اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بيان صحفي: "العليق عند الغارة لا ينفع"! جاهزية دولة الخلافة في التعامل مع الكوارث والحوادث


صوت الخلافة

Recommended Posts

المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن

التاريخ الهجري    19 من صـفر الخير 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 07
التاريخ الميلادي     الخميس, 15 أيلول/سبتمبر 2022 م  

 

 

بيان صحفي

"العليق عند الغارة لا ينفع"!

جاهزية دولة الخلافة في التعامل مع الكوارث والحوادث

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/84351.html

 

أدى انهيار بناية سكنية في منطقة اللويبدة وسط العاصمة عمّان يوم أول أمس الثلاثاء، إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 10 آخرين في حصيلة غير نهائية في ظل استمرار عملية البحث عن ناجين بين الأنقاض. وهناك معلومات غير مؤكدة حول وجود أكثر من 10 أشخاص تحت الأنقاض، من بينهم أحياء، وقامت أمانة عمّان، بإخلاء 4 عمارات مجاورة للمبنى المنهار.

 

بداية نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة لمن توفي في هذا الحادث الأليم، والشفاء للمصابين، وأن يلهم ذويهم جميعا الصبر ويحسن عزاءهم، وما على المسلم إلا التسليم لقضاء الله سبحانه وتعالى والصبر على ما ابتلاه الله به، عسى أن يبدله الله في الدنيا والآخرة خيرا مما فقد أو خسر.

 

إلا إن هناك جانبا آخر للمسألة لا علاقة له بالقضاء والقدر، بل هو من صميم رعاية الحاكم لرعيته، فقد تكررت الحوادث والكوارث في طول البلاد وعرضها وتنوعت، على مدى عقود من الزمن؛ من الحوادث والكوارث التي تعقب الأمطار والثلوج الغزيرة وانهيار البنى التحتية، إلى حادثة تسرب الغاز، ونقص الأوكسجين، وحوادث المرور، وحوادث انهيار الأبنية والأسوار سواء القديم المتهالك منها، كما يقال، أو حتى الجديد الذي هو قيد الإنشاء، ونتج عن معظمها إزهاق الأرواح البريئة والخسائر من إصابات جسدية ومادية.

 

وبرغم هذه الحوادث والكوارث وتكرارها، لا يرى الناس من النظام وأجهزته وجاهزيته التي يتشدق بها إلا التخبط والفزعة الآنية اللحظية في معالجة آثار هذه الكوارث، فأهل الأردن يدفعون أعلى الضرائب في العالم، وتستدين الدولة المليارات حتى فاقت المديونية 51 مليار دولار، وهم لا يكادون يرون أثرا لرعاية مصالحهم، فالبنى التحتية متهالكة تحت وطأة الحكومات المتسارعة، ولا ماء ولا طاقة إلا بأعلى الأسعار إن وجدت، ومصالح التعليم والتعليم العالي في أسوأ مستوى، والرعاية الصحية لا ينالها إلا بعض الناس وبشق الأنفس، وعندما تقع الحوادث لا نجد الاستراتيجيات ولا الآليات ولا خطط التعاون بين القطاعات المعنية للتقليل من أثر هذه الحوادث، رغم أننا إعلاميا في طليعة الدول التي تهب فزعة لتقديم المساعدات الفنية والمادية والطبية للكوارث والتي تحدث في دول العالم الأخرى.

 

إن أساس المشكلة في الرعاية الحقيقية والصحيحة للناس، والضنك الذي يعيشونه سواء في وقت الرخاء أو وقت الشدائد والكوارث والحوادث هو إبعاد الإسلام عن معترك الحياة، وإبدال النظام الرأسمالي بالإسلام، فالنظام الرأسمالي الديمقراطي لا ينظر للأمور إلاَّ نظرة مادية غير إنسانية فلا يضع اعتبارا إلاَّ للجدوى المادية في التعامل مع الكوارث، ولا يهتم لرعاية الإنسان ومصالحه والمحافظة على النفس البشرية إلا بمقدار المصالح المادية التي يجنيها.

 

لكن الدولة الإسلامية أي دولة الخلافة مكلفة بتأمين حياة رعاياها في كل وقت. فالرسول ﷺ يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (رواه البخاري)، ومن منطلق رعاية الشؤون الواجبة على الخليفة تجاه رعيته، ومنعا أو إزالة للضرر المترتب على مثل هذه الكوارث، فإن الدولة الإسلامية مسؤولة عن الإعداد الوقائي ضد هذه الكوارث، وعن التهيئة المسبقة لمواجهتها حال وقوعها، وعن إعادة بناء ودعم المناطق المنكوبة.

 

فالحوادث والكوارث تتطلب استعدادا تاما لأن أوقات حدوثها غير معروفة، فالاستجابة السريعة أثناء وبعد حدوث الكوارث من مثل انهيار المباني على سكانها مهمة للغاية في إنقاذ حياة الناس، فتعين الدولة الإسلامية لجنة من المختصين في كل ولاية تتبع لوحدة مركزية لإدارة الكوارث والحوادث وظيفتها الإعداد المسبق للحد من الكوارث ونتائجها، ووضع الخطط للتعامل معها وحسب طبيعة المنطقة، ومن ثم التعامل مع الحادثة بأفضل الأساليب والوسائل العلمية والتقنية المتوفرة في العالم، ومن ثم تقوم اللجان بإصلاح نتائج الكوارث، وفي الأثناء تقوم بتوفير الرعاية من مأكل وملبس ومسكن لكل من اضطر للإخلاء وللمدة التي يحتاجها.

 

غير أن كون الدولة الإسلامية هي المسؤول الأول عن علاج آثار مثل هذه الكوارث لا يعني أن المسلمين كأفراد معفون من المساعدة والمساهمة في جهود التصدي للكوارث، لأن أدلة إزالة الضرر وأدلة وجوب إغاثة الملهوف والمصاب أدلة عامة، تشمل الدولة والأفراد، كقوله ﷺ وشبك أصابعه: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً».

 

إن النظرة التي تبهر الناس في بلادنا في تعامل بعض الدول الأخرى مع مختلف الحوادث والكوارث بكفاية وجاهزية وأساليب ووسائل عالية المستوى، ليست حلما بعيد المنال، بل فرضه عيشهم في دويلات هزيلة جزأها المستعمر الكافر ونصب عليها أنظمة تجعل من عيش أهلها ضنكا وبؤسا وشقاء، رغم ما حباها الله به من عقول وثروات، ولكنه متحقق فوري بأفضل من ذلك بمجرد قيام دولة الخلافة الراشدة، وبسرعة في الإنجاز والكفاية والخبرة في التعامل، والرعاية للمبتلين والمتأثرين من هذه الحوادث، التي تسهر أجهزتها على تحقيق أفضل طراز للعيش في العالم فرضه الإسلام وأمر به سبحانه وتعالى، فإلى العمل من أجل قيامها ندعوكم أيها المسلمون.

 

 

﴿إنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...