اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الدروس المكثفة في العقيدة الإسلامية - متجدد


الدين الخالص

Recommended Posts

أدلة الاعتقاد نقلية وعقلية

 

فمنها ما هو عقلي ونقلي في نفس الوقت كأدلة وجود الله وتوحيده وأن القرآن حق وأن الرسالة حق فهذه أدلتها نقلية كونها موجودة كلها في الكتاب أي من مادة هذا الدين وهي في نفس الوقت برهانية عقلية لأنها تعتمد على الأدلة العقلية

 

ومن الأدلة في الاعتقاد ما هو نقلي فقط ويحرم على العقل أن يدخل فيه وهو تفاصيل العقيدة الرئيسية والفرعية فمثلا حقيقة الإيمان وأركانه وشروطه وحقيقة الكفر وحقيقة الشرك وأنواعه وتفصيلات متعلقة بالملائكة والجن واليوم الآخر وغيرها

رابط هذا التعليق
شارك

طيب اثبت لي وجود الخالق (واقول الخالق وليس الله عز وجل) نقليا

وايضا حدد لي ماهية هذا الوجود للخالق هل هو وجوبا ام امكانا ، اي هل الخالق واجب الوجود ام ممكن الوجود ؛ نقليا

 

مودتي

رابط هذا التعليق
شارك

ما هذه الألفاظ الغريبة أخي مثل واجب الوجود أو ممكن الوجود؟؟

 

على كل حال فإن الله عز وجل وجوده طاغ على كل شيء وفقط المحجوبون هم من يشكك في وجوده!

 

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

 

ومع ذلك أود منك أن تقرأ هذا البحث الذي أرتضيه في إثبات هذه القضايا عقليا وأرجو قراءته كاملا وسيظهر لك فيه أن الأدلة هي عقلية نقلية

وأن قول المتكلمين أن الدليل العقلي يجب أن يكون من خارج النصوص لأن المدعو لا يؤمن أصلا بالقرآن هو قول مردود وأسهل رد عليه أن الرسول عليه الصلاة والسلام واجه الكفار بالقرآن وجادلهم وجاهدهم به تبيانا للأدلة العقلية وهو خطاب شديد التأثير على الوجدان كذلك والوجدان والفكرة من خلق الله وحين تتم مواجهتها بخطاب من عند الله كذلك يتم التأثر وهو ما يفسر الآية التي تتحدث كيف يخر الجبل خاشعا من خشية الله لو أنزل عليه هذا القرآن! ومع ذلك الأدلة العقلية في كتاب الله كثيرة وتبين كل القضايا العقلية في العقيدة وإليك التفصيل:

 

 

الدليل العقلي

 

كما يخاطب القرآن الوجدان البشري ليوقظه إلى حقيقة الألوهية، فإنه كذلك يخاطب العقل البشري ليفكر ويتدبر، وينظر في آيات الله في الكون، ليعرف دلالتها. وإليك نماذج من الأسئلة التي ترد على العقل ليتفكر ويتدبر.

 

1) هل يمكن أن يوجد هذا الكون الهائل بغير خالق؟

 

2) هل يمكن أن يدبر شئون هذا الكون الضخم إلا إله قادر عليم حكيم؟

 

3) هل يمكن أن يكون لهذا الإله شريك في الملك أو شريك في التدبير؟

 

4) هل آيات القدرة المبثوثة في تضاعيف الكون تشير بأن هذا الإله يمكن أن يعجز عن أمر من أمور الخلق أو التدبير أو الرزق أو الإحياء أو الإماتة أو البعث أو الجزاء؟

 

وتلك كلها أمور سبق للقرآن أن خاطب فيها الوجدان، ولكن القرآن يخاطب الإنسان كله: وجدانه وعقله. فكما عرض هذه الأمور كلها على الوجدان عرضاً مؤثراً ينتهي باقتناع الوجدان وإدراكه لحقيقة الألوهية، فكذلك يعرضها على العقل، يناقشه، ويوقظه للتفكير المنطقي السليم، الذي يؤدي في النهاية إلى الغاية ذاتها، وهي إدراك حقيقة الألوهية، ومن ثم وجوب الإيمان بالله الواحد دون شريك.

 

والآيات التي تخاطب العقل وتدعوه إلى التأمل والتدبر كثيرة في القرآن نجتزئ بذكر نماذج منها:

 

(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20، 21].

 

ولو تأمل الإنسان بعقله الآيات المبثوثة في الأرض، والآيات المبثوثة في النفس لأصابه العجب والذهول لكل آية من هذه الآيات المعجزة، التي تنم كل منها على وجود الخالق سبحانه، وعلى قدرته المعجزة التي لا تقف عند حد.

 

فالأرض جرم صغير بالنسبة للأجرام السماوية الضخمة التي يزخر بها هذا الكون، لا تعدو أن تكون كحبة الرمل بالنسبة للصحراء الواسعة التي لا يأتي البصر على آخرها. ومع ذك ففيها - على ضآلتها - من آيات الله المعجزة ما يعجز الخيال عن تتبعه فضلاً عن إحصائه، وفيها من الخصائص التي أودعها الله بها ما تذهل له العقول.

 

فقد هيأها الله - وحدها فيما نعلم حتى اليوم من الأجرام الأخرى - بخاصية الحياة، وجعل لها من الظروف ما يجعل الحياة عليها ممكنة الوجود والاستمرار. فكتلتها محسوبة بحساب رباني دقيق يجعل جاذبيتها تحتفظ حولها بغلاف جوي لا يتبدد، وفي هذا الغلاف يوجد الأكسجين المطلوب لتنفس الكائنات الحية، وبالقدر المطلوب لتنفس هذه الكائنات بلا زيادة فيه ولا نقصان؛ لأن الزيادة والنقصان كلتاهما ضارة بهذه الأحياء! وحرارتها محسوبة بذلك الحساب الرباني الدقيق، بالصورة التي تحتملها الكائنات الحية فلا تموت من شدتها ولا من ضعفها! والأقوات فيها محسوبة بحيث تفي بحاجة تلك الكائنات من الغذاء مع توازن دقيق بين هذه الكائنات وبين أقواتها: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر: 19]. (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) [فصلت: 10].

 

وعلى ذكر التوازن في الأرض بين الكائنات الحية والتوازن في الأقوات، فقد ذكرت الأنباء أن الشيوعيين في الصين سولت لهم أنفسهم الشريرة أن يقتلوا جميع العصافير الموجودة في الصين بحجة أنها تأكل عشرة في المائة من مجموع الغلال التي يزرعونها! فجندوا في كل القرى والمدن فرقاً تتناوب الضرب على الدفوف وقطع الصفيح ليل نهار لمدة ثلاثة أيام، فكلما أرادت العصافير أن تأوي إلى عشوشها لتنام أو تستريح أزعجها الصوت فعادت إلى الطيران، حتى هلكت جميع العصافير من الجوع والعطش والتعب وعدم النوم. وفرح الشريرون بأنهم قضوا على تلك المخلوقات الصغيرة اللطيفة، واطمأنوا إلى أن المحصول سيصل إليهم كاملاً غير منقوص! ولكن الله كان لهم بالمرصاد! فإن الحشرات الضارة التي كانت تلك العصافير تأكلها فتمنع أذاها عن الزرع بحكمة الله وتدبيره، انتشرت في الأرض بعد موت العصافير فأكلت خمسين في المائة من المحصول! وهكذا حين أراد البشر الضالون أن يعبثوا بالتوازن الذي أوجده الله في الأرض بحكمته أصابهم الجزاء الرادع من عند الله، وكانت هذه آية لهم لو كانوا يعتبرون!

