اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خبر وتعليق: متى يكون الخيار ركوب قوارب الموت؟!


Recommended Posts

متى يكون الخيار ركوب قوارب الموت؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

متى يكون الخيار ركوب قوارب الموت؟!

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/83496.html

 

 

 

الخبر:

 

أظهر تقرير بحثيّ عن الهجرة في الشّرق الأوسط، أعدّته شبكة الباروميتر العربي، أنّ التّونسيّين والأردنيّين الذين لم يتجاوزوا سنّ الـ30 عاما، هم الأكثر إقبالا على الهجرة، حيث إنّ قرابة ثلثي شباب البلدين يفكّرون بالهجرة.

 

وبحسب التّقرير، فإنّ اﻟﺸﺒﺎب العربيّ الذين تتراوح أعمارهم ﺑﻴﻦ 18 و29 ﺳﻨﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ أﻋﺮﺑﻮا أﻛﺜﺮ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻬﻢ في اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻬﺎﻣﺶ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞّ ﻋﻦ 6 ﻧﻘﺎط ﻣﺌﻮﻳّﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺸّﺮﻳﺤﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳّﺔ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺄﻛﺒﺮ.

 

وتصدّر النتائج كلّ من ﺗﻮﻧﺲ واﻷردن، حيث عبّر 65% من التّونسيّين و63% من الأردنيّين ﻋﻠﻰ اﻟﺘّﻮاﻟﻲ عن تفكيرهم ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻠّﺚ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﺤﺔ اﻟشّباب التي تجاوزت سنّ الـ30 عاما بنسبة وصلت إلى 37% بتونس و39% بالأردن. (عربي 24)

 

التّعليق:

 

رغم ما يحفّ الهجرة غير الشّرعيّة من مخاطر وأخطار فقد اتّجهت أنظار عدد كبير من الشّباب نحوها وصارت خيارهم الأمثل ولم يتردّدوا في ركوب قوارب الموت. فلقد أُغلقت الأبوابُ أمام طموحاتهم وأحلامهم وصاروا تائهين ضائعين: أوضاع سياسيّة سيّئة تعصف بأمنهم وحياتهم، وأوضاع اقتصاديّة صعبة تحول دون تحقيق آمالهم وأحلامهم... معاناة يعيشها الشّباب تتراوح بين آمال موؤودة وآفاق مسدودة.

 

يلقون بأنفسهم في المجهول هرباً من تدهور الأوضاع الاقتصاديّة والإنسانيّة والتي تفاقمت بسبب عدم الاستقرار السّياسيّ. يلقون بأنفسهم في المجهول أملا في عيش كريم افتقدوه في بلادهم. يبحثون عن مستقبل أفضل، لكنّ أخبار هذه الهجرة التي تتصدّر العناوين اليوميّة تكشف عن كوارث إنسانيّة متكرّرة يزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم.

 

إنّ ما يعيشه هؤلاء المهاجرون من أوضاع مأساويّة قد دفع بهم لتلك الهجرة ولمغادرة بلادهم وركوب المخاطر، فتدنّي المستوى المعيشيّ للفرد وغلاء الأسعار وارتفاع نسب البطالة وانتشار الفقر من أهمّ الدّوافع المسبّبة للهجرة الدّاخليّة والخارجيّة وأكثرها تأثيرا في الأفراد، الأمر الذي حدّ من طموحاتهم وأمانيهم في عيشة آمنة كريمة.

 

- حسب نتائج دراسة حول الشّباب والهجرة غير النّظاميّة في تونس فإنّ 45% من الشّباب التّونسيّ لديه استعداد للهجرة حتّى ولو كانت غير شرعيّة.

 

- %81 من الشّباب المستجوبين لديهم استعداد لتمويل الهجرة غير النّظامية. (الدّراسة التي أعدَّها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة بالتّعاون مع مؤسّسة "روزا لكسمبورغ")

 

- بلغ عدد المهاجرين غير الشّرعيين التّونسيّين الذين وصلوا إلى الأراضي الإيطاليّة منذ بداية سنة 2021 إلى غاية تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بلغ 15210 مھاجراً (بيانات المنتدى التّونسيّ للحقوق الاقتصاديّة في آخر تحيين للأرقام).

 

أيّ حياة طيّبة هذه التي يعيشها أبناء تونس في ظلّ نظام لا يرعاهم ولا يحميهم ولا يوفّر لهم العيش الكريم؟ أيّ مستقبل هذا الذي يُبشَّرون به وقد تفاقمت الأوضاع فصارت عائلات بأكملها ترمي بأنفسها في قوارب الموت آملة في تغيير حياتها عساها تعيش حياة أفضل؟!

 

لئن تناولتُ تونس على سبيل المثال فإنّ ذلك للذّكر لا للحصر، فكثيرة هي الدّول التي تعاني من هجرة أبنائها والقاسم المشترك هو طبيعة النّظام الذي يطبّق فيها؛ نظام بشريّ لا يرعى النّاس ولا يوفّر لهم حاجاتهم ولا يحميهم، نظام يقوم فقط على تحقيق الأرباح لثلّة من القائمين عليه على حساب الأغلبيّة.

 

يتكرّر السّيناريو وتتجدّد الصّورة فتلتقطها العين لتُحفَر في الذّاكرة وتبقى شاهدة على فشل هذا النّظام الرّأسماليّ الفاسد الذي أذاق النّاس الويلات وفشل في إسعادهم وحلّ مشاكلهم. تتجدّد الصّورة فتُرفع الأصوات عالية لتعلنها مدوّية: آن أوان قلع هذا النّظام القاصر العاجز الذي وضع قوانينه البشر واستبدال نظام ربّ البشر ودستوره الذي أنزله هدى ورحمة للعالمين، به.

 

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّٰالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً﴾

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...