقصده، أو التفسير يأتي بمعنى التأويل أي توقع نتيجة الأمور. وما ينتج من التفسير أنه يزيل الخلط والتمويه والتستر والحيرة والاشتباه والتشكك في النفس. وبكلمات أخرى فإن التفسير يعـنـي وجود واقع غامض ومشكل ومحير في الذهن، يراد إظهار وتوضيح حقيقته ومعناه وما ينتج عن الانتفاع به بمقارنته بما يشبهه من الأمور الواضحة. إذن فخلاصة التفسير تقتضي أن يتم الجمع (الربط) بين معنى واقع فيه إشكال بمعنى آخر متصور في الذهن لا إشكال فيه.

 

أما واقع المعنى: فهو ظهور ووضوح صورة شيء ما في الذهن. ويتم إظهار المعنى بتمثيل الشيء الغامض بشيء آخر يشبهه يكون واضحا ومعروفا متصورا في الذهن، ووجه الشبه بينهما يكون باشتراكهما في صفة أو مظهر شكلي أو شروط محيطة ... وغير ذلك.

 

فنلاحظ هنا أن التفسير هو ربط بين معنى واقع معين فيه إشكال بمعنى آخر متصور في الذهن لا إشكال فيه. وهذا بالضبط ما نلاحظه من فهمنا لواقع عملية التفكير إذ إن المسألة هي في جوهرها هي عملية ربط فكري. يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في كتاب التفكير: "بل الذي يدل على أن هناك عقلاً أو فكراً، ويكون عملية عقلية حقاً، إنّما هو الحكم على الأشياء ما هي، والحكم على الأشياء ما هي لا يتم إلاّ بعملية ربط. وربطٌ بمعلومات سابقة. ومن هنا كان لا بد من وجود معلومات سابقة لأية عملية ربط حتى يوجد العقل أو الفكر، أي حتى تكون العملية العقلية".

 

ومن ذلك نستنتج أن معنى التفكير هو التفسير وهو عملية الربط الفكري الذكي في الدماغ، وهذه العملية تتم كالتالي:

 

الواقع الخارجي: أمر محسوس غامض في الذهن لا معنى له. (يوجد حيرة وتشكك والتباس في النفس)

النتيجة المطلوبة: فهم الواقع بإظهار وتوضيح صورته في الذهن.

الكيفية: ربط هذا الواقع بـنماذج فكرية لها معنى وواضحة في الذهن (معلومات سابقة) بإيجاد المشترك والشبه بين الواقع الغامض وواقع آخر واضح. ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

 

1. تحليل الواقع الغامض إلى أجزاء بسيطة أي فكفكة وإزالة الروابط بين أجزاء هذا الشيء

2. استحضار أمور لها معنى واضح في الذهن من الذاكرة تشبه وتشترك مع الأجزاء المفككة في صفة أو مظهر شكلي أو شروط محيطة...الخ.

3. تجميع الأجزاء التي أصبحت واضحة في الذهن أي إعادة تركيبها بإيجاد روابط تجمعها معا كرابطة الاشتراك أو رابطة السببية أو غيرها.

4. إنتاج وتشكيل نموذج فكري ذي معنى جديد واضح في الذهن لهذا الكيان المترابط (الحكم على الواقع)

 

ومن ما ورد أعلاه نستطيع استخلاص واقع عملية الربط الفكري بالقول:

 

الربط الفكري هو تفسير واقع محسوس غامض ليس له معنى في الذهن بتوضيح صورته من خلال عملية تحليل هذا الشيء إلى أجزاء أبسط لها نماذج مشابهة وواضحة يعرفها الدماغ (معلومات سابقة) ثم تركيب هذه الأجزاء بربطها معا ككيان واحد لتشكيل نموذج ومعنى جديد لهذا الواقع

 

 

أمثلة:

ولنأخذ بعض الأمثلة للتوضيح الموضوع وهي نموذجان (مضخة مائية وسيارة) ولدينا هنا واقع يراد الحكم عليه لمن لا يعرفه، وفق الطريقة العقلية بالربط الفكري لتفسير كل من الواقعين:

 

المثال الأول (مضخة ماء):

 

لنفترض أنك لا تعرف ما هي مضخة الماء ونرى كيف يتم التفكير بها والحكم عليها بتفسيرها بالربط الفكري من خلال التحليل والتركيب. فنقول إن مضخة الماء هي آلة تستخدم لرفع الماء من مكان منخفض إلى منسوب أعلى بسرعة. وهذا هو المعنى والنموذج المراد تشكيله في الدماغ.

 

ونبدأ بتحليل هذا الشيء وهو المضخة إلى الأجزاء المكونة لها وهي: أنبوب شفط داخل مجمع مياه، أنبوب مخرج متصل بأنبوب آخر لتوصيل المياه إلى المكان البعيد ذو المنسوب الأعلى، محور دائري من الحديد، مروحة ذات فراشات، جسم حديدي مجوَّف لولبي، محرك يولد عزم دوران.

 

أما الأمور التي لها معنى واضح في الذهن تشبه وتشترك مع الأجزاء المفككة فهي قضيب طويل يشبه المحور الدائري، مروحة تدفع الهواء ذات فراشات، قشرة حيوان الحلزون ذات الشكل اللولبي، أنبوب أو ماسورة مجوفة واسطوانية طويلة، بئر ماء غائر في الأرض، خزان مياه فوق جبل.

 

ولفهم المعنى النموذجي للمضخة لا بد من تجميع الأجزاء التي هي واضحة في الذهن أي إعادة تركيبها بإيجاد روابط تجمعها معا، وذلك يكون بتصور المعنى العام أي الهدف من المضخة بما يشبهه، مثل تصور بكرة فوق بئر ماء يلقى الدلو إلى الماء في الأسفل ليملأ ثم يسحب بالحبل (السبب) ليرفع الماء إلى الأعلى بواسطة الدلو ويصب في وعاء أكبر حوض ماء.

 

ولتركيب صورة آلة رفع الماء أي المضخة فإن أنبوب الشفط داخل بئر الماء يكون غاطسا في الماء كما يغطس الدلو، ثم يرفع الماء إلى أعلى بفعل دوران فراش المروحة كما تدور البكرة حول محورها. والذي يدير البكرة هي قوة يد الإنسان فيما يدير مروحة المضخة حول محورها محرك يعطيها القوة اللازمة للدوران. ويدفع الماء الواصل إلى تجويف جسم المضخة الحلزوني إلى الأنبوب الخارج من المضخة بقوة بواسطة طاقة دوران المروحة، فيندفع الماء في الأنبوب المتصل بمخرج المضخة ليصب أخيرا في حوض كبير أي خزان للمياه.

 

وبهذا الربط وتركيب المعاني البسيطة معا يتم إنتاج وتشكيل نموذج فكري ذي معنى جديد واضح في الذهن لهذا الكيان المترابط وهو مضخة رفع الماء وهذا المعنى الجديد هو الحكم الذي أصدره العقل وفسر به واقع وحقيقة مضخة الماء. وتم تخزين هذا المعنى للمضخة في ملف جديد في الذهن باستخدام مصطلح جديد اسمه "مضخة الماء"، أي وجد نموذج في ذاكرة الدماغ يتم تذكره واسترجاعه لاحقا من هذه الذاكرة لتركيب معاني أخرى جديدة بالاستناد إلى هذه المعلومة التي ستصبح معلومة سابقة لغيرها. وذلك مثل تصور معنى جديد لإسم جديد هو "التوربين" الذي يولد الطاقة الكهربائية من شلال المياه. ويتم ذلك بعكس مفهوم ومعنى المضخة التي هي الآن معلومة سابقة في النموذج الفكري المتصور بصورة واضحة في الذهن.

 

المثال الثاني (السيارة):

 

وهي وسيلة تهدف إلى نقل الناس والبضائع من مكان لآخر بسرعة وراحة (المعنى هنا هو الهدف) والأجزاء الأساسية في السيارة هي عجلات ومحرك وحامل أساسي للأوزان وروابط بينها وما يتعلق بذلك من طاقة لازمة للمحرك والتحكم في سرعته وتوقيفه وسيطرة على اتجاه العجلات.

 

عملية تحليل الأجزاء إلى نماذج ذهنية لها معاني معروفة (معلومات سابقة): عجل دائري وعملية حركته الدورانية إلى الأمام، حصان يجر شيئا خلفه بقوة، كرسي يجلس عليه شخص، وعاء يحتوي البضاعة، باب، زجاج، قضيب دائري، حامل حديد، كابح احتكاك، ضوء، مسامير وبراغي ومرابط لربط الأجزاء المختلفة...الخ

 

عملية التركيب: ربط العجلات بقضبان دائرية وجلوس الحامل الرئيسي من الحديد فوقها بروابط ملائمة ثم حملها للكراسي ووعاء البضائع بروابط ملائمة ثم جلوس الركاب عليها. وتصور المحرك الدافع للأمام وحاجة المحرك إلى طاقة دافعة من الوقود وتصور سائق ويتحكم في بدء الحركة والسرعة والوقوف والاتجاه. فيتشكل النموذج الجديد في الذهن لـ "اسم" جديد هو "السيارة" ويتشكل "مسماه" أي معناه أو هدفه وهو وسيلة نقل الأشخاص والبضائع من مكان إلى آخر بسرعة وراحة. وبذلك تم تفسير واقع السيارة هذا والحكم عليه وإيجاد نموذج له في ذاكرة الدماغ يتم تذكره واسترجاعه لاحقا لتركيب معاني أخرى جديدة.