 

وهكذا لو مضينا نتتبع آيات الله في الأرض: في الكبيرة والصغيرة، لوجدنا عجائب لا تنتهي. (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الرعد: 4].

 

فالأرض فيها قطع متجاورات تختلف بنية كل منها عن الأخرى رغم تجاورها. بعضها ينبت الزرع وبعضها لا ينبته، وبعضها يصلح لأنواع معينة من الزرع دون غيرها.. وتلك وحدها عجيبة.

 

ثم إن الأرض الواحدة تنبت أنواعاً شتى من الزروع والنخيل والأعناب.. كلها يُسْقَى بماء واحد، ولكن بعضها يختلف عن بعض. حتى النوع الواحد كالنخيل تخرج منه النخلة المفردة والنخلة المزدوجة.. وتلك عجيبة أخرى.

 

ثم إن هذه الزروع مختلفة الطعوم والمذاقات، يفضل الناس في طعامهم بعضاً منها على بعض.. وتلك عجيبة ثالثة.

 

ثم إن الطعم الواحد قد يفضله إنسان ولا يفضله إنسان آخر حسب ذوقه الخاص المركب في طبعه.. وتلك عجيبة رابعة.. وصدق الله العظيم: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

 

أما الآيات في الأنفس فإنها أعجب! فالخلية الواحدة الملقحة التي يتكون منها الجنين تشتمل على كل خصائص الجنس البشري وهي لا تكاد تُرى! فينمو منها إنسان كامل فيه كل خصائص الإنسان!

 

ثم إنها تنقسم وتتخصص في أناء نمو الجنين، فيصبح جزء منها رأساً، وجزء آخر يداً، وجزء ثالث قدماً.. وهكذا.

 

ثم إنها تحتوي كذلك على جزيئات تحمل الخصائص الوراثية التي يرثها الجنين من الأب والأم أو الأجداد. فقد يحمل الجنين صفة من الأب كلون الشعر مثلاً، وصفة من الأم كلون العينين، وصفة من أحد الجدود كالطول أو القصر أو شكل الأنف أو شكل الأذن.. بل الأعجب من ذلك وراثة الصفات النفسية والعقلية كالكرم أو البخل، والشجاعة أو الجبن، والذكاء أو الغباء، والميل إلى العلوم أو الميل إلى الآداب!

 

وهذه الصفات العقلية ذاتها.. ما هي؟ كيف توجد؟ وأين توجد؟ كيف يفكر العقل؟ كيف يتذكر الإنسان ما يتذكر؟

 

إن كل أبحاث العلم حتى هذه اللحظة قد عجزت عن أن تقول لنا كيف يفكر العقل وكيف يتذكر! وأين تكون الأفكار وأين تختزن المعلومات وكيف يستدعيها الإنسان حين يريد استدعاءها، وكيف تخطر على باله أحياناً بغير استدعاء!

 

والصفات النفسية كذلك.. ما هي؟ كيف توجد؟ وأين توجد؟ كيف تتكون في النفس صفة الكرم أو البخل أو الشجاعة أو الجبن؟ وفي أي مكان تكمن هذه الصفة في الإنسان؟ في جسمه؟ أين؟ في مخه؟ أين؟ هل هي شيء معنوي أم مادي، وفي كلا الحالين كيف تؤثر في تصرفات الإنسان وسلوكه؟

 

وأعجب من ذلك: كيف تورث؟!

 

ولو مضينا نتتبَّع خصائص الإنسان، وآيات الله في الأنفس، لما انتهينا من العجب لكل خصيصة وكل آية، ولأدركنا أن هذا كله لا يمكن أن يحدث من تلقاء نفسه بهذه الدقة المذهلة. لا بد له من موجدٍ، ولا بد أن يكون هذا الموجد حكيماً غاية الحكمة وقادراً إلى حد الإعجاز، وإلا ما استطاع أن ينشئ هذا الخلق الدقيق المعجز، الذي تحتوي كل جزئية منه على عجائب لا يحصرها العقل.

 

ومن أجل ذلك يقول الله بحق: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)؟!

 

(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ، لَوْ كَانَ فِيهِمَا [23] آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ) [الأنبياء: 21، 24].

 

في هذه الآيات يخاطب القرآن العقل لكي يتدبر الأمر ويستخلص نتيجة منطقية لما يرى حوله من الآيات، ويطالبه أن يأتي بالبرهان على ما يدعي مخالفاً للحق الظاهر.

 

فالحق الظاهر أن هذا الكون متناسق إلى أبعد ما يتصور العقل من التناسق: (مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ) [الملك: 3، 4].

 

فدورة الفلك المضبوطة التي لا تختل قيد شعرة في هذا الكون العريض كله، ودورة الليل والنهار الناشئة من حركة الأفلاك، والتي تأتي في موعدها المضبوط بالدقيقة والثانية وأجزاء الثانية على مدار الفصول وعلى مدار القرون والأجيال..

 

وخواص المادة التي أودعها الله فيها لا تخطئ مرة واحدة على مر الزمن ولا تختلف مرة عن مرة. فالحديد هو الحديد، والنحاس هو النحاس، والأكسجين هو الأكسجين، لا يتغير تركيبها ولا خواصها، ولا يتغير سلوكها إزاء الحرارة والبرودة أو إزاء الضغط أو في تفاعلاتها الكيماوية مع غيرها من العناصر. لا يحدث مرة واحدة أن يتكون الماء إلا من ذرة من الأكسجين وذرتين من الأيدروجين. ولا يحدث مرة أن يسخن الحديد فلا يتمدد. ولا يحدث مرة أن يطرق النحاس فلا ينطرق.

 

والذرة التي هي أبسط التكوينات التي أمكن للعلم حتى اليوم أن يكشف عنها في نظامها الدقيق العجيب المكون من نواة (هي البروتون)، وأجسام صغيرة غاية في الدقة (هي الإلكترونات)، تدور حولها في نظام دقيق، متجاذبة معها ومتعادلة في الشحنة الكهربائية في وضع يشبه الشمس ومن حولها الكواكب.

 

والخلية والحدة وسلوكها العجيب في غذائها وإفرازها ونموها وتكاثرها.. والكائنات الحية وخصائصها التي تميز كل جنس منها عن الآخر، وتميز كل نوع من أنواع الجنس عن الآخر.. فللنبات عامة خصائصه، ولكل نوع من النبات خصائصه. وللحيوان خصائصه، ثم لكل نوع من أنواعه خصائصه.

 

ثم الإنسان أعقد الكائنات الحية وأرفعها.. وكل جزء في تكوينه عجيبة في تناسقه وأداء وظيفته.

 

هل يمكن مع ذلك كله أن يكون في السماوات والأرض إلا إله واحد مسيطر مدبر حكيم هو الله سبحانه وتعالى؟ (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا).

