اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أبو يحيى عمر بن علي: التناقض في أقوال وأفعال النظام السوداني


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

التناقض في أقوال وأفعال النظام السوداني

 

 

 

الخبر:

الأول: أوردت صحيفة الانتباهة السودانية (عدد 2505، ص 2) تحت عنوان: حريات واسعة لوصول المنظمات للمتضررين، ما يلي:

 

أكد مفوض عام العون الإنساني د.عبد الرحمن سليمان عبد الرحمن حرص الحكومة على إعطاء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأجنبية والوطنية أقصى درجات الحرية في الحركة لتأدية دورها والوصول للمتضررين بالسرعة المطلوبة، انتهى.

الثاني: جاء في عدد السبت، 23/2/2013، من جريدة الرأي العام السودانية تصريح لوزير الدولة بوزارة العمل، ومقرر القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم الرئيس في السودان) أحمد كرمنو تحدث فيه قائلا: نحن مخترقون اختراقا كبيرا من قبل المنظمات الأجنبية، كما ذكر بأن ثلاثة ممن سموا بالمرتزقة البيض في الهجوم الأخير لحركات التمرد في منطقة مفو هم مديرون لمنظمات تطوعية أجنبية.

 

 

 

التعليق:

 

المتحدث الأول يقف على رأس مفوضية العون الإنساني في السودان، وهي جزء من الجهاز التنفيذي. والمتحدث الثاني وزير دولة في الجهاز التنفيذي لجمهورية السودان ومقرر للقطاع السياسي للحزب الحاكم الرئيس، صاحب أكبر عدد من مقاعد الجهاز التنفيذي في السودان!!! أيعقل هذا؟ الإجابة:

نعم!

 

ولا نذيع سرا إن أشرنا إلى أن التناقض في الأقوال والأفعال قد صاحب المتنفذين من أبناء الحركة الإسلامية منذ مجيء ثورة الإنقاذ في 1989. وذلك في تقديري عائد لأسباب عدة أذكر بعضها تمثيلا لا استقصاء فيما يلي:

1. عدم وجود فكر سياسي مبدئي تفصيلي واضح تدار على أساسه الدولة. فالحركة الإسلامية حين قامت بالاستيلاء على الحكم لم يكن لديها تصور واضح تفصيلي عن شكل الدولة ولا دستورها ولا أي شيء مما يتعلق بطبيعة القوانين التي يجب على الناس اتباعها في تنظيم شئون حياتهم وعلاقاتهم. فالإسلام في نظر هؤلاء لا يشكل بعقيدته قاعدة فكرية يجب أن تنبثق منها وتبنى عليها أنظمة الدولة والمجتمع، وإنما هو دين يدعو لفضائل الأخلاق ويهذب النفس.

 

2. عدم اليقين الراسخ، والذي يظهر أثره في الأعمال والأقوال، بأن الثبات على الأفكار والمفاهيم الإسلامية هو الذي يجلب النصر في الدنيا والنجاة في الآخرة. مع العلم بأن أفكار الإسلام ومفاهيمه وخصوصا ما يتعلق بالحكم والسياسة أصابها ما أصابها من التعمية والتغييب.

3. التبعية الفكرية والسياسية للغرب والشرق وعدم تصور أمور الحكم والسياسة إلا بمنظورهما. فلا يمكن لهؤلاء أن يتصوروا وجود دولة لا تكون عضوا في المنظمات الإقليمية والدولية ولا تخضع لقراراتهما.

 

4. غياب فكرة كلية قامت على أساسها الدولة تجعل طموح هؤلاء لا يتعدى الكرسي الذي يجلسون عليه، وتكون آمالهم وأحلامهم كأحلام العصافير. فلا توجد فكرة تود الدولة أن تحملها لغيرها من الشعوب والأمم فتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس.

 

 

 

إن الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها قد ابتليت بأمثال هؤلاء مع اختلاف بسيط في درجات السوء وإن الأمل في الخلاص يكمن في جعل عقيدة الإسلام وأحكامه المحرك للفرد والجماعة، حتى تشرق الأرض بنور ربها وترفرف رايات العقاب فوق قصور الحكم في بلادنا من جديد، وإن بذل الوسع واستفراغ الطاقة في بيان أحكام الإسلام ومعالجاته الصحيحة للناس في أيام الربيع العربي هذه من صالحات الأعمال بلا خلاف!

اللهم إنا نسألك يقينا راسخا وعملا خالصا متقبلا ودعوة لا ترد ونسألك اللهم النصر والتمكين في الدنيا والنجاة في الآخرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو يحيى عمر بن علي

 

 

 

 

 

 

18 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/02/28م

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...