 

وإذا كان هناك جزء من أجزاء السيارة بعد تحليلها ليس له نموذج معروف المعنى (معلومة سابقة) كالمحرك مثلا، فإنه يجب أن تتم عملية تشكيل نموذج جديد له أولا، وذلك من خلال تصور عملية سحب الحصان للعربة ودوران عجلاتها خلفه إلى الأمام باندفاع سريع، ثم تصور المحرك كبديل لجر الحصان وذلك بتصور أن دوران العجلات يتسبب عن دوران المحرك ونقله الحركة إلى هذه العجلات من خلال روابط ناقلة ملائمة. ليتم تكوين معنى جديد لمسمى المحرك ويختزن في الدماغ تحت ملف جديد اسمه المحرك أو الموتور فتتشكل منه معلومة سابقة.

تم نشر الموضوع في منتدى العقاب في شهر 1/2006 والرابط كما يلي:

 

ويمكنكم مراجعة مدونة يوسف الساريسي والرابط كما يلي

 

http://yousef-alsari...-post_8433.html

 

والسلام عليكم

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك اخي يوسف الساريسي على هذا الرد المطول ، سأقرأه وكذلك بدأت بقراءة المواضيع المنوعة في مدونتك وارجو ان تكمل اجرك وتجيب على التساؤلات القادمة وبارك الله فيك مرة اخرى

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك اخي يوسف الساريسي على هذا الرد المطول ، سأقرأه وكذلك بدأت بقراءة المواضيع المنوعة في مدونتك وارجو ان تكمل اجرك وتجيب على التساؤلات القادمة وبارك الله فيك مرة اخرى

 

سأكون بانتظار استفساراتك وأسئلتك أخي العزيز

 

مع تحياتي

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرًا على طرح هذا الموضوع، وجزاكم خيرًا على هذه الردود الطيبة

 

أخي الكريم الساريسي، زادك الله علمًا إلى علمك، ونفع بك هذه الأمة

إن ما استخلصته بعد الاطلاع على كلامك ومدونتك أن الإنسان بحاجة إلى نموذج فكري أو معلومة يربط بها ما يطرؤ عليه من أمور غامضة جديدة، فيستوضح بذلك هذا الأمر.

وإن هذه المعلومة لا يمكن الحصول عليها بداية عن طريق الاسترجاع، بل عليه أن يلقن هذه المعلومة عن طريق اللغة، إذ يكتسب الألفاظ بالاسترجاع، ثم يكون اللغة بالربط الذكي، وهذا مدخله لأول معلومة، أي بداية قدرته على التفكير. وهذا مشاهد في الطفل الصغير ومراحل نموه.

 

ويأتي التساؤل:

لو فرضنا أن الإنسان الأول (إن صح التعبير) ليس عنده أي معلومة سابقة ولم يكتسب اللغة، أي أنه وضع بظروف تختلف عن ظروف الطفل الصغير، فرأى خشبة ولمسها، فهي بالنسبة إليه شيء غامض وليس لديه أي معلومة سابقة ليربط بها، إلا أن دماغه حفظ صلابتها وملمسها وشكلها ولونها، ولو وقعت منه في الماء لرآها تطفو، فهو بذلك أصبح عنده تصورا للخشبة (ولو لم يكن لديه لفظا يربطه به) وصفتها، فلو رأى شيئا صلبا كالحجر مثلا ربطه بها، ولو رآه يغطس لقارنه بقدرتها على أن تطفو. فلماذا لا نقول أن الغموض قد كشف عند الإنسان بعد كل هذه التجارب وكوّن مفهوما عن الخشبة دون حاجته لمعلومة سابقة، إذ يستطيع بما رآه، وبربطه الذكي، أن يصعد على خشبة ما لينتقل في الماء، ثم يجد أنها تفقد توازنها فيصلحها قليلا لتصبح بشكل السفينة؟

فالذي لم أفهمه بعد، والذي قد يكون السؤال نفسه الذي طرح في بداية الموضوع لكن بصيغة أخرى، لماذا لا يستطيع بنفس الطريقة التي يكتسب بها الإنسان اللغة أن يكتسب طريقة أخرى للتواصل لكن بدلا من أن تتكرر عليه الألفاظ، تتكرر عليه خواص الأشياء بالتجربة، وعن طريق ربطها يتوصل إلى وسيلة (بديلة عن اللغة) لفهم الأشياء، فتتكون المعلومة وفهم الواقع؟

 

وحزاك الله كل خير

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

أهلا بأخينا الجديد سيد الشهداء

 

بالنسبة لاستفسارك حول المعلومات السابقة أود الإجابة كما يلي:

 

بالنسبة للمثال الذي ذكرته عن الخشبة وصفاتها وخصائصها، فكل هذه الصفات نسميها معرفة حسية تأتي مباشرة من الإحساس بوجود الأشياء وبعض صفاتها والظواهر المرتبطة بها ، لكن لا يتعدى الأمر ذلك، وهذه المعرفة ليست بحاجة لمعلومات سابقة. وهي موجودة لدى الحيوانات أيضا، فالكثير من الحيوانات ينتفع من خاصيات الأشياء المحسوسة دون الحاجة إلى المعلومات السابقة، فبعض الحيوانات تستخدم الأخشاب في الأنهار لبناء سدود، وبعض الطيور تستخدم الحجارة لبناء الأعشاش وكسر البيوض، والقرود تستخدم العصي والحجارة للوصول إلى الطعام، وهكذا

 

لكن كل هذا لا يشكل علما ولا معلومات فهو لا يتعدى أن يكون معرفة تمييزية تتعلق بالغرائز والحاجات العضوية، وهذه تكفل الله بإلهامها للمخلوقات كما في قوله تعالى "ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" أي هدى المخلوقات لكيفية الانتفاع بما أعطاه الله من قوى وخاصيات وإشباع حاجاتها. وكما ورد في سورة النحل عن من وحي الرب للنحل والإلهام

 

لكن ما لدى الإنسان من علم يختلف، فهو يستطيع أن يحول هذه المعرفة الحسية المادية الانطباعية إلى شيء مختلف عن الانطباع، أي إلى معاني، ولفظة المعاني هي جوهر الموضوع ونرجو أن تركز على هذا المصطلح لأنه هو جوهر المسألة.

 

فالحيوانات لا تستطيع مطلقا ولا قدرة لها على توليد المعاني الذهنية فهي فقط تستطيع توليد انطباعات حسية عن الأشياء وهي كالفرق بين أن تمسك بورقة مطبوع عليها ما كتبته انا الآن لك، وبين أن ارسل لك هذا النص كملف وورد تقراه وتستطيع التعامل معه كحروف وكلمات ونصوص وتستطيع تفكيك وتحليل هذا النص كما تشاء وأن تضيف عليه وتنقله لمكان آخر على النت مثلا أو على جهاز كمبيوتر آخر.

 

فالحيوانات مثلا تخاف من النار، وهذه معرفة حسية ولكنها لا يستطيع أن تحول هذه المعرفة إلى معنى يمكن الاستفادة منها، فيما الإنسان يستطيع أن يحول النار إلى معنى ذهني يطبقه في مجالات كثيرة من خلال عملية الربط الذكي، فمن معرفته بخاصيات النار وصفاتها يستطيع استخدام النار للطبخ والحرق والتدفئة والشوي والتجفيف والتعذيب وغير ذلك من معاني من خلال ربط هذه المعلومة السابقة عن النار بالواقع الذي يحس به، فهل أدركت الفرق؟

 

والإنسان حتى يستطيع تكوين وإنشاء المعاني الذهنية، فإنه قطعا بحاجة إلى معاني اسبق منها، فمثلا يستطيع الإنسان أكل قطعة من الخبز وأن يقوم بشمها وتذوقها ولمسها ولكن السؤال هل هذا يكون لديه معنى ؟

 

والجواب: لا، حتى يعطى معلومات سابقة عنها ليكون نموذجا ذهنيا يستطيع التعامل معه، فنقول له مثلا بأن هذا الخبر هو عجين الدقيق بعد تعريضه للنار لمدة معينة، ونعطيه معلومات حول العجين بأنه من دقيق القمح بعد خلطه مع الماء والملح والخميرة، وأن دقيق القمح هو حبات من القمح تم حصادها، ثم نعطيه معلومات حول القمح وصفاته وكيفية زراعته وحصاده وتخزينه وطحنه ونقله، ومعلومات عن الأرض الزراعية وكيفية الزراعة والبذور وموسم الأمطار وموسم الحصاد كيفيته وأدواته، وغير ذلك.

 

كما ترى فإنك تحتاج إلى كل هذه المعاني مجتمعة لتستطيع تفهيم إنسان جاهل بالخبز عن معنى الخبز، وهذه المعلومات هي قطعا خارج الإحساس الذي أحسه الشخص بقطعة الخبز الشهيرة هذه فلا يستطيع استنباطها من ذات الخبز.

 

والأمر الهام في كل هذه العملية هي كيفية تحويل هذه المعاني إلى ألفاظ لغوية تنتقل من شخص لآخر بحيث يفهمها الشخص الثاني ويستطيع تصور معانيها كما أرادها قائلها، وهنا نحن بحاجة إلى وسيلة تخاطب تعبر عن المعاني المختلفة بألفاظ ذات أصوات وهذا ما نسميه اللغة.