 

أليس كل إله يخلق بمفرده كيف يشاء؟ فكيف يتطابق الخلق الصادر عن واحد من الآلهة مع الخلق الصادر عن إله غيره؟ كيف تكون الشجرة التي يخلقها واحد من الآلهة متطابقة تماماً في كل أحوالها مع الشجرة التي يخلقها إله آخر؟ كيف يكون الماء الذي يخلقه أحد الآلهة هو الماء نفسه الذي يخلق الإله الآخر من ذرة من الأكسجين وذرتين من الأيدروجين؟

 

كيف تنتظم دورة الفلك التي ينشئها إلاهان مختلفان، ويشرف على شئونها أكثر من إله؟

 

هل يمكن أن تنتظم إذا تعددت الإرادة التي تهيمن عليها والسلطان الذي يسيرها؟

 

ألا يحدث أن واحداً من الآلهة يريد الشمس أن تشرق من المشرق وآخر يريدها أن تشرق من المغرب! فكيف يصير الأمر؟

 

ألا يحدث أن واحداً من الآلهة يريد للحديد أن يكون صلباً تصنع منه الأدوات الصلبة التي تعين الإنسان على عمارة الأرض وتعينه على صنع السلاح الذي يقاتل به لإعلاء كلمة الله: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].

 

بينما إله آخر يريد أن يكون الحديد طريّا ليِّنا عديم الشكل؟ فكيف يصير الأمر؟

 

هل ينضبط شيء حينئذ في الكون كله؟ وهل يستقيم الأمر؟ أم يصبح الكون فوضى، تتصادم فيه الأفلاك وتتعارض، وتتصادم فيه الإرادات المشرفة عليه وتتعارض، ويصبح كالعقد المنفرط لا يجمعه نظام؟

 

من أجل ذلك يخاطب القرآن العقل فيقول له: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)!

 

ثم يخاطبه مرة أخرى متحدياً بعد هذا البيان: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ)!

 

نعم! فليبحث العقل عن برهان! إن الأمر ليس فوضى، يقول فيه القائل بهواه! بل لا بد لكل قول من برهان. فهاتوا برهانكم! هل تستطيعون أن تبرهنوا - والكون بهذا الاتساق المعجز - أن هناك إرادة أخرى تسيطر على الكون غير إرادة الله؟

 

فإن عجز العقل عن البرهان - وهو لا محالة عاجز - فليتدبر أمره وليؤمن بالله الواحد الذي لا شريك له في الملك ولا في السلطان. (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 91].

 

في مثل المناقشة العقلية التي ذكرناها في الفقرة السابقة، يجري السياق هنا مناقشة مع العقل البشري، يقدم لها بمجموعة من الآيات يلفت فيها العقل إلى بعض الحقائق المسلمة التي لا يجادل فيها أحد، أو ينبغي ألا يجادل فيها:

 

(قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ، قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ، بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 84 - 91].

 

فإذا سلَّم الإنسان ابتداء بأن الأرض ومن فيها من صنع الله وإنشائه وهو مالكها، وإذا سلَّم بأن السماوات السبع هي لله، هو منشئها وهو ربها ورب العرش العظيم، وإذا سلَّم بأن ملكوت كل شيء لله، هو المدبر فيه وحده، وهو الذي يجير بقوته ولا يجار عليه؛ لأنه صاحب العظمة والسلطان.. بدهيات لا يملك عقل أن ينكرها، وإلا جابه هذا السؤال الوارد في سورة الطور: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [الطور: 35]. وهو سؤال مُسكت ملجم يتحدى كل منكر [24].

 

إذا سلَّم الإنسان بكل هذا فقد لزمه - منطقيّا - أن يسلم بالنتيجة التي تؤدي إليها هذه المقدمات، وهي أنه إله واحد لا شريك له ولا يمكن أن يكون له شريك. لذلك يكرر السياق التذكير بعد كل مقدمة من المقدمات: " أفلا تذكرون "؟ " أفلا تتقون "؟ " فأنَّى تسحرون "؟!

 

ولكن السياق لا يكتفي بالتذكير المصحوب بالتقريع؛ بل يمضي مع العقل البشري خطوة أخرى في المناقشة فيعرض أمامه هذه الحقيقة ليتدبرها:

 

لنفرض جدلاً أنه كان مع الله آلهة أخرى فكيف يكون الموقف؟

 

(إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ).

 

في الفقرة السابقة في آية سورة " الأنبياء " كان يعرض أمر الفساد الذي كان لا بد أن يحدث في السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا).

 

وما دام هذا الفساد غير حادث، والكون منضبط في حركته كما نرى، فقد انتفى إذاً وجود آلهة غير الله.

 

وفي هذه الآية من سورة " المؤمنون " يعرض الأمر من الوجهة الأخرى، وجهة الآلهة ذاتهم - لو أنهم أكثر من إله واحد - وما كان لا بد أن يحدث بينهم من صراع ونزاع: (إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ).

 

فإذا كان إله خلق جزءاً من الخلق فهل يعقل أن يتنازل عن خلقه لإله آخر؟ أم المعقول والبدهي أن يتشبث بخلقه ويستحوذ عليهم ويحاول أن تكون له السيطرة عليهم وحده؟ وعندئذ ماذا يحدث؟! يحدث نزاع بيم الآلهة المزعومة على السيطرة! هذا يريد أن يسيطر وهذا يريد أن يسيطر! كل منهم يريد أن تكون له وحدة الكلمة النافذة في الكون ويكون أمره هو المطاع! هذا يصدر أمراً ويطلب تنفيذه، وذاك يصدر أمراً مضادّا ويطلب تنفيذه. وكل يتشبث بكلمته زاعماً أنه هو الأعلى وهو الأحق بأن تسمع كلمته ويُطاع!

 

فهل هذه الآلهة - المتوهمة - تستحق الاحترام وهي هكذا تتعامل مع بعضها البعض؟!

 

وهل يستقر حال الكون وهي - في صراعها على السلطة - تصدر الأوامر المتباينة للكون، فيحار الكون لأي أمر يذعن وأي أمر يطيع؟!

 

كلا! ما كان حال الكون ليستقر لو أنها آلهة متعددة تتصارع فيما بينها وتتنازع. وما كان الكون ليبدو متناسق الحركة متناسق الصنعة متناسق التدبير.

 

والعقل البشري مكلف أن يفكر ويتدبر.. فما دام الإنسان قد سلم - أو ينبغي أن يسلم - بأن الأرض لله، والسماوات السبع لله، والملكوت لله، والتدبير لله.. فماذا بقي إذن من عمل تقوم به تلك الآلهة الأخرى المزعومة؟

 

وما دام الكون في سيره لا يبدو عليه الخلل والاضطراب، بل يظهر فيه الاتساق الكامل والانضباط، أفلا يدل ذلك على وحدة السيطرة التي تدبر شئونه وترعاه؟!

 

(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ، أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ، أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ، أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ، أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [النمل: 59 - 64].

 

هنا في الحقيقة خطاب للوجدان والعقل في آن واحد. وقد أسلفنا القول إن القرآن كثيراً ما يقرن خطاب الوجدان مع خطاب العقل في سياق واحد. ولكنا هنا سنركز تركيزاً أكبر على أدلة العقل وبراهينه، وفيما مضى من الحديث عن الوجدان في الفصل السابق ما فيه الكفاية.

 

يبدأ السياق بسؤال في الآية الأولى بعد حمد الله والسلام على عباده الذين اصطفاهم بالنبوة والرسالة، وهذا السؤال يواجه الإنسان كله، وعقله بصفة خاصة: (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ).

