اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أبو فرقان - ولاية تركيا: تداعيات أزمة حزب العمال الكردستاني


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

خبر وتعليق

 

تداعيات أزمة حزب العمال الكردستاني

 

 

الخبر :

 

 

نشرت صحيفة راديكال واسعة الانتشار في تركيا بتاريخ 11/02/2013م خبراً جاء فيه: (اجتمع رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بممثلي المنظمات غير الحكومية وأصحاب الرأي... وقد تطرق إردوغان في الاجتماع إلى الحديث عن عملية جزيرة إيمرالي على أمل التوصل إلى حل، فقال: "إن عملية جزيرة إيمرالي تحتاج إلى مساندة مهمة من مدينة قيصري كما تحتاج إلى مساندة أي مدينة أخرى، فنحن على أمل بالتوصل إلى حل، وإن حل المسألة مكسب للجميع فستتمكنون من أداء أعمالكم براحة، والعملية في مصلحة الجميع أيضا، وإنني عازم على حل المسألة ولو أدى ذلك إلى فقداني للسلطة، كما أني سأبذل ما بوسعي لحل المسألة").

 

 

 

التعليق :

 

يبدو أن أمريكا التي رفعت دعمها عن حزب العمال الكردستاني منذ سنوات، والتي رأت التخلص من التنظيم المسلح البالي في حزب العمال الكردستاني وتحويله إلى تشكيلات أكثر شفافية وديمقراطية وليبرالية بحيث تندمج هذه التشكيلات في الأنظمة الديمقراطية وتكون بمثابة استراتيجية ذات فعالية أكبر، تسرع الجهود الرامية للتخلص الكامل من تنظيم حزب العمال الكردستاني.

ومن أبرز المؤشرات على ذلك انشغالُ حكومة حزب العدالة والتنمية والإعلام لأشهر عدة في حل مسألة حزب العمال الكردستاني. ولكن ما يلفت الانتباه أنه بالرغم من أن أمريكا قبل سنوات عدة قررت إشراك حزب العمال الكردستاني في الحياة السياسية إلا أنها اختارت هذه الفترة بالذات لتنفيذ قرارها. إن تم حل مسألة حزب العمال الكردستاني في فترة حكومة حزب العدالة والتنمية وإن لم يتم حلها فإبقاء المحاولات لحلها على قائمة الأحداث الساخنة ليس إلا تمهيدا لحصول حزب العدالة والتنمية على السلطة مرة أخرى في الانتخابات المقبلة.

 

أو إنهم بعبارة أخرى يريدون إظهار أن حكومة حزب العدالة والتنمية قامت بحل مسألة حزب العمال الكردستاني أو أنها بذلت أقصى الجهود لحل المسألة، وهم يريدون بذلك خداع الشعب التركي المسلم مرة أخرى لحصول حزب العدالة والتنمية على السلطة.

إن حل مسألة حزب العمال الكردستاني، على الرغم من أنها عملية صعبة جدا، لن تكون نتيجته لمصلحة الشعب التركي المسلم، بل ستكون لخدمة ترسيخ سياسة أمريكا في تركيا على يد حزب العدالة والتنمية.

 

وبهذا الشكل سيرسخون قناعة لدى الشعب بأن الديمقراطية والشفافية والحرية هي عناصر فعالة في حل المشاكل الاجتماعية، مما سيؤدي إلى نتائج غادرة جدا وسامة؛ لأن الشعب التركي المسلم بهذا الشكل وبسبب حكومة حزب العدالة والتنمية سيبدأ البحث عن حلول لجميع مشاكله سواء في النواحي الدينية أم النواحي الأخرى في نطاق المفاهيم الديمقراطية والحرية. وبذلك سيغرق تماما في بحر الأفكار السامة.

لذلك فإن قول رئيس الوزراء إردوغان: "وإنني عازم على حل المسألة ولو أدى ذلك إلى فقداني للسلطة" ليس لكون الحل في مصلحة الشعب التركي المسلم، بل على العكس من ذلك فإنما هو لتوطيد إستراتيجية أمريكا تجاه تركيا.

 

وإن الدعم الصريح من أمريكا لهذه المبادرة، أي مبادرة حل مسألة حزب العمال الكردستاني بقيادة إردوغان، يعد أبرز دليل على ذلك. كما أن جواب أوباما على سؤال الصحفية بينار أرسوي من صحيفة ميلييت حول حل مسألة حزب العمال الكردستاني: "إن الحل السلمي لن يكتفي بتحسين حياة الملايين من المواطنين الذين يقطنون في منطقة جنوب شرق تركيا والذين تعرضوا لسوء معاملة شديدة فقط، بل سيكون في الوقت نفسه عبارة عن الأمن والازدهار لكافة الشعب التركي، وطوال الأجيال المتعاقبة" هو دليل آخر كذلك.

والآن نود أن نسأل التالي: يا ترى ما هو الأمن والازدهار الذي يقصده أوباما؟؟ هل هو أمن وازدهار الشعب التركي المسلم، أم هو أمن وازدهار مفاهيمه الكافرة من مثل مفاهيم الحكومة المدنية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، التي سوقها ولا يزال يحاول تسويقها لكافة بقاع العالم الإسلامي؟؟

 

 

 

أبو فرقان - ولاية تركيا

 

 

 

11 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/02/21م

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...