 

واللغة أمر معقد جدا وهي وعاء الفكر وبدونها لا تتراكم المعلومات والخبرات الإنسانية عبر العصور لتكوين الحضارات وتدوين التاريخ والعلوم، ولذلك نعتبر اللغة بأنها وعاء الفكر ووسيلة نقل المعاني الذهنية والمعرفة من شخص لآخر ومن عصر لآخر.

 

ولأهمية اللغة في الفكر الإنساني فقد علم الله تعالى سيدنا آدم أسماء الأشياء كلها، مما يلزمه وعلمه كيف يتكلم باللغة وينبئ الملائكة بأسماء الأشياء ليكون هذا معلما بارزا لقدرة آدم على أن يكون خليفة في الأرض.

 

وبهذا يتبين أنه لا بد من قدرة على تحويل الإحساس إلى معاني ذهنية وهذه المعاني بحاجة إلى معاني ابسط وأسبق منها، وأن المعاني السابقة والأولية لا يمكن أن تتكون في دماغ الإنسان -كما هو مشاهد- بدون وجود واسطة نقل للمعاني وهي اللغات. وعليه فإن التفكير بحاجة قطعا إلى المعلومات السابقة لربطها بالواقع لفهمه وتفسيره والحكم عليه

 

وبدون المعلومات السابقة تبقى الوقائع التي يحسها الإنسان طلاسم لا يمكن حلها، تماما كما حصل مع اللغة الهيروغلوفية المصرية القديمة التي لم يستطع أحد فك طلاسمها حتى تم اكتشاف حجر الرشيد وبذلك استطاع شامبليون حل رموز هذه اللغة وفهما بالاستناد إلى أمور أخرى طبعا كاللغة القبطية.

 

أرجو أن يكون الأمر قد اتضح وبان وتم تفسيره أخي العزيز

 

وكل عام وأنتم بخير

رابط هذا التعليق
شارك

تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير

 

حياكم الله أخي الساريسي وجزاكم كل خير وحفظكم لهذه الأمة

ما زال لدي لبس في نقطة واحدة، وهي المعنى أو المفهوم أو النموذج الفكري

فلو أخذنا المثال الذي تفضلت به:

 

فالحيوانات مثلا تخاف من النار، وهذه معرفة حسية ولكنها لا يستطيع أن تحول هذه المعرفة إلى معنى يمكن الاستفادة منها، فيما الإنسان يستطيع أن يحول النار إلى معنى ذهني يطبقه في مجالات كثيرة من خلال عملية الربط الذكي، فمن معرفته بخاصيات النار وصفاتها يستطيع استخدام النار للطبخ والحرق والتدفئة والشوي والتجفيف والتعذيب وغير ذلك من معاني من خلال ربط هذه المعلومة السابقة عن النار بالواقع الذي يحس به

فهو قد أحس بالنار، فتكونت لديه معرفة تمييزية عنها، فمثلا يعرف أنها تضره إن اقترب منها، تماما كما تعلمت الحيونات ذلك

ولكنه بالربط الذكي قد يمسك بعصا محترقة ويخيف بها حيوانا ما، فقام بتوظيف معنى الخوف في تطوير سلاح العصا المحترقة... ألا يكون بذلك قد وصل إلى معنى الخوف بناء على معرفته الحسية ثم معرفته التمييزية؟

فالغاية هي حماية نفسهن وذلك أمر غريزي، لكن الطريقة التي وصل إليها كانت بالتفكير، وهو استخدام الخوف (معلومة) الذي اكتسبه من معرفة تمييزية (حرق يده بالنار والألم الذي رافقه) في نقل الواقع (عصا محترقة والحيوان المتفرس) بالحواس إلى دماغه وتوظيف كل ذلك بحمل العصا وإخافة الحيوان

وقس على الخوف، وأعني بذلك مفهوم الخوف لا الشعور به، الكثير من المفاهيم الأخرى التي تتضح للإنسان وإن لم تكون لديه معلومة سابقة عنها...

 

فلماذا لا يكفي الربط الذكي للوصول إلى المعلومة الأولى؟

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة لموضوع المعلومات السابقة أرى أنه لا بد لتوضيح هذه القضية من تأصيل فكري واقعي من الأساس

لذلك رأيت أولا نقل ما ذكره الحزب بشأن المعلومات السابقة.

 

يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في كتاب "التفكير" ما يلي:

 

إنه مع كون المسلمين يوجد لديهم ما يدل على أن وجود معلومات سابقة عن الشيء أمر لا بد منه لمعرفة الشيء، ولكن هذا وإن كان صحيحاً، فإنه باعتباره وصف واقع، وباعتبار أن المراد منه إلزام الناس جميعاً بتعريف العقل، لذلك لا بد من أن يكون تعريف العقل مبنياً على المشاهَد المحسوس، لأنه يراد به إلزام الناس جميعاً لا إلزام المسلمين منهم فحسب.

 

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عَرَضَهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا عِلم لنا إلاّ ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تُبدون وما كنتم تكتمون)، فهذه الآية تدل على أن المعلومات السابقة لا بد منها للوصول إلى المعرفة، أيّ معرفة، فآدم قد علّمه الله أسماء الأشياء، أو مسمياتها، فلمّا عُرضت عليه عرفها. فالإنسان الأول، وهو آدم، قد أعطاه الله معلومات، ولذلك عرف الأشياء، ولولا هذه المعلومات لَما عرَفها. وبما أن أساس الانحراف في الطريق الذي سلكه علماء الشيوعية للوصول إلى معرفة واقع العقل هو ضرورة وجود المعلومات السابقة، فإن هذا يكفي لبيان خطأ الشيوعيين في تعريف العقل، ويكفي لبيان وجه الانحراف، وأنه حتى يُتوصل لإيجاد الفكر لا بد من المعلومات السابقة عن الواقع الذي يُعرَض على الدماغ. إلاّ أنه لمّا كان المراد هو إلزام الناس جميعاً وليس المسلمين فحسب، كان لا بد من عرض المشاهَد المحسوس بأنه لا بد من وجود معلومات سابقة عن الواقع حتى يتأتى إيجاد الفكر، أي حتى يتكون العقل ويوجَد. لأن العقل متركز وجوده على وجود المعلومات السابقة لدى الدماغ، وإن كان الواقع شرطاً ضرورياً لوجود العملية العقلية، أي لوجود الفكر أو التفكير.

 

ويضيف:

 

وخلاصة موضوع المعلومات السابقة هو: أن الحس وحده لا يحصل منه فكر، بل الذي يحصل هو الحس فقط، أي الإحساس بالواقع، وإحساس زائد إحساس وزائد مليون إحساس مهما تعدد نوع الإحساس، إنّما يحصل منه إحساس فقط، ولا يحصل فكر مطلقاً، بل لا بد من وجود معلومات سابقة عند الإنسان يفسر بواسطتها الواقع الذي أحس به حتى يحصل فكر. ولنأخذ الإنسان الحالي، أيّ إنسان، ونعطيه كتاباً سريانياً، ولا توجد لديه أية معلومات تتصل بالسريانية ونجعل حسه يقع على الكتابة، بالرؤية، واللمس، ونكرر هذا الحس مليون مرة، فإنه لا يمكن أن يعرف كلمة واحدة، حتى تعطى له معلومات عن السريانية، وعما يتصل بالسريانية، فحينئذ يبدأ يفكر بها ويدركها. ولا يقال هذا خاص باللغات، وإنها وضعية فتحتاج إلى معلومات عنها. لا يقال ذلك، لأن الموضوع هو عملية عقلية، والعملية عملية عقل، سواء في وضع الحكم، أو في فهم الدلالة، أو في فهم الحقيقة. فالعملية العقلية عملية واحدة في كل شيء. فالتفكير في مسألة، هو كالتفكير في بصلة. وفهم معنى كلمة، هو كفهم معنى واقع، كل منها يحتاج إلى عملية عقلية، والعملية العقلية واحدة في كل شيء، وفي كل أمر، وفي كل واقع.

 

ومن أجل أن لا نثير جدلاً في اللغة والواقع، فلنأخذ الواقع مباشرة. لنأخذ الطفل الذي وُجد عنده الإحساس ولم توجد عنده معلومات، ولنضع أمامه قطعة ذهب، وقطعة نحاس، وحجراً، ونجعل جميع إحساساته تشترك في حس هذه الأشياء، فإنه لا يمكنه أن يدركها، مهما تكررت هذه الإحساسات وتنوعت. ولكن إذا أُعطي معلومات عنها وأحسها، فإنه يستعمل المعلومات ويدركها. وهذا الطفل لو كبرت سنه وبلغ عشرين سنة، ولم يأخذ أية معلومات، فإنه يبقى كأول يوم، يحس بالأشياء فقط ولا يدركها مهما كبر دماغه، لأن الذي يجعله يدرك ليس الدماغ، وإنّما هو المعلومات السابقة مع الدماغ ومع الواقع الذي يحسه. وأيضاً لنأخذ طفلاً عمره أربع سنوات، لم ير الأسد ولم يسمع به، ولم ير الميزان ولم يسمع به، ولم ير الكلب ولم يسمع به، ولم ير الفيل ولم يسمع به، وعرضنا عليه أسداً وميزاناً وكلباً وفيلاً، أو عرضنا عليه صورة أسد وصورة ميزان وصورة كلب وصورة فيل، ثم طلبنا منه أن يعرف أي واحد منها، أو يعرف اسمه، وما هو هذا الشيء، فإنه لا يعرف شيئاً، ولا يمكن أن توجد لديه أية عملية عقلية تجاه أي منها. ولو حفّظناه أسماءها غيباً، بعيداً عنها دون أن تقترن بأي منها، ثم عرضنا عليه هذه الأشياء، وقلنا هذه أسماؤها، أي الأسماء التي حفظتها هي أسماء هذه الأشياء، فإنه لا يمكن أن يعرف اسم أي منها. ولكن إذا أعطيناه اسم كل منها تجاه واقعه، أو تجاه صورة الواقع، وربطناه بها، حتى حفظ الأسماء مربوطاً كل اسم منها بواقعه، فإنه حينئذ يدرك كل شيء باسمه، أي يدرك ما هو هذا الشيء هل هو أسد أم ميزان، ولا يخطئ. وإن حاولتَ مغالطته لا ينساق معك، بل يصر على أن هذا أسد عن نفس الأسد وصورته، وهذا ميزان عن نفس الميزان وصورته، وهكذا. فالموضوع إذن ليس متعلقاً بالواقع، ولا بالحس به، وإنّما هو متعلق بالمعلومات السابقة عن هذا الواقع، أي المعلومات المرتبطة بالواقع حسب علمه، أو المتعلقة بالواقع حسب علمه هو.