 

والإجابة عن السؤال تقتضي الموازنة - إن كان هناك مجال للموازنة - بين الله سبحانه وتعالى وبين الآلهة المزعومة التي يعبدها بعض الناس مع الله أو من دون الله، ليتبين أيهما خير: آلله أم تلك الآلهة المدعاة؟

 

والسياق القرآني يبادر العقل بما يعينه على معرفة الإجابة الصحيحة، إن كان - لسبب من الأسباب - يجهلها! فيقدم له أول المُعِينات في صورة سؤال آخر لو اهتدى لإجابته - وهي بدهية في الحقيقة - لاهتدى في ذات الوقت لإجابة السؤال الأول الذي تصدَّر السياق، وهو قوله تعالى: (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)؟

 

تسأل الآية الثانية في السياق: من الذي خلق السماوات والأرض؟ ومن الذي أنزل عليكم من السماء ماء فأنبت به حدائق بهيجة المنظر ما كان لكم أن تنبتوا شجرها لولا ما أنزل الله لكم من السماء من ماء، ولولا ما أودع فيها هي ذاتها من خاصية النمو حين ينزل عليها الماء؟

 

وقبل أن يجيب الإنسان الذي يُوجَّه له ذلك السؤال، يبادره السياق بسؤال ثالث يحمل في طياته في الحقيقة إجابة السؤال السابق: يقول: (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ)؟!

 

وهكذا يحاصر السياق حصاراً كاملاً بحيث لا يجد مفراً من الإجابة الوحيدة التي يستقيم بها الأمر كله!

 

(أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ)؟ كلا!

 

وإذاً فالسؤال السابق ليست له إلا إجابة واحدة كذلك: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا)؟ هو الله!

 

وإذاً فالسؤال الذي صُدِّر به السياق قد تحددت إجابته على وجه التأكيد: (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)؟ بل الله!

 

ولقد كان يكفي العقل والوجدان معاً هذه الجولة لتقر النفس بألوهية الله الواحد بلا شريك. ولكن الله العليم الخبير يعلم من أحوال النفس البشرية أنها تحتاج إلى التذكرة مرة ومرة ومرة. ومن ثم يبدأ السياق على النسق ذاته جولة ثانية وثالثة ورابعة.. وخامسة.

 

(أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

 

فإذا كانت الجولة الأولى مع خلق السماوات والأرض ومع الماء النازل من السماء إلى الأرض، ومع الحدائق النابتة من نزول الماء، فهذه الجولة كلها في الأرض، تذكر جعل الأرض مستقرّاً للإنسان يجد فيها رزقه ومعاشه ومتاعه المقدر له إلى حين، وتذكر جعل الأنهار خلال هذه الأرض، وجعل الرواسي لها لتكون سبباً في استقرارها، وجعل الماء العذب الذي أعده الله لشرب الكائنات الحية محجوزاً عن الماء المالح الذي تعج به البحار والمحيطات... وكلها من آيات رحمة الله بالإنسان كما أنها من آيات قدرته. فمن غير هذا الإله القادر يستطيع أن " يجعل " كل هذه الأشياء على صورتها التي هي عليها؟ وعندئذ يجيء التعقيب في مكانه: أإله مع الله؟ وإجابته قد تقررت منذ الجولة السابقة، ولكنه المزيد من التوكيد.

 

أما الجولة الثالثة ففي محيط البشر، تذكرهم بما يقع لهم ولكنهم ينسونه في غفلتهم: أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف ما به من سوء؟ ومن يجعلكم خلفاء الأرض جيلاً بعد جيل، ترثون الأرض بعد آبائكم وتتمكنون فيها وتسخرونها لمعايشكم؟ أيتمّ ذلك من تلقاء نفسه؟ وكيف يتم إذا لم يخلقكم الله أصلاً من أصلاب آبائكم؟ وكيف يتم إذا لم يبق الله الأرض لترثوها منهم؟! ثم يجيء التعقيب المكرر، ليزيد الأمر توكيداً في النفس: أإله مع الله؟ والإجابة هي الإجابة بكل تأكيد.

 

والجولة الرابعة مع البشر كذلك، ولكنها تذكر نعماً أخرى من نعم الله على الإنسان: من يهديكم في ظلمات البر والبحر؟ فإذا كان ضوء الشمس يهديكم بالنهار ولكنكم تنسون النعمة وتغفلون عنها، فإنكم أولى أن تتذكروا الهداية في الليل والظلمة محيطة في البر وفي البحر. فهنا تتلمسون الهداية فلا تجدونها إلا بعون الله لكم سواء بالنجوم تحدد لكم اتجاهكم، أو بالقمر يرسل نوره فيكشف جانباً من الظلمة، أو فينا هداكم الله إلى عمله من المشاعل والمصابيح التي تنير الظلام. ثم نعمة أخرى يذكِّر الله بها الإنسان: ومن يرسل الرياح تبشر برحمة الله المتمثلة في السحاب والمطر! " أإله مع الله "؟ كلا! " تعالى الله عما يشركون "!

 

وتجيء الجولة الأخيرة كالأولى تشمل السماوات والأرض وتربط ما بين السماوات والأرض، وتزيد عليها ذكر البعث: من الذي يبدأ الخلق ثم يعيده؟ أهناك غير الله من تبلغ قدرته أن يخلق من لا شيء؟ ومن يعيد الخلق حين يشاء؟ ومن يرسل لكم الرزق من السماء والأرض؟ (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)!

 

وحين يصل السياق إلى غايته يكون الوجدان والعقل قد وصلا كذلك إلى غايتهما من التمثل لهذه الحقيقة الكبرى: حقيقة وحدانية الله بلا شريك. فإذا جاء التحدي الأخير: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فليس له جواب إلا الاقتناع الكامل والتسليم.

 

(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ، فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ، كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ، قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ، قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ [25] إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [يونس: 31 - 36].

 

السياق هنا قريب من السياق السابق في آيات سورة " النمل " ولكنه يختلف عنه في أمرين:

 

الأمر الأول: أنه في السياق السابق كان يذكر آيات الله في السماوات والأرض والناس ثم يسأل: أإله مع الله؟ وتكون الإجابة الضمنية الطبعية هي: لا! ليس مع الله إله. ليس لله شريك في الخلق ولا في الملك ولا في التدبير.

 

أما هنا فالسياق يشير إلى الشركاء بالذات، ويركز عليهم، يركز عليهم لينفي وجودهم، ولكنه لا ينفيه نفياً مباشراً، إنما من خلال سؤال مكرر: هل من شركائكم - المزعومين بطبيعة الحال - من يفعل كذا أو كذا مما يفعله الله؟ فإذا كان الجواب بالنفي - ولا بد أن يكون بداهة كذلك - فماذا يفعل الشركاء إذن؟ وإن لم يكن لهم عمل فما معنى وجودهم؟ إنهم إذن لا وجود لهم ما داموا لا يعملون شيئاً على الإطلاق!

 

والأمر الثاني: أنه ينبه العقل الغافل إلى طريق التفكير الصحيح. إنه لا يجوز للعقل - الذي خلقه الله للتفكر والتدبر - أن يأخذ الأمور بالظن، دون تمحيص وبرهنة وإثبات. والظن لا يغني شيئاً عن الحق. فعلى الذين يأخذون القضية بالظن أن يتخلوا عن هذا الطريق الخاطئ ويتبعوا الطريق الصحيح، طريق الدليل الصحيح والبرهان.

 

تبدأ الآية الأولى بسؤال حاشد: من يرزقكم في السماء والأرض؟ من يملك السمع والأبصار؟ من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟ من يدبر الأمر؟ وهي لمحات سريعة في مجالات شتى في آن واحد، تحاصر العقل وتحصره في إجابة واحدة: (فَسَيَقُولُونَ اللّهُ)! وإذا كان الأمر كذلك أفلا تتقون، وقد عرفتم الإجابة الصحيحة على السؤال!

 

(فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)؟

 

الله الذي عرفتموه، وعرفتم أنه هو الذي يرزقكم من السماء والأرض ويملك سمعكم وأبصاركم ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويدبر الأمر.. هو ربكم الحق. لا ربوبية لغيره، فكيف تتجهون إلى غيره؟ كيف تحيدون عن الحق الواضح فتضلون؟ فإن من تجاوز الحق فليس أمامه سوى الضلال.

 

(كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ). لأنهم يصرون على مجاوزة الحق فيقعون في الضلال.

 

ثم تجيء المناقشة التي أشرنا إليها: (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)؟ فإذا كان الجواب بالنفي - كما لا بد أن يكون - (قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ). فإذا اتضح هذا الأمر: أن الله يبدأ الخلق ثم يعيده، بينما الشركاء المزعومون لا يبدءون خلقاً ولا يعيدون (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)؟ أنى تصرفون عن الحق وتتبعون الزور والإفك؟

 

ثم مناقشة أخرى: (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ)؟ والجواب - كالمرة السابقة - بالنفي. فلم يؤثر عن أحد من أولئك الشركاء المزعومين أنه أنزل لهداية البشرية كتاباً ولا أرسل رسولاً! فإذا كان الأمر كذلك (قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) فيرسل الرسل وينزل الكتب ويدعو الناس إلى ما فيه صلاح الدنيا وصلاح الآخرة. (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يونس: 25].

 

ثم يمد السياق المناقشة خطوة أخرى: إذا كان الله يهدي للحق، والشركاء المزعومون لا يهدون إلى الحق.. فمن أحق أن يتبع ويُطاع: (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى)؟ آلله أحق أن يتبع أم أولئك الذين لا يهتدون من ذات أنفسهم ويحتاجون هم أنفسهم إلى من يهديهم؟! والإشارة هنا إلى الأصنام التي كان العرب يعبدونها في الجاهلية، ولكنها في الحقيقة تنطبق على كل من يتوجه إليه الناس في كل جاهلية، ممن لا يملكون لأنفسهم الهدى، ويتصدون لهداية الناس! فإلى أي شيء يهدونهم إلا إلى الضلال؟ (فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)؟

 

أين عقولكم التي تفكرون بها؟ وكيف أدت بكم هذه العقول إلى هذا الحكم الفاسد الذي تحكمون به في القضية، فتقولون - بألسنتكم أو بأفعالكم - إن هؤلاء الشركاء أولى بالاتباع من الله، وهم لا يملكون الهدى لأنفسهم فضلاً عن هداية الناس؟

 

السبب هو أنهم لا يحكِّمون عقولهم في الحقيقة. ولو حكَّموها لحكمت بالصواب، فالأدلة قائمة والبراهين موجودة، ولكنهم يتبعون الظن فيضلون عن الصواب: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا). والله أعلم بهم: (إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ).

 

(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [الطور: 35].

 

هذه الآية تحمل أكبر تحد للعقل البشري الضال خلال التاريخ.. وكأنها نزلت للضالين اليوم الذين ينكرون وجود الله ويلجّون في الغي والإلحاد.

 

إن الين يلجّون في الغواية إلى هذا الحد لا ينكرون وجود الله في الحقيقة. فلا يمكن للفطرة - مهما ضلت - أن تنكر وجود الله الخالق. ولكنهم - لسبب من الأسباب - يكابرون، ويتظاهرون بالإنكار.

 

وحتى أولئك الذين يعيشون في ظل الإلحاد، في الدول الشيوعية، ويُدرس لهم الإلحاد في المدارس، ويتربون عليه، ويلقَّنونه في كل حصة من حصص الدراسة.. حتى هؤلاء لا تقر نفوسهم بإنكار وجود الله إلا مجاراة للأوضاع، وخوفاً من سطوة الدولة الكافرة هناك. وإليك مثالاً يثبت لك هذه الحقيقة.

 

حين صعد " جاجارين " رائد الفضاء الأول إلى الجو [26]، أخذته روعة الكون وذهل لما رآه.

 

لقد رأى الكون على صورة أخرى غير التي نراها ونحن على سطح الأرض مغلفين بالغلاف الجوي. لم ير السماء زرقاء كما نراها نحن، إنما رأها سوداء تماماً، ورأى الكواكب والنجوم في داخلها لامعة شديدة اللمعان. لقد كان المنظر - كما يصفه رواد الفضاء - يشبه قطعة من المخمل الأسود، مرصعة بالجواهر اللامعة.

 

وفوجئ " جاجارين " بما رآه... فوجئ بالتجربة الجديدة والمشهد الجديد.. والمشهد الجديد كما ذكرنا آنفاً يوقظ الحس من غفلته، ويوقظ المشاعر من سباتها، ويجلي الكون جديداً كأنما يواجهه الإنسان لأول مرة، فيدرك من دلائل إعجازه ما كان غافلاً عنه من قبل، ويحس بيد الله المبدعة وآثارها في تضاعيف هذا الكون.

 

وهذا هو الذي حدث لجاجارين.. لقد نسي كل إلحاده الذي ربَّته المدرسة عليه.. نسي كل الدروس التي لُقِّن فيها أنه لا وجود لله.. وأخذ يحملق في الكون مدهوشاً من صنعة الله، مبهوراً بما رآه من إعجاز..

 

وحين هبط إلى الأرض كان أول تصريح أدلى به للصحفيين الذين استقبلوه: " حين صعدت إلى الجو أخذتني روعة الكون فمضيت أبحث عن الله "!

 

وهكذا تنطلق الفطرة حين تواجه الحقيقة! وهذا على الرغم من كل الإلحاد الذي لقِّن لجاجارين [27]!

 

كلا! إن الفطرة لا يمكن أن تنكل أبداً عن الشهادة (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) [الأعراف: 172].

 

إنما الذي يحدث أن الإنسان الضال يكابر في هذه الحقيقة لأنه لا يريد أن يخضع لله. ولو أقر علانية بوجود الله للزمه أن يطيعه وأن يعبده، وهو - لأمر من الأمور - لا يريد.. وبدلاً من أن يبدو مقصراً وناكلاً - باعترافه - فإنه " يتفلسف " فيدعي أنه لا يؤمن بوجود الله.

وكيف يمكن للفطرة أن تنكل عن الشهادة، والكون حولها - بكل ما فيه - يحاصرها ويردها إلى الحقيقة؟ كيف تواجه الفطرة أمر الخلق؟ كيف تحل المشكلة إن لم تقر بوجود الله؟ كيف إذن تم هذا الخلق الذي تدركه الحواس ولا سبيل إلى إنكاره: السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب... وكل ما على الأرض من شيء بما فيه الإنسان نفسه؟

 

كيف تم..؟ بغير خالق؟ هكذا من العدم؟! ثم كيف انتظم بعد أن تم؟ ثم كيف حافظ على نظامه كل تلك الملايين من السنين، التي لا يحصيها العقل البشري، دون أن يحدث في نظامه خلل أو اضطراب؟!

 

هل يتم ذلك كله بغير خالق؟! هل يتقبل العقل هذا القول، حتى إن ضل هذا العقل وسار في الظلمات؟

 

يقولون إن " الطبيعة " هي الخالق! كذبوا!.. وما الطبيعة؟!

 

يقولون إن الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها [28]! سبحان الله! أليس هذا هو الله؟ هو الذي يخلق كل شيء ولا حد لقدرته؟! فلماذا نسمي الله بالطبيعة؟ أي منطق في هذه التسمية العجيبة؟ ألا إنه الهوى، وليس العقل، وليست " الفلسفة "! الهوى الذي يمنع الإنسان من الاعتراف بالحق مع أنه - في داخله - يعلم أنه الحق! (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) [النمل: 14].