 

فالمعلومات السابقة عن الواقع، أو المتعلقة بذلك الواقع، شرط أساسي ورئيسي لأن تحصل العملية العقلية، أي شرط أساسي ورئيسي للعقل.

أ. هـ.

رابط هذا التعليق
شارك

ويذكر الشيخ كذلك في نفس كتاب التفكير:

 

إن ما يَشتبه على الكثيرين هو أن المعلومات السابقة قد تحصل من تجارب الشخص نفسه، وقد تحصل من التلقي. فعندهم أن التجارب نفسها قد أوجدت معلومات، فتكون التجارب الأولى هي التي أوجدت العملية العقلية. وهذا الاشتباه يُزال بمجرد لفت النظر

إلى ما بين دماغ الإنسان ودماغ الحيوان من فرق من حيث الربط، وبمجرد لفت النظر إلى ما بين ما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية وما يتعلق بالحكم على الأشياء ما هيَ. أمّا الفرق بين دماغ الحيوان ودماغ الإنسان، فإن دماغ الحيوان لا يوجد فيه ربط للمعلومات، وإنّما يوجد فيه استرجاع الإحساس ولا سيما إذا تكرر، وهذا الاسترجاع -من حيث قيام الحيوان بالفعل طبيعياً- خاص بما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية، ولا يتعداه لغيرها. فأنت إذا ضربتَ الجرس وأطعمت الكلب عند ضرب الجرس، فإنه إذا تكرر ذلك يفهم الكلب إذا قُرع الجرس أن الأكل آتٍ ولذلك يسيل لعابه. وكذلك إذا رأى الحمار حمارة تتحرك فيه الشهوة، ولكنه إذا رأى كلبة لا تتحرك، وأيضاً فإن البقر وهي ترعى تتجنب العشب السام والعشب الذي يضرها. وكل هذا وأمثاله إنّما هو تمييز غريزي. أمّا ما يشاهَد من تعلم بعض الحيوانات حركات أو أعمالاً تقوم بها وهي لا تتعلق بالغريزة، فهي إنّما تقوم بذلك تقليداً ومحاكاة وليس عن عقل وإدراك. فدماغ الحيوان لا توجد فيه خاصية ربط المعلومات، وإنّما عنده تذكّر الإحساس والتمييز الغريزي. فكل ما يتعلق بالغريزة يحسه، وكل ما يحسه يستطيع استرجاع إحساسه لا سيما إذا تكرر هذا الإحساس. فما يتعلق بالغريزة يقوم الحيوان به طبيعياً، سواء أحسه أو استرجع إحساسه به. أمّا ما لا يتعلق بالغريزة فلا يمكن أن يقوم به طبيعياً إذا أحسه، ولكن إذا كُرر هذا الإحساس واسترجعه فإنه يمكن أن يقوم به تقليداً ومحاكاة وليس قياماً طبيعياً

.

وهذا بخلاف الإنسان، فإن دماغه توجد فيه خاصية ربط المعلومات وليس مجرد استرجاع الإحساس فقط. فالشخص يرى رجلاً في بغداد، ثم بعد عشر سنين يراه في دمشق، فيسترجع إحساسه به، ولكنه لعدم وجود معلومات عنه، لا يربط به أي شيء، بخلاف ما لو رأى هذا الرجل في بغداد، وأخذ معلومات عنه، فإنه يربط حضوره لدمشق بالمعلومات السابقة عنه، ويدرك معنى حضوره لدمشق. بخلاف الحيوان فإنه لو استرجع الإحساس بذلك الرجل لا يدرك معنى حضوره، وإنّما يحس بما يتعلق بالغرائز لديه عند رؤية ذلك الرجل. فالحيوان يسترجع الإحساس ولكنه لا يربط المعلومات ولو أعطيت إليه بالتعليم والمحاكاة. بخلاف الإنسان فإنه يسترجع الإحساس، ويربط المعلومات. فدماغ الإنسان فيه خاصية الربط واسترجاع الإحساس، ولكن الحيوان لا توجد لديه خاصية الربط، وإنّما يوجد لديه فقط استرجاع الإحساس.

 

ويضيف:

وكثيرون من الناس يحاولون الإتيان بالإنسان الأول كيف اهتدى من تجاربه وتكوين معلومات من هذه التجارب إلى الفكر وإلى التفكير، ليصلوا من ذلك إلى أن الواقع نفسه بانعكاس الدماغ عليه، أو بإحساس الإنسان به قد جعل الإنسان يفكر وأوجد لديه عملية عقلية، أي أوجد عنده فكراً أي تفكيراً. وبالرغم من أن ما قدمناه من أن هذا استرجاع وليس ربطاً، وأنه خاص بالغرائز ولا يمكن أن ينطبق على الحكم على الأشياء ما هي، كافٍ لنقضه والرد عليه. ولكن الموضوع ليس بحثاً في الإنسان الأول، ولا هو متعلق بفروض وتخمينات وتصورات، وإنّما هو متعلق بالإنسان من حيث هو إنسان، فبدل أن نأخذ الإنسان الأول ونقيس عليه الإنسان الحالي، فنقيس الشاهد على الغائب، وإنّما يجب أن نأخذ الإنسان الحالي، الذي أمامنا، نشاهده ونحس به، ونقيس الغائب على الشاهد، وما ينطبق على الإنسان الحالي بالحس والمشاهَدة ينطبق على كل إنسان، حتى الإنسان الأول. ولذلك لا يصح أن نعكس البرهان، بل يجب أن نسوقه على وجهه الصحيح. فالإنسان الحالي أمامنا نشاهده ونحس به، فلنقُم بالعملية العقلية فيه، فيما يتعلق بالغرائز وما يتعلق بالحكم على الأشياء ما هيَ، ثم نرى الاسترجاع والربط والفرق بينهما. فنشاهد أن المعلومات السابقة لا بد منها في الربط عند الإنسان، فلا بد منها في العملية العقلية. بخلاف استرجاع الإحساس، فإنه موجود عند الإنسان وعند الحيوان، وهو لا يشكل عملية عقلية، وليس هو عقلاً ولا فكراً ولا تفكيراً. والطفل الصغير الذي لا يعرف الأشياء وليست لديه معلومات، والذي يمكن أن يأخذ المعلومات، هو البرهان الصادق على معنى العقل.

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

هناك عدة أسئلة لا بد لنا من الإجابة عليها لفهم موضوع المعلومات السابقة ومنها الآتية:

 

لماذا يوجد أهمية للمعلومات السابقة في التفكير؟

كيف يتلقى الإنسان المعلومات السابقة؟

لماذا نحتاج المعلومات السابقة للتفكير؟

 

وللجواب عليها نذكر النقاط التالية:

  1. تعريف التفكير: نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسَّر بواسطتها هذا الواقع.
  2. أحد الشروط الضرورية للتفكير اللازم لتفسير الواقع والحكم عليه، هو وجود معلومات سابقة تتعلق بالواقع، وبدون المعلومات السابقة لا يمكن تفسير الواقع وفهمه أي لتكوين معنى ذهني جديد لفهم الواقع والحكم عليه.
  3. المعومات السابقة عن الواقع لا تكون موجودة من خلال الإحساس بهذا الواقع، ولو كانت موجودة في ذات الواقع لما احتجنا أصلا إلى معلومات سابقة للقيام بعملية التفكير.
  4. أما كيف: فإنه من الواضح أن التفكير والمفكر بحاجة لتلقي هذه المعلومات من غيره للحصول على معاني تساعد في تفسير وفهم الواقع، ويتلقاها الإنسان ممن حوله بواسطة السماع أو القراءة أو الإشارة.
  5. المعاني عن الواقع هي غير الواقع المحسوس فهي معاني توجد في الأذهان، فإذا كانت في ذهن المفكر، ربطها بالواقع ففسرها وحكم عليها، وإذا لم تتوفر لديه هذه المعاني فوجب أن يتلقاها من غيره.
  6. الطريقة المعتادة لتلقي المعلومات السابقة التي عند غيره تكون بوسيلة معروفة هي اللغة، فيتلقى المفكر من خلال اللغة المعاني الذهنية اللازمة للقيام بتفسير الوقائع المبهمة الغامضة.
  7. أما لماذا: فلأن المعلومات السابقة المتعلقة بالواقع يتم الحصول عليها من خارج هذا الواقع المحسوس. ولا يمكن أن توجد في ذات الواقع بحيث يتم الحصول عليها بالإحساس والتجربة والمشاهدة لأنها ليست موجودة في الواقع، بل هي معاني توجد في ذهن المفكرين، ولا يجدها مخزونة في جزء من هذا الواقع.
  8. أما ما يجده الإنسان في الواقع فهو ما يحسه بحواسه بذات الأشياء وصفاتها فهي توجد معرفة حسية أو تمييزية للأشياء (انطباعات)، ولا تعطي الواقع المحسوس معرفة علمية فكرية كمعلومات سابقة لازمة للقيام بعملية التفكير.
  9. المعلومات السابقة التي تتشكل من المعاني الذهنية في الدماغ هي نماذج فكرية معروفة سابقا لدى الدماغ يقوم من خلالها بتحديد هوية الشيء المحسوس.
  10. يحتاج الدماغ إلى تكوين نماذج فكرية للأشياء لينتج معنى يعرف به كل كيان جديد ويعطيه هوية جديدة.
  11. الهوِّية تتشكل عندما يسمي الدماغ الأشياء بتحديد أجزاء معينة وربطها معا وإعطائها وصفا كيانيا أي هوية خاصة (اسم جديد).
  12. يميز الدماغ بين الكيانات المختلفة من خلال تجريد معاني مشتركة ومختلفة بينها ويحاول تكوين نماذج فكرية مجردة يختزنها في الذاكرة.
  13. تتم عملية تحديد هوية الأشياء من خلال قيام الدماغ بعملية تبويب وتصنيف لها حسب المعاني العامة المشتركة بين الأشياء.
  14. المعاني العامة المشتركة بين الأشياء هي مسميات ذهنية معينة قد تتعلق بالصفات والخواص كالشكل أو اللون أو الثقل أو الرطوبة أو الحرارة أو قد تتعلق باللوازم أو الارتباطات بالظروف المحيطة أو الشروط اللازمة لوجود الأشياء أو قد تتعلق بماضي الأشياء وبعملية تغيرهذه الأشياء وانتقالها من حال إلى حال جديد في المستقبل وغير ذلك.
  15. معاني الأشياء هي ارتباط ذهني في الدماغ بين اسم الشيء ومسماه بحيث يشكل ذلك نموذجا فكريا مخزونا في الدماغ.
  16. بما أن المعنى يتعلق باسم الشيء واسم مسماه، وهذا الاسم والمسمى لا يمكن أن يوجد لا في الواقع ولا في الدماغ ابتداء، كان لا بد من الحصول عليه بالتعلم والتلقي من الغير. وبدون ذلك فلا وجود لمعاني ذهنية ولا لمعلومات سابقة عن الواقع.
  17. المعنى الذهني المشترك بين الأشياء هو اساس عملية الربط الفكري في الدماغ وهو أساس التشبيه والقياس العقلي، فمسمى الحرق مثلا يرتبط بالحرق المتولد من النار الناتجة من احتراق الخشب والفحم والبنزين والسولار والكاز والغاز والفحم الحجري إلخ ، فلو ادركنا احتراق الخشب يمكننا استخدام معنى الحرق من خلال مادة أخرى تحمل نفس المسمى أي نفس المعنى كالغاز والبنزين ويمكننا تغيير الواقع مستقبلا بتصور التأثير الذي يحدث في صفات الأشياء من خلال استخدام معنى الحرق.

هذه النقاط المذكورة أعلاه هي ما أراه الآن مناسبا لفهم موضوع المعلومات السابقة وعلاقتها بالتفكير

ويمكننا من خلال النقاش والحوار التحسين التطوير والزيادة عليها بما يتناسب مع أهمية الموضوع.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

السلام عليكم

 

 

لم أسمع تعليقا من الأخوين سيد الشهداء والباحث عن الحقيقة.

 

فهل اعتبر سكوتهما لما ورد من أجوبة حول "مصدر المعلومات السابقة" إقرارا؟

 

بانتظاركما

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

بارك الله في جميع الأخوة المؤمنين، وأخص منهم هنا أخانا يوسف الساريسي

 

وأرجو أن يتّسع صدره لمناقشة النقاط لتالية:

  1. أنا أقول أن الذي يولد أعمى وأصم، لا يمكن له أن يفكر أو يعقل أو أن يتكلم.
  2. المعلومات الأولية التي أُعطِيَت للإنسان الأول "سيدنا آدم عليه السلام" أو لكي أكون دقيقاً أكثر، المعلومات التي استعملها في حياته وعلّمها أبناءه وتناقلوها بدورهم لإبنائهم وهكذا، لم تكن تشمل كل المعلومات التي نعرفها الآن كمجموع البشرية، لأن قسماً كبيراً من هذه المعلومات ـ التي أصبحت بعد إثباتها بالتجربة العملية والبحث العلمي المنضبط معلومات سابقة ـ صارت بالنسبة لنا مسلّمٌ بها وتؤخذ بالاعتبار عند القيام بعمليات التفكير أو عمليات العقل الحالية. فأنا أدّعي أن التجارب "وبالتالي الإختراعات" وأيضاً الاكتشافات كلها تساعد على إيجاد معلومات جديدة "ستصبح فيما بعد معلومات سابقة" لعمليات تفكير وعقل جديدة.
  3. أدّعي أيضاً أن التفكير ليس هو العقل، ولكنه جزء مهم من العملية العقلية، والتي لا تقتصر على تفسير الواقع المحسوس "وهو التفكير المجرد"، وإنما العملية العقلية أعقد وأشمل، بحيث يكون للمفاهيم والمعتقدات ـ وليس للمعلومات السابقة فحسب ـ دور في عملية العقل هذه، وتكون العملية العقلية بذلك مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقلب وليس فقط بالدماغ.
  4. النقطة الثالثة تقودني لادعاء أن أداة التفكير هي الدماغ الصالح للربط، بينما العقل هو عملية وليس أداة كالدماغ.
  5. المعلومات السابقة بالنسبة لجيل معين هي خلاصة التجارب الصحيحة والمثبتة بالواقع بالنسبة للجيل الذي يسبقه، وهي ما سوف أطلق عليها "الخبرة"، فالناس يتناقلون خبراتهم بالعادة، وهي نتاج عمليات تفكيرية وعقلية سابقة ومتراكمة.
  6. الكافر لا يعقل وإن كان دماغه صالح للربط ـ أي ليس مجنوناُ ـ وهذا الادعاء تضافرت كثير من الآيات والأحاديث على دعمه وبيانه، ويمكن أن أفرد موضوعاً منفصلاً بهذا الخصوص. وأكتفي هنا بقوله تعالى: ((إنه فكر وقدر، فقُتِلَ كيف قدّر، ثم قُتِلَ كيف قدّر)) فأثبت له التفكير وذمه على الحكم النهائي "التقدير" وهو قوله أنه سحرٌ يؤثر، فالمفاهيم والمعتقدات هنا تدخلت عنده لتحرف العملية العقلية عن الحكم الصحيح وإن كان فكّر بدايةً تفكيراً مكتمل الأجزاء "واقع، حواس، دماغ، معلومات سابقة".
  7. الصبي والمجنون والنائم والمخطئ والناسي والمُكره كلهم سقط عنهم التكليف، وإذا دققنا النظر فيما يجمعهم جميعاً نرى أن العملية العقلية لديهم غير مكتملة أو غير مسموح لها بالقيام بما أنتجته تلك العملية العقلية.
  8. الغضبان والجوعان والسكران وأمثالهم لا يكون ربطهم الواقع مع المعلومات السابقة أوالمفاهيم والمعتقدات القلبية صحيحاً أو كاملاً، وبالتالي لا يكون نتاج حكمهم صحيحاً بالعادة.
  9. الأمانة الواردة في آية ((إنا عرضنا الأمانة على السماوات والجبال ...)) ـ والتي هي مناط التكليف ـ هي القدرة الكاملة على الاختيار، وهي تحتاج إلى أن تكون عملية التفكير مكتملة وغير ناقصة، وعندما رفع الشرع التكليف عن أشخاص بعينهم فإن التفكير لديهم يكون أصابه خللُ جزئي أو كامل أو لم يوجد من الأساس.
  10. الرجل الآلي يستطيع أن يحاكي عملية التفكير الإنساني، ولكنه لا يفكر، بل يقوم بملائمة "خبرات الإنسان المخزنة على شكل معلومات مبرمجة بداخله" مع ما يحتويه من مجسات تحس الواقع حوله، وبالتالي يتخذ إجراءً معيناً ومخزّناً مسبقاً في ذاكرته تجاه هذا الواقع المحيط، وبالتالي هو لا يستطيع التصرف لوحده عند وضعه في بيئة أو واقع لا يوجد لديه معلومات مخزنة مسبقاً عنه.
  11. الحيوانات تشبه في تصرفاتها الغريزية الرجل الآلي حسب إدعائي، ذلك أنها لا تستطيع أن تفكّر من تلقاء نفسها، ولكنها تقوم بتصرفات "مخزنة بداخلها" من قبل الخالق سبحانه وتعالى، وهي الغريزة المغروزة في كل ما خلق الله تعالى من الحيوانات. ويمكن لها أن "تحتفظ" بشكل محدود ببعض التصرفات التي يعلمها لها الإنسان لأن الله تعالى غرز قابلية التعلم هذه لدى الحيوانات التي تقوم بها. فمثلاً لا يمكنك تعليم دجاجة لتصطاد أرنباً، ولا تعليم حصان ليأكل لحماً، فهذه ليست من طبائع "غرائز" تلك.
  12. وأخيراً وليس آخراً، لنا عودة بإذن الله

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

أعتذر عن الخطأ في الآية الكريمة

وأرجو من أحد المشرفين الأكارم تصحيحها كالتالي:

 

(( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) )) سورة الأحزاب

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم الساريسي جزاك الله كل خير وأدامك وعلمك ذخرًا لهذه الأمة

بداية، أعتذر بشدة للتأخر في الرد ولكنني شغلت كثيرًا ولم أستطع المشاركة

 

ثم أشكرك أخي الكريم على ردك المفصل والذي بحمد الله كان عونًا لي على فهم الفكرة واستعيباها إن شاء الله

أود أن أذكر أن محور اللبس كان يدور حول الفكرة التالية

 

  • أما لماذا: فلأن المعلومات السابقة المتعلقة بالواقع يتم الحصول عليها من خارج هذا الواقع المحسوس. ولا يمكن أن توجد في ذات الواقع بحيث يتم الحصول عليها بالإحساس والتجربة والمشاهدة لأنها ليست موجودة في الواقع، بل هي معاني توجد في ذهن المفكرين، ولا يجدها مخزونة في جزء من هذا الواقع.
  • أما ما يجده الإنسان في الواقع فهو ما يحسه بحواسه بذات الأشياء وصفاتها فهي توجد معرفة حسية أو تمييزية للأشياء (انطباعات)، ولا تعطي الواقع المحسوس معرفة علمية فكرية كمعلومات سابقة لازمة للقيام بعملية التفكير.
  • تتم عملية تحديد هوية الأشياء من خلال قيام الدماغ بعملية تبويب وتصنيف لها حسب المعاني العامة المشتركة بين الأشياء.
  • المعاني العامة المشتركة بين الأشياء هي مسميات ذهنية معينة قد تتعلق بالصفات والخواص كالشكل أو اللون أو الثقل أو الرطوبة أو الحرارة أو قد تتعلق باللوازم أو الارتباطات بالظروف المحيطة أو الشروط اللازمة لوجود الأشياء أو قد تتعلق بماضي الأشياء وبعملية تغيرهذه الأشياء وانتقالها من حال إلى حال جديد في المستقبل وغير ذلك.
  • بما أن المعنى يتعلق باسم الشيء واسم مسماه، وهذا الاسم والمسمى لا يمكن أن يوجد لا في الواقع ولا في الدماغ ابتداء، كان لا بد من الحصول عليه بالتعلم والتلقي من الغير. وبدون ذلك فلا وجود لمعاني ذهنية ولا لمعلومات سابقة عن الواقع.

 

فخلاصة ما فهمته مما تفضلت: أن فهم الواقع يستلزم معلومات لا يمكن أن تلمسها داخل الواقع نفسه، فمهما أجرى المرء من تجارب وشاهد من مَشاهد فهو لن يلمس معناها أو مسمياتها إلا إذا لُقنها تلقينا، لأنها ليست جزءا من الواقع الملموس بحيث يمكن العثور عليها كالعثور على مادة ما، وإنما هي متعلقة به فحسب

 

 

ولنا في الحديث بقية إن طرأ في ذهني طارئ إن شاء الله

وجزاك الله عنا خير الجزاء

تم تعديل بواسطه سيد الشهداء
رابط هذا التعليق
شارك

حضرة الأخ المحترم عبد الله

 

بالنسبة للنقاط التي لخصت فيها رأيك حول موضوع المعلومات السابقة فهي تدل على عمق في التفكير وآراء شخصية ذاتية أرجو أن نناقشها ونتوصل فيها إلى قواسم مشتركة.

 

أولا: بناء على تفريقك ما بين التفكير والعقل، فأود أن أطلب منك أن تقوم بذكر تعريف منفصل للتفكير والتعريف الآخر للعقل كما ذكرت بأنهما شيئان مختلفان.

 

ثانيا: أرجو ذكر الفرق بين العملية والأداة حيث ذكرت التالي:

العقل هو عملية وليس أداة كالدماغ

 

ثالثا: أما بشأن قولك:

الكافر لا يعقل وإن كان دماغه صالح للربط"

 

كما فهمت من الأدلة النقلية، فهذا الأمر فيه خلط بين ناحيتين هما: الأدلة العقلية والأدلة النقلية. وهو أمر غير محمود.

 

وبعد أن تبين لنا رأيك في ما ذكرته لك أعلاه نكمل الحوار والنقاش بإذن الله.

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

حضرة الأخ المحترم سيد الشهداء

 

انا مسرور حقا لأنك فهمت الأمر، وأود أن اذكر لك مثالا بسيطا للدلالة على الأمر:

 

وهو مشاهدة ساعة متوقفة عن العمل لعدم وجود بطارية فيها تعطيها طاقة التشغيل والحركة، فبدون معلومات سابقة عن الغاية من صنع الساعة، ومعنى الوقت ومعنى تعاقب الليل والنهار وتقسيمهما إلى 24 ساعة، ثم معرفة معنى البطارية أهميتها في تشغيل الساعة وكيفية استخدام البطارية، وكذلك كيفية استخدام الساعة وضبطها في وقت معين، ومعرفة معنى الأرقام المكتوبة في الساعة وكيفية عمل صيانة للساعة وإصلاحها إذا خربت ..الخ.

 

كل ذلك مهم جدا، وأي خلل في هذه العملية سيؤدي إلى عدم الانتفاع من الساعة وعدم فهم معناها، حتى لو أحسسنا بها بكل حواسنا فلمسناها وشممناها وذقناها فلن ينفع ذلك بشيء، إلا إذا أعطينا معلومات سابقة عن الساعة وما حولها وما يتعلق بها من أمور، وعند ذلك نستطيع الانتفاع بها وفهم ما تدل عليه.

 

ولك تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

الأخ العزيز يوسف، بارك الله فيك وفي علمك وعملك، وإني أحبك في الله، وبعد:

 

بالنسبة للتفكير أرى أنه ينطبق عليه تعريف الحزب للتفكير السطحي والعميق، أي مجرد تفسير للواقع من خلال ربط الدماغ ما تنقله الحواس إليه من إشارات مع "المعلومات السابقة" المخزنة لديه عن هذا الواقع ربطاً سليماً. ولكن حتى هذا التعريف يحتاج لمزيد من التفصيل، كما يلي:

لكي يقوم الدماغ بعملية الربط بشكل صحيح وسليم، هناك "مسلمات" ونواميس في الكون خلقها رب العزة وأجرى الكون والحياة بحسبها، وهي ما سوف أطلق عليه "القوانين الفيزيائية" للإختصار ـ ولكنها تضم أيضاً القوانين الرياضياتية والكيميائية والبيولوجية والجيولوجية والفلكية والمنطقية ... إلخ، بعد التيقن من ثبوتها وصحتها"، وهي التي تشترك البشرية بالتوافق عليها نظراً لأنها خواص فيزيائية موجودة بكل شيء في هذا الكون، ولا يستطيع أحد من البشر خرقها أو تغييرها إلا بإذن الله، ويكون ذلك على شكل (معجزة) تأييداً له على أنه نبيٌ مرسلٌ من عند الله لتبيلغ رسالة من الله إلى خلقه، وفي هذه الحالة يتعجب الناس كيف يمكن لبشر أن يأتي بمثل هذا الشيء الخارق للقوانين الفيزيائية المعروفة بين مجتمع من الناس في وقت معين، فيؤمن بذلك النبي أو الرسول مَنْ يؤمن ويكفر به من يكفر.

الآن، التفكير الذي يقود إلى الإيمان بذلك النبي أو الرسول هو العقل أو العملية العقلية، وهو ما أطلق الحزب عليه لفظ التفكير المستنير، وما قصدت به أن العقل ليس أداة، هو أنه ليس محصوراً بالدماغ كعضو فيزيائي، وإنما يتعداه إلى القلب والنفس، والقلب هو مخزن العقائد والمفاهيم، وهو الذي يقود إلى الهداية بإذن الله، وإذا فسد القلب، فسد الجسد كله. هناك العشرات من الآيات التي تدلل أن القلب يفقه ويعقل أو يجحد فيكفر، ومرتبط به الغلظة والقساوة والران والمرض والربط و و ...إلخ، فالعقل يكون فقط للمؤمن ولا يكون للكافر، فالكافر يفكر ولكنه يجحد بما توصل له من نتيجة (منطقية سليمة) في تفكيره، ويُغلّب هواه ومعتقداته الفاسدة ـ والمخزنة سابقاً في قلبه هو أو بمساعدة وساوس الشيطان في صدره - ويتخذ حكماً على الواقع مغايراً لنتيجة التفكير السليم، وبذلك هو يكون لم يعقل، وإنما فكر وجحد. وهو ما أفهمه من قوله تعالى : ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ( 14 ) ))

 

وأمر آخر ـ وهو أساس الموضوع هنا ـ وهو المعلومات السابقة التي يقوم الدماغ بربطها مع الواقع لتفسيره والحكم عليه، هذه المعلومات كلما كانت مكتملة وصحيحة ومحيطة إحاطة تامة بالواقع مدار البحث، كلما كانت نتيجة التفكير سليمة وصحيحة، إذن، فالفرق بين الناس فيما يتعلق بموضوع التفكير هو بمقدار ما يكون لديهم من فروق بكل الأجزاء المتعلقة بموضوع التفكير. بمعنى أن الناس يتفاوتون بمقدار ما يحتفظون به من معلومات سابقة عن أمر معين، وهل هذه المعلومات السابقة صحيحة كلها أم خاطئة كلها أم خليط بينهما، ويختلفون أيضاُ بسرعة التفكير أو "سرعة البديهة" بسبب اختلاف التكوين العضوي "الفيزيائي" لأدمغتهم أو اختلاف المهارات المكتسبة لتنمية هذه السرعة في التفكير. ويختلفون أيضاً بمقدار الواقع الذي وقع عليه حسهم من رؤية أو سماع أو لمس ...إلخ، أو يختلفون بمقدار قدرة أدوات الحس على نقل الواقع بشكل صحيح للدماغ، فالعين السليمة والمكتملة تنقل واقعاً أدق من العين الضعيفة وهكذا.

 

وبعد أن بينا سبب اختلاف الناس في نتائج تفكيرهم، دعونا الآن نعرف التفكير البسيط والتفكير المركب . هناك تفكير بسيط وهو يتعلق بواقع غير معقد، مع اكتمال وجود كل العناصر اللازمة في عملية التفكير، فمثلاً عندما تُسأل سؤالاً: 1+2 كم يساوي، فإن الواقع وهو الصوت الصادر عن السائل ينتقل عبر الأذن إلى الدماغ، الدماغ بداية يفسر ما معنى كلمة واحد ومن ثم ما معنى كلمة زائد ومن ثم ما معنى كلمة إثنان وهكذا، ويفسر أيضاً أن السائل يريد جواباً، فيقوم الدماغ بتفكير بسيط جداً وهو أن يجمع بين الرقمين المذكورين بناء على تعريفه كيف تكون عملية الجمع، وبناءً على كيفية الجمع بين الرقمين، فهناك من يبدأ التفكير بتحليل كلمة إثنان إلى واحد وواحد آخر ومن ثم يريد أن يجمع لهما واحد ثالث، فيكون الجواب ثلاثة، وهناك من هو أذكى قليلاً (أسرع بالتفكير، وبالمناسبة أنا أعرف الذكاء بأنه سرعة التفكير السليم، وهو يعتمد على كمية المعلومات السابقة الصحيحة عن شيئ معين، وعلى تركيب الدماغ العضوي) فيجمع بين واحد وإثنان مباشرة دون استحضار أن الأثنين تعني واحد مع واحد، فيعطي الجواب ثلاثة، وهكذا...، وهذا بنظري تفكير بسيط، وكثيراً ما ينطبق هذا التفكير على خواص المواد والأشياء، فمثلاً يسألك شخص عن الماء فيروح ذهنك مباشرة للخواص الفيزيائية المخزنة في دماغك عن الماء، من كونها سائل، لا لون ولا رائحة ولا طعم له، يروي العطشان، ويُغتسل به وينظف به ويسقى الزرع والحيوان وهكذاز وعادة الناس لا يختلفون في نتائج التفكير البسيط لأن الواقع غير معقد وغير مركب ولا يحتاج لسلسلة طويلة من عمليات الربط الدماغي ليتحصل على النتيجة النهائية.

 

أما التفكير المركب، فهو الذي يتعلق بسلسلة من الأمور و/أو الأشياء أو الأحداث التي يتطلب الإنسان لتفسيرها وإعطاء حكمه عليها، وهي في الحقيقة سلسلة من عمليات التفكير البسيط المتتالية والمركبة تركيباً معقداً يعتمد بعضه على نتائج البعض الآخر، من مثل التحليل السياسي مثلاً في عمل يقوم به مسؤول معين، أو تحليل تفاعل كيميائي معقد بين مجموعة من العناصر والمركبات الكيميائية، أو تصليح عُطل في جهاز إلكتروني معين، أو تحليل خبر أو قصة غامضة، أو سؤال حسابي معقد، أو حركة فيزيائية تشترك فيها كثير من الديناميكا الحركية والحرارية و ... إلخ، فهذا النوع من التفكير يكون معقداً ويحتاج في العادة لوقت أطول ومعلومات سابقة أكثر، فكلما كانت المعلومات السابقة صحيحة ووفيرة كلما كانت النتيجة أقرب للدقة والصواب، وهو مثلاً ما نطلق عليه غلبة الظن، بينما لو كانت كل المعلومات السابقة صحيحة ومكتملة، كان الحكم صائباً 100% وليس غلبة ظن فقط، وإنما "علم أو يقين".

 

فمسألة المعلومات السابقة مسألة مهمة جداً في حياتنا، وبالتالي مقدار الصواب في أحكامنا على الأشياء والأحداث، ومن هنا كانت القراءة والاطلاع والبحث والتنقيب والتدبر والاستقراء والتذكير كلها أمور تساعد الإنسان على زيادة فهمه للأمور وبالتالي مدى صحة حكمه على الوقائع المختلفة، وهذا أيضاً بتقديري المقصود من كون القرآن الكريم حثنا على القراءة والعلم والتعلم، وأيضاً انظروا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من يُرد الله به خيراً يفقِّههُ في الدين))، فلاحظوا يرحمكم الله كلمة يفقِّههُ، أي يجعله يطّلع على الأدلة والأحكام الشرعية وتدبرّها والتنقيب عنها ومراجعتها وبالتالي تكوين "معلومات سابقة" كثيرة عن الدين ومتعلقاته، وهو بالتالي يكون لنفسه (مناعة) كبيرة من الوقوع في الآثام والمحرمات نتيجة علمه بكثير من أمور الدين، ويضمن لنفسه بُعداً عميقاً داخل دائرة الحلال ولا يكتفي بالوقوف على حافة الدائرة التي بأقل الوساوس الشيطانية أو الركون إلى الدنيا والهوي والسوء التي تأمر بع بعض النفوس، يمكن أن تزل قدمه عن حافة دائرة الحلال إلى دائرة الحرام، وهو أيضاً ما حذّرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب))

 

هناك الكثير لدي فيما يتعلق بموضوع العقل والقلب، ولكن دعني أرى ردك على ما تقدم، ومن ثم نكمل بإذن الله.

رابط هذا التعليق
شارك

حضرة الأخ المحترم عبد الله

 

أحبك الله الذي أحببتنا من أجله

 

سألتك سابقا أن تقوم بذكر تعريف منفصل للتفكير والتعريف الآخر للعقل ، فذكرت التالي:

بالنسبة للتفكير أرى أنه ينطبق عليه تعريف الحزب للتفكير السطحي والعميق،

التفكير الذي يقود إلى الإيمان بذلك النبي أو الرسول هو العقل أو العملية العقلية، وهو ما أطلق الحزب عليه لفظ التفكير المستنير،

 

اعذرني على القول بأنك لم تأت بالتعريفات المطلوبة منك، فهناك فارق بين واقع التفكير والعقل وما بين أنواع التفكير.

الطريقة العقلية في التفكير هي واحدة لا تتعدد وشروطها أربعة هي: الحواس والواقع المحسوس ودماغ صالح للربط ومعلومات سابقة لا غير. فواقع العقل والتفكير والإدراك هو شيء واحد وهي نقل الإحساس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ مع وجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع. فجوهر التفكير هو عملية التفسير أي إدراك معاني الأشياء.

 

لكن هذا الإدراك العقلي أو الفكري ينقسم إلى مستويات هي: التفكير السطحي والعميق والمستنير، والتفكير المستنير كما يذكر الشيخ يقي الدين النبهاني -رحمه الله تعالى- يزيد عن التفكير العميق بأنه بحث في الأشياء وما حولها وما يتعلق بها للوصول إلى نتائج صادقة.

 

فضابط التفكير المستنير هو الوصول إلى نتائج صادقة أي مطابقة للواقع، وهذا يعني صحة التفكير وسلامته في الحكم على الأشياء وتفسيرها. وهذا التفكير قد يوجد في البحث عن وجود خالق للكون، وقد يوجد في البحث في أمور سياسية أو اقتصادية أو علمية أو جنائية وغير ذلك من أمور، وهو بالتالي ليس مقصورا على "التوصل إلى الإيمان بذلك النبي أو الرسول" فحسب، كما ذكرت.

 

أما عن توصلك إلى تعريف العقل بأنه الفكر المستنير، والذي يظهر لنا وكأنك استنبطه من من الأدلة الشرعية، وربط كلامك باصطلاحات ومعاني قرآنية كالقلب والنفس وذكرت

أن القلب هو مخزن العقائد والمفاهيم، وهو الذي يقود إلى الهداية بإذن الله.

 

 

لكني أود أن ألفت نظرك إلى أنك نسيت قوله تعالى "لهم قلوب لا يعقلون بها" وقوله تعالى "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة". فليس بالضرورة أن القلب يهدي إلى الحق والايمان.

 

ما أود أن أوضحه لك هو أنه ليس بالضرورة أن كل تفكير يجب أن يكون صحيحا ، فقد يقع الإنسان العاقل في أحكام خاطئة بسبب عدم الإحاطة بالواقع المحسوس أو بسبب الربط الخاطئ أو المعلومات السابقة الخاطئة أو النقص فيها أو بسبب وجود مغالطات تصرف عن الحقائق...الخ.

 

اسمح لي بأن اقول لك، بأن الإشكال الحاصل لديك هو بسبب خلطك للمعاني الفكرية للتفكير والعقل مع المعاني اللغوية والشرعية، فالحزب لم يستنبط معنى التفكير والعقل من الشرع ولا من اللغة بل استنتجه من دراسة الواقع.

 

وعند النظر إلى موضوع العقل والتفكير من زاوية شرعية ينظر إليه بطريقة غير الطريقة التي تناولت بها الموضوع بحيث أنك توصلت إلى تعريف للعقل لم يقله الشيخ تقي الدين ولم يقله أحد من العلماء بأنه هو تعريف شرعي ملزم للمسلمين. فأساس المشكلة هو الخلط بين المعاني الواقعية للتفكير مع المعاني الشرعية واللغوية للقلب والنفس والعقل.

 

وهذا الخلط يوجد إشكالات كثيرة كما حصل في العصور الإسلامية الأولى بعد دخول الفلسفة اليونانية وتأثر المسلمين بعلم المنطق ونشوء علم الكلام، وبسبب الخلط بين علم المنطق والأدلة النقلية نشأت إشكاليات كبيرة في الفكر الإسلامي ما زلنا نعاني منها حتى يومنا هذا ومنها مسألة خلق القرآن والقضاء والقدر وصفات الله وغير ذلك. حيث تم تفسير النصوص بناء على علم المنطق بدل اللغة وهنا بدأت الغشاوات على الفهم الصحيح للإسلام تظهر لدى المسلمين.

 

أما الخلط فهو أن العقل والتفكير أمر محسوس ويبحث الواقع المحسوس لتمييزه وإدراكه وتفسيره ثم الحكم على واقعه، أما أن نأتي بتعريف من عندنا للعقل (التفكير المستنير) ثم نطبقه بأثر رجعي على النصوص الشرعية ونفسرها بما يتلاءم مع ما اصطلحناه عليه من تعريفات، فهذا بالضبط هو ما أوقع المتكلمين في الإشكاليات العقائدية المذكورة.

 

فالمخرج مما وقعت فيه –كما أرى- هو الفصل بين الأمور وتحريرها من كل ما قد يعلق بها، فإذا كان واقع البحث هو أمور محسوسة بحثت الأمور من زاوية الواقع المحسوس، وإذا انتقلت لبحث الأمور من زاوية شرعية تبحث الأدلة النقلية لواقع الأمور (كالعقل واللب والقلب والنفس) وإذا بحثت من ناحية الدلالات اللغوية تبحثها كما وردت في معانيها اللغوية دون خلط الأمور ببعضها.

 

هذا هو لب الموضوع، ولنا كلام في باقي الأمور إن شاء الله.

 

والله الموفق وعليه التكلان

 

مع تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيكم

 

ان أذنتم ما القول في أن العقل هو القلب في الصدر وليس الدماغ

 

إضاءة:

عن علقمة بن قيس قال : إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم ، ثم ينزل الوحي بعد في اليقظة

الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 1/15

خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

لم أر إجابة من قبل الأخ عبد الله على ما ذكرته له فعسى أن يكون المانع خيرا

 

بالنسبة لرأي الأخ أبو علي بأن

العقل هو القلب في الصدر وليس الدماغ،

 

وكذلك استدلال الأخت أم سارة، فهذه مسألة اختلف فيها العلماء الأولين بين قائل بأن العقل في القلب أو في الدماغ كما يقول أبو حنيفة رحمه الله تعالى.

 

لكن ايها الإخوة أرى هناك مشكلة في منهجية البحث من حيث ما يطرحه بعض الإخوة حول هذه القضية.

 

منهجيتنا الصحيحة المتمثلة بطريقة التفكير المنتجة تقوم على أساس أن المحسوسات نحكم عليها من خلال البحث العقلي فيما يقع عليه الحس المسماة الطريقة العقلية في البحث، أما المغيبات فنحكم عليها من خلال الدليل النقلي أو السمعي المبني على فهم النصوص الشرعية باستخدام العقل واللغة، والخلط بين الأمرين يوجد إشكاليات لها أول وليس لها آخر.

 

فعند إرادتنا البحث في واقع التفكير والعقل لا نبحث عن ذلك في النصوص الشرعية، لأن النص الشرعي لم يأت لتعليمنا علوم الدنيا ابتداء بل جاء لبيان الشرعيات، وإن كان هذا لا يمنع من إشارة القرآن للعلوم لبيان نعمة الله ومنِّه وفضله علينا، لكن القرآن في الأساس ليس كتاب علم دنيوي وكذلك السنة النبوية المطهرة.

 

لذلك فبحث تعريف العقل والتفكير والمجتمع والإنسان وكذلك علوم الطب والهندسة والكيمياء والفلك وغيرها، كلها مردها إلى المحسوسات وبالتالي فالمنهجية المتبعة هي البحث تكون وفق الطريقة العقلية في البحث بنقل الحس بالواقع بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

 

وعملية التفكير ليس أمرا مغيبا لنلجأ إلى الدليل النقلي لفهمها وإدراك واقعها فهذه منهجية مجانبة للصواب، والمنهجية الصحيحة أن عملية التفكير أمر محسوس ملموس، وحسب رأي حزب التحرير فهي تتكون من أربعة أمور هي: الواقع المحسوس، والحواس السليمة والدماغ الإنساني الصالح للربط والمعلومات السابقة. وعند غياب أي من هذه الشروط نجد خللا في التفكير.

 

أما القلب المعروف الذي يضخ الدم في الجسم فلا يظهر له أية صلة حسية بالتفكير ،وقد حدثت في العالم منذ عدة عقود عمليات جراحية لتغيير قلوب الكثيرين من المرضى وبقي تفكيرهم وعقلهم كما هو.

 

وعلماء الطب والتشريح يجزمون بشكل قاطع بأن التفكير مكانه الدماغ كمركز للجهاز العصبي ويتحكم الدماغ في كل انشطة الجسم من خلال الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ وجذع الدماغ وكافة اجزاء الجسم. فمن ناحية واقعية محسوسة الدماغ هو عضو التفكير وترتبط كافة الحواس بالدماغ من خلال الأعصاب وهو مكان تخزين المعلومات. لذلك فكل شروط التفكير موجودة في الدماغ.

 

أما بالنسبة لفهم ما ورد في النصوص الشرعية من ذكر للعقل والتفكير والقلب والنفس فلها طريقة مختلفة في البحث عن المحسوسات، فهي تفهم على أساس اللغة العربية وما قصده العرب من استخدام اللفظة. وقد كتب أحد الشباب بحثا موسعا عن معاني القلب والنفس في القرآن درس فيه جميع الآيات وحدد معانيها

 

وباختصار فالقلب في عرف العرب يطلق على أمرين على العقل والتفكير وكذلك على الوجدان والأحاسيس والمشاعر

 

يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في جواب سؤال بتاريخ 25/7/1970 ما يلي:

 

 

اما العقيدة فهي ما انعقد عليه القلب، والقلب يطلق على العقل ويطلق على القلب المعروف ويراد منه في هذه الحالة الواجدان . ومعنى انعقاد القلب عليها هو احتواؤه لها وضمها اليه ضما كاملا واكيدا بارتياح . وهذا يعني ان يأخذ الوجدان هذه الفكرة ويشدها اليه ويوافقه العقل على ذلك ولو موافقة تسليم . فالاعتقاد اصله انعقاد القلب على موافقة العقل، اي اصله التصديق الجازم من قبل القلب اي من قبل الوجدان ولكن شرط هذا التصديق الجازم موافقة العقل، فاذا تم هذا الامران : التصديق الجازم من قبل القلب اي الوجدان، وموافقة العقل لهذا التصديق، فقد حصل انعقاد القلب اي حصلت العقيدة بمعنى حصل الاعتقاد

 

هذا هو واقع العقيدة - اي عقيدة- الا ان انعقاد القلب على افكار فرعية ليست اساسية لا يرتفع الى مستوى العقيدة، لانه لا يتفرع عنها شيء، ‎ولا يترتب عليها شيء، ولذلك فانها لو اخذت في اول الامر التصديق الجازم ولكنها لا تلبث ان تخرج من دائرة الوجدان اما الى دائرة العمل واما الى الرفض لذلك فان القلب لا ينعقد الا على افكار اساسية يمكن ان يتفرع عنها ويمكن ان يترتب عليها شيء او اشياء، ومن هنا كانت العقائد هي الافكار الاساسية، واما الافكار الفرعية فلا تدخل ضمن العقائد

 

فعند دراستنا لآيات القرآن نفهمها وفق دلالات اللغة العربية فعندما يقول الله تعالى (لهم قلوب لا يفقهون بها) وقوله (فتكون لهم قلوب يعقلون بها) نفهم تفسير هاتين الآيتين من خلال اللغة العربية بأن المقصود بالقلب الذي يفقه والقلب الذي يعقل هو العقل لا الوجدان، أما قوله تعالى: (ولما يدخل الايمان في قلوبكم) ندرك أن معنى القلب هنا هو الوجدان أو الشعور الفطري المتولد من إثارة غريزة التدين.

 

والخلاصة أن دلالات القلب في النصوص الشرعية مختلفة وتفسر حسب السياق، لأن لفظة القلب من الألفاظ المشتركة التي تحمل عدة معاني في اللغة، والقرآن استخدم هذه اللفظة وفق استخدام العرب لها بالمعاني اللغوية المذكورة.

 

ولكم تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...