 

ولكن القرآن يتحداهم.. يتحداهم منذ أربعة عشر قرناً.. وسيظل يتحداهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

 

(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)؟ أما أنهم هم الخالقون فأمر لا يزعمه أحد من المضلين! بقي السؤال الأول بغير جواب: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ)؟ وهو السؤال الملجم المُسكت، الذي لا يملك أحد من المكابرين أن يرد عليه بالإيجاب.

 

ولم يبق إلا أمر واحد، هو أن يكون هناك خالق، هو الذي خلق الخلق بقدرته، وهو الذي يدبر الأمر وحده بلا شريك.. وذلك هو الأمر الذي لا تملك الفطرة أن تنكره وإن ضلت وإن أمعنت في الضلال.. إنما ينكره المكابرون باللسان، لكبر في نفوسهم عن عبادة الله: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [غافر: 56].

 

ونستعيذ بالله كما أمرنا الله، ونؤمن في الوقت ذاته بأن أولئك الجاحدين لا يجحدون الله في الحقيقة إنما هم فقط يتظاهرون.. وحتى إن وصلت الغاشية بهم إلى أن تغشى قلوبهم وأرواحهم، وسمعهم وأبصارهم، فهم عرضة لأن يتيقظوا لحقيقة الألوهية كما تيقظ لها جاجارين!

 

الأستاذ الشيخ محمد قطب حفظه الله من كتاب ركائز الإيمان

 

 

 

[23] فيهما: أي في السماوات والأرض.

 

[24] سنتحدث عن الآية في فقرة مستقبلة بإذن الله.

 

[25] أي لا يهتدي.

 

[26] هو أول رائد فضاء انطلق إلى طبقات الجو العليا في داخل صاروخ، وهو روسي الجنسية.

 

[27] من طريف ما يروى أن الدولة غضبت على جاجارين بسبب هذا التصريح، وأمرته أن يضيف إليه ما ينفيه فقال: "... فبحثت عن الله فلم أجده!! " ونشرت الصحف تصريحه الثاني بعد الأول بساعات!!

 

[28] هكذا يقول دارون، فيقر بالقدرة الإلهية، ولكنه لا ينسبها إلى الله!

تم تعديل بواسطه الدين الخالص
رابط هذا التعليق
شارك

يا ابن ابي !

وصفك للالفاظ التي ذكرها العبد الفقير بأنها غريبة هو وصف، وهذا الوصف كوصف وحده لا يفيد الذم ابتداء فما هو غريب قد يكون وصفا لمدح ومن مثال ذلك الاسلام ؛ دين الله عز وجل جاء غريبا ، وكونه غريب هنا فليس يعني انه مذموم بل هو للمدح. ثم ان رأيك بان هذا القول غريب قد يكون مدعاه عدم الاحاطة. وهنا يكون بخلاف ما سبق الا ان سبق الاعتراض السؤال.

اما فيما يخص المقال الذي اوردته اعلاه فالكلام عليه ما تجد من نقاط ادناه:

# ارجو منك اخي ان لا تعود الى نقل كلام لاناس اخرين وتعتبرها حجة على من تحاوره وذلك لان العاقل هو من يناقش بلسانه لا بلسان غيره ، ولان النقاش ها هنا في ادلة الاستدلال على وجود الخالق، وهذه من مباحث العقيدة والاتباع فيها مذموم لقوله عز وجل :( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [يونس: 31 - 36]. وقوله : {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} (البقرة:170}، وقوله: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} (المائدة:104).

# وكون العبد الفقير قد قرأ الموضوع المقدم اعلاه اكراما لشخصك الكريم ، فلم اجده الا استدلالا عقليا على وجود الخالق المدبر؛ فمن اين زدت انت عليه انه نقلي ايضا؟

#اقتبس لي ما تجده استدلالا نقليا ثم نتناقش

مودتي

العبد الفقير

رابط هذا التعليق
شارك

يا أخي لا تفلسف الموضوع كثيرا قصدت أنها ألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان فهي غريبة ولا أحب استخدامها في وصف الله عز وجل

 

أولا إن استشهادت بالآيات التي تدل على حرمة الاتباع دون دليل ليس في محله فأنا اقتبست لك كلاما فيه أدلة عقلية كامنة في وهذه الأدلة وردت في الآيات التي يذكرها في نفس الكلام فهي أدلة عقلية نقلية ولا يقال هنا آتني من كلامك فمنهمنا ما دام هناك من كتب في الموضوع فلا بأس باستخدام كلامه إن كان يعبر عما نؤمن به وعليك أن نتظر إلى فحوى الكلام بذاته وليس إلى من قال

 

وهو فعلا استدلال عقلي على وجود الله تعالى وليس فقط بل كذلك على توحيده ولكن لو راجعت ببساطة النص أعلاه ستجده يذكل الآيات التي يستدل منها بين الفقرات فهذه الآيات تحوي بداخلها الأدلة العقلية نفسها فهي أدلة نقلية عقلية أي لا شيء من خارج القرآن بل كل هذه البراهين العقلية مذكورة بالقرآن والموضوع واضح

 

ربما تكمن المشكلة عندك هو التأثر بما قاله المتكلمون من أن الأدلة إما عقلية أو نقلية مع أن الأمر في دين الله ليس كذلك وهناك أدلة في نفس الوقت عقلية ونقلية ومنها

 

 

(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20، 21].

 

(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر: 19]. (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) [فصلت: 10].

 

(قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ، قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ، بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 84 - 91].

 

وكلها وغيرها موجهة إلى العقل البشري يتدبرها وتؤثر في نفسه وتدله على حقيقة الله سبحانه

تم تعديل بواسطه الدين الخالص
رابط هذا التعليق
شارك

الله سبحانه وتعالى جعله يزيد في كتابه

ويتعلق عن أي مفهوم للإيمان تتحدث؟

إن كنت تقصد الإيمان الواجب الذي يدخل في الإيمان اصطلاحا الأعمال فالزيادة هنا تعني زيادة الأعمال

وزيادة أعمال القلب المقربة من الله عز وجل زيادة في الإيمان

والعكس هو نقصان له

أما أصل الإيمان وهو الحد الأدنى ليسمى المؤمن مؤمنا كي ينجو من النار ولا يخلد فيها. فلابد من أقل قدر من العلم تنتفي به الجهالة، وأقل قدر من اليقين ينتفي به الشك، وأقل قدر من الصدق ينتفي به النفاق، وأقل قدر من الإخلاص ينتفي به الشرك، وأقل قدر من القبول ينتفي به الرد، وأقل قدر من الانقياد ينتفي به الترك، وأقل قدر من المحبة تنتفي به العداوة والمشاقة والمحادة. وهذا هو الحد الفاصل بين الإيمان والكفر أو حد الإسلام

 

وهذا الإيمان المجمل الذي هو حد أدنى ليكون الإنسان مؤمنا لا يمكن أن ينقص

تم تعديل بواسطه الدين الخالص
رابط هذا التعليق
شارك

نعم أدلته في الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين

ولمراجعة الأدلة فهناك كتاب تفصيلي بعنوان حد الإسلام وحقيقة الإيمان لفضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلي فاقرأه

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

 

أخي "الدين الخالص"

 

أرجو أن تعيد قراءة هذا التعقيب من الأخ ابي مالك وتمعن النظر فيه ، فحضرتك ومن تنقل عنهم، تقعون في أخطاء منهجية في تناول قضايا العقيدة وبحثها ، وتفترضون مسلمات معينة مبنية على المنطق وليس عليها دليل شرعي .

 

فأدعوك للقراءة المتأنية مرة أخرى ولا تستعجل بالرد، وإليك رأي استاذنا ابي مالك بارك الله فيه

 

التقليد في العقيدة يا أخي الكريم حرام

لا بد للمسلم من أن يفهم العقيدة، ويقيم عليها من الأدلة ما يفضي به إلى القطع بها، ولا يصح في هذا التقليد، لا تقليد السلف ولا تقليد الخلف

حين أؤمن باليوم الآخر على سبيل المثال، لا يصح لي أن أبني إيماني به على قول الإمام فلان أو غيره، بل لا بد لي من أن أؤمن به نفسي بالنظر في الأدلة، وبفهمها لأتوصل إلى الايمان باليوم الآخر إيمانا لا يتطرق إليه شك ولا ريب

هناك ثغرات وعثرات في منهج الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن بعده محمد بن عبد الوهاب في العقيدة، وخصوصا في الصفات تجعل اتباع أفهامهم فيها مفضية إلى خطأ الفهم ،

وأما مقولة: على فهم السلف، فهي مقولة علاوة على أنه لا أصل لها، فهي أيضا مقولة لا واقع لها

أولا من هم السلف؟ هل هم الصحابة والتابعين؟ هل هم من عاش في القرن الأول والثاني؟ فهل كل هؤلاء يجتمع على فهم واحد في قضايا متعلقة بالاعتقاد؟

خذ مثلا حبر الأمة رضي الله عنه وأرضاه، يرى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رآى ربه، وترد عليه السيدة أم المؤمنين رضي الله عنها بأن شعرها قف من هذه المقولة!! فأيهما "فهم السلف"؟

إن تعقيد قضايا الإيمان، بجعلها علوما غامضة عصية على الفهم، كما حصل مع موضوع الصفات على سبيل المثال، أفضى إلى تنازع الأمة واختلافها في قضية لم يكن الصحابة يرونها على الشكل الذي رآها عليه المتكلمون ولا التيميون، ولا الوهابيون

العقيدة الاسلامية، هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، والجنة والنار وما شابه من قضايا قطعية الثبوت قطعية الدلالة، لا تتعدد في الأمة، فليس في الاسلام عقيدة الإمام فلان وتختلف عن عقيدة الامام علان

لقد توهم الإمام فلان أن القضية التي أوصلها لمرحلة القطع، وما هي بالمقطوع فيها، فأدخلها في اعتقاده، خطأ منه، فأضحى له عقيدة تختلف عن عقيدة غيره

خذ على سبيل المثال اعتقاد التيميين في الصفات، واعتقاد الأشاعرة في الصفات، وأمثالهم، كل فهم مسائل ظنية الدلالة، فهما يجعلها قطعية الدلالة، وأدخلها في اعتقاده،

والصواب أن الأمة لديها عقيدة واحدة وهذه القضايا الخلافية إن سوغ الاختلاف فيها، فلا يسوغ إيصال ما كان ظنيا منها في ثبوته أو دلالته إلى مرتبة الاعتقاد

لذا، فلا يقال: بفهم السلف، ولا يقال بفهم فلان

وبارك الله بك والسلام عليكم

 

بانتظارك

 

مع تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

أخي يوسف الساريسي ليس في كلامك أي مضمون علمي يتم الرد عليه وإنما هي مجرد دعاوى

 

أما كلام الأخ أبي مالك فقد تم الرد عليه وبشكل علمي واضح وليس كما تدعي أن الأمر مسلمات مبنية على المنطق

 

على العكس تماما فإن من قال بأن أدلة العقيدة عقلية على سبيل المثال ولا يمكن الرد على من لا يؤمن بالإسلام عن طريق القرآن الكريم

من قال ذلك هو الذي استند إلى مسلمات منطقية محضة تأثرا بالفلسفة الإغريقية

 

راجع ردودي السابقة أخي الكريم

 

وكذلك لمعرفة ما أقول ولتبين المنهج الحق من الباطل أدعوك بإخلاص للاستماع والإنصات لهذين الدرسين في الموضوع

 

الأول: تاريخ الانحراف الفكري للإرجاء والمتكلمين

 

http://www.youtube.com/watch?v=KoYkEEWFgQg

 

والثاني: أقوال المرجئة والرد المجمل عليها

 

http://www.youtube.com/watch?v=2Md9t-zEu1E

رابط هذا التعليق
شارك

وها أنا أعيد الرد على أبي مالك أخي الكريم يوسف:

 

 

أخي أبو مالك جزاك الله خيرا ولكن من الذي قال بالتقليد في العقيدة؟

 

المقصود بقولنا أن العقيدة بالاتباع وليس بالابتداع هو تفاصيل العقيدة أي مادّتها وليس أدلتها الكلية كالإيمان بأن الله حق وأن الرسل حقّ وأن القرآن حقّ، فهذه كلها أدلتها برهانية عقلية - فطرية وجدانية، إذ طرحها القرآن كلها بأدلة برهانية عقلية تخاطب الفكر وتقيم الحجة (وبهذا ينتفي التقليد) وكذلك طرحها بخطاب شديد التأثير على الوجدان بحيث يستنقذ منه أعماق الفطرة التي خلقت أصلا على الإيمان والتوحيد كما أخبرتنا النصوص

 

أما المقصود باتباع فهم القرون الثلاثة المفضلة تحديدا في قضايا الغيبيّات عموما (وليس الاجتهاد على الواقع) فهو معروف عند أهل السنة قديما منذ أبي حنيفة والشافعي وسائر الأئمة وليس كما ذهبت إليه إطلاقا، أي إن الأمر شرعي أولا، وواقعي ثانيا

 

هو واقعي لأن هناك الكثير من القضايا التي أجمعت عليها هذه القرون المفضلة (وليس كمثال اختلاف ابن عباس والسيدة عائشة) فنحن نتحدث عما تم الإجماع عليه في هذه القرون، وهذا لا يخرج عن كونه هو الحق المأثور، والمقصود ليس في القضايا التي يتوصل إليها العقل وإنما في تفسير جمل العقيدة المذكورة في الكتاب والسنة

 

فكما تعلم أن الذي حدث في تاريخ الأمة منذ القرن الثالث بشكل خاص وبعده هو نشوء وتطور الفرق تأثرا بالحضارات المختلفة وهذه الفرق كانت تعتمد على فهمها وتأويلها العقلي لتفسير جمل الاعتقاد (وليس الحديث عن أدلة أن الله حق والقرآن حق والرسل حق إلخ) وكان الحل هو الرجوع إلى ما أجمع عليه أئمة هذه القرون الثلاثة المفضلة المشهود لهم من الأمة وأخذ ما اجمعوا عليه من تفسير نصوص الاعتقاد والغيبيات الواردة في الكتاب والسنة، فالقول بأن الحل هو الرجوع إلى الكتاب والسنة جميل ولكن الواقع كان أن كل هذه الفرق كانت تدلل على صحة آرائها من خلال الكتاب والسنة وحتى لا يتم تحريف هذه النصوص ودلالاتها تم الرجوع إلى إجماع الأئمة وهو عمليا النقل الأمين لِما كان عليه الصحابة أي الجماعة الأولى

 

فهل هناك من المعاصرين من هو أوثق في نقل المعتقد الصحيح عن الصحابة من هؤلاء الأئمة كالشافعي ومسلم والبخاري وأحمد وسفيان الثوري وأبو زرعة وسفيان بن عيينة والحسن البصري ومالك وغيرهم؟ والمقصود مرة أخرى ما أجمع عليه هؤلاء خروجا من الخلاف وليس تبني رأيا شذ به أحدهم على أنه هو الاعتقاد القطعي السليم. بل ما أجمعوا عليه هو الصواب وهو ما كان عليه الصحابة فالحديث الذي بين طريق النجاة من التفرق جاء فيه أن طريق الحق هو "ما أنا عليه وأصحابي" وهذا هو مفهوم أهل السنة والجماعة وما كان عليه الرسول بعضه اختلف فيه ، فنعود لِما أجمع عليه الصحابة في فهمه وحين لا يرد نصوص عنهم يكون ما أجمع عليهم الجيل التالي لهم هو الحق ("خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وهي ليست خيرية عبثية لا مقتضى لها بل يترتب عليها قربهم من منابع العلم أي الصحابة الذين عاصروا النبي). وحتى مع اختلافهم فإن الحق لا يخرج عن اختلافهم، أي لا يتم ابتداع رأي جديد في تفسير قضايا العقيدة خارجا عنهم وهذا هو موقف أحد قدماء الأئمة وهو الإمام أبو حنيفة

 

وأتفق معك تماما في أن ما اختلفت فيه فرق أهل السنة في تفاصيل الصفات وغيرها مما لم يرد له حسم في كتاب الله أو في إجماع القرون المفضلة الأولى أن هذا مما لا ينبغي إشغال الأمة به وأنه تفريق للأمة على حساب القضايا المسيسة بها ونحن في دعوة أهل السنة والجماعة نعمل على التجميع لا التفريق ونوضح دائما أن المقصود بأهل السنة والجماعة ليس السلف فقط وإنما هو مسمى يضم فرق أهل السنة خلاف أهل البدع وفرق أهل السنة هذه هي: السلف، أشاعرة السنة، مرجئة الفقهاء أتباع أبي حنيفة. وهؤلاء معظم الخلاف بينهم هو خلاف اصطلاحات أي خلاف لفظي، ونحن نوسع صدورنا لهم بل كتبنا تحوي استدلالات من أشاعرة ومرجئة الفقهاء لنجمع لا لنفرق ولنبين أن هذه الأمة أمة واحدة وأن الخلافات الموجودة معظمها خلاف اصطلاحي

 

لكن مع ذلك لا نخجل من أن نبين انحرافات بعض التوجهات الأخرى من الأشاعرة مثل المذهب الذي يسيطر على الأزهر في عصرنا ومواقف رئاسة الأزهر الحالية ما هي إلا انعكاس لكثير من الانحرافات العقدية والمنهجية لديهم وآخرها كان القول بأن قضية الدستور لا يدخل فيها الشرع وهذا من الإرجاء الذي يتوافق مع الطرح العلماني المعاصر

 

سأنقل لكم كلام الإمام أبي حنيفة في الموضوع (وهو إمام أهل الرأي وكلامه له دلالة عظيمة!):

 

1 - قال – رحمه الله - : ( إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته ، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله والآثار الصحاح عنه التي فشت في أيدي الثقات عن الثقات ، فإذا لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه من شئت وأدع قول من شئت ثم لا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم ، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب … فلي أن أجتهد كما اجتهدوا ) الصيمري في كتاب أخبار أبي حنيفة ( 10 )

 

2 - وقال أيضاً : ( ما بلغني عن صحابي أنه أفتى به فأقلده ولا أستجيز خلافه ) شرح أدب القاضي ( 1 / 185 – 187 )

 

3 - وقال أيضاً : ( من كان من أئمة التابعين وأفتى في زمن الصحابة وزاحمهم في الفتوى و سوغوا له الاجتهاد ، فأنا أقلده ، مثل شريح ، و الحسن ، ومسروق بن الأجدع ، وعلقمة ) ذم الكلام وأهله ( 5 / 207 )

 

4 - وعن أبي يوسف قال : ( سمعت أبا حنيفة يقول : إذا جاء الحديث عن النبي

sallah.gif

عن الثقات أخذنا به ، فإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم ، فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم ) أخبار أبي حنيفة ( 10 – 11 )

 

5 – قال الفضيل بن عياض : ( كان إذا وردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه ، و إن كان عن الصحابة والتابعين ، وإلا قاس وأحسن القياس ) تاريخ بغداد ( 13 / 339 – 340 )

 

6 – قال ابن المبارك سمعت أبا حنيفة يقول : ( إذا جاء عن النبي

sallah.gif

فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء عن الصحابة نختار من قولهم ، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم )

ينظر : إعلام الموقعين ( 4 / 123 )

 

7 - وقال يحيى بن الضريس : ( شهدت سفيان الثوري وأتاه رجل له مقدار في العلم والعبادة فقال له يا أبا عبد الله ما تنقم على أبى حنيفة قال وماله قال سمعته يقول قولا فيه إنصاف وحجة أني آخذ بكتاب الله إذا وجدته فإن لم أجده منه أخذت بسنة رسول الله

sallah.gif

والآثار الصحاح عنه التي فشت في أيدي الثقات عن الثقات فإذا لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه من شئت وأدع قول من شئت ثم لا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب وعدد رجالا قد اجتهدوا فلي أن اجتهد كما اجتهدوا ) تاريخ ابن معين رواية الدوري ( 4 / 63 ) الانتقاء لابن عبد البر ( ص 143 )

رابط هذا التعليق
شارك

أما الأخ الكريم علاء فإن كانت رغبتك عدم النقاش والحوار فتلك مشكلتلك وحدك ولا أرى معنى لحث الآخرين على الامتناع عن النقاش

 

المشكلة يا إخوان أنني أستطيع كذلك أن أقول بالدعاوى وأقول هذا النقاش معه مضيعة أو أقول لآخر أنت ترد بردود منطقية وليست شرعية إلخ............. لكن فعلا أنا أطرح مضمونا ويجب معالجة المضمون بالتفصيل بما فيه ما أرفقه من محاضرات..... هذا لمن يريد الحوار الجاد والوصول إلى الحق وهذا لا يحتاج إلى كثير جدل هنا وإنما إلى إخلاص واستماع وتأن وموضوعية في البحث والمواد التي أعرضها خصوصا الفيديوهات الأخيرة مهمة في الموضوع ولطالب الحق أن يتابعها كاملة وسيظهر له الكثير مما كان يظن لسنوات أنه حق مطلق وبارك الله بكم

رابط هذا التعليق
شارك

بل هي مشكلتك في النقاش و قد ذكرتها لنا عدة مرات أن النقاش على النت غير مجدي و في رسائلك الخاصة معي ذكرتها ، مما يدل أن لديك مشكلة حقيقية في النقاش لذا أحث الشباب الواعي فعلا على عدم تضييع أوقاتهم في نقاش شخص لا يرى فائدة من النقاش أصلا و هذا كلامك على الخاص:

 

(وسوف أعود لما قلت عنه من منهج وهو

 

1-

طرح أدبيات الدعوة وإصداراتها لنشرها

2-

تلقي المعلومة من النت

 

واما النقاشات فهي صعبة على النت لأنها تستنفد الوقت ومن الصعب إقناع شخص من خلالها وأنا شخصيا أفضل طريقة ترك الأخ ليقرأ بوعيه.

..)

 

لذلك النقاش بهذه النية معك عديم الفائدة. تشرفت بمعرفتك